- صحيفة 'النهار'
تشكل العطلة التي تبدأ اليوم وتمتد الى صباح الثلثاء في مناسبة الجمعة العظيمة وعيد الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويمين الغربي والشرقي، استراحة سياسية طويلة تنحسر معها الحمى التي برزت في الايام الاخيرة حيال مجموعة ملفات واستحقاقات ابرزها موضوع اجراء الانتخابات البلدية والاختيارية والتحضيرات لزيارة رئيس الحكومة سعد الحريري ووفد وزاري لدمشق، الى تتبع اصداء المواقف البارزة التي اطلقها الامين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله من التحقيقات الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وملف المحكمة الخاصة بلبنان كلا.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ'النهار' ان مواقف السيد نصرالله اثارت اهتماما واسعا لدى مختلف الجهات اللبنانية نظرا الى مجموعة ابعاد اكتسبتها عملية الموازنة التي طبعت هذه المواقف بين استعداد 'حزب الله' للتعاون مع التحقيق الدولي وتحديده شروطا واضحة لاستمراره في هذا التعاون. واوضحت ان العامل المفاجىء في حديث السيد نصرالله تمثل في كشفه عدد الاشخاص الذين استدعوا الى التحقيق، مما يعني انه تعمد ذلك علنا للايحاء بان ثمة تطورا غير عادي يحصل على صعيد التحقيق اقتضى مبادرة نصرالله شخصيا الى تحديد خطوط تعامل حزبه مع هذا التطور في ضوء موقفه المعروف من التحقيق والمحكمة، والذي يتسم بشبهة تسييسهما. واشارت الى ان سقف موقف نصرالله راوح بين حد فاجأ الذين تخوفوا من اقفاله الباب على التعاون مع التحقيق، فجاء لهذه الجهة مرناً وايجابيا، لكنه في المقابل لم يبدل نظرته الى التحقيق والمحكمة بل عكس ترسيخ اقتناعه بانهما مسيسان. ومع ان الجانب الاول من موقفه اثار ارتياحا لدى الجهات المؤيدة لمهمة المحكمة، فان الجانب الآخر طرح تساؤلات عن موقف الحزب مستقبلا في حال استدعاء اشخاص آخرين وعدم تلبية الشروط التي طرحها السيد نصرالله، وماذا سيكون موقف كل من الحزب والتحقيق الدولي في هذه الحال.
اما في الشأن السياسي الداخلي فأبدت اوساط نيابية قلقاً متناميا على استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية الذي يبدأ العد العكسي فعلا اليوم لمرحلته الاولى بعد شهر في الثاني من ايار المقبل في جبل لبنان، من غير ان يبت نهائيا مصير هذا الاستحقاق.
ولفتت الاوساط نفسها الى ظاهرة غير مسبوقة تجري فصولها حاليا، اذ يترك هذا الاستحقاق معلقا بين مسارين تشريعيين احدهما نافذ استناداً الى القانون الحالي الذي وجهت الدعوة الى الهيئات الناخبة على اساسهن والآخر قيد المناقشة النيابية المستمرة والذي احيل بموجبه مشروع القانون الذي يحمل تعديلات اصلاحية على اللجان النيابية المشتركة التي ستعقد جلستها الاولى الخميس المقبل.وحذرت ان من شأن هذه الازدواجية التي تحكم الاستحقاق قبل شهر من بدء مرحلته الاولى ان تبقي اولا باب الصفقات السياسية مفتوحا على رغم كل الكلام الذي ينفي هذا الاحتمال، كما ان المفعول الاخطر لهذه الازدواجية سينعكس بلبلة وضياعاً في الاستعدادات الأهلية للانتخابات على مستوى الترشيحات وعقد التحالفات وتشكيل اللوائح.
الحريري
وتطرق الرئيس الحريري في حديثه أمس الى مجلس نقابة الصحافة الى هذا الاستحقاق فقال: 'اذا استطعنا تطوير القانون الحالي فستجرى الانتخابات على أساسه واذا لم نستطع فنحن ملتزمون دستورياً اجراءها ضمن المهل الدستورية وعلينا أن نحترم الدستور'.
وفي موضوع العلاقة مع سوريا كرر الحريري 'أننا نتطلع الى افضل العلاقات التي تبنى على مصالح الشعبين والدولتين'، وقال 'ان سوريا دولة شقيقة للبنان والعلاقات الشخصية مع الرئيس بشار الأسد ستوظف لتخدم بشكل أفضل المصالح المشتركة بين البلدين'. وأضاف: 'علينا معاً ان نتعلم من التجارب السابقة ونتطلع الى مستقبل أفضل'. وأوضح انه سيزور دمشق قريباً على رأس وفد وزاري 'لتطوير الاتفاقات القديمة وتوقيع اتفاقات جديدة'.
واستعداداً لهذه الزيارة استقبل الحريري أمس الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني – السوري نصري خوري.
جنبلاط
في المقابل، أجمل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط حصيلة زيارته لدمشق ولقائه الرئيس الأسد أول من أمس بأنه 'خروج' الماضي وفتح صفحة جديدة 'على أساس ان 'المستقبل هو رسم الخط البياني السياسي الذي يبدأ بدعم المقاومة في الدفاع عن لبنان وحمايتها، والاستمرار في عملية التحرير'.
وقال في مؤتمر صحافي عقده غداة زيارته لدمشق في منزله بكليمنصو ان لقاءه الأسد 'اتسم بدرجة عالية من الود والصراحة والايجابية والمصارحة'. ورأى ان العلاقة بين لبنان وسوريا 'تبنى على علاقة مؤسسات بين الدولتين في السياق الأمني والاقتصادي والسياسي'. وكشف ان حديثه والأسد تناول موضوع ترسيم الحدود بين الدولتين و'البدء من المناطق التي ليست تحت الاحتلال'. وأفاد ان وزير الأشغال العامة غازي العريضي 'سيكلف الاستمرار في تعزيز العلاقة مع القيادة السورية'، موضحاً ان زيارته لدمشق 'ليست موضوع انتقال من موقع الى آخر بل هي تأكيد للثوابت وفي مقدمها دعم المقاومة وحمايتها واستمرار عملية تحرير الارض وترسيم الحدود وبناء علاقات سياسية واقتصادية وأمنية صحيحة وفق اتفاق الطائف بين الدولتين'.
أما عن موقف السيد نصرالله من المحكمة الدولية فقال انه 'كان ايجابياً في انه مستمر في التعاطي مع لجنة التحقيق، محذراً وفق معطياته من بعض الجوانب التي لا أملكها'.
وقال: 'لاحقاً علينا جميعاً، اذا ما صدر شيء معين يهدد الاستقرار، ان نبحث معاً كيف نؤكد استقراراً متوازياً مع العدالة ولكن لا استطيع أن أبت هذا الامر بنفسي شخصياً بل هناك الرئيس الحريري وعائلات الشهداء والعوامل السياسية'.
- صحيفة 'السفير'
غداة زيارة المصارحة والمصالحة التي قام بها رئيس &laqascii117o;اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط لسوريا، تستعد شخصيات لبنانية للتوجه الى دمشق في الأيام القليلة المقبلة للقاء الرئيس السوري بشار الأسد، في وقت يعكف فيه فريق رئيس الحكومة سعد الحريري على إعداد الملفات التي سيحملها معه في زيارته الرسمية الى العاصمة السورية في الثالث عشر من الشهر الجاري، على أن تسبقها جلسة للوزراء المعنيين بالاتفاقيات المعقودة بين البلدين برئاسة رئيس الحكومة الثلاثاء المقبل للبت في الصيغ النهائية لتلك الاتفاقيات التي سيتم طرحها على الجانب السوري.
وفيما أطل النائب جنبلاط، أمس، لوصف زيارته دمشق بـ&laqascii117o;المحطة التاريخية والمهمة"، وللتأكيد على ان لقاءه الرئيس الأسد &laqascii117o;كان ممتازا جدا"، بدا المشهد الداخلي غداة حدثي الزيارة الدمشقية والمقابلة التلفزيونية للأمين العام لـ&laqascii117o;حزب الله" السيد حسن نصر الله، في شبه استرخاء، وكان اللافت للانتباه فيه أن مقاربة فريق &laqascii117o;14 آذار" للحدثين جاءت على جانب كبير من الحذر، فجاء التعاطي مع زيارة جنبلاط على أنها حدث متوقع كنتيجة طبيعية للمسار الذي سلكه منذ 2 آب 2009.
وفي الوقت نفسه، تجنب فريق الأكثرية الرد السلبي المباشر على مضمون مقابلة نصر الله، واكتفى عدد من رموزه بردود متفرّقة تراوحت بين الترحيب والتشكيك، وبرز في سياقها، موقف الرئيس الحريري الذي كرر التأكيد &laqascii117o;أن المحكمة تقوم بدورها وعلينا التعاون معها وسننتظر قرارها"، وقال إن &laqascii117o;الحقيقة هي عامل كبير من عوامل الاستقرار في لبنان". ولفت، من جهة ثانية، إلى&laqascii117o;اننا ملزمون دستوريا بإجراء الانتخابات ضمن المهل المحددة وعلينا ان نحترم الدستور".
ويأتي ذلك، فيما صدر في الجريدة الرسمية أمس، قرار وزير الداخلية زياد بارود الذي أصدره في 30 آذار الماضي، بدعوة الهيئات الناخبة الى الانتخابات البلدية والاختيارية اعتبارا من الثاني من أيار المقبل في مرحلة اولى في محافظة جبل لبنان.
وقال بارود لـ &laqascii117o;السفير" انه بعد نشر القرار في الجريدة الرسمية بات نافذا، وأكد التزام وزارة الداخلية باحترام المهل القانونية، &laqascii117o;إلا أن ذلك لا يلغي استمرار مناقشة الإصلاحات في مجلس النواب، بدليل دعوة الرئيس نبيه بري الى اجتماع اللجان المشتركة في الثامن من الشهر الجاري، فيما ستعمل أجهزة الوزارة على قاعدة أن الانتخابات ستجري وفق القانون الحالي وتباعا بدءاً من 2 أيار".
دخل مرتاباً... وخرج مرتاحاً
من جهته، حرص النائب وليد جنبلاط على عدم الإفصاح عن الكثير من الأمور والتفاصيل التي عرضها مع الرئيس الأسد. واكتفى بالقول لـ &laqascii117o;السفير": &laqascii117o;كان اللقاء أكثر من ممتاز، وأنا مرتاح، لقد كانت مرحلة صعبة وتجاوزناها".
وأشار إلى أن الرئيس الأسد &laqascii117o;كان ودياً في كلامه معي، وكان استقباله أكثر من ودي، تحدثنا في البداية في أمور خاصة، ثم دخلنا مباشرة في الحديث حول الأمور الأخرى".
وعما إذا كانت خلوة التسعين دقيقة، قد وفّرت نوعا من الود، قال جنبلاط: آمل ذلك... أكيد.
وعلمت &laqascii117o;السفير" ان الأسد حرص على استقبال جنبلاط مرحباً ومصافحاً بحرارة، وتعمـّد في مستهل اللقاء إضفاء جو إيجابي لكسر الجليد، فبادر الى ممازحة جنبلاط بقوله: &laqascii117o;كنت معتادا في الماضي على أن تأتي لي بكتب، ولكن الآن يبدو أنك لم تأت لي بشيء". فابتسم الأخير على وعد أن يتم ذلك &laqascii117o;في الآتي من الأيام".
وأشارت مصادر واسعة الاطلاع الى أنه بعد تلك الممازحة، دخل الأسد وجنبلاط في الحديث عن الوقائع اللبنانية المشتركة، وما شاب السنوات الأخيرة بكل تفاصيلها وعناوينها. وكان الكلام عن الماضي وتحديدا من نقطة اختلافهما حول التمديد للرئيس الراحل الياس الهراوي في العام 1995 لقطع الطريق على إميل لحود، نقطة انطلاق الى الحديث عن المستقبل بالاستفادة من كل ما شاب تلك المرحلة.
وكشفت المصادر ان الأسد وجنبلاط تحدثا بود عن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله ودوره، فيما كان الأسد شديد الحرص على إبداء موقف سوريا الداعم للبنان واستقراره.
وبحسب المصادر فإن جنبلاط لاقى الرئيس السوري بالتأكيد على أهمية دور سوريا في هذا المجال، متمنيا على الأسد بذل الجهود الآيلة الى تمتين العلاقات الداخلية في لبنان، وخصوصا على مستوى الطوائف الاسلامية.
وكان جنبلاط يشير بذلك الى العلاقة السنية ـ الشيعية وضرورة إتمام المصالحات بشكل كامل على غرار المصالحات التي تمت بين الحزب التقدمي الاشتراكي و &laqascii117o;حزب الله".
وفهم من أجواء اللقاء أن الاسد سيلتقي في الفترة القريبة المقبلة عددا من الشخصيات اللبنانية، ومن بينهم رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان ورئيس تيار التوحيد الوزير الأسبق وئام وهاب.
وقالت مصادر واسعة الاطلاع لـ&laqascii117o;السفير" إن اللقاء بين الأسد وجنبلاط &laqascii117o;كان منتجا وتأسيسيا للمرحلة المقبلة ولوقائع ستظهر تباعا... وقد دخل جنبلاط الى اللقاء متهيّباً اللحظة، أو بالاحرى مرتاباً، لكنه خرج مرتاحاً جداً".
وكان جنبلاط، قد عقد مؤتمراً صحافياً في دارته في كليمنصو، أمس، وصف فيه زيارته سوريا ولقاءه الأسد بـ"المحطة التاريخية". مشيراً إلى &laqascii117o;ان العلاقة مع الأسد الآن هي أهم من الماضي".
وأوضح أن لقاءه مع الأسد لن يكون الأخير، مشيرا الى أنه سيكلف الوزير غازي العريضي بالاستمرار في تعزيز هذه العلاقة مع القيادة السورية. وقال إنه بحث مع الأسد موضوع العام والخاص المتمثل بخصوصية الجبل، وشدد على أهمية التواصل الموضوعي التاريخي بين أهل الجبل والعائلة السورية العربية الكبرى وتثبيت الموقع العربي لهذا الجبل، إضافة الى التواصل الموضوعي بين العرب والدروز في فلسطين وإخوانهم في لبنان وجبله، داعياً سوريا الى المساعدة في هذا الموضوع.
وأكد أن &laqascii117o;النقطة الأساس التي يركّز عليها الرئيس السوري تكمن في بناء الثقة بين الدولتين، وقال إن المهم هو رسم الخط البياني السياسي الذي يتضمن الثوابت وهي دعم المقاومة وحمايتها للدفاع عن لبنان وفي استمرار عملية التحرير.
ورداً على سؤال حول المحكمة، وصف جنبلاط موقف نصر الله بالمتعاون والإيجابي وقال: للسيد نصر الله ملاحظات على التحقيق الدولي، وأنا شخصياً لا أملك المعطيات التي يملكها .
- صحيفة 'الأخبار'
تحدث النائب وليد جنبلاط أمس عن لقائه بالرئيس بشار الأسد، مشيراً إلى أن أمام هذه العلاقة مستقبلاً تجمعه الثوابت والتضحيات المشتركة. وفيما كانت المواقف الإيجابية من سوريا تصدر عن كليمنصو، خرج السيناتور الأميركي جون كيري من دمشق ليعرب عن قلقه من تسليح حزب الله
أكد رئيس كتلة اللقاء الديموقراطي، النائب وليد جنبلاط أمس، أنّ &laqascii117o;العلاقة بين لبنان وسوريا تُبنى على أساس المؤسسات"، مشيراً إلى أنها &laqascii117o;علاقة بُنيت بالدم والتضحيات المشتركة". وأشار جنبلاط، في مؤتمر صحافي عقده في كليمنصو، إلى أنّ &laqascii117o;المراحل السابقة مع الرئيس السوري بشار الأسد أبقيها للتاريخ، وما يهم الآن هو المستقبل"، مشدداً على أن الحديث مع الأسد &laqascii117o;طال عن الموضوع الفلسطيني داخل المخيّمات بشقيه السياسي والمعيشي، وتحدثنا عن إمكان البدء بترسيم الحدود ابتداءً من المناطق التي ليست تحت الاحتلال"، لافتاً إلى أن &laqascii117o;هذه النقطة كانت موضع إجماع".
وأوضح جنبلاط أن &laqascii117o;اللقاء مع الرئيس بشار الأسد اتسم بدرجة عالية من الود والصراحة والإيجابية والمصارحة، وتطرقنا إلى بعض محطات الماضي القريب، لكون الماضي البعيد طُوي إلى الأبد"، مضيفاً أن &laqascii117o;الماضي القريب هو مرحلة التمديد الأولى، أيام الرئيس (إلياس) الهراوي، ومن هذه المرحلة إلى المراحل اللاحقة التي كانت فيها شوائب وعدم اتصال ووضوح في الرؤية بيننا وبين الرئيس بشار الأسد، الأمر الذي أدى إلى ما أدى إليه من مشاكل وتوترات ونقص في المعلومات". وأردف: &laqascii117o;لن أستفيض في هذا الموضوع لكون هذه المحطات مهمة جداً، لكن أُبقي هذه المحطات للتاريخ بيني وبين الرئيس بشار لأن المستقبل أهم، وفتح صفحة المستقبل أهم بكثير من الماضي، فدروس الماضي وعبره مهمة، لكن المستقبل أهم".
وأشار جنبلاط إلى أن &laqascii117o;النقطة الأساس التي يركز عليها الأسد هي أن بناء الثقة يعتمد على لغة واحدة في التعاطي"، مؤكداً أنّ &laqascii117o;اللقاء لن يكون الأخير"، وكاشفاً عن أنّ &laqascii117o;وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي سيكلّف مهمة الاستمرار بتعزيز هذه العلاقة مع القيادة السورية". وتقدّم جنبلاط بشكر كل الشخصيات والأطراف الذين أسهموا في التوصّل إلى عقد لقائه بالأسد، وخصوصاً الأمين العام لحزب الله، السيّد حسن نصر الله.
وأكد جنبلاط أنه &laqascii117o;جرى التوافق مع الأسد على تأكيد الثوابت"، مشيراً إلى أن &laqascii117o;هذا أفضل ضمانة، والعلاقة بيني وبين سوريا هي عند الضرورة". وأضاف: &laqascii117o;سأطلب مساعدة من السيد نصر الله وحزب الله، في الوقت نفسه"، مشيراً إلى &laqascii117o;أننا وضعنا آليات للتعاطي المباشر ولا تعارض بين الاثنين".
وأكد جنبلاط أنّ الرئيس الأسد والدولة السورية مهتمان بالاستقرار في لبنان، مشدداً على أنّ &laqascii117o;علينا أن نعمل على تواصل موضوعي لبناء الثقة لا أكثر ولا أقل". وأضاف أن &laqascii117o;الوسطية ليست انتقالاً من مكان إلى آخر، بل الحفاظ على الثوابت التي سبق أن ذكرتها مراراً". وسُئل جنبلاط عن إمكان زيارته إيران، فأجاب: &laqascii117o;إذا وصلتني دعوة أذهب".
وعن الخطاب الذي يريد توجيهه إلى محازبي الحزب الاشتراكي، قال جنبلاط: &laqascii117o;إن المحازبين عموماً تخطوا مرحلة العصبية الضيقة اللبنانية التي عندما تستفحل تؤدي بنا إلى الانعزال"، مشدداً على أنّ &laqascii117o;الانعزال ليس ظاهرة فئوية مسيحية أو غير مسيحية، بل الانعزال هو الانعزال، ولا نستطيع أن نستفحل بالانعزال اللبناني بعيداً عن الإطار الموضوعي والتواصل القومي الطبيعي، وأعتقد أننا تجاوزناها".
وأشار جنبلاط إلى &laqascii117o;ضرورة أن نتجاوز ثقافياً بعض المحطات"، متحدثاً عمّا حصل منذ يومين في خصوص فيلم &laqascii117o;طائرة من ورق". وقال إن هذا الفيلم &laqascii117o;عرضته رندة الشهال في لبنان منذ خمس سنوات، وكان فيلماً يروي قصة اجتماعية ـــــ سياسية"، متسائلاً عن &laqascii117o;أسباب الهيجان غير المبرر الذي حصل"، واصفاً ذلك بأنه &laqascii117o;نوع من الانعزال لا يمكن القبول به". وقال: &laqascii117o;لذلك تأتي أهمية زيارة سوريا بالتواصل الطبيعي اللبناني ـــــ السوري والتواصل بين العرب الدروز في لبنان وسوريا وشعبها ككل لأنه يعطي أفق انفتاح للبنانيين وللعرب الدروز للخروج من هذا الانعزال".
وعن المحكمة الدولية، أشار جنبلاط إلى أنه &laqascii117o;كان للسيد حسن نصر الله أمس ملاحظات على التحقيق الدولي، ولا أملك المعطيات التي يملكها"، مشيراً إلى أن &laqascii117o;تأكيد نصر الله التعاون لكشف قتلة الحريري إيجابي للاستقرار". وأضاف: &laqascii117o;سبق أن كانت المحكمة الدولية البند الأول بالإجماع عام 2006 عندما دعانا رئيس المجلس النيابي نبيه بري للحوار، لاحقاً اتفقنا على أن نبحث كيف نؤكد الاستقرار إذا حصل أي شيء يهدّده". كذلك شدد على استمراره في &laqascii117o;التحذير من لعبة الأمم"، مشيراً إلى أن &laqascii117o;موقف السيد نصر الله كان إيجابياً في أنه مستمر في التعاطي مع لجنة التحقيق، محذراً وفق معطياته من بعض الجوانب التي لا أملكها".
وبينما كان جنبلاط يدلي بهذه المواقف من كليمنصو، رفض الرئيس أمين الجميّل التعليق على زيارة الأخير للشام، عازياً الأمر إلى &laqascii117o;إعطاء الأمر الوقت اللازم". وقال إن &laqascii117o;البلد ضحّى كثيراً ودفع كثيراً لكي يستعيد قوته"، مضيفاً أنه &laqascii117o;بقدر ما هذه الزيارة تتأتى مع المبادئ العامة للبلد نرحب بها"، ومشدداً على &laqascii117o;أننا كنا من أول المرحبين بإقامة علاقات طيبة مع سوريا". وعن احتمال زيارته لدمشق، أكد الجميّل أن زيارته لسوريا ليست مطروحة لغاية الآن، مضيفاً: &laqascii117o;أنا لا أطلب شيئاً لنفسي، وإذا استدعت المصلحة الوطنية أن نذهب إلى سوريا، فلن يكون هناك مانع من قبلنا خدمة لمصلحة لبنان".
على صعيد آخر، أبدى أمس رئيس الجمهورية، ميشال سليمان، ارتياحه لمسار الوضع الاقتصادي، مشيراً إلى &laqascii117o;أن استقراره يمثّل حلقة من سلسلة الاستقرار الأمني والسياسي التي يشهدها لبنان والتي كانت الحافز الأساس في استعادة الثقة الدولية وثقة المستثمرين العرب والأجانب والمغتربين اللبنانيين". وأضاف سليمان إنّ هذه الثقة انعكست إيجاباً على الوضعين الاقتصادي والنقدي &laqascii117o;ما يجعل بداية عام 2010 واعدة على هذا الصعيد".
كيري: قلق من تسلّح حزب الله
ومن جهة أخرى، أعاد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، السيناتور جون كيري، تأكيد قلق بلاده من استمرار تدفق الأسلحة إلى عناصر حزب الله في لبنان عبر سوريا. واللافت أنّ هذا الموقف جاء بعد لقاء الأخير بالرئيس السوري بشار الأسد. وفي الوقت عينه أشار كيري إلى أنّ واشنطن &laqascii117o;تدعم الجهود السورية لتطوير العلاقات الدبلوماسية مع لبنان، وكذلك العلاقات بين الشعبين السوري واللبناني"، مشدداً على التزام إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بالسلام في الشرق الأوسط.
- صحيفة 'المستقبل'
يُتوقع أن تخبو السياسة وحراكها في يوم 'الجمعة العظيمة' عند الطوائف المسيحية، ويتراجع الجدل في شأن معظم الملفات الداخلية المفتوحة، من الانتخابات البلدية ومصيرها الى ملف التعيينات وصولاً الى كيفية مقاربة الخلاف على موضوع الهبة الأميركية لقوى الأمن الداخلي. ويفترض في مواكبة ذلك، أن يأخذ المعنيون إجازة 'جزئية' مرادفة لإجازة الفصح المجيد التي تنتهي الثلاثاء المقبل.
غير ان موضوعي العلاقة مع سوريا، وكلام الأمين العام لـ'حزب الله' حسن نصرالله عن المحكمة الدولية والتحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بقيا في الساعات الأربع والعشرين الماضية محور متابعة وتركيز.. وتصريحات.
وأكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري لدى استقباله وفد نقابة الصحافة برئاسة النقيب محمد البعلبكي انه يتطلع الى 'أفضل العلاقات مع سوريا، وهي العلاقات التي تُبنى على مصالح الشعبين والدولتين'.
وقال 'سوريا دولة شقيقة للبنان والعلاقات الشخصية مع الرئيس بشار الأسد ستوظف لتخدم بشكل أفضل المصالح المشتركة بين البلدين، ومقاربة هذا الموضوع لا يصح ان تتم إلا بشكل ايجابي، وعلينا معاً أن نتعلم من التجارب السابقة ونتطلع لمستقبل أفضل'. وأشار الى أنه سيزور دمشق قريباً على رأس وفد وزاري 'لتطوير الاتفاقات القديمة والتوقيع على اتفاقات جديدة'، وجدد التأكيد على مواجهة التهديدات الإسرائيلية 'بموقف موحد'.
وقال الحريري عن الانتخابات البلدية انه 'إذا استطعنا تطوير قانون الانتخابات الحالي فستجري الانتخابات على أساسه او إذا لم نستطع فنحن ملزمون دستورياً بإجرائها ضمن المهل المحددة وعلينا أن نحترم الدستور'.
وعن المحكمة الدولية قال رئيس مجلس الوزراء ان هذه المحكمة 'صارت في يد المجتمع الدولي ونحن كدولة علينا التعاون معها لأنها ستكشف حقيقة من اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. المحكمة تقوم بدورها وسننتظر قرارها. وأنا أقول ان الحقيقة هي عامل كبير من عوامل الاستقرار في لبنان'.
جنبلاط
وبدوره كشف رئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط في مؤتمر صحافي عقده في منزله في كليمنصو انه توافق مع الرئيس الأسد على 'جملة من الثوابت' ورسما معاً الخط البياني السياسي 'الذي يبدأ بدعم المقاومة (...) والعلاقة بين البلدين المبنية على علاقة مؤسسات في السياق الأمني والاقتصادي والسياسي'. وأكد 'ان اللقاء مع الرئيس بشار اتسم بدرجة عالية من الود والصراحة والايجابية والمصارحة'، مشيراً الى ان البحث تطرق الى بعض محطات الماضي القريب 'كون الماضي البعيد طوي الى الأبد (...) والماضي القريب هو مرحلة التمديد الأولى أيام الرئيس الراحل (الياس) الهراوي ومنها الى المراحل اللاحقة التي كانت فيها شوائب وعدم اتصال ووضوح في الرؤيا بيننا وبين الرئيس الأسد الأمر الذي أدى الى ما أدى إليه من مشاكل وتوترات ونقص في المعلومات'.
ولفت أمس، ان كلام الأمين العام لـ'حزب الله' في شأن المحكمة الدولية والتحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الحريري كان موضع ترحيب وإشادة من قبل أكثر من طرف وجهة، بدءاً من البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله بطرس صفير وصولاً الى نواب في 'كتلة المستقبل' وغيرها.
ونقل النائب عقاب صقر عن البطريرك صفير اعجابه بـ'العقلانية والهدوء اللذين اتسم بهما الموقف الاستثنائي الذي أطلقه نصرالله'. وقال 'كان هناك تقدير لكلام الأمين العام واعتبر البطريرك اننا الآن نسير في طريق أفضل، وان البلد يتجه نحو تحسين وضعه وتحصينه'.
كما نقل عنه دعمه لمسيرة الحكومة 'والزيارة المرتقبة للرئيس الحريري الى سوريا وتفهمه لطبيعتها'.
البلديات
الى ذلك، وبانتظار معرفة الجهة التي سترسو عندها النقاشات الخاصة بمشروع قانون الانتخابات البلدية في اجتماع اللجان الثلاث المعنية بها يوم الخميس المقبل تلبية لدعوة من الرئيس نبيه بري، رأى النائب روبير غانم 'ان الاتصالات التي جرت في الآونة الأخيرة رست على معادلة ان لا انتخابات.. أو انتخابات وفق القانون النافذ حالياً'. وأكد النائب نبيل دو فريج 'ان الانتخابات ستحصل في موعدها (...) إلا في حال استجد شيء أمني من العدو الإسرائيلي'، كما رأى النائب انطوان زهرا انه 'إذا لم يحصل ما ليس في الحسبان فإن الانتخابات البلدية ستبدأ في موعدها في 2 أيار المقبل'.
الهبة الأميركية
وفي سياق منفصل، قال النائب هادي حبيش، 'ان الكلام التخويني الذي صدر عن نواب في شأن اتفاقية قبول الهبة الأميركية الى قوى الأمن الداخلي أخطر بكثير من الاتهام السياسي، والكلام الذي صدر عن الأمين العام لحزب الله من ان الهدف هو تصويب خلل في تلك الاتفاقية، كان يفترض ان يصدر من أول يوم بدأ فيه 'الحديث عن هذا الأمر'. واستغرب حبيش 'كلام بعض وزراء المعارضة ووسائل إعلامية معارضة عن ان الاتفاقية هربت تحت جنح الظلام' مؤكداً ان 'موضوع الاتفاقية وضع على جدول أعمال مجلس الوزراء في ذلك الوقت'.ورفض 'تخوين القوى الأمنية وزج الجهاز الأمني في هذا الموضوع لأنه لا يصب في مصلحة التوافق الوطني'. وكشف عن ان 'أول المعترضين على هذه الهبة الأميركية كانت إسرائيل التي أرسلت كتاباً خطياً لوزارة الخارجية الأميركية لأن هذه المساعدات سمحت بكشف شبكات التجسس الإسرائيلي'.
- صحيفة 'الديار'
ارخت عطلة عيد الفصح بظلالها على الاجواء السياسية في البلاد، مما ادى الى ترحيل الملفات الخلافية كالبلديات والموازنة والتعيينات والاتفاقية الامنية الى ما بعد الاعياد، رغم ان حديث السيد حسن نصرالله عن المحكمة الدولية ترك اثارا ايجابية، خصوصا لدى البطريرك صفير الذي وصفه بالعقلاني، كما ان زيارة وليد جنبلاط الى دمشق بقيت محور الكلام السياسي عن موقع النائب جنبلاط وتموضعه في المرحلة المقبلة.
سليمان يشارك
في قداس القيامة الاحد
الى ذلك، يشارك رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان قبل ظهر اليوم في رتبة سجدة الصليب في جامعة الروح القدس - الكسليك، على ان يحضر قداس القيامة في الصرح البطريركي في بكركي يوم الاحد المقبل بحيث يشكل حضوره مناسبة لمناقشة التطورات السياسية في البلاد مع البطريرك صفير اثناء الخلوة التي ستعقد بينهما.
زوار صفير
وتقدير لكلام نصرالله
وقد سجل امس موقف لافت للبطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير نقله عنه عضو تكتل &laqascii117o;لبنان اولا" النائب عقاب صقر حيث اكد انه تم التطرق الى الموقف الاستثنائي الذي اطلقه السيد حسن نصرالله والذي كان فيه من العقلانية والهدوء ما اثار الاعجاب المتبادل مع البطريرك، ولفت الى انه كان هناك تقدير لكلام الامين العام، واعتبر البطريرك صفير حسب صقر &laqascii117o;اننا الان نسير في طريق افضل وان البلد في هذه الطريقة يتجه نحو تحسين الوضع الداخلي وتحصينه".
كما نقل صقر عن البطريرك صفير دعمه لمسيرة الحكومة ورئيسها سعد الحريري وتفهمه لزيارة الحريري الى سوريا وطبيعتها التي تؤسس لمرحلة جديدة.
الحريري: ننتظر قرار المحكمة
نقل نقيب الصحافة اللبنانية محمد بعلبكي عن رئيس الحكومة سعد الحريري تطلعه الى افضل العلاقات مع سوريا وهي العلاقات التي تبنى على مصالح الشعبين والدولتين، مؤكدا ان سوريا دولة شقيقة للبنان والعلاقات الشخصية مع الرئيس الاسد ستوظف لتخدم بشكل افضل المصالح المشتركة بين البلدين، واشار الى انه سيزور دمشق قريبا على رأس وفد وزاري.
وقال الحريري: علينا احترام الدستور بشأن اجراء الانتخابات البلدية ونحن ملتزمون دستوريا اجراءها ضمن المهل المحددة، وعن موضوع المحكمة الدولية قال: ان المحكمة بعهدة المجتمع الدولي ونحن كدولة علينا التعاون معها.
المحكمة تقوم بدورها، وسننتظر قرارها، والحقيقة عامل كبير من عوامل الاستقرار في لبنان.
ورأى الحريري ان الحوار يساهم بفاعلية في حل الكثير من المشاكل المتراكمة ويقرب الاطراف.
من جهة اخرى فقد زار رئيس المجلس الاعلى اللبناني - السوري نصري خوري رئيس الحكومة وكان الاجتماع جيدا حسب مصادر مطلعة، وقد تناول التحضيرات القائمة لاجتماع هيئة التنسيق اللبنانية - السورية، وجرى التداول ببعض الامور التي سيتم طرحها سواء لجهة اتفاقيات جديدة او قديمة.
وقالت المصادر ان الاسبوعين المقبلين سيشهدان اجتماعات للجان ولقاءات وزارية بين البلدين تمهيدا لطرح كل التفاصيل خلال زيارة الرئيس الحريري الى دمشق نهاية الشهر الحالي.
جنبلاط: لقائي مع الاسد
للتأكيد على الثوابت
اما على صعيد زيارة جنبلاط الى سوريا، فما زالت ردود الفعل على زيارة رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط الى دمشق محور مناقشات الاطراف السياسية وتداعياتها المستقبلية على لبنان وتموضع جنبلاط السياسي في المرحلة القادمة.
وكان جنبلاط شرح في لقاء صحافي العناوين السياسية لزيارته الى دمشق مؤكدا ان الماضي البعيد طوي الى الابد على الرغم من اهمية عبر الماضي ودروسه الا ان المستقبل اهم بكثير، ولفت الى ان اللقاء مع الرئيس السوري بشار الاسد امس جاء ليؤكد الثوابت وفي مقدمها دعم وحماية المقاومة لاستمرار عملية تحرير الارض وترسيم الحدود، معتبرا ان تأكيد هذه الثوابت هو افضل ضمان لعلاقة البلدين موضحا ان الاسد ركز على ان بناء الثقة بين لبنان وسوريا يعتمد على لغة واحدة في التعاطي.
وقال جنبلاط: ان زيارته لدمشق لن تكون الاخيرة، وتم تكليف وزير الاشغال غازي العريضي بمتابعة الملفات مشيراً الى انه تحدث مع الرئيس الاسد عن امكانية البدء بترسيم الحدود من المناطق التي ليست تحت الاحتلال، كما تحدثنا عن موضوع التواصل العربي بين دروز فلسطين واخوانهم في لبنان وجبل لبنان وضرورة ان تقوم سوريا بالمساعدة.
البلديات
على صعيد آخر، وبعد تحويل مشروع قانون البلديات الى اللجان المشتركة فإن ذلك يؤشر الى ان الاصلاحات طارت، وحسب مصادر متابعة، اذا لم يحصل شيء يؤجل الانتخابات فإنها ستحصل في 2 ايار حسب ما قاله وزير الداخلية زياد بارود.
ولم تستبعد المصادر عدم حصولها الا ان التأجيل يتطلب قراراً من مجلس النواب.
- صحيفة 'اللواء'
قدر ما كان خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله امس الاول هادئاً ومعقولاً، بقدر ما كان حازماً وحاسماً، يحمل في طياته رسائل تحذيرية الى الجميع، بمعنى انه ربط كل تعاونه مع المحكمة الدولية بشروط خمسة حددها في كلامه الى قناة <المنار> وملخصها أن تكون المحكمة مهنية وغير مسيسة، وان لا تكون خاضعة لارتباطات وتوجهات القوى الدولية، ولا سيما الولايات المتحدة واجندتها في المنطقة.
لكن، ماذا لو وجهت المحكمة الاتهام لعناصر من <حزب الله> بدور ما في عملية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟
هذا هو السؤال الكبير الذي يشغل الاوساط السياسية والرسمية والشعبية وما عناه رئيس <اللقاء الديمقراطي> النائب وليد جنبلاط حول ضرورة التعاون بين الاطراف وفي مقدمتهم الرئيس سعد الحريري وعائلات الشهداء الذين سقطوا في الجريمة وجرائم الاغتيال الاخرى التي تبعتها، للحفاظ على الاستقرار بالتوازي مع تحقيق العدالة وكشف الحقيقة.
اذن، هي معادلة دقيقة وخطيرة في آن، احد طرفيها الاستقرار والآخر العدالة، وبقدر ما ينجح اللبنانيون في التوفيق بين هذين العاملين، بقدر ما يمكن لهم تجاوز كل المخاطر التي يمكن ان تلحق بهم من جراء كل تداعيات الزلزال الكبير الذي ضرب بلدهم لحظة اغتيال الرئيس الشهيد وتعطيل استهدافاته.
واذا كان الرئيس سعد الحريري يؤكد في مجالسه الخاصة وامام الملأ ان <الحقيقة> هي عامل كبير من عوامل الاستقرار في لبنان، فيما يشبه الرد على كل هذه المخاوف والهواجس، فقد كان لافتاً الانتباه الاشادة الاستثنائية بسوريا والتي قدمها السيناتور الاميركي في الحزب الديمقراطي جون كيري، لدى وصوله الى دمشق، باعتبارها عامل استقرار اساسياً للمنطقة، في وقت تواجه فيه الولايات المتحدة مشكلة العقوبات ضد ايران على خلفية ملفها النووي المعقد جداً، وتطرح فيه سوريا مسألة المقاومة باعتبارها العامل الاساسي لحماية المنطقة، وتشدد على ضرورة دعمها كعنوان لتحقيق التوازن الاستراتيجي مع اسرائيل، الامر الذي يكشف عن منحى دولي - اقليمي بأن تكون سوريا ضمانة لاستقرار المنطقة بما في ذلك حلقة المحكمة الدولية، انطلاقاً من امساكها بكل خيوط الوضع الاقليمي، بما في ذلك المقاومة، وهو ما يعيد طرح معادلة جديدة، وهو الربط بين المقاومة والاستقرار بالتوازي تماماً مع معادلة الاستقرار والعدالة.
ومن هنا، حسب ما تراه الأوساط الدبلوماسية، تكمن أهمية الخطوة التي خطاها وليد جنبلاط بطي صفحة الماضي مع سوريا، ومتابعة علاقته الجديدة معها، سواء عبر قناة <حزب الله> أو الوزير غازي العريضي، انطلاقاً من خط بياني سياسي رسمه جنبلاط والرئيس السوري بشار الأسد يبدأ بدعم وحماية المقاومة في الدفاع عن لبنان واستكمال تحرير ما تبقى من أرض لبنانية محتلة وبناء علاقة مؤسسات بين الدولتين في السياق الأمني والاقتصادي والسياسي، مذكراً بأن هذه العلاقة بنيت بالدم وبالتضحيات المشتركة التي اوصلت إلى اتفاق الطائف.
جنبلاط ولئن رأى البعض أن جنبلاط بعد عودته من دمشق بات نجماً في فلك <حزب الله> ويتحرك ضمن مداره، مثل الآخرين، فان الزعيم الاشتراكي بدا مرتاحاً وهو يرسم الخط البياني السياسي لعلاقته المستقبلية مع سوريا ويطوي معها صفحة الماضي والقطيعة التي امتدت لسنوات ست، وحرص في المؤتمر الصحفي الذي عقده باكراً في دارته في كليمنصو على انتقاء الكلمات الإيجابية مثل: ود وصراحة ومصارحة وإيجابية في تأكيده على الصياغة الجديدة للعلاقة بينه وبين الرئيس الأسد، شاكراً كل من ساهم في فتح الطريق امامه إلى دمشق وإعادة ترتيب علاقته مع الرئيس السوري، وفي طليعتهم <حزب الله> وأمينه العام، لكنه لم يشأ الكشف عن تفاصيل اللقاء ولا الموضوعات التي تناولها، باستثناء اشارته الى الموضوع الفلسطيني في لبنان، وخصوصية وضع الجبل وتثبيت الموقع العربي لهذا الجبل، ومسألة ترسيم الحدود بين البلدين على أن تبدأ من المناطق المحررة حسب ما تمّ الاجماع عليه في طاولة الحوار.
وحرص جنبلاط، الذي أكّد في دردشة مع الاعلاميين انه غير مقيد بأي التزامات تجاه سوريا، على التشديد بأهمية الاستقرار اللبناني بالنسبة الى سوريا، مشيراً إلى أن النقطة الأساسية التي يُركّز عليها الرئيس السوري تكمن في بناء الثقة بين الدولتين والمسؤولين اللبنانيين والسوريين وذلك يعتمد على لغة واحدة.
وفي معرض رده على الأسئلة، أكّد جنبلاط أن موقعه الوسطي لا يعني انه ينتقل من مكان إلى آخر، في اشارة إلى احتمال التحاقه بفريق 8 آذار، وإنما للحفاظ على الثوابت، لافتاً إلى ان تجاوب نصر الله مع التحقيق الدولي في قضية المحكمة الدولية <أمر ايجابي جداً>، لافتاً الى أن على الجميع البحث في المرحلة اللاحقة من عمل المحكمة، وفي حال صدر شيء معين يهدد الاستقرار،، بما يحافظ على الاستقرار بالتوازي مع العدالة، بالتعاون مع نصر الله والرئيس الحريري وعائلات الشهداء.
الحريري وفي المقابل، نقل نقيب الصحافة محمد البلعبكي عن الرئيس سعد الحريري، خلال زيارته أمس مع مجلس نقابة الصحافة، وأعضاء المكتب التنفيذي، قوله <إن المحكمة الدولية أصبحت في يد المجتمع الدولي، ونحن كدولة علينا التعاون معها لأنها ستكشف حقيقة من اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري>، مشيراً الى أن المحكمة تقوم الآن بدورها وسننتظر قرارها، مجدداً تأكيده على أن الحقيقة هي عامل كبير من عوامل الاستقرار في لبنان.
وأعلن الحريري أنه سيزور دمشق قريباً على رأس وفد وزاري لتطوير الاتفاقات القديمة وتوقيع اتفاقات جديدة، داعياً الى التطلع الى مستقبل أفضل مع سوريا التي هي دولة شقيقة، مشيراً الى أن علاقته الشخصية مع الرئيس الأسد ستوظف لتخدم بشكل أفضل المصالح المشتركة بين البلدين، وإلى أن مقاربة العلاقات مع سوريا لا يصح أن يتم إلا بشكل إيجابي.
وبالنسبة الى موضوع الانتخابات البلدية، أوضح الحريري أنه <إذا استطعنا تطوير القانون الحالي، فستجري الانتخابات على أساسه، وإذا لم نستطع فنحن ملزمون دستورياً إجراءها ضمن المهل المحددة، وعلينا أن نحترم الدستور>، مشدداً بأن الحكومة تبذل ما في وسعها لتحقيق أولويات الناس، وخصوصاً مسألة الكهرباء، مشيراً الى إنجاز آلية تعيين موظفي الفئة الأولى والتي ستعرض قريباً على مجلس الوزراء، وتثبيت المتعاقدين مع قوى الأمن الداخلي وعددهم عشرة آلاف.
وقال: <نحن نسير بالتوجه الذي يجمع اللبنانيين في أمور كثيرة أكثر مما يفرقهم، ونحن حرصاء في الوقت نفسه على ترسيخ الوحدة الوطنية الكفيلة بمواجهة الخلافات، وأن يبقى الخلاف ضمن المؤسسات الدستورية، ولذلك نعتبر أن الحوار الذي يجري على طاولة الحوار أو في مجلس الوزراء يساهم مساهمة فاعلة في حل الكثير من المشاكل المتراكمة والمستجدة ويقرّب الأطراف بعضها من بعض، خلافاً لما نسمعه من تراشق وتباينات في وسائل الإعلام>، مبدياً اعتقاده بأن إعلان المواقف لمجرد تسجيل النقاط لا يمكن أن يبني دولة.
وأوضحت مصادر وزارية، ان زيارة الرئيس الحريري الى دمشق باتت قريبة، إلا ان الموعد لم يحدد، علما انه سيزور اسبانيا لمدة ثلاثة ايام ابتداء من الثامن من شهر نيسان الحالي.
وقالت هذه المصادر ان الاتفاقيات التي ستوقع في دمشق باتت جاهزة، الا انها لم تكشف عن عددها او المجالات التي ستتناولها.
سجال حاد مع كوشنير غير ان ما لفت الانتباه هو السجال الكلامي الذي اندلع بين حزب الله ووزير الخارجية الفرنسية برنارد كوشنير على خلفية كلام نصر الله على قناة المنار امس الاول، والذي حظي بمواقف ايجابية من جميع الاطراف في لبنان، وان بمستويات مختلفة، كان ابرزها ما نقله عضو تكتل <لبنان اولا> النائب عقاب صقر عن البطريرك الماروني نصر الله صفير، الذي قدر كلام نصر الله واثار اعجابه، معتبرا اننا الآن نسير في طريق افضل، وان البلد يتجه بهذه الطريقة نحو تحسين وضعه وتحصينه.
وان التلفزيون <الجديد> نقل عن الوزير كوشنير قوله ان حزب الله ليس خارج العدالة، وان عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض رد عليه بقوله انه ليس من حق ان يعلن نفسه وليا يقفه في امور المحكمة، اذ ان فرنسا ليست ايضا خارج العدالة لانها اوت شاهدا ملكاً رفضت تسليمه او التعاون بملفه وسمحت لان يفقد اثره في فرنسا ليظهر فجأة في الامارات في اشارة الى الشاهد السوري محمد زهير الصديق.
وألمح فياض إلى إحتمال إقالة كوشنير من الحكومة الفرنسية الحالية، معتبراً بأن هذا الأمر إذا حصل لن يكون مفاجئاً.
تعميم قوى الأمن وفي مجال آخر، يتصل بالإتفاقية الأمنية الموقعة بين الحكومتين اللبنانية والأميركية لتدريب عناصر قوى الأمن الداخلي، والتي قال نصر الله، انها تحوي مواد خطيرة يجب معالجتها، قالت قناة <المنار> في نشرتها المسائية أمس، ان المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي عممت على كافة عناصرها قراراً يقضي بتسجيل الإعتراض الفوري أو الإنسحاب من أي ندوة أو مؤتمر يتم التعرض فيه لأي تنظيم لبناني شرعي أو أي من حركات المقاومة، وذلك إنسجاماً مع السياسة العامة للحكومة والموقف الوطني الراسخ في الدفاع عن الوطن، وإستناداً إلى القناعات الراسخة التي تعتبر أن حق المقاومة هو حق مقدس ومشروع في تحرير الأرض من الإحتلال>.
كما طلب التعميم من العناصر التقيد بأحكام التعليمات رقم 302 الصادرة عام 1976، مؤكداً أن المديرية لن تتوانى عن إتخاذ كافة التدابير القانونية والتأديبية لدى التحقق من أية مخالفة.