- صحيفة 'النهار'
مع أن معظم القادة السياسيين غابوا أمس عن مقاربة نتائج المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت والبقاع، فقد بدا واضحاً ان عامل المفاجأة لم يوفر فريقاً إلا أصابه وخصوصاً في ضوء تثبيت النتائج الرسمية لهذه المرحلة في معاركها السياسية الأساسية.
والواقع أن عامل التعادل في الخسائر والأرباح ظلل الى حد بعيد نتائج المعارك السياسية وحصيلتها الاجمالية في كل من بيروت وزحلة والبقاع الغربي، على رغم التفاوت في الأهمية التي يمكن ان يكتسبها احتساب الربح والخسارة بين منطقة وأخرى وتأثيره على موقع القوة السياسية المعنية به.
ففي بيروت حيث فازت 'لائحة وحدة بيروت' بكاملها مثبتة مبدأ المناصفة بين المسيحيين والمسلمين، حقق 'تيار المستقبل' مدعوماً من حلفائه في اللائحة ايضاً كسباً في الرقم الانتخابي. فعلى رغم بلوغ نسبة المقترعين 21 في المئة، وفقاً للتقديرات الرسمية، تبين ان الفارق في الأصوات بين أول الفائزين وأول الخاسرين بلغ 54 ألف صوت، إذ نال رئيس اللائحة بلال حمد نحو 65 ألف صوت، فيما نال أول الخاسرين المرشح يحيى الطبش 11 ألف صوت.
وفي المقابل، اتخذت مجموعة الاختراقات التي حققتها المعارضة في البقاع الغربي طابعاً سلبياً بالنسبة الى 'تيار المستقبل'، خصوصاً ان أبرزها حصل في بلدات كانت معقودة اللواء لهذا التيار.
أما في المعركة الاختيارية في دائرة بيروت الأولى، فعاودت قوى 14 آذار اثبات تفوقها على 'التيار الوطني الحر'، بفوزها في مناطق الاشرفية والرميل والصيفي بـ 21 مختاراً في مقابل سبعة لـ'التيار الوطني الحر' وحزب الطاشناق، وخسر 'التيار الوطني الحر' تكراراً أمامها.
وقد فازت قوى 14 آذار في الاشرفية بـ 12 مختاراً وفي الصيفي باربعة مخاتير، فيما نالت خمسة مخاتير في الرميل ونال 'التيار الوطني الحر' خمسة مخاتير وحزب الطاشناق مختارين.
وفي المقابل سجل 'التيار الوطني الحر' مجموعة اختراقات مع حلفائه في قرى وبلدات ذات غالبية مسيحية في البقاع الغربي في مواجهة قوى 14 آذار.
أما زحلة التي بدت معركتها أكثر معارك المرحلة الثانية إثارة للاهتمام، فثبتت النتائج الرسمية فوز لائحة 'القرار الزحلي' برئاسة جوزف دياب معلوف والتي شكلها النائب السابق الياس سكاف بـ 19 عضواً من اصل 21، فيما شهدت لائحة 'زحلة رؤية وانماء' برئاسة اسعد زغيب والمدعومة من قوى 14 آذار خرقاً بعضوين هما زغيب والمرشحة مهى معلوف القاصوف. واعتبر فوز لائحة 'القرار الزحلي' تطوراً بالغ الأهمية على المستوى السياسي من حيث اعادة تثبيت زعامة آل سكاف ولكن هذه المرة على حساب قوى 14 آذار و'التيار الوطني الحر' سواء بسواء، ذلك أنه الى الخسارة المحققة التي منيت بها قوى 14 آذار، حل مرشح 'التيار الوطني الحر' انطوان ابو يونس في المرتبة 43 من حيث ترتيب اصوات المرشحين الـ 75 الذين تنافسوا على عضوية المجلس البلدي. بيد ان فوز لائحة سكاف اقترن بعامل سلبي تمثل في غياب التمثيل السني للمرة الاولى عن المجلس البلدي المنتخب للمدينة منذ عام 1998. ولعل المفارقة التي برزت في هذا السياق كانت قول رئيس البلدية السابق اسعد زغيب ان التصويت الشيعي 'السياسي' في المدينة هو الذي رجح الكفة لمصلحة اللائحة الفائزة.
اما النائب السابق سكاف فتعهد في كلمة ألقاها مساء خلال احتفال لـ'الكتلة الشعبية' بفوز اللائحة امام منزله التزام 'خط الاعتدال والانفتاح الذي يحمي كل بيت ويبني مدينتنا العظيمة بتاريخها'. وقال: 'لم نأت بروح تحد بل نمد يدنا لتوحيد المدينة والخط السياسي الذي نتبناه هو خط الانفتاح على جوارنا والعيش معه'. واضاف: 'سنكون مستقلين وقراراتنا ستكون قريبة جداً من افكاركم'، واعداً بان 'السنوات المقبلة ستحمل مشاريع كبرى وخدمات سيشعر بها كل حي وكل بيت وكل عائلة'.
الجنوب والشمال
في غضون ذلك، تنشط الاستعدادات للمرحلة الثالثة من الانتخابات في الجنوب والمقررة الاحد 23 ايار. وبرزت في هذا السياق الجهود الجديدة لاحياء التوافق في صيدا في ضوء الاتصالات التي يجريها رئيس مجلس النواب نبيه بري مع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري. وعلمت 'النهار' في هذا الاطار ان بري الذي سافر امس الى اسطنبول للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي لمؤتمر البرلمانات الاسلامية، ظلّ على اتصال مع الحريري بغية التوصل الى لائحة توافقية في صيدا برئاسة رجل الاعمال محمد السعودي والنأي بالمدينة عن مواجهة انتخابية. واوضح رئيس المجلس لـ'النهار' انه اجرى اتصالات وبذل ما في وسعه حيال انتخابات صيدا قبل توجهه الى اسطنبول، مشيراً الى انه اتفق مع الحريري على جملة امور مشجعة في خانة التوافق.
واكدت النائبة بهية الحريري امس ان الحوار الذي يتولاه السعودي والمساعي التي يبذلها الرئيسان بري والحريري توصلاً الى حلول ترضي جميع الافرقاء، يمكن ان تعطي نتيجة، غير انها اوضحت ان هذه المحاولات لم تصل بعد الى خواتيمها.
وفي محافظة الشمال التي تشهد الجولة الرابعة والاخيرة من الانتخابات في 30 ايار، علمت 'النهار' ان مدينة البترون تتجه نحو معركة انتخابية اساسية لتعذّر حصول توافق سياسي فيها. وبدأت الاستعدادات لهذه المعركة التي ستجري بين لائحة يدعمها الوزير بطرس حرب وعدد من فاعليات البترون من جهة، و'التيار الوطني الحر' وفاعليات اخرى من جهة مقابلة. ويدعم الوزير حرب لائحة يرأسها النائب السابق سايد عقل وتضمه الى تحالف مع آل ضو، فيما يدعم 'التيار الوطني الحر' لائحة برئاسة رئيس البلدية الحالي مارسيلينو الحرك.
اما في زغرتا، فبات واضحاً ان البلدة تتجه الى توافق بين النائب سليمان فرنجيه ورئيس 'حركة الاستقلال' ميشال معوض على قاعدة توزيع المجلس البلدي بين 13 عضواً لفرنجية وسبعة اعضاء لمعوض. الا ان المعلومات افادت ان هذا التوزيع ليس نهائياً بعد، كما علم ان مرشح فرنجية لرئاسة المجلس البلدي هو الدكتور البر معوض.
- صحيفة 'السفير'
لن تنتهي القراءات السياسية للانتخابات البلدية والاختيارية، على الرغم من الاستراحة الفاصلة عن موعد المرحلة الثالثة في الجنوب في الثالث والعشرين من الجاري، قبل أن تختتم في الثلاثين منه في محافظة الشمال، في ظل توجّه لعدم تكرار مشهد المعركة الانتخابية في العاصمة، خاصة في مدينتي صيدا وطرابلس.
غير أن هذا الانهماك للدولة من أعلى رأسها حتى أخمص قدميها في الزواريب المحلية الضيقة، لن يحجب لا البنود المؤجلة كالتعيينات الإدارية والملحة التي تنتظر التصدّي لها كمشروع قانون موازنة العام 2010، والتي سيبدأ مجلس الوزراء بدراسته استثنائياً الخميس المقبل، فيما عاد الحديث عن إعادة فتح ملف التعيينات بشقيه الإداري والأمني، بعد اكتمال البناء البلدي والاختياري في نهاية أيار.
في هذه الأثناء، ومع طي صفحة السجال بين &laqascii117o;تيار المستقبل" ووزير الداخلية زياد بارود، في ضوء الجلسة التي جمعت رئيس الحكومة سعد الحريري وبارود في السرايا الكبيرة، ليل أمس، تجدد الحديث حول موعد زيارة الحريري الى دمشق، على أن يسبقه إليها الوفد الإداري الذي زارها الشهر الماضي، وربما أكثر من موفد من قبله، &laqascii117o;من أجل توفير ظروف نجاح الزيارة التي سيتخللها بشكل رئيسي اجتماع اللجنة العليا اللبنانية السورية المشتركة برئاستي رئيسي الوزراء في البلدين" على حد قول مصدر رسمي لبناني متابع، نفى كل ما يقال حول احتمال إرجاء الزيارة.
في غضون ذلك، وفيما كانت الأحاديث التي أدلى بها رئيس الحكومة خلال زيارات أوروبية في الشهر الماضي، قد أثارت ردود فعل أميركية منتقدة، خاصة بعد تصريحه الشهير لصحيفة &laqascii117o;لا ستامبا" الايطالية ونفيه مزاعم نقل صواريخ &laqascii117o;سكود" عبر سوريا إلى &laqascii117o;حزب الله" وقوله &laqascii117o;إن هذه الاتهامات تعيد للأذهان المزاعم (الأميركية) بوجود أسلحة دمار شامل ضد (الرئيس العراقي الراحل) صدام حسين. لم يعثر عليها قط ولم يكن لها وجود"، نقلت شخصيات لبنانية التقت رئيس الحكومة في الأيام الأخيرة عنه قوله إنه مع أن تقتني المقاومة في لبنان كل ما يمكنها من الدفاع عن حدود وسيادة لبنان، بما في ذلك صواريخ &laqascii117o;سكود"، في مواجهة أية محاولة إسرائيلية للاعتداء على لبنان، وقال الحريري: أنا لا أختلف مع &laqascii117o;حزب الله" في عنوان المقاومة نهائياً، بل أختلف معه في بعض الأمور الداخلية".
وعندما قيل له إن الأميركيين عتبوا عليه وانزعجوا من تصريحاته في موضوع صواريخ &laqascii117o;سكود"، أجاب &laqascii117o;أنا لا أعبأ بما يمكن أن يفرح أو يزعل أحداً في الخارج، وما يعنيني مصلحة بلدي أولاً وأخيراً".
في هذا السياق، نقل مراسل &laqascii117o;السفير" في واشنطن جو معكرون عن مصادر واسعة الاطلاع في الادارة الاميركية ان الرئيس الحريري سيزور واشنطن &laqascii117o;في وقت قريب وسيلتقي الرئيس الاميركي باراك اوباما وقد يلتقي ايضاً وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس وقيادات في الكونغرس".
وحددت المصادر الاسبوع الاخير من الشهر الجاري موعداً مفترضاً لحصول الزيارة، التي يبقى تحديد توقيتها الفعلي رهناً بإعلان سيصدر قريباً عن البيت الابيض، الذي يتابع تفاصيل الزيارة التي ما تزال في مراحل الاعداد الاولي.
وتحدثت المصادر عن رغبة إبداها رئيس الوزراء اللبناني بزيارة واشنطن منذ وصوله الى السرايا الحكومية في تشرين الثاني 2009، وان كثيرين من المقربين منه نصحوه بانتظار بلورة الرئيس اوباما لسياسته الخارجية في الشرق الاوسط، مشيرة الى ان هناك من ردد على مسامعه &laqascii117o;ان رئاسة اوباما لن تعبر معركة إصلاح الرعاية الصحية ولا بد من الانتظار حتى تعيد واشنطن رسم خارطتها الداخلية وتعود الى اتخاذ المبادرة في المنطقة".
وكشفت المصادر الاميركية لـ&laqascii117o;السفير" انه بالرغم من ذلك، &laqascii117o;ظل الحريري يطرح هذا السؤال على زواره الاميركيين، وكان الربيع هو التوقيت المثالي على مسافة خمسة أشهر من زيارة الرئيس ميشال سليمان في كانون الاول الماضي ومع قرب نهاية رئاسة لبنان لمجلس الامن الدولي وبعد جولات إقليمية وأوروبية متعددة قام بها &laqascii117o;الحريري الجديد" بالتعريف عن نفسه في المسرح الدولي".
وألقت المصادر وجه شبه بين الحريري الأب والحريري الابن &laqascii117o;الذي سيحزم حقائبه الى واشنطن، وهي المدينة التي تلقى فيها دروسه الجامعية، ويدخل على خطى والده الى المكتب البيضاوي ليلتقي باراك اوباما في زيارة رسمية قد تكون محورية بانعكاساتها على الداخل اللبناني".
ولاحظت مصادر دبلوماسية ان زيارة الحريري الى واشنطن، &laqascii117o;تأتي بعد نفيه مزاعم نقل صواريخ &laqascii117o;سكود" عبر سوريا الى &laqascii117o;حزب الله" وقوله الشهر الماضي لصحيفة ايطالية &laqascii117o;إن هذه الاتهامات تعيد للأذهان المزاعم بوجود اسلحة دمار شامل ضد (الرئيس العراقي الراحل) صدام حسين".
هذا الموقف استدعى وقتذاك اتصالاً من مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان بمستشار الحريري للشؤون الخارجية الوزير السابق محمد شطح، تجاوز فيه السفيرة الأميركية في بيروت ميشيل سيسون. وأعرب فيه فيلتمان عن الاستياء من كلام الحريري.
وتشير المعلومات المتوفرة في واشنطن الى أنه تمّ تجاوز &laqascii117o;غيمة الصيف" هذه، وان فيلتمان وشطح على تواصل مباشر ومستمر قبل ازمة &laqascii117o;سكود" وبعدها، نظراً لعلاقة الصداقة القديمة بينهما وان &laqascii117o;الجانب الاميركي يتفهم الوضع اللبناني".
وابلغت مصادر دبلوماسية غربية مراسل &laqascii117o;السفير" في واشنطن قولها ان الحريري يحاول في خطابه العلني القول إن من مصلحة لبنان ان يكون على علاقة جيدة بكل الجهات الاقليمية والدولية، والا يكون بالتالي جزءاً من المحاور التي طبعت المنطقة منذ غزو العراق عام 2003، وهذا يعني خارجياً تهدئة مع القيادة السورية وترك مسافة ما مع الادارة الاميركية.
اضافت المصادر ان تموضع الحريري حالياً في اللعبة الداخلية يشبه عدم اليقين في العلاقة بين دمشق والرياض، والكلام الذي سيقوله في العاصمة الاميركية سيكون له دلالاته ومؤشراته وانعكاساته في بيروت ودمشق وواشنطن، لا سيما في ما يتعلق بسلاح &laqascii117o;حزب الله" والعلاقة مع سوريا.
واما في شأن الملف النووي الايراني، فإن المصادر الدبلوماسية تؤكد لـ&laqascii117o;السفير" ان الحكومة اللبنانية ابلغت البعثة اللبنانية في نيويورك قبل أشهر انه في حال طرح التصويت على اي قرار في مجلس الأمن حول عقوبات على طهران سيكون الموقف اللبناني بالامتناع، والادارة الاميركية مدركة لهذا الواقع اللبناني لكنها ترى أن هذه مسؤولية جلبتها الحكومة والرئاسة اللبنانية على نفسها".
وعلمت &laqascii117o;السفير" استناداً الى مصادر دبلوماسية في العاصمة اللبنانية أن الرئيس الحريري سيزور أيضاً نهاية الشهر الحالي، مقر الأمم المتحدة في نيويورك، حيث سيلتقي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ويلقي كلمة لبنان بوصفه رئيساً لمجلس الأمن، بعدما قرّر لبنان الرسمي اعتماد &laqascii117o;النقاش الموضوعي" لشهر أيار، في مجلس الأمن عنوان &laqascii117o;حوار الثقافات في ضوء الأمن والسّلم الدوليين".
انتهاء سجال بارود ـ المستقبل
من جهة ثانية، استأثر الاشتباك السياسي بين تيار المستقبل ووزير الداخلية زياد بارود بحيّز واسع من المتابعة الداخلية، حيث سجل دخول رئاسي على الخط، تخلله تواصل بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري، توافقا خلاله على وضع حد لهذا الاشتباك... وتوّج الأمر بزيارة قام بها وزير الداخلية إلى الحريري في السرايا، مساء أمس، بعد تراجع النائب عمار حوري عن انتقاداته لوزير الداخلــية، وسبق الزيارة &laqascii117o;اتصال ودي" أجراه رئيــس الحكــومة بـوزير الداخلية أكد له خلاله احترامه له ولمــوقعه.
وفيما ظل رئيس الجمهورية على تواصل دائم مع بارود، أثار الحملة التي استهدفت وزير الداخلية مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الذي أكد له التزام الحزب بقرار التهدئة السياسية والإعلامية مبدياً ثقته بدور وزير الداخلية، مستغرباً في الوقت نفسه الحملات المنظمة التي تعرّض لها على التوالي كل من وزير الاتصالات شربل نحاس ووزير الداخلية. وعلــمت &laqascii117o;السفير" أن عضو كتلة الوفاء النائب نــواف الموسوي أجرى بدوره اتصالاً بالوزير بارود وابلغه تضامن الكتلة معه، فيما أعلن الرئيس نبيه بري من تركيا أن الحملة على بارود غير مبــررة وأن وزيــر الداخلية &laqascii117o;كـان محــقاً بقــوله إن عدم اعتماد النسبية في الانتخابات البلدية أدّى الى تدني نسبة الاقتراع".
- صحيفة 'المستقبل'
غابت المفاجآت الكبيرة عن المرحلة الثانية للانتخابات البلدية والاختيارية في العاصمة والبقاع، وفازت لائحة 'وحدة بيروت' كاملة بفارق عشرات الآلاف من الاصوات بين آخر عضو فيها وأول عضو في اللائحة المنافسة، واهدى رئيس اللائحة بلال حمد من قريطم الفوز الى 'روح الشهيد رفيق الحريري' واكد 'ان البيارتة الطيبين تمكنوا من المحافظة على وصيته بالمناصفة، وعلى العيش المشترك وعلى وحدة العاصمة'.
وشكر حمد لرئيس الحكومة سعد رفيق الحريري دعمه وثقته، كما شكر 'كل من صوّت لنا، ومن لم يصوّت لنا لأنه منذ هذه اللحظة واجبنا خدمة كل اهلنا في العاصمة مع كامل الاحترام لرأيهم السياسي. ونعدهم بأن يكون المجلس البلدي في خدمتهم على مستوى المسؤولية والشفافية'. وقال 'بيروت لها علينا الكثير، وهي تألمت وبكت وعانت، ولكنها اليوم انتصرت مع الرئيس سعد الحريري'.
وعلى المستوى الاختياري، فازت قوى 14 آذار بـ12 من اصل 12 في الاشرفية، وبأربعة من اصل اربعة في الصيفي، وبأربعة من اصل 12 في المدوّر.
الحريري
الرئيس الحريري، كان من أول المقترعين في منطقة فردان في العاصمة، حيث شكر القوى الأمنية والعسكرية على جهودها والإعلام على مواكبته للعملية الانتخابية لحظة بلحظة، ووصف التحالفات التي جرت في بعض المناطق بأنها 'عجيبة غريبة' وقال: 'هذا هو لبنان(...) وهذا هو الانفتاح والتضامن والحوار الذي نسعى اليه، ومن المهم دائماً أن نقوى بوحدتنا الوطنية'.
ورفض الحريري وصف الانتخابات في بيروت بأنها صراع مذهبي وقال 'هذا الأمر ليس صحيحاً، فحركة أمل ممثلة معنا في لائحة وحدة بيروت، وأنا لم أسمع من حزب الله كلاماً عن معركة مذهبية(...) نحن جميعاً تحت سماء واحدة ونريد الخير لهذا البلد ونريد له النمو والإعمار وأن يعيش فيه المواطنون بكراماتهم'.
وفيما اطّلع الرئيس الحريري من وزير الدفاع الياس المر على الإجراءات والتدابير المتخذة لحفظ أمن العملية الانتخابية، أكد وزير الداخلية زياد بارود 'أن كل المعنيين الرسميين يحرصون على أن يكونوا على مسافة واحدة من الجميع وأن يقوموا بواجباتهم في شكل صحيح'، مؤكداً أنه جرت متابعة فورية لكل شكوى وصلت الى غرفة العمليات.
وبعد اقفال الصناديق، اعلن الوزير بارود في مؤتمر صحافي عقده مساء في الوزارة، ان نسبة الاقبال على الاقتراع كانت في البقاع وبعلبك الهرمل 49% وفي بيروت 21%.
ورأى ان النسبة 'مقبولة جدا في البقاع وبعلبك الهرمل وتقارب الخمسين بالمئة على الرغم من ان 54 بلدية فازت بالتزكية اي حوالي 35% من البلديات ورغم ذلك فان النسبة بلغت ما بلغته. ما في بيروت فلنسب متدنية بسبب النظام الاكثري البسيط ولو اعتمد النظام النسبي لكان ذلك شكل حافزاً لمشاركة اكبر'.كلام بارود استدعى رداً من عضو 'كتلة المستقبل' النائب عمار حوري قال فيه ان الوزير بارود 'أعطانا في مؤتمره الصحفي آراء ولم يعطنا أرقاماً، وعزا تدني نسبة المشاركة في بيروت، أو ما يعتبره هو تدني نسبة المشاركة، الى غياب نظام النسبية. هذا رأي لا يعكس موقفاً مسؤولاً من الوزير المولج حسب القانون إعطاءنا الوقائع أولاً قبل الآراء'.
أضاف 'اعتمد الوزير بارود ما أسماه 'تقديراً لمعدل الأقلام. نحن بانتظار النتيجة النهائية التي نتمنى عليه ان يقارنها بنسبة المشاركة عام 2004 في بيروت، في أوج المعركة السياسية ضد الرئيس الشهيد رفيق الحريري والتي كانت 23 بالمائة. ونأمل من الوزير ان يترك رأيه السياسي للوقت المناسب، ويدلي به في مجلس الوزراء، أو في مقابلات اعلامية خاصة وليس في لحظة وطنية جامعة، ينتظر فيها اللبنانيون كلاماً مسؤولاً. نأسف ان يدلي هذا الوزير الشاب بمثل هذا الموقف غير المسؤول في بداية مسيرته السياسية، التي كنا نأمل ان تطول وتخلو من هكذا أخطاء'.
ورد الوزير بارود لاحقاً عبر قناة 'أخبار المستقبل' على كلام حوري وأكد ان وزارة الداخلية 'على مسافة واحدة من الجميع فعلاً لا قولاً(...) وكلامي عن النسبية او 'الكوتا' النسائية هو من قبيل اصراري على موقفي الذي دافعت عنه في 7 جلسات لمجلس الوزراء وضمنته في مشروع أُحيل على المجلس النيابي(...) وهذه المقاربة سأستمر فيها. أنا و زير داخلية عندي صلاحيات وأمارسها وفق قناعاتي وأنتمي الى حكومة رئيسها يدعم كل التوجهات التي أشرت اليها وأنا تحت سقف الرقابة البرلمانية'.
وقال: 'كان يجب أن يتم توجيه الشكر لوزارة الداخلية، وأنا لن أقبل أن يقول لي أحد ماذا عليّ أن أصرّح(...) 'أنا لست طرفاً على المستوى الانتخابي وليس لديّ مرشحون أريد دعمهم في هذه الانتخابات' ولا أتخطى صلاحياتي وأحترم الأدوار وأستمر في ممارسة مهنتي'.
زحلة
الى ذلك فإن زحلة اقترعت بكثافة في معركة دخلت عليها السياسة من أبواب متعددة: فقوى 14 آذار وتحديداً 'الكتائب' و'القوات' ومعها العائلات اختارت دعم لائحة 'زحلة رؤية وإنماء' برئاسة أسعد زغيب' في مقابل لائحة 'القرار الأهلي' المدعومة من النائب السابق ايلي السكاف، وجمعت تحالفاً هجيناً يضم قوى 8 آذار و'التيار العوني' وناخبين من سوريا، من دون أن يغيب عامل الرشوة الانتخابية والمشاكل التي افتعلها مناصرو السكاف مع نواب زحلة، في أكثر من 'موقعة'.
وقال عضو 'كتلة زحلة' النائب جوزيف المعلوف إن قريب أحد المخاتير في المدينة تعدى على أمنه الشخصي وعلى سيارته. كما أفاد شهود عيان، أنه أثناء مرور أحد المواطنين بسيارته وعليها صور للبطريرك الماروني الكاردينال نصرالله بطرس صفير على طريق زحلة الرئيسي اعترضه بعض الشبان المجهولين وتعرضوا له بالضرب قبل أن يلوذوا بالفرار.
نائب المدينة عقاب صقر أشار الى 'الانخراط المريب للأمن بالسياسة وصولاً الى قلب الانتخابات البلدية التي أردناها إنمائية توافقية، إلا أن الطرف الآخر رد بأنها معركة بوجه سياسي'. وأضاف: 'رفعنا التحدي الى المستوى السياسي للحفاظ على هوية زحلة السياسية التي يعرف الكل أنها عبّرت عن حالها بوضوح في الانتخابات النيابية والتي اعترف بها الوزير الياس سكاف، وقال إننا لم نسمع من الناس فخسرنا بالانتخابات النيابية'. وشدد على أنه 'اليوم وبكل صراحة هناك بوصلة أمنية تُقاد بشخصيات أمنية حالية وبشخصيات تحمل الذهنية الأمنية لأنها امتهنت اغتيال السياسة وتطويقها بالأمن السياسي، وبالتالي هذا الشيء خطير ليس على زحلة فقط بل له تأثير على كل حياتنا السياسية'. ورأى أن 'الخطير في الأمر هو عودة الأمن للتسلل الى الواقع الانتخابي والسياسي ولينخرط في هذا الوضوح وبهذه الطريقة وصولاً الى إدارة العملية الانتخابية في زحلة من خارج الأطر السياسية ومن خارج منطقة زحلة، ومن خارج المدينة'.
ولفت صقر الى أن هذه الأمور 'أصبحت معروفة وسوف نقدمها للمعنيين'، موجهاً تحية الى قائد الجيش العماد جان قهوجي 'الذي التقيته شخصياً وأخبرته أن هناك عمليات لضباط أمنيين يتدخلون في الانتخابات، وقلت له حرفياً أن لا مشكلة لدينا إذا كان التدخل للصلح، ولكن نأمل ألا يكون التدخل مكشوفاً وسافراً بهذه الطريقة، أي بلقاءات وجمع شخصيات من هنا وهناك، لأن هذا يسيء للمؤسسة وللعمل السياسي، وكان قائد الجيش متفهماً جداً وقال إنه سيبذل كل جهوده، وإنه لن يسمح بهذه التدخلات'. وأشار صقر الى أنه 'زود وزير الداخلية والبلديات زياد بارود بهذه المعلومات وتحدث مع مدير عام قوى الأمن الداخلي ومع كل الشخصيات المعنية بالأمر، والكل كان متعاوناً، والكل يعرف أن هناك شخصية أمنية سابقة تدور في المنطقة، ومعروف أنها تدير المعركة وكيفية إدارتها، ولا يجوز أن تكون هذه الذهنية قائمة في الإدارة'. ولفت في هذا السياق الى 'شعارات بأن هناك أكثرية ذاهبة وأن أناساً سيسقطون وزمن العودة السورية قادم وهناك عمليات ترهيب وترغيب، سواء كان عن طريق بعض الوعود التي أراها كاذبة أو سواء عن طريق التهديدات التي نقول إنها لا توصل الى نتيجة'. وأضاف: 'نحن في شبه دولة أبوابها مخلعة، والوزير سكاف يقول إنه لا يعرف هذه المعلومات وقد يكون ذلك صحيحاً أي أنه لا يعرف'. واعتبر أن 'سكاف هو حلقة في سلسلة كبيرة لا يعرف الى أين سوف توصله وأقول له إذا كان القرار سيعود الى زحلة فلا يجب أن تُدار انتخابات زحلة من خارجها'.
النائب السابق سكاف، قال من جهته 'إن الفريق الآخر اتهمنا في الانتخابات النيابية السابقة بأمور كثيرة، ولكن هذه المرة لا أعتقد أنه سينجح'.
وامتدت حمى المنافسة الى قرى البقاع الاوسط وان اتخذت في بعض الاحيان الطابع العائلي السياسي. وكانت بلدتا قب الياس وبر الياس شهدتا اقبالاً كبيراً، دعماً للائحتين المدعومتين من تيار 'المستقبل'، كما تم رصده عند صناديق الاقتراع.
وعاكست راشيا التوافقات القروية التي نجح الحزب التقدمي الاشتراكي في سبكها في معظم قرى المنطقة، من خلال الوزير وائل ابو فاعور بتفويض من رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط. وشهدت المدينة معركة قاسية بين لائحتين، واحدة مدعومة من 'التقدمي' وقوى 14 آذار مقابل لائحة مدعومة من انصار النائب السابق فيصل الداود والحزب القومي وقوى 8 آذار.
وفي بلدات الشريط السني في قضاء راشيا وباستثناء بلدة او اثنتين، فقد برز تيار 'المستقبل' الناخب الاساسي الذي تقاسمته لوائح العائلات من دون ان تغيب المحاولات اليائسة لدى بعض قوى 8 آذار في ضرب نتائج الانتخابات النيابية الاخيرة حين اكدت المنطقة التزامها بـ'تيار المستقبل'.
في بعلبك، تميزت عملية الاقتراع بالتشطيب الكثيف، ولاسيما من قبل بعض مناصري 'حزب الله' لمرشحي جمعية 'المشاريع' على اللائحة المدعومة من الحزب. وفي عرسال، كان التنافس بين ثلاث لوائح، اثنتان للعائلات وثالثة تدعمها 'الجماعة الاسلامية'.
- صحيفة 'الديار'
بعد انتهاء المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية في بيروت والبقاع، بدأت التحضيرات للاستحقاق البلدي في الجنوب في 23 الجاري، حيث من المتوقع ان يشهد قضاء جزين معارك قاسية بعناوين سياسية، فيما تكثفت الجهود امس لترميم التصدع الذي اصاب لائحة محمد السعودي في صيدا، حيث يقوم الرئيسان بري والحريري بإجراء الاتصالات للوصول الى توافق يجنب المدينة معركة انتخابية.
في حين يطغى التحالف بين حزب الله وامل على معظم قرى الجنوب وحسم النتائج قبل حصول الانتخابات.
وفي ما يلي: بعض المشاهد الانتخابية عن الاستحقاق البلدي في بيروت والبقاع.
معركة المخاتير في بيروت
برزت بشكل لافت معركة المخاتير في العاصمة بيروت، خصوصا بعدما انفضّ التوافق بين الرئيس الحريري والعماد عون على الانتخابات البلدية.
وقرر العماد عون خوض معركة المخاتير بعد العلم مسبقا بنتائج بيروت البلدية، حيث ذكرت مصادر في 14 اذار انه في العام 2009، وخلال الانتخابات النيابية، اكتشف العماد عون ان المفاتيح الانتخابية في الاشرفية والرميل والصيفي والمدور كانت بأيدي المخاتير، نظراً لكونهم يتعاطون مباشرة مع شريحة واسعة من المواطنين من خلال افادات السكن وتختيم صور اخراجات القيد وامور لا دخل لها بالاحوال الشخصية كمعاملات الزواج وغيرها من الامور التي تخص المواطنين مباشرة.
ولهذا السبب، قرر العماد عون خوض المعركة الاختيارية للحصول على مفاتيح انتخابية في المستقبل تمهيدا لخوض الانتخابات النيابية في عام 2013 ومن جهة اخرى لكسب حضور في المنطقة.
وحسب المصادر ذاتها، ذكرت المعلومات ان التيار الوطني الحر حصل على نسبة 25 بالمئة من المقاعد الاختيارية في بيروت بينما حصل فريق 14 اذار والوزير ميشال فرعون على نسبة 75 بالمئة.
وفي منطقة المدور فاز 12 مختارا بالتزكية بعد تشكيل لائحة ائتلافية مكونة من المستقبل والتيار الوطني الحر والطاشناق والهانشاك والرمغفار.
اما معركة الرميل، فقد فاز التيار بسبعة مقاعد اختيارية ضمنها مقعدان للطاشناق، بينما فاز فرعون و14 اذار بخمسة مقاعد.
اما في الصيفي، فقد فاز فرعون و14 اذار بأربعة مقاعد مقابل صفر للتيار الوطني، فيما حصد فرعون و14 اذار 12 مختارا في الاشرفية.
مصادر معارضة
وذكرت مصادر المعارضة ان نتائج بيروت والبقاع اختلفت عن نتائج جبل لبنان، فعلى مستوى المجلس البلدي كانت نسبة الاقتراع هزيلة جدا رغم كل التعبئة التي قام بها تيار المستقبل، ولو كان هناك لائحة للمعارضة لكانت الامور اختلفت.
اما على مستوى معركة المخاتير فإن مصادر المعارضة ذكرت ان التيار الوطني الحر حقق نتائج لا بأس بها وفي موضوع الاشرفية ظهر ان الصوت المسيحي لم يكن راضياً عن قانون الانتخابات والصوت السني هو الذي رجّح فوز مخاتير 14 اذار في الاشرفية والصيفي، علماً ان الفارق في الاصوات كان ضئيلاً.
اما في زحلة، فجاءت النتائج لتأكيد وضعية ايلي سكاف في عاصمة الكثلكة حيث جاءت النتائج لتعيد اعتباره وفي الوقت ذاته تمثيل التيار الوطني الحر من خلال الاصوات التي نالها مرشحه وتجاوزت 6 آلاف صوت، فيما ظهرت قوى الاكثرية لا تمثل النبض الحقيقي لمدينة زحلة.
اما في البقاع الغربي فإن المعارضة السنية اعادت حضورها من خلال فوزها بـ 7 قرى سنية كبرى وابرزها جب جنين، وفي القرى المسيحية استطاع التيار الوطني الحر وحلفاؤه الفوز في معظم القرى المسيحية مما يؤكد ان التيار الوطني هو صاحب الارجحية الشعبية.
وفي صيدا، لم تصل الاتصالات التي يقودها الرئيسان نبيه بري وسعد الحريري والمرشح لرئاسة المجلس البلدي محمد السعودي ورئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة والنائبة بهية الحريري ورئيس التنظيم الشعبي الناصري اسامه سعد ورئيس البلدية الحالي عبد الرحمن البزري الى تجنيب المدينة معركة بلدية، الى خواتيمها بعد، وان كان جميع الفرقاء يرغبون بالتفاهم والوفاق.
وتقول المعلومات ان الاتصالات تتركز حاليا على تمثيل التنظيم الشعبي الناصري بـ 4 اعضاء والجماعة الاسلامية 3 اعضاء وعضو لحزب الله، على ان يحتفظ ممثل امل احمد صفي الدين بعضويته.
اما الاسماء المقترحة من التنظيم الشعبي الناصري فهم صلاح بسيوني وزياد حنينة، احمد المغربي وعمر دندشلي، اما الاسماء المقترحة من الجماعة الاسلامية فهم: مطاع مجذوب، كامل كزبر حسن شماس بالاضافة الى مرشح لحزب الله.
وتضيف المعلومات ان بري اوفد ممثلين عنه الى صيدا والتقى عدداً من فاعلياتها، علما ان النائبة الحريري اشارت الى ان الجهود التي يبذلها الرئيسان بري والحريري للوصول الى حلول ترضي جميع الاطراف يمكن ان تعطي نتيجة وانها لن تقف حجر عثرة في اي محاولة للوصول الى توافق في المدينة.
علما ان المرشحة على لائحة السعودي هناء الزعتري اعلنت انسحابها من اللائحة ورفضت كل المحاولات والاتصالات للعودة عن قرارها نتيجة تمسكها بالتوافق وبتمثيل كل القوى في بلدية صيدا.
وقال المرشح لرئاسة المجلس البلدي محمد السعودي، انه تعب كثيراً، وليس معتاداً على مثل هذه الاساليب السياسية، هم قالوا لي ماذا يريدون، وصدّقتهم لكنهم لم يفوا بما قالوا.
وتقول المعلومات ان ما حصل في البقاع الغربي وتحديداً في اكثر من 7 قرى سنية وفوز المعارضة فيها سيرفع من حظوظ التوافق في صيدا وطرابلس.
زغرتا
وفي زغرتا تشير المعلومات الى ان اللقاء الثاني بين النائب سليمان فرنجية وميشال معوض وصل الى عناوين اولية حول التوافق في زغرتا وانه تم تذليل بعض العقد على ان يحتفظ تيار المردة برئاسة المجلس البلدي ونائب الرئيس و13 عضوا مقابل 7 اعضاء لميشال معوض والاخرين مستقلين ومن العائلات.
وذكر ان البحث ما زال يتركز على رئاسة اتحاد البلديات التي ستكون ربما لشخصية مقربة من الجميع ولا تشكل تحدياً لاحد وان كانت محسوبة على ميشال معوض، وينتظر ان يصدر بيان تفصيلي عن النتائج خلال الايام القادمة، علماً ان الاتصالات لم تصل بعد الى الصيغة النهائية، لكن النائب سليمان فرنجية يعمل على التوافق وتجنيب زغرتا معركة بلدية ويلاقيه في هذا التوجه ميشال معوض.
طرابلس
ومن المتوقع ان تشهد الاتصالات في طرابلس خلال الايام القادمة زخماً في ظل العقبات التي تعترض الوصول الى التوافق في المدينة نتيجة انقطاع الاتصالات بين اقطاب المدينة، حيث ذكرت المعلومات ان الاجتماع الاخير بين الرئيسين الحريري وكرامي افضى الى تشكيل لجنة من نادر الحريري وفيصل عمر كرامي لمتابعة الاوضاع في طرابلس واجراء الاتصالات تمهيدا لعقد اجتماع لاقطاب المدينة يضم عمر كرامي، نجيب ميقاتي ومحمد الصفدي وتيار المستقبل لتجنيب طرابلس معركة بلدية.
الجنوب
وفي الجنوب حيث يطغى التحالف بين امل وحزب الله على معظم القرى، لكن قضاء جزين سيشهد معارك سياسية بين التيار الوطني الحر وقوى 14 اذار في معظم القرى، كما ستشهد مدينة جزين معركة كسر عظم بين القوى السياسية في ظل انقسام حاد واستعدادات بدأت قبل اسابيع تحضيرا لليوم الانتخابي في 30 ايار.
تراجع السجال بين بارود والمستقبل
وعلى صعيد السجال بين وزير الداخلية زياد بارود ونواب المستقبل فقد تراجع بعد اتصالات بين كبار المسؤولين ادت الى حصره، فيما اشاد العديد من نواب المستقبل امس بوزير الداخلية وجهوده في انجاح العملية الانتخابية.
وكان السجال قد بدأ على خلفية كلام بارود عن تدني المشاركة في بيروت عازياً الامر الى القانون الاكثري وعدم اعتماد النسبية، فيما اكد النائب عمار حوري ان الاعتراض لا يعني اي اشتباك شخصي مع بارود.
وليل امس استقبل الرئيس الحريري الوزير بارود في بيت الوسط وجرى عرض للتطورات التي رافقت اليوم الانتخابي.
- صحيفة 'اللواء'
سارعت القوى والتيارات السياسية الى استثمار النتائج البلدية والاختيارية في بيروت ومحافظتي البقاع وبعلبك - الهرمل، بصرف النظر عن حقيقة التحولات في المواقع والأمزجة والحسابات، من دون إبداء الاستعداد لمراجعة ما جرى، وبالتالي، رؤية الارتدادات على المشاريع القائمة والمستقبلية، الأمر الذي يثير استغرابات وريبات سياسية، تعدّت الوسط السياسي الى الدبلوماسي الذي انشغل في إعداد التقارير عن مجريات العملية الانتخابية في البلديات والمخاتير، وتأثيرها على المسار السياسي العام في البلاد:
1- دلّت نتائج عمليات الفرز في بيروت، على مستوى بلدية العاصمة أن حصول رئيس البلدية المنتخب بلال حمد وفريق عمله بما لا يقل عن 65500 صوت، بفارق 55000 صوت، إذ حاز أول الخاسرين في الكتل المنافسة 11000 صوت أن الإرادة الشعبية في العاصمة ما تزال قادرة على حماية الوحدة الوطنية، وأحبطت لعبة التشطيب الخطيرة لنسف المناصفة بين المسلمين والمسيحيين، أما قصة نسبة المشاركة في الاقتراع، فقد اختلفت التفسيرات المقبلة لهذه الظاهرة، فالبعض عزاها الى غياب المنافس الجدّي، أو خوض المعركة بلا شعار، والبعض الآخر، وضع المشكلة عند غياب الإدارة الجيدة، التي بإمكانها تحريك الماكينة الانتخابية، فضلا عن عوامل تتعلق بالعطلة والمزاج العام وتوفير الخدمات والتواجد الجغرافي·
2- حظيت نتائج <الاستفتاء على المخاتير> أو ما يسميه العماد ميشال عون معركة المخاتير في دوائر بيروت الأولى، حيث خسر التيار الوطني الحر كامل مخاتير الأشرفية، وعددهم 12 لقوى14 آذار، مقابل صفر للفريق العوني، و4 مخاتير في الصيفي للأكثرية، مقابل صفر للمعارضة العونية، و5 مخاتير للأكثرية في الرميل مقابل 7 للطاشناق، والمدوّر 12 مختاراً بالتوافق·
ولاحظ مصدر وزاري مطّلع بأن النتائج الاختيارية في بيروت الأولى، والتي تشكل هزيمة مدوية لاستفتاء عون، يعني سقوط ورقة ضاغطة على الانتخابات البلدية للسعي إلى تقسيم العاصمة في تسويق مشروع الدوائر في بلدية العاصمة·
وعزا القيادي في التيار العوني زياد عبس الفرق في الأصوات إلى السنة الذين اعطوا 1455 صوتاً للأكثرية (وكأنهم ليسوا جزءاً منها) والشيعة 80 صوتاً للأكثرية مقابل 17 صوتاً للتيار العوني·
لكن النقطة الرئيسية تتصل بضعف التصويت المسيحي في الأشرفية، التي لم تصل إلى 21%، مما يعني أن الشارع المسيحي بكل طوائفه لا يعنيه بشيء الاستفتاء الذي دعا إليه العماد عون، الأمر الذي حمل التيار إلى مراجعة مجلس شورى الدولة في مسألة النتائج الاختيارية في الأشرفية بعدما رفض وزير الداخلية التدخل لدى لجنة القيد العليا·
3 - أعادت النتائج الأوّلية شبه الرسمية التي حصلت عليها لائحة <القرار الزحلي> الاعتبار إلى الحيثية الجغرافية العائلية، مما سمح للوزير السابق ايلي سكاف من استعادة زعامته السياسية كأبرز ممثّل للكاثوليك في لبنان·
وكانت النتائج اشارت إلى فوز 19 من أصل 21 لمصلحة اللائحة المدعومة من سكاف برئاسة جوزيف ذياب المعلوف، والذي نال 11805، أسعد البراك 11662، اليز تامر 11594، يوسف سكاف 11564، عزيز أبو زيد 11515، يوسف قرعوني 11479، حبيب قرطاس 11466، سامي التيني 11424، نديم ابو ديب 11281، سمير ملو 11270، ميشال بالش 11168، ادوار حاتم 11136، الياس مشعلاني 11108، عماد مطران 11101، بيار روحانا موسى 11094، ايلي شمعون 10970، جورج ابو عيد 10893، علي الخطيب 10673، وجورج الهراوي 10643
· وفاز من اللائحة المنافسة رئيسها أسعد زغيب 10165، ومهى معلوف قاصوف 10068·
ولاحظت أوساط مواكبة أن الصوت الشيعي دعم لائحة سكاف، مشيرة إلى أن الصوت السني توزع بين اللوائح الثلاث المتنافسة·
وفي وقت ترددت معلومات عن إمكان تقديم زغيب استقالته من بلدية زحلة بعد خسارته موقع رئيس البلدية لمصلحة جوزيف دياب المعلوف، لم تنف مصادر زحلية في قوى 14 آذار أو تؤكد صحة هذه المعلومات·
بدوره، عضو كتلة نواب زحلة النائب جوزيف المعلوف أوضح الأسباب التي أدّت إلى فوز <لائحة القرار الزحلي> المدعومة من سكاف فأشار إلى عناصر عدّة مجتمعة اهمها: الأصوات التي اخذتها لائحة وليد الشويري من امام لائحة زغيب، بالإضافة إلى أصوات التيار الوطني الحر، والنائب نقولا فتوش، واستخدام المال السياسي·
وأشار إلى أن اللواء جميل السيّد نجح بذكاء في جمع كل هذه العناصر في مخططه·
4 - في البقاع الشمالي، حيث الثقل الشيعي، تجاهل تحالف حزب الله - أمل التحولات الجارية في مزاج الشارع، والتحول الذي اقترب إلى أن يكوّن <شبه انتفاضة> عبر صناديق الاقتراع بوجه <التوافق> الذي فرض لوائح ومرشحين لم يحظوا بالقبول من قبل العائلات والناس الذين سجلوا احتجاجات كانت واضحة في مدينة بعلبك التي وصف الحزب الانتخابات فيها بأنها اتخذت طابعاً سياسياً في <لائحة الانماء والمقاومة> و<لائحة العائلات> برئاسة غالب ياغي، فضلاً عن فوز لائحة العائلات في اللبوة ونحلة وغيرها·
واستناداً الى اوساط بلدية معنية فإن رسالة البقاع الشمالي، تحمل بداية رسالة واضحة ازاء اللوائح المفروضة في منطقة الجنوب·
5- وفي البقاع الغربي، وعلى الرغم من ان المناخ العام لم يخرج عن خيار تيار المستقبل، فإن تحولات في مزاج الناخب هناك لا يمكن تجاهله، لا في جب جنين، حيث فازت اللائحة المدعومة من المعارضة والنائب السابق ايلي الفرزلي، وفي صغبين حيث ربح المعركة التيار الوطني الحر في بلدة النائب في تكتل 14 آذار روبير غانم·
وفي راشيا استعاد الحزب التقدمي الاشتراكي بلدية راشيا·
6- وعلى الحملة فالقيادات السياسية غادرت دعوتها لاتجاه الانتخابات البلدية انمائية وذهبت الى السياسة، تحاول ان تعوض عن رهانات هنا او خسارة هناك، عبر المؤتمرات الصحفية، حيث يتحدث اليوم سمير جعجع، بعد المؤتمر الصحفي للشيخ نعيم قاسم، والاطلالة المتوقعة لعون اليوم بعد اجتماع تكتل الاصلاح والتغيير
· صيدا وفي انتخابات البلدية علمت <اللواء> ان امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله اوفد الحاج محمود قماطي كممثل شخصي له ليل امس الى صيدا حيث التقى الدكتور سعد، وكان الاستحقاق الانتخابي هو الطاغي على اللقاء·
وذكر ان آخر <السيناريوهات> المطروحة للتوافق في المدنية هي ادخال 8 اعضاء جدد بدلا من 8 اعضاء تمت تسميتهم ضمن <لائحة الوفاق والانماء لمدينة صيدا> بعد اقتناعهم او اقناعهم بحسب ترشيحاتهم وذلك وفق الآتي:
4 - مرشحين سماهم اسامة سعد وهم: الزميل احمد الغربي، صلاح بسيوني، يوسف حنينة، وزياد محمود دندشلي·
- 3 مرشحين سمتهم <الجماعة الاسلامية> وهم: حسن الشماس، مطاع مجذوب وكامل كزبر·
- ان يتم ادخال الدكتور عادل الراعي بدلاً من وفاء وهبي شعيب (عن المقعد الشيعي الثاني)·
وفي هذا الاطار اشارت النائب بهية الحريري الى <ان الحوار الذي يقوم به المرشح لرئاسة بلدية صيدا محمد السعودي والمساعي التي يبذلها الرئيسان نبيه بري وسعد الحريري للوصول الى حلول ترضي الجميع ولكن هذه الجهود لم تصل بعد الى خواتيمها>·
بدوره قال السعودي: <نأمل طرح عرض ينفع البلد لتجنبها معركة انتخابية، وسمعنا اليوم بوجود عرض جدي واسماء جديدة انا سأناقش ذلك مع زملائي في اللائحة ونصل الى تصور مشترك لنقوله للذين يتصلون بنا·
ونفى السعودي ان يكون تلقى اتصالاً حول المبادرة من الرئيس نبيه بري او من الرئيس سعد الحريري·
المواقف اما في المواقف، فبعد انحسار السجال بين الوزير زياد بارود والنائب عمار حوري نوّه الرئيس ميشال سليمان بانجاز المرحلة الثانية في بيروت والبقاع بأجواء هادئة وديمقراطية، مشيدا بجهود وزيري الداخلية والدفاع، داعيا الى قبول النتائج كما هي·
بدوره، توجه الرئيس الحريري بالشكر الى ابناء بيروت الذين شاركوا في الانتخابات البلدية والاختيارية ودعموا وحدة العاصمة واكدوا قرارهم الحفاظ على صيغة العيش المشترك والمناصفة بين المسلمين والمسيحيين·
وقال: <ان هذه النتيجة المشرفة تعبر عن اصرار أهلنا في بيروت على تكريس المنهج الذي ارساه الرئيس الشهيد رفيق الحريري في ضمان المناصفة التامة بين المسيحيين والمسلمين في المجلس البلدي لبيروت يتسنى لجميع ابناء العاصمة المشاركة في ورشة الانماء والنهوض المتواصلة التي تحتاج اليها على الدوام>، ورأى <ان هذه النتيجة، ما كانت تحققت لولا وعي البيروتيين والبيروتيات وحكمتهم شيوخا ورجالا ونساءً وشباباً وشابات الذين اعبر لهم عن امتناني العميق وشكري الصادق فرداً فرداً على مشاركتهم في اعلاء صوت الوحدة والاعتدال والعيش الواحد في العاصمة>·
إلى ذلك سجلت الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الإنتخابات 281 مخالفة بين ترويح إنتخابي في مراكز الإقتراع وضغط على الناخبين، وأعمال عنف، وتدخل موظفين في العملية الإنتخابية··
مجلس الوزراء رسمياً يعقد مجلس الوزراء جلستين خلال الأسبوع، الأولى عادية ويعقدها في الخامسة من عصر غد الأربعاء في السراي الكبير لمناقشة 36 بنداً إدارياً ومالياً وجلسة ثانية الخامسة من عصر يوم الخميس المقبل في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لمناقشة مشروع قانون الموازنة العامة·
وعلمت <اللواء> ان تعيينات عسكرية وقضائية ستتم في جلسة الخميس في قصر بعبدا، حيث سيعيّن مدير عام الإدارة في الجيش اللبناني خلفاً للعميد حسن محسن، كذلك سيعيّن مديراً عاماً لجهاز أمن الدولة، خلفاً للعميد الياس كعكاتي الذي أحيل إلى التقاعد··
وفي معلومات <اللواء> أن التعيينات ستشمل مفتشين عامين، ومفتش قضائيين لملء المراكز الشاغرة في هيئة التفتيش القضائي·
- صحيفة 'الأنوار'
فيما انصرفت لائحتا (وحدة بيروت) المدعومة من 14 آذار و(القرار الزحلي) المدعومة من النائب السابق سكاف الى الاحتفال بفوزهما، ساهمت توضيحات صدرت عن وزير الداخلية ونواب المستقبل في وقف التصعيد بينهما، بل سجلت زيارة قام بها الوزير زياد بارود الى السراي والتقى الرئيس سعد الحريري. وفي حين اعتبر الحريري نتيجة انتخابات بيروت تكريساً للمناصفة بين المسيحيين والمسلمين، قال سكاف ان فوزه في زحله يشكل انعكاساً لارادة المدينة في تأكيد استقلاليتها وفي رفضها الاصطفاف بين 8 و14 آذار.
وقد شكر الرئيس الحريري ابناء بيروت الذين أكدوا حرصهم الشديد على الوحدة والعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين. وقال (ان النتيجة المشرفة للانتخابات تعبّر عن اصرار أهلنا في بيروت على تكريس النهج الذي أرساه الرئيس الشهيد رفيق الحريري في ضمان المناصفة التامة بين المسيحيين والمسلمين في المجلس البلدي لبيروت).
لقاء الحريري وبارود
وعصر أمس استقبل الحريري وزير الداخلية زياد بارود وعرض معه الأوضاع العامة وسير العملية الانتخابي