صحف ومجلات » أخبار من مجلات اسبوعية لبنانية
مجلة 'الشراع'
- سؤال إلى حزب الله
بعيداً عن التجاذب السياسي تم تمرير سؤال إلى حزب الله عن الأسباب التي جعلت بعض أركانه يشنون حملة على فرع المعلومات في حين إن المعلومات الموثقة لدى الحزب تبين ان هذا الفرع كان وما يزال ظهيراً أمنياً للمقاومة وحمايتها وانه كان صادقاً بكل ما زودها به وتأكدت أجهزتها من ذلك حتى من بين صفوفها كان اكتشاف عملاء بفضله، هل كل هذا لأنه اكتشف فايز كرم؟
- كيف قتل مغنية؟
صحيفة صهيونية تكشف كيف قتل مغنية عيد ميلاد زوجه الثالثة السورية سهل للموساد كشفه
في اول تبني شبه رسمي لعملية صهيونية في اغتيال مسؤول العمليات الخارجية في الحرس الثوري الايراني، اللبناني عماد مغنية، كشفت جريدة ((يديعوت احرونوت)) الصهيونية، ان فريقاً صهيونياً من الموساد هو الذي اغتال مغنية في دمشق مساء يوم 12/2/2008، وان العملية تمت بواسطة سيارة جرى تفخيخ الراديو داخلها ولحقت بمغنية من مكان الى آخر الى ان استقر خارجاً من منـزل زوجه السرية السورية نهاد حداد (30 سنة) وهي الثالثة بعد اللبنانية والايرانية.. وهذا يناقض ما قيل سابقاً بأنه تم تفخيخ مسند مقعد سيارته خلف رأسه.
الصحيفة الصهيونية تحدثت عن فرق صهيونية للاغتيال تحركت من اوروبا وبلاد عربية (لبنان والاردن) تابعت الرجل، حتى تأكدت من هويته وشخصيته اثر تأكدها منها بعد العمليات الجراحية التي خضع لها في الخارج لتغيير هيئته.
الصحيفة كشفت عن معرفة الموساد بزواج مغنية السري، وبعيد ميلاد زوجه الجديدة نهاد حداد وانه حمل معه الى دمشق هدية خاصة بها، لكن الموساد ربط بين عيد ميلاد الزوج السورية، واحتفال ايران بعيد انتصار ثورتها التاسع والعشرين، وحضور مغنية خاصة وانه كان ملاحقاً من بيروت، وتحديداً من الضاحية الجنوبية التي كانت احدى محطاته الثلاث (الضاحية، دمشق، طهران) التي يتحرك منها.
((يديعوت احرونوت)) كشفت ان تنفيذ العملية لم يكن ليتم دون مساعدة محلية، وقد المحت حسب مصادر لبنانية اعلامية الى دور للمعتقل اللبناني بتهمة التجسس لمصلحة العدو علي جراح، في تـزويد الموساد بتحركات مغنية في الحي الراقي في دمشق الذي نفذت فيه العملية، حيث سكن المسؤول الامني اللبناني – الايراني في شقة فخمة قدمها له ابن خال الرئيس السوري رامي مخلوف.
الامر الخطير الذي كشفته الصحيفة الصهيونية، ان الموساد كان يعرف عن اجهزة ركبت في سيارات قادة في حزب الله كانت تحدد مسار تحركاتهم في كل اتجاه، عملية قتل مغنية تمت بواسطة جهاز تفجير عن بعد مزود بثلاثة آلاف كرة معدنية، ركب مكان راديو سيارة تحركت واستقرت قرب سيارة مغنية فلما نـزل مغنية من سيارته وكان الاخير متوجهاً نحو منـزل يقصده للقاءات امنية جرى تفجير السيارة التي تحمل الراديو وقتلت مغنية.
الجدير ذكره ان الاستخبارات الايرانية التي جاءت على عجل الى دمشق للتحقيق في كيفية قتل رجلها في المنطقة سمعت من رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية السابق اللواء آصف شوكت ان السيارة التي قتلت مغنية جرى تفخيخها في الضاحية الجنوبية لبيروت، ولم يتم تفخيخها في دمشق.
- عون القلق من شعبية ((القوات)) يتهمها بالتسلح
بلغ السجال اشده بين ((القوات اللبنانية)) و((التيار الوطني الحر)) اثر اتهام رئيس التيار النائب ميشال عون ((القوات)) بالتسلح وهو ما رد عليه رئيس الهيئة التنفيذية لـ((القوات)) الدكتور سمير جعجع بالنفي متهماً عون بالكذب والتستر على حلفائه المسلحين.
مرد هذه الحملة التي شنها عون على ((القوات)) يعود الى تضرره واستيائه الشديد من القداس الحاشد الذي اقامته في ذكرى شهدائها وأظهر ان البساط الشعبي بدأ يسحب من تحت قدميه نتيجة انقلابه على مواقفه كما عبر الدكتور جعجع ولذلك جاء اتهام عون لـ((القوات)) بالتسلح ليؤكد قلقه من اتساع شعبية ((القوات)) على حساب رصيده الشعبي المسيحي الذي كان عون دوماً يفاخر به
- انقلاب ممنوع واغتيالات مسموحة؟
اكد دبلوماسي اوروبي في جلسة خاصة في بيروت بحضور نائب من قوى الرابع عشر من آذار/مارس، ان الوضع في لبنان بات مجمداً في اطار من الحذر والترقب لإرتباطه بالمفاوضات الايرانية – الاميركية، وسيشهد حالات تعطيلية واعتراضية من شأنها ان تؤدي الى ((كربجة)) الوضع الاداري والحكومي، لأن اية محاولة انقلابية غير مسموح بها، كما انه في الوقت نفسه لا قدرة لأي طرف على الغاء المحكمة الدولية.
الدبلوماسي حذر من حصول عملية اغتيالات في هذا الوقت المتوتر ومن دخول اكثر من طرف دولي واستخباراتي لزيادة البلبلة وتغيير مسارات الواقع السياسي.
- لا تكتم السر
رفعت جهات فاعلة في بيروت تقريراً مفصلاً ومرفقاً بوثائق وأدلة لجهات سياسية عليا في الدولة تثبت حصول اختلاسات مالية كبيرة داخل مجلس بلدي سابق وحالي لإحدى المدن اللبنانية ويهيمن عليه حزب الله.
وتؤكد الجهات في تقريرها ان الكثير من الهبات والمساعدات المالية العربية التي تسلمتها البلدية لم تسجل في سجلات الوارد العائدة للبلدية، وجرى اختلاسها بطرق ذكية، فضلاً عن ظهور معالم الثراء على العديد من اعضاء المجلس البلدي وقيام احدهم بشراء مساحات كبيرة من العقارات في خراج المدينة وفرزها وتعبيد طرقاتها بمساعدة احد النواب، واللافت في الامر ان احداً لم يحرك ساكناً ولم تجر مساءلة احد من قبل ديوان المحاسبة، فيما تتواصل السرقات والاختلاسات داخل المجلس البلدي الذي يخضع رئيسه لهيمنة حزب الله وتعليمات مسؤولين في الحزب.
وشكت الجهات من ناحية اخرى الفلتان الامني الذي تشهده المدينة والذي يتجلى بعودة عادة اطلاق الرصاص بغزارة في المناسبات وتكرار حصول المشاكل والخلافات الفردية والعشائرية التي تترافق مع اطلاق الرصاص وقذائف الـ (ب 7
- تحضيرات لزيارة نجاد
رصد جهاز امني عربي وصول مجموعات من ضباط الاستخبارات الايرانية الى لبنان في اطار التحضيرات للزيارة المرتقبة للرئيس احمدي نجاد الى لبنان، وعمد الضباط الايرانيون الى زيارة مناطق وبلدات وقرى في الجنوب التي من المحتمل ان تكون من ضمن برنامج زيارات نجاد، وأجروا فيها مسحاً امنياً بمساعدة مسؤولين امنيين في حزب الله.
وكانت مجموعة من الايرانيين من خبراء الصواريخ تمركزت في مقر سري لحزب الله في منطقة البقاع الغربي وأشرفت بنفسها على تحصينات ومواقع سرية لمنصات صواريخ بمشاركة ضباط من الجيش السوري، اذ يجري العمل على تدعيم جبهة البقاع الغربي لاعتبارها من الناحية الاستراتيجية حاصرة رخوة قد يتسلل منها الاسرائيليون باتجاه دمشق.
- ناشطون
تلقى ناشطون في تنظيمات وأحزاب متحالفة مع حزب الله مبالغ مالية من مسؤول مالي في الحزب بهدف استخدامها في كتابة لافتات وطباعة مناشير وبوسترات لرفعها في التحركات الاحتجاجية والعصيان الكبير الذي سيقوم به حزب الله على هامش القرار الظني للمحكمة الدولية.
وعلمت ((الشراع)) ان الحملة الاعلانية والتي تنظمها حركة ((المرابطون)) الجديدة التي افتتحها مؤخراً اللواء مصطفى حمدان تركز على النيل من رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع.
- حركة تسلح كثيفة
تشهد غير منطقة في لبنان حركة تسلح كثيفة. ويلاحظ في بعض المناطق ان اسعار الاسلحة الرشاشة الحربية ارتفع على نحو ملحوظ في اشارة الى وجود طلب على هذه الاسلحة.
الى ذلك تتكثف الجهود داخل قيادة الجيش اللنباني من اجل مواكبة الوضع الامني عن كثب ووضع خطط طوارئ لمواجهة اية عواصف امنية داخلية.
- زيارة نجاد
كشفت مصادر سياسية ان زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى بيروت كان من المقرر لها ان تستغرق عدة ايام لكن تم تقصيرها لغاية يومين فقط لاسباب على صلة بانشغالات نجاد. وتم على هذا الاساس ترتيب جدول اعمال مكثف للزيارة بحيث يزور نجاد اكثر من منطقة ويجري اكثر من نشاط. ولعل ابرز محطة لنجاد هي زيارته لـ بنت جبيل لما ترمز له من رمزية كونها عاصمة التحرير والمكان الذي قال فيه الامين العام لحزب الله السيد نصر الله بأن اسرائيل بيت عنكبوت وسيردد نجاد بحسب المعلومات هذه العبارة خلال كلامه في مدينة بنت جبيل المسماة عاصمة المقاومة
مجلة 'المحرر العربي'
واشنطن للأسد ونجاد: لبنان خط أحمر...
الأسد: سنمنع الاستيلاء على السلطة بالقوة؟
- واشنطن - خاص:
علمت "المحرر العربي&laqascii117o; من مصادر أميركية وثيقة الصلة بالإدارة، أن واشنطن أبلغت نظامي بشار الأسد ومحمود أحمدي نجاد (المتوقع زيارته لبنان في الثالث عشر من تشرين أول/ أكتوبر الجاري) أن "لبنان خط أحمر&laqascii117o;.. وأنها "تحمّلهما معاً مسؤولية ما قد يحدث فيه من قلب للأوضاع&laqascii117o;.
وتقول المصادر إياها إن الرئيس الأسد أجاب على الرسالة الأميركية بأنه "غير معنيّ بما يجري في لبنان، وأن لا صلة لسورية بأي مشروع لتغيير السلطة بالعنف. وأنه في حال حدث ذلك فإنه يعتبره خطراً على سورية نفسها تجري دراسته، حتى إذا ما أوجب الوضع التدخل لضبط الأمن فستفعل ذلك منعاً للاستيلاء على السلطة بالقوة&laqascii117o;؟؟؟
السفارات الغربية ترصد كل الإحتمالات : المحرر العربي
- جميل السيد في مواجهة الأب والإبن ..؟
يخشى المراقبون أن يكون لبنان على طريق إعادة السيناريو ذاته الذي أدى لتغييب الحريري الأب الشهيد والإعداد لتغييب ابنه انتقاماً ورفضاً لأي دور مميز لطائفته .
وقد لاحظ المراقبون أن الأساليب ذاتها تتبع اليوم وأن العناصر ذاتها التي أدت دورها في مرحلة سبقت تستعيد دورها في المرحلة الجديدة ، حتى إن جميل السيد ذاته الذي أدار معركة المواجهة مع الحريري الأب نيابة عن أهل القرار هو الذي يدير المعركة اليوم نيابة عن أهل القرار ذاتهم .؟
السفارات الغربية تلقت إشعاراً من وزارات خارجيتها بمتابعة هذا الموضوع ورصد كل عناصره للإعداد لمرحلة المواجهة الجديدة التي يفرضها "حزب الله&laqascii117o; ونظاما دمشق وطهران على الأرض اللبنانية وما قد يلده هذا الواقع الجديد من مخاطر
مجلة 'المحرر العربي'
- الحركة الإسلاميّة تطوّق محاولات إشعال الفتنة.. والتعقل والتحلّي بالمسؤوليّة كفيلان بوأدها
وائل نجم
النفوس لم يعد خافياً، ولم يعد يقف عند حدود جغرافية معينة، بل بات ينتقل كالنار في الهشيم من مكان إلى آخر ناشراً الخوف والتوتر المنذر بما هو أسوأ.
اليوم حديث الناس في الشارع وفي كل المناطق اللبنانية دون استثناء عن الخوف من الفتنة، والقلق من حصولها، والمطالبة من الجميع دون استثناء للعمل من اجل وأدها؛ فالجميع يتحسس المخاطر، ولا يريد ان يصاب بمكروه لا يستفيد منه سوى اعداء الامة المتربصون خلف الحدود.
إلا انه في مقابل هذا القلق، وهذا الشعور بالمسؤولية عند الجميع دون استثناء، نجد ان هناك من ينفخ في بوق الفتنة بعلم أو بغير علم.
محلياً على مستوى الاقطار، ومنها لبنان، هناك من يعمل على زرع الفتنة وإشعال فتيلها بهدف تحقيق بعض الغايات الخاصة، او ما يظنه مكاسب سياسية محلية، متجاهلاً مخاطر ذلك على كل المجتمع، وعلى المناطق المحيطة، وربما البعض يندفع في محاولات اشعال الفتنة من رغبة في خدمة المشاريع التي تخدم اعداء الامة، فيما البعض يرى فرصة احلامه في تحقيق ذاته وذات المكوّن الذي ينتمي إليه من خلال اتون الفتنة الذي يأكل من حصة غيره فيما يبقيه بعيداً عن شرورها ظناً منه انه سيبقى بمنأى عن ذلك.
وأما على مستوى المشاريع التي تستهدف الامة فهناك المشروع الذي رسمه الغرب لضرب وحدة هذه الامة من خلال اشعال الفتنة بين ابنائها تنفيذاً لمقولته في التفتيت والتجزيء، وتحقيقاً لمصالحه التي تتأمن من خلال هذا الهدف. وقد رأينا كيف عمل هذا الغرب من خلال الاحتلال في فلسطين او في العراق او في افغانستان او غيرها من البلاد، على إثارة الفتن الطائفية والعرقية والمذهبية التي توفر له الملاذ الآمن، والتي تتيح له البقاء والاستمرار وإضعاف هذه الامة.
وقد جاءت بعض المواقف التي اسهمت في رفع منسوب التوتر، ومنسوب العمل من اجل اشعال الفتنة من خلال بعض التصريحات التي تعرضت لمقام النبوة حيناً والقرآن حيناً آخر، وامهات المؤمنين طوراً والصحابة طوراً آخر، او من خلال بعض الممارسات التي قام بها البعض حرقاً للقرآن في مكان، واعتداء على مساجد في مكان آخر، فضلاً عن الضخ الاعلامي الكبير الذي يستهدف احياناً بعض الملفات السياسية التي تثير الغرائز الطائفية والمذهبية في اكثر من موقع.
ولعل المخاطر التي يشعر بها الجميع جراء اشتعال فتنة عمياء تطيح الكثير من مكتسبات الامة ليست قليلة وليست خافية على احد، ولعل المستفيد الأول والأوحد من هذه الفتنة هم اعداء هذه الامة، داخلياً من الذين يريدون تحقيق مصالحهم على حساب المجتمع، وخارجياً من الذين يطمعون بخيرات هذه الامة، ويخشون وحدتها لما ستمثله هذه الوحدة من قوة كبيرة تصب في مصلحة الامة جمعاء، لا في مصلحة فريق منها دون آخر.
واما الخاسرون فيما لو اشتعلت الفتنة -لا سمح الله- فهم ابناء هذه الامة جميعاً من الغيورين عليها، العاملين من اجل عزتها ومنعتها، الحاملين لواء الدفاع عنها في وجه كل من يريد النيل منها، ولعل الحركة الاسلامية بجناحيها الاسلاميين هي اول الخاسرين من اية فتنة قد تصيب الامة.
لقد ادركت الحركة الاسلامية خطورة هذه القضية منذ زمن قديم، فعملت حثيثاً على تعزيز العلاقات وتوطيد الصلة بين كل مكونات هذه الامة على المستوى العرقي والمذهبي وما سوى ذلك، ونجحت في كل المحطات التي عملت فيها على تعزيز ثقافة الوحدة والتكامل، ولكنها ربما كانت المرة الأولى التي تواجه فيها الحركة الاسلامية بجناحيها هذه المخاطر التي تتهدد الامة في وحدتها من خلال اشعال الفتن الطائفية والمذهبية والعرقية فيها، ومن هنا يكون الهم والمسؤولية اكبر من اجل قطع الطريق على هذه المحاولات التي تستهدف امتنا في اكبر نقطة قوة تتمتع بها.
لقد شهدت الساحة المحلية بعض التحركات التي تصب وتسهم في قطع الطريق على محاولات اشعال الفتنة، كما كان لبعض المواقف الهامة التي اطلقت صدى كبيراً ومهماً في اعاقة هذه المحاولات. فالزيارات التي قامت بها الجماعة الاسلامية في اكثر من اتجاه، لتخفيف حدة الاحتقان، واللقاءات التي تمت مع العديد من الاطراف في الساحة اللبنانية اسهمت في التخفيف من بعض منسوب التوتر والقلق، وتعزيز العلاقة مع حزب الله تحديداً ومع حركة امل ايضاً كان وسيبقى صمام امان امام كل محاولات البعض لاشعال الفتنة المذهبية، واللقاءات مع الاطراف اللبنانية الاخرى ستبقى ايضاً صمام امان امام اشعال الفتن المناطقية والطائفية، وهذا ما يسهم في وأد الفتنة في مهدها، وهناك الزيارات واللقاءات التي تجريها كل الاطراف الاخرى والتي يكون لها ذات المفعول والعائد.
كذلك فإنّ المواقف والتصريحات التي ادانت التعرض لمقامات امهات المؤمنين والصحابة الكرام، والتي صدرت عن مراجع اسلامية عليا، وكذلك الموقف الذي اتخذه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والذي رحب فيه بكل ما من شأنه ان يقطع الطريق على الفتنة؛ فضلاً عن المواقف التي اطلقتها القوى السياسية الاسلامية في لبنان وفي العديد من اقطار العالم الاسلامي، والتي نادت بالوحدة وحذرت من الفتنة، كل ذلك طوّق إلى حد كبير محاولات اشعال الفتنة في لبنان وفي العالم الاسلامي، وجعل هذه المحاولات تبوء بالفشل إلى الآن.
هل سيكون نداء العقل والتحلي بالمسؤولية التاريخية حاضراً دائماً في كل المحطات والمواقف والجهود، ام ان صوت التسرّع والاصغاء إلى غير ذلك سيجرّ الجميع إلى ما يمكن ان يحقق حلم الاعداء؟؟ نداء برسم كل العاملين في الساحة الاسلامية والوطنية.
وائل نجم
النفوس لم يعد خافياً، ولم يعد يقف عند حدود جغرافية معينة، بل بات ينتقل كالنار في الهشيم من مكان إلى آخر ناشراً الخوف والتوتر المنذر بما هو أسوأ.
اليوم حديث الناس في الشارع وفي كل المناطق اللبنانية دون استثناء عن الخوف من الفتنة، والقلق من حصولها، والمطالبة من الجميع دون استثناء للعمل من اجل وأدها؛ فالجميع يتحسس المخاطر، ولا يريد ان يصاب بمكروه لا يستفيد منه سوى اعداء الامة المتربصون خلف الحدود.
إلا انه في مقابل هذا القلق، وهذا الشعور بالمسؤولية عند الجميع دون استثناء، نجد ان هناك من ينفخ في بوق الفتنة بعلم أو بغير علم.
محلياً على مستوى الاقطار، ومنها لبنان، هناك من يعمل على زرع الفتنة وإشعال فتيلها بهدف تحقيق بعض الغايات الخاصة، او ما يظنه مكاسب سياسية محلية، متجاهلاً مخاطر ذلك على كل المجتمع، وعلى المناطق المحيطة، وربما البعض يندفع في محاولات اشعال الفتنة من رغبة في خدمة المشاريع التي تخدم اعداء الامة، فيما البعض يرى فرصة احلامه في تحقيق ذاته وذات المكوّن الذي ينتمي إليه من خلال اتون الفتنة الذي يأكل من حصة غيره فيما يبقيه بعيداً عن شرورها ظناً منه انه سيبقى بمنأى عن ذلك.
وأما على مستوى المشاريع التي تستهدف الامة فهناك المشروع الذي رسمه الغرب لضرب وحدة هذه الامة من خلال اشعال الفتنة بين ابنائها تنفيذاً لمقولته في التفتيت والتجزيء، وتحقيقاً لمصالحه التي تتأمن من خلال هذا الهدف. وقد رأينا كيف عمل هذا الغرب من خلال الاحتلال في فلسطين او في العراق او في افغانستان او غيرها من البلاد، على إثارة الفتن الطائفية والعرقية والمذهبية التي توفر له الملاذ الآمن، والتي تتيح له البقاء والاستمرار وإضعاف هذه الامة.
وقد جاءت بعض المواقف التي اسهمت في رفع منسوب التوتر، ومنسوب العمل من اجل اشعال الفتنة من خلال بعض التصريحات التي تعرضت لمقام النبوة حيناً والقرآن حيناً آخر، وامهات المؤمنين طوراً والصحابة طوراً آخر، او من خلال بعض الممارسات التي قام بها البعض حرقاً للقرآن في مكان، واعتداء على مساجد في مكان آخر، فضلاً عن الضخ الاعلامي الكبير الذي يستهدف احياناً بعض الملفات السياسية التي تثير الغرائز الطائفية والمذهبية في اكثر من موقع.
ولعل المخاطر التي يشعر بها الجميع جراء اشتعال فتنة عمياء تطيح الكثير من مكتسبات الامة ليست قليلة وليست خافية على احد، ولعل المستفيد الأول والأوحد من هذه الفتنة هم اعداء هذه الامة، داخلياً من الذين يريدون تحقيق مصالحهم على حساب المجتمع، وخارجياً من الذين يطمعون بخيرات هذه الامة، ويخشون وحدتها لما ستمثله هذه الوحدة من قوة كبيرة تصب في مصلحة الامة جمعاء، لا في مصلحة فريق منها دون آخر.
واما الخاسرون فيما لو اشتعلت الفتنة -لا سمح الله- فهم ابناء هذه الامة جميعاً من الغيورين عليها، العاملين من اجل عزتها ومنعتها، الحاملين لواء الدفاع عنها في وجه كل من يريد النيل منها، ولعل الحركة الاسلامية بجناحيها الاسلاميين هي اول الخاسرين من اية فتنة قد تصيب الامة.
لقد ادركت الحركة الاسلامية خطورة هذه القضية منذ زمن قديم، فعملت حثيثاً على تعزيز العلاقات وتوطيد الصلة بين كل مكونات هذه الامة على المستوى العرقي والمذهبي وما سوى ذلك، ونجحت في كل المحطات التي عملت فيها على تعزيز ثقافة الوحدة والتكامل، ولكنها ربما كانت المرة الأولى التي تواجه فيها الحركة الاسلامية بجناحيها هذه المخاطر التي تتهدد الامة في وحدتها من خلال اشعال الفتن الطائفية والمذهبية والعرقية فيها، ومن هنا يكون الهم والمسؤولية اكبر من اجل قطع الطريق على هذه المحاولات التي تستهدف امتنا في اكبر نقطة قوة تتمتع بها.
لقد شهدت الساحة المحلية بعض التحركات التي تصب وتسهم في قطع الطريق على محاولات اشعال الفتنة، كما كان لبعض المواقف الهامة التي اطلقت صدى كبيراً ومهماً في اعاقة هذه المحاولات. فالزيارات التي قامت بها الجماعة الاسلامية في اكثر من اتجاه، لتخفيف حدة الاحتقان، واللقاءات التي تمت مع العديد من الاطراف في الساحة اللبنانية اسهمت في التخفيف من بعض منسوب التوتر والقلق، وتعزيز العلاقة مع حزب الله تحديداً ومع حركة امل ايضاً كان وسيبقى صمام امان امام كل محاولات البعض لاشعال الفتنة المذهبية، واللقاءات مع الاطراف اللبنانية الاخرى ستبقى ايضاً صمام امان امام اشعال الفتن المناطقية والطائفية، وهذا ما يسهم في وأد الفتنة في مهدها، وهناك الزيارات واللقاءات التي تجريها كل الاطراف الاخرى والتي يكون لها ذات المفعول والعائد.
كذلك فإنّ المواقف والتصريحات التي ادانت التعرض لمقامات امهات المؤمنين والصحابة الكرام، والتي صدرت عن مراجع اسلامية عليا، وكذلك الموقف الذي اتخذه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والذي رحب فيه بكل ما من شأنه ان يقطع الطريق على الفتنة؛ فضلاً عن المواقف التي اطلقتها القوى السياسية الاسلامية في لبنان وفي العديد من اقطار العالم الاسلامي، والتي نادت بالوحدة وحذرت من الفتنة، كل ذلك طوّق إلى حد كبير محاولات اشعال الفتنة في لبنان وفي العالم الاسلامي، وجعل هذه المحاولات تبوء بالفشل إلى الآن.
هل سيكون نداء العقل والتحلي بالمسؤولية التاريخية حاضراً دائماً في كل المحطات والمواقف والجهود، ام ان صوت التسرّع والاصغاء إلى غير ذلك سيجرّ الجميع إلى ما يمكن ان يحقق حلم الاعداء؟؟ نداء برسم كل العاملين في الساحة الاسلامية والوطنية.
