صحف ومجلات » منتدى في بيروت لإنشاء مرصد والخروج بتشريعات رادعة

- 'السفير'
فاتن قبيسي

لعلّ مشروع القانون الرقم 2278 الصادر عن مجلس النواب الأميركي منذ أشهر، والقاضي بتصنيف الأقمار الصناعية العربية &laqascii117o;كيانات إرهابية" في حال خرقت مضمونه، ناصاً على معاقبة كلّ وسيلة إعلامية تحرض على مصالح ومواطني الولايات المتحدة، يشكّل أحدث وجه من وجوه التدخل الأجنبي في الإعلام العربي.
غير أنّ الأبرز في نصّ المشروع، هو وضع فضائيات &laqascii117o;المنار"، و&laqascii117o;الأقصى"، و&laqascii117o;الرافدين" (العراقية) على لائحة &laqascii117o;الإقفال".
والمشروع الذي ينتظر مصادقة مجلس الشيوخ، ليس إلا حلقة في سلسلة إجراءات اتخذت بحق عدد من الفضائيات العربية التي تؤيّد سياسة مقاومة المشروع الصهيوني: فمحطة &laqascii117o;الأقصى" تعرّضت للقصف خلال العدوان على غزة في تموز 2008، والرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن أراد قصف مكاتب &laqascii117o;الجزيرة" في العراق في نيسان 2004 (بحسب ما نشر لاحقًا). أمّا قناة &laqascii117o;المنار"، فنالت حصة الأسد، إذ مُنع بثها في عدد من الدول الأوروبية وفي الولايات المتحدة، كما أنّها دُمّرت إبّان &laqascii117o;عدوان تموز".
وتتجلّى مظاهر التدخل الأجنبي في البث الفضائي العربي عبر ثلاثة أوجه: الضغط والترهيب، وسياسات المنع، وسياسة التدمير.
في ظلّ هذه التحديات، تعقد قناة &laqascii117o;المنار" غدًا في بيروت، بالتعاون مع &laqascii117o;اتحاد إذاعات الدول العربية"، منتدى &laqascii117o;البث الفضائي العربي ومخاطر التدخل الأجنبي"، برعاية وزير الإعلام طارق متري، وبمشاركة عدد من الخبراء الإعلاميين اللبنانيين والعرب.
ويشدّد مدير العلاقات العامة في قناة &laqascii117o;المنار" إبراهيم فرحات، في حديثه لـ&laqascii117o;السفير"، على &laqascii117o;أهمية مشاركة الاتحاد كجهة رسمية في هذا النشاط، باعتباره تابعاً لجامعة الدول العربية، لتكون المقرّرات التي ستصدر عنه في عهدة أصحاب القرار. وهو المنتدى الأول من نوعه في لبنان، والأول بعد صدور مشروع القانون الأميركي".
ويُذكر أنّ مجلس وزراء الإعلام العرب كان قد أصدر في مطلع العام الحالي، عطفاً على صدور مشروع القانون الأميركي، بياناً رفض فيه التدخل الأجنبي في الإعلام العربي، إلا أنّ دولاً كمصر والسعودية تحفظّت على البيان معتبرة أنّه يتعين على كلّ دولة إصدار قوانين خاصة.
ويعتبر فرحات &laqascii117o;أنّ القضية تحتاج لمزيد من المتابعة" شارحًا أنّ مشروع القانون الأميركي يتناقض مع مضمون المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عام 1948، والتي تنص على أنّه &laqascii117o;لكلّ شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية الرأي من دون أيّ تدخل، وحرية الحصول على الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأيّ وسيلة كانت، من دون تقيّد بالحدود الجغرافية".
ويذهب فرحات إلى أبعد من ذلك، مشيرًا إلى ازدواجية المعايير المتبعة في الغرب في التعاطي مع مبادئ حرية الرأي والتعبير، والتي تجلّت من جهة عبر نشر رسوم كاريكاتورية عن الرسول محمد في الصحيفة الدانمركية &laqascii117o;يولاندز بوستن"، والضغط من جهة أخرى على كل من المفكر الفرنسي روجيه غارودي، والمؤرخ البريطاني ديفيد أيرفينج، بتهمة معاداة السامية، لتشكيكهما بوقوع المحرقة النازية.
كما يذكّر فرحات بإجبار مدير الأخبار في &laqascii117o;إذاعة فرنسا الدولية" آلان مينارغ على الاستقالة، لتصريحه بأنّ إسرائيل دولة عنصرية.
ويرى &laqascii117o;أنّ نجاح الإعلام العربي هو المستهدف، لأنّنا كنا متلقين لإعلام الغرب، ينقل إلينا حتى أخبارنا، ولكن من منظاره. ومع صعود &laqascii117o;نجم" الفضائيات العربية، ونجاح بعضها الملتزم بالقضية الفلسطينية، وتسجيله نسب المشاهدة العربية الأعلى، بدأت إسرائيل تعمل على مواجهة الفضائيات العربية".
وهو يعتبر &laqascii117o;أنّ &laqascii117o;المنار" استهدفت خلال الحرب &laqascii117o;لأنّها تتبنّى القضية الفلسطينية، وليس لأنّها شيعية".
ويشير فرحات إلى فشل جامعة الدول العربية حتى اليوم، بإنشاء مرصد إعلامي عربي لرصد الإعلام الغربي، برغم مناقشتها الموضوع مراراً، بينما توجد في الغرب مراصد عدّة لمتابعة الفضائيات العربية، وأبرزها مرصد &laqascii117o;معهد دراسات إعلام الشرق الأوسط اليهودية" (ميمري)، وهو لا يرصد فحسب، بل يحلّل ويشوه الحقائق.
ويشرح فرحات أنّه خلال محاكمة &laqascii117o;المنار" في فرنسا &laqascii117o;فوجئنا باستخدام القضاء الفرنسي لتسجيلات &laqascii117o;ميمري" كدليل اتهام ضدّنا. ما يدلّ على &laqascii117o;سطوة" هذا المرصد في الخارج".
ويثير فرحات مشكلة أخرى تتعلق بغياب التشريعات التي ترعى البث الفضائي الأجنبي تجاه المنطقة العربية، في ظلّ وجود أفلام غربية ومحطات تلفزة تشتم العرب وتشوّه صورتهم بلا رادع، فيما &laqascii117o;ننشغل نحن بوضع تشريعات للقنوات العربية، التي لا تحتاجها أصلاً، لأنّ لكل بلد تشريعاته الخاصة في هذا المجال".
من هنا، يهدف المنتدى، الذي يُفتتح عند العاشرة من صباح غد في في فندق &laqascii117o;السفير"، إلى &laqascii117o;مناقشة التدخلات الأجنبية بوضوح، لترسيخ الموضوع في الأذهان، وتحضير مادة لاستخدامها في أي تحرك لاحق.
ويطرح المنتدى وجهات نظر قانونية، ويستضيف شخصيات مواكبة للإعلام، &laqascii117o;تجنباً للتنظير". يقول فرحات.
وإشارة إلى أنّ المنتدى يعقد على هامش اجتماعات &laqascii117o;اللجنة العليا للتنسيق بين الفضائيات العربية" التي تعقد اليوم في بيروت، ويرأس الدورة الحالية للجنة المدير العام لقناة &laqascii117o;المنار" عبد الله قصير.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد