صحف ومجلات » قضية خالد سعيد: بداية «إعلام بديل»

- 'السفير'
علي محروس

لم تكن تظاهرة &laqascii117o;لاظوغلي" التي نظمت الأحد الماضي هي الأولى في مصر ضدّ التعذيب، لكنّها كانت الأولى التي نقلت وقائعها مباشرة عبر مواقع ومنتديات عدّة على شبكة الإنترنت.
والشبان النشطاء الذين نقلوا التظاهرة &laqascii117o;أونلاين" في الثالث عشر من الجاري لم يفعلوا ذلك لأسباب إعلامية فحسب، وإنّما لأسباب أمنية أيضا، فخبرتهم علّمتهم أنّ ذاكرة الهواتف المحمولة هي أول ما يفقده معتقلو القرن الحادي والعشرين. وبالفعل انتزعت الشرطة هواتف المحتجزين الأربعين وفرّغتها من شرائح الذاكرة ومن ثم من لقطات الفيديو، لكن اللقطات كانت قد غادرت لتوّها إلى عالم الإنترنت الفسيح، حيث لا شرطة ولا حواجز.
كانت كاميرات الهواتف كثيفة، لكن آلات تصوير الفضائيات غابت تقريباً، وإن انشغلت الأخيرة بالقضية نفسها التي فجّرت التظاهرات في القاهرة وفي الإسكندرية حيث مات خالد سعيد. بالنسبة إلى المتظاهرين، هي قضية شارع، أمّا الفضائيات ففضّلت البقاء في الاستديو.
في ساعات قليلة مات خالد وأفرجت النيابة عن الشرطيين المتهمين بقتله، وقال الطب الشرعي إنّ الموت حدث بـ&laqascii117o;اسفسكيا" الخنق (بحجة ابتلاع القتيل لفافة مخدرات)، إذاً، ماذا تبقّى للفضائيات كي تحقق فيه؟ لا شيء سوى صورة جمجمة القتيل المحطّمة بوحشية، عرضتها محطات وحجبتها أخرى، ولم يكن المنع ولا الحجب لأسباب مهنية بل بحسب موقع المحطة من القضية كلّها.
عرض الصورة في برنامج ما يعني صراحة أنّ البرنامج لا يصدّق رواية &laqascii117o;الاختناق" الرسمية، والعكس صحيح، فلم يعرضها البرنامج الرسمي &laqascii117o;مصر النهار ده" (الفضائية المصرية)، بل رفض مقدّم البرنامج خيري رمضان &laqascii117o;تلويث سمعة الضابط الشريف" من أجل &laqascii117o; قتيل ذاك هو سجلّه". والسجلّ هو ما أعلنته وزارة الداخلية من قائمة اتهامات طويلة في حق القتيل، اتهامات لم تثبت صحة أيّ منها وإن ثبت خطأ بعضها، تبدأ بالتعرض لأنثى في الطريق العام وصولاً إلى الهرب من التجنيد مروراً بالسرقة وحيازة السلاح الأبيض!
ولم يكن &laqascii117o;موقف" خيري رمضان إلا نقطة في بحر إعلام حكومي قرّر قتل القتيل مجدداً عبر تشويه صورته. فذهب رئيس تحرير &laqascii117o;الجمهورية" محمد علي إبراهيم إلى حد إطلاق لقب &laqascii117o;شهيد البانغو" (حشيشة الكيف) على الشاب القتيل، وهو ما استغربه الإعلامي إبراهيم عيسى في برنامجه &laqascii117o;بلدنا بالمصري" (أو تي في) ، فتساءل : لنفرض أنّ القتيل شاب شرير، أيكفي ذلك لنقتله؟".
واعتبر عيسى أن &laqascii117o;احترام القانون تبرهنه كيفية التعامل مع المتهم قبل البريء"، متخوّفا من مصير الشاهد الرئيسي الذي &laqascii117o;قد يجد نفسه أيضا يبتلع لفافة".
أما الإعلاميّة منى الشاذلي في برنامج &laqascii117o;العاشرة مساء" (قناة دريم) فاعتبرت أنّ القضية استغلت من قبل &laqascii117o;سياسيين يريدون شعبية"، وهي إشارة إلى مفجّر القضية &laqascii117o;أيمن نور"، وقسمت احتمالات الحقيقة إلى قسمين &laqascii117o;هل القتيل مظلوم؟" أم &laqascii117o;خارج عن القانون ويستحق ما جرى له؟".
وافترضت الشاذلي أنّها نطقت بلسان حال الناس، لكن &laqascii117o;الناس" لم يفهموا حتى الآن: &laqascii117o;كيف يمكن لأي شخص أن يستحق ما جرى لخالد سعيد؟".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد