صحف ومجلات » افتاحيات من الصحف اللبنانية الصادرة الجمعة 18/6/2010

ـ صحيفة 'الديار'
حنا أيوب ـ اسطنبول
نائب رئيس مجلس الوزراء التركي لـ &laqascii117o;الديار": / رغم تصويتنا ضد العقوبات سنطبق القرار 1929 / علاقاتنا متينة بـ &laqascii117o;حزب الله" ومنفتحون على جميع الاطراف
على هامش مؤتمر الدولي للمصارف العربية الذي تشهده اسطنبول ، حاورت &laqascii117o;الديار" نائب رئيس مجلس الوزراء التركي علي باباجان الذي يعتبر احد ابرز الاركان الذي تقوم عليهم سياسة تركيا الخارجية، والتوجهات الاقتصادية والمالية التي تنتهجها.
وهنا نص الحوار:
س : وجهت الحكومة التركية دعوة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لزيارة تركيا، فهل هذا يعني دعماً تركياً لحزب الله وسياسته ضد اسرائيل ؟
رد باباجان بالقول : ان العلاقات مع حزب الله اليوم، هي علاقات متينة، وافضل من قبل مع مسؤولين اداريين وعسكريين في حزب الله، وكما قلت سابقا، واعطيت امثلة، عن حضوري في افتتاح 4 مدارس في لبنان، لا تبعد سوى خمسة كيلومترات عن الحدود الاسرائيلية، من هنا يتبين اننا نقيم علاقات ودية مع جميع الاطراف اللبنانية، ونحن على مسافة واحدة من جميع الفرقاء وان كل ما نريده في لبنان هو الاستقرار بعيداً عن كل الخلافات الطائفية والعقائدية، يعنينا كاولوية، المواطن اللبناني وان كل ما نريده للشعب اللبناني هو الطمأنينة والسعادة.
س : في خطابكم امام المؤتمر تكلمت عن نيات سياسية، لبلورة العلاقات التركية العربية، هل هنالك اي دولة عربية لا تبغي هذه العلاقة مع تركيا ؟
ج : اعتقد ان جميع الدول والحكومات والزعماء في الدول العربية اليوم، يدعمون العلاقات الجيدة مع تركيا، ولكن اذا عدنا خمسين او سبعين سنة في الزمن، نجد ان تدهور العلاقات كان سببه احيانا الطرف التركي. واحيانا اخرى الاطراف العربية، ولكن اليوم نلاحظ ان النيات الايجابية لبناء العلاقات الطيبة مع تركيا اقوى من قبل.
س : كيف ستتعامل تركيا مع قرار العقوبات رقم 1929 كونها عضواً في الامم المتحدة، وهي ملزمة قانوناً بتطبيقها ؟
ج : من المعروف ان تركيا اقترعت ضد القرار لكن مجلس الامن الدولي حاليا، يفرض قوانين وضوابط على جميع اعضاء الامم المتحدة.
س : هل ستخضعون السفن الايرانية الى التفتيش ؟
اجاب : يتوقع من جميع اعضاء الامم المتحدة، ان تطبق القرار.
س : هل تملك تركيا اليوم مشروع سلام للمنطقة ؟
قال باباجان : سمعنا الكثير عن مشاريع سلام، كاتفاقية الهدنة الموقعة بين اسرائيل وسوريا، حيث اثبت لاحقا ان الاتفاقية طبقت من جانب واحد فقط، وكانت النتيجة، شن الهجوم على غزة فكانت الحرب على الرغم من مشروع السـلام.
س : كيف تصف العلاقة اليوم بين تركيا واسرائيل؟
ج : العلاقة التركية - الاسرائيلية اليوم، تمر في مرحلة متوترة، علينا جميعا انتظار ما قد يحدث لاحقاً.
س : إلى أي مدى ستذهب تركيا في معركتها الديبلوماسية ضد اسرائيل ؟
ج : بعد الهجوم الاسرائيلي على مواطنينا المدنيين، وقتــل تسعة ابرياء، ما زلنا نستخدم السبل الديبلوماسية، وكل القوانين والضوابط الدولية المتوافرة لمحاسبة اسـرائيل.
س : ما نوع التحقيق الذي تسعون اليه؟
ج : اصدر امين العام للامم المتحدة بان كي مون اقتراحاً للتحقيق، ووافقنا عليه كونه اقتراحاً جيداً على الرغم من المجاملات الدولية، حول التحقيق، لن ترضى تركيا سوى بنتيجة عادلة حول ما جرى.
س : عرفت بادارتك الحكيمة للوضع الاقتصادي التركي في الازمة العالمية الاخيرة، حين صنفت تركيا بالــدولة الاقــل تأثرا بالازمة الاقتصادية، ما كان سر صمودكم في النجاح (مجلة BANKING EXECascii85TIVE) ؟
ج : اعتقد ان استشرافنا للوضع الاقتصادي العالمي، واخذ الاحتياطات مسبقا بالاضافة الى ثقتنا باقتصادنا هو سر النجاح والصمود. بالاضافة الى استثمار قراراتنا الحكيمة في معالجة الازمة وتأثيرها في دولتنا، كل هذه العوامل هي عوامل اساسية. لكن لا تتوقف الاسباب هنا بل ان السر ايضا هو بما انجزته تركيا قبل الازمة.
ففي الفترة الممتدة بين العام 2002 والعام 2007 حيث كنت وزيراً للمالية في تركيا، اسست اقتصادا يعتمد على تأطير العمل الاداري، ودعم القطاع المصرفي، وتأمين سيولة مادية في المصارف، ورأسمال قوي للمشاريع في البلاد، هي كانت الداعم الاقوى للقطاع المصرفي.
واضاف : المشروع الذي بدأنا به السنة الماضية، هو معالجة العجز المالي في الميزانية، والانتهاء منها في الاعوام الثلاث المقبلة كان من القرارات الاهم، اما الدول التي لم تتخذ اي اجراءات حول ميزانياتها تعاني في يومنا هذا نتائج هذا التقصير الاداري.
وفي الحقيقة مرت تركيا ايضا في ازمتها المالية الخــاصة، العام 2001- 2000 حيث تعلمنا منها الكثير وكنا نستثمر القرارات الصائبة في ازمتنا الخاصة وبالنتيجة خلال الازمة العالمية، تركيا كان اداؤها اكثر من جيد.


ـ صحيفة 'السفير'
كالعادة، لم يعد اجتماع المتحاورين، مادة مغرية للرأي العام اللبناني، فيما عادت لهجة التهديد الإسرائيلي للبنان وهذه المرة من زاوية المبادرات اللبنانية لتسيير أساطيل حرية جديدة باتجاه غزة، واتخاذها ذريعة لتوجيه تهديدات إلى الحكومة اللبنانية التي سارعت للاستغراب بلسان رئيسها سعد الحريري الذي توجه بسؤال إلى وزير الحرب الإسرائيلي ايهود باراك وسأله عما إذا كان سيكتفي بتهديد لبنان أم سيهاجم دولا أوروبية لأنها ترسل مساعدات إلى غزة؟ وفيما ألغى رئيس الحكومة سعد الحريري موعدا كان مقررا اليوم مع رابطة أساتذة التعليم الثانوي، متجاهلا ملفا مطلبيا يمس مستقبل عشرات آلاف الطلاب الذين ينتظرون نتائج الامتحانات الرسمية لكي يقرروا، وعائلاتهم، خطوتهم التالية، لوحظ أن المشاركين في مؤتمر الحوار، باستثناء رئيس الجمهورية، لم يقاربوا هذا الملف، بل تجادلوا حول 'جنس الملائكة'، وبدا أن العناوين الاجماعية للحوار الوطني، قبل أربع سنوات، باتت تحتاج إلى جلسات جديدة، حيث انبرى الرئيس أمين الجميل لطرح عناوين خلافية كانت محسومة من نوع الدعوة لإحالة معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق بين لبنان وسوريا الى محكمة العدل الدولية في لاهاي، مجددا دعوته إلى حياد لبنان! وقد استدعت مداخلة الجميل ردودا من عدد من المشاركين، فيما بيّنت العبارات التي اختارها رئيس الجمهورية في مداخلته الافتتاحية، لجلسة الحوار العاشر، أنه كان يحاول أن يوجه إشارات ايجابية إلى القيادة السورية، على خلفية إثارته ملف ترسيم الحدود، للمرة الثالثة، مع نظيره السوري الرئيس بشار الأسد، متجاوزا ما يمكن أن يتسبب به هذا الطرح، من حساسية سورية ربطا بالمطالبات الإسرائيلية والدولية بالترسيم وخاصة في مزارع شبعا المحتلة. وجاءت توضيحات رئيس الجمهورية، غداة القمة متزامنة مع محاولة قام بها الفريق الإعلامي والسياسي في القصر الجمهوري لبث مناخ مناقض لما نشرته 'السفير' في صفحتها الأولى، أمس، حول امتعاض القيادة السورية واستيائها الشديد من مبادرة سليمان إلى طرح موضوع ترسيم الحدود الذي بدا كأنه البند الوحيد الجدي في جدول مباحثات الرئيس اللبناني مع نظيره السوري. وقال سليمان للمتحاورين إن ما أثير في 'السفير' ليس في محله وإنه أثار خلال القمة التي جمعته بالرئيس الأسد، يوم الثلاثاء الفائت، موضوع ترسيم الحدود البرية والبحرية 'وكان الجو منفتحا وايجابيا'. وأضاف 'ما أملى الحديث عن موضوع ترسيم الحدود هو الشعور بأن هناك حركة إسرائيلية في اتجاه النفط الموجود قبالة مياهنا الإقليمية'. وفيما تواعد أطراف طاولة الحوار الوطني على لقاء آخر يعقد بعد شهرين في التاسع عشر من شهر آب المقبل، في ختام الجولة العاشرة، لوحظ أنه صدر بيان مقتضب وعمومي، لم يشر إلى الوقائع التفصيلية التي تداولها المتحاورون، حيث برزت خلالها بعض النقاط الساخنة التي حرّكت نقاشا بشيء من الحدة، خصوصا بعدما طرح الرئيس أمين الجميل فكرة 'الحياد الايجابي' وإحالة اتفاقية التعاون والتنسيق المعقودة بين لبنان وسوريا على التحكيم في لاهاي. ولقيت فكرة الحياد اعتراضا مباشرا من قبل رئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط الذي اعتبر أن لا قيمة لأي موقف محايد. ولاقاه في موقفه النائب طلال ارسلان الذي اعتبر أن الحياد لن يحميه، والقوة هي التي تحمي الحياد والمقاومة اكبر عنصر قوة لحماية لبنان'. وأما طرح التحكيم، فتصدى له رئيس الجمهورية من خلال ممثل المجتمع المدني فايز الحاج شاهين الذي أكد أن الاتفاقية تتضمن بنودا ايجابية كثيرة تضمن استقلال لبنان وسيادته، كما تصدى له رئيس الحكومة سعد الحريري من خلال وزير تيار المستقبل جان اوغاسابيان الذي أكد 'اننا لمسنا من الجانب السوري في بحث الاتفاقيات كل ايجابية وتعاون وانفتاح'، فيما حذّر الرئيس نجيب ميقاتي من أن طرح الجميل يشكل تخريبا لجهود رئيسي الجمهورية والحكومة.
وشكلت الكلمة المكتوبة التي تلاها نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري نقطة نقاش أكثر سخونة، انطلق من طرح علامات استفهام حول مضمونها المفخخ والمسبوك والمكتوب باصابع 'خبراء' كما قال احد اطراف الحوار لـ'السفير'. وتمحورت كلمة مكاري حول موانع تسلح الجيش اللبناني، والقوة الردعية الصاروخية الموجودة لدى 'حزب الله'، وبالاضافة الى اسئلة حول موقع الحزب في ازمة المنطقة. وفي معرض رده على مكاري، كشف رئيس الجمهورية عن طلب تم توجيهه الى الجيش اللبناني لكي يضع خطة تسلح على خمس سنوات، الا انه اشار الى الشح المالي الذي يمنع الحصول على السلاح. وفي موقف لافت للانتباه، ردّ وزير الدفاع الياس المر على مكاري رافضا من جهة ان تكون صواريخ حزب الله في عهدة الجيش اللبناني على اعتبار ان ذلك لا يخدم لا مصلحة الجيش ولا مصلحة المقاومة، ومن جهة ثانية، أكد ان ليس الجيش اللبناني الذي يضع الاستراتيجية الدفاعية بل طاولة الحوار، وظيفة الجيش هي تطبيق القرار السياسي. وفي السياق ذاته، اكد رئيس تكتل الاصلاح والتغيير النائب ميشال عون 'إننا لا نستطيع ان نجاري القدرة التسليحية للعدو بالنظر الى امكاناتنا المالية، ولذلك في هذه الحالة يصبح خيارنا الاعتماد على الانسان في مواجهة الآلة، والمقاومة هي التي تجسد هذا الخيار. وأما رئيس 'كتلة الوفاء للمقاومة' النائب محمد رعد دعا بداية الى الاستفادة من عبر ما حصل بين تركيا واسرائيل، إن من حيث اعتداء اسرائيل على اسطول الحرية والموقف التركي من هذا الاعتداء، أو من حيث الاولوية التي تشكلها اسرائيل بالنسبة الى اميركا والغرب. وانتهى الى التأكيد على أن ذلك يدفعنا لأن نتكل على قوتنا وعلى وفاقنا الوطني وعلى قدراتنا الذاتية وعلى جيشنا وعلى شعبنا. وطالما أن ارضنا محتلة، وطالما نحن في حالة دفاع ضد العدو الاسرائيلي، فـ'حزب الله' ليس معنيا باعطاء تطمينات او ضمانات لا في ما يتعلق بالمواجهة مع اسرائيل ولا في أي نزاع آخر.
وفي وقت كانت فيه الجبهة المطلبية تتحرك صعودا مع اتجاه 'ازمة السبع درجات' الى مزيد من التعقيد والتصعيد بين رابطة الاساتذة الثانويين ووزارة التربية، بعد فشل الطرفين في التوصل الى حل وسط، وإلغاء رئيس الحكومة موعده مع المعلمين، تمسكت رابطة الاساتذة الثانويين بموقفها من مقاطعة وضع أسس تصحيح المسابقات، وألقت مسؤولية دفعها الى اتخاذ هذا القرار على وزير التربية الدكتور حسن منيمنة، 'بسبب تراجعه المتكررعن تعهداته ومواقفه والتزاماته ورفضه الالتزام بالأرقام والنسب المئوية الواردة في مطالعته القانونية بعد أن وافقت الرابطة عليها رغم الأخطاء الواردة فيها'. وسارع وزير التربية للرد وأعلن 'أن رئيس الحكومة سعد الحريري ألغى الموعد الذي كان محددا للرابطة اليوم الجمعة، بعدما منعت الرابطة أعضاء اللجان الفاحصة من دخول قاعة قصر الأونيسكو والقاعة المخصصة في مبنى الوزارة لوضع أسس تصحيح امتحانات الشهادة الثانوية العامة، مما أدى الى تعطيل هذه العملية وبالتالي تعطيل التصحيح، وبعدما تبين أن لا نية لدى هؤلاء للحوار مع الحكومة، واستمرارهم في سياسة رهن مستقبل الطلاب لمصالحهم الشخصية'. وفيما ينتظر أن يتطرق مجلس الوزراء اليوم للموضوع، تعقد الرابطة مؤتمرا صحافيا ظهر اليوم في مقرها، 'لاطلاع الرأي العام ومجلس الوزراء على الظروف والحيثيات التي فرضت على الرابطة العودة الى تنفيذ قرار مقاطعة وضع أسس التصحيح وتصحيح امتحانات شهادة الثانوية العامة'. وكان اللافت للانتباه بروز خطوة ايجابية اتخذها مجلس المندوبين المركزي لرابطة اساتذة التعليم المهني والتقني وتمثلت في دعوة أساتذة المهني الى المشاركة في أعمال مراقبة امتحانات التعليم المهني 'كبادرة حسن نية'. الحريري لاسرائيل: كفى كذبا! الى ذلك، اكد الحريري في مؤتمر صحافي عقده، مع نظيره المصري أحمد نظيف في السرايا الحكومية امس، الوقوف مع الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة. وقال الحريري ردا على سؤال حول تحميل وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك الحكومة اللبنانية مسؤولية إبحار سفن لبنانية إلى قطاع غزة: الشعب الفلسطيني بحاجة الى كل أنواع الدواء والمساعدات في كافة المجالات. شهدنا ما حصل مع أسطول الحرية، وهناك أساطيل أخرى آتية من أوروبا، فهل سنرى وزير الدفاع الإسرائيلي يهاجم دولا أوروبية لأنها ترسل مساعدات إلى غزة؟ كفى إسرائيل كذبا على العالم. واما رئيس الوزراء المصري فقال: نحن على اتفاق مع الرئيس الحريري في ما قاله، بأنه على إسرائيل أن تفك حصارها عن غزة. وأن تتحمل مسؤوليتها كدولة احتلال لغزة، وعليها أن تتأكد أن الشعب الفلسطيني الشقيق في غزة ينعم بكل وسائل المساعدات التي تنهال عليه من الدول المختلفة. مصر تقوم بدورها في هذا المجال وهي أعلنت عن فتح معبر رفح إلى أجل غير مسمى لنقل الأفراد والمرضى والطلاب وغيرهم عبر الحدود المصرية. نحن نعمل على هذا الاتجاه وفي النهاية نحتاج فعلا لإعلاء صوت العقل في إسرائيل، وأن نعمل لكي نحرك قوى السلام مرة أخرى في المنطقة. ما يحدث الآن ينذر بما لا تحمد عقباه كما رأينا في حادثة قافلة الحرية التي وقعت قبل أسابيع قليلة، ونتمنى ألا يتكرر ذلك.


ـ صحيفة 'النهار'
لم تكفل بعض الشحنات المكهربة التي شهدتها الجولة العاشرة لهيئة الحوار الوطني امس في قصر بعبدا كسر النهج الرتيب الذي بات يطبع الجولات بدليل مؤشرين بارزين ميزاها: الاول تمثل في الاقتضاب الشديد الذي اعتمد في صياغة البيان الرسمي عن الجولة من غير ان يحدد المواضيع التي طرحت فيها. والثاني تمثل في ترحيل الجولة الحادية عشرة 62 يوما الى 19 آب المقبل. وفيما استرعى الانتباه ان موضوع الاستراتيجية الدفاعية كان الغائب الاكبر عن مناقشات الجولة العاشرة، باستثناء تصور قدمه نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، علمت 'النهار' ان منسق اعمال هيئة الحوار العميد المتقاعد بسام يحيى كلف اعداد ملخص عن كل الآراء والمشاريع والرؤى التي طرحت في شأن الاستراتيجية الدفاعية لطرحه في الجلسة المقبلة. وقال احد المشاركين في الحوار ل'النهار' ان الجولة العاشرة 'تنوعت بين قليل من الاستراتيجية الدفاعية وقليل من الغاز والنفط وقليل من القضية الفلسطينية وقليل من مزارع شبعا'. وفي ضوء اثارة موضوع الغاز والنفط في المياه الاقليمية اللبنانية وما يثار حول اطماع اسرائيل فيهما، تحدث مشاركون في الحوار عن اتفاق على مجموعة خطوات سيقوم بها لبنان لحفظ حقوقه الطبيعية والقانونية. ومن هذه الخطوات توجيه كتاب رسمي مدعم بالحجج الى الشركة الاميركية التي تتولى التنقيب عن النفط والغاز بتكليف من اسرائيل على خلفية تخوف لبنان من قيام هذه الشركة باعمال تنقيب داخل المياه الاقليمية اللبنانية. وتقرر ايضا تشكيل لجنة من الخبراء والاختصاصيين اللبنانيين لتحديد الخريطة النفطية في لبنان واماكن وجودها وارسال نسخة عنه الى الامم المتحدة منعا لاقدام اسرائيل على الاستيلاء عليها. كذلك اتفق على التعجيل في اصدار قانون من اجل مباشرة لبنان التنقيب عن النفط والغاز، في ضوء دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري اللجان المشتركة الى جلسة الثلثاء المقبل لهذه الغاية. وقال بري تعليقاً على هذا الموضوع: 'ان مسألة النفط تدخل في صميم الاستراتيجية الدفاعية لان هذا الحق اللبناني لن نتخلى عنه'. ودعا الى 'توفير الحماية له ووضع الخطة المطلوبة بغية الافادة من هذه الثروة التي لن نسمح بالتفريط فيها'. ولفت الى انه قال هذا الكلام أمس الى طاولة الحوار وكذلك في الاجتماع السابق 'ولمست كل التجاوب من رئيس الجمهورية وجميع الافرقاء على طاولة الحوار'. والى هذا الموضوع، تخلل الجولة سجال مزدوج حصل بين الرئيس امين الجميل من جهة وكل من الرئيس نجيب ميقاتي ورئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط من جهة اخرى. فقد ادلى الجميل بمداخلة ابدى فيها تأييده 'للمراجعة البناءة للاتفاقات المعقودة مع سوريا'. وطالب بازالة الشوائب الدستورية من معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق لتكون العلاقات اللبنانية – السورية 'متسمة بالشرعية الكافية وفي منأى عن اي طعن في المستقبل'. واذ اوضح ان تصحيح الموضوع يكون من خلال التفاهم الثنائي، اضاف انه في حال تعذر ذلك 'فلا مانع من رفع الامر الى لجنة التحكيم الدولية في لاهاي'، مشيراً الى 'تأكيد الطابع الاستشاري لا القضائي لاقتراحه'. واستدعى هذا الاقتراح رداً من الرئيس ميقاتي الذي وصفه بأنه 'اخطر ما قيل وهو امر مرفوض وفي غير محله'. كما أيد ميقاتي النائب محمد رعد وآخرون في قوى 8 آذار. واثار جانب آخر من مداخلة الجميل في موضوع الاستراتيجية الدفاعية سجالاً بينه وبين النائب جنبلاط، اذ كرر الجميل دعوته الى تحييد لبنان على الاقل عسكرياً وسياسياً في المرحلة الحالية الحافلة بالاخطار الى ان تنتهي الدولة من وضع الاستراتيجية الدفاعية. فردّ جنبلاط متهماً اصحاب هذا المنطق بالخروج على ثوابت اللغة والجغرافيا والتاريخ، معتبراً انه لا يمكن لبنان ان يكون محايداً لان الحياد يتنافى مع اتفاق الطائف الذي يقول بعلاقات مميزة مع سوريا وبأن الاسرائيلي هو العدو. وعندها اخرج الجميل من حقيبته نسخة عن حديث ادلى به جنبلاط الى 'النهار' في 23 شباط 2007 يدعو فيه حرفياً الى تحييد لبنان في الصراع العربي – الاسرائيلي.
في غضون ذلك، ابدى الممثل الخاص للامم المتحدة في لبنان مايكل وليامس ارتياحه الى تراجع التوتر الذي ساد في الفترة السابقة في شأن احتمالات حرب قريبة على لبنان. وقال في حديث الى 'النهار' عقب الجولة التي يقوم بها تحضيراً لصدور التقرير الدولي الجديد عن القرار 1701 ان 'تراجع التوتر ينبئ بضعف احتمالات نشوب حرب في المدى القريب على رغم ان جوهر المسائل الخلافية لا يزال هو نفسه'. واذ ابدى ارتياحه الى التقدم في العلاقات اللبنانية – السورية على خط ترسيم الحدود بين البلدين، اضاف: 'اشعر بأننا نقلب الصفحة'. وكشف عن تلقيه تأكيدات سورية 'أننا سنشهد تقدماً على صعيد ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا بغض النظر عن مدى سرعة ذلك او توقيته.'


ـ صحيفة 'المستقبل'
انطلقت (ورقة النائب فريد مكاري في جلسة الحوار) من ثلاثة مبادئ هي: 'شمولية المقاومة وعدم التسبب للبنان بدفع المزيد من الأثمان وعدم إهدار أرواح اللبنانيين'، مقترحاً أن يرتكز البحث على 'تقديم الجيش اللبناني رؤية واضحة عن قوة الردع الصاروخية لديه، وفي الوقت المناسب يتم وضع برمجة زمنية لوضع القدرة العسكرية والصاروخية لحزب الله في تصرفه'، داعياً الحزب إلى أن 'يعلن ويعلم من يجب أن يعلم أن سلاحه وقوته هما حصراً للدفاع عن لبنان في حال الاعتداء عليه'. وقالت مصادر مطلعة ل'المستقبل' إن رئيس الجمهورية تحدث في مستهل الجلسة عن نتائج زيارته إلى سوريا، وعرض النقاط المشتركة بين 'أوراق الاستراتيجية المقدمة من مختلف الأطراف اللبنانية على مدى الجلسات السابقة، تمهيداً لتنظيم نقاط الاختلاف والعمل على تقريب وجهات النظر حولها'. وأكد رئيس الجمهورية على 'أهمية الحفاظ على هيئة الحوار'. وأوجز أبرز التطورات السياسية والأمنية على الساحتين المحلية والاقليمية طيلة الفترة السابقة. وأشاد بالموقف التركي المستجد حيال دعم القضايا العربية، كما ندد 'بالاعتداء الغاشم على أسطول الحرية من قِبَل الجيش الإسرائيلي'. وفي سياق متصل تحدث رئيس الجمهورية عن خطورة أن تبدأ إسرائيل بالتنقيب عن النفط في مياه المتوسط، وما يشكله هذا الموضوع من ضرر على الثروة النفطية المكتشفة حديثاً في المياه الاقليمية اللبنانية. وشدد على ضرورة الاستفادة من هذه الثروة التي تشكل تطوراً بارزاً في الاقتصاد اللبناني إذا تم استخراجها'. وأفادت معلومات أخرى أن النائب محمد رعد دعا إلى 'التوحّد حول مبادئ الاستراتيجية الدفاعية وعدم البحث في سلاح حزب الله فقط'، فيما دعا الرئيس نبيه برّي إلى 'وضع ملف كامل لتحديد الحدود البحرية اللبنانية لمنع إسرائيل من سرقة النفط من داخل هذه الحدود'. وكشف رئيس الحكومة سعد الحريري أن مجلس الوزراء 'في صدد وضع خطة لمتابعة هذه القضية'، وأكد أن وفداً عسكرياً لبنانياً سيزور الأمم المتحدة 'ليعرض أمام المعنيين الخروقات الإسرائيلية بالوثائق والصور قبل رفع الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة مايكل ويليامز تقريره عن القرار 1701 نهاية الشهر الجاري'. كما أبلغ الرئيس الحريري أعضاء هيئة الحوار أن اللجنة اللبنانية الفلسطينية ستباشر اجتماعاتها قريباً لمتابعة الحقوق المدنية للاجئين في لبنان. الى ذلك، زار النائب أحمد فتفت السرايا الكبيرة والتقى الرئيس الحريري وخرج بعدها ليعلن أن رئيس الحكومة 'أبلغني أنه يرفض استقالتي من تيار المستقبل ومن مهامي السياسية التي سبق ووضعتها في تصرفه'. وفي نبأ من ألمانيا، أن الرئيس السنيورة أكد خلال اجتماع حول طاولة مستديرة نظمته 'جمعية الصداقة العربية الألمانية' في مدينة ميونيخ 'أن سوريا هي الجار الوحيد للبنان أما إسرائيل فهي العدو، وانطلاقاً من ذلك علينا أن نقيم القياس'. وأضاف: 'لدينا التاريخ المشترك والمستقبل المشترك مع سوريا، ويجب أن نحل أمورنا معها بالتعاون والنقاش من دولة الى دولة، وعلى أساس الاحترام المتبادل لاستقلال البلدين، ولا مناص من نقاش أي أمر بين بلدين جارين، بل إن طبيعة الأمور تحتم تطوير العلاقات بشكل مستمر'. وقال: 'لقد حققنا أموراً وقطعنا خطوات لكن أمامنا خطوات أخرى يجب قطعها'.


ـ صحيفة 'الأخبار'
'البلد ماشي'. لا مشكلة إذاً في اجتماع الصف الأول والثاني والثالث ليستمعوا إلى النائبين فريد مكاري وميشال فرعون يحاضران في الاستراتيجية الدفاعية التي تحمي لبنان وتحفظ مصالحه. مع الأسف، لم ينته النقاش بشأن طاولة الحوار أمس، ولا بدّ من جلسة جديدة في 19 آب المقبل لاستكمال 'الحديث' برغم غياب رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع، يمكن الحوار الوطني بشأن الاستراتيجية الدفاعية أن يكون مسلياً. كيف لا والمنظّر الرئيسي بشأن حماية لبنان من إسرائيل هذه المرة، ليس إلا نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري. مكاري الذي كان عليه تقديم رؤيته للموضوع بجديّة هذه المرة، سبق في مقابلة نشرتها مجلة الصياد في 5 شباط 2010 أن تخوّف من حصول حرب لبنانية ـــــ إسرائيلية جديدة 'نظراً للثمن الذي سيدفعه لبنان في حرب كهذه'. ورأى مكاري أنه 'بمعزل عن هوية من سينتصر عسكرياً، لن يكون الاقتصاد اللبناني قادراً على الصمود'. وأشار مكاري يومها إلى عدم تفاؤله بالوصول إلى حل، برغم نيته القيام بواجبه كاملاً في متابعة الحوار في هذا السلاح (في الحوار نفسه قال مكاري إن كل الطوائف في لبنان خائفة، إلا الطائفة الشيعية نتيجة وضعها العسكري والعددي). وبعيداً عن الكلام الرسمي الذي قاله أبو نبيل في حوار مع صحيفة السياسة الكويتية بتاريخ 10 كانون الثاني 2008، أصدر مكاري أمر اليوم واضحاً: 'يفترض حصر السلاح بالجيش والقوى المسلحة الرسمية، يفترض أن يكون قرار الحرب والسلم بيد الدولة، يفترض أن يكون التنصّت وكل عمل ذي طبيعة أمنية محصوراً بأجهزة الدولة الأمنية دون غيرها' (شدّد يومها على ضرورة الاستمرار في 'تنظيف' الأجهزة الأمنية من بقايا زمن الوصاية للجم الفلتان الأمني عموماً). قبل الجلوس حول الطاولة لبدء الحوار المفترض أمس، لاحظ بعض الحاضرين فتوراً في تعامل الرئيس سعد الحريري مع مكاري الذي استقبله قبل أيام في منزله في الكورة. وأرجع البعض سبب ذلك إلى خسارة مكاري لاتحاد بلديات الكورة، مخيّباً ظنّ رئيس تياره السياسي.
بدوره، فجّر حردان الاجتماع بسؤاله عن المساعدات الأميركية لقوى لبنانية غير حكومية 'بهدف حدّ انجذاب الشباب اللبناني لحزب الله'، كما قال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان خلال إحدى جلسات المساءلة في الكونغرس الأميركي. وبالسرعة المطلوبة، أثنى رعد وفرنجية على سؤال حردان. فردّ الحريري مؤكداً أنّ المساعدات الأميركية وصلت للجيش ولجمعيات أهلية ومؤسسات بهدف تنمية المجتمع اللبناني. لكن الرئيس بري فضل تصديق فيلتمان على الحريري، فقاطع رئيس الحكومة قائلاً: 'ليس صحيحاً، كان فيلتمان واضحاً، وهذه الأموال لم تسلّم للدولة، لذا يجب معرفة من استفاد منها وأين صرفت وفي أي اتجاه، وخصوصاً أنها موجّهة سياسياً تجاه أحد الأحزاب اللبنانية'. واختتم فرنجية النقاش في هذا الموضوع، قائلاً للرئيس برّي: 'بركي بتبلّشوا وبتسألوا نايلة (معوّض) وين راحوا المصريات'. تدخل الرئيس ـــــ الحكم مجدّداً ليدعو إلى عدم الخروج عن الموضوع، مسلماً مصير المقاومة إلى رؤية الوزير ميشال فرعون هذه المرة، فانتقل الجميع من العربية بالإنكليزية إلى العربية بالفرنسية. فدعا فرعون إلى ترسيم الحدود أولاً لتشريع حق لبنان في تحرير مزارع شبعا (حق كرّسه البيان الوزاري للحكومة التي يشارك فيها فرعون، بالمناسبة). ورأى فرعون أن المقاومة واجب وتحصين الدولة واجب أيضاً، ويفترض الملاءمة بين الواجبين. قبل أن يختم الرئيس سليمان الجلسة معتذراً عن عدم تقديم ملخص لكل النقاشات التي حصلت حتى اليوم بشأن الاستراتيجية الدفاعية، بسبب ضيق الوقت، طلب الوزير جان أوغاسبيان الكلام ليؤكد أن ما يحصل اليوم بين لبنان وسوريا يمتّن العلاقات المؤسساتية كثيراً بين الدولتين، ويتطابق مع تطلعات معظم اللبنانيين. تبقى في النهاية ملاحظة أساسية: تعهد المجتمعون أمس عدم التسريب مجدداً، لكن يكفي التجوال على مواقع الأحزاب الإلكترونية ليتبيّن أن معظم الزعماء لم يستطيعوا حرمان أنصارهم الاطلاع على مواقفهم المشرفة على طاولة الحوار.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد