- مجلة 'الشراع'
هل هي الحجارة على القرار الظني في محكمة الحريري؟ هل هي الحجارة على القرار الظني في محكمة الحريري؟
أوضح ما نتج عن الاشتباكات التي يديرها حزب الله ميدانياً وعبر جماعاته في قرى الجنوب ضد قوات اليونيفيل التي انتشرت في لبنان تنفيذاً للقرار 1701 الصادر بعد عدوان يوليو/تموز 2006، هو إفهام العالم كله، ان الدولة في الجنوب هي حزب الله وحده، تماماً مثلما حدث حين كانت القوات السورية تدير المواجهات المسلحة ضد بعض القوى الميلشياوية وضد قوات ردع عربية أخرى، انتشرت بعد اتفاقي القاهرة والرياض 1976 لإنهاء ما يسمى بحرب السنتين (1975 – 1976)، مما نتج عنه سحب كل الدول العربية المشاركة في قوات الردع العربية لجنودها كي تبقى القوات السورية وحدها لتحصل المآسي التي انزلق إليها لبنان منذ تفرد النظام السوري بلبنان بدءاً من العام 1978.
كانت الدولة عام 1976 في أسوأ حالاتها.. بل ربما لم تعد موجودة، والدولة اليوم عام 2010، في وضع ارتضت فيه لنفسها كرهاً أو طواعية ان تشارك حزب الله وجودها نفسه، وما نظرية الجيش والمقاومة و((الشعب))، إلا ترجمة لضعف الدولة وتنازلاً حقيقياً عن دورها، حيث ان أقوى القوى الموجودة في الجنوب وخارجه هي حزب الله وجماعاته (أي المقاومة والشعب) أما الجيش فإن الحرب التي اشتعلت سياسياً لإقرار صيغة بالبند السادس من البيان الوزاري لحكومة سعد الحريري، أتت ثمارها هذه الأيام، فثالوث الجيش والمقاومة و((الشعب)) هو عملياً تحت سيطرة حزب الله، والحجارة التي ترمى منذ فترة ضد قوات اليونيفيل، هي إحدى هذه النتائج.
لاحظوا ان الجنود المستهدفين برمي الحجارة تابعون لفرنسا وإسبانيا وإيطاليا.. أي قوات أطلسية، وانها جميعاً تعتمد موقفاً صلباً ضد تمسك إيران بالتخصيب الثقيل داخل أراضيها، وانها تصوت دائماً على عقوبات دولية على إيران بسبب رفضها الحل الدولي لملفها النووي.
إذن
حزب الله يضرب عصفورين بحجر واحد يرميه على اليونيفيل:
الحجر الأول هو محاولة استعادة وضعه الذي كان عليه قبل استدراجه إسرائيل إلى عدوان 2006، وهو العدوان الذي سبب للبنان نتائج مأساوية دفعت حتى أمين عام حزب الله حسن نصرالله لأن يعترف بأنه لو كان يعرف نتائج هذا الأمر ما أقدم عليها.. وأول النتائج طبعاً نشر القوات الدولية والجيش اللبناني وليس أمراً آخر أبداً.
الحجر الثاني هو رسالة إيرانية مباشرة لأوروبا بأن طهران قادرة على إيذاء قواتها التي هي بمثابة رهينة الآن تحت حجارة جماعاتها في لبنان.. وهذه الحجارة سرعان ما يمكن أن تتحول إلى خطف وربما قتل، وما قد ينتج عن خسائر في الجنود الدوليين يمكن أن يسبب خسائر سياسية لحكومات هذه البلدان في داخلها مع مزايدات المعارضة والخصوم.
ماذا يريد حزب الله ماذا تريد إيران؟
1- القرار الظني في جريمة قتل رفيق الحريري موجود في ادراج أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، وينتظر إعلانه خلال أشهر قليلة من على المنبر نفسه الذي أصدر القرار 1701.. فهل هناك مقايضة بطي أوراق القرار مقابل منع حزب الله لجماعاته من رمي قوات القرار الدولي بالحجارة.
2- هل يطلق القرار الظني الغيوم الملبدة بالسواد لتمطر في لبنان حمماً متبادلة (إيرانية – إسرائيلية) دون أن يكون مهماً كثيراً من الساعي إلى حرب استباقية عام 2010، كالحرب الاستباقية – الكارثة عام 2006؟
3- هل هذه دعوة لأن يتحرك العالم وفق قواعد لعبة جديدة في جنوب لبنان يحاول حزب الله وإيران فرضها تقضي، بالتحدث مباشرة مع أي منهما سواء مع التجديد للقوات الدولية أو تعديل مهماتها وطبيعة قدرتها في الدفاع عن نفسها؟
حتى الآن
المواجهة هي بين إيران والأمم المتحدة، أياً تكن أدوات كل منهما والغائب الأكبر هو لبنان الدولة، فالبند السادس في البيان الحكومي هو الحاضر الوحيد نيابة عنه، وبعد ذلك يبدو الطريق واسعاً لمرور كل ما يشير إلى ان كل تغييب للدولة اللبنانية يفسح المجال سريعاً لأدوار الآخرين حتى لو استخدموا الحجارة.
- مجلة 'المحرر'
مفرقعات "البريفه&laqascii117o; كدلالة سوسيولوجية
هل حقاً أن شيعة لبنان يعيشون أزمة القوة؟ من يدفع الطائفة "الطيبة السريرة&laqascii117o; إلى الغيتو؟
التحذير من التماهي الهجين مع ثقافات لا تمت بصلة إلى المزاج المحلي أما الشيعة غير "الملتزمين&laqascii117o; أو غير "المعلبين&laqascii117o; فهم الخوارج لماذا شيعة لبنان ضد شيعة أذربيجان مثلاً؟ هل حقاً أن الشيعة في لبنان يعيشون "أزمة القوة&laqascii117o;؟
لا بل إن مفكراً، ورجل دين متنوراً ورؤيوياً مثل هاني فحص يحذر بطريقة أو بأخرى، من السقوط في منطق الغيتو بعدما أصبحت للطائفة مصطلحاتها، وطقوسها، وممارساتها، وشعاراتها، وأدبياتها الخاصة، وهي التي طالما عرفت بـ"طيب السريرة&laqascii117o;..
هذا شأن أي طائفة أخرى في البلاد، وبعدما تكرست كونفديرالية الطوائف، لا وبل كونفديرالية المذاهب، على الرغم من كل النفي الببغائي الذي يصدر عن هذه الجهة أو تلك، والباحث جورج قرم يعتبر أن الجميع مسؤولون عن عدم قيام الدولة، وإن كان جان لاكوتور الفرنسي، وخلال زيارة لبيروت لتسلم دكتوراه فخرية، قد سأل ما معناه: هل من دولة أخرى في المنطقة، بمعايير الدولة الحديثة، لتنشأ الدولة في لبنان؟
ظاهرة المفرقعات
أجل أزمة القوة. وثمة من رأى في "ظاهرة المفرقعات&laqascii117o; دلالة سوسيولوجية بالغة العمق، مع التحذير من أن يتحول الشيعة إلى "مفرقعات بشرية&laqascii117o; بفعل التماهي الهجين مع ثقافات، وسياسات، وسلوكيات، لا تمت بصلة إلى المزاجية الشيعية في لبنان، أي أن طائفة بكاملها تتحول ببرمجة معينة - ودخيلة بالدرجة الأولى - إلى "حطام ثقافي&laqascii117o;، على الرغم من تبعية الطوائف هي جزء لا يتجزأ من تراث لبناني يفاخر به البعض من دون تردد، وأحياناً من دون خجل.
من تابع أيام المفرقعات الطويلة في ضاحية بيروت الجنوبية وفي البلدات الشيعية لدى إعلان نتائج الشهادة التكميلية (البريفه)، لا بد أنه توقف مليّاً أمام هذه الظاهرة أو التظاهرة. في الستينات، وكانت الطائفة تحت الأنقاض، وأيضاً تحت نير ذلك الإقطاع الفظ والغبي، بل والهمجي، في الجنوب كما في البقاع، شهدت الطائفة نوعاً مثيراً من الفورة في مجال التحصيل. كان أبناء الضاحية يمضون الليالي تحت مصابيح الطرقات وهم يدرسون، وكان الآتون من الجنوب، بوجه خاص، يحشرون داخل غرف مزرية، فالمهم أن يصلوا، ولقد قيّض للكثيرين أن يصلوا أو يتفوقوا، خصوصاً مع إقدام الرئيس فؤاد شهاب - ولعله رئيس الجمهورية الوحيد في هذه الجمهورية الذي عقد العزم لبناء دولة - على إنشاء مؤسسات مثل مجلس الخدمة المدنية تضع الوظيفة العامة أمام صاحب الكفاءة لا أمام من يغطيه الشاربان المعقوفان لهذا الزعيم أو ذاك..
الألف ميل و... الحائط
لا أحد يمكنه أن يتصور كمية المفرقعات التي استخدمت ابتهاجاً بـ"البريفه&laqascii117o; التي هي الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل. وفي أغلب الأحيان تنتهي الرحلة بالحائط لأن الذي يجد عملاً يليق بشهادته العليا لا بد أن يكون، وكما في القديم، تابعاً لهذا الزعيم، والأفضل أن يكون منضوياً أو معلباً أو "ملتزماً&laqascii117o;. كل الشيعة الآخرين هم "خوارج&laqascii117o;، وعليهم إما أن يتحولوا إلى عاطلين عن العمل أو أن يتجهوا إلى الهجرة ليعملوا في أي شيء في الخارج...
ليالي المفرقعات الطويلة ذكّرت بليالي الحرب الطويلة (والحزينة). حتماً ملايين الدولارات أنفقت، فيما الأكثرية تشكو من ضيق ذات اليد. المفرقعات بدلاً من الخبز. يوم "البريفه&laqascii117o; هو يوم الفتح المبين. هذا لا يحدث في أي بلد آخر في العالم، ولا في أي طائفة في العالم. هل هو التعبير، فعلاً، عن فائض القوة، وهو الوجه الآخر لأزمة القوة؟
تنغلق وتنغلق وتنغلق لا، لا تحسبوا أن الطائفة تمارس القوة على الآخرين. إنها تنغلق، وتنغلق، وتنغلق، إلى درجة الاختناق. الطائفة تمارس القوة على أبنائها فقط. هذا يحدث حتى في قضية السير. الضاحية، أو أبناء الضاحية، يعيشون بين "ثقافة الفانات&laqascii117o; و"ثقافة الموتوسيكلات&laqascii117o;. من يتجرأ على "مواجهة&laqascii117o; سائق فان، بقيادته الهوجاء لسيارته التي تبحث عن الركاب في الأزقة وتكاد تبحث عنهم في غرف نومهم؟ ومن يستطيع أن ينظر إلى عيني سائق دراجة نارية وهما تقدحان شرراً حتى ولو صدمك وأوقعك أرضاً أو صدم أو تعمد أن يصدم سيارتك؟
لا أحد. ذات يوم أطلقت حملة فولكلورية تحت شعار "النظام من الإيمان&laqascii117o;. جاءت الكاميرات والتقطت الصور، وتم تركيب شارات ضوئية، ثم انتهى الكرنفال على الطريقة اللبنانية - لا على الطريقة الشيعية - إياها..
سنوات الظل الطويلة
هذا لا يعني تبريراً لمقامات تغمز من قناة الطائفة، بمناسبة أو بغير مناسبة، وهي المسؤولة تاريخياً، بصورة أو بأخرى، عن ردة الفعل على الإهمال، وسنوات الظل الطويلة، فثمة عوامل "موضوعية&laqascii117o; جعلت الطائفة تدور هكذا داخل "ثقافة المفرقعات&laqascii117o;، وإن كان معلوماً أن القليلين الذين أرادوا بناء الدولة (من فؤاد شهاب إلى رفيق الحريري) كان عليهم أن يقضوا نحبهم أو أن يرغموا على أن يقضوا نحبهم...
الشيعة، في أغلبهم، ريفيون. هذا مجتمع يقوم على الشفافية، والانفتاح، والمؤازرة. أحدهم حين كان يريد أن يبني منزلاً يشارك كل أبناء القرية في "الحدث&laqascii117o;. الآن، وفي ذروة "التقوى&laqascii117o; أو "الالتزام&laqascii117o; تطغى الأنانية على نحو مدمر، وإن كان معلوماً أن هذا هو وباء عالمي يضرب المجتمعات كافة، القيم كافة. بيد أن المشكلة هنا هي أن من يمارسون تلك "الأنا&laqascii117o; بأبعادها القمعية في أحيان كثيرة إنما هم أوصياء على الناس في الدين وفي الدنيا..
بلاد العرب أوطاني
لا ريب أن للطائفة ظروفها الخاصة. المصادفة الجغرافية جعلت أكثريتها على حدود إسرائىل. في ما مضى كان الجنوبي يذهب إلى العمل في حيفا لا في بيروت، أيام كانت "بلاد العرب أوطاني&laqascii117o;. إسرائىل التي ليست كأي دولة أخرى. هل يتوقف الأمر عن الفظاظة الإيديولوجية؟ الجنوبي عروبي (لمن قرأ لعلي شريعتي عن التشيع العلوي والتشيع الصفوي). والجنوبي تعنيه فلسطين التي لا شك، وعلى الرغم من كل الشعارات، سقطت من ذاكرة الجنوبيين بعدما سقطت حتى من ذاكرة الفلسطينيين (هل تريدون دليلاً؟!)...
الجنوبي عروبي، محطم وحالم. والكل كان يعلم ماذا كانت تعني كلمة "كامل بك&laqascii117o; في ذلك الزمان. وكان لا بد من الدخول في "الهمروجة الفلسطينية&laqascii117o;. نكتة ساذجة وسمجة تدعى "الثورة الفلسطينية&laqascii117o;. الثوار الذين كانوا يدخلون إلى بعض القرى فإما أن يحرقوها، ويحرقوا بساتين (أو كروم) الزيتون فيها، أو يستولوا على كل ما في منازلها، حتى الأبواب والشبابيك. في عام 1982 انتهى عرس منظمة التحرير الفلسطينية في جنوب لبنان. فضيحة بكوفية مرقطة. هذا إذا تسنى لكم أن تشاهدوا "أبو الجماجم&laqascii117o; وهو يهرب من مخيم عين الحلوة، تاركاً "شعبه العظيم&laqascii117o; أمام دبابات أرييل شارون، وما أدراك ما هو أرييل شارون!
بطولة الجنوبيين
ببطولة أخرج الجنوبيون إسرائيل من أراضيهم. وبعيداً عن كل الملابسات التي أحاطت بحرب 2006، فإن الأرض شهدت لحظات مذهلة. وكثيرون من الشيعة الآن يسألون: "هل من المنطقي أن توظف تلك النتائج إقليمياً مع ما لذلك من تداعيات على علاقة الطائفة بالطوائف الأخرى؟&laqascii117o;.
هذا سؤال يجد أجوبة كثيرة لدى من يطرح عليهم. ولكن هناك من يرى أن التبعية الإيديولوجية والاستراتيجية أصبحت مطلقة، وهنا الخطر. لا مجال البتة لأن يكون حسن نصرالله محمود أحمدي نجاد. حتى على مستوى الكاريزما الشخصية، وعلى مستوى الأسلوب، هناك فارق. شيعة لبنان يريدون لهذا الفارق أن يظهر في أمور أخرى. وللمثال، فالفيتناميون واجهوا بضراوة الصينيين الذين كانوا الظهير الأهم لهم في الحرب ضد الوجود الأميركي في بلادهم.
وبعبارة أخرى يرى العديد من الشيعة أن العلاقة مع طهران ينبغي أن تحكمها ضوابط معينة لا أن يتم تسويق "أدبيات صفوية&laqascii117o; معينة (لفتت بشدة انتباه المستشرق البارز هنري كوربان الذي قيل إنه اعتنق المذهب الشيعي)، وربما لأغراض تتعدى بكثير المسألة الإيمانية..
لنا صواريخنا..
الشيعة فخورون بأن لهم صواريخهم التي تصل إلى أي مكان في إسرائيل. ولكن أليسوا شيعة الذين يقولون إن الأولوية يجب أن تكون لدولة قادرة وعادلة في لبنان، وبمنأى عن ببغائية بعض الذين يقولون بـ"العبور إلى الدولة&laqascii117o; فيما كل شيء يشير إلى أنهم يعملون في اتجاه آخر؟
أليسوا شيعة الذين يقولون إن الهموم (والهواجس) اللبنانية يجب أن تكون مرتبطة، بالدرجة الأولى، بالهموم العربية على هشاشة المشهد العربي وكارثيته؟
هذه مسألة أخرى، ولكن حتى علماء دين بعيدين عن النسق الحالي في "الالتزام&laqascii117o; يعتبرون أن مصير الشيعة في لبنان يرتبط، عضوياً وديناميكياً، بمصير الطوائف الأخرى التي لها أمراضها العميقة، وزعاماتها العقيمة، مع استثناءات محدودة جداً، لا بمصير الشيعة في العراق وإيران (لماذا شيعة لبنان ضد شيعة أذربيجان مثلاً؟).
علماء الدين هؤلاء يرون إخراج الطائفة من "هيستيريا المفرقعات&laqascii117o;. عادة المآسي والحروب تجعل مجتمعاً ما أكثر قسوة وأكثر عصبية. ولكن هل يعني هذا التوجه إلى الغيتو، وحيث، من الواضح، أن الشيعة بدأوا يأكلون بعضهم البعض، أو هم على وشك أن يفعلوا ذلك...
ثمة من سيقرأ هذا الكلام ويستخف به. رجاء، اخلعوا أحذيتكم الذهبية وانزلوا إلى الشارع. لا، لا، مثل طوائف أخرى، أصبح للطائفة الشيعية برج عال. كم يتلذذ أهل البرج العالي وهم يرون كيف نجحوا في دفع الطائفة إلى الوراء. تلذذوا بالمفرقات وناموا - رغم المفرقعات - قريري العين!
- 'المحرر'
صراع العمائم يحتدم ... المجلس الإسلامي الشيعي أمام أزمة الرئاسة
... والآن أزمة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، فبعد رحيل العلامة السيد محمد حسين فضل الله الذي كان مجرد طرح اسمه يثير ردات فعل هستيرية، وبعدما بات واضحاً أن صحة نائب رئيس المجلس الشيخ عبد الأمير قبلان ليست على ما يرام (أدخل هذا الأسبوع غرفة العناية الفائقة) تبدو الأزمة حقيقية حول انتخاب رئيس للمجلس، ومع اعتبار أن النائب الثاني للرئيس عدنان حيدر هو، أيضاً، في وضع صحي دقيق..
والمشكلة أن الهيئة الناخبة للمجلس تتألف من 45 ألف عضو، وهذا رقم غير منطقي وغير طبيعي، فيما فشلت محاولات صياغة قانون انتخاب جديد يؤدي إلى تقليص العدد على غرار ما جرى بالنسبة لانتخاب مفتي الجمهورية، ومن دون أن يكون هناك أي سند قانوني للتعيين إلا إذا "اخترع&laqascii117o; أحدهم اجتهاداً يتماشى مع الانتهاكات اللبنانية المعهودة للنصوص على اختلافها.
إلي ذلك، فإن الصراع بين رئيس مجلس النواب نبيه بري و"حزب الله&laqascii117o; حول المجلس الشيعي ورئاسته قد ينتقل إلى العلن، وبعدما بات مؤكداً أن الرئيس بري يميل إلى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، نجل الشيخ عبد الأمير، والذي ينافسه الشيخ أحمد طالب، صهر العلامة فضل الله والذي يرأس تجمعاً للعلماء لا يمكن الاستهانة به، لكن أوساط عين التينة لا تستسيغه على الإطلاق.
وإذ قضى معظم أعضاء الهيئة التنفيذية، وكذلك أعضاء الهيئة الشرعية نحبهم، فإن الأبواب تبدو كلها مقفلة مع وجود الصراع، ومن دون أن يكون بالإمكان الاتفاق على شخصية الشيخ حسن عواد، رئيس المحاكم الجعفرية، وبعدما كان قد طرح اسم الوكيل الشرعي لآية الله علي خامنئي ومسؤول البقاع في "حزب الله&laqascii117o; الشيخ محمد يزبك.
لكن ليس وارداً البتة الإتيان بشيعي من البقاع لرئاسة المجلس، وهذه حال رئيس المكتب السياسي في الحزب السيد إبراهيم أمين السيد الذي لا يرضى عنه كثيرون "بسبب قوة شخصيته&laqascii117o;، فيما المطلوب شخص يمكن التحكم به بسهولة. وهذه حال مفتي زحلة الشيخ خليل شقير الذي يعتبر وصوله مستحيلاً بعدما وضع داخل الحصار في ما يعرف بـ"صراع العمائم&laqascii117o;.
- 'المحرر'
نبيه البرجي:
إلغاء القرار 1701
جهات في 14 آذار تعتبر أن ما جرى لا يتوخى تحقيق رغبة "حزب الله&laqascii117o; في تعديل قواعد الاشتباك، بل إن الحزب يريد إلغاء قرار مجلس الأمن رقم 1701، وبالتالي إعادة فتح الجبهة الجنوبية لاستخدامها في الصراع الدائر، وهو الأمر الذي ينفيه نائب الحزب نواف الموسوي بشدة، مؤكداً أن هدف المقاومة استراتيجي، وليس تكتيكياً، ويتعلق بتحرير الأراضي التي لا تزال تحت الاحتلال (مزارع شبعا وتلال كفر شوبا والجزء الشمالي من بلدة الغجر)، وبالتالي الدفاع عن لبنان لأن إسرائىل بتشكيلها الأخطبوطي "عدو لا يمكن لأي كان أن يأمن له، وما حدث وما يحدث في الأراضي الفلسطينية هو النموذج&laqascii117o;.
بيد أن معلومات وردت إلى المراجع اللبنانية بأن الدول الأوروبية الثلاث (فرنسا وإيطاليا وإسبانيا) المشاركة في اليونيفيل لن ترضى ببقاء الوضع على ما هو عليه، وهي لن تتردد في المطالبة بتعديل القرار 1701 ليصبح خاضعاً للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، فيما يرى مسيحيو 14 آذار أن الجيش ليس سوى "صورة&laqascii117o; في الجنوب (ما قاله رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون)، وأنه لا يضطلع بواجباته، تاركاً القوات الدولية تتعرض لما تتعرض إليه...
- 'الشراع'
سري جدا:
علمت الشراع ان مجلة 'دير شبيغل' الالمانية تعد الجزء الثاني من التقرير عن تورط حزب الله في جريمة قتل الرئيس الحريري يوم 14-2-2005.
- 'الشراع'
صحيح ايضا:
ربط اعلام حزب الله واتباعه بين الموقوف بتهمة التجسس لمصلحة اسرائيل شربل قزي وبين امكانية تسريبه معلومات للجنة التحقيق الدولية اظهر الرعب الذي يعيشه الحزب من بدء المحكمة الخاصة بلبنان لمحاكمة قتلة الرئيس رفيق الحريري بعد اعلان القرار الظني من القاضي بلمار.
- 'الشراع'
حقائق العلاقة بين فضل الله وحزب الله
أبلغ تعليق على تهافت مسؤولي ((حزب الله)) على رعاية واحتضان مراسم العزاء والتشييع للمرجع الاسلامي الشيعي الكبير السيد محمد حسين فضل الله جاء على لسان واحد من أبرز المقربين للراحل الكبير.
التعليق ورد كما يلي: هل اكتشفوا الآن انه مرجع أعلى. وانه مؤسس المقاومة.. وانه.. وانه..
ولو قيض للسيد فضل الله أن يعود للحياة للحظة، فإن الأكيد انه سيفاجأ بهذا التكريم والتبجيل، لا بل قد يحس نفسه انه أصبح واحداً من الحزب وهو الذي كان في سنوات سابقة في نظر القيمين على الحزب في لبنان وإيران خصماً لدوداً وعقبة كأداء وخطراً ماثلاً.. فلم يتردد بعضهم في مهاجمته وانتقاده جهاراً وعلناً ووصل الأمر إلى حد تكفيره بسبب فكره المستنير وعقيدته الصلبة وانفتاحه الحضاري وشجاعته في إصدار الفتاوى وعمله الدؤوب لبناء وصيانة الوحدة الاسلامية واجتهاده الحديث لحماية الفكر الاسلامي بعصرنته وتحديثه بنبذ الخرافة والطقسية والظلامية ومحاولات تحويل الدين إلى أداة للمصالح الزائلة.
والحديث عن فضل الله العالم والفقيه والمفكر والمرجع يطول كثيراً، وكذلك تميزه واستقلاليته وعقله المنفتح والنير.. وأيضاً عقله المؤسساتي الذي أثمر عشرات مؤسسات الخير والعطاء تلك المؤسسات التي تميز بأنه أرادها وعززها وفعّلها لذاتها كجزء من واجباته كمرجع وليس لغرض سياسي أو مصلحة زعاماتية أو وجاهة أو نفوذ، كما تجري العادة حالياً.
وهناك جوانب كثيرة لا يمكن في هذه العجالة بمناسبة وفاة المرجع الكبير إيرادها لأن الأمر قد يحتاج لمجلدات كثيرة وكبيرة، فسيرته حافلة وعنوانها الأبرز انه كان دائماً بسبب فكره وحراكه ومواقفه هدفاً للاغتيالات من الاستخبارات الأميركية كما هو مثبت ومؤكد بأكثر من وثيقة ودليل عام 1983 ومن الإسرائيليين مراراً وخاصة في حرب تموز عام 2006 ومن قوى احتضنها وأطلقها في أعوام مختلفة حاولت إزاحته بالقتل تارة وبالفتاوى الجائرة تارة أخرى وبالاشاعات والحملات المركزة تارة ثالثة.
ثمة الكثير من كل ذلك يمكن أن يكتب ويحكى ويسجل ويروى، لا بل ان هناك الكثير من الاسرار التي يمكن مع الوقت الكشف عنها أو البوح بها تأكيداً لدور المرجع الكبير، الذي لا بد ان يشعر الجميع بعد فترة قصيرة بحجم الفراغ الهائل الذي سيحدثه خصوصاً وانه كان دائماً رجل فعل وليس رجل ردات فعل، يعمل بقناعاته فلا تهتز ولا تتحول رغم ما يتعرض له من ضغوط وابتزاز.
لكن لا بد من الحديث عن حقائق علاقته بحزب الله أو بقيادييه خصوصاً وانهم يسعون اليوم إلى مصادرته يوم وفاته بعد ان خرج قسم كبير منهم عليه وحاربوه سعياً ربما لوراثة قاعدته الشعبية العريضة.
وما يلفت الانتباه اولاً في هذا الموضوع هو ان مقدرة حزب الله كبيرة على التلون! وعلى تبديل الآراء بسرعة في الشكل على الاقل حسبما تقتضي الحاجة والمصلحة، كان السؤال المطروح فيما مضى: اذا رحل السيد محمد حسين فضل الله هل سيحاول حزب الله وراثته؟ هل سيسعى قادة الحزب للهيمنة على العزاء، وعلى الجو المحيط بالسيد فضل الله سعياً لاستقطاب جماهير السيد ومقلديه؟
من الطبيعي ان يحزن السيد حسن نصر الله وبعض قيادات الحزب من جراء رحيل السيد محمد حسين فضل الله، ولكن ليس من الطبيعي ان يصدر السيد نصر الله بياناً يقول فيه انه يخسر اباً رحيماً.. فلماذا لم نسمع هذا الكلام من نصر الله في اواسط التسعينيات حينما كفّر مناصرو الحزب – وبعلم القيادة ورضاها – السيد فضل الله وأخرجوه من المذهب والدين؟
لماذا لم يرفض حزب الله فتوى مراجع الدين في قم بهدر دم السيد فضل الله؟
لماذا أُطلقت النار على منـزل العلامة الراحل في حارة حريك منذ ما يقرب من عشر سنين، من قبل احد المسؤولين الامنيين في الحزب؟
لماذا لا يطلق اعلام الحزب على السيد فضل الله لقب ((آية الله العظمى)) ويكتفي بـ ((آية الله)) فقط؟
واذا اردنا الدخول الى تفاصيل حساسة، فلماذا سحب حزب الله منذ اواخر التسعينيات الجهاز الامني الذي يتولى حراسة السيد فضل الله وعلى رأس الجهاز حسن عز الدين وعلي باز، وفي فترة لاحقة اعاد حزب الله امنه ليتولى حراسة السيد ظاهراً ومراقبته والتجسس عليه واقعاً؟
ألم يكن حزب الله – بعدما ساءت العلاقة – لا يدخل أياً من مقلدي السيد فضل الله إلى صفوفه، وإلى مؤسساته؟! حتى الفترة الأخيرة التي صار يسمح فيها لمقلدي السيد بالدخول للسرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي فقط، هذا مع العلم بأن هناك في السرايا من يتعاطى المخدرات ويشرب الكحول، ولا يقوم بواجباته الدينية؟!
ألم ينقطع السيد نصرالله عن زيارة السيد فضل الله لسنوات عدة، عقب الحرب العقائدية الكونية النووية الإلهية التي شنها حزب الله ومن خلفه إيران على السيد؟!
حزب الله ومرجعية فضل الله
وللإنصاف فإن العلاقة بين الحزب والسيد كانت جيدة جداً حتى قبل منتصف التسعينيات بقليل، أي عندما طرح السيد فضل الله مرجعيته، فساءت العلاقة بينهما بشكل كبير، وذلك بخلفية قرار إيراني يقضي بضرورة القضاء معنوياً على السيد فضل الله، حتى قال أحد كبار علماء الشيعة: ((إن ما أنفقته إيران على حرب إسرائيل منذ العام 1982 وحتى إنجاز التحرير في العام 2000، قد أنفقت أكثر منه على حرب السيد فضل الله، ومع ذلك لم تقضِ على السيد)).
هذه هي إيران، وهذا هو حزب الله اللذان حاربا السيد فضل الله بكل ما أوتيا من قوة، ولكنهما فشلا في ذلك.
وعوداً على الموضوع فقد ساءت العلاقة بين الحزب والسيد عقب طرح مرجعية السيد، واستمر الوضع على ذلك حتى جاء العام 2000، فبعد حصول التحرير في هذا العام شعر حزب الله بضعفه، وبأن الحاجة له قد تضاءلت، ولذا حاول الحزب الانفتاح على كل الشرائح الشيعية بل اللبنانية، فكان ان غيّر حزب الله لهجته مع السيد فضل الله الذي اثبت قوته وحضوره، وفي العام 2004 مضى السيد فضل الله في مشروع تنقية القلوب والانفتاح على الرئيس نبيه بري، خصوصاً بعد خسارة بري للانتخابات البلدية، وكأن السيد بذلك اراد ان يرد على تصرفات الحزب معه سابقاً.
وأما في مرحلة الاعتداء الاسرائيلي على لبنان في العام 2006 فقد وقف السيد مع الحزب، والحزب انفتح على السيد رداً للجميل، ولكون الحزب يعلم بأن السيد فضل الله اضحى سبعينياً، وبالتالي فإنه لن يطيل في هذه الدنيا.
ويتلخص الواقع بين السيد فضل الله وحزب الله خلال فترة 2000 – 2010 بأن الحزب غيّر اداءه حيال السيد للأسباب التالية:
1- كون التحرير انجز وبالتالي لم يعد للحزب دور مركزي كما في السابق.
2- كون السيد متقدم في العمر، ما يفرض على الحزب التفكير جدياً في وراثته.
3- كون الواقع الشيعي الذي فيه الحزب والسيد اخذ يواجه تحديات عظمى من جراء القرار 1559، وحتى اغتيال رفيق الحريري، الى انسحاب السوريين من لبنان، وصولاً للحرب الاسرائيلية على لبنان في 2006، ما فرض على الحزب لمّ الشمل.
وبالمحصلة لم تكن محبة السيد هي خلفية التفاف الحزب عليه، بل المصالح الآنفة الذكر.
واما اذا اردنا معرفة نقاط الخلاف بينهما، وملاحظات السيد على الحزب، فمن ذلك:
1- ان السيد فضل الله كان ضد ((ولاية الفقيه)) ولم يكن يذهب الى هذا الرأي الفقهي الشيعي الضعيف، الذي تبناه السيد الخميني ولحقه بذلك صغار طلبة العلوم الدينية الشيعة. وبهذا الصدد معروف ان السيد فضل الله يذهب لنظرية ((شورى الفقهاء)) التي لا يوجد فيها تفرد شخص فقيه بولاية الأمة.
2- ان السيد فضل الله وقف ضد طرح مرجعية السيد علي الخامنئي، ولم يشر له من ضمن مراجع الشيعة، هذا مع العلم بأن السيد فضل الله وعقب وفاة السيد الخوئي، اشار بالمرجعية للسيد محمد رضا الكلبيكاني، ثم للسيد عبد الاعلى السيزواري، ثم للسيد علي السيستاني، وكانت ايران مع الشيخ محمد علي الأراكي، ولكن السيد فضل الله لم يتبن طرحه للمرجعية، وعقب وفاة الشيخ الاراكي فان ايران والحزب بالتبعية، اتجها لتعيين السيد الخامنئي مرجعاً دينياً الامر الذي لم يستسغه السيد فضل الله، وكان السيد في مجالسه الخاصة لا يقول باجتهاد الخامنئي، ويعتبره غير مؤهل للمرجعية.
3- ان السيد فضل الله كان لا يرضى بدخول علماء الدين في الأطر الحزبية ما كان يؤدي لاثارة حساسية الحزب الذي يعتمد بشكل كبير على علماء الدين لتعليب الناس واستقطابهم.
4- ان السيد فضل الله كان يرفض السماح للحزب باستعمال مؤسساته لاحتفالات الحزب، فقد اصدر السيد فضل الله قراراً داخلياً منع بموجبه مسؤولي المساجد ودور العبادة التابعة له، من جعل الحزب يستغل المؤسسات في أنشطته.
وأما فيما يخص الازمة الحادة السياسية التي عصفت بلبنان منذ اغتيال الحريري، فقد كان السيد خارج ما يسمى ((8 آذار/مارس))، وكان منفتحاً على كل اللبنانيين، وإذا كان السيد تعاطى بقساوة مع بعض القضايا فمنشأ ذلك هو قناعته بأن هناك حرباً تشن على الشيعة، ولكن يبقى السيد اكبر مما يسمى ((8 آذار/مارس)).
وخلاصة لما مرّ، فإن المدقق الفهيم يعرف بأن السيد كان في القضايا الكبرى يختلف مع الحزب، (مثل: ولاية الفقيه، مرجعية الخامنئي – منع تحزب علماء الدين..) وقد كان السيد يجامل الحزب فقط ويحاول كف شرهم فقط، دون افادتهم، والحزب بطبيعة الحال لا يحب السيد ويعتبره عائقاً امامه في الكثير من الامور.
وعليه فقد كان الاجدى بحزب الله ان يكون اكثر انسجاماً مع آرائه، فقد قالوا عنه سابقاً انه كافر، وأنه ((ضال مضل))، وحاربوه لفترة طويلة ومعيب بهم قلب الحقائق وتـزويرها، ومحاولة وراثته، خصوصاً واننا لاحظنا نواب الحزب احتلوا مكان العزاء ولم يتركوه للحظة.. اكثر من اهل الفقيد.
وحتى ان الحزب بعد ان وجد الحضور الشعبي الكبير في عزاء السيد فضل الله، وخوفاً من ان ينكشف الامر ويتضح حجم السيد الشعبي، سارع لدعوة الجماهير الحزبية للحضور في العزاء، محاولاً بذلك الايحاء بأن الجمهور الذي يعزي بالسيد فضل الله هو جمهور حزب الله، وهم الذين عبأوا جمهورهم ضد السيد طيلة خمسة عشر عاماً.
اخيراً: معيب بـ((المنار)) ان يذكر تلفزيون ((otv)) ان السيد فضل الله ((مرجع ديني)) ولا يطلق ((المنار)) على السيد لقبه الطبيعي ((المرجع الديني)).
ومعيب ان يلتـزم تلفزيون ((nbn)) بالحداد ويخرقه تلفزيون ((المنار)) ببرنامج دكير الفاشل.
ومعيب ان تعلن النجف الاشرف الحداد ثلاثة ايام ولا تعلن الحوزة العلمية في قم الحداد نهائياً وتكتفي ببيان نعي سطحي.
ومعيب ان يختـزل حزب الله السيد فضل الله – في بيان نعيه – بأنه كان داعماً للمقاومة، وكأن ذلك هو الانجاز الوحيد الذي حققه فضل الله في حياته لا عشرات المؤسسات التربوية والثقافية والدينية والاعلامية.. في لبنان وسوريا والعراق وايران وافريقيا والسودان وقطر وسويسرا..!!!
بالاضافة الى ذلك هل غاب عن بالنا الكتاب الذي صدر في ايران ضد السيد فضل الله تحت عنوان: ((الحوزة العلمية تدين الانحراف))، وهو موجه ضد السيد فضل الله، هذا فضلاً عن احتضان حزب الله وايران للسيد جعفر مرتضى الذي كان قائد ((حملة الشتامين)) ضد السيد، مع جوقة كبيرة من المعممين المنظمين في حزب الله، والذين لم يتركوا مناسبة يمكن فيها الطعن بالسيد فضل الله من دون ان تعتب عليهم، هذا ناهيك عن الدعم المالي الضخم الذي كان يدفع لتمويل الحملة ضد السيد.
هل يمكن ان ننسى ان ايران – خلال تولي السيد محمد خاتمي مهام الرئاسة – وجهت دعوة للشيخ محمد مهدي شمس الدين لزيارتها، فرفض شمس الدين ذلك طالباً ان تكون الدعوة من قائد ايران السيد الخامنئي حتى يلبيها، وبالفعل تم توجيه دعوة جديدة من قبل السيد الخامنئي للشيخ شمس الدين، وزار الشيخ ايران، والتقى السيد الخامنئي فيها واما بالنسبة للسيد فضل الله الذي يعتبر مرجعاً مرموقاً فلم يتم توجيه الدعوة له لزيارة ايران عبر السيد الخامنئي احتراماً لهم وله، ولكنهم وجهوها بواسطة الأطر الرسمية للدولة، ما يقصد منه الانتقاص من مقام مرجعية السيد فضل الله.
وحول هلال رمضان
وكم من مرة اختلف فضل الله وحزب الله وإيران حول موضوع ثبوت الهلال، فقلما كان يمر استحقاق مبني على التقويم الهجري دون خلاف (سواء في إثبات أول رمضان، أو عيد الفطر، أو عيد الأضحى، أو الأول من محرم، أو يوم عاشوراء..).
حتى ان شخصاً قال بشكل عفوي: ((إن الشيعة في هذا العام سيصومون مع بعضهم دون خلاف)) وكأن السيد فضل الله هو من كان يعرقل الوحدة، لا ان الحزب يريد أن يصوم ويفطر ويعيّد حسب البورصة الفارسية.
وحينما سقط نظام صدام حسين في العراق، أعلن السيد فضل الله عبر إحدى مقابلاته الاعلامية ان ولاية الفقيه لا يوجد لها امتداد في العراق، بل إن النمط التقليدي للشيعة هو المعتمد في العراق، وكأنه أراد بذلك تنبيه العراقيين من الانجرار وراء اتباع ولاية الفقيه، ومن ناحية ثانية أراد توجيه انتقاد لمجموعة ولاية الفقيه، وتوجيه رسالة لهم بأنهم محصورون في إيران وحزب الله فقط في العالم الشيعي، دون أن يتعدى اتباع الولاية لهذين القطاعين، بخلاف التوجه العام الشيعي في العراق وسوريا والبحرين والكويت وباكستان وأفغانستان والهند، وحتى لدى شرائح كبيرة في لبنان.. حيث انهم لا يعيرون أي اهتمام لما يسمى بـ((ولاية الفقيه العامة)) هذه النظرية الفقهية الشاذة عند الشيعة الامامية.
وكم وقف حزب الله موقفاً محرماً حيال موضوع تقليد السيد فضل الله، وقالوا في مورد آخر انه لا يجوز الصلاة جماعة خلف السيد فضل الله، كما وأنهم منعوا من حضور دروسه.
فضل الله ونواب الحزب
وفي فترة ترشح حزب الله للانتخابات النيابية لم يكن السيد يرى وجوب انتخاب نواب حزب الله، وحينما سئل بشكل شفهي بما نصه: ((هل يجب انتخاب مرشحي حزب الله للبرلمان؟)) قال: ((يجب انتخاب من وجوده في البرلمان يقوي الاسلام والمسلمين)) وحينما أصرّ السائل على معرفة ما إذا كان مرشحو حزب الله هم ممن يقوي وجودهم الاسلام والمسلمين لم يقبل السيد فضل الله قول ذلك، وقال: أنا أقول قاعدة عامة ولا أحدد، وكان في مورد القصد انه لا يجب ذلك.
وحينما استقبل السيد محمد حسين فضل الله جورج سعادة في التسعينيات أقام حزب الله الدنيا على السيد ولم يقعدها، والشيء نفسه تكرر حينما استقبل الرئيس أمين الجميل في العام 2002. وكذلك تكرر الأمر باستقباله للرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر في العام 2009، وهذا ما يوضح الهوة بين رؤى الطرفين وأسلوبهما.
فضلاً عن ذلك هل نسينا الدعم الذي وفره السيد فضل الله للأمين العام الأسبق لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي، حينما اعتبر ان الشيخ الطفيلي مظلوم، وكان بذلك واضحاً انه في قبالة حزب الله.
ومن نقاط الخلاف بين السيد والحزب ان السيد كان يحرم سرقة الدولة في وادي ابو جميل، والحركة والحزب كانا لا يتركان فرصة للسيطرة على المال العام ويتركانها، وفتوى السيد فضل الله صريحة بحرمة المال المأخوذ بطريق غير شرعي، مع العلم بأن السيد حسن نصرالله وبشكل شفاف وصريح اعلن ان من حق الشيعة اخذ هذا المال.
وحتى عقب حرب تموز/يوليو اصدر سماحة السيد الراحل فتوى حرّم فيها سرقة المال المقدم من الدول واموال الدولة، على اعتبار ان كثيراً من البلديات في الجنوب قد تواطأت مع المتضررين، وتم زيادة اسماء متضررة، او زيادة وحدات سكنية بهدف ((مص)) مال الدولة.
والاخطر من ذلك ما جاء في بيان نعي السيد علي الخامنئي، الذي جاء فيه بالنسبة لما يشير للقب السيد: ((العالم المجاهد الحاج آية الله)) وفي مورد آخر قال الخامنئي: ((العالم الكبير والمجاهد)) وفي مورد ثالث: ((العالم المجاهد)) وأخيراً: ((السيد الشريف والعزيز))، وهذا يعني انه يراد تحقير السيد على اعتبار ان النمط الايراني في التقليل من اهمية المرجع هو عدم ذكر ((آية الله العظمى)).
ويكفي لأي شخص ان يتمعن في بيانات الأزهر الشريف او غيره، ويلحظ ان تقديرهم للسيد فضل الله افضل مما جاء في بيان السيد الخامئني الذي حاول اظهار السيد فضل الله وكأنه مجرد ((داعم لايران وتلميذ وفي لها، وبأنه داعم للمقاومة في لبنان)).
وليس سراً ان حزب الله ومن ورائه ايران، كانوا يتعاطون مع السيد فضل الله على اساس ان يبقى متلقياً منهم التعاليم والفتاوى والقرارات، ولا يحق للسيد فضل الله ان يكون ذا موقع مرموق، وان يكون صاحب رأي وقرار مستقل، وهذا ما جعل الخلاف بينهما يحتدم ويستعر، وان اردنا معرفة التأثير السلبي لاستقلالية فضل الله، فلنأخذ مثلاً تفرد السيد بثبوت الهلال فقد كان يربكهم وهذا ما لا يتحملونه فكيف اذا اتخذ آراء سياسية، او قام بعمل اجتماعي او ما شابه؟!
- مجلة 'الأمان'
بسام غنوم:
المواجهات بين الأهالي و&laqascii117o;اليونيفيل"..رسائل للمجتمع الدولي أم لحماية أمن لبنان؟
فجأة &laqascii117o;بدون مقدمات لافتة، برز إلى السطح ملف الإشكالات الأمنية والشعبية مع قوات اليونيفيل الموجودة في الجنوب والمكلفة تطبيق قرار مجلس الأمن 1701 الذي يرعى وقف المواجهات بين العدوّ الصهيوني والمقاومة بعد عدوان تموز 2006.
وإذا كان لبنان قبل فترة وجيزة مشغولاً بملف حقوق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وبملف النفط الذي تراجع فجأة إلى خلف الكواليس بعد اتصالات وتسويات بين الرؤساء تحت الطاولة، فإن بروز ملف قوات اليونيفيل ودورها في الجنوب بهذه الحدة لفت الأنظار إلى خطورة ما يجري في الجنوب من إشكالات متنقلة بين هذه القوات والأهالي, حيث تسود أجواء من العداء بين الطرفين وصلت الى درجة قيام الأهالي في بعض القرى بتحطيم آليات وسيارات لقوات اليونيفيل. في المقابل, ردت قوات اليونيفيل بإطلاق النار في الهواء وترافق ذلك مع حملة اتهامات لليونيفيل بمحاولة تغيير قواعد الاشتباك التي أقرها القرار 1701. وأكثر من ذلك, اتهمت اليونيفيل بتنسيق تحركاتها ومناوراتها مع المناورات الاسرائيلية المتواصلة في شمال فلسطين المحتلة، ما فتح الباب واسعاً أمام التساؤلات عن الخلفيات السياسية والأمنية لما يجري في الجنوب بين الأهالي وقوات اليونيفيل. ففيما ربطه البعض بملف إيران النووي والعقوبات الجديدة التي فرضها مجلس الأمن على إيران والعقوبات الإضافية التي ينوي الاتحاد الأوروبي فرضها على إيران، ربط البعض في لبنان الإشكالات المتنقلة في الجنوب مع قوات اليونيفيل بملف المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري، وما يمكن أن يصدر عن هذه المحكمة من اتهامات لبعض المسؤولين في حزب الله بالمسؤولية أو بالمشاركة في عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
وهذا يعني أن ما يجري في الجنوب من إشكالات ومواجهات بين الأهالي وقوات اليونيفيل له أبعاد سياسية وأمنية أكبر بكثير من مجرد إشكالات محدودة يمكن أن تحدث حتى مع الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية اللبنانية في أي منطقة من لبنان.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل صحيح أن حزب الله يريد توجيه رسائل محلية وإقليمية ودولية عبر الدخول في إشكالات متنقلة بين الأهالي وقوات اليونيفيل في الجنوب، أم أن هناك أسبابا أخرى لما يجري لا علاقة لها بملف إيران النووي وبملف المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس الحريري؟
طوال الأيام القليلة الماضية، كانت المواقف والتحليلات السياسية تركز على نقطتين: الأولى ارتباط ما يجري في الجنوب بين الأهالي واليونيفيل بملف إيران النووي، والنقطة الثانية تركز على ان حزب الله يوجه رسائل تهديد استباقية للمجتمع الدولي وللبنان في حال اتهام المحكمة الدولية له بالمسؤولية عن جريمة اغتيال الرئيس الحريري.
قد يملك البعض معطيات سياسية وأمنية تسمح له بهذه المواقف والتحليلات، لكن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن هذه المواقف والتحليلات هي مواقف أكيدة وصحيحة مئة في المئة، لأنه أولاً بالنسبة إلى الملف النووي الإيراني القضية ليست جديدة حتى يجري ربطها بملف العقوبات على إيران، لأن إيران أصلا تعيش في ظل عقوبات أميركية وأوروبية عليها منذ انتصار الثورة الإيرانية في عام 1980، والعقوبات الجديدة التي فرضها مجلس الأمن لم تضف شيئاً جديداً، صحيح أنها شددت الخناق على إيران في الموضوع المالي، إلا أنها لم تصل إلى درجة &laqascii117o;قطع شعرة معاوية" بين إيران والمجتمع الدولي، حيث ما زال باب المفاوضات مفتوحاً بين الجانبين، وبالتالي لا يمكن بصورة قاطعة ربط ما يجري في الجنوب من إشكالات محدودة بملف سياسي واقتصادي كبير اسمه ملف إيران النووي.
هناك رؤية سياسية تربط بين ما يجري في الجنوب والمناورات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة في شمال فلسطين المحتلة، وقبل ذلك بالحملة السياسية والإعلامية المنسقة على حز