صحف ومجلات » «فايسبوك» يخالف سياسته عن الكراهية: صفحة «الصلاة» لوفاة أوباما... قانونية!

3260_n_186
- صحيفة 'السفير'

حسن زراقط

إنهم &laqascii117o;يصلّون" لوفاة الرئيس الأميركي باراك أوباما على &laqascii117o;فايسبوك"!. أصبح عددهم مليونا ومئـة ألف ونيّفا ويزداد كل يوم بشكل لافــت، في صفحة أنشأها مدوّن &laqascii117o;مجهول" الهوية في العاشر من الشهر الــحالي، وكتب عليها الصلاة التالية: &laqascii117o;يا إلهي، أخذت هذه السنة ممثلي المفضل باتريك سوايزي، وأخذت ممثلتي المفضلة فرح فوست، وأخذت المغني المفضل لدي مايكل جاكسون، أريد أن أبلغك فحسب أن رئيسي المفضل هو باراك أوباما. آمين".
في أعقل الأوصاف، تمثل هذه الصفحة، ظاهراً، دعوة تستبطن مشاعر سلبية عبر التمني الدائم لوفاة أوباما. أصلاً، لا يصعب كثيراً تعريف خلفية الصفحة. لدينا كلمات &laqascii117o;الصلاة" التي تشي بنكتة ولا تستبعد معنى جدياً في آن، واللون الأحمر القوي لعلم الحزب الشيوعي المحيط بصورة أوباما، والنقاشات المستمرة على الصفحة نفسها: قسم منها يشجّع &laqascii117o;الصلاة" لموت أو قتل أوباما مستخدماً تعابير وتشبيهات مسيئة في بعض الأحيان، والبعض يظنّها نكتة، فيما يدوّن آخرون أموراً لا دخل لها بالموضوع. وبينما تبقى هوية مدوّن الصفحة مخفية عن الجمهور، تبيّن معلومات الصفحة أن مكان تأسيسها هو في ماريسفيل في اوهايو. ويبدو أن المدوِّن تعمّد أن تحتمل الصفحة شيئاً من الغموض بنشره الجملة التالية &laqascii117o;لا نصلّي فعلاً من أجل وفاة أوباما. هذا مجرد قليل من الفكاهة لنُظهر عدم موافقتنا على رئيسنا الحالي"!
وبرغم حرص موقع &laqascii117o;فايسبوك" في مناسبات سابقة على نبـذ المجموعات المحرضة على العنف أو المثيرة للكراهية، فيقر بقانونية الصفحة موضع الجدل. ويقول المتحدث باسم الموقـع أنــدرو نويس، في بيان، إن هذه الصفحة &laqascii117o;لا تنتهك سياسات الشبكة الاجتماعية. نحن حسّاسون تجاه المحتوى الذي يتضمن المواد الإباحية، خطاب الكراهية والتهديد بالعـنف الواقــعي ونتحرك بسرعة لإزالة المحتوى الذي ينتهك سياساتنا عندما يُطلب منا ذلك. وبرغم ان كثيرين يرفضون ما يقال ويعتبرونه مكروهاً، فإن هذه الصفحة لا تنتهك سياسات محتوى الشركة".
في سياسة &laqascii117o;فايسبوك" المسمّاة &laqascii117o;بيان الحقوق والواجبات" والموجودة على رابط خاص في الموقع، تُعرَّف الصفحات بأنها &laqascii117o;ملفات خاصة تستعمل للترويج للأعمال أو للمنظمات الخيرية، السياسية أو التجارية بما في ذلك المنظمات غير الربحية والحملات السياسية والفرق الغنائية والمشاهير". نلاحظ &laqascii117o;الحملات السياسية" هنا، أي العنوان العام الذي يرمز إلى الانتخابات وما شابه. لكن الأهم هو التالي، فوفقا للبيان، &laqascii117o;لا يُسمح لَكَ بأن تنشر مضموناً يثير البغض، والتهديد...، ولا يسمح لك بنشر مضمونٍ أو بالقيام بأي فعل على &laqascii117o;فايسبوك" يمسّ حقوق شخص آخر أو ينتهك القانون". ويصح أيضاً التركيز على هذه الفقرة في البيان: &laqascii117o;يمكننا أن نحذف أي مضمون أو معلومات نشرْتها على الموقع إذا كنا نرى أنها تنتهك هذا البيان". فيمكن هنا ملاحظة التباين مع كلام نويس الذي لا يرى في الصفحة انتهاكاً لسياسات &laqascii117o;فايسبوك"، في حين يتضمن بيان &laqascii117o;الحقوق والواجبات" كلمة &laqascii117o;الكراهية" غير البعيدة عن توجه صفحة &laqascii117o;الصلاة".
وكرد فعل على هذه الصفحة، أنشأ مستخدمون على &laqascii117o;فايسبوك" ثلاث مجموعات على الأقل تشجبها وتضغط لإزالتها. وسمّيت إحدى هذه المجموعات &laqascii117o;عريضة لإزالة مجموعة الصلاة لوفاة الرئيس أوباما على فايسبوك"، وهي غير رسمية وجذبت أكثر من نصف مليون معجب، وتحمل صورة عبارة عن كلمة &laqascii117o;كراهية" أو &laqascii117o;hate" يخترقها خط أحمر، طالبةً من أنصارها استقطاب آخرين والذهاب إلى صفحة &laqascii117o;الصلاة للوفاة" والنقر على زر &laqascii117o;report" لتصنيفها بأنها مسـيئة. إذاً، هـي ليست نكتة كما يفهم مناصرو أوباما الذين اندفعوا إلى إنشاء صفحات مضادة. كما برزت صفحة أخرى تدعو إلى جمع خمسة ملايين معترض على الصلاة هذه.
إزاء هذه الأمور، ليس مهماً التكهن بقرب إزالة هذه الصفحة بقدر ما هي مهمة مقاربة توصيفها بعد كل ما تقدم. وإذا كان &laqascii117o;فايسبوك" هامشاً للتعبير بـ&laqascii117o;حرية" عن الآراء، النوازع والأفكار، فإن التفاعلات التي تجرّها مثل هذه الصفحات ليست سطحية، بل ينطوي كثيرٌ منها على دوافع قد تتحول بسهولة من أقوال افتراضية إلى أفعال واقعية وراهنة. فهل سيصر &laqascii117o;فايسبوك" على رأيه؟

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد