- صحيفة "السفير"غسان ريفي ـ طرابلس شكل الاعلام العربي واستقلاليته وحريته وتوجهاته، مادة دسمة في اللقاء التكريمي الذي أقامته «جمعية اللجان الأهلية» بالتعاون مع «جمعية العزم والسعادة الاجتماعية» للاعلامي جورج قرداحي على مسرح مركز العزم الثقافي.
انطلق المكرّم من شعار «كما تكونون يكــون إعلامكم» ودعا الى عدم توجيه اللوم الى الاعلام بل الى الانظمة والبيئة التي يصدر عنها. وقد وصف قرداحي الاعلام العربي بـ«المكبّل» والذي «لا يستطيع أن يكون أداة للنهوض بالانسان العربي»، لا سيما أنه إعلام أنظمة وإعلام نفط، كما أنه غير مسـتقل، وخاضع للتوجيهات.
ليخلص إلى أنه «لا يوجد إعلام عربي، بل هناك إعلامات عربية، ولا توجد قواسم مشتركة في الاعلام حتى يكون قضية، خصوصا أن بعض الوسائل الإعلامية تقع في أيدي جهّال لا يستحقون أن يكونوا إعلاميين»، داعيا الى ميثاق شرف مشـترك يعبر كل الحدود العربية ويكون قاسما مشتركا بين كافة كليات الاعلام والوسائل الاعلامية.
وإذ شدد قرداحي على ضرورة مراجعة المشــهد الاعلامي في لبنان، وإلى إعادة النظر بقانون الاعلام، «لأنه من غير الجائز أن يكون لكل طائفها إعلامها، ولكل حزب أو تيار سياسي وسيلته الاعلامية»، لفت الى أن بعض الوسائل الاعلامية «لعبت، خلال السنوات الخمس الماضية، دورا تحريضيا كادت أن توصلنا الى حرب أهلية، تخطيناها، ولكن الخطر ما زال قائما، وإذا أردنا أن نبني لبنان السيد الحر المستقل الموحد فعلينا أن نعيد النظر بقانون إعلامنا».
إلى ذلك رأى قرداحي أنه على رجال الدين ان يلتزموا بالكلام ضمن دور العبادة وأن «يتركوا السياسة ويحصروا عظاتهم بالدين والأخلاق ونهضة المجتمع»، مؤكدا «اننا كلبنانيين لسنا مقسّمين لا طائفيا ولا مذهبيا ولا مناطقيا». وكان قد عرض لتجربته الإعلامية إنطلاقا من بدايته كمحرر في جريدة «لسان الحال»، ومن ثم كمقدم لنشرة الأخبار في «تلفزيون لبنان»، مرورا بـ«إذاعة مونت كارلو»، و«إذاعة الشرق من باريس»، وإذاعة «أم بي سي»، وصولا الى برنامج «من سيربح المليون»، الذي وصفه بـ«ورقة يانصيب» هبطت عليه من السماء، وفتحت أمامه مجالات عمل كبيرة لم يكن يحلم بها.
وكانت مداخلة لرئيس «جمعية اللجان الأهلية» سمير الحاج أشار فيها إلى أن الإعلام اللبناني «يقدم أبشع البرامح التافهة والهابطة والمشوّهة التي لا مكان فيها للقيم والاخلاق، كما أن بعض وسائله باتت مكاناً لتصدير الشر والفتن»، داعيا الى «حلول ناجعة تعيد للاعلام اللبناني دوره ورونقه».
فيما اعتبر مدير المركز الدكتور مصطفى أديب الذي مثل الرئيس نجيب ميقاتي، أن «الاعلامي الجيد هو صاحب رسالة إنسانية، ويشكل وسيلة اتصال جيدة تجعل المجتمع المدني يتبلور ويدفع عجلة التنمية». وذلك قبل ان يسلّم والحاج درعي الجمعيتين إلى قرداحي.