صحف ومجلات » اللافتات الانتخابية بين السياسة والتحريض

p18_20100430_pic1_250- صحيفة 'الأخبار'
ليال عبود

على الطريق المؤدّية من بيروت إلى جبيل (شمال بيروت) عشرات الصور واللافتات: هذا يطمح إلى التغيير، وذاك يريد استعادة كرامة بلدته، وثالث... يناجي العذراء بعدما تحالفت كل الأحزاب ضدّ لائحته.
لا شكّ في أنّ مشهد اللافتات والملصقات والصور الانتخابية أخفّ من ذلك الذي شاهدناه قبل أشهر خلال الحملة الانتخابية النيابية. مع ذلك، كان لافتاً حجم المال الانتخابي الذي خصّصته بعض اللوائح لحملاتها. ولعلّ أبرز هذه اللوائح هي &laqascii117o;كرامة جونية" التي يرأسها الرئيس الحالي لبلدية جونية جوان حبيش. &laqascii117o;الكلّ ضدنا... العدرا معنا" هو أوّل شعار أطلقته اللائحة، ليليها شعارٌ لا يقلّ غرابة هو &laqascii117o;طريق الكرامة تمرّ في جونية" في استعادة معدّلة للمقولة الشهيرة &laqascii117o;طريق القدس تمرّ من جونية". وترافق انتشار هذه اللوائح مع إعلانات تلفزيونية مكثّفة.
أما اللائحة الأخرى فبدت شعاراتها أكثر قرباً إلى المفهوم البلدي، فاختارت اسم &laqascii117o;الإنماء التوافقي" وعرضت مشروعها الانتخابي على اللوحات الإعلانية من &laqascii117o;تطوير البنى التحتية" وصولاً إلى &laqascii117o;النمو المتوازن"...
إذاً، اختارت بعض اللوائح شعارات سياسية وتحريضية لحملاتها، في وقت يفترض بالمعركة أن تكون إنمائية بحتة. فيما بنت لوائح أخرى حملتها على شعارات سياحية قد تكون مفهومة في بعض المناطق. مثلاً في جبيل التي تعتبر منظقة سياحية أساسية في لبنان، اختارت اللائحة التي يرأسها زياد حواط شعار &laqascii117o;جبيل أحلى"، لتردّ عليها اللائحة التي يرأسها جان لوي قرداحي بشعارات مثل &laqascii117o;جبيل أحلى... بلا ضغط"، في إشارة إلى الأخبار التي أكّدت أن لائحة حواط تمارس ضغوطاً سياسية ومالية على الناخبين الجبيليين.
هكذا، تنوعّت اللافتات والحملات الإعلانية. لكن اللافت انتشار الشعارات التي أخذت طابعاً شخصياً، فروّجت لشخص رئيس البلدية، أو هاجمت بطريقة غير مباشرة اللائحة المنافسة. في الحازمية وسنّ الفيل مثلاً، بدت الحملتان متشابهتَين. في البلدة الأولى، اختار جان الأسمر اسم &laqascii117o;الحوار والقرار" للائحته، إلى جانب مجموعة كبيرة من الصور التي تروّج أنّ الرئيس الحالي للبلدية هو &laqascii117o;الرقم الصعب"! فيما بنت اللائحة الثانية حملتها على شعار &laqascii117o;إنقاذ الحازمية (من البلدية الحالية)".
لا تختلف الصورة في سنّ الفيل. هنا، بنى عبده شاوول حملة لائحته على شعار &laqascii117o;التغيير"، الذي ينطوي على خلفيات سياسية وإنمائية في الوقت ذاته. المنافسة سياسية بالدرجة الأولى، بين لائحة يرأسها شاوول العوني، ولائحة الرئيس الحالي للبلدية نبيل كحالة الكتائبي. وقد انتشرت في سنّ الفيل صورٌ &laqascii117o;تمجّد" هذا الأخير، بينها تلك التي كتب عليها &laqascii117o;كلّنا معك أيها النبيل".

شعارات طريفة

لم تخل الحملات الانتخابية من الشعارات واللافتات الطريفة. ذكرت ريما نجيم (الصورة) في برنامجها الصباحي على &laqascii117o;صوت الغد"، لافتة كتب عليها في منطقة الخنشارة &laqascii117o;انتخب زوزو، يمكن يجي يوم وتعوزو". كما انتشرت في الأشرفية صور لأحد المرشحين على منصب مختار، مع شعار &laqascii117o;يا جبل ما يهزّك ريح". أما في برجا، فوعد أحد المرشّحين ناخبيه بأنّه سيبقى &laqascii117o;منكم ولكم في كل الظروف والمناسبات". وفي البلدة نفسها، انتشرت الأمثلة الشعبية التي تدعو إلى التغيير مثل &laqascii117o;اللي جرّب مجرّب كان عقلو مخرّب".ـ 'الحياة'
بشير هلال:
موضوعة المقاومة في الظروف الاقليمية الجديدة
هناك تبايناً بين واقعة تعاظم تسلُح الحزب وبين عملياته بما فيها &laqascii117o;التذكيرية" والتي كانت نادرة بعد الانسحاب الاسرائيلي عام 2000 وصارت معدومة منذ حرب تموز 2006. كما تُظهِر من جهة أخرى هوة سحيقة بين الإعلام الايديولوجي الداعي الى تعميم المقاومة كما يفهمها &laqascii117o;حزب الله"، كثقافة وكنمط عيش وانتظام سياسي وبين غياب أية مُعطيات يمكن تصنيفها ضمن نطاق ممارسة المقاومة أياً كان رأينا في جدواها وفي تناسبها مع أوضاع وشروط الاجتماع السياسي اللبناني. ومن ناحية ثالثة ثمة تباين بين تزامن الاعلام الانتصاري وزيادة التسلح وبين غياب المردود التحريري منذ عام 2000.
وكل ذلك يعني أننا كنا حتى الآن أمام وضعية يمكن وصفها في أحسن الأحوال بترتيب انتظاري ستاتيكي في العلاقة مع إسرائيل ومع المجتمع الدولي المتمثل مادياً منذ صيف 2006 بقوات اليونيفيل المُدعَّمة بالقرار 1701. ووفق &laqascii117o;حزب الله" نفسه فإن غاية التسلح والانضمام العلني الى اللقاء الثلاثي مع سورية وايران، هي بناء توازن رعب رادع مع اسرائيل التي يجري التعامل الاعلامي بخفة مع المخاطر الاستراتيجية المُترتبة على كونها تمتلك قوة نووية ضاربة ربما بأمل تحصيل طهران قوة مماثلة في أمد قريب. ولكن التوازن هذا، وقد خبرنا مثله زمن الحرب الباردة كان وما زال يعني امتناع الحرب الشاملة من ناحية وعدم القدرة على انتاج حلول من خارج التسويات والوسائل والضغوط السياسية من ناحية ثانية. وبما يؤدي حتى في فرضية توافر هذا التوازن الى انقضاء وظيفة التحرير بالوسائل المسلحة.

2010-04-30 00:00:00

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد