- صحيفة 'السفير'مايسة عواداكتمل فريق المراسلين. هذا ما أعلنه فيديو في أسفل صفحة Lebloggers.org، التي حملت عنوان &laqascii117o;المدونون اللبنانيون: إعلام من المواطن إلى المواطن".
إذاً، تحول عشرون مدونا لبنانيا إلى مراسلين يجوبون قرى وبلدات جبل لبنان، ينقلون مشاهداتهم عبر المدونات المصغّرة &laqascii117o;tweets" ويدعمونها بصور وانطباعات. هي محاولة لـ&laqascii117o;منافسة" الاعلام التقليدي، منافسة تراهن على &laqascii117o;قدرة المدونين على نقل ما يهم الناس حقاً بعيداً عن تصريحات السياسيين الرسمية عبر استعمال مواقع &laqascii117o;فايسبوك" و&laqascii117o;تويتر" وغيرها" كما يقول عماد بزي منسق غرفة عمليات الموقع الرئيسي في بيروت لـ&laqascii117o;السفير".
مع تقدم ساعات النهار، كبرت عائلة المراسلين، إذ انضم إلى الفريق مواطنون يعلّقون على &laqascii117o;تقارير" المراسلين المقتضبة، أو يزودونهم بصور من الشرفات أو السيارات عبر أجهزة الخلوي.
ووسط الهدنة النسبية الإعلامية على الشاشات اللبنانية، برزت صولات المدونين وجولاتهم الخاصة. هنا تركز التغطية على غياب النساء في اللوائح كما في بحمدون مثلاً، أو ترشح امرأتين في لائحة تضم ثلاثين مرشحاً في كفرنبرخ. يشير مدوِّن إلى إعلان سلسلة متاجر تابعة لجهة سياسية معروفة، انها ستعاقب كل من تغيّب عن العمل أمس &laqascii117o;بحسم ثلاثة أيام عمل" مدعّماً ما يقوله بتصوير التعميم الإداري. أما أسعد، وهو من فريق المدونين، فيتوقف في جولته عند الكحلونية ويشير إلى ترشح شابين دون السادسة والعشرين، قبل ان يشير إلى توزيع لوائح داخل قلم اقتراع بلا ذكر اسم البلدة. بينما تتوقف مدونة أخرى عند مغادرة مُقعد لقلم الاقتراع من دون الادلاء بصوته لعدم تمكنه من الدخول، ثم مشاهدات أخرى كجلوس ممثلي أقلام الاقتراع بالقرب من الغرفة العازلة بشكل يعيق دخول المنتخبين.
أما الصورة على الموقع، فكانت كما وعد المدونون بعيدة كل البعد عن الصور التقليدية، إذ نقلت بعض المشاهد من داخل الغرف العازلة (حيث عشرات الأوراق المرمية تحت عنوان &laqascii117o;لهذا السبب الستائر مهمة")، وأخرى من حياة الناس اليومية تحت عنوان من نوع &laqascii117o;مِي غو فوت، يو واتش ذي بايبي"، أي &laqascii117o;أنا ذاهبة كي أقترع، راقبي انت الطفل" تعليقاً على صورة امرأة وأطفالها برفقة مربية سريلنكية الجنسية وغيرها.
في هذا الاطار، تتوقف المدوِّنة عبير غطاس، التي كانت أمس تصور وتدون عبر &laqascii117o;تويتر" وتقود السيارة وتتابع الأخبار في آن، عند حرص المدونين على الابتعاد عن طريقة وسائل الاعلام الرئيسة في التغطية &laqascii117o;كنت أجول في منطقة بعبدا عاليه، ذهبت إلى أماكن لم يحضر إليها صحافيون. لاحظت كم الاعلام التقليدي مسيس، إذ يلحق المراسلون عادة الحدث بما يفيد بطريقة ما الحزب أو المؤسسة التي ينتمون إليها، كما يتحدث بعض الناس بأريحية أكبر عندما يعلمون اننا مجرد مراقبين غير تابعين لأية جهة".
أصل القصة
في ساعات بعد الظهر، كان عدد النقرات على الموقع قد تجاوز العشرين ألفاً ما عُد نجاحاً كبيراً لفريق المدونين. يشرح عماد بزي أن الفكرة بدأت مع مجموعة من المدونين من مختلف الأطياف والانتماءات: &laqascii117o;قررنا تأسيس &laqascii117o;lebloggers.org" وهدفنا تعزيز الإعلام البديل من المواطن إلى المواطن". ومع ان بزي يعترف ان &laqascii117o;مراسلي" الموقع ليسوا محترفين، بدليل ارتكاب هفوات وأخطاء تتعلق أحياناً بأسماء القرى وأحياناً أخرى بتغييب أدلة عن بعض الخروقات التي تمت الاشارة إليها، إلا انه يشدد أن الهدف هو &laqascii117o;نقل الخبر بحيادية بعيداً عن أي انحياز سياسي. نحن لسنا محترفين. هدفنا نقل نبض الشارع وليس السبق الصحافي. نريد ان يرى المواطن أموراً يحبها وليس تصريحات السياسيين. نعتقد ان المواطن هو الحدث وعليه هو ان يصنعه".
علماً ان المشروع ولد بحسب بزي قبل أسبوعين فقط بشراكة مع &laqascii117o;social media exchange" وبدعم من الهيئة الكاثوليكية للاغاثة. وبما ان الامكانيات المادية لم تكن تسمح بوجود أكثر من خمس فرق على الأرض، وبما ان الاتصال اللاسلكي بالانترنت مكلف، كان الحل بتزويد المدونين المراسلين بإمكانية الاتصال من الهواتف في السيارات، أثناء التجول على قرى المحافظة.
منافسة
حرص المدونون على ترك بصمتهم لدى متابعيهم. حاولوا تسجيل سبق وكان الموقع أول من نشر أخبارا عن إشكال في صبرا، أمس، مستبقاً بذلك مواقع إخبارية مثل &laqascii117o;النشرة" و&laqascii117o;ناو ليبانون" كما يقول بزي، شارحاً ان العديد من المراسلين على الأرض استعانوا أمس بالمدونين لنقل أخبار من بعض القرى، هذا عدا عن نقل الموقع وجود تشطيب في دوائر أكدت بعض القنوات التلفزيونية عدم وجود تشطيب فيها.
أما كيف كانت نهاية النهار بالنسبة إلى المدونين - المراسلين الذين خبروا تعقيدات التنقل وإرسال الانطباعات من القرى في ظل حماوة الانتخابات؟ سؤال تجيب عنه إحدى التدوينات في ساعات بعد الظهر: &laqascii117o;أنا منهك رسمياً! تعبان! ركبتاي تؤلماني لأن السيارة صغيرة كتير.. وبدّي بوظة!"