صحف ومجلات » افتتاحيات من الصحف اللبنانية الصادرة الجمعة 14/5/2010

- صحيفة 'النهار'
شكلت جلسة مجلس الوزراء مساء أمس، كما الزيارة الخاطفة التي قام بها وزير الخارجية الاسباني ميغيل أنخل موراتينوس لبيروت، فسحة لاخراج الوضع الداخلي من حمأة المعارك البلدية ومقاربة طلائع مناقشة مشروع الموازنة والسياسات المالية والاقتصادية من جهة والتحديات الاقليمية التي يعنى بها لبنان من جهة اخرى.
وافادت المعلومات المتوافرة عن الجلسة الاولى لمجلس الوزراء لمناقشة مشروع الموازنة لسنة 2010 ان هذه المناقشة انطلقت بهدوء، من غير ان يعني ذلك بالضرورة ان الجلسات اللاحقة قد تتسم بالهدوء عينه، نظرا الى ان الجلسة الاولى كرست لعرض التوجهات العامة للمواقف من مشروع الموازنة ولم تتوغل في التفاصيل.
وقالت مصادر وزارية لـ'النهار' ان المناقشة لم تخرج عن اطار المقاربات الموضوعية والايجابية والتقنية لفذلكة الموازنة التي عرضتها وزيرة المال ريا الحسن مستعينة بشاشة كبيرة وضعت داخل قاعة جلسات مجلس الوزراء. واوضحت ان مداخلات الوزراء تركزت على التوجهات العامة ولم تصل بعد الى تناول التفاصيل المتعلقة بالقطاعات كل على حدة، على ان تستكمل المناقشة في جلستين تقرر عقدهما الاربعاء والخميس المقبلين. ومع ان الوزيرة الحسن توقعت اقرار مشروع الموازنة في وقت قريب، فانها استبعدت انجازه في جلسة الخميس.
وقالت المصادر ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان شدد في الجلسة على ضرورة اقرار الموازنة في اسرع وقت والتمهيد لوضع مشروع موازنة 2011، كما لفت الى ضرورة التزام ما اتفق عليه بين وزيرة المال والوزراء لدى اعداد مشروع الموازنة.
وفي اطار المداخلات التي تعاقب عليها الوزراء، لفتت المصادر الى ان عددا من وزراء 8 آذار و14 آذار توافقوا ضمنا على اثارة مسألة الانفاق الجانبي او 'الرديف' من خارج الموازنة.
وقد اثار وزير الاتصالات شربل نحاس مسألة دستورية تتعلق بوجوب قطع حساب السنوات الاربع الاخيرة بعد موازنة 2005 التي كانت آخر موازنة صادق عليها مجلس النواب وطالب بوضع جردة بالانفاق الذي حصل من خارج الموازنة منذ عام 2005. وايد عدد من الوزراء الوزير نحاس في وجهة نظره.
ودعا وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية محمد فنيش الى معالجة ظاهرة الفقر وتصحيح الاوضاع الضريبية، وسأل عن احتياط الموازنة والانفاق من خارج اطارها. ورد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بان هذا الاحتياط ضروري تحسبا لاي طارئ قد يتعرض له البلد وانه يشكل ضمانا في الحالات الطارئة غير المحسوبة.
واضافت المصادر الوزارية ان الوزيرة الحسن تطرقت، في معرض حديثها عن اعتماد اصلاحات، الى وضع آلية مع وزارة الشؤون الاجتماعية تعتبر نموذجا لمستقبل التعاون بين وزارة المال والوزارات الاخرى. وعلق وزير الشؤون الاجتماعية سليم الصايغ بانه على رغم الرأي الايجابي في هذا المجال، لا بد من السؤال عن الانفاق من خارج الموازنة وضرورة شرحه وتوضيحه بمزيد من الشفافية، مع تأكيده ضرورة ادراج هذا الانفاق ضمن الموازنة.
وشدد وزراء 'كتلة  التنمية والتحرير' على الاسراع في اقرار الموازنة، والتوقف عن الصرف على اساس القاعدة الاثني عشرية. كما كانت مداخلة للوزير عدنان السيد حسين دعا فيها الى اخضاع الموازنة للمراجعة والتقويم في ضوء البيان الوزاري والدستور والقوانين النافذة. وقال ان خفض عجز الموازنة ومحاصرة الدين العام يفترضان اتخاذ قرارات شجاعة في الادارة المالية، كما دعا الى اصلاح النظام الضريبي.
الى ذلك، وافق مجلس الوزراء على تعيين العميد جورج قرعة مديرا عاما جديدا لامن الدولة، وسبعة اعضاء جدد في هيئة التفتيش القضائي هم القضاة مارلين الجر ومالك صعيبي وصباح سليمان وانطوان فرحات وحسين شاهين ومحمد المصري وحافظ العيد، سيعملون الى جانب القاضيين سمير حاطوم وايلي بخعازي، علما ان الهيئة هي برئاسة القاضي اكرم بعاصيري.
ويشار الى انها المرة الأولى تدخل المرأة هيئة التفتيش القضائي مع القاضيتين الجرّ وسليمان.
أما الامر اللافت الآخر في الجلسة، فتمثل في اعلان وزير الاعلام طارق متري ان الرئيس الحريري تحدث في الجلسة عن زيارته المقبلة للولايات المتحدة وعن زيارات سيقوم بها الاسبوع المقبل لعدد من الدول العربية والصديقة من أجل التشاور في عدد من القضايا الراهنة ذات الاهتمام المشترك.
وعلمت 'النهار' ان الحريري اطلع مجلس الوزراء على اعتزامه زيارة أربع دول عربية، الى زيارته الولايات المتحدة، وهي الاردن والسعودية ومصر وسوريا. لكنه لم يحدد ما اذا كانت الزيارات العربية ستسبق الزيارة الاميركية أم ستليها.
واشنطن
وأفاد مراسل 'النهار' في واشنطن أن البيت الابيض أعلن مساء الاربعاء ان الرئيس باراك أوباما سيلتقي رئيس الوزراء سعد الحريري في 24 ايار الجاري، واصفا الزيارة بأنها 'رمز للعلاقة التاريخية والوثيقة بين لبنان والولايات المتحدة'. وبعدما أشار بيان في هذا الصدد الى انها الزيارة الرسمية الاولى يقوم بها الحريري لواشنطن منذ تسلمه منصبه الجديد، اضاف ان الرئيس الاميركي 'يتطلع الى التشاور مع رئيس الوزراء الحريري في شأن طيف واسع من الاهداف المشتركة من أجل دعم سيادة لبنان واستقلاله والامن والسلام الاقليميين'. وخلص البيان الى القول: 'نحن سعداء باستقبال رئيس الوزراء خلال رئاسة لبنان لمجلس الامن'.
ولا تزال الحكومة اللبنانية، عبر سفارتها في واشنطن، تعمل على برنامج الزيارة بما في ذلك لقاءات الحريري في الكونغرس. ويصل رئيس الوزراء الى واشنطن في 23 ايار ويغادرها في 25 منه الى نيويورك ليرئس جلسة لمجلس الامن قبل انتهاء مدة رئاسة لبنان للمجلس في آخر ايار.
والى الاجتماعات التي سيعقدها الحريري مع الرئيس أوباما ونائبه جوزف بايدن ومستشار الامن القومي جيمس جونز ووزيري الدفاع روبرت غيتس والخارجية هيلاري كلينتون (ثمة احتمال لغياب كلينتون عن واشنطن، وفي هذه الحال يلتقي الحريري وكيل الوزارة للشؤون السياسية السفير وليم بيرنز)، سيجتمع ايضا مع المبعوث الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل، ووزير المواصلات راي لحود. وتستمر الاتصالات مع زعماء الكونغرس لترتيب لقاءات للحريري طلبتها السفارة مع رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السناتور جون كيري، ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي ورئيس اللجنة الفرعية للشرق الاوسط في مجلس النواب النائب غاري ايكرمان وغيرهم. وخلال وجوده في واشنطن سيحاضر الرئيس الحريري في جامعة جورجتاون في مبنى الرئيس رفيق الحريري الذي يضم كلية الاعمال في الجامعة.
ويرافق الحريري وفد وزاري موسع يضم الوزراء الياس المر وعلي الشامي وسليم الصايغ وريا الحسن، الى المستشار السياسي السفير محمد شطح.
موراتينوس
على صعيد آخر، أبرز وزير الخارجية الاسباني، في ختام زيارته الخاطفة لبيروت، انطباعات 'ايجابية جدا'، معربا عن 'اطمئنانه الى ان هناك آفاقا ايجابية جدا في ما يتعلق بالقمة الاورو – متوسطية التي تعقد في برشلونة في حزيران المقبل، وقال انه 'يحمل سيناريو ايجابيا يتحدث عن نية جدية لدى كل الافرقاء والدول للمضي قدما في عملية السلام'.
وأعلن موراتينوس قبيل مغادرته بيروت ان 'السلطات الاسرائيلية طلبت مني ان أنقل الى سوريا ولبنان ان ليست لديها أي نية للتصعيد بل نيتها جدية للمضي في المفاوضات وأنها تلتزم التزاما كاملا المضي قدما في المحادثات غير المباشرة مع السلطات الفلسطينية'.


- صحيفة 'السفير'

خطا مجلس الوزراء، أمس، أولى خطواته، على درب إقرار مشروع الموازنة العامة للعام الحالي، متأخرا بذلك نحو سبعة أشهر عن الموعد القانوني الذي يفترض ان تعد فيه الحكومة المشروع وتحيله الى مجلس النواب لإقراره الذي يحصل عادة في نهاية العقد العادي المجلسي في كانون الاول الماضي، او في العقد الاستثنائي الشهري الحكمي في شهر كانون الثاني إذا ما تم إقراره ضمن المهلة القانونية.
ولعل الوصف الذي ينطبق على تلك الموازنة المتأخرة، انها &laqascii117o;موازنة مبتورة"، إذ ان دراسة المشروع في مجلس الوزراء تأتي بعد نحو خمسة أشهر من بدء السنة المالية للعام الحالي، والتي بدأت اعتبارا من أول كانون الثاني 2010.
وفي انتظار إقرار الموازنة في مجلس الوزراء الذي سيخصص لها جلسات متتالية، اعتبارا من الأربعاء والخميس المقبلين، في سياق مسار يفترض ان تتجاوز فيه أولا مجلس الوزراء، وثانيا، اللجنة النيابية للمال والموازنة، التي تحتاج، فيما لو قررت المواظبة على دراسته، وبالحد الادنى ما بين عشر وعشرين جلسة بمعدل ثلاث او أربع جلسات اسبوعيا، وثالثا، الهيئة العامة لمجلس النواب التي تقر الموازنة كما درجت العادة في جلسة موزعة على جولات ومناقشات نهارية وليلية موزعة على ثلاثة أيام بالحد الادنى وأسبوع بالحد الاقصى.
معنى ذلك، انه حتى لو أحالت الحكومة مشروع الموازنة الى المجلس أواخر الشهر الجاري، فإن اقرارها في الهيئة العامة قد يتم في أواخر شهر حزيران المقبل أو مطلع تموز، على قاعدة أن تعمل اللجنة المالية بأقصى طاقتها، أما اذا حوصر المشروع بالحسابات السياسية وهو احتمال قائم، الى حد كبير، فمعنى ذلك تأخير إقرارها الى منتصف الصيف بعد فتح دورة استثنائية للمجلس النيابي، الذي تنتهي دورة انعقاده العادية في نهاية الشهر الجاري.
كما ان الاقرار المتأخر للمشروع، سيضيق حكما الفترة المتبقية من عمر الموازنة التي لم تولد بعد، ويحدد سقفه بخمسة اشهر فقط، وهي الفترة التي يفترض ان تعكف فيها الحكومة على وضع مشروع الموازنة للسنة المقبلة تمهيدا لاحالتها الى مجلس النواب في تشرين الاول من كل سنة.
واما في الجانب المتصل بأرقام الموازنة، فإن إقرارها، او عدمه خلال الفترة المتبقية من السنة الحالية، لا يغير شيئاً على المدى القريب على الصعيدين المالي والاجتماعي. فالنفقات لن تقل مع الموازنات الملحقة المحددة بـ20 الف مليار ليرة، كما ان العجز لن يتراجع عن الستة آلاف مليار، لا بل ان هذا العجز سيكون قابلا للزيادة الى ما نسبته 38% بدلا من 30 %.
واما الدين العام فسيزيد بالتأكيد عن 55،5 مليار دولار مع نهاية العام الحالي، علما انه يبلغ حتى اليوم حوالى 51،5 مليار دولار، على اعتبار ان خدمة الدين وحدها للعام 2010 تقدر بأكثر من 4،3 مليارات دولار في أحسن الأحوال.
والامر نفسه بالنسبة الى النفقات الجارية من رواتب واجور وتقديمات ومستحقات ملحوظة للمستشفيات والاستملاكات والمشاريع الاستثمارية المعقودة سلفا، وهي لن تقل عن 8500 مليار ليرة.
الا ان الايجابية الوحيدة التي يمكن ان تتأتى عن اقرار الموازنة - اذا مرت من دون اضافات – هي الاستفادة من الفترة بين اقرار الموازنة في مجلس الوزراء واحالتها الى المجلس النيابي، بحيث يباشر وزراء الخدمات في اعداد دفاتر الشروط لتلزيم المعامل الجديدة لقطاع الكهرباء وقطاعات المياه والخدمات العامة وتوسيع خدمات الاتصالات وتعزيز تقديمات الضمان الاجتماعي الخ...
وكان مجلس الوزراء قد عقد امس جلسة شرع فيها بمناقشة الموازنة في القصر الجمهوري في بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان وحضور رئيس الحكومة والوزراء، واقر فيها تعيين العميد جورج قرعة مديرا عاما لامن الدولة والعميد عبد الرحمن شحيتلي مديرا للادارة في الجيش اللبناني وعضوا في المجلس العسكري.
واشارت مصادر وزارية الى أن رئيس الجمهورية استهل الجلسة بمداخلة دعا فيها الى الاسراع في اقرار الموازنة مبديا انزعاجه من التأخر الحاصل وخصوصا ان الحكومة سبق ووعدت بتقديمها في منتصف كانون الثاني الماضي، ولو أنه رد التأخير الى التفرغ لإعداد مشروع البلديات الذي لم يقر في مجلس النواب مع الاسف. وطلب الانصراف للتحضير لموازنة العام 2011 وعدم التأخر فيها.
وشدد رئيس الحكومة في مداخلته على اهمية اقرار الموازنة، متحدثا عن ان التأخير حكمته ظروف متعددة، وتحدث عن اهمية شراكة القطاعين العام والخاص، مشددا على اهمية ايجاد عدالة ضريبية، مقرا في الوقت نفسه ان لا وجود لمثل هذه العدالة.
بعد ذلك، تولت وزيرة المال ريا الحسن تقديم عرض مفصل لمشروع الموازنة، من خلال شاشة كبيرة أحضرت خصيصا الى قاعة مجلس الوزراء، واستعرضت فذلكتها وردت على استيضاحات الوزراء.
وركز وزير الاتصالات شربل نحاس على الجانب الدستوري والقانوني لناحية التأخير في اقرار الموازنة، وتلا سلسلة من النصوص القانونية والدستورية المتعلقة بهذا الشأن. داعيا الى ضرورة قطع الحساب للسنوات المالية من 2005 وحتى اليوم. معتبرا ان الانفاق الذي حصل منذ العام 2005 تخطى القاعدة الاثني عشرية وبالتالي كل هذا الانفاق الذي حصل يحتاج الى تسوية وتشريع، وربط بين سير عجلة الدولة والشروع في اعداد موازنة العام 2011، وسجل اعتراضا على عدم ادراج بند على جدول الاعمال يتعلق بشركة &laqascii117o;اوجيرو" سبق واقترحه.
وركز وزير الزراعة حسين الحاج حسن على اهمية ايلاء الاهتمام الكبير للقطاعات الانتاجية والصناعية. ودعا الى ضبط واقع الشركات العقارية والى وقف الهدر، ومعالجة ظاهرة الفقر، وتوقف عند واقع الزراعة ولاحظ اهتماما حكوميا بالشأن الزراعي وتجلى ذلك في رفع موازنة وزارة الزراعة.
وتحدث وزير الصحة محمد جواد خليفة عن الواقع الصحي، وتطرق الى ما يتصل بموازنة وزارته، فأرجئ الكلام بالتفــصيل الى الجلسات اللاحقة حيــنما يتم اقرار موازنـة كــل وزارة على حدة.
وتناول وزير المهجرين اكرم شهيب موضوع المخالفات البحرية مستعجلا ضرورة ايجاد حل جذري لهذا الموضوع، كما اثار موضوع المقالع والكسارات داعيا الى ضبطها.
واستعرض وزير الطاقة والمياه جبران باسيل واقع قطاع الكهرباء والمدى الذي بلغه، داعيا الى عملية اصلاح جذرية وشاملة للنهوض بقطاع الكهرباء، فيما ركز وزير الدولة ميشال فرعون على اهمية تنفيذ بنود مؤتمر باريس ـ 3 وكرر اقتراحه بفرض ضريبة على المضاربات العقارية وارباح العقارات لان اســعار الشقق ارتفعت بشكل كبير ومعظمه وهمي، لا سيما بعد خفض وزارة المال الضريبة على التسجيل.
وفيما انتقد وزير الاقتصاد محمد الصفدي الموازنة مشيرا الى انه لا يرى فيها خطة تحديثية او بعدا انمائيا بل تكرارا للارقام، دافع وزير العمل بطرس حرب عن مشروع الموازنة، لكنه اشار الى وجود مشكلة قانونية تتعلق بموازنات السنوات السابقة.
وقدم وزير التنمية الادارية محمد فنيش مداخلة اعتبر فيها ان الموازنة يفترض ان تكون وسيلة وأداة تنفيذ للوصول الى اهداف محددة برؤية اقتصادية انمائية، لكن الهاجس الذي حكم المشروع هو الاعتبار المالي والمحافظة على العجز وكيــفية ابقــاء الدين ضمن نسبة معينة قياسا مع الناتج. من هنا فــان الموازنة لا تتمتع بالمرونة الكافـية للاستجابة للمتطلبات الاجتماعية والانمائية.
وتناول الوضع الاداري مشددا على ايجاد ادارة سليمة وصحيحة، وطرح سلسلة اسئلة حول مدى الاستفادة من الازمة المالية لتخفيض كلفة الدين، ودعا الى ايجاد العدالة الضريبية وخصوصا ان الضرائب غير المباشرة على المواطنين مرتفعة جدا، وشدد على فرض ضرائب على الشركات العقارية وكذلك على المصارف التي لا تدفع ضريبة على ارباحها. كما دعا الى ايجاد السبل الكفيلة بمعالجة الفقر وزيادة النمو، وتحقيق الانماء المتوازن.
وقدم وزير الدولة عدنان السيد حسين مداخلة مطوّلة، فاشار الى ايجابيات متعددة في مشروع الموازنة ومنها عدم اعتماد زيادة الضريبة على القيمة المضافة، وزيادة الانفاق الاستثماري من 2.6% الى 6.1%، وزيادة الانفاق الاجتماعي بالاضافة الى زيادة رسوم التسجيل العقاري على الشطر الذي يزيد على 500 الف دولار.
ودعا السيد حسين الى قرار وطني جماعي باصلاح اوضاع مؤسسة كهرباء لبنان، وتشجيع المؤسسات الصغيرة، وايجاد حل للابنية المســتأجرة من قبل الدولة التي تبلغ بدلاتها السنوية اكثر من 78 مليارا و500 مليون ليرة.
وطالب بإصلاح الادارة، وبإصلاح جذري للنظام الضريبي، ودعا الى وضع رسم خاص على انتقال الاسهم في الشركات العقارية يعادل رسم تسجيل العقارات. كما استعجل ايجاد حل قانوني وجذري للمخالفات البحرية واستيفاء الرسوم المتوجبة. ودعا الى ضبط الموازنات التفصيلية في الوزارات للحد من الهدر. وطالب بوضع جدول احصائي بعدد الشركات التجارية وتحديد انواعها وارباحها خاصة ان معظمها يتهرب من الضرائب ولا يصرح عن ارباحه الحقيقية. وشدد على اعادة الاعتبار الى القطاع السياحي، وعلى تحرير الهبات والقروض التي تعهدت بها الدول المانحة في باريس 3، ودعا الى زيــادة الرســوم على التنباك والخمور والعــطور واليخوت، والى الشروع في تنفيذ الخطة الزراعية بالتنسيق والتعاون مع سوريا وغيرها من الدول.
البلديات: سباق بين التوافق.. والتنافس
على الخط البلدي، وفيما تبدو المرجعيات الطرابلسية ثابتة على خط التفاهم البلدي، على مسافة اسبوعين من الاستحقاق الانتخابي، اقتربت الميناء من انضاج التفاهم أيضا، فيما تستعد زغرتا لمعركة حاسمة، وكذلك مدينة البترون، كما تبدو مدينة صيدا عاصمة الجنوب، متوجهة نحو معركة قاسية بين تيار المستقبل والتنظيم الشعبي الناصري في الثالث والعشرين من الجاري، الا اذا نجحت مساعي التوافق التي لم تتوقف، وقالت مصادر صيداوية لـ&laqascii117o;السفير" ان فرصة التوافق لم تنعدم والوسطاء لم يقطعوا الامل، وكشفت ان الاتصالات لم تنقطع بالامس، فيما بقي الرئيس نبيه بري، بالتنسيق مع الرئيس سعد الحريري، على خط التواصل مع اطراف المدينة للانتقال بصيدا الى توافق يجنـبها المعركة وتداعياتها.
الى ذلك، يستعد رئيس الحكومة سعد الحريري لحزم حقائبه للسفر في الأسبوع الأخير من ايار في اول زيارة رسمية الى الولايات المتحدة الاميركية، من موقعه كرئيس للحكومة، حيث سيستقبله الرئيس الاميركي باراك اوباما في 24 الجاري، كما أعلن عن ذلك المتحدث باسم البيت الابيض روبيرت غيتس، و اشار الى &laqascii117o;ان زيارة رئيس الحكومة تعتبر رمزا للعلاقة الوثيقة والتاريخية بين لبنان والولايات المتحدة". واضاف &laqascii117o;ستكون هذ الزيارة الرسمية الاولى لرئيس الوزراء الى واشنطن خلال توليه رئاسة الحكومة، والرئيس (أوباما) يتطلع للتشــاور مع رئيس الوزراء الحريري حول سلسلة واسعة من الاهداف المشتركة بما فيه دعم سيادة واستقلال لبنان والسلام والامن الاقليميين".


- صحيفة 'المستقبل'
شرع مجلس الوزراء أمس في مناقشة مشروع الموازنة لعام 2010، وقرر متابعة درسها في اجتماعين يرجّح أن يكونا يومي الأربعاء والخميس المقبلين، كما أقرّ دفعة جديدة من التعيينات الأمنية والقضائية.
تزامناً، وفيما يشهد لبنان حركة ديبلوماسيّة متواصلة باتجاهه حيث ستكون محطّة بارزة بعد أيّام لأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، تبلّغ مجلس الوزراء من رئيسه سعد الحريري عزمه على القيام بجولة عربيّة وإقليمية ودولية في الفترة المقبلة، وذلك في إطار تحرّكه تحت عنوان حماية لبنان.
على أن وزير الإعلام طارق متري أشار بعد الجلسة التي عقدت في قصر بعبدا إلى أن 'وزيرة المال ريا الحسن قدمت عرضاً لمشروع الموازنة وللأهداف التي يتوخّاها وهي العمل على زيادة الإنفاق في التقديمات الاجتماعية، بالإضافة إلى زيادة الإنفاق الاستثماري وعدم تحميل المواطنين أعباء ضريبية، والحفاظ على وتيرة احتواء الدين العام'، وأوضح أنّ 'رئيس الجمهورية ميشال سليمان شدد في مستهل الجلسة على أن مناقشة الموازنة من أهمّ الأعمال التي يقوم بها مجلس الوزراء، ودعا للالتزام بما اتّفق عليه بين الوزراء ووزيرة المال ريا الحسن، وأن تكون المناقشة هادئة لإقرار الموازنة بسرعة'. ولفت متري إلى أن 'نقاش الوزراء كان عاماً في البداية، ثم أصبح تفصيلياً، إذ قورنت الموازنة بالسياسات العامة وبالتدابير التي يجب اتخاذها'، لافتاً إلى أن 'الروح بوجه الإجمال كانت محكومة برغبة في الإسراع لإنجاز الموازنة والإعداد من الآن لموازنة العام 2011'.
وأعلن متري أنَّ 'مجلس الوزراء وافق على اقتراح رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري تعيين العميد جورج قرعة مديراً عاماً لأمن الدولة، كما وافق على إلغاء القرار السابق القاضي بإلغاء المديرية العامة لأمن الدولة، وقد وافق المجلس على اقتراح وزير العدل ابراهيم نجار القاضي بنقل وتعيين 8 قضاة مفتشين في هيئة التفتيش القضائي، إضافة إلى الموافقة على اقتراح وزير الدفاع الوطني الياس المر تعيين العميد الركن عبد الرحمن شحيتلي مديراً عاماً للإدارة في وزارة الدفاع'.
وأشار متري إلى أنَّ 'الرئيس الحريري تحدث في الجلسة عن زيارته المرتقبة في 24 أيّار الجاري إلى واشنطن، وعن زيارات أخرى إلى دول صديقة وشقيقة للتشاور في قضايا راهنة وذات اهتمام مشترك'.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت زيارات الحريري ستشمل سوريا، أجاب متري 'على الأرجح أن تتم زيارة دمشق من بين زيارة الدول العربية الشقيقة(..)'.
وقالت مصادر وزارية لـ'المستقبل' إن أجواء الجلسة كانت 'هادئة جداً، بعكس ما حاول البعض الترويج له قبل انعقادها'، مشيرة إلى أن 'وزيرة المال ريا الحسن قدّمت مطالعة شاملة عن مشروع الموازنة وبعدها قدّم الوزراء مداخلاتهم وملاحظاتهم، إلا أن هذه الملاحظات بقيت في العموميات ولم تدخل في التفاصيل'.
ولفتت المصادر إلى أن 'الوزير جبران باسيل قال إننا سنتعاطى مع الموازنة المطروحة أمامنا، فيما طالب وزير الاتصالات شربل نحاس بمحاسبة عمومية لمن وضع الموازنات السابقة، وقد جاءه الرد من الوزيرين حسن منيمنة وبطرس حرب، بأن الدستور واضح ولا تستطيع أن تبتدع أموراً من خارجه، كما أن فتح ملفات ماضية لا يساهم في إقرار الموازنة، وإطلاق العمل الحكومي بشكل فاعل، إضافة إلى أن طرح هذا الموضوع سيجرّنا إلى فتح ملفات كثيرة لن يسلم منها أحد'. وتابعت المصادر أنه 'كان هناك شبه إجماع على أن تكون الضرائب في حال أقرت على الشركات العقارية والكسارات وشركات التبغ مثلاً كونها شركات ربحية والضرائب عليها لا تطال المواطن بشكل مباشر'.
الحريري إلى واشنطن
في هذه الأثناء، وإذ تتجه الأنظار إلى زيارة رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى واشنطن حيث يستقبله الرئيس الأميركي باراك أوباما في 24 أيار الجاري، نظراً للأهمية التي تتسم بها، في ظل رئاسة لبنان لمجلس الأمن، وبموازاة الانهماك الداخلي على المستويين المالي والانتخابي، بدا أن الحراك الإقليمي والدولي المرتبط بالمشهد المربك، في المنطقة في أوجه، حيث زار وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي بيروت لساعات أمس، والتقى الرئيسين ميشال سليمان وسعد الحريري في إطار جولة له على عدد من دول المنطقة.
وعرض موراتينوس للترتيبات النهائية للقمة الأورو- متوسطية التي تعقد في برشلونة في 6 و7 حزيران المقبل ومستوى المشاركة فيها.
إذاً، أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبز في بيان أن 'زيارة الرئيس الحريري رمز للعلاقة الوثيقة والتاريخية بين لبنان والولايات المتحدة'. وأضاف 'ستكون هذه الزيارة الرسمية الأولى لرئيس الوزراء إلى واشنطن خلال توليه رئاسة الحكومة، والرئيس أوباما يتطلع للتشاور مع الرئيس الحريري حول سلسلة واسعة من الأهداف المشتركة بما فيه دعم سيادة واستقلال لبنان والسلام والأمن الإقليميين'.
وفي بيروت، أشارت السفارة الأميركية في بيان إلى أن زيارة الحريري ترمز إلى 'العلاقة الجيدة والتاريخية بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية، ونحن مسرورون لاستضافة دولة الرئيس خلال ترؤس لبنان لمجلس الأمن للأمم المتحدة'.
موراتينوس
في غضون ذلك، طمأن وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس إلى أن 'هناك نيّة لدى جميع الأطراف المعنيين بتحقيق السلام في المنطقة'، ونقل عن المسؤولين الإسرائيليين قولهم له خلال لقاءاته بهم أن 'لا نية لدى إسرائيل في التصعيد تجاه سوريا ولبنان، وهي تريد الانسحاب من الجزء اللبناني من قرية الغجر وتريد استكمال المفاوضات'، وأوضح أن 'هذه هي الرسالة التي فهمتها من المسؤولين الإسرائيليين'، وقال 'أعود الى بلدي بشعور إيجابي جداً وأحمل معي تحليلاً يتحدث عن النية الجديّة عند كل الأطراف والبلدان للمضي قدماً في عملية السلام(..)'.
بلديات 2010
على صعيد الانتخابات البلدية، أكد مقرر اللجنة الخماسية لإعادة هيكلة 'تيار المستقبل' أحمد الحريري في مؤتمر صحافي تحدث فيه عن نتائج الانتخابات في مرحلتيها السابقتين، أن 'ما تحقق من نتائج مشرفة لـ تيار المستقبل على مساحة الوطن من دون أن ننسى الانتخابات المقبلة في الجنوب والشمال، يجعلنا ننحني أمام ما كرّسه اللبنانيون من تمسك بمبادئ الرئيس الشهيد رفيق الحريري لجهة ضمان المناصفة التامة'، ولفت إلى أن التيار 'كان في الانتخابات البلدية أقرب إلى أن يكون ناخباً من أن يكون طرفاً إذ أن تدخلنا في قرى وأماكن عدة كان لتشجيع التفاهمات بين الأهالي على قاعدة أن البلديات هي تفاهم أهلي تنموي'.
وأوضح الحريري أن 'ما حكم انتخابات بيروت يستند الى عوامل منها أن المعركة كانت محسومة لصالح لائحة وحدة بيروت لعدم وجود منافس جدي، وأن أهل بيروت انحازوا لمبدأ المناصفة وإلى قيمهم التاريخية في العيش المشترك واقترعوا لمبدأ المناصفة في مقابل دعوات الاستنفار المذهبي'.
أما في البقاع الغربي وراشيا، فلفت الحريري الى أن 'عصب تيار المستقبل كان مشدوداً'، وقال 'قرر جمهورنا ما يريد وما يراه مناسباً فجاءت النتائج لتؤكد المؤكد وتكرس نتائج الانتخابات النيابية وتظهر أن 'تيار المستقبل' ناخب رئيسي وأساسي والدليل أن معظم المجالس البلدية التي فازت محسوبة عليه، علماً أن التنافس حصل في معظم القرى بين لوائح مستقبلية'، موضحاً أنه 'من أصل 24 بلدية في قضاء البقاع الغربي حيث نتواجد بشكل مباشر، 15 منها فازت اللوائح المحسوبة على 'تيار المستقبل' والعائلات في 9 بلديات (المرج - حوش الحريمة - كفريا - لالا - السلطان يعقوب - كامد اللوز - الصويري- الخيارة - غزة) في حين تم التوصل الى توافق في قريتي المنارة وبعلول بدعم من 'تيار المستقبل' ليصبح العدد 11 بلدية للتيار بينما فازت المعارضة في بلديتين فقط هما: الروضة وجب جنين بينما وصل مستقلان الى رئاسة بلدية القرعون والمنصورة من خلال تحالف عائلات'.
أضاف الحريري 'أما في قضاء راشيا ومن أصل 9 بلديات حيث نتواجد بشكل مباشر فازت اللوائح المحسوبة على 'تيار المستقبل' والعائلات في 4 بلديات (البيره - بكا - مدوخا - مجدل بلهيص) في حين تم التوصل الى توافق في قريتي كفردينس وعين عرب بدعم من 'تيار المستقبل' والعائلات ليصبح العدد 6 بلديات للتيار وفازت لائحة عبد الرحمن هاجر في بلدية خربة روحا الذي يعتبر صديقاً لتيار المستقبل. وعلى هذا لم تفز المعارضة إلا في بلدية الرفيد وجب جنين والروضة'.
وسأل 'كيف يتجرأ البعض على القول إن تيار المستقبل انهزم في البقاع الأوسط وهو بكل بساطة حصد 12 بلدية من أصل 16 خيضت فيها الانتخابات البلدية علماً أن البلديات الأربع التي يقال إننا خسرنا فيها تشمل زحلة وجديتا وشتورا وتعلبايا وهي بلدات متنوعة فيها غلبة لحلفائنا'، وأشار الى أنه 'في منطقة البقاع الشمالي كان الدور الفاعل 'لتيار المستقبل' في المنطقة مندمجاً مع فعالياتها وعائلاتها في كل البلدات'، لافتاً إلى أن 'لائحة بعلبك مدينتي نالت 40 في المئة من عدد المقترعين في المدينة والموزعين على مختلف المكونات الروحية فيها'.
وأوضح الحريري أن تيار المستقبل حصد 'كل بلديات اقليم الخروب وبفارق أصوات يدل على حجم التأييد الإنمائي والسياسي الذي يحظى به التيار في هذه المنطقة على الرغم من كل الظروف التي تحكمت بلبنان في السنوات الماضية(..)'.
على صعيد معركة صيدا، وفي وقت لم تتوقف فيه الاتصالات والمساعي التي يقودها الرئيسان نبيه بري وسعد الحريري للوصول الى اتفاق يجنّب المدينة معركة انتخابية، أعلن النائب السابق أسامة سعد أن 'التيار الوطني سيشكل لائحة'، وتساءل عما إذا كان المهندس محمد السعودي لا يزال مرشحاً توافقياً 'وهو مرشح تيار المستقبل'. وردّ أسباب فشل مبادرة التوافق الى 'النهج التسلطي والاستئثاري لفريق الحريري'.
في المقابل، أعلن السعودي وقف المباحثات المتعلقة بلائحة المجلس البلدي. وأوضح ان سعد زوّده 'لائحة بأربعة أسماء فلاحظتُ أنها تحمل الأسماء نفسها التي رفضناها في المرة الأولى'. وقال 'بالنسبة لي، لم يعد هناك مباحثات'، مشيراً الى أن اتفاقه 'مع الجماعة الإسلامية على 3 مقاعد نهائي'.
وجدّد السعودي التأكيد في حديث تلفزيوني على أنه 'على مسافة واحدة من الجميع، لكن لا أستطيع التراجع وسأخوض الانتخابات بلائحة وتيار 'المستقبل' يدعم هذه اللائحة.. وسأخوض الانتخابات بوفاق أو بدونه(..)'.
وعلمت 'المستقبل' أن سعد بصدد تشكيل لائحة تضم مرشحين لـ'التنظيم الشعبي الناصري' وعدداً من المرشحين المدعومين من 'حزب الله' و'تيار الفجر' المنشق عن 'الجماعة الإسلامية' لمواجهة 'لائحة الوفاق والإنماء'.
شمالاً، بدأت معركة مدينة البترون في أخذ طابعها السياسي بعد أن حدد الوزير جبران باسيل الإطار السياسي للمعركة البلدية، واضعاً نفسه في مواجهة البيوتات التاريخية للمدينة من خلال رئيس البلدية الحالي مرسلينو الحرك. وعليه تشهد الصورة البترونية للمرة الأولى تحالف عائلتي ضو وعقل في ائتلاف بلدي في مواجهة الوزير باسيل وتيار العماد عون، بعد أن هدد باسيل بإقفال البيوتات السياسية في المدينة متهماً اياهم بالتقصير عن تأمين الخدمات والبنى التحتية للمدينة.
واعتبر المراقبون أن البترون تمثل آخر معارك باسيل و'التيار'، خصوصاً وأن حظوظ التيار في الفوز في أي مجلس بلدي في قرى القضاء تبدو معدومة إن لم تكن مستحيلة، كما أن باسيل يعتبر مدينة البترون مسقط رأسه ويجب أن تبادله الولاء.
توازياً، أعلن النائب السابق سايد عقل ترشحه لرئاسة المجلس البلدي وانضمت اليه زينة كريمة المحامي جورج ضو، وهو يعكف على تشكيل لائحة تمثل جميع العائلات البترونية، فيما اعتبر ضو أن 'من بدأت مسيرته السياسية بالأفول المبكر قد يكون اعتقد أنه سيعوض في البترون الإخفاقات المتتالية التي تصيبه نتيجة خياراته الخاطئة البعيدة عن وجدان بيئته، فأراد هذه المعركة البلدية واستهلها بالشتائم والتهجمات وبث الإشاعات والأكاذيب'، مضيفاً 'سنحتكم إلى أهل البترون في 30 أيار ليقرروا إن كانوا يريدون ترك مدينتهم تحت سلطة الأحزاب والسياسة(..)'.


- صحيفة 'الديار'
دخلت حكومة الوفاق الوطني امس في امتحان الموازنة التي يفترض ان ترسم سياستها المالية والاقتصادية والخدماتية، ووجدت نفسها في دائرة جدل حول مشروع الموازنة الذي اعدته وزيرة المال ريا الحسن وسط اعتراضات وملاحظات لعدد من الوزراء لا سيما في المعارضة.
وما زاد هذه الاعتراضات والملاحظات هو ان موازنة بعض الوزارات التي كانت قد وضعت في المرحلة الاولى من اعداد الموازنة ارقام لها تناسب مطالب الوزراء قد جرى تعديلها نزولا بعد ان راجعت وزيرة المال عن زيادة ضريبة القيمة المضافة.
كذلك فإن الانتقادات تطاول عدداً من بنود المشروع التي تعتبر خروجا عن دستورية الموازنة، حيث تتضمن برامج ومشاريع يفترض ان توضع في مشاريع قوانين مستقلة، هذا بالاضافة الى خلو الموازنة من اموال صندوق البلديات التي تبلغ 600 مليار ليرة، وكذلك الفروقات المالية للرواتب المترتبة للموظفين.
اما الوزيرة والفريق الذي تنتمي اليه فيرى ان العديد من الانتقادات تعود لمحاولة بعض الوزراء زيادة موازنات وزاراتهم دون الالتفات الى كيفية تأمين الاموال اللازمة لذلك، مع العلم ان المشروع لم يلحظ زيادة الضرائب والرسوم.
وقد عقد مجلس الوزراء جلسة استثنائية امس بعد ثلاثة اشهر ونصف الشهر عن الموعد الاقصى المحدد لانجاز مشروع الموازنة وباشر بمناقشة هذا المشروع وسط اجواء وصفتها مصادر وزارية بأنها كانت موضوعية وجدية ولم تتسم بالحدة كما كان يتوقع.
وقد لعب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان دور ضابط ايقاع النقاش الذي بقي في الاطار العام والملاحظات العامة على ان يدخل الوزراء في النقاش التفصيلي في جلسات لاحقة، والاتيان في الجلسة المقبلة بملاحظات ومطالب مدونة، وشدد على انه ليس مع الضرائب المرتجلة ومن دون خطة مدروسة.
وتوقعت المصادر ان يحتاج المجلس لبضعة جلسات من اجل اقرار المشروع واحالته الى المجلس النيابي، لكي تباشر لجنة المال والموازنة في درسه الذي سيحتاج الى شهر ونصف على الاقل الامر الذي يعني ان اقرار الموازنة للعام 2010 لن يكون قبل اب المقبل وربما في ايلول.
في هذا الوقت بقيت البلاد مشغولة في الاستحقاق الانتخابي البلدي حيث تفصلنا عن محطته الثالثة (الجنوب) تسعة ايام، وتتركز الانظار على صيدا التي تعتبر النقطة الابرز في هذه المحطة الى جانب جزين المتجهة الى معركة بين لائحة مدعومة من التيار الوطني الحر واخرى يدعمها النائب السابق سمير عازار والقوات اللبنانية والكتائب.
موراتينوس
وبموازاة الحركة الداخلية زار امس وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الاوروبي بيروت في اطار الجولة التي يقوم بها في المنطقة للتحضير للقمة الاورومتوسطية التي تنعقد في برشلونة في 6 و7 حزيران المقبل.
والتقى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وقدم له دعوة للمشاركة في هذه القمة.
كما التقى رئيس الحكومة سعد الحريري.
وعقد موراتينوس مؤتمرا صحفيا في السفارة الاسبانية كشف فيه عن ان السلطات الاسرائيلية طلبت منه ان ينقل رسالة الى كل من سوريا ولبنان بأنها ليست لديها اية نية بالتصعيد، بل لديها نية جدية بالمضي قدما في المفاوضات، وملتزمة بالمضي قدما بالمفاوضات غير المباشرة مع السلطة الفلسطينية.
وقال انه استشرف في سوريا ايضا نية سلام ونية جدية في البحث عن حل للتفاوض، حل دبلوماسي للتوصل الى حل نهائي لهذا النزاع بين كل الاطراف.
مجلس الوزراء
وبالعودة الى جلسة مجلس الوزراء فقد افادت مندوبتنا في القصر الجمهوري عايدة ابو هنا حداد انه بخلاف جميع التوقعات فإن مناقشات هادئة وموضوعية سادت اجواء جلسة مجلس الوزراء الاستثنائية المخصصة للنظر في مشروع موازنة العام حيث قدمت وزيرة المال ريا الحسن عرضا للمشروع الذي اعدته والذي اعتبرت انه الانسب كونه توخى الشق الاجتماعي والتقديمات الصحية والتعليمية مع برمجة تسديد المستحقات المتوجبة على الدولة.
وبحسب مصادر وزارية فإن رئيس الجمهورية كان ضباط ايقاع ممتاز بحيث تمنى حصر المداخلات والملاحظات بوقت قصير على ان يجري الحديث بالتفاصيل حول كل وزارة في الجلسات اللاحقة، وبهذا فإن معظم الوزراء كانت لهم مداخلات عمومية دون التطرق الى الارقام وفذلكة الموازنة حتى ان وزراء المعارضة لم تكن لهم اي نقاشات ساخنة وقد انحسرت مداخلاتهم بحسب المعلومات بالوزير شربل نحاس الذي انتقد التأخر بإقرار الموازنة عن السنوات الخمس السابقة معتبرا ان هذا الامر يعد مخالفة دستورية ويجب تصحيحه كما طالب وزارة المال بإجراء قطع حساب لان هذا الامر ملحوظ بالدستور.
وفي هذا الاطار علم ان الرئيس الحريري طالب بدوره بجدولة الاموال التي صرفت في السنوات الاربع الاخيرة.
واشارت المصادر الوزارية ايضا الى ان الوزير محمد فنيش سأل بدوره عن الاحتياطي الموجود في مصرف لبنان ولماذا ندفع عليه.
وفي وقت لفتت المصادر ان وزراء حركة امل لم يقدموا مداخلات مطولة الا انه وحسب المعلومات فإن التوجه لديهم وكما اعلن وزير الصحة محمد جواد خليفة هو ان تتضمن الموازنة خطة اقتصادية ومشاريع تحسن الوضع الاقتصادي وان تسرع الحكومة بإرسال مشروع الموازنة الى المجلس النيابي كي يتم اقرارها قبل شهر تشرين المقبل لكي تبدأ دراسة موازنة العام 2011 لان هذا الامر ينعكس ايجابا على الاسواق المالية بالاجمال.
بدوره وبحسب المعلومات ايضا فإن الوزير عدنان السيد حسين دعا الى ضرورة وقف الهدر في جميع الوزارات والعمل على التركيز لدراسة موازنة كل وزارة على حدى وفرض رسوم اضافية على التنباك والعطور والكحول وتفعيل اجهزة الرقابة المالية في ما خص الضرائب والرسوم كافة، علماً ان هذا الموضوع يرتبط بالتعيينات حسب ما قال، وتحدثت المصادر ان الوزير حسين تحدث عن قرار سياسي جماعي لاصلاح اوضاع مؤسسة كهرباء لبنان ومعرفة عدد الشركات التجارية واخضاعها لدفع الضرائب المباشرة واجراء تحرير في الهبات والعقود التي تعهدت الحكومة السابقة بها في مؤتمر باريس؟
كما طالب بإقرار خطة للزراعة والشروع في تنفيذها بالتنسيق مع سوريا وغيرها من الدول المعنية، وشدد بحسب المصادر نفسها على مراقبة ديوان المحاسبة انفاق كل البلديات الكبرى في المدن الكبرى.
من جهته وبحسب المعلومات الوزارية ايضا فإن الوزير سليم وردة طالب بزيادة موازنة وزارة الثقافة.
وبحسب الاجواء العامة فإن المصادر الوزارية اشارت الى ان النقاش اتسم بالجدية وبأنه كان علمياً وموضوعياً وقد ساعد في هذا الامر - كما قالت المصادر - ان وزيرة المال قدمت عرضاً مفهوماً ومبوباً وكان الى جانبها مستشار من وزارة المالية هو نبيل يموت لم يشارك في النقاشات بل حضر مستمعاً وقد تم الطلب الى جميع الوزراء بوضع خطط لوزاراتهم وملاحظاتهم كي تكون الموازنة خلاصتها، وكان عندما يتكلم كل اربعة او خمسة وزراء كانت الوزيرة الحسن تستجمع الملاحظات وترد عليهم وفي دردشة معها بعد الجلسة وصفت النقاش بالموضوعي والهادئ ونفت وجود اي مداخلات حادة او سلبية وتوقعت اقرار مشروع الموازنة في وقت قريب جدا لكنها استبعدت التمكن من ذلك الاسبوع المقبل.
وبحسب المصادر الوزارية ايضا فإنه طالب معظم الوزراء بأن تكون الموازنة شفافة وواضحة وان يعرف المجتمع متى سيتوقف الدين او على الاقل وضع خطة له ولو بطريقة تقريبية.
وكشفت المصادر ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي ادار الجلسة وكان موزعاً جيداً للادوار طالب بأن لا يكون هناك اي زيادة على الضرائب الا وفق خطة مدروسة وليست مرتجلة.
وكان مجلس الوزراء استهل جلسته بتعيين العميد جورج قرعة مديراً عاماً لامن الدولة، وتعيين العميد عبد الرحمن شحيتلي مديراً عاماً للادارة في وزارة الدفاع الوطني.
كما وافق على تعيين 8 قضاة مفتشين لدى هيئة التفتيش القضائي وهم حسب المعلومات: مايكل صعيبي وانطوان فرحات وحسين شاهين ومحمد المصري وحافظ العبد وصباح سليمان وايلي بقعازي ومرلين الجر.
وفي هذا السياق اي في اطار التعيينات كشفت المصادر ان وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي كانت له مداخلة اعرب فيها عن استيائه من عدم التوزيع العادل في التعيينات حيث تراجعت نسبة الموظفين الدروز في الادارات والوظائف العامة حيث لا تراعي التوازنات الطائفية المعتمدة للدروز والطوائف الاخرى.
ويعقد مجلس الوزراء جلستين الاسبوع المقبل لاستكمال مناقشة ودراسة الموازنة تمهيدا لاقرارها وتحويلها الى المجلس النيابي، مع ان هذا الامر قد استبعده اكثر من مصدر وزاري.
وكان مجلس الوزراء بدأ في جلسته التي عقدها امس في بعبدا برئاسة الرئيس سليمان، دراسة مشروع قانون الموازنة العامة للعام 2010، وقرر تخصيص جلستين الاسبوع المقبل لمتابعة دراسته واقراره بالسرعة اللازمة، تمهيدا للبدء بوضع موازنة العام 2011.
تصريح متري
وبعد الجلسة، تحدث وزير الاعلام طارق متري الى الصحافيين فقال:
عقد مجلس الوزراء جلسة في 13 ايار 2010 في القصر الجمهوري في بعبدا برئاسة فخامة رئيس الجمهورية وحضور دولة رئيس مجلس الوزراء والوزراء الذين غاب منهم الوزير علي الشامي.
في مستهل الجلسة، لفت فخامة الرئيس مجلس الوزراء الى ان مناقشة الموازنة واقرارها من اهم الاعمال التي يقوم بها المجلس، وشدد على الالتزام بما اتفق عليه بين الوزراء ووزارة المالية لدى اعدادهم مشروع الموازنة، ودعا الى البحث فيها بطريقة هادئة وهادفة والسعي لاقرارها بسرعة.
بعد ذلك، وافق مجلس الوزراء على اقتراح دولة رئيس مجلس الوزراء بتعيين العميد جورج قرعة مديرا عاما لامن الدولة، كما وافق على إلغاء القرار السابق القاضي بإلغاء المديرية العامة لامن الدولة.
ووافق المجلس على اقتراح وزير العدل نقل وتعيين 8 قضاة مفتشين لدى هيئة التفتيش القضائي، ووافق ايضا على اقتراح وزير الدفاع تعيين العميد عبد الرحمن شحيتلي مديرا عاما للادارة في وزارة الدفاع الوطني.
وتحدث دولة الرئيس عن زيارته المقبلة الى الولايات المتحدة في 24 ايار الحالي، وعن زيارات سيقوم بها خلال الاسبوع المقبل الى عدد من الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة بهدف التشاور في عدد من القضايا الراهنة وذات الاهتمام المشترك، واشار في سياق متصل الى زيارتي سمو امير دولة الكويت ورئيس وزراء اليونان الى لبنان.
ثم شرع مجلس الوزراء في النظر في مشروع موازنة العام 2010، فقدمت وزيرة المالية عرضا للمشروع المذكور وتحدثت عن كيفية اعداده والاهداف التي يتوخاها وهي: العمل على زيادة الانفاق على التقديمات الصحية والتعليمية والاجتماعية وزيادة الانفاق الاستثماري، برمجة تسديد المستحقات المترتبة على الدولة في القطاعين العام والخاص، عدم تحميل المواطنين اعباء ضريبية جديدة، والحفاظ على وتيرة احتواء نحو الدين العام.
وجرى نقاش عام في البداية وتفصيلي في المرحلة الثانية وقدمت مجموعة من الاقتراحات، ونوقشت علاقة الموازنة بالسياسات العامة والاقتصادية والقطاعية، وبالتدابير التي يحسن اتخاذها للاقرار السريع للموازنة والبدء بالاعداد لموازنة العام 2011.
وتقرر متابعة دراسة الموازنة في اجتماعين خلال الاسبوع المقبل ويرجح ان يكونا يومي الاربعاء والخميس.
مصير الوفاق في صيدا؟
بقيت الجهود الوفاقية في صيدا تراوح مكانها، وخيمت اجواء تميل الى السلبية بعد حملة الترشيحات التي اخذت مداها وضمت عدداً من &laqascii117o;الصقور" والحزبية لدى الطرفين تيار المستقبل والتنظيم الشعبي الناصري.
وفيما تبادلت اوساط الطرفين الاتهامات، وحمل كل طرف الطرف الاخر مسؤولية عرقلة جهود الرئيس نبيه بري، بقي رئيس المجلس الموجود في المصيلح ملتزماً الصمت.
لكن مصادر صيداوية اشارت الى انزعاجه من الاجواء التي سادت في الـ 24 ساعة الماضية، مع العلم انه كان يتوقع ان يتم التوصل الى اللائحة التوافقية امس او اليوم.
لماذا تراجعت نسبة التفاؤل في الساعات الماضية، وكيف فشلت صيغة ضم مرشحين للتنظيم والجماعة الاسلامية الى اللائحة؟
تقول المعلومات التي توافرت لـ&laqascii117o;الديار" ان النائب السابق اسامه سعد كان طرح اربعة اسماء لدخول اللائحة هم: صلاح بسيوني، الزميل احمد الغربي، زياد دندشلي، ويوسف حنيني.
واقترحت الجماعة الاسلامية بدورها للائحة ثلاثة اسماء هم: مطاع مجذوب، كامل كزبر، وحسن الشماس.
وقد تداول الرئيس بري مع رئيس اللائحة محمد السعودي في المصيلح بهذه الاسماء وكانت الاجواء جيدة وايجابية، حسب مصادر مطلعة، وقد وعد الثاني بمناقشة هذا الامر مع النائب بهية الحريري التي قيل انها اعترضت على ثلاثة اسماء من الاسماء المقترحة من سعد وطالبت باستبدالها، معتبرة انهم حزبيون وان هذا يتعارض مع المبدأ المتفق عليه منذ البداية لتشكيل اللا

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد