- صحيفة 'السفير'
زينة برجاوي

في العام 2008، استعان الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما بالموقع الاجتماعي الأكثر شعبية في العالم &laqascii117o;فايسبوك" لإدارة وتنظيم حملته الانتخابية. ورسّخت حملة أوباما وجودها داخل هذا الموقع على وجه الخصوص، وقد تضمّن شبكة كبيرة من مؤيدّي أوباما. من هنا، أصبح للرجل السياسي مكان على الموقع الذي يستقطب اهتمام الملايين من حول العالم.
في لبنان، يحضر عدد كبير من السياسيين على موقع &laqascii117o;فايسبوك". تظهر أسماؤهم مع صورهم، ولكلّ منهم مجموعات يتواصل معها، تتضمّن مناصرين ومعارضين.
&laqascii117o;السفير" التقت النائبين نهاد المشنوق وغسان مخيبر اللذين سألتهما عن تواجدهما شبه اليومي على الموقع.
المشنوق يجري حوارا مباشرا
في الخامس من كل شهر، يعلن النائب نهاد مشنوق في صفحته الخاصة على &laqascii117o;فايسبوك"، عن موعد للحوار المباشر الذي يجريه مع الأصدقاء داخل مجموعته، الذين بلغ عددهم حتى الساعة أكثر من 2500 صديق .
يقول المشنوق انه يجيب عن أسئلتهم، يحاورهم، ويحاول أن يحلّ مشاكلهم. والمشنوق يعد السياسي الوحيد الذي يملك صفحة خاصة على موقعه، تعنى بالحوار المباشر.
يعتبر المشنوق ان الموقع &laqascii117o;هو وسيلة حديثة للتواصل مع الناس والاستماع الى مشاكلهم"، لافتاً إلى أن &laqascii117o;هذه الطريقة تؤمّن حوارا مباشرا مع المواطن وتعطي فكرة أساسية عن مزاج الناس وأولوياتهم في الحياة".
ويرى المشنوق ان الموقع هو &laqascii117o;وسيلة مهمة وناجحة لمخاطبة شريحة من الناس لا أعرفهم ويتكلمون معي بصراحة".
من هذا المبدأ، يؤكد النائب في كتلة &laqascii117o;لبنان أولاً" أن الدردشة عبر الانترنت ليست للإعلام، بل &laqascii117o;أستغلها لاستقبال أسئلة المواطنين".
تتنوع مواضيع الأسئلة بين سياسية، واجتماعية وبيئية. يسألون عن الكهرباء، عن السكن في بيروت، عن موقف المشنوق من الرابع عشر من آذار، أو سبب زيارته دمشق، وغيرها من المواضيع الراهنة.
يلفت المشنوق إلى أن هناك عددا قليلا ممّن يطلبون خدمات شخصية، وتتمحور معظم الحوارات حول وضع البلد.
ومن هم ضيوف المشنوق؟ يجيب: &laqascii117o;هم أشخاص من جميع الانتماءات السياسية، نتناقش معاً من دون اللجوء الى الصراع. يستغربون دائما هدوئي. أتقصّى دائما عن المشاكل التي تزعجهم، وأحاول حلّها من خلال جمع المعلومات الكافية. أحاول ان أكون بناءً أكثر من مواجه او مقاتل، لذلك اكتشف ان هناك عددا كبيرا لا يتحلّى بالصبر، ولا ألومهم لأنهم يريدون ان تتحقق الامور بسرعة".
وبعيدا عن السياسة، يستقبل المشنوق رسائل إعجاب شخصية. يتقبّل الموضوع بطرافة، فيعبّر عن سعادته بأن الجميع &laqascii117o;يتحدث بوضوح وجرأة". وقد قرّر المشنوق، بسبب الإقبال على الحوار المباشر على الموقع، تطوير المجموعة واستقبال الأصدقاء من دون موعد.
&laqascii117o;هل أنت فعلا النائب غسان مخيبر"؟
بدوره، تعرّف النائب غسان مخيبر الى موقع &laqascii117o; فايسبوك" من خلال صديق يعيش في الولايات المتحدّة. نصحه الأخير بإنشاء حساب خاص على الموقع، فأحبّ مخيبر الفكرة وأصبح له حساب قبل الانتخابات النيابية الأخيرة، &laqascii117o;من مبدأ اقتناعي بأهمية التواصل مع الناس من خلال الإنترنت".
يزور مخيبر الموقع في كل ليلة، وتحديدا قبل خلوده الى النوم، حتى أصبح &laqascii117o;فايسبوك جزءا من حياتي اليومية"، كما يقول. وهو يُسأل دائما &laqascii117o;أنت فعلا النائب غسان مخيبر؟".
ويشير مخيبر الى انه كان قد خصّص من قبل موقعا خاصا به على الانترنت، إلا أنه اكتشف أن &laqascii117o;فايسبوك" يوفّر التواصل بطريقة أسرع مع الناس، مشيرا إلى أنه تعرف من خلال الموقع الى أشخاص &laqascii117o;أصبحوا اليوم أصدقاء لي، وأتواصل مع أشخاص قدامى وجدتهم من خلال الموقع".
تكمن أهمية التواجد على الموقع، برأي مخيبر، كونه &laqascii117o;وسيلة نشر رخيصة وسريعة وفعّالة". ويؤكد انه لا يملك مكتبا اعلاميا او مستشارا اعلاميا فـيأتي فايسبوك بديلا لنشر البيانات والمعلومات الخاصة به.
ويحبّذ مخيبر زاوية &laqascii117o;الدردشة" الموجودة على الموقع، فيتسنّى له الحوار مع أصدقائه لتكون علاقته معهم مباشرة. لا يقبل طلبات الصداقة بطريقة عشوائية، بل يتصفّح المعلومات الشخصية لكل متقدّم قبل أن يستقبله صديقاً على الموقع.
ويلفت النائب في كتلة &laqascii117o;التغيير والإصلاح" إلى أن &laqascii117o;معياره ليس الانسجام السياسي، خصوصا أن هناك أعضاء من مختلف الانتماءات السياسية".
يطمح مخيبر الى الحوار مع أكثر من شخص ضمن مجموعات للدردشة المباشرة. كما يسعى الى تطوير المجموعة الخاصة فيه على الموقع لـ&laqascii117o;إعطاء مواعيد أسبوعية للناس". يعتبر الموقع أداة مهمة لكل اللبنانيين وبشكل خاص &laqascii117o;أداة تواصل بين المواطن والسياسي". لم تصادف بعد أنه تحدّث مع زملائه النواب، وأجمل ما يراه في الموقع أنه &laqascii117o;يرى صورة كل واحد يدعوني لأكون صديقه".