صحف ومجلات » تقرير المجلات اللبنانية للأسبوع الثاني من آب/أغسطس 2010

- مجلة 'المحرر العربي'
مقدمة  .. أم إنذار  .. أم اختبار .. ؟ هل كان حادثاً  مفتعلاً  لإشعال الحرب .. ؟
قيادة الجيش لم تصدر الأمر بإطلاق النار ومجلس الأمن يطلب اسم الضابط اللبناني الذي انفرد بالأمر

‬بيروت ـ باريس ـ نيويورك ـ "المحرر العربي&laqascii117o;

قد لا تقتصر تداعيات ونتائج الاشتباك المسلّح بين الجيشين  اللبناني  والإسرائىلي  الثلاثاء الماضي  على حدود بلدة عديسة على مصرع عقيد إسرائىلي  وجرح ضابط آخر،  ومصرع جنديين لبنانيين ومراسل صحافي  وجرح آخرين،  بل إن أوساط القوات الدولية  ( يونيفيل ) في  جنوب لبنان والحكومتين الأميركية والفرنسية بشكل خاص،  والحكومة اللبنانية وقيادة جيشها،  تعتقد أن هذا الحادث  " يمهّد لاندلاع حرب على الحدود  يستعدّ  لها الإسرائىليون و"حزب الله &laqascii117o; منذ مطلع هذا العام .&laqascii117o;  
وفيما استعدّ  سكّان عشرات القرى اللبنانية المحيطة بمكان وقوع الحادث المسلّح إلى النزوح شمالاً  باتجاه الداخل ظنّاً  منهم أنها  " بداية الانفجار الكبير المتوقّع &laqascii117o; ،  كان سكان مستوطنات الجليل الأعلى الإسرائيليون  " ينزلون إلى ملاجئهم،  والموظفون منهم  يعودون فوراً  من أعمالهم إلى منازلهم كما أن جموع المستجّمين على شواطئ البلدات الشمالية غادروها مع شيوع تبادل النيران اللبنانية والإسرائيلية ومقتل عناصر من الطرفين،  حسب مصادر إسرائيلية في  مستوطنة كريات شمونة التي  أعلن رئيس بلديتها أن ملاجئها جاهزة لاستقبال السكان رغم أن السلطات العسكرية لم تصدر تعليمات بذلك &laqascii117o; ،  ما  يؤكد هشاشة الأوضاع على الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائىل والاحتقان  غير المسبوق منذ أربع سنوات  ( 2006 ) الذي  قد  يولّد أي  حادث صغير شرارة اشتعاله على نطاق واسع  يشمل كل لبنان والدولة العبرية وربما سورية أيضاً  " لأن هناك لاعباً  ثالثاً  في  هذه الأزمة &laqascii117o; حسب أحد كبار معلقي  إسرائىل الصحافيين عاموس هارئيل،  " هو حزب الله الذي  له مصلحة إيرانية في  المواجهة مع إسرائيل لأنه  يجد نفسه راهناً  في  ضائقة بسبب المحكمة الدولية وعليه فإنه في  حال قرر السيدنصرالله أن  يصبّ  زيتاً  على النار فسيكون من الصعب إخماد الحريق الذي  سينجم عن ذلك &laqascii117o;..  
وقالت أوساط حكومية لبنانية كانت طوال الثلاثاء الماضي  على اتصال بفرنسا وأميركا وأوروبا وبعض الدول العربية لحصر تداعيات الحادث المسلح الإسرائيلي  - اللبناني  في  النطاق الضيق الذي  توقفت عنده،  إن  " حزب الله &laqascii117o; " فوجئ بهذا الحادث الذي  سرَق منه فجأة كل بريقه التهديدي  والقتالي  لإسرائيل بالكلام منذ أشهر وأخيراً  على لسان أمينه العام الذي  تحوّل عبر مؤتمراته الصحافية وخطبه الأسبوعية على شاشات التلفزة إلى معلّق صحافي  سياسي  وعسكري  في  أحاديثه جملة من المغالطات والتوقعات الخاطئة،  كما فيها هجمات  غير مرتّدة على إسرائيل والداخل اللبناني  يمكن لسامعها أن  يعتقد أنها أشعلت الحرب فعلاً  لكنها ما تلبث أن تهدأ وتنطفئ ليعاود الكرة في  الأسبوع التالي،  وكأن مهمته فقط هي  إبقاء حرارة الاحتقان مرتفعة وسيف التهديدات ماثلاً  أمام العيون حتى صدور القرار الظني  للمحكمة الدولية &laqascii117o;.  
وأكدت الأوساط لـ"المحرر العربي &laqascii117o; إن  " مفاجأة نصرالله من حادث عديسة وانتقال الاهتمامين المحلي  والدولي  إلى الجيش اللبناني  قافزاً  على تصرفاته الكلامية التي  لم تعد فاعلة كما كانت،  جعلته  يلحق بالركب والمزايدة عالية الصوت وبتهديد إسرائىل بقطع  يدها إذا اعتدت مرة أخرى على الجيش،  وكأنه ولي  أمره،  فيما قيادة المؤسسة العسكرية تقول له  " شكراً .. لسنا بحاجة،  لأنك لو شاركت في  هذا الحادث لكانت الحرب اندلعت في  كل لبنان وكان الجيش اللبناني  وقودها الأول إلى جانب مؤسسات الدولة والمرافق الشعبية اللبنانية كافة &laqascii117o;.  
وكشفت أوساط ديبلوماسية فرنسية في  باريس النقاب لـ"المحرر العربي &laqascii117o; عن أن تحقيقات  يونيفيل وقيادة الجيش اللبناني  واستخباراتها  " منصبّة الآن على معرفة اسم الضابط اللبناني  الذي  أصدر أوامر إطلاق النار على الضباط الإسرائىليين من دون العودة إلى قيادته،  على الرغم من أن قيادة  يونيفيل أبلغت ليل الثلاثاء مساعدي  بان كي  مون في  نيويورك أن القيادة العسكرية الشمالية الإسرائيلية أبلغتها قبل حوالى أسبوع بأنها ستقوم ببعض الأعمال قرب بلدة العديسة  ( قطع شجرة وحشائش تحجب الرؤية ) وأن قيادة القوات الدولية نقلت هذا الطلب إلى القيادة اللبنانية،  لذلك هي  تستغرب أسباب إطلاق النار على القوات الإسرائىلية بشكل لا  يمكن إلاّ  أن  يكون متعمداً  وليس وليد ساعته،  بل  " مخطط له &laqascii117o; كما أعلن إيهود باراك الذي  طالب الحكومة في  بيروت بالتحقيق لمعرفة من  يقف وراء  " الاعتداء الدامي &laqascii117o;.


- مجلة 'الكفاح العربي'

جاد بعلبكي:
قصة التراجع عن الانتصار.. حرب الشجرة

الأسبوع الذي مضى حمل عنوانين كبيرين: الأول &laqascii117o;حرب الشجرة" التي كان يمكن أن تشعل حرباً اقليمية، والثاني &laqascii117o;دلائل نصر الله" اي المعلومات التي يفترض ان يكشف عنها الأمين العام لحزب الله يوم الاثنين (في مطلع الأسبوع الحالي) حول ضلوع اسرائيل في عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري. لكن السؤال- الغصة الذي واكب العنوانين معاً كان: كيف تم السماح لاسرائيل باقتلاع الشجرة التي استشهد من أجلها ثلاثة لبنانيين (عسكريان وزميل صحفي)، ومن الذي سمح بتحويل الانتصار في التصدي الشجاع، الى خيبة أمل، تحت أنظار &laqascii117o;اليونيفيل" وأنظار العالم كله؟ استطراداً: هل تبدلت قواعد فك الاشتباك على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية؟
شكلت معركة &laqascii117o;شجرة العديسة" بين الجيش اللبناني وجيش العدو محطة جديدة في الصراع على الجبهة اللبنانية الجنوبية، تتجاوز في دلالاتها العميقة، السياسية والأمنية والاستراتيجية إعدام الشجرة في حد ذاته، الى انعطاف في طبيعة الصراع سياسياً وقتالياً، قد يقود الى تغيير في قواعد اللعبة التي حكمت حتى الآن الاستقرار الجنوبي بعد عدوان 2006.
واذا صح المثل القائل بأن &laqascii117o;وراء الأكمة ما وراءها"، وأن &laqascii117o;وراء الشجرة ما وراءها"، فإن المواجهة التي حصلت تنطوي على مجموعة حقائق كبيرة سوف تتبلور في الاسابيع والاشهر المقبلة، في ضوء المرحلة التي تمر بها المنطقة، والتي تشكل الجبهة اللبنانية احد امتداداتها.
والعارفون يقولون ان &laqascii117o;شجرة العديسة" هي بمثابة الشجرة التي تحجب الغابة، غابة التعقيدات التي تعيشها المرحلة الراهنة من الصراع الاقليمي والدولي، وهي مرحلة تنطوي على اكثر من سؤال محوري، وابرز الاسئلة: لماذا تفجرت الجبهة الهادئة منذ اربع سنوات، لماذا قرر الجيش اللبناني دخول المواجهة بامكاناته المحدودة، لماذا ردت اسرائيل بهذه القسوة، وهل أرادت جس نبض المقاومة وردود فعلها في هذه المرحلة، وأين دور الولايات المتحدة في كل ما حصل؟
استطراداً: لماذا سارع النائب الجمهوري في مجلس النواب الأميركي رو كلين الى التصريح بأن الكونغرس قد يوقف المساعدات العسكرية للبنان، اثر اشتباك العديسة &laqascii117o;لأن الجيش اللبناني قام بخطوة خطيرة جداً حين أطلق النار على قوة اسرائيلية"، حتى اذا تبين بالوقائع ان الحكومة اللبنانية سمحت باطلاق النار على الجنود الاسرائيليين &laqascii117o;فإن الكثيرين من اعضاء الكونغرس سيشعرون بالقلق ازاء مواصلة تقديم الدعم العسكري للبنان"؟
....
يبقى سؤال: ما هي الدوافع الحقيقية التي حملت اسرائيل على تحريك الجبهة الجنوبية، وما قصة &ldqascii117o;غابة&rdqascii117o; الاسباب التي تحجبها &ldqascii117o;شجرة العديسة&rdqascii117o;؟
في معلومات تجمعت عقب انتهاء العدوان، أن اسرائيل قصدت ما يلي:
1 - محاولة استدراج المقاومة الى مواجهة ولو محدودة بما يثير ضجة سياسية ودبلوماسية واسعة تحمل المقاومة المسؤولية عما يجري على الحدود، لا سيما جنوب الليطاني حيث يمنع القرار 1701 وجود السلاح المقاوم.
2 - تنطلق حملة تصعيدية تتهم المقاومة بالمبادرة الى اطلاق النار، فتكتمل دائرة التطويق المنوي إحكامه على الحزب قبل صدور القرار الظني عن المحكمة الدولية، باعتبار ان الحزب هو الذي يعمل على تفجير الموقف هربا من الزامات القرار الظني.
3 - تسجيل موقف &ldqascii117o;تعليمة&rdqascii117o; ميدانية على الجيش اللبناني من جهة واظهاره ضعيفا وملحقاً  بحزب الله، الا ان المفاجآت غير المحسوبة اسرائيلياً بدلت من اتجاه البوصلة بسرعة، بعدما تصدى الجيش ببراعة وادار المعركة سياسيا وميدانيا بحرفية عالية اسقطت الاوراق الاسرائيلية، بالتعاون مع المقاومة التي بادرت الى وضع امكاناتها وكوادرها وعناصرها في تصرف الجيش.
4 - محاولة تغيير قواعد الاشتباك من خلال تأمين غطاء سياسي اذا ما نجحت الخطة الاسرائيلية. وهو ما بادرت اليه الولايات المتحدة بعدما لمست اصرار الجيش اللبناني على التصدي لأي خرق، بالاعلان عن ان اطلاق الجيش النيران على الجنود الاسرائيليين غير مبرر على الاطلاق، وهو ما اعلنه الناطق باسم الخارجية فيليب كراولي، من دون ان يلحظ الاعتداء الاسرائيلي، وان شهداء وجرحى سقطوا من الجانب اللبناني من الجيش والمواطنين.
هذه العوامل مجتمعة حملت رئيس الوزراء الاسرائيلي على التراجع عن خطته مع الاحتفاظ بلهجة التهديد &ldqascii117o;لا تختبروا عزيمتنا... سياستنا واضحة... اسرائيل ترد وستواصل الرد بقوة على اي اعتداء يتعرض له مدنيوها وجنودها&rdqascii117o;. وهذا الموقف المندرج في اطار التضليل التي تعتمده اسرائيل لاظهار نفسها وكأنها الضحية، بتغطية كاملة من الجانب الأميركي.
.........
وعلى الصعيد الداخلي الصرف بدا ان التصريحات التي ادلى بها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، حول دور الجيش اللبناني في التصدي ودور المقاومة في المؤازرة والمساندة، يمكن ان تضع حجر الاساس للعودة الى البحث في الاستراتيجية الدفاعية على اسس اكثر وضوحاً بعدما كرست معركة العديسة شعار التكامل بين الجيش والشعب والمقاومة، لكنه من السابق لأوانه ارساء معادلة جديدة على هذه التصريحات.
في اي حال يمكن القول ان &ldqascii117o;حرب الشجرة&rdqascii117o; كشفت ان &ldqascii117o;حزب الله&rdqascii117o; ليس راغباً في خوض معركة كبيرة في الوقت الحاضر من اجل طي ملف المحكمة الدولية، وان اسرائيل لم تحدد بعد ساعة الصفر للمواجهة الجديدة مع لبنان او ايران. كما كشفت ان لبنان والمنطقة ككل تتحرك اقليمياً ودولياً على مسارين: مسار العقوبات والتلويح بالحرب ومسار الحوار والتفاوض، وان ما يجري اليوم تجميع اوراق في الاتجاهين. أي لاملاء الشروط التفاوضية او العبور الى المواجهة العسكرية.
و&ldqascii117o;حرب الشجرة&rdqascii117o; في هذه الحال، يمكن ان تتحول الى &ldqascii117o;حرب الغابة&rdqascii117o; اذا قررت احدى القوى الاقليمية تفجير الصراع، وهو قرار لم يحن موعده بعد.


- 'المحرر العربي'
بيروت ـ  نبيه البرجي

الشجرة الثانية تشعل حرباً.. هل كانت مهمة كرم رأس ... نصرالله؟ .. زيارات دولية قريبة للحريري  لاستيعاب الاحتمالات .. مساء الاثنين : قنبلة أم قنبلة صوتية؟.. دور القبعات الزرق  يختفي  عندما تتقدم الدبابات .. جراحة عسكرية صاعقة لتجاوز الضائقة  الديبلوماسية؟
شجرة قد تشعل حرباً  لا تبقي  ولا تذر . لا بل إن الوضع على الأرض هو من الهشاشة بحيث أن أقل من شجرة  يمكن أن  يفضي  إلى الكارثة،  فيما بدا أن القوات الدولية  ( اليونيفيل ) لا تملك سوى أن ترفع الأعلام البيضاء في  " أوقات الشدة &laqascii117o;.  
هل أخطأ لبنان عندما رفض وضع مهمة القبعات الزرق تحت مظلة الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة؟  يطرح هذا السؤال على جهات مسؤولة في  الدولة،  فتجيب بأن المشكلة أن هناك في  لبنان من  يعتبر الوحدات الأوروبية العاملة في  اليونيفيل منحازة إلى إسرائيل . هذه الوحدات هي  الأقوى إذا ما قورنت بالوحدات التركية أو الأندونيسية أو الماليزية  ( التي  تصنف إسرائيلياً  بأنها أقرب إلى  " حزب الله &laqascii117o;). وعلى هذا الأساس  يظل الفصل السادس هو الأفضل،  لكن الذي  ظهر في  اشتباكات الثلاثاء أن دور اليونيفيل  يختفي  كلياً  عندما تتقدم الدبابات ...
هاجس الانفجار
حتى لو قيل إن المشكلة مع إيران والحرب مع لبنان،  فإن هاجس الانفجار المفاجئ  يلاحق المراجع العليا كافة،  حتى أن الذين كانوا  يعتبرون أن الحرب مستيحلة في  ظل الظروف ( الأميركية ) الراهنة،  بدأوا  يبدون تخوفهم من اندلاعها في  أي  لحظة،  حتى أن سفيراً  أوروبياً  أبلغ  مرجعاً  سياسياً  بارزاً  أن زميلاً  له في  واشنطن أبلغه أن دنيس روس الذي  يمسك بملف الشرق الأوسط والذي  كان  يضع نجمة داود في  مكتبه عندما كان مساعداً  لوزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط  يتبنى،  على طريقة أستاذه هنري  كيسنجر،  نظرية تسخين الأرض ...
جراحة عسكرية
وأصحاب هذه النظرية  يعتبرون أن  " الضائقة الديبلوماسية &laqascii117o; التي  تعيشها المنطقة،  ووصول الأزمة إلى الأبواب الموصدة،  تحتاج إلى جراحة عسكرية صاعقة . لكن المشكلة أن حرب صيف عام  2006  أثبتت أنه لم  يعد بالإمكان الرهان على العمليات الصاعقة لأن الصدام قد  يتسع وعلى نحو كارثي،  فمما لا شك فيه أن  " حزب الله &laqascii117o; طور قدراته العسكرية على نحو مثير ( وخطير ) براً  وجواً،  من دون أن  يكون بالإمكان التنبؤ بما إذا كانت الحرب ستبقى داخل الأراضي  اللبنانية ...
اللبنانيون السعداء
اللبنانيون كانوا  " سعداء &laqascii117o; بزيارة العاهل السعودي  الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس السوري  بشار الأسد لبيروت في  طائرة واحدة،  ويداً  بيد . هذا كان مؤشراً  على أن الفتنة الداخلية تلاشت . الآن،  ثمة خطر آخر . الكلام الإسرائيلي  الحالي  يشبه إلى حد بعيد ذلك الكلام الذي  كان  يتردد عشية الاجتياح في  عام  1982 .  أين الضوابط؟
تبعاً  لما تقوله أوساط  " بيت الوسط &laqascii117o; ،  فإن رئيس الحكومة سعد الحريري  ( المحكوم بعدم الراحة ) والذي  حاول الإفادة من المناخات التي  أحدثتها القمة الثلاثية والاستجمام لعشرة أيام في  جزيرة سردينيا،  كان عليه أن  يحوّل منزله إلى  غرفة عمليات لإدارة شبكة من الاتصالات العربية والدولية،  ومن دون استبعاد أن  يتوجه قريباً  إلى فرنسا باعتبارها الدولة الصديقة للولايات المتحدة كما لإسرائيل،  لكنها أيضاً  الدولة المهمومة بلبنان،  على أن تعقبها زيارات أخرى ...  
تلك الأوساط لا تبدي  تخوفها من الاحتمالات،  خصوصاً  وأن ما صدر عن المسؤولين الإسرائيليين،  وما صدر عن الأمين العام لـ  " حزب الله &laqascii117o; حسن نصرالله حول التدخل لمؤازرة الجيش يشير إلى أن أي  شرارة أخرى ستفضي  إلى اندلاع الحرب فعلاً .  
هكذا بدا الوضع اللبناني  معلقاً  بين هاجس القرار الظني  ( بانتظار ما سيقوله نصرالله مساء الاثنين ) وهاجس الحرب إلا إذاحدثت المعجزة وحصل التواصل الديبلوماسي  بين واشنطن وطهران،  وهو الأمر الذي  تتحدث عنه مصادر ديبلوماسية أوروبية تشير إلى أن  " اتصالات تمهيدية &laqascii117o; تجري  حالياً،  حتى إذا بقي  الخيار الديبلوماسي  مقفلاً  فإن البديل،  حتماً،  هو ... الانفجار !
ظاهرة الجواسيس
بيد أن المشكلة الأخرى التي  يواجهها اللبنانيون هي  ظاهرة الجواسيس التي  تحوّلت إلى وباء حقيقي،  فالخط البياني  يتجه صعوداً،  ووراء الضوء  يحكى عن رؤوس حساسة متورطة، مع ازدياد الكلام عن حرب استخباراتية شعواء تشهدها الساحة اللبنانية وقد تترجم بموجة من الاغتيالات،  ومن دون أن  يبقى سراً  أن السلطات اللبنانية المختصة قد عززت تعاونها  ( ما وراء الحدود ) لدرء الخطر الإسرائيلي  أو لمواجهة بعد الكشف عن عشرات الجواسيس ...  
وكانت الساحة اللبنانية،  بأطيافها كافة قد صدمت بتعامل العميد فايز كرم مع الاستخبارات الإسرائيلية،  ومنذ نحو ثلاثة عقود،  مع التأكيد على أن علاقات وطيدة تربط كرم بمسؤولين لبنانيين  يشغلون مناصب حساسة،  وأن دوره كان مركزياً  بالنظر لثقافته ولخبرته منذ أن كان  يشغل منصب رئيس فرع مكافحة الإرهاب والتجسس في  الجيش ...
رأس نصرالله
والسؤال الذي  يطرح الآن : هل تمكن كرم من تجنيد أصدقاء ومسؤولين لا بد أن  يسقطوا الواحد تلو الآخر،  وبعدما تأكد أن العميد المتقاعد لم  يكن  يتحرك وحيداً،  ومن دون أن  يكون بالإمكان التأكد من معلومات  يتم تداولها في  أوساط قوى  8  أذار / مارس من أن كرم كان مكلفاً،  ومن خلال مركزه القيادي  في  التيار الوطني  الحر وعلاقته الوثيقة،  بل والحميمة،  مع رئيس التيار والنائب ميشال عون،  بمهمة دقيقة للغاية وتتناول تحديداً  رأس حسن نصرالله ..  
القناة الثانية في  التلفزيون الإسرائيلي  هي  التي  قالت إن لبنان على برميل من البارود . الآن بدأ حتى أهل الحكم  يرددون التعبير نفسه،  فيما لا تزال السجالات الداخلية تأخذ ذلك المنحى العبثي،  مع إبداء الخـشية من سيناريو إسرائيلي  لتقويض نتائج القمة الثلاثية والتي  ركزت على التهدئة في  لبنان،  على أن تتم معالجة قضية القرار الظني  في  جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري  بخطوات تقوم بها الرياض ..  
وسط هذه الضبابية التي  تحكم الوضع اللبناني،  يجري  الحديث عن  " قنبلة نصرالله &laqascii117o; مساء الاثنين،  لمعرفة طبيعة  " الأدلة والمعطيات الحسية &laqascii117o; التي  سيقدمها لاتهام إسرائيل بالمشاركة في  اغتيال الحريري،  وهو الأمر الذي  أثار أسئلة كثيرة داخل قوى  14  أذار / مارس حول أسباب احتفاظ الحزب بتلك المعطيات إلى الآن بدلاً  من إبرازها،  وإن كان مسؤولون في الحزب  يردون على ذلك بالإشارة إلى  " العملية النوعية &laqascii117o; التي  نفذت وأكدت صدقية الأدلة،  ما  يعني  أن لبنان سيدخل مرحلة أخرى من الجدال الحار حول المحكمة الدولية،  وحول أصابع الاتهام ...
لا حرب ...
واللافت هنا أن  " حزب الله &laqascii117o; لا  يتوقع حرباً  وشيكة رغم كل التوتر الذي  يحيط بالوضع عند الخط الأزرق،  ورغم مخاوف المراجع العليا في  الدولة التي  حصلت على نصف تطمينات،  أو على تطمينات  غائمة . ما هي  معطياته؟ الجواب : توازن الرعب،  مع التأكيد  " أن الإسرائيليين  يتقنون جيداً  تفسير إشارات سماحة السيد &laqascii117o;...  
صواريخ أرض  - جو أم صواريخ  " سكود&laqascii117o;؟
البعض  يعتبر أن اشتباكات الثلاثاء مؤشر على الخطر الآتي،  وهو الأعظم،  فيما  يعتبر البعض الآخر أنها كانت فقط للحد من الاحتقان ...  
الآن شجرة،  كادت تشعل حرباً . أين الغرابة؟ إحدى القنوات الفرنسية قالت إن عود ثقاب  يكفي  لذلك في  الشرق الأوسط ...  
اللبنانيون  ينتظرون مساء الاثنين . قنبلة أم قنبلة صوتية كما  يقول البعض في  قوى  14  أذار .

- 'الكفاح العربي'
وليد الحسيني:
فرص المغامرة بالمنطقة

بينما تتحدث نشرة الأرصاد الجوية عن طقس مشمس، تتحدث نشرة الأرصاد السياسية عن سُحب سوداء تغطي سماء المنطقة بكاملها.
ليس المهم أين يقع مركز الإعصار:
هل هو إيران؟. هل هو العراق؟. هل هو فلسطين؟. هل هو لبنان؟.
أيها كان... فإن الفيضانات الآتية من هنا أو هناك، لا يمكن حصرها أو التكهن بتوجهاتها واجتياحاتها. إلا أنها لن تعفي دولة عربية من آثارها.
وأخطر ما في هذه الأخطار ما بينها من روابط، وما بيننا من انشقاقات.
لقد مهدنا لها الطريق، ووفرنا لها المناخ. أي هيأنا لها سهولة الحركة ومقومات الحياة.
هي الآن في أحسن حال. ونحن الآن في أسوأ الأحوال.
العراق اليوم، كلبنان، مذاهب... ومذاهبه شيع متفرقة... والأيدي الخارجية تلعب في الخفاء والعلن.
وفلسطين، التي تحمل سلطتها سلالم &laqascii117o;السلام" بالعرض والطول، ما زالت أسيرة &laqascii117o;المفاوضات الأبدية" مع الإسرائيلي، وما زالت خلافات شعبها تهددها بـ&laqascii117o;الحرب البديلة".
أما إيران، فقد نجحت إسرائيل في شد ملفها النووي إلى صراع المنطقة، ومن ثم، استنفار العالم لحماية أمنها من &laqascii117o;القنبلة النووية" الإيرانية المزعومة.
مشهد الأزمات الأربع، في لبنان والعراق وفلسطين وإيران، يغري إسرائيل باشتعال أي منها. فأي حريق في المنطقة يعيد الدفء القديم لعلاقاتها الدولية الباردة.
وما يزيد الطين العربية بلّة، أن لإسرائيل دائماً رئيساً قوياً لا يستهان به، وأن لفلسطين دائماً رئيساً تُهان بسببه.
في الأمس وقف أوباما، بوعوده الفلسطينية وشروطه الإسرائيلية، مرتعشاً أمام غضب نتنياهو.
رئيس الولايات المتحدة، حاكم حاكمية الكون، يتراجع ويعتذر لرئيس حكومة إسرائيل.
يكفي أن يعقد نتنياهو حاجبيه، لتعود الألسنة الأميركية إلى لغتها الصهيونية المعتادة.
يبدو أن القضية الفلسطينية، اقتربت من التصفية. وقضية بهذا العمر وهذا التعقيد، تحتاج تصفيتها إلى عمليات جراحية خطرة، أعدت لها غرفة العمليات بعناية، بعد تحضيرات معقدة لفتن قائمة وحروب محتملة.
أميركا وإسرائيل لا تضيّعان الفرص. وفرصة الوضع الراهن لا تدوم. هي ليست سهلة. وضمانات خوضها تقلق إسرائيل وأميركا معاً. فحلفاء &laqascii117o;العجز العربي" قد لا يقوون على إخماد شوارعهم. ومحمود عباس الذي تثنيه الولايات المتحدة عن حقوق الشعب الفلسطيني مقابل أن تثني عليه، قد لا يبقى قادراً على القبول بهذه المقايضة. وصواريخ &laqascii117o;حزب الله" قد تشعل إسرائيل قبل إشعال إسرائيل للبنان.
ومع ذلك فإن غرور القوة قد يدفع إلى المغامرة. فالقضية الفلسطينية إن لم تُصفَّ الآن، لن تصفّى أبداً.
الفرص في طريقها إلى انقلاب فعلي.
&laqascii117o;الاعتدال العربي" لا يستطيع الاستمرار بمسايرة التطرّفين الأميركي والإسرائيلي.
والسلطة الفلسطينية تلفظ أنفاسها الأخيرة على طاولة المفاوضات المباشرة.
وقد تصدق مزاعم إسرائيل عن السلاح النووي الإيراني.
إنه مأزق الاختيار الإسرائيلي والأميركي بين الفرصة المتاحة لمغامرات عسكرية غير مأمونة. وبين انتظار حكم التاريخ بإلغاء الخطأ التاريخي.


- مجلة 'الثبات'

بهاء النابلسي:
الاتهام بلسان إسرائيلي أفقد المحكمة صدقيتها

يمضي حزب الله في معركة تبيان حقيقة الحقيقة في كشف قتلة الرئيس الحريري، وتتصرف قيادته وكوادره على أن مسار التحقيقات التي تنتهجها المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري محكوم بالفشل، وبدأ الكثيرون يتعاملون مع هذا الواقع الجديد، بعدما فعلت الضربات المتتالية والخطة المبرمجة سياسياً وإعلامياً التي وضعها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله فعلها في جسد المحكمة ذات البنيان الهش، المبني على ركائز معرّضة للانهيار في أي وقت، خصوصاً أن 'أهل الحقيقة' ومؤازريهم، غرباً وعرباً، يعتقدون أن الاتهام الملفق لحزب الله يُعتبر معركة خاسرة لا أفق لها، ومع ذلك فهم يصرون على إكمالها حتى النهاية، كما يسير في المقابل كل الذين يراهنون على عبقريتهم في أداء أدوار الكومبارس خدمة للمنتجين وأصحاب الأفلام والمشاريع الجهنمية، من لبنانيين وغير لبنانيين، يعرفون أن هذا الفيلم لن يبيع نسخة واحدة، ولن يشتري أحد بطاقة لمشاهدته، سوى الذين صوّروا وفبركوا شهود الزور في الغرف السوداء. أمام هذا الواقع، لا بد من الاستثمار السياسي في هذا السوق الذي افتتح يوم 14 شباط 2005، بعد ساعات فقط من اغتيال الرئيس الحريري، حيث عملت الآلة الإعلامية والسياسية الضخمة على توجيه الاتهام إلى سورية وحلفاء سورية في لبنان، وانتهجت سياسة خبيثة ضد كل الذين يسيرون في خط المقاومة، فأشير إليهم بأصابع الاتهام منذ البداية، حيث لا دليل ولا من يحزنون، فزُجّ بالضباط الأربعة في السجون أربع سنوات إلا قليلاً، وثم هُيّئ المسرح في عهد بلمار، بعد نهاية حقبة ميلييس المشؤومة، وأعيدت نغمة الاتهام السياسي مجدداً إلى حزب الله، لكن هذه المرة بإخراج إسرائيلي، إذ أراد المنتج والمفبرك أن يغيّر من أسلوبه وحركته.
في اعتقاد مراقب سياسي، فإن الاتهام الإسرائيلي سدد خدمة كبيرة لحزب الله، الذي رد باتهام إسرائيل باغتيال الرئيس الحريري، لكنه قدم الدليل والبرهان، مما سيقلب الطاولة وما عليها، وسيغير من مسار عملية التحقيق من أولها إلى آخرها، وقد ترك الأمين العام لحزب الله في الوقت ذاته الباب مفتوحاً أمام الحلول العربية، حيث يشير هذا المراقب إلى أن السعودية عجلت من تحركها باتجاه سورية، ومنها إلى لبنان، خوفاً على مصالحها السياسية بالدرجة الأولى، وقد أرادت السعودية بالتعاون مع سورية ضبط الإيقاع، بعدما ربح حزب الله منذ البداية معركة المحكمة، التي ارتكب مفبركوها خطأ قاتلاً، وهي إعادة تسييس المحكمة، والاستمرار في سياسة التسريبات، وعندما دخل الإسرائيلي على الخط، وجد الحزب أن المعركة صارت خلف الباب مباشرة، فسدد طلقات قاتلة نحو الرأس، وقرر الإمساك بيد من حديد بزمام المبادرة، لأن الاستمرار في السكوت والانتظار يعني أن السيف سيكون مسلطاً على رقبة المقاومة. ويرى سياسي مخضرم أن حزب الله ربح معركة المحكمة، التي أرادت تلويث سمعة المقاومة، ولم تفلح ولم تحقق أية نتائج إيجابية.
ثم إن العرب، تحديداً السعودية راعية تيار المستقبل، تهيبوا الموقف في لبنان، في ظل وقوف طلب حزب الله، الذي أبدى حرصه على التعاون مع محققي المحكمة الدولية، وفي الوقت ذاته حقق اختراقاً إيجابياً في المعركة الإعلامية، وهذا ما شغل بال الملك السعودي والأسرة الحاكمة، وأدرك صُناع التُّهم في عدد من العواصم، ومعها تل أبيب، أن الحجم الحقيقي للقوى المناهضة لحزب الله غير قادر على الوقوف طويلاً بوجهه، رغم الإمكانات الإعلامية والمالية، ولهذا قدم الملك عبد الله إلى لبنان، محاولاً العمل على تبريد الموضوع، وصولاً إلى حل.. لكن ما هذا الحل الذي تنشده القوى الأساسية في البلد؟ لقد تعامل السيد حسن نصر الله مع زيارة المسؤولين العرب إلى لبنان باحترام كبير، تاركاً الباب مفتوحاً أمام مبادرات الحل الجذري، وليس تأجيل الملف الذي يعيد طرح المشكلة ولا يحلها، وفي هذه الحالة يستفيد الإسرائيلي من استمرار اللعبة ذاتها.
كما يرى السعوديون أن الحكومة اللبنانية التي يرأسها 'ابنهم' سعد قد تكون مهددة فعلياً بالانفراط، وبعدها لا يمكن إعادة إنتاج وصياغة حكومة تشارك فيها بقايا جماعة 14 آذار، كما هي الآن.
أمام هذه الصورة القائمة، تهيّب قادة العربية السعودية دقة المرحلة، وبدأوا يعملون مع كل الجهات المعنية على إيجاد المخرج الملائم، إذ وجدوا أن حزب الله، وعلى رأسه الأمين العام، يعملون على تفريغ القرار الظني لمحكمة الحريري من مضمونه، وصولاً إلى إتلاف كل محتوياته ورميه في سلة القمامة، وذلك بأسلوب هادئ غير متوتر، وصولاً إلى الحقيقة التي يريدها فعلاً. ويقول مصدر يتابع وقائع ملف المحكمة، إن حزب الله يعتبر نفسه معنياً بالمواجهة على أنها مرحلة من مراحل حرب تموز التي مني فيها الإسرائيلي بأفدح الخسائر، ولهذا اضطر غابي اشكنازي إلى الجلوس على كرسي الاعتراف أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، وأقر أن المحكمة وقرارها الظني ضد حزب الله هدفان لنا انتظرناهما طويلاً، لكن قادة العدو يعرفون أن هذا الاعتراف إدانة لحكومة إسرائيل، التي دخلت في وقائع وحيثيات المحكمة الدولية، وأحكامها المسبقة قبل أن تصدر، وعلى المكشوف، ولهذا فإن مسار هذه العملية المتوازي بين منطق وأداء حزب الله ومنطق الجبهة العريضة المتشكلة ضده، والمؤلفة من أميركا وإسرائيل وكل منظومة الكومبارس العربي، يسيران كل نحو هدفه، ولهذا ستكون الإطلالة الإعلامية للسيد نصر الله قبل شهر رمضان المبارك حدثاً فريداً من نوعه، من حيث المحتوي والمضمون والشكل، وسيقدم السيد ما سيكون مفاجأة من مفاجآته التي بدأها في حرب تموز، ولن تنتهي مع الضربة القاصمة على رأس وجسد المحكمة الدولية، وسيكون القرار الظني الذي سيصدره حزب الله بحق إسرائيل بأدلة دامغة كافياً ليتعظ الكثيرون ويقتنع المشككون، وما أكثرهم، لكن على من تقرع مزاميرك يا داود! وحدها حقيقة الحقيقة ستظهر يوماً كالشمس الساطعة فوق سماء لبنان، حماه الله وحمى مقاومته وسيده من شرور محور الشر.


- مجلة 'الشراع'
حوار: هدى الحسيني    

الامين العام لـ((تيار المستقبل)) احمد الحريري:لم نتهم احداً في اغتيال الرئيس الحريري لكن ذلك لا يعني تبرئة اسرائيل   
*زيارة الملك عبدالله والرئيس الاسد للبنان ثبتت الاستقرار فيه
*لم نوظف المحكمة الدولية في دعايتنا السياسية ونرفض ادخالها في سجال
*الجيش اللبناني ليس حرساً للحدود بل وجد للدفاع عن الأرض
جزم الأمين العام لـ((تيار المستقبل)) أحمد الحريري بأن الجيش اللبناني في الجنوب ليس حرساً للحدود بل وجد للدفاع عن الأرض، معرباً عن دعمه للجيش في أي خطوة يحمي بها الوطن، ورأى أن قمة بعبدا جاءت لتثبيت الاستقرار في لبنان، خصوصاً أن البلد جزء من المنظومة العربية وسلامته من سلامة كل الدول العربية.
وكرر الحريري أن هدف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان هو معرفة الحقيقة وحماية لبنان من الاغتيالات السياسية التي ضربت البلد عقوداً، مؤكداً ان النقطة الأساسية التي نلتزم بها ونعتبرها مكمّلة لإيجابية الزيارات العربية هو سحب موضوع المحكمة من السجال موضحاً أن المحكمة الدولية ليست ملك رئيس الحكومة سعد الحريري لأنه ليس وحده الذي يحمل دم رفيق الحريري، لافتاً إلى أن لبنان ولي للدم لأن الرئيس المظلوم رفيق الحريري كانت يده بيضاء على كل الوطن.
مواقف الحريري جاءت في هذه المقابلة مع مجلة ((الشراع)) والتي استهلها بالحديث عن الاشتباك الذي حصل في بلدة العديسة بين الجيش اللبناني والجيش الاسرائيلي فاعتبر انه من المبكر القول ان ما حصل مجرد مناوشات او دلائل الى حرب اسرائيلية على لبنان.
وأضاف: نحن في انتظار تحليل المواقف ولا شك في أن الاستهدافات الاسرائيلية ظهرت من خلال خرق الأجواء البحرية والجوية منذ مدة طويلة كما من خلال التصريحات السياسية. ان الاستهداف الاخير هو على منطقة حدودية لم ترسّم بعد، والجيش في الجنوب ليس حرساً للحدود بل هو للدفاع عن الأرض، ونحن موقفنا واضح في هذا الخصوص فنحن ندعم الجيش اللبناني في أي خطوة يحمي بها الوطن.
القمة اللبنانية – السعودية - السورية
# الحدث الأبرز هذا الأسبوع هو المشهد السعودي – السوري – اللبناني، وهل يُعتبر هذا المشهد مناقضاً لصورة المشهد السابق الذي جمع الرئيس السوري بشار الاسد والايراني احمدي نجاد والامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله؟
- في ما خص الزيارة الأخيرة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس السوري الدكتور بشار الأسد الى لبنان، أتت لتثبيت الاستقرار في لبنان، خصوصاً أن لبنان موجود ضمن المنظومة العربية وسلامته من سلامة كل الدول العربية، ونتائج هذه الزيارة رأيناها في وجوه الناس من خلال الارتياح الذي تركته لدى المواطنين، بالاضافة الى ان البيان كان واضحاً في رفضه العودة الى الوراء لجهة تهديد السلم الأهلي اللبناني، ما يعطي ارتياحاً وأملاً في متابعة تطبيق اتفاق الطائف والحفاظ على السلم الأهلي وعدم العودة الى الأيام السوداء التي كانت أيام الحرب الأهلية والتشنجات التي حصلت في الفترة الماضية، في ظل وجود حصانة عربية داعمة.
لا يحق لي التدخل في سياسة دولة أخرى وعلاقاتها، لكن يحق لي أن أبقى بعلاقة طيبة مع كل الدول كي أحفظ استقرار وطني.
# ما هي النتيجة السياسية العاجلة التي قد يخرج منها لبنان من خلال هذا اللقاء السعودي – القطري – السوري في لبنان؟
- أولاً سحب السجال في موضوع المحكمة الدولية وفي رأيي ان لدينا خطوطاً واضحة كتيار سياسي، فنحن نرفض إدخال المحكمة في سجال ولم نوظفها ضمن دعايتنا السياسية لجذب الرأي العام، فهدف المحكمة معرفة الحقيقة وحماية لبنان من الاغتيال السياسي الذي ضرب البلد عقوداً، وقلنا منذ أول يوم تشكلت المحكمة اننا سنقبل بأي نتيجة ستظهرها.
ولهذه المحكمة أن تنظر في كل الفرضيات وسيظهر ذلك يوم تصدر قرارها الظني ومن ضمن ذلك فرضية أن إسرائيل وراء إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
# لكن أنتم لم تتهموا اسرائيل، وقد أُخِذَ عليكم هذا الموقف؟
- لم نتهم أحداً وقتها، لكن ذلك لا يعني تبرئة إسرائيل.
# لقد وجهتم اتهاماً سياسياً الى سوريا؟
- تيار المستقبل لم يتهم أحداً بشكل مباشر لكن كلّ فريق أعطى رأيه، وكل ما يصدر عن المحكمة نؤيده.. ولا معلومات عن توقيت صدور محتوى القرار الظني، والايحاء بأن هذا المحتوى معروف يعتبر طعناً بأي قرار سيصدر.
والنقطة الأساسية التي نلتزم بها ونعتبرها مكمّلة لإيجابية الزيارات العربية هو سحب موضوع المحكمة من السجال.
# ماذا لو صدر قرار ظني يتهم حزب الله؟
- أولاً القرار الظني لا يتهم أحزاباً والمحكمة لا تتهم جهة، وموضوع المحكمة لا تنازل عنه والرئيس سعد الحريري كان واضحاً خلال المؤتمر التأسيسي لتيار المستقبل بهذه النقطة.
هم مربكون جراء عدم طرح ملف المحكمة على مجلس النواب وأقفلوا المجلس حينها، وهذه النقطة تسجل في خانة عرقلة انشاء المحكمة لأسباب سياسية حينها وبالتالي فإن للقرار الظني آليات ونعلم ان مجلس الأمن أصدر قراراً بإنشاء المحكمة الدولية. وهي قائمة بذاتها.
# يقال ان الضغط من قبل حزب الله يهدف إلى دفع الرئيس الحريري لرفض أي قرار يصدر عن المحكمة من أجل وضع البلد بجانب الأمان؟
- هم يريدون أولاً أن نسحب القضاة وأن نشكك بالمحكمة كي يصير هناك قطيعة بين لبنان والمنظومة الدولية التي تملك قرارات عديدة لصالح لبنان منذ الحرب حتى اليوم، ثانياً إن استباق النتائج لا يوصل الى أي مكان، فلماذا يؤكدون اليوم على افتراض معين بهذا التوقيت بالذات؟
وهذا اسمه قرار ظني وبالتالي يجب أن يقترن بالأدلة الدامغة لنتخذ قرارنا المناسب، وكل هذه الزوبعة في موضوع المحكمة أعادتها الى الواجهة كقضية أساسية بعد محاولاتنا تحييدها في الماضي.
# ما رأيك بما ذكرته الصحف عن أن الرئيس السوري قد يعمد عبر اتفاق مع الحريري وسليمان والأسد الى تأجيل المحكمة؟
- برأيي لا إمكانية لأحد للتأثير على عمل المحكمة، فإذا اطلعنا على نظامها القانوني وطريقة تركيبتها، نجد أن سحب التداول من موضوع المحكمة هو موضوع ايجابي عمدنا اليه. وبرأيي موضوع المحكمة يوصلنا الى الحقيقة. فلنعمل ولو لمرة واحدة للوصول الى الحقيقة في اغتيال معين خصوصاً اننا لم نصل الى أي حقيقة اغتيال منذ أربعين عاماً، لنر بعدها ان كانت الاغتيالات ستستمر أو ستتوقف.
# في حال اتهم القرار الظني حزب الله، هل لديكم سيناريو لمعالجة الوضع من أجل إبعاد البلد عن الزلزال الذي يمكن أن يحصل؟
- المحكمة ليست ملك سعد الحريري لأنه ليس وحده الذي يحمل دم رفيق الحريري وخصوصاً انه سقط معه شهداء في الاغتيال وفي الاغتيالات اللاحقة، وبالتالي فإن لبنان كله ولي للدم لأن الرئيس الشهيد كانت يده بيضاء على كل الوطن، لا أريد استباق الأمور، ولكن الرئيس سعد الحريري كان واضحاً بقوله ((دمه لن يتحول الى فتنة)).
حول من يصفهم بالشهود الزور
# طلب السيد نصرالله تشكيل لجنة تقصّي حقائق، هل يمكن أن توافقوا على هذا الطلب؟
- المحكمة الدولية هي التي تحدد ان كان الشهود هم شهود زور أم لا، ثانياً لا نقدر أن نقيم لجنتين في آن وهذا موجود في ((صدق الادعاء)) والمحكمة الدولية تتولى موضوع اغتيال الحريري وكل الاغتيالات. والشهود الزور يظهرون الآن، فيما لم تعلن المحكمة أدلتها بعد لينكشف ما إذا كانت تعرضت لغش أو لادعاءات كاذبة. أظن أنه ان كان هناك شهود زور فعلينا أن نعرف من أتى بهم، والمحكمة هي التي تحدد من الذي دفع بهم للادلاء بإفادات كاذبة.
# البعض يتخوف من ان يعمد وزراء حركة ((أمل)) و((حزب الله)) و((التيار الوطني)) الى الإنسحاب من الحكومة وان يعودوا الى المرحلة السابقة بإتهام الحكومة بأنها غير شرعية! برأيك هل يمكن أن يذهبوا في هذا الاتجاه؟
- برأيي علينا ان ننتظر دور الرئيس نبيه بري في ترسيخ استقرار النظام
# يعني تكملة للدور السعودي – السوري – القطري؟
- ممكن، بما معناه أننا اليوم نقدر أن نصل الى ((كتلة وسطية)) نقدر من خلالها أن نبقي الحكومة فعالة والمجلس النيابي أيضاً وأن لا نعود الى اقفال المجلس النيابي كما في الفترة السابقة، وهكذا أُترجم أول خطوة للزيارة.
ذاهبون الى التهدئة
# هل ترى ان الأمور ذاهبة الى التهدئة؟
- الأمور داخلياً ذاهبة الى التهدئة.
# هل المقاومة في هذا الوقت محتاجة للوحدة الوطنية؟
- طبعاً، ما حصل على الحدود اخيراً لا يبرر الاستمرار بالمنهجية نفسها للخطاب.
# صورة اللقاء السعودي – السوري في المطار اعتبرها البعض وكأن السعودي يعود ليسلّم السوري البلد من جديد؟
- هناك اتفاق طائف أعطى دوراً لسوريا في ترتيب الأوضاع في لبنان، ثم أتى اغتيال الرئيس الحريري ليجلب معه انسحاب الجيش السوري من لبنان ثم أتى ((اتفاق الدوحة)) بعد الأحداث الداخلية، لا بد من مظلة عربية كي يبقى الاستقرار في البلد، والكل يعلم وجود الطوابير الخامسة، لقد أتى هذا المشهد بعد مرحلة متقدمة للعلاقات اللبنانية – السورية وخصوصاً بين الرئيس الحريري والرئيس الأسد والزيارات المتكررة التي وضعت عبرها العلاقات مع سوريا على سكة صحيحة. وكان الراعي لهذا الموضوع مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الكويت خلال القمة الإقتصادية والتي حاول ان يقوم بها مع مصر والأردن وغيرها، نحن قادرون على أخذ البلد نحو استقرار أكبر في ظل التوافق العربي في البلد.
# كيف ترون عدم دعوة رئيس حزب الكتائب امين الجميل ورئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع الى مأدبة بعبدا الأخيرة بطلب سوري، وهل ترون في ذلك اعادة تدخل سوري جديد؟
- هناك دائرة بروتوكولية للدعوات، لا أريد الدخول في الشكل، لكنهم كانوا ممثلين، وبالتالي لا مصلحة لأحد بتفجير الوضع في لبنان، وثانياً فإن هذا البلد هو جزء من منظومة عربية سعى الشهيد رفيق الحريري لكي تكون متكاتفة مع بعضها.
# ((اتفاق الطائف)) حل الميليشيات و((اتفاق الدوحة)) ألغى العنف، هل حصلتم على وعد بأن هذين الاتفاقين وتحت مظلة عربية هما اللذان يحكمان الوضع السياسي والامني؟
- طبعاً، فاتفاق الدوحة أعطى مكاسب غير متوازية إن كان في موضوع تشكيل الحكومات. وفي مواضيع عديدة ولا أعتقد ان الطرف الثاني جاهز للتفريط بـ((اتفاق الدوحة)) وهذا ما يضمن ثبات الاستقرار، الذي أكده ((اتفاق الدوحة))، ربحنا الكبير حصول الاستقرار بعد اتفاق الدوحة وكنا واضحين بعد الانتخابات بأننا لن نقبل ان تشكل حكومة الا معهم.
# هل احياء 14 آذار/مارس لـ((اتفاق الدوحة)) من جديد يعبر عن تخوف من 7 أيار/مايو جديد؟
- نشكر دولة قطر لاستضافة المحادثات في ذلك الوقت وانتاج ((اتفاق الدوحة)) الذي نتج عنه اتفاق اللبنانيين بعدم استخدام العنف، وبالتالي فإن جلب الطرف الآخر نحو الاستقرار يعد مكسباً للبلد.
# ما هو موقف ((تيار المستقبل)) في حال حصل 7 أيار/مايو جديد؟
- مثلما ندعم الجيش والقوى الأمنية في رد أي اعتداء اسرائيلي، كذلك فإن ثقتنا كبيرة بالجيش لوأد أي بوادر فتنة داخلية.
 

- مجلة 'الأمان'
وائل نجم:
نصر الله يلاقي القمّة العربية الثلاثيّة.. فهل تجاوز لبنان قطوع الفتنة؟

القمة العربية الثلاثية التي جمعت الرئيسين اللبناني والسوري ميشال سليمان وبشار الاسد إلى العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، والتي عقدت في قصر بعبدا يوم الجمعة الماضي، والزيارة التي تبعتها والتي قام بها امير دولة قطر الراعية لاتفاق الدوحة، للبنان والجنوب هدفت في جملة ما هدفت إليه إلى تحصين الوضع اللبناني، وقطع الطريق على اية بوادر لفتنة داخلية لبنانية، طائفية او مذهبية او من اي صنف كانت؛ وخاصة أن المواقف السياسية الداخلية التي سبقت هذه الزيارات عبّرت بشكل مقلق عن خشيتها من انزلاق البلد نحو ازمة سياسية وفتنة داخلية قد تطيح كل ما في هذا البلد، وما تحقق من انجازات على المستويين السياسي والامني. ومن المعروف ان الازمة قد بدأت تطل برأسها بعد تزايد الحديث عن صدور القرار الظني في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، واتهام عناصر غير منضبطين في &laqascii117o;حزب الله" بالتورط في هذه الجريمة، وفق الاحاديث الصحفية التي راجت، وقد رفض الحزب ذلك، وحذّر من مغبة اتهامه او اتهام عناصره بذلك، مؤكداً في ذات الوقت حرصه على كشف الحقيقة في الاغتيال، ومحاكمة ومحاسبة الجناة القتلة.
لقد استشعر القادة العرب، ولا سيما العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، والرئيس السوري بشار الاسد، مخاطر هذا الاتهام، ومخاطر انزلاق لبنان إلى فتنة داخلية، وخاصة أن &laqascii117o;حزب الله" اعتبر القرار الظني المنتظر صدوره، فيما لو صدر بالصيغة التي يتم الحديث عنها، يستهدف الحزب كحالة مقاومة، ولا يستهدف الحزب كعناصر فقط، وهذا ما حذّر منه وأكد تصديه له ولو كلفه الامر اثماناً باهظة.
لقد جاءت الزيارات العربية والقمة الثلاثية لتؤكد أولاً دعم العرب، بمن فيهم سوريا للاستقرار السياسي عبر تثبيت اتفاق الطائف دستوراً للبلاد، وتسوية الدوحة المرحلية كضامنة لعدم استخدام السلاح في الداخل. وكذلك للاستقرار الامني بحيث لا تعود الفوضى من جديد إلى هذا البلد. كذلك فإن هذه القمة الثلاثية اكدت ضرورة التهدئة والانفتاح على الحوار البناء الذي يجنب البلد مزيداً من الاضطراب الذي يجعل التوتر عنواناً لكل المراحل، وهذا ما يهدد المواسم التي يعتمد عليها لبنان، وقد كان لافتاً تناقص عدد السياح في هذا الصيف.
كذلك فإنّ القادة العرب حرصوا على تحصين لبنان في مواجهة اي عدوان صهيوني جديد قد يستهدف لبنان من خلال الضغط على &laqascii117o;حزب الله" كي لا يعطي اية ذريعة &laqascii117o;للكيان الاسرائيلي" من أجل اشعال المنطقة.
والواضح ان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته التي القاها لمناسبة ذكرى عدوان تموز، والتي اخّرها عن موعدها الذي كان محدداً يوم الجمعة، أي يوم وصول القادة العرب، إلى يوم الثلاثاء، من اجل معرفة طبيعة القمة والمواقف التي صدرت عنها، قد لاقى هذه القمة في مواقفه. ويبدو ان القمة قد لاقت من قبل ايضاً دعوة الحزب لعدم اتهامه حيث عبّر عن ذلك يوم الجمعة الماضي وزير الزراعة حسين الحاج حسن، عندما اعلن ان الحزب سيبلغ القمة بشكل لا لبس فيه انه يرفض رفضاً قاطعاً اتهامه باغتيال الرئيس رفيق الحريري.
اذاً لاقى السيد نصر الله القمة في التهدئة في الداخل اللبناني، وأكد انه لن يتحدث عن الامور المتصلة بالمحكمة الدولية والقرار الظني، ألا انه اكد انه سيتهم &laqascii117o;الكيان الاسرائيلي" عبر وثائق قال إنها بحوزته بجريمة اغتيال الحريري. والسيد نصر الله عندم

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد