- صحيفة 'النهار' نقل زوار الرئيس عنه تمسكه باجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في مواعيدها الدستورية، اذا لم ينجز القانون الجديد بتعديلاته التي تناقش في مجلس النواب.وعلم ايضا ان النائب هادي حبيش بحث مع الرئيس في تعيين الهيئة الناظمة للطيران المدني، تمهيدا لتشغيل مطار رينيه معوض في القليعات بعكار، ونقل عنه اهتمامه بهذا المرفق الحيوي للشمال خصوصا وللبنان عموما.
وفي السرايا افتتحت مساء امس اعمال الدورة السادسة للجنة العليا اللبنانية – الاردنية المشتركة برئاسة رئيسي حكومتي البلدين الحريري والرفاعي بتوقيع 16 اتفاقا ومذكرة تفاقم وبروتوكولا لتقوية التعاون بين البلدين.
وخلال مأدبة عشاء تكريمية لرئيس الوزراء الاردني، قال الحريري: 'ان الاتفاقات الجديدة نريدها خطوة اضافية على طريق وضع منطقة التجارة الحرة بين بلدينا موضع التنفيذ، كما على طريق الانفتاح الاقتصادي الكامل مع الدول العربية المجاورة وصولا الى اقامة السوق العربية المشتركة وهو كما تعلمون كان احد ابرز طموحات الرئيس الشهيد رفيق الحريري'. ولفت الى ان التبادل التجاري بين البلدين بلغ حجمه العام الماضي 300 مليون دولار، فيما وصل عدد الزائرين الاردنيين للبنان الى نحو 225 الفا بفعل الغاء التأشيرات بين البلدين.اما الرفاعي، فقال ان الاردن 'سيمضي في موقفه الثابت والملتزم دعم الدولة اللبنانية وعملها من اجل صون استقلال لبنان وحرية قراره وفرض سيطرة الدولة على كامل الاراضي اللبنانية ودعم جهودها لاستعادة كامل اراضيها المحتلة وفق ما تضمنته الشرعية الدولية'.
وبعد المأدبة زار الحريري والرفاعي ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقرآ الفاتحة على روحه وعلى ارواح رفاقه ثم جالا في ارجاء جامع محمد الامين بوسط بيروت.والتقى رئيس الوزراء الاردني، الذي يزور لبنان مدة يومين، ايضا، الى الرئيس سليمان، رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وفي زيارة هي الاولى للسرايا، استقبل الرئيس الحريري امس السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي. ووصفت زيارته بأنها بروتوكولية وللتعارف. وتأتي خطوة السفير السوري قبل زيارة مرتقبة لرئيس الحكومة ووفد وزاري لدمشق مطلع الشهر المقبل لاجراء محادثات مع نظيره السوري محمد ناجي عطري والوزراء المعنيين في شأن ملفات التعاون المشتركة.
وأطل ملف الانتخابات البلدية والاختيارية خلال لقاء الرئيس بري مع عضو هيئة مكتب مجلس النواب مروان حمادة امس في عين التينة. وتوقف حمادة عند التعثر الذي نشهده في مناقشة قانون الانتخابات البلدية أمام اللجان الثلاث الموزعة'، ونقل عن الرئيس بري تأكيده انه سيدعو بعد زيارته لتركيا نهاية الاسبوع هيئة مكتب المجلس ورؤساء ومقرري اللجان 'لايجاد الحلول الناجعة لهذا التخبط، اذا بقيت الامور على حالها'.
وعلمت 'النهار' ان جميع المعنيين بهذا الاستحقاق يتصرفون على أساس 'اقتراب ساعة الحقيقة' لتحديد الخيار النهائي حيال اجراء الانتخابات في موعدها في ايار المقبل. فوزير الداخلية والبلديات زياد بارود ملزم بموجب القانون الدعوة في 2 نيسان المقبل الى اجراء الانتخابات، فيما يصر الرئيس بري على الحصول على تعهد ان النسبية اذا ما اعتمدت في الانتخابات البلدية فيجب ان تعتمد ايضا في الانتخابات النيابية سنة 2013 حيث تتداخل العناوين المتصلة بسن الاقتراع وحق المغتربين في المشاركة في التصويت، اضافة الى ما يطرح من اصلاحات تضمنها مشروع القانون المعجل الذي أحالته الحكومة على مجلس النواب. وعلم ان الرئيس بري، اذا ما قرر الخطوة التالية نيابيا، فلن تكون قبل الاثنين في 29 آذار الجاري، مما يعني ان أياما قليلة تبقى فاصلة عن 2 نيسان.
وفيما أخذ موضوع الهبة الاميركية لقوى الامن الداخلي طريقه الى النقاش القانوني والدستوري ضمن لجنة الاعلام والاتصالات النيابية، علم ان الاجتماع المقبل سيكون بعد اسبوعين وذلك لمصادفة الموعد المقرر الخميس المقبل عيد البشارة، اضافة الى زحمة اجتماعات للجان النيابية الاسبوع المقبل
ـ صحيفة 'الأخبار'
(...) لعلّ بعض مغازي المآخذ السورية تكمن، على الأقل بالنسبة إلى ما سمعه متردّدون على دمشق في أوقات متفاوتة، في الآتي: ـــــ لا تعوّض المكالمات الهاتفية الدورية الحاجة إلى موفدين شخصيين ذوي صدقية يتنقلون بين الرئيسين، وآخرين يجرون حوارات دائمة مع الاستخبارات السورية المعنية ببعض الملفات اللبنانية بغية تحقيق أوسع تنسيق ممكن. ـــــ تودّ أن تشعر بحرارة تعاون سليمان معها، وهو ما تتوقعه من رئيس الحكومة سعد الحريري بعد مصالحته الرئيس بشّار الأسد والنظام السوري على السواء. بل تأخذ على الحريري قلة حماسته إلى وضع ما اتفق عليه مع الأسد موضع التطبيق، إلى حدّ أشعر هذا التصرّف مسؤولاً سورياً بتردّد الحريري، وحمله على القول: إذا كانت نظرته إلى العلاقات المميّزة مع سوريا على هذا النحو، فليمضِ بها.
- صحيفة 'السفير'
هل تتعرض شركة طيران الشرق الأوسط ـ الخطوط الجوية اللبنانية إلى ما يشبه المؤامرة لتقليص نشاطها أم أنها ضحية لسوء الأداء وعدم الدراية والتطبيـق العشـوائي للقـوانين في ما يتصل بالأجواء المفتوحة؟
إن ما يحدث في مطار رفيق الحريري الدولي من فتح الأجواء غير الواقعي وغير المدروس، من قبل الطيران المدني، ومن دون الوقوف على رأي الشركة الوطنية جعل إدارة طيران الشرق الأوسط تتوجه بمذكرة إلى رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي للمطالبة بتطبيق الأجواء المفتوحة وفق الضوابط والنصوص القانونية والقواعد والأنظمة التي تنظم المنافسة.
وعلى الرغم من إيجابية تعاطي رئيس الحكومة ووزير الأشغال في بحث سبل تطبيق الضوابط محافظة على مصلحة الشركة الوطنية، فإن الأذونات بالرحلات الإضافية أعطيت لمزيد من الشركات، ومن الأمثلة:
- إعطاء الشركة الكويتية الحق بتسيير 10 رحلات بين الكويت وبيروت، على الرغم من أن نسبة التعبئة من الركاب قليلة.
- زادت الخطوط الجوية التركية رحلاتها اليومية إلى خمس رحلات بين بيروت واسطنبول بينما تسعى الخطوط الجوية اللبنانية لرفع رحلاتها إلى اثنتين يومياً. والمفارقة هنا أن &laqascii117o;الميدل ايست" طلبت تسيير رحلة صباحية ورحلة في السادسة مساءً إلا أن السلطات التركية رفضت الطلب وحددت موعد الرحلة الثانية بعد منتصف الليل وهو موعد رحلة الطائرة التركية حتى لا تنافس &laqascii117o;طيران الشرق الأوسط" الخطوط التركية على ركاب بيروت.
هل هذه الممارسات ناتجة عن سوء الأداء أم سوء النية أو التآمر لضرب التجربة الناجحة للشركة الوطنية التي تحولت من شركة خاسرة إلى شركة مربحة وتملك أسطولا حديثاً من الطائرات؟ أم أن الاستهداف هو لضرب حصرية الشركة وإضعافها قبل العام 2012 تاريخ انتهاء الحق الحصري للشركة اللبنانية في نقل الركاب؟
هناك معلومات تفيد أن شركات عربية وغير عربية مدعومة من دولها عرضت على شخصيات وشركات لبنانية أن تؤسس شركات طيران تابعة لها وبدعم مباشر من هذه الدول والشركات الخارجية، تحت شعار المنافسة لتجعل من بيروت مركزاً أو محطة أساسية لتسيير رحلاتها إلى الدول العربية والأوروبية والآسيوية. بعض هذه الشخصيات لها علاقة بقطاع الطيران وحتى في شركة طيران الشرق الأوسط، خصوصاً من قبل الشركات العربية الكبرى التي تعرضت لخسائر نتيجة الأزمة المالية والتي تسعى الى التعويض بفتح أسواق جديدة. إضافة إلى وجود شركات مدعومة من حكوماتها تسعى إلى إخراج شركات أخرى أو المنافسين لها من السوق ولو على حساب تحمل الخسائر بتقديم أسعار إغراقية وتسيير عدد من الرحلات تفوق عدد الركاب المسافرين على متنها.
أكثر من ذلك فإن إدارة الطيران المدني تدرس طلبات لبعض الشركات العربية والأجنبية تسمح بإدخال ركاب الدرجة الأولى من قاعة الطيران الخاص، وهو أمر يخالف كل قواعد الطيران التجاري. وقد ابلغ هذا الطلب إلى بعض المرجعيات المعنية في الحكومة التي ستمنع اتخاذ مثل هذه القرارات، لأن مثل هذا الأمر يعطي أفضليات للشركات التجارية الأجنبية على الشركة الوطنية إضافة إلى مخالفته قواعد الطيران التجاري في العالم وفي لبنان.
في التفاصيل، فإن إدارة شركة طيران الشرق الأوسط لاحظت، منذ تشرين الأول من العام 2009، أنها بدأت تعاني تراجعاً كبيراً في ربحيتها يصل الى 6 ملايين دولار شهرياً مقارنة مع الفترة ذاتها من العام السابق. بما يعني أن أرباحها تراجعت حوالى 30 مليون دولار خلال خمسة أشهر.
وكشفت الشركة في كتابها إلى رئيس مجلس الوزراء وإلى وزير الأشغال العامة، أن الدراسات حول أسباب تراجع الأرباح بينت أن الزيادات الكبيرة في عدد الرحلات أدى إلى إغراق في السعة المعروضة، وهو السبب الأساسي في تراجع نسب التعبئة على كافة شبكة الخطوط، وبالتالي إغراق الأسعار في العديد من الخطوط، الأمر الذي رتب آثاراً ونتائج سلبية على الشركة.
وتجدر الإشارة إلى أن شركة طيران الشرق الأوسط حققت أرباحاً خلال العام الماضي بلغت حوالى 105 ملايين دولار وهو رقم قياسي في ظل الأزمة المالية العالمية بين شركات الطيران في المنطقة.
وترى مصادر في الشركة رداً على سؤال حول انعكاسات استمرار الخطوط الاغراقية، انه في ظل هذا الواقع فإن الشركة إما أن تضطر إلى الخروج من عدد لا يستهان به من الخطوط التي تشغلها حالياً، أو الاندفاع نحو زيادة عدد رحلاتها للحفاظ على حصتها من السوق، مع علمها المسبق أن السعة التي ستعرضها ستفوق الطلب، وأن نسبة التعبئة على رحلاتها والمردود سينخفضان بشكل كبير بما يجعلها تتعرض لمزيد من الخسائر.
ومن المعروف أن تراجع أرباح الشركة بهذا الشكل هو نتيجة القرارات الاغراقية المتخذة، والتي ضاقت بها قدرات الخدمات في مطار رفيق الحريري نظراً لتعدد الرحلات للشركة الواحدة والتي ستتضخم في صيف العام الحالي، سيؤثر على الوضع المالي والاقتصادي في غير اتجاه:
1ـ النقطة الأولى أن قيمة طيران الشرق الأوسط التي قدرت بمليار دولار، نتيجة أرباحها في العام الماضي على أساس ربح 100 مليون دولار سنوياً، ستتراجع إلى النصف من حيث التقييم في حال استمرار تراجع الأرباح.
2ـ النقطة الثانية هي الانعكاس على عائدات الخزينة على اعتبار أن أرباح شركة طيران الشرق الأوسط تدخل في أرباح مصرف لبنان كونه المالك لهذه الشركة. وحسب القانون فإن 80 في المئة من أرباح مصرف لبنان تعود إلى الدولة وتحول سنوياً ففي حال تراجع الأرباح بهذا الشكل الكبير فإن الخزينة ستخسر حوالى 80 مليون دولار من العائدات السنوية.
3ـ النقطة الثالثة والاهم أن تعرض طيران الشرق الأوسط لتراجع الأرباح وتدني القيمة السوقية سيمنع طرح أسهمها أو بعض أسهمها في البورصة كما كان مقرراً من قبل مصرف لبنان والحكومة في إطار الخصخصة، على اعتبار أن قيمة الأسهم ستكون اقل مما كان مقدراً لها في نتائج أرباح العام الماضي التي فاقت المئة مليون دولار.
مذكرة الشركة إلى رئيس الحكومة
إزاء هذه المخاطر التي شعرت بها إدارة الميدل ايست من السياسة التمييزية لإدارة الطيران المدني ضمنت مذكرتها إلى الرئيس الحريري ووزير الأشغال شكاوى أساسية أهمها:
أن الشركة &laqascii117o;قامت بالمطالبة بتطبيق ما نص عليه اتفاق تحرير الأجواء بين الدول العربية المبرم في لبنان بموجب القانون رقم 740/2006 حيث نصت تحت باب الضمانات بحق كل دولة في فرض تجميد مؤقت للسعة كإجراء استثنائي في حال حدوث انخفاض سريع وكبير في مشاركة الطرف المعني في السوق.
ناهيك عن ان القدرة الاستيعابية في المطار قد وصلت إلى ذروتها في الصيف السابق وتجربة السفر لم تكن كما نشتهي في مطار رفيق الحريري الدولي مما يعني ضرورة تحديد عدد الرحلات لتخفيف الأعباء عن المسافرين.
لقد درجت ادارة الطيران المدني في لبنان على تطبيق قرارات سياسات الأجواء المفتوحة وقوانين تحرير النقل الجوي بصورة غير عادلة وتمييزية دون ان تأخذ بعين الاعتبار الضوابط التي تؤمن المنافسة العادلة والشريفة والتي نص عليها القانون المذكور وعلى سبيل المثال:
ـ تتمتع شركة/ شركات النقل الجوي المعينة من قبل أي من الدول الأطراف بفرص عادلة وبدون تمييز لممارسة الحقوق المنصوص عليها في هذا الاتفاق بغرض تمكينها من المشاركة بفعالية في توفير خدمات النقل الجوي في ما بينها، وذلك وفق قواعد المنافسة الواردة في الاتفاق.
وأكد هذا الاتفاق السعي لوضع ضوابط وإنشاء آلية تكفل حداً أدنى لمنع الممارسات التنافسية غير الشريفة وحددت ضوابط عدة وضمانات ينبغي مراعاتها من اجل الوصول الى تنافس عادل، وبين هذه الضمانات:
1ـ عدم فرض تعرفة مفرطة الانخفاض بشكل يرجح أن تترتب عليها آثار سلبية على شركة/ شركات النقل الجوي المعينة المتنافسة (اغراق الأسعار).
2ـ فرض سعة إلى السوق تزيد كثيراً عن الطلب المتوقع، مما يرجح أن يكون له تأثيرات سلبية كبيرة على شركة / شركات النقل الجوي المعينة المتنافسة (إغراق السعة).
3ـ توزيع السعة بين عناصر السوق وأجزائه بطريقة تمييزية دون ضرورة.
ولكي تتمكن إدارة الطيران المدني من تطبيق هذه القواعد، من البديهي أن تستمع الى رأي شركة الطيران الوطنية أسوة بما تفعل البلدان الأخرى، الأمر الذي طالبها فيه وزير الأشغال العامة والنقل.
إن ما تسعى إليه الشركة الوطنية ليس إلا للمنافسة الشريفة ضمن سياسة الأجواء المفتوحة لكي يمكنها الحفاظ على مساهمتها الفعالة وتأدية قسطها الكبير في ازدهار الاقتصاد اللبناني ورفع مستوى النقل الجوي من وإلى مطار رفيق الحريري الدولي".
وقد ختمت ادارة الشركة مذكرتها للحريري بالقول &laqascii117o;إننا نتوجه إلى دولتكم بطلب تطبيق سياسة الأجواء المفتوحة بصورة عادلة وفقاً للضوابط المنصوص عنها قانوناً في لبنان والبديهية في مختلف قوانين المنافسة المشابهة في العالم، بما يضمن مصالح الاقتصاد اللبناني وفي نفس الوقت يحفظ مصالح الشركة الوطنية وقيمتها السوقية".
- صحيفة 'اللواء'
الاجواء في قصر بعبدا لا توحي للزائر بأن الزوبعة السياسية التي سببتها الحملة المفتعلة على رئيس الجمهورية قد وصل رذاذها الى المقر الرئاسي الذي يحافظ هذه الايام على نشاط الحركة اليومية، الهادئة والفاعلة بمعزل عن صخب السجالات السياسية المحتدمة حول اكثر من ملف خلافي.
الرئيس ميشال سليمان لا يعير الحملة الممنهجة ضده اي اهتمام، وكبار مساعديه ينصرفون الى متابعة المهمات المكلفين بها، واعداد الدراسات والملفات حول بعض القضايا المطروحة، دون الالتفاف الى الضجة المصطنعة ضد الرئيس وما يرافقها من تطاول على مقام الرئاسة الاولى.
وعندما تسأل الرئيس عن رأيه الشخصي بأسباب هذه الحملة المفاجئة، يأتيك الجواب على الفور: لا اريد الخوض في متاهات السجالات الدائرة، وخلفيات هذه الحملة التافهة، واللبنانيون يتابعون ما نقوم به يومياً من مهمات صعبة، ويدركون اهمية ما حققناه حتى الآن من انجازات سياسية واقتصادية وامنية، ساهمت الى تعزيز حالة الاستقرار والانتعاش التي يعيشها لبنان حالياً، وتحقيق معدل نمو قياسي وصل الى تسعة بالمئة في العام الفائت.
وعندما تلح في السؤال عن اسباب هذا الصمت الرئاسي في التصدي لهذه الحملة الظالمة يجيب الرئيس بكل ثقة: طلبت بالامس من مجلس الوزراء عدم اصدار بيان حول هذه الحملة حتى لا نعطيها حجماً هي في الواقع لا تستحقه، وانا في الاساس احتكم الى هذا الشعب الطيب الذي اولاني الثقة ومنحني كل الدعم والتأييد منذ كنت قائداً للجيش، خاصة في المحطات المفصلية التي واجهناها خلال السنوات الصعبة، واعتقد ان التاريخ سيشهد على الانجازات ويحفظ لكل صاحب حق حقه، بعيداً عن كل هذه الحملات المغرضة.
ولكن ماذا عن العلاقة مع دمشق.. وهل الاتصالات ما زالت مستمرة مع الرئيس بشار الاسد؟
يبتسم الرئيس بهدوئه المعهود، وكأنه يسخر من الاشاعات الملفقة التي تحاول النيل من علاقته الشخصية والقديمة مع الرئيس الاسد:
<اريد ان اطمئن الجميع، خاصة اصحاب الحملات المعروفة، ان الاتصالات مستمرة بيني وبين الرئيس بشار الاسد، حيث نتشاور في القضايا التي تهم البلدين الشقيقين وما يجري حولنا في المنطقة، وذلك من منطلق ايماني باستراتيجية العلاقة مع الشقيقة سوريا، ومن باب الحرص على اقامة افضل العلاقات التي تخدم مصالح الشعبين الشقيقين>.
ويختم الرئيس قبل ان يهم باستقبال رئيس الحكومة الاردنية:
آخر اتصال مع الرئيس الاسد كان بعد عودتي من زيارة المملكة العربية السعودية ومحادثاتي مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، وتبادلنا الرأي بالتطورات الجارية في المنطقة، كما تطرق الحديث الى تشكيل هيئة الحوار الوطني حيث اثنى الرئيس الاسد على العودة الى طاولة الحوار والذي يبقى مفيداً في كل الاحوال.
اسبوع ما قبل الفصح على ان اسبوع ما قبل الفصح المجيد، من المتوقع ان يكون اسبوعاً فاصلاً في الملفات الداخلية، وابرزها: مشروع قانون البلديات، آلية التعيينات الادارية، مواعيد الزيارات اللبنانية الى دمشق، فضلاً عن مشروع موازنة العام 2010 والاعوام السابقة.
وعلى حسم هذه الملفات تتحدد الخطوات اللاحقة كإجراء الانتخابات البلدية في المبدأ ووفق اي قانون، واجراء التعيينات في المراكز الشاغرة في الادارة والمؤسسات العامة ووفق اي آلية، ووضع الموازنة على جدول اعمال مجلس الوزراء قبل تحويله الى مجلس النواب لاقراره خلال شهر نيسان، او التحاقه بموازنات السنوات السابقة والاستمرار بالصرف وفق القاعدة الاثني عشرية، ما دام هناك اتفاق على زيادة النفقات وخلاف على مصادر الإيرادات.
وإذا كان لبنان يتحرك في مقاربة ملفاته الداخلية من زاوية <العلاقة التركيبية> التي تربط وضعه السياسي استقراراً أو انفجاراً، بما يجري في المنطقة، سواء بحسم نتائج الانتخابات العراقية، وطبيعة التسوية المتعلقة برئاسة الحكومة هناك، أو العقبات المحيطة بالمفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية في ضوء بيان اللجنة الرباعية الاخير الذي طالب إسرائيل بالوفاء بالتزاماتها لجهة وقف الاستيطان، أو في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، في ضوء التأرجح المتعلق بموقف الحكومة الروسية من العقوبات ضد طهران.
ومع ضبضبة <التحرش السياسي> الذي اقدم عليه الوزير السابق وئام وهّاب والتزامه بتقديم ايضاحات من على محطة OTV تنفي أي علاقة لسوريا أو للعماد ميشال عون أو لحزب الله بالموقف الذي أعلنه بمطالبة الرئيس ميشال سليمان بالاستقالة ظلت الحركة اللبنانية على خط دمشق في واجهة الاهتمام سواء في ما يتعلق بزيارة العمل التي سيقوم بها الرئيس سعد الحريري، او بالزيارة الموعودة لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، والتي تشير التوقعات إلى احتمال ان تكون قبل انعقاد القمة العربية في ليبيا في السابع والعشرين من الشهر الحالي، والا فانها قد تتأخر إلى ما بعدها، وقبل زيارة الحريري المرتقبة ابتداء من الخامس من نيسان المقبل.
وكانت مصادر دبلوماسية قد توقعت، أمس، ألا تتم زيارة الحريري إلى سوريا قبل منتصف نيسان، وعزت ذلك الى الطابع العملي للزيارة والتي تحتاج الى تحضير جيد من الجانب اللبناني بخصوص الاتفاقيات المبرمة بين البلدين، في اطار الهيئات المشتركة والتي تضم مجموعة وزراء في كل من لبنان وسوريا.
وكشفت المصادر ذاتها عن أن الحكومة السورية طلبت سابقاً تعديل اتفاقيتين، الأولى تتعلق بالنقل والثانية بتشجيع عوامل الاستثمار بين البلدين، مقترحة وضع اتفاقيات جديدة بهذا الخصوص، في حين كانت الحكومة اللبنانية تدرس الاتفاقيات الموقّعة لجهة وضع تصور لامكانية تعديل هذه الاتفاقيات أو إلغاء بعضها.
وقالت انه إذا امكن للوزراء المعنيين الانتهاء من هذه الدراسة، فان على الحكومة وضع جدول أعمال واضح ومحدد، لكي يتم من خلال ذلك وضع رؤية كاملة تتضمن خارطة طريق لتنفيذ الاتفاقيات او تعديلها بالتزامن مع بعضها البعض او على مراحل، وهذا كلّه يتطلب المزيد من الوقت، وقد لا يحصل قبل النصف الثاني من نيسان المقبل، لئلا تصبح أي زيارة او اي اجتماع بين مسؤولي البلدين وكأنه للديكور فقط، وهذا ما لا يحتاج إليه لا لبنان ولا سوريا.
ونفت المصادر أن تكون زيارة السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي للرئيس الحريري في السراي، وهي أوّل زيارة من نوعها على هذا الصعيد، قد تناولت موضوع زيارة الحريري إلى سوريا، لكنها لاحظت انها جاءت بعد أقل من 24 ساعة من الزيارة التي قام بها السفير علي الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
اللجنة المشتركة اللبنانية - الاردنية
وكان الرئيس الحريري قد صرف اهتمامه امس، بمواكبة اجندة ضيفه رئيس الوراء الاردني سمير الرفاعي، الذي زار بيروت لترؤس الجانب الاردني في اعمال الدورة السادسة للجنة العليا اللبنانية - الاردنية المشتركة التي اجتمعت مساء امس برئاسة رئيسي حكومتي البلدين، وأنتهت بالتوقيع على 16 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبروتوكول لتقوية وتطوير التعاون بين البلدين، في المجالات الاقتصادية والصناعية والزراعية، والنقل والتعاون الثقافي والتعليم العالي، والصحة في حين امل الرئيس الحريري بأن يتمكن خلال زيارته المقبلة الى الاردن من توقيع 32 اتفاقية جديدة، بحيث يزيد التبادل التجاري من 300 مليون الى 500 مليون دولار، مشيرا الىان لبنان والاردن يواجهان التحديات نفسها، ان كان على مستوى انعكاسات المخاطر الاقليمية وأهمها تلك الناجمة عن تعنت اسرائيل في وجه الحق الفلسطيني، او على المستوى الاقتصادي والمالي، لافتا الى ان البلدين يتشابهان في كونهما بلدين ترتكز ثروتهما الوحيدة على كفاءة الشباب والقطاع الخاص.
وفي اثناء العشاء الذي اقامه الرئيس الحريري في السراي الكبير مساء امس، تكريما للرفاعي، وحضره الرؤساء امين الجميل، حسين الحسيني، وسليم الحص، والعماد ميشال عون ونائب رئيس المجلس فريد مكاري ونائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر وعدد من الوزراء اللبنانيين والاردنيين اعضاء الوفد، نوّه رئيس الحكومة اللبنانية بنتائج المحادثات التي تمخضت عن الدورة السادسة للجنة العليا المشتركة اللبنانية - الاردنية، معتبرا انها كانت <مفيدة جدا ومثمرة> خصوصا بعد ان انتهت الى توقيع 16 اتفاقية نأمل ان تنعكس بالفائدة على الشعبين اللبناني والاردني.
ووصف الحريري الاتفاقات الجديدة بأنها <خطوة اضافية على طريق وضع منطقة التجارة الحرة بين البلدين موضع التنفيذ، كما على طريق الانفتاح الاقتصادي الكامل مع الدول العربية المجاورة وصولا الى اقامة السوق العربية المشتركة، التي كانت أحد أبرز طموحات الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
ورد الرفاعي الذي زار ايضا كلا من الرئيس سليمان والرئيس نبيه بري، شاكرا في كلمة مماثلة، لافتا الى ان مجمل المؤشرات لتطور العلاقات الاقتصادية بين البلدين كانت تشير الى نمو مضطرد خلال السنوات الاخيرة، مؤكدان بأن الطموحات تهدف الى الاستمرار في استشراف مواضيع التطوير الايجابي.
وأكد ان الاردن يسعده ان يكون لبنان منيعا قويا ومزدهرا، وان يكون ابناؤه متوافقين ومتعاضدين لما فيه خير بلدهم، فلبنان السيد المستقل المستقر والعصي على التدخلات الخارجية في شؤونه والذي يسير على طريق البناء والازدهار هو سند لاشقائه العرب، وان الاردن سيمضي في موقفه الثابت والملتزم بدعم الدولة اللبنانية وعملها من اجل صيانة استقلال لبنان وحرية قراره، وفرض سيطرة الدولة على كامل الاراضي اللبنانية، ودعم جهودها لاستعادة كامل اراضيها المحتلة، وفق ما تضمنته الشرعية الدولية. وجال الرفاعي ليلاً في وسط بيروت وزار مسجد محمد الأمين. الإنتخابات البلدية
إلى ذلك، توقعت المصادر المطلعة أن يعود الإهتمام ابتداءً من مطلع الأسبوع المقبل إلى موضوع حسم الموقف من المشروع المطروح على مشرحة اللجان النيابية، لجهة إحالته على اللجان المشتركة أو على الهيئة العامة للمجلس لإقراره أو تأجيله، بعدما تكون اللجان المعنية الثلاث قد أنجزت تقاريرها بخصوص مناقشة المشروع، خلال الأسبوعين الماضيين، وأودعته رئاسة المجلس لإتخاذ الموقف المناسب.
ولفتت المصادر إلى أن هيئة مكتب المجلس يفترض أن تلتئم مطلع الأسبوع، أو ربما الأربعاء المقبل لمناقشة التقارير الثلاثة للجان لتكوين تصور للمقاربة النهائية للمشروع، سواء في اتجاه اقراره بالإصلاحات التي يتضمنها، وهذا يعني اجراء الإنتخابات البلدية على أساس النسبية، أو مواصلة درسه من خلال اللجان المشتركة، وفي ذلك اشارة واضحة من المجلس إلى ان الانتخابات ستتم وفق القانون القديم.
ولفتت المصادر إلى أن عودة الإهتمام إلى الإنتخابات البلدية، جاء بعد انحسار الحملة على رئيس الجمهورية، وإخراج السجال على الإتفاقية الأمنية من التجاذب السياسي وحصره في اطاره المجلسي والقانوني، بعد أن أفرغ الجميع ما في جعبتهم من أسلحة دفاعية أو هجومية.
ولاحظت أن ردود الفعل على حملة وهاب على رئيس سليمان كانت عاصفة، فضلاً عن أنها أحرجت حلفاءه، وفي طليعتهم العماد عون الذي اتخذ من منبره منصة هجوم على موقع ماروني، و<حزب الله>، وهو أمر دفع بوهاب إلى إستعادة منبر عون، أي محطته التلفزيونية، لتبرئة حلفائه من أن يكون لهم علاقة بالهجوم، وخص بالذكر عون و<حزب الله> وسوريا، مؤكداً أن يكن كل التقدير والإحترام لشخص الرئيس، مشيراً إلى أنه لم يدع سليمان إلى الإستقالة إلا لأنه حريص على صورته وعلى موقعه.
وسبق هذه التوضيحات موقف عنيف، أعلنه راعي أبرشية جبيل المارونية ورئيس اللجنة الاسقفية لوسائل الإعلام المطران بشارة الراعي إذ قال:<ان شرفنا من شرف رئيس الجمهورية، وان المس بكرامته هو مس بكرامتنا، آسفاً أن يكون في لبنان زعماء لديهم أدنى درجات من اللاأخلاقية في تهجمهم على رئيس الجمهورية، وسأل الذين يسمحون لأنفسهم بالتطاول على كرامة رئيس الجمهورية وتهديم المؤسسات هل كانوا لا يزالون في الوجود لو كانوا في بلد عربي آخر>؟.
- صحيفة 'الديار'
الملفات السياسية العالقة ما زالت ترخي بظلالها على الساحة الداخلية، ولم تجد طريقها الى الحلول.
فالقمة العربية في ليبيا، لم يتوضح بعد الموقف الليبي من ارسال موفد الى لبنان وتوجيه دعوة رسمية لمعرفة موقف لبنان منها، وفي ضوء التصرف الليبي سيتحدد الموقف في مجلس الوزراء المقبل ويتقرر من سيحضر، وإلا فإن لبنان لن يكون حاضرا.
والبلديات لم يحسم موضوع اجرائها بانتظار عودة رئيس مجلس النواب من تركيا، كما سيكون للجنة الاتصالات موعد لاجتماعها الاسبوع المقبل لحل موضوع الاتفاقية الامنية بين لبنان والسفارة الاميركية.
وفي ظل هذه الملفات العالقة، استمرت حملة الدفاع عن رئيس الجمهورية، حيث جدد البطريرك صفير دعوته الى عدم المس بهيبة الجمهورية ورئيسها والمؤسسات الدستورية، حسب ما نقل عنه زواره.
وقال مطران ابرشية جبيل المارونية ان شرفنا من شرف رئيس الجمهورية العماد سليمان، وان المس بكرامته هو مس بكرامتنا.
وقد سجلت في الساعات الماضية مواقف لوزراء ونواب ايدوا رئيس الجمهورية في طروحاته.
بري الى تركيا
على صعيد آخر، يزور رئيس مجلس النواب نبيه بري تركيا مطلع الاسبوع المقبل وسيلتقي خلال الزيارة كبار مسؤولي الدولة، وبعد عودته سيتم حسم الخيارات بما يتعلق بالانتخابات البلدية في ضوء عدم تمكن مجلس النواب حتى نيسان من اقرار القانون الجديد نظرا لضيق الوقت والتعقيدات التي يتضمنها المشروع.
ومن المنتظر ان يدعو الرئيس بري بعد عودته الى اجتماع لهيئة مكتب المجلس ورؤساء ومقرري اللجان للبحث في الموضوع واتخاذ القرار المناسب.
الحريري والرفاعي
الى ذلك، التقى رئيس الحكومة الاردنية سمير الرفاعي الرؤساء الثلاثة، ووقع مع رئيس الحكومة سعد الحريري 16 بروتوكولا ومذكرات تفاهم بعد اجتماع في السراي الكبير شارك فيه وزراء من الدولتين اللبنانية والاردنية.
وكان لافتا امس استقبال الرئيس الحريري للمرة الاولى وبشكل رسمي للسفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، حيث اعلن السفير السوري ان زيارة الرئيس الحريري الى سوريا ستتم في الاوائل من الشهر المقبل.
جنبلاط واتصالات لترتيب الزيارة
من جهة ثانية، تكثفت الاتصالات على خط حارة حريك - دمشق لترتيب موعد زيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الى دمشق قبل القمة العربية في ليبيا.
وعلمت &laqascii117o;الديار" ان معاون السيد حسن نصرالله حسين خليل زار دمشق للمرة الثانية لبحث موضوع الزيارة، وتقول المعلومات ان حزب الله يعمل لانهاء هذا الموضوع في وقت قريب، ويعتبر ان ذلك لمصلحة الجميع والوضع الداخلي.
وتضيف المعلومات ان النائب جنبلاط سيبيت ليلته في سوريا، وسيكون له كلام في ما يتعلق بالمواضيع الاساسية، سواء لجهة العلاقات المميزة بين لبنان وسوريا، او لجهة موضوع المقاومة، وهو ترك هذه المواقف ليقولها مباشرة امام الرئيس الاسد، وذلك للتأكيد على خياراته الجديدة.
كما تقول المعلومات، ان جنبلاط سيترك موقعه في الاكثرية النيابية بعد ان غادر موقعه في 14 اذار، وان كانت تشير المعلومات الى بقائه على علاقة جيدة مع الرئيس سعد الحريري، انطلاقا من العلاقة الوثيقة مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، كما نتيجة الخصوصية في العلاقة بينه وبين المملكة العربية السعودية.
وفي هذا المجال، نقل زوار رئيس المجلس النيابي عنه ان زيارة النائب جنبلاط الى دمشق ستضعنا امام مشهد سياسي جديد على الساحة الداخلية، سواء ما يتعلق بالخيار لجهة المقاومة ومن جهة ثانية العلاقات المميزة بين البلدين، مشيرين الى ان هذا الامر سيشكل صمام الامان امام الوضع الداخلي.
- صحيفة 'المستقبل'
توزع المشهد السياسي أمس بين عنوانين، أوّلهما تفعيل حضور لبنان في محيطه العربي من خلال تفعيل إنتاجية العمل الحكومي، وهو ما تمثّل بتوقيع 16 اتفاقاً وبروتوكولاً ومذكرات تفاهم بين الحكومتين اللبنانية والأردنية، وثانيهما الانشغال بمتابعة أبعاد الحملة على رئيس الجمهورية ميشال سليمان التي لا تزال تواجه بسيل من الردود الشاجبة، كان أبلغها موقف للبطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير الذي أعلن رفضه المسّ بالرئيس والرئاسة وبالمؤسسات الدستورية.
إذاً، توّجت اللجنة العليا اللبنانية الأردنية التي عقدت دورتها السادسة أمس برئاسة رئيسي حكومتي البلدين سعد الحريري وسمير الرفاعي بالتوقيع على اتفاقيات لتقوية وتطوير التعاون بين البلدين. وهذه محصلةٌ أمل الرئيس الحريري 'أن تنعكس بالفائدة على الشعبين الشقيقين اللبناني والأردني'، ملاحظاً أن العلاقات بين البلدين 'مميزة بالفعل على جميع المستويات: على مستوى قيادتي البلدين وحكومتيهما كما على مستوى الشعبين الشقيقين وعلى مستوى قطاعات الاقتصاد والمجتمع فيهما'، ولافتاً إلى 'أن البلدين يواجهان التحديات نفسها إن كان على مستوى انعكاسات المخاطر الإقليمية وأهمها تلك الناجمة عن تعنت إسرائيل في وجه الحق الفلسطيني أو على المستوى الاقتصادي والمالي'.
وشدد الحريري خلال مأدبة عشاء أقامها على شرف نظيره الأردني والوفد المرافق في حضور عدد كبير من القيادات السياسية، على أن 'هذه الاتفاقات الجديدة نريدها خطوة إضافية على طريق وضع منطقة التجارة الحرة بين بلدينا موضع التنفيذ كما على طريق الانفتاح الاقتصادي الكامل مع الدول العربية المجاورة وصولاً إلى إقامة السوق العربية المشتركة، وهو أحد أبرز طموحات الرئيس الشهيد رفيق الحريري'، واعتبر أن 'هذا الطموح الذي يجسد مفهومنا للعروبة الحديثة يسير قدماً بإذن الله وبفضل فعالية القطاع الخاص في كل من لبنان والأردن'، آملاً أن تشهد زيارته المقبلة إلى الأردن 'توقيع 32 اتفاقية وزيادة التبادل التجاري من 300 مليون الى 500 مليون دولار(..)'.
من جهته، اعتبر الرفاعي ما جرى خطوة على طريق 'تطوير العلاقات بين بلدينا الشقيقين لمستوى طموحات قيادتي البلدين في تكريس ومأسسة هذه العلاقات ليكون نتاجها إثماراً مستمراً ومتطوراً لما فيه مصلحة شعبينا الشقيقين'، وقال إن 'المملكة الأردنية الهاشمية قيادة وحكومة وشعباً ليسعدها أن يكون لبنان الشقيق منيعاً، قوياً ومزدهراً وأن نرى أبناءه متوافقين ومتعاضدين لما فيه خير بلدهم، فلبنان السّيد المستقل المستقر والعصيّ على التدخلات الخارجية في شؤونه، والذي يسير على طريق البناء والإزدهار، هو سند لأشقائه العرب'، مؤكداً أن 'الأردن سيمضي في موقفه الثابت والملتزم بدعم الدولة اللبنانية وعملها من أجل صيانة استقلال لبنان وحرية قراره وفرض سيطرة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، ودعم جهودها لاستعادة كامل أراضيها المحتلة وفق ما تضمنته الشرعية الدولية'.
سبق ذلك، توقيع الرئيسين الحريري والرفاعي على محضر اجتماعات الدورة السادسة للجنة العليا الأردنية اللبنانية المشتركة، بعد توقيع الوزراء المعنيين على الاتفاقات ومذكرات التفاهم والبروتوكولات الآتية:
1 - البرنامج التنفيذي لاتفاقية التعاون بين المؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية ومركز المعلومات التجارية اللبناني لعامي 2010-2011، وقعه عن الجانب الأردني وزير الصناعة والتجارة الأردني عامر الحديدي وعن الجانب اللبناني وزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي.
2 - بروتوكول للتعاون في مجال حماية الإنتاج الوطني وقعه عن الجانب الأردني الوزير الحديدي وعن الجانب اللبناني الوزير الصفدي.
3- مذكرة تفاهم في مجال حماية المستهلك، وقعها عن الجانب الأردني الوزير الحديدي وعن الجانب اللبناني الوزير الصفدي.
4 - مذكرة تفاهم للتعاون بين دائرة مراقبة الشركات في الأردن ودائرة الشركات في الجمهورية اللبنانية، وقعها عن الجانب الأردني الوزير الحديدي وعن الجانب اللبناني وزير العدل ابراهيم نجار.
5- البرنامج الفني لتفعيل اتفاقية الاعتراف المتبادل في شهادات المطابقة وعلامة الجودة وقعه عن الجانب الأردني الوزير الحديدي وعن الجانب اللبناني وزير الصناعة ابراهام دده يان.
6- مذكرة تفاهم للتعاون في المجال الصناعي وقعها عن الجانب الأردني الوزير الحديدي وعن الجانب اللبناني وزير الصناعة ابراهام دده يان.
7- اتفاق التعاون الإداري في القضايا الجمركية وقعه عن الجانب الأردني الوزير الحديدي وعن الجانب اللبناني وزيرة المال ريا الحسن.
8- مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الصحة الحيوانية والإنتاج الحيواني والأدوية البيطرية وقعها عن الجانب الأردني وزير الزراعة سعيد المصري وعن الجانب اللبناني وزير الزراعة حسين الحاج حسن.
9- مذكرة تفاهم للتعاون في المجال الزراعي وقعها عن الجانب الأردني وزير الزراعة سعيد المصري وعن الجانب اللبناني الوزير الحاج حسن.
10 - مذكرة تفاهم للتعاون في مجال البحث والإرشاد الزراعي وقعها عن الجانب الأردني وزير الزراعة سعيد المصري وعن الجانب اللبناني الوزير الحاج حسن.
11 - اتفاقية الخدمات الجوية الموقعة بالأحرف الأولى وقعها عن الجانب الأردني وزير النقل علاء البطاينة وعن الجانب اللبناني وزير الأشغال العامة والنقل بالوكالة ميشال فرعون.
12 - مذكرة التفاهم للاعتراف بشهادات الأهلية للملاحين من الضباط والمهندسين البحريين الموقعة بالأحرف الأولى وقعها عن الجانب الأردني وزير النقل علاء البطاينة وعن الجانب اللبناني الوزير فرعون.
13 - البرنامج التنفيذي للتعاون السياحي للأعوام 2010-2012 وقعه عن الجانب الأردني وزيرة السياحة مهى الخطيب وعن الجانب اللبناني وزير السياحة فادي عبود.
14 - البرنامج التنفيذي للتعاون الثقافي للأعوام 2010-2012 وقعه عن الجانب الأردني الوزيرة الخطيب وعن الجانب اللبناني وزير الثقافة سليم وردة.
15- البرنامج التنفيذي للتعاون في مجال التعليم العالي والبحث العلمي للأعوام 2010-2012 وقعه عن الجانب الأردني وزير التعليم العالي والبحث العلمي وليد المعاني وعن الجانب اللبناني وزير التربية والتعليم العالي حسن منيمنة.
16 - مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الصحة والعلوم الطبية بين وزارتي الصحة في البلدين وقعها عن الجانب الأردني الوزير المعاني وعن الجانب اللبناني وزير الصحة محمد جواد خليفة.
وكان الرفاعي التقى الرئيس سليمان وسلمّه رسالة من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ناقلاً تحياته وتمنياته بأن تشهد العلاقات الثنائية مزيداً من التعاون والتطور لما فيه مصلحة البلدين.
الحملة على الرئيس
وأمس، توالت ردود الفعل المستنكرة للحملة على الرئيس سليمان، كان أبرزها من بكركي. فقد نقل النائب السابق غطاس خوري عن البطريرك صفير 'استغرابه ورفضه للهجوم القائم على رئيس الجمهورية'، مؤكداً أنه 'يؤيد الرئيس ميشال سليمان والمؤسسات الشرعية في البلد، وهو ضد أي شيء يمسّ بهيبة رئيس الجمهورية والرئاسة والمؤسسات الدستورية(..)'.
توازياً، قال راعي أبرشية جبيل المارونية المطران بشارة الراعي 'إن شرفنا من شرف رئيس الجمهورية، والمس بكرامته هو مس بكرامتنا'، آسفا 'أن يكون في لبنان زعماء لديهم أدنى درجات من اللاأخلاقية في تهجمهم على رئيس الجمهورية'، ودعا السلطة إلى 'حسم أمرها والسير بقانون الثواب والعقاب واستعمال صلاحياتها ومعاقبة مثل هؤلاء الاشخاص'، سائلاً 'الذين يسمحون لانفسهم بالتطاول على كرامة رئيس الجمهورية وتهديم المؤسسات هل كانوا لا يزالون في الوجود لو كانوا في بلد عربي آخر؟(..)'.
في سياق متصل، أكد عضو تكتل 'التغيير والإصلاح' النائب نبيل نقولا أنّ 'الرابية غير معنيّة بالحملة على رئيس الجمهوريّة'، مشيراً إلى أنّ 'الوزير (السابق) وئام وهاب قالها بنفسه أنَّ كلامه موقف شخصي'، معرباً عن اعتقاده أنَّه 'لم يكن ضرورياً أن ينطلق كلام وهاب من الرابية بالذات(..)'.
وأكد عضو 'التكتل' النائب آلان عون أن 'لا علاقة للرابية بتصريح وهّاب'، مشدداً على وجود 'عدم إعطاء الأمر بعداً أكثر مما هو(..)'.
من جهته، اعتبر وزير الدولة يوسف سعادة 'أن مسيحيي 14 آذار يعملون على تضخيم الحملة التي تشنّ على رئيس الجمهورية'، مشدداً على أن وهّاب 'عبّر من الرابية عن رأيه الشخصي وبالتالي فإنّ موقفه لا يعبّر عن رأي المعارضة أو رأي القيادة السورية(..)'.
في المقابل، رأى عضو تكتل 'لبنان أولاً' النائب أحمد فتفت أن الحملة على الرئيس 'حملة على التوافق، وضرب لجميع مؤسسات الدولة اللبنانية'، معتبراً أنها 'قد تكون مرتبطة بوضع محلي او بأمور ابعد على صعيد إقليمي أو دولي(..)'.
ورأى النائب عمار حوري أن استهداف الرئيس 'محاولة مفضوحة للتطاول على رأس الهرم الدستوري وعلى رمز الوحدة الوطنية والاستقرار والعيش المشترك'، معتبراً أن هذه الحملة 'تعبر عن مدى التزام رئيس الجمهورية بالخط الوطني الجامع تحت سقف الدستور(..)'.
- صحيفة 'الحياة'
شهدت بيروت امس تظاهرة حاشدة استنكاراً لتهويد القدس المحتلة ورفضاً لبناء المستوطنات ودعماً للشعب الفلسطيني، بدعوة من &laqascii117o;لقاء الأحزاب اللبنانية والقوى الوطنية والفصائل الفلسطينية واللجنة الشبابية والطالبية لدعم القضية الفلسطينية"، امام بيت الأمم المتحدة. شارك فيها نواب حاليون وسابقون وشخصيات سياسية ودينية.
ودعا عضو كتلة &laqascii117o;التنمية والتحرير" النيابية علي حسن خليل في كلمة باسم الأحزاب والقوى الوطنية، الى تحالف عربي ايراني تركي لمواجهة المشروع الأميركي الإسرائيلي، مشدداً على ضرورة سحب المبادرة العربية الأخيرة لاستئناف المفاوضات مع اسرائيل، ومعتبراً انها &laqascii117o;غطاء لاستكمال مشروع الاستيطان". وقال ان &laqascii117o;الانتصار هو القدر الآتي". وطالب المسؤول السياسي لحركة &laqascii117o;حماس" في لبنان علي بركة العرب بـ &laqascii117o;وضع استراتيجية جديدة تدعم المقاومة وتحفظ المقدسات وتتخلى عن خيار المفاوضات الفاشل".
ونظم &laqascii117o;اللقاء السياسي اللبناني الفلسطيني" اعتصاماً في ساحة الشهداء في صيدا، كما نظمت القوى الإسلامية والفلسطينية والأحزاب اللبنانية اعتصاماً ومسيرات في الشمال.
ووجه مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني نداء للعالمين الإسلامي والمسيحي حضهم فيه على &laqascii117o;إنقاذ القدس والمسجد الأقصى وفلسطين والمقدسات المسيحية، من براثن الاحتلال، ومساعدة الشعب الفلسطيني في القدس على الصمود في أرضه". كما دان نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ما يقوم به الاحتلال في القدس. وركزت خطب الجمعة في المساجد على ما يجرى في القدس والمسجد الأقصى.
ووقّع الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي على علم فلسطين الذي يجول فيه وفد من اندية الشباب في &laqascii117o;الجماعة الإسلامية" على القيادات اللبنانية، عبارة &laqascii117o;الى الأقصى بإذن الله". فيما أطلق &laqascii117o;حزب التحرر العربي - تيار الرئيس عمر كرامي" حملة &laqascii117o;البيت لنا... والقدس لنا"، وذكر بيان وزع في طرابلس: &laqascii117o;كلنا على الدرب في انتفاضة الحق والقوة، ولا حق بلا قوة".
ونفذ &laqascii117o;تكتل الجمعيات الأهلية اللبنانية"، اعتصاماً تضامنياً مع الطفل الأسير في حديقة بيت الامم المتحدة في بيروت، في حضور 150 طفلاً فلسطينياً من مخيمي البارد وبرج البراجنة.