ركزت الصحف اللبنانية التي صدرت اليوم الأحد في افتتاحياتها على الحركة العربية الدائرة حول الوضع اللبناني ولا سيما الاجتماع الرباعي الذي عقد أمس في العاصمة السورية دمشق، في ظل الحديث عن حالة من التهدئ تسود الجواء اللبنانية بانتظار ما ستؤول إليه هذه الاتصالات.
ــ صحيفة النهار:
اهتمت اوساط الاكثرية والمعارضة على السواء امس باللقاء الرباعي الذي جمع في دمشق وزراء الخارجية لكل من ايران وسوريا وسلطنة عمان وقطر. وسألت 'النهار' رئيس مجلس النواب نبيه بري، رأيه في اللقاء فاكتفى بالقول: 'ان شاء الله خير'.وكانت لرئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة حركة اتصالات لافتة تمثلت باتصال هاتفي اجراه نهارا بالامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي عاد واتصل بالرئيس السنيورة . كما اتصل رئيس الحكومة بوزير الخارجية لسلطنة عمان يوسف بن علوي. والتقى مساء السفير السعودي عبد العزيز خوجة وتشاور معه في نتائج هذه التحركات.واذ توقع وزير الشباب والرياضة احمد فتفت انتخاب رئيس جديد للجمهورية في 25 الجاري، اي قبل نحو 4 ايام من قمة دمشق داعيا الى 'ترقب ما سيصدر عن الرئيس بري في اليومين المقبلين'، علمت 'النهار' ان الاحتمالات لا تزال ضعيفة لانجاز الانتخابات الرئاسية قبل القمة مع ان اجتياز موعد 11 الجاري سيجعل الاستحقاق في فترة الدورة العادية لمجلس النواب التي تبدأ بعد منتصف آذار الجاري.واشارت اوساط رسمية الى أن 'فرضية اجراء الانتخابات الرئاسية مرتبطة برغبة سورية في انقاذ القمة التي ستستضيفها. لكن المؤشرات لا تدل الى الآن على تغيير في سياسة النظام السوري'.ولفتت الى 'ان تغييرا في سياسة طهران قد يحدث فارقا وهذا ما يجب مراقبته في الايام المقبلة'.وذكرت 'ان بعض التلميحات الى امكان الاتفاق على قيام حكومة على اساس مثالثة لا تستند الى واقع متين'.وفيما يبدو امر الذهاب الى قمة دمشق معلقاً، يستعد مجلس الوزراء لتشكيل الوفد الى القمة الاسلامية في السنغال في جلسة يعقدها الاسبوع المقبل وعلى جدول اعمالها 143 بندا ابرزها تمديد ولاية مجلس ادارة الضمان الاجتماعي وتأليف المجلس الاقتصادي والاجتماعي.
ومع اقتراب ذكرى 14 آذار يوم الجمعة المقبل، اعلنت امس الامانة العامة لـ'قوى 14 آذار' عن مؤتمر صحافي تعقده العاشرة والنصف قبل ظهر غد الاثنين في فندق بريستول للاعلان عن برنامج النشاطات التي ستقام في يوم الذكرى.وعلمت 'النهار' ان هذه النشاطات التي ستقام في مجمع بيال بوسط بيروت 'سيكون التحرك الاول من نوعه 'بحسب تعبير مصادر قيادية في قوى 14 آذار والتي اشارت الى انه سيكون المؤتمر الاول لهذه القوى.واضافت ان 'وثيقة سياسية مهمة جداً' ستعلن يوم الجمعة المقبل 'وتحدد موقع لبنان داخليا وعربيا ودوليا اضافة الى التوجهات الاستراتيجية لحركة 14 آذار على كل المستويات وبخاصة رسالة العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين'.واوضحت ان مؤتمر بيال 'سيطرح آلية مشاركة اللبنانيين بكل قطاعاتهم في حركة 14 آذار وليس فقط القوى والاحزاب والشخصيات السياسية مع التشديد على خصوصيات هذه القوى وذلك من اجل اشراك اللبنانيين في تحديد مسار الحركة وبرنامجها'.
وقال رئيس كتلة 'الوفاء للمقاومة' النائب محمد رعد ان قمة دمشق 'ستنعقد واللهجة تعدلت والاميركيون بدأ مستوى حضورهم الضاغط يميل نحو الشكلية أكثر منه الى الجدية، وهذه مؤشرات يجب أن يستفاد منها لتسريع التسوية المقبولة من كل الاطراف'.
في القاهرة، أجرى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط امس محادثات مع المستشار السياسي للرئيس فؤاد السنيورة السفير محمد شطح تناولت آخر المستجدات في ملف الازمة الرئاسية في لبنان والقمة العربية المقبلة في دمشق، وفق ما ذكرت وكالة 'أسوشيتد برس أنترناشيونال... .واضاف ان أبو الغيط ابدى كذلك ارتياحاً الى ما تضمنه قرار مجلس الجامعة العربية الاخير من اشارة الى 'اهمية التعامل مع الوضع بالنسبة للعلاقات اللبنانية - السورية لوضعها على المسار الصحيح'.وقالت مصادر ديبلوماسية عربية ان محادثات أبو الغيط مع شطح تركزت على الجهود المبذولة لاقناع الاطراف اللبنانيين وسوريا بالمساعدة على اجراء عملية انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً جديداً للبنان في الموعد الجديد المحدد في 11 آذار الحالي.ومن باريس، نقل مراسل 'النهار' عن مصدر ديبلوماسي متابع للملف اللبناني توقعه الوصول خلال 10 أيام تقريباً الى اتفاق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتأليف حكومة على اساس المثالثة. '.ولفت الى جهود يبذلها الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني في اتجاه دمشق لانجاح المبادرة العربية وسط ضغوط دولية لايجاد مخرج للازمة اللبنانية التي بات ينظر اليها كمصدر لخطر يتهدد المنطقة. ويعول مبارك وعبدالله الثاني على الذهاب الى القمة في صحبة الرئيس اللبناني الجديد.
ــ صحيفة الحياة :
أعربت مصادر ديبلوماسية عربية عن خشيتها من إطالة أزمة الفراغ الرئاسي في لبنان، حتى السنة 2009، استناداً الى معطيات لديها تفيد بأن الجانب الإيراني يميل الى معادلة &laqascii117o;الجمود مع التهدئة" في لبنان خلال المرحلة المقبلة، كما أبلغ ذلك الى مراجع عربية عدة، في انتظار تبلور الوضع الإقليمي واتضاح مسار العلاقة الإيرانية - الأميركية.
وقالت المصادر الديبلوماسية العربية ذاتها لـ &laqascii117o;الحياة" أن الاهتمام الإيراني في هذه المرحلة ينصب على أمور أخرى غير الأزمة اللبنانية، وأن هناك اتصالات بين إيران من جهة وعدد من الدول الغربية والولايات المتحدة من جهة أخرى، وفي رأي هذه المصادر أن الحوار بين طهران والدول الغربية والولايات المتحدة، يعني أن إيران مع حليفتها الأولى في المنطقة سورية، لن تقدما على تسليم أوراقهما، لا سيما في لبنان قبل اتضاح نتائج هذا الحوار،. وأضافت المصادر: &laqascii117o;إذا كان الجمود في لبنان والذي تتحدث عنه طهران سيستمر الى ما بعد انتخابات الرئاسة الأميركية، فإن هذا يعني بقاء الفراغ الرئاسي الى حينها ،و ما يعني أيضاً أن هناك مخاطر بألا تحصل الانتخابات النيابية اللبنانية في موعدها في ربيع السنة 2009.
ــ صحيفة المستقبل:
بدا الهدوء المسيطر على الساحة الداخلية اللبنانية خلال الساعات الماضية، وكأن هناك حالة من الترقب لما سيحدث من تطورات اقليمية، سواء ما ستقدم عليه اسرائيل رداً على عملية القدس الاخيرة، او في ما يتعلق بالمواقف من الحضور وشكله في القمة العربية المقررة في دمشق، علماً أن الاسبوع المقبل سيشهد الانتخابات التشريعية في ايران.في هذه الاثناء، يبدو ان الحدث الأهم الاسبوع المقبل سيكون انعقاد المؤتمر الاول لقوى 14 آذار يوم الجمعة في 14 آذار. وعلمت 'المستقبل' ان المؤتمر سيوجه 'اشارتين'، الاولى على مستوى الرؤية والبرنامج السياسي، والثانية 'اشارة تنظيمية' تتصل بكيفية تغعيل مشاركة الرأي العام الـ14 آذاري في تحديد الخيارات الاساسية لـ14 آذار.