- صحيفة 'النهار'
بين زيارة وفد المديرين العامين والمستشارين برئاسة وزير الدولة جان أوغاسبيان لدمشق والاستقبال الاول للسفارة السورية في بيروت منذ انشائها بعد اقامة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، احتل اليوم اللبناني – السوري الطويل امس صدارة التطورات بكل ما انطوى عليه من ابعاد سياسية وديبلوماسية في فترة 'التأسيس' المعقدة للعلاقات الجديدة.
ومع ان الاستقبال الذي اقامه السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي مساء امس في مجمع 'البيال' استقطب الاهتمام وخصوصاً من حيث ضخامة الحشد السياسي الذي جمعه وكان حضور وجوه ونواب ووزراء وسياسيين من مختلف قوى 14 آذار العلامة الفارقة فيه، فإن الاجتماعات التي انعقدت في دمشق اكتسبت بدورها اهمية من حيث اطلاقها فعلاً العملية التقنية لمراجعة الاتفاقات الثنائية المعقودة بين البلدين ان من حيث تعديل هذه الاتفاقات او من حيث التحضير لتوقيع اتفاقات جديدة.
واوضح رئيس اللجنة اللبنانية الفنية الوزير اوغاسبيان لـ'النهار' ليل امس عقب عودته والوفد من دمشق ان 'الزيارة كانت ناجحة وأبدت فيها الدولة السورية اهتماماً كبيراً وانفتاحاً كاملاً على كل الاقتراحات التي قدمها الوفد اللبناني وحرصاً على التعاون البناء'. وافاد ان 'هذه الاجتماعات ستتواصل بشكل متعاقب وسوف تؤسس لعلاقات متينة بين المؤسسات في كلا البلدين لبناء اسس صلبة في مقاربة كل الملفات الثنائية'. ولم يشأ الخوض في تفاصيل الملفات التي بحث فيها والتي حملها المديرون العامون كل في اطار اختصاصه، غير انه اكد العمل على 'تطوير الاتفاقات السابقة والتحضير للاتفاقات الجديدة'.
وعن لقائه رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري قال اوغاسبيان 'ان اللقاء كان بنّاء وقد جرت خلاله مناقشة موضوع الاتفاقات الثنائية في جو من التفاهم والايجابية'.
وكان الوفد اللبناني اجتمع مع الجانب السوري في هيئة تخطيط الدولة برئاسة رئيس الهيئة عامر حسني لطفي وفي حضور الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني – السوري نصري خوري، وافادت الوكالة العربية السورية للانباء 'سانا' انه جرى تقسيم المشاركين من جميع القطاعات الحكومية في سوريا ولبنان الى مجموعات عمل تخصصية لتبادل الرأي في شأن الملاحظات التي يقدمها الطرفان حول تطوير سبل التعاون ومناقشة الاتفاقات القائمة والتعديلات الواجب اجراؤها عليها لتواكب الاصلاحات الاقتصادية في كلا البلدين والافكار المطروحة من الجانبين لعقد اتفاقات جديدة في عدد من المجالات. وشارك في الاجتماعات عن الجانب السوري عدد من معاوني الوزراء ومدير مكتب رئيس مجلس الوزراء ومديري المؤسسات والادارات في الوزارات المعنية. وعن الجانب اللبناني ممثلو رئاسة مجلس الوزراء ووزارات الدفاع والعمل والاشغال العامة والنقل والصحة العامة والاقتصاد والتجارة والعدل والداخلية والبلديات والطاقة والمياه والزراعة والصناعة والخارجية والمغتربين والتربية والتعليم العالي والسياحة والمال والثقافة والبيئة والاتصالات.
من جهة أخرى، تميز الاستقبال الذي أقامه السفير السوري في مجمع 'البيال' بأنه ضم مختلف الالوان السياسية. واعتبر السفير علي عبد الكريم علي في كلمة القاها 'ان لقاء الاخوة وتعاونهم وتمازج أفراحهم وأتراحهم في البلدين الشقيقين يمتد على مساحة التاريخ كله'. وقال: 'يزيد رصيد التفاؤل بولادة مستقبل اكثر عافية ان وفاقا وطنيا لبنانيا يكبر وتكاملا بين الشعب والجيش والمقاومة يتعزز وأخاءً سوريا لبنانيا يتعمق'. وأضاف: 'يد سوريا ممدودة وقلبها مفتوح لأشقائها ترحب بالنقد المسؤول وتمارسه على نفسها لكنها ترفض المساومة على الكرامة والحقوق وتتمسك بثوابتها'.
الحريري
ونقلت موفدة 'النهار' الى روما سابين عويس عن مصادر الوفد المرافق لرئيس الحكومة سعد الحريري في زيارته الرسمية لايطاليا ان الحريري لا يزال على مواقفه الثابتة التي لم ينفك يرددها منذ زيارته الاولى لدمشق وهي مواقف تعكس جديته في انفتاحه ورغبته في فتح صفحة جديدة من العلاقات الطبيعية والاخوية والمميزة القائمة على احترام مصالح البلدين وسيادتهما. وشددت على ان الحريري حسم قراره منذ اللحظة التي زار فيها دمشق بفتح صفحة جديدة وهو لن يزيح عن هذا القرار في سبيل انجاح هذه العلاقة وبنائها على الأسس المتينة التي تضمن مصالح كلا البلدين. كما رأت المصادر في الاستقبال الذي أقامه السفير السوري امس في بيروت ومستوى المشاركة فيه ولا سيما منها المشاركة المسيحية تعبيرا عن ارتقاء العلاقات بين لبنان وسوريا الى المستوى الذي يطمح اليه اللبنانيون الذين طالما دعوا الى افضل العلاقات على أسس الاحترام المتبادل لاستقلال كل من البلدين وسيادته.
وفي أول موقف له من مسألة الاتهام الاسرائيلي لـ'حزب الله' بحيازة صواريخ 'سكود' قال الحريري امس في لقائه الجالية اللبنانية في روما ان هذه 'التهديدات والتهويل بأن لبنان يمتلك صواريخ ضخمة يشبه ما كانوا يقولونه عن وجود أسلحة دمار شامل في العراق وهي أسلحة لم يجدوها وما زالوا يبحثون عنها ويحاولون تكرار السيناريو نفسه في لبنان'.
ودعا اللبنانيين الى 'عدم الخوف لان لبنان بألف خير'.
القرار 1559
وتزامن ذلك مع صدور التقرير نصف السنوي للأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون لتنفيذ القرار 1559 عبر موفده لتنفيذ هذا القرار تيري رود – لارسن. وأفاد مراسل 'النهار' في نيويورك علي بردى ان الامين العام للأمم المتحدة وصف في التقرير زيارة الحريري لدمشق بأنها 'تاريخية'، داعيا لبنان وسوريا الى احراز تقدم في ترسيم حدودهما المشتركة. وأكد 'ان مواقع التنظيمات الفلسطينية في البقاع تشكل تحديا للسيطرة على الحدود البرية وان 'الوقت قد حان للتعامل بجدية مع هذا الشواذ الخطير'. وطالب التقرير اسرائيل بوقف انتهاكاتها للسيادة اللبنانية، كما دعا 'حزب الله' الى التحول 'حزبا سياسيا صرفا'. واذ كرر ان الامم المتحدة 'ليست في وضع يمكنها من التحقق' من التقارير عن اسلحة ثقيلة تنقل عبر الحدود، اشار الى انها تأخذ هذه التقارير 'على محمل الجدية البالغة'، مبديا قلقا لان نشاطات كهذه 'يمكن ان تؤدي الى حرب أخرى'. كما حذر من ان الطلعات الجوية الاسرائيلية 'تزيد التوتر ويمكن ان تستفز الى حادث قد يؤدي الى تصعيد سريع'.
- صحيفة 'السفير'
ها هم اللبنانيون، يحاولون نبش عصبياتهم في ما تبقى لهم من وقت، من أجل إعادة إنتاج تركيبات بلدية واختيارية، يتشدّق كل أهل السياسة في الدفاع عن مضمونها الإنمائي، فيما أحوال المدن والبلدات والقرى اللبنانية، تشي بكل شيء الا الإنماء.
وها هم اللبنانيون، الذين دفعوا دفعاً من طبقتهم السياسية، على مدى السنوات الخمس الماضية، الى &laqascii117o;الساحات" و&laqascii117o;الاشتباكات" وإلى شفير هاوية الحرب الأهلية، أكثر من مرة، كانوا بالأمس، يتفرّجون من بيوتهم، على صورة هذه &laqascii117o;الطبقة"، تتسابق على الوصول الى &laqascii117o;البيال" من أجل مشاركة السفارة السورية في لبنان أول احتفال تقيمه في العيد الوطني السوري، من دون &laqascii117o;رفة جفن"، خاصة من حلفاء سوريا &laqascii117o;الجدد"، وكأن كل ما قيل من أطنان الكلام، كان مجرد &laqascii117o;استثمار سياسي"، في انتظار استثمار من نوع آخر، ربما يكون عنوانه الأبرز في المرحلة المقبلة، سلاح المقاومة.
وها هم اللبنانيون أيضاً، يتفرجون على دولتهم الكريمة، برئيس جمهوريتها، يستعدّ لسفر طويل الى البرازيل، ورئيس حكومة صار شبه مقيم في الطائرة ورئيس مجلس نيابي يوحي وكأنه يغرد خرج السرب كله بسفره عكس السير السياسي في مسار هيئة إلغاء الطائفية السياسية، قبل أن ينزلق سريعاً، الى &laqascii117o;سوق المحاصصة"، بائعاً وشارياً مع غيره، من أهل الطبقة السياسية اللبنانية العظيمة.
وها هم اللبنانيون، ينتظرون من يفسّر لهم، &laqascii117o;سر" الانعقاد العادي لمجلس الوزراء في السرايا الكبيرة، و&laqascii117o;سر" الانعقاد الاستثنائي في القصر الجمهوري، ليكتشفوا أن بين هذا وذاك، انتهاك متمادٍ للدستور الذي نصّ على أن يكون لمجلس الوزراء مقره الخاص، وليكتشفوا، أيضاً، المزيد من انكشاف بلدهم، ليس أمنياً هذه المرة، بل إدارياً وربما أكثر من ذلك.
القصة تبدأ هذه المرة، من استدراج عروض حصل في بعض الإدارات العامة، في إطار صرف مشروع هبة محوّلة اليها من &laqascii117o;مكتب ادارة المــشاريع" (A O P)، وعندما حاول بعض المدراء العامين، في بعض الوزارات التدقيق في قصة هذا المكتب تبين لهم الآتي:
في خريف العام 2007 وعلى عتبة انتهاء ولاية رئيس الجمهورية السابق اميل لحود، يسافر الأمين العام لمجلس الوزراء سهيل بوجي الى فرنسا ويوقع هناك مع الاتحاد الأوروبي بصفته ممثل الحكومة اللبنانية، اتفاقاً يقضي بإنشاء المكتب المذكور ووظيفته محددة لمدة أربع سنوات، على أن يمثل الدولة اللبنانية في ادارة قرض بقيمة عشرة ملايين وخمسمئة ألف يورو أوروبي، وعلى أن يتولى فريق المكتب الذي تموّل رواتبه من الهبة الأوروبية، الاشراف على طريقة توزيعها وصرفها على عدد من الادارات والمؤسسات العامة.
أولاً، هل هناك من يعلم في الجمهورية اللبنانية، أن هناك هيئة رسمية تحمل اسماً من هذا النوع ولها موازنتها ومقرها وموظفوها وهي تصرف أموالاً وتتصل بإدارات وتتولى التحضير لاجتماعات &laqascii117o;هيئة التنسيق" مع الاتحاد الأوروبي؟
ثانياً، لعل المفارقة اللافتة للانتباه، أن الاتفاقية التي وقعها أمين عام مجلس الوزراء، آنذاك، لم تمرّ لا في مجلس الوزراء ولا في أي سجل رسمي، كما تبين حتى الآن، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول الطريقة التي تدار بها الدولة، ولماذا هذا التعمّد في خرق وتجاوز الأصول الدستورية، وماذا يمنع، على سبيل المثال لا الحصر، أن تسلم تلك الهبة إلى مجلس الإنماء والإعمار، بصفته &laqascii117o;الوعاء التقليدي" الذي يتولى إدارة هبات وقروض تفوق قيمتها الهبة المذكورة بعشرات المرات؟
ثالثا، أين وضعت تلك الهبة، وهل فتح لها حساب في مصرف لبنان وما هي المعايير للصرف واختيار المشاريع والادارات التي يمكن أن تكون جزءاً من المشروع المذكور؟ هل نحن أمام &laqascii117o;خط عسكري" يؤمن وصول أموال ومساعدات واستشارات بطريقة خفية الى عدد من الادارات والمؤسسات العامة؟... ومن يغطي هذه &laqascii117o;القناة الوهمية" طالما أنها لم تمرّ في مجلس الوزراء، وهل هي جزء لا يتجزأ من &laqascii117o;باريس 3" وإذا كانت كذلك لماذا لم تمرّ عبر الأصول الادارية والمالية؟ ومن يتحمّل مسؤولية تجاوز كهذا وما هو موقف رئيس الجمهورية من ظاهرة كهذه غير مسبوقة في تاريخ الجمهورية؟
رابعا، إذا كان الاتحاد الأوروبي، لا يسمح بحكم طبيعة تركيبته وعدم تجانسه، سياسيا واقتصاديا، بأن يكون في موقع الشبهة، عندها يصبح السؤال موجهاً للاتحاد نفسه، حول سبب قبوله بإبرام اتفاقيات أو معاهدات كهذه وأن يكون أداة تمويلية لتعزيز مواقع أو ادارات معينة في دولة أخرى؟ وهل هذا يدخل في صلب روحية &laqascii117o;باريس 3"؟
الحريري: يفعلون عندنا ما فعلوه في العراق
في هذه الأثناء، أطلق رئيس الحكومة سعد الحريري من روما، حيث يبدأ زيارة رسمية اليوم، موقفاً من التهديدات الاسرائيلية الأخيرة قال فيه :&laqascii117o;فجأة يطالعنا الاعلام بوجود صواريخ &laqascii117o;سكود" في لبنان، وهي صواريخ ضخمة جداً. واذا لاحظنا انه عند بداية كل موسم اصطياف يعمدون الى اطلاق التهديدات، لانه ممنوع على لبنان ان ينعم بالامن والاستقرار". وأضاف &laqascii117o;ان قدرتنا على ان نعيش مع بعضنا بعضاً تشكل التهديد الاكبر من لبنان على اسرائيل، ومن هذا المنطلق فإن التهديدات والتهويل والقول إن لبنان يمتلك صواريخ ضخمة، هو يشبه ما كانوا يقولونه في السابق عن وجود اسلحة دمار شامل في العراق وهي اسلحة لم يجدوها وما زالوا يبحثون عنها هناك حتى الآن، وهم يتهموننا بأمر مشابه، ويحاولون تكرار السيناريو نفسه في لبنان. لكن انا اقول للبنانيين الا يخافوا الا من ربنا سبحانه وتعالى ولبنان بالف خير وهو بلد مزدهر اقتصاديا ويعيش وحدة وطنية حقيقية وقوي بشعبه ووحدته والحوار بين ابنائه وبجيشه وقواه الامنية وكل القوى العسكرية"، وأكد أن لبنان &laqascii117o;سيبني جيشاً يتصدى لكل المخاطر ويحفظ امنه وسيصبح دولة قوية وقادرة"، وأكد أن هناك محكمة دولية &laqascii117o;ستتوصل إن شاء الله الى اظهار الحقيقة وسنتعامل مع نتائجها في وقتها".
- صحيفة 'الأخبار'
في اليوم نفسه الذي كان فيه وفد لبنان الرسمي يدعو من دمشق إلى التكامل الاقتصادي، وكانت أصوات في لبنان ترتفع ويزداد عددها مطالبة بسحب موضوع سلاح حزب الله من التداول، ظهر ناظر القرار 1559 متحدثاً عن &laqascii117o;الليسترين"
في ما بدا تعويضاً عن &laqascii117o;الدعسة الناقصة" السابقة، استنفرت رئاسة الحكومة رئيس لجنة الحدود مع سوريا الوزير جان أوغاسبيان، و22 مديراً عاماً ومستشارة قانونية في وزارة المال ونائب رئيس أركان العمليات وضابط التخطيط في وزارة الدفاع، ومستشاراً وخبيراً اقتصاديين من رئاسة مجلس الوزراء، للتوجه إلى دمشق أمس، لمناقشة الاتفاقيات المبرمة بين البلدين وبحث ما يحتاج إلى تعديل منها والنظر في اتفاقيات جديدة.
مبكراً، جمع أوغاسبيان في السرايا، أعضاء الوفد الـ27، لوضع اللمسات الأخيرة على المواضيع التي ستطرح في اجتماعات دمشق، والتي أبدى ثقته بأنها &laqascii117o;ستثمر إيجابيات في شأن الاتفاقيات الثنائية" تمهيداً لزيارة رئيس الحكومة سعد الحريري لسوريا، لافتاً إلى &laqascii117o;إمكان العودة في وقت لاحق إلى اجتماعات ثنائية أخرى بين بعض الوزارات إذا دعت الحاجة إلى ذلك".
وبهذه &laqascii117o;الثقة" توجه الوفد إلى دمشق، حيث التقى رئيسه، رئيس الوزراء السوري محمد ناجي العطري، في حضور وزير الدولة لشؤون التخطيط السوري عامر لطفي والأمين العام للمجلس اللبناني ـــــ السوري نصري خوري وسفير لبنان ميشال خوري. ثم عقد اجتماع في مبنى هيئة تخطيط الدولة، ضم إلى الوفد الزائر، وفداً سورياً برئاسة لطفي، بدأه أوغاسبيان بالإعلان عن وجود إرادة للتأسيس &laqascii117o;لمرحلة مقبلة زاهرة وواعدة نستطيع من خلالها تحقيق التقارب الاقتصادي بين بلدينا تمهيداً لتحقيق تكامل اقتصادي"، متحدثاً عن دور أساسي للقطاع الخاص في تحقيق هذا التكامل. وحدد جدول الزيارة بـ: بحث مواضيع التعاون وسبل تفعيلها، تطوير الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبروتوكولات، تحديد الاتفاقيات الجديدة، وتحديد مسوّدة أجندة أولويات للاجتماع المرتقب بين العطري والحريري.
بدوره، تحدث لطفي عن وجود تحولات كبيرة في الاقتصاد السوري دفعته إلى أن يراجع الكثير من الاتفاقات المعقودة مع الخارج، مشيراً إلى تحديث اتفاقات الحماية وتبادل الاستثمارات مع كثير من البلدان العربية &laqascii117o;فكيف وحال العلاقات المتميزة بموجبات واضحة المعالم مع القطر اللبناني الشقيق". واقترح على الوفد الضيف تقسيم العمل إلى ورش متعددة متخصصة.
وكانت الكلمة الثالثة للأمين العام للمجلس اللبناني ـــــ السوري، الذي أكد أن الاجتماع خطوة تحضيرية أساسية لزيارة الحريري &laqascii117o;ثم انعقاد اجتماع هيئة المتابعة والتنسيق خلال هذه الزيارة، لتأتي بنتائج مثمرة تسهم في دفع العلاقات الأخوية بين البلدين خطوة الى الأمام وإزالة الغمامة السوداء التي علت سماء هذه العلاقات في مرحلة من المراحل".
وبعد الكلمات، اعتُمدت آلية توزيع العمل على مجموعات، حيث تجتمع كل مجموعة مع نظيرتها للبحث في المواضيع المطروحة أمام المشاركين.
سلاح المقاومة وناظر الـ1559
في هذا الوقت، علت الأصوات المدافعة عن المقاومة، ومن إسبانيا حيث التقى وزير خارجيتها ميغيل أنخل موراتينوس، وتحدث في المنتدى الاقتصادي الجديد، قال العماد ميشال عون إن المقاومين اختاروا &laqascii117o;تحرير الأرض لا ممارسة الإرهاب، كما يرغب البعض في إشاعة هذا الأمر".
وفي موقفه الأسبوعي لجريدة الأنباء، دعا النائب وليد جنبلاط، إلى عدم التداول بموضوع السلاح عبر وسائل الاعلام، محيلاً &laqascii117o;الذين يقولون بأن وجود السلاح قد يؤدي الى العدوان" الى &laqascii117o;التجارب التاريخية السابقة التي أفرغت فيها إسرائيل حقدها على لبنان مرات ومرات قبل وجود هذا السلاح أو أي سلاح سابق". وطرح أكثر من علامة استفهام عن &laqascii117o;تزامن هذا الطرح مع أوج الاتهامات الاسرائيلية بنقل صواريخ سكود من سوريا الى لبنان". وهاجم بشدة نظرية &laqascii117o;حياد لبنان"، سائلاً: &laqascii117o;ألم تكن هذه النظرية أحد الأسباب التي أدّت الى الدخول في ثورة 1958 وصولاً الى اتفاق 17 أيار؟".
وفي هذه الأجواء، ظهر في نيويورك أمس (من نزار عبود) التقرير الحادي عشر لناظر القرار 1559 تيري رود لارسن، عن تطبيق هذا القرار، والذي نقله الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، لأعضاء مجلس الأمن، وفيه تبنٍّ لمخاوف إسرائيل من نقل صواريخ طويلة المدى إلى لبنان لاستخدامها &laqascii117o;كما يزعم حزب الله"، &laqascii117o;لأغراض دفاعية". وقال بان إنه يأخذ &laqascii117o;بجديّة بالغة" تقارير عن &laqascii117o;نقل كميات كبيرة من الأسلحة عبر الحدود البرية"، في إشارة إلى سوريا، معرباً عن قلقه من أن ذلك قد يسبّب &laqascii117o;زعزعة استقرار البلاد ويمكن أن يؤدي إلى نشوب صراع آخر"، وطالب الأطراف &laqascii117o;في داخل لبنان وخارجه، بأن توقف كل الجهود للحصول على أسلحة أو نقلها وبناء قدرات عسكرية غير رسمية خارج إطار الدولة".
وتحدث عن دور إقليمي لحزب الله، متبنياً رواية الادعاء المصري عمّا يعرف بـ&laqascii117o;خلية حزب الله"، واتهامه لـ26 شخصاً بـ&laqascii117o;التآمر لمهاجمة سفن في قناة السويس وأماكن سياحية". وإن أضاف أن المتهمين &laqascii117o;ينفون التهم". وكرر التذكير بحوادث أيار 2008، وقال إن حزب الله والفصائل الفلسطينية لم يسلموا السلاح بعد اتفاق الطائف، لكنه أعلن انه ما زال يؤمن بأن نزع سلاح المجموعات المسلحة يمكن أن يتحقق بالحوار السياسي الداخلي.
ورأى انه رغم التقدم في العلاقات الداخلية اللبنانية والعلاقات اللبنانية ـ السورية &laqascii117o;لا يزال الوضع في لبنان هشاً. وهناك حاجة ملحة لاتخاذ إجراءات حسية للمحافظة على الزخم وتأمين تقدم لبنان نحو التأكيد التام لسيادته ووحدة أراضيه ووحدته واستقلاله السياسيين وفقاً لاتفاق الطائف ... وللقرار 1559".
واستناداً أيضاً إلى تقرير رود لارسن الذي زار إسرائيل 9 مرات في 6 أشهر، ولم يزر لبنان سوى مرة واحدة منذ عام 2006، أعلن بان أنه يأخذ &laqascii117o;علماً كاملاً بأن لبنان قلق من عمليات شبكات التجسّس الإسرائيلي المزعومة في البلاد. ولقد واصلت الدوائر الأمنية تحقيقاتها في هذا المجال وحدثت عمليات توقيف إضافية". واستنكر الخروق الجوية الإسرائيلية اليومية، قائلاً إنها خرق لسيادة لبنان وانتهاك للقرارين 1559 و1701، وتنطوي على &laqascii117o;خطر إثارة حادث من شأنه أن يتصاعد بسرعة". ودعا الطرف الإسرائيلي إلى &laqascii117o;الالتزام بواجباته ووقف الطلعات الجوية".
لكن الحريري رد من إيطاليا على حديث &laqascii117o;الإعلام" عن صواريخ السكود، إذ ربط في كلمة أمام أبناء الجالية، هذا الحديث بالتهديدات الإسرائيلية الموسمية عند بداية كل موسم اصطياف، وشبّهه بما &laqascii117o;كانوا يقولونه في السابق عن وجود أسلحة دمار شامل في العراق"، معتبراً أنهم &laqascii117o;يحاولون تكرار السيناريو نفسه في لبنان". لكنه طمأن إلى أن لبنان &laqascii117o;يعيش وحدة وطنية حقيقية، وهو قوي بشعبه ووحدته والحوار بين أبنائه وبجيشه وقواه الامنية وكل القوى العسكرية".
أما النائب نواف الموسوي، فأكد حق المقاومة في امتلاك قدرات تمكنها من الدفاع والردع &laqascii117o;دون أن يكون هناك قيد على نوعية هذه القدرات ولا على كمّها".
- صحيفة 'المستقبل'
تزامناً مع الحركة الخارجية للمسؤولين اللبنانيين حيث بدأ رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري زيارة إلى إيطاليا أمس ويلتقي خلالها الرئيس جورجيو نابوليتانو ورئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني وعدداً من المسؤولين الكبار اليوم، وفيما يستعد رئيس الجمهورية ميشال سليمان للسفر غداً إلى البرازيل في زيارة رسمية، تمثل الحدث أمس بزيارة الوفد الإداري اللبناني إلى دمشق برئاسة وزير الدولة جان اوغاسابيان الذي عرض مع رئيس مجلس الوزراء السوري محمد ناجي عطري علاقات التعاون بين البلدين والرغبة في تطويرها وتوسيع آفاقها. والتقى أوغاسابيان والوفد المرافق له مع الوفد السوري برئاسة وزير الدولة لشؤون التخطيط عامر لطفي، حيث عقد اجتماع ضم أعضاء وفدي البلدين وسفيريهما، في مبنى 'هيئة تخطيط الدولة' في العاصمة السورية.
وقد أكد أوغاسابيان أن اللقاء يتم 'بناء على توجيهات وإرشادات الرئيس الحريري لمناقشة سبل تطوير وتفعيل العلاقات بين لبنان وسوريا بما يلبي طموحات القيادة في بلدينا وطموحات شعبينا'. وشدد على أن 'الواقع الجديد يرتب علينا مقاربة العلاقة بين بلدينا بصورة جديدة تأخذ في الاعتبار التطورات الخارجية والداخلية والمعطيات الجديدة والتحديات المستقبلية'، وقال 'إن زيارتنا اليوم تهدف بشكل أساسي إلى بحث مواضيع التعاون بين البلدين وسبل تفعيلها، وتحديدا الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبروتوكولات التي هي بحاجة إلى تطوير في ضوء المعطيات الجديدة على الساحة الداخلية في كل من بلدينا وعلى الساحة العالمية وتحديد مذكرات التفاهم التي بحاجة إلى تجديد، وتحديد الاتفاقيات الجديدة التي يمكن توقيعها وتحديد مسودة أجندة أولويات للاجتماع المرتقب بين الرئيسين الحريري وعطري'.
واعتبر أن 'هذا الاجتماع مهم جدا لتبادل الأفكار والاقتراحات حول العديد من المواضيع التي تهم بلدينا وفي كل المجالات الاقتصادية التجارية والصناعية والزراعية والسياحية والتربوية والثقافية وغيرها'. ودعا إلى 'أن يؤسس هذا الاجتماع لمرحلة مقبلة زاهرة وواعدة نستطيع من خلالها تحقيق التقارب الاقتصادي بين بلدينا تمهيدا لتحقيق تكامل اقتصادي مجد وفعّال، الأمر الذي من شأنه أن ينعكس إيجاباً على تطوير النمو الاقتصادي والمالي في كل من بلدينا(..)'.
من جهته، قال الوزير السوري لطفي 'نتمنى النجاح سوية في هذه المهمة التي أوكلت إلينا من رئيسي وزراء البلدين لإجراء التحضيرات المناسبة الكفيلة بإعداد جدول أعمال مناسب لانعقاد قريب لهيئة المتابعة والتنسيق برئاسة رئيسي الوزراء'. واعتبر أن 'لقاء اليوم يكتسب أهمية كبيرة لدراسة مختلف الموضوعات التي من شأنها أن ترتقي إلى درجة أعلى في سلم تعزيز العلاقات بين هذين البلدين'. وقال إنه 'بعد موافقة الوزير اوغاسبيان سنقسم العمل إلى ورشات متعددة متخصصة من أجل أن يتناول المتخصصون وممثلو هذه الوزارات الموضوعات المختلفة(..)'.
وقد عاد الوفد اللبناني إلى بيروت مساءً، منهياً نهاراً طويلاً من المباحثات.
وكان اوغاسبيان ترأس اجتماعاً في السرايا الكبيرة قبل التوجّه إلى دمشق حضره الوفد المشارك، والذي ضم عددا من المدراء العامين ومن الضباط في الجيش اللبناني وفريقا استشارياً اقتصادياً لرئاسة الحكومة. وفي مداخلة خلال الاجتماع، أبدى الوزير أوغاسبيان ثقته في 'أن اجتماعات دمشق سوف تثمر إيجابيات حول الاتفاقيات الثنائية تمهيداً للزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة سعد الحريري إلى العاصمة السورية، والتي ستدفع قدماً باتجاه تمتين العلاقات بما فيه مصلحة البلدين والشعبين'. ولفت إلى 'إمكان العودة في وقت لاحق إلى اجتماعات ثنائية أخرى بين بعض الوزارات في حال دعت الحاجة إلى ذلك'.
الحريري
في غضون ذلك، شدد الرئيس الحريري أمام السفراء العرب في إيطاليا على أهمية المقاربة الشاملة لقضايا المنطقة، داعياً الدول المعنية بقرار دعم السلام في الشرق الأوسط إلى 'اجتراح حلول مشتركة عالمية وذلك باتجاه الضغط على إسرائيل لتعطيلها عملية السلام وحل القضية الفلسطينية'.
والتقى الرئيس الحريري أبناء الجالية اللبنانية في إيطاليا، ورأى في مخاطبته لهم أنه 'عند بداية كل موسم اصطياف تعمد إسرائيل إلى إطلاق التهديدات لأنه ممنوع على لبنان أن ينعم بالأمن والاستقرار، والسبب هو أن لبنان عندما ينعم بالأمن والاستقرار والعيش المشترك إنما يثبت بذلك لإسرائيل أننا بطوائفنا ومذاهبنا وتنوعنا قادرون أن نعيش مع بعضنا البعض، وهم في المقابل غير قادرين على إعطاء الفلسطينيين دولة مستقلة'. وقال 'إن قدرتنا على أن نعيش مع بعضنا البعض تشكل التهديد الأكبر من لبنان على إسرائيل'. وأكد أنه 'من هذا المنطلق فإن التهديدات والتهويل والقول إن لبنان يمتلك صواريخ ضخمة، يشبه ما كانوا يقولونه في السابق عن وجود أسلحة دمار شامل في العراق وهي أسلحة لم يجدوها وما زالوا يبحثون عنها هناك حتى الآن، ولبنان بألف خير وهو بلد مزدهر اقتصادياً ويعيش وحدة وطنية حقيقية وقوي بشعبه ووحدته والحوار بين أبنائه وبجيشه وقواه الأمنية وكل القوى العسكرية'.
وأكد أن 'لبنان سيبني جيشاً يتصدى لكل المخاطر ويحفظ أمنه وسيصبح دولة قوية وقادرة'. وقال 'نحن لا نريد أن نحارب أحداً، بل نريد أن نعيش بأمان واستعادة أراضينا المحتلة'. وطالب 'من المجتمع الدولي أيضاً أن ينظر إلى إخواننا الفلسطينيين، فالقضية الفلسطينية عمرها 62 عاما، وقد مضى تسعة عشر عاما على مؤتمر مدريد، فأين كنا وأين أصبحنا وأين سنصبح بعد تسعة عشر عاماً إذا استمرت إسرائيل على تعنتها ورفضها تحقيق السلام؟'.
ولفت إلى أنه 'مهما شنت إسرائيل من حروب وأطلقت التهديدات، ففي النهاية الحل السياسي هو السبيل الوحيد للتقدم في المنطقة لان الحروب تنتج أحقاداً وشهداء وثأراً، ولكن عندما نسير في عملية سلام عادل وشامل لكل المنطقة عندها ستنعم المنطقة كلها بالاستقرار والأمن'.
وقال 'علينا أن نتذكر جميعا انه مهما اختلفنا في السياسة يجب أن نكون مجمعين على لبنان، وعلى وحدته ووحدة شعبه والعمل على نمو الاقتصاد وتأمين الكهرباء والمياه وشبكة الطرقات والاستشفاء والمطار وغيره، إن هذا هو ما يوحدنا ويجمعنا، وعلينا أن نركز باستمرار على ما يجمعنا وليس على ما يفرقنا وينمي الأحقاد فيما بيننا'.
وتابع 'لقد فتحنا صفحة جديدة، وشكلنا حكومة وحدة وطنية وان شاء الله ستنجح هذه الحكومة التي يقول البعض إنها تواجه تحديات كبيرة، إن الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان يقول دائماً ان لا أحد أكبر من بلده، وإذا كان هذا ما يردده الرئيس الشهيد فعلينا جميعاً أن نفكر بهذا البلد الذي أحبه رفيق الحريري وضحى من أجله، ليس بدمائه فقط بل بالعمل والجهد أيضاً'.
وأضاف 'يجب أن نؤكد أن هناك محكمة ستتوصل إن شاء الله إلى إظهار الحقيقة وسنتعامل مع نتائجها في وقتها. الحقيقة مهمة، وأما الأهم أن نتذكر من هو رفيق الحريري. إن الحقيقة آتية بإذن الله والحقيقة ستريح البلد وتقويه وستكشف للبنانيين واللبنانيات هوية من اغتال الشهداء'. ودعا إلى التطلع إلى ما يتعلق بالمحكمة أو غير المحكمة، بإيجابية، وقال 'أعرف أن العديدين يتخوفون ويهولون من موضوع المحكمة، الخوف كان عندما استشهد رفيق الحريري وليس عندما سنعرف الحقيقة، الخوف هو عندما نرى أنه في لحظة كان بيننا رفيق الحريري ثم دوى انفجار بقوة 1800 كلغ أودى بحياته، عندما كان رفيق الحريري يقول أن لا احد أكبر من البلد، وعندما نقول إن الحقيقة هي الأساس في البلد وعندما نقول إننا نريد أن نعرف كيف كانت حياة رفيق الحريري وليس كيف كان مماته(..)'.
البلديات
في غضون ذلك، لا يزال المشهد الانتخابي يشهد سباقاً بين الدعوات إلى التوافق للتوصل إلى مجالس بلدية قادرة على الانخراط في عملية التنمية وبين مساع لتأكيد الوجود السياسي عبر الدفع إلى تشكيل لوائح منافسة.
وعلى الرغم من اقتراب الموعد المحدد للانتخابات البلدية في جبل لبنان، فإنّ الصورة لم تتضح بعد في معظم المدن والبلدات الكبرى كما في البلدات الصغرى. وإذا كانت عاليه نجحت في السير بلائحة تعكس توافق القوى الأساسية في المدينة وبخاصة 'الحزب التقدمي الاشتراكي' و'الحزب الديموقراطي اللبناني'، فإنّ الوضع مختلف في الكحالة التي أعلنت فيها أمس أول لائحة مكتملة يقول أطرافها إنهم غير معنيين بالتيارات السياسية، في وقت تتواصل المساعي إلى تشكيل لوائح أخرى لم تكتمل بعد.
وفي مدينة صيدا، التي تواصل رئيسة لجنة التربية النائب بهية الحريري جولاتها فيها على الفاعليات داعية إلى الترفع عن الشخصنة في اختيار فريق تنموي للمدينة، كشفت مصادر مطلعة لـ'المستقبل' عن مساع يقودها رئيس حزب 'الاتحاد' عبد الرحيم مراد والأمين العام القطري لـ'حزب البعث' فايز شكر لترميم العلاقة المتصدعة بين رئيس 'التنظيم الشعبي' النائب السابق أسامة سعد ورئيس بلدية صيدا عبد الرحمن البزري بهدف إعادة إحياء تحالفهما وتشكيل لائحة مشتركة في انتخابات بلدية صيدا تحظى بمباركة ودعم الحلفاء.
- صحيفة 'اللواء'
سجلت العلاقات اللبنانية - السورية تعافياً ظاهراً على جبهتين:
- احتفال السفارة السورية في بيروت بالعيد الـ 64 للجلاء الذي أقيم في <البيال> في حضور رسمي رفيع، وسياسي جمع الكتل والتيارات والأحزاب اللبنانية على اختلافها، بحيث كان من الصعب التمييز بين المعارضة والموالاة، وحضور روحي لافت، ودبلوماسي وشعبي وحزبي غصت بهم القاعة الكبرى في البيال مساء أمس.
- المحادثات التقنية التي جرت في دمشق بين وفد لبناني قوامه 22 شخصية إدارية واختصاصية واستشارية تمثل مختلف الوزارات المعنية بالاتفاقيات برئاسة وزير الدولة جان أوغاسبيان الذي انتهت محادثاته بلقاء مع رئيس الوزراء السوري محمد نا جي العطري، حيث جرى استعراض علاقات التعاون وأواصر الأخوة التي تجمع الشعبين الشقيقين، حسب وكالة الأنباء السورية (سانا)، والرغبة في تطويرها وتوسيع آفاقها.
في هذا الوقت كان الرئيس سعد الحريري يبدأ في روما زيارة رسمية تشمل لقاءات مع رئيس الدولة ورئيس الوزراء اليوم بعد لقاء مع السفراء العرب المعتمدين في العاصمة الايطالية، بهدف تحصين الوضع اللبناني وتشجيع الأصدقاء الأوروبيين على اتخاذ مواقف داعمة للبنان ضد أي عدوان إسرائيلي.
وشدد الرئيس الحريري أمام السفراء العرب على أهمية المقاربة الشاملة لقضايا المنطقة، داعياً الدول المعنية بقرار دعم السلام في الشرق الأوسط إلى اقتراح حلول مشتركة عالمية في اتجاه الضغط على إسرائيل لتأخرها في حل القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن لبنان، كونه رئيس البعثة العربية في مجلس الأمن سيحمل رؤية لبنانية - عربية ثابتة لقضايا السلام في الشرق الأوسط الى المحافل الدولية.
وفي كلمة ثانية له امام الجالية اللبنانية في روما، حذر الرئيس الحريري من تكرار سيناريو العراق في لبنان، مشيراً إلى التهديد والتهويل بأن لبنان يمتلك صواريخ ضخمة (سكود) يشبه ما كانوا يقولونه في السابق عن وجود اسلحة دمار شامل في العراق، وهي اسلحة لم يجدوها وما زالوا يبحثون عنها، ملاحظاً بأن هذه التهديدات تطلق عند بداية كل موسم اصطياف، لأنه ممنوع على لبنان أن ينعم بالأمن والاستقرار، مؤكداً بأن قدرتنا على أن نعيش مع بعضنا البعض تشكّل التهديد الأكبر من لبنان على إسرائيل.
ولفت إلى أن إسرائيل تقوم باعتداءات يومية على لبنان، وقد سجلنا منذ يومين سبعة اعتداءات في يوم واحد من خلال اختراق طائرات حربية إسرائيلية للاجواء اللبنانية، وهذا امر لم نعتد عليه ونتجاهله، موكداً أن لبنان سيبني جيشاً يتصدى لكل المخاطر ويحفظ امنه، ونحن لا نريد أن نحارب أحداً، بل نريد أن نعيش بأمان واستعادة اراضينا المحتلة، مشدداً على انه مهما شنت إسرائيل من حروب وأطلقت تهديدات ففي النهاية الحل السياسي هو السبيل الوحيد للتقدم في المنطقة.
وفي مجال آخر، أكّد الحريري أن المحكمة الدولية ستتوصل إلى اظهار الحقيقة، وسنتعامل مع نتائجها في وقتها، مشدداً على أن الحقيقة الآتية ستريح البلد وتقويه، وستكشف للبنانيين هوية من اغتال الشهداء، مشيراً إلى انه لا داعي للخوف والتهويل من موضوع المحكمة، مؤكداً أن الخوف كان عندما استشهد رفيق الحريري وليس عندما سنعرف الحقيقة.
وأشارت مصادر الوفد اللبناني الى أن الرئيس الحريري سيبحث اليوم مع المسؤولين الايطاليين، وفي مقدمهم رئيس الحكومة برلسكوني، في موضوع التهديدات الإسرائيلية للبنان وضرورة حشد الدعم الدولي لوقف هذه التهديدات، وتنفيذ الخصخصة في المياه والكهرباء والنقل والطلب من المسؤولين الايطاليين إمكانية المساهمة الإيطالية في تنفيذ هذه المشاريع خاصة في ما يتعلق بالنقل البحري بين المدن اللبنانية مثل طرابلس وبيروت وصيدا وصور، عبر بناء <عبارات> لنقل البضائع والركاب.
وكشفت المصادر اللبنانية أن الرئيس الحريري سيقترح في محادثاته أيضاً إنشاء صندوق لتجهيز ودعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي تدريباً وتجهيزاً.
وأكدت أن الحريري متمسك بموقفه الذي أعلنه في اليوم الأوّل لزيارته إلى دمشق، هذا الموقف الذي يُؤكّد على فتح صفحة جديدة مع سوريا، وان لا تراجع عن هذا الخيار، على أن يتم من خلال المؤسسات ولمصلحة البلدين.
ولفتت المصادر الى أن رئيس الوزراء اللبناني يدرك أن متضررين كثراً دخلوا على الخط لإلحاق الأذى من تنامي العلاقات وعرقلة تطورها، إلا أن ذلك سوف لن يؤثر على مسار العلاقات الجديدة.
ولفتت أيضاً الى أنه على الرغم من أن الوفد اللبناني لم يطلعه بعد على نتائج المحادثات في العاصمة السورية، فإنه على قناعة تامة بأن نتائج الاجتماع التحضيري ستكون إيجابية ولمصلحة البلدين.
أما عن زيارته الى دمشق، فقالت المصادر أن زيارة الرئيس الحريري ستتم خلال الأسابيع المقبلة بعد اكتمال جميع الترتيبات المتصلة بها.
محادثات الوفد اللبناني وكان الوفد الإداري اللبناني برئاسة أوغاسبيان قد عاد قرابة التاسعة من مساء أمس، الى بيروت، بعدما أجرى محادثات مع نظيره السوري تناولت الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، وسبل تطويرها، تمهيداً لزيارة الرئيس الحريري الثانية الى العاصمة السورية.
واستعرض أوغاسبيان مع رئيس مجلس الوزراء السوري محمد ناجي العطري، وحسب ما ذكرته وكالة سانا السورية، علاقات التعاون وأواصر الأخوة التي تجمع الشعبين الشقيقين والرغبة في تطويرها وتوسيع آفاقها بما يحقق المصلحة المشتركة للبلدين الشقيقين، وحضر اللقاء رئيس هيئة تخطيط الدولة عامر حسني لطفي والأمين العام للمجلس الأعلى السوري - اللبناني نصري خوري، وسفير لبنان في دمشق ميشال خوري.
بدورها عقدت اللجنة التحضيرية الفنية لاجتماعات هيئة المتابعة والتنسيق السورية - اللبنانية اجتماعاً موسعاً في هيئة تخطيط الدولة برئاسة لطفي وأوغاسبيان وحضور نصري خوري وممثلي الوزارات المعنية من الجانبين.
ووصف لطفي الاجتماع بأنه تحضيري لبحث كل مجالات التعاون بين البلدين بهدف تطويرها وتعزيزها قبل انعقاد هيئة المتابعة برئاسة رئيس وزراء البلدين، إضافة الى إعداد جدول أعمال مناسب للهيئة ولتحقيق المصلحة والفائدة للبلدين.
ولفت الى أن اللجان الفنية ستدرس مختلف الموضوعات التي من شأنها الارتقاء بالعلاقات وتعزيزها وإمكان تعديل الاتفاقيات القائمة.
بدوره أكد أوغاسبيان أهمية هذا الاجتماع لمناقشة سبل تطوير وتفعيل العلاقات الثنائية بما يلبي طموح القيادتين والشعبين وتبادل الأفكار والمقترحات حول المواضيع التجارية والصناعية والثقافية وغيرها، وقال <هناك اقتراحات لتطوير التعاون والاتفاقيات>.
وأكد وجود إرادة حقيقية وصادقة للتعاون المطلق بين البلدين بهدف الوصول الى تفاهمات حول جميع المسائل والأمور المطروحة.
من جهته أوضح نصري خوري أن الاجتماع خطوة تحضيرية لزيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى سوريا وعقد هيئة المتابعة لدفع العلاقات المميزة بين البلدين الى الأمام وإزالة أي عائق أمام تعزيزها.
وشارك في الاجتماعات عدد من معاوني الوزراء ومدير مكتب رئيس الوزراء السوري ومن مديري المؤسسات والادارات في الوزارات المعنية، ومن الجانب اللبناني ممثلو رئيس الوزراء ووزارات، وشارك في الاجتماع سفيرا البلدين في دمشق وبيروت.
وكان اوغاسبيان ترأس قبل مغادرته الى دمشق اجتماعا في السراي حضره الوفد المشارك في الزيارة والذي يضم 22 مديرا عاما وضابطين في الجيش ومستشارين اقتصاديين لرئاسة الحكومة.
سليمان وبري وعون وبينما يستعد الرئيس ميشال سليمان للسفر الى البرازيل غدا في زيارة رسمية تستغرق ستة ايام يرافقه وفد وزاري، التقى رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون في مدريد وزير الخارجية الاسباني ميغل انخل موراتينوس في وزارة الخارجية، ودعا الاسبان في سياق تلبيته لدعوة <المنتدى الاقتصادي الجديد> في مدريد الى زيارة لبنان قائلاً: <لا تخافوا ليس هناك حرب، ولن تجدوا حزب الله لا على الحدود ولا في بيروت بل هم مواطنون عاديون>.
اما الرئيس نبيه بري فواصل قصفه السياسي، اذ بعد غمزه من قناة طاولة الحوار، ملوحا انها في خطر في حال استمر الجدل حول سلاح المقاومة، والذي دعا رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط الى سحبه من التداول الاعلامي تخفيفا للتوتر السياسي، جدد بري دعوته لانشاء الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية، معتبرا ان هذه الهيئة من اهم الاصلاحات التي وردت في اتفاق الطائف، وان عدم انشائها هو انقلاب على الطائف، مشددا على ان الروح الطائفية هي العقبة التي تقوم دون الوحدة، موضحا انه بسبب الطائفية وضعنا تحت الانتداب.
ورأى بري في محاضرة القاها في <البريستول> امس ان التمسك بعدم تطبيق المادة 95 من الدستور وتشكيل الهيئة فيه الكثير من الاستهانة بالتاريخ وبعقول الناس.
واكد ان الخوف من ذلك مفتعل ولا شيء يبرره الا الحرص على المصالح الفئوية والشخصية.
وطمأن الرئيس بري الخائفين بالقول: ان الهيئة الوطنية ليس بمجرد تكوينها تلغي الطائفية فهذا الامر يمكن ان يستمر لثلاثين عاما.
ورأى ان المشاركة في لبنان ليست بتعدد طوائفه، انما المشكلة تكمن في استخدام الدين لغايات سياسية.
ويعقد مجلس الوزراء جلسته العادية غدا في السراي وعلى جدول اعماله 41 بنداً، خلا من اشارة الى عرض لمشروع موازنة العام 2010 التي تعتزم وزيرة المال ريا الحسن عرضه في هذه الجلسة.
الإنتخابات البلدية وعلى صعيد الإنتخابات البلدية والإختيارية، ذكر مصدر في الغالبية النيابية، ان ثمة دفعاً من قبل الحكومة ورئيسها في إتجاه إرساء منطق التوافق وسحبه على أكبر عدد ممكن من المناطق لتلافي المعارك الإنتخابية، خصوصاً بعدما أعلن عدد من الأفرقاء السياسيين تحالفهم، ومن بينهم <أمل> و<حزب الله> والحزبان التقدمي الإشتراكي والديمقراطي اللبناني، ما يسهل إجراء الإنتخابات في أجواء هادئة بعيداً عن التشنجات التي يولدها عادة الإستحقاق الإنتخابي.
وألمح المصدر الى امكان عقد لقاء بين الرئيس الحريري والعماد عون بعد عودتهما من الخارج من أجل البحث في إنتخابات بلدية بيروت، علماً أن المفاوضات للتوصل الى لائحة توافقية بدأت السبت الماضي بلقاء <جس نبض> تم بين الوزيرين ميشال فرعون وجبران باسيل، ولقاء آخر عقده النائب سيرج طورسركيسيان مع حزب <الطاشناق> لمعرفة الإتجاه الذي يفكر به <التيار الوطني الحر> والطاشناق حيال بلدية بيروت.
ولفت سركيسيان لـ <اللواء> أن شروط التيار العوني ليست صعبة لغاية الآن، لكنه شدد على ضرورة الإلتزام وإحترام نتائج الإنتخابات النيابية في عملية توزيع الحصص.
وبينما أعلن النائب السابق فريد هيكل الخازن من بكركي أن مساعي التوافق في بلدية جونية حققت 90 في المائة، على غرار التوافق السائد في مناطق أخرى، كشفت المعلومات عن توافق من بلدة عمشيت مسقط رأس رئيس الجمهورية، وكذلك في بلديتي عاليه والشويفات بين جنبلاط وارسلان، فيما تستمر المحاولات في زحلة بين التيار العوني بالتحالف مع الناب السابق ايلي سكاف على اساس انضمام النائب نقولا فتوش اليه، وكذلك الأمر في جزين حيث تردد عن وجود تنسيق بين الرئيس بري وعون، إلا إذا حصل تحالف بين إبراهيم سمير عازار مع <القوات اللبنانية> بحيث تصبح احتمالات المعركة قائمة، على غرار المعركة التي ستحصل حتماً في صيدا.