- صحيفة 'النهار'
الانظار التي كانت شاخصة امس الى مونترو في سويسرا لتتبع القمة اللبنا نية – الفرنسية على هامش اعمال القمة الفرنكوفونية، استدارت الى المشهد اللبناني – السوري الذي اقتحمه تصريح لرئيس الوزراء السوري محمد ناجي العطري هاجم فيه قوى 14 آذار، مما أثار عاصفة من الردود والعديد من التساؤلات.
المواكبون عن ضرب للعلاقات بين بيروت ودمشق رأوا ان هناك فارقا كبيرا بين الحديث الذي ادلى به رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في السادس من ايلول الماضي لصحيفة 'الشرق الاوسط'، اذ مد جسراً كبيراً في العلاقات بينه وبين الرئيس السوري بشار الاسد، وحديث الرئيس العطري الذي نشرته امس صحيفة 'الراي' الكويتية، باعتباره احرج تيار 'المستقبل' الذي يتزعمه الرئيس الحريري بسبب استهداف رئيس الحكومة السوري تياراً سياسياً كبيراً ينتمي اليه نظيره اللبناني.
وتساءل هؤلاء عن مدى صحة الانباء التي توافرت بعد القمة السعودية – السورية في مطار الرياض الاحد الماضي، والتي اشارت الى اتفاق الجانبين على ضرورة المحافظة على الاستقرار في لبنان، فيما يؤشر تصريح العطري إلى هزّ هذا الاستقرار؟
كذلك تساءلوا عما اذا كانت الحملة السورية الرسمية التي هي الاولى من نوعها منذ وقت طويل تشير الى ان دمشق بدأت تضيق ذرعا بانسداد الافق امام محاولات النيل من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، فأرادت ان تدخل مباشرة على خط الضغوط على الرئيس الحريري الذي أكد بصورة جازمة ان لا تراجع عن المحكمة مهما اشتدت هذه الضغوط.
ومن التساؤلات ايضا: هل التعقيدات الاقليمية والدولية التي بدأت تظهر بجلاء في الملف العراقي ولاحت بوادرها في العلاقات الاميركية – السورية بدأت تلقي بثقلها على الوضع اللبناني، ولو اقتضى الامر إقلاع المسؤولين السوريين عن اسلوب التحفظ الذي اشتهروا به؟
'المستقبل'
وفيما قالت مصادر بارزة في كتلة 'المستقبل' النيابية لـ'النهار' ان الرئيس الحريري 'لم يقدم أية التزامات او وعود امام القيادة السورية. وان ما تروجه قوى 8 آذار في هذا الخصوص لا يتعدى كونه إما كذب وإما تمنيات.
مجلس الوزراء
وفي انتظار جلاء هذه التطورات، بدأ الاهتمام يتركز على ما سيفعله رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي سيعود في وقت متأخر هذه الليلة الى بيروت بعد مشاركته في قمة سويسرا، في شأن تحضير الاجواء، لجلسة خاصة تتعلق بمتابعة البحث في ما يسمى ملف شهود الزور، بعدما اخذ على عاتقه ذلك في الجلسة الاخيرة للمجلس.
وفي هذا السياق، قالت مصادر وزارية بارزة لـ'النهار' انه عندما اثيرت قضية شهود الزور في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء رد رئيس الجمهورية بأن ثمة اختلافا في وجهتي نظر، احداها تقول بأن القضاء العادي هو المرجع الصالح للنظر في القضية، فيما تنادي الاخرى باحالتها على المجلس العدلي. ومن الواضح ان التفاهم يحتاج الى بعض الوقت، وانتظروا حتى تسفر المساعي عن حل بالتراضي'. واعتبرت المصادر ان موقف رئيس الجمهورية صحيح، وان يقول رئيس الجمهورية ذلك فهذا يعني انه يجري البحث عن حل، وواضح جدا ان البحث عن هذا الحل جار. وفي رأيها ان اطره سياسية، ولم تستبعد التوصل اليه.
القمة
ومن مونترو، سويسرا كتب مندوب 'النهار' الزميل خليل فليحان ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ابدى في لقائه مع سليمان استعداد بلاده لاستضافة الزعماء اللبنانيين المعنيين والمؤثرين الذين يمكن ان يساعدوا في حل الازمة المطروحة التي يعيشها لبنان دون الخوض في أي تفاصيل، ولم يخف قلقه من الوضع المحتقن السائد حاليا نتيجة مضمون القرار الاتهامي المتوقع ورفض 'حزب الله' اتهامه باغتيال الرئيس رفيق الحريري. ولفت ايضا الى المخاوف الجدية على امن الجنود الفرنسيين العاملين في 'اليونيفيل'.
وعلمت'النهار' ان ساركوزي متمسك بالمحكمة 'لأن اللبنانيين طالبو ا بها'. وتوقع فشلا كبيرا للرئيس الاميركي باراك اوباما في الانتخابات النصفية في الثالث من الشهر المقبل استنادا الى مصدر في الوفد الفرنسي.
وخلال جلسة العمل المغلقة الاولى للقمة الفرنكوفونية، اكد الرئيس سليمان في كلمته 'ضرورة ان يكون اي حل دائم لمشكلة الشرق الاوسط عادلا وشاملا، مشددا في المقابل على 'ان لبنان لن يقبل بالحل على حسابه(...) ولا ينبغي في اي حال ان يجيز التوطين النهائي للاجئين الفلسطينيين على ارضنا الوطنية'.
وجدد تمسك لبنان 'بثوابته السياسية ولاسيما لجهة سعيه الى فرض تطبيق القرار 1701'. ولفت الى ان الدول العربية 'قامت بخيار استراتيجي يوم اقترحت في قمة بيروت عام 2002 مبادرة شاملة للسلام. وفي المقابل فان اسرائيل تنغلق على نفسها في موقفها الايديولوجي القائم على الرفض'.
وجرى في مستهل الجلسة انتخاب الرئيس سليمان نائباً لرئيسة القمة.
العطري والردود
وبالعودة الى العطري، فقد قال لصحيفة 'الرأي' الكويتية: 'نحن لا ننظر الى 14 و15 و16 آذار. فهذه الهياكل كرتونية'. اضاف: 'من هم هؤلاء (...) سوريا لا تنظر الى هذه التسميات بعين من الجدية'.
وأبرز الردود صدر عن تيار 'المستقبل' الذي قال في بيان انه 'يأسف ان يصدر عن رئيس وزراء دولة شقيقة مثل هذا الكلام غير المناسب في حق حركة سياسية شعبية يعتبر تيار المستقبل نفسه جزءاً لا يتجزأ منها'.
ورأى البيان ان تصريحات العطري تشكل 'تدخلاً في شؤون لبنان الداخلية'.
وقال رئيس الهيئة التنفيذية لحزب 'القوات اللبنانية' سمير جعجع ان 'هذه الهياكل الكرتونية هي التي أسقطت نظام الوصاية السورية في لبنان عام 2005 على رأسه وأدت الى خروجه'.
واعتبر وزير العمل بطرس حرب عقب لقاء مع الرئيس سعد الحريري امس ان تصريحات العطري 'لا تخدم التوجه اللبناني الذي يجب ان يلاقيه توجه سوري في تحسين العلاقات. نحن نخطو الى الامام ولا نجد ان سوريا تفعل الامر نفسه، بل نرى مواقف مشجعة أحياناً وصادمة أحياناً أخرى'.
زوار دمشق
والى دمشق يتوجه اليوم رئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط للقاء الرئيس السوري بشار الاسد الذي سيستقبل غداً الرئيس عمر كرامي. وعشية هذين اللقاءين قال وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي: 'دخلنا مرحلة جديدة اليوم، والمعلومات التي تشير الى صدور القرار الاتهامي في آذار المقبل قد يكون فيها الكثير من الصحة نتيجة التحركات واللقاءات الاقليمية والداخلية وتلك التي اجراها الرئيس الحريري'. ورأى 'ان اي قرار يتخذه الرئيس سعد الحريري سيكون صعباً جداً، وسيقدّر لما سيقدم عليه، فالقرار قد يكون صعباً في حينه لكنه سيكون طبعاً اقل كلفة على لبنان في المدى البعيد'، داعياً الى 'تكوين اي ملف يساعد رئيس الحكومة من دون ان يتم ذلك بالاكراه او بالضغط عليه، بل عبر مساعدته'.
- صحيفة 'الديار'
تؤشر المعطيات السياسية في البلاد أن الهدنة التي التزم بها فريقا الموالاة والمعارضة بانتظار الاتصالات الإقليمية والمحلية بدأت تترنح، وبأن الوقت بدأ ينفد، وان التصريحات العالية السقف والهجومات المضادة عادت الى الواجهة الإعلامية.
وعلى ما يبدو، فإن الحركة السياسية نهاية الاسبوع كانت شبه معدومة وحركة الإتصالات تم تجميدها الى الأسبوع المقبل، فيما سيزور النائب جنبلاط اليوم دمشق بدعوة من الرئيس السوري بشار الأسد لمناقشة التطورات على الساحة اللبنانية كما سيلتقي الرئيس الأسد يوم غد الإثنين الرئىس عمر كرامي للغاية ذاتها.
وقد كشف وزير الاشغال غازي العريضي بأن تأخير القرار الإتهامي الى آذار المقبل من العام 2011 قد يكون فيه الكثير الكثير من الصحة، ودعا الرئىس الحريري الى تنفيذ ما تعهد به امام الرئيس الاسد.
واشار العريضي الى ان هناك حرصا لدى المملكة السعودية وسوريا على تثبيت الاستقرار في لبنان، وهذا الأمر تم بحثه خلال القمة الأخيرة التي عقدت في الرياض بين العاهل السعودي والرئيس السوري، على ان يتم تحصين ذلك من خلال التواصل بين اللبنانيين.
واضاف، لبنان امام حالة دقيقة جدا واي قرار سيتخذ من قبل الرئيس الحريري سيكون صعبا وانه سيقدر تماما ما سيقدم عليه، معتبراً ان القرار سيكون صعبا في حينه، لكنه سيكون اقل كلفة على المدى البعيد وافضل للبلاد.
اما في قضية شهود الزور، فإن مجلس الوزراء الذي سينعقد الأسبوع المقبل، تقول المعلومات، انه من المرجح تأجيل الجلسة المخصصة لهذا الملف الى اسبوع آخر، بانتظار ما ستؤول اليه الإتصالات بشأن هذا الملف.
تداعيات تصريح العطري
الى ذلك نقل زوار الرئىس الحريري انزعاجه من تصريح رئيس الوزراء السوري حول 14 آذار الذي وصف فيه هذا الفريق بأنه هياكل كرتونية واضاف الزوار انه في الوقت الذي يتخذ خطواته تجاه سوريا بالإيجابية الدائمة فإن ما يصدر عن سوريا لا يدل على ملاقاة هذه الإيجابية بإيجابية مماثلة، ورغم ذلك يضيف الزوار انه ما زال متمسكا بالصفحة الجديدة التي فتحت مع سوريا.
وفي هذا السياق، أكد الزوار ان الرئىس الحريري متمسك بالمحكمة الدولية، وهذا الموقف لا تراجع عنه، وان هناك خطوات مقبلة لتعزيز دور فريق 14 اذار في مواجهة الحملة الشرسة التي تخاض ضده.
ومن ناحية اخرى وحسب اوساط موثوقة في تيار المستقبل فقد ذهل الرئىس سعد الحريري وعدد من الناشطين في تيار المستقبل من إقدام المعارضة وخصوصا التيار الوطني الحر على استباحة حرمة الأموات في كلام إتهامي بدا وكأنه اصبح سهلاً وهيناً على المتطاولين على الرئيس الشهيد رفيق الحريري حتى وصلت الامور بالمعارضة الى المطالبة بمحاكمته.
وتضيف الأوساط ان كلام النائب بهية الحريري في مجدليون أثناء استقبالها وزير الاشغال غازي العريضي كان أقرب الى الصرخة والاستنكار، عندما قالت: انا مستعدة لأن امثل مكانه في محاكمته حتى نظهر أعماله العظيمة في بناء لبنان.
هذه الفوضى في المعارضة التي تناولت أحد ابرز رموز الأكثرية في لبنان، دفعت بالناشطين في تيار المستقبل الى تحضير الملفات لإعلانها بصراحة وموثقة بالأرقام والتواريخ ضد عدد من المعارضين، كان تيار المستقبل يحاذر فتحها، لكن عندما وصل الموسى الى المحرمات، فإن تيار المستقبل يرفض ان يقتل الرئيس رفيق الحريري مرتين.
من هنا ترى الأوساط الموثوقة بأن كلاماً صريحاً وصل الى من يعنيهم الأمر، لأن لا سقف محددا عندما سيفتح الملف لأي قيادي معارض.
وأوصل أحد الإعلاميين البارزين كلاماً واضحاً، أنه اذا استمر التيار الوطني الحر في استسهال الكلام الكبير ضد الرئىس رفيق الحريري فإن كل شيء سيصبح مباحا، وسيعرض أمام وسائل الإعلام.
وما البيان الذي أذاعته الأمانة العامة لقوى 14 اذار التي طالبت العماد عون برفع السرية المصرفية عن أمواله وعائلته الا عيّنة بسيطة من المعركة التي ستصبح مفتوحة على مصراعيها وبأن الآتي اعظم.
الى ذلك، فقد اعتبرت اوساط مطلعة ان فريق 14 اذار سجّل حتى الآن نقطتين:
الاولى، استمرارية المحكمة الدولية، ومواقف 8 آذار تعكس هذا الواقع.
الثانية، فريق 8 آذار يسرق الهدنة الاعلامية السياسية التي نتجت عن القمة السعودية السورية اللبنانية في بعبدا.
وقالت الأوساط ان الرئيس الحريري لن يرد حاليا على ما يطال 14 اذار او المحكمة، لأنه يعتبر حتى حينه انهم يحاولون استدراجه ليظهر وكأنه منقلب على الحوار والتفاهم.
وبيان المستقبل دليل واضح على انه لم يدخل في هذا السجال مباشرة، وهو سيبقى محافظاً على شعرة معاوية مع القيادة السورية.
من جهته قال نائب في تيار المستقبل ان العماد عون مصمم على ان يكون رأس حربة في المواجهة ضد تيار المستقبل، ويذهب في موضوع الموازنة دون مراعاة الخصوصية ويريد فتح الصفحات الماضية بطريقة استفزازية وموجهة، ويأخذ على عاتقه تعطيل انجاز الموازنة.
وأضاف النائب ان وزير البيئة زاره مرة واطلعه على ملف محفار المتين الا ان العماد عون والوزير عبود اصرا على المضي في الموضوع رغم ان ما يطبق على مناطق لا يطبّق على المتين، ويصرون على معركة مجانية مع تيار المستقبل، مع ان وزير البيئة دشن محمية شننعير وشارك مع جماعة التيار وقدم عرض كوتا للتشجير، فيما العماد عون وحسب هذا النائب انه لا يرى الا المتين ليستهدف وزير البيئة كونه بتكتل المستقبل.
سليمان
اما في القمة الفرانكوفونية، فقد اكد رئىس الجمهورية العماد ميشال سليمان على ضرورة ان يكون اي حل دائم لمشكلة الشرق الاوسط عادلا وشاملا ويطاول مختلف اوجه الصراع والميادين مشددا في المقابل، على ان لبنان لن يقبل ان يتم الحل على حسابه او بصورة تتعارض ومصالحه الحيوية وهو &laqascii117o;لا يجب في اي حال من الاحوال ان يجيز التوطين النهائي للاجئىن الفلسطينيين على ارضنا الوطنية وبصورة تتناقض مع حقوقهم الطبيعية وابرزها حقهم الشرعي بالعودة الى ديارهم"، معوّلاً في هذا الإطار على التضامن الفاعل للبلدان الشقيقة والصديقة وتحديدا الدول الاعضاء في المنظمة الدولية للفرانكوفونية.
واكد ان القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الامن والمبادئ المعتمدة في مؤتمر مدريد اضافة الى المقترحات المختلفة لمبادرة السلام العربية تشكل بحد ذاتها عناصر اساسية للحق.
وجدد تمسك لبنان بثوابته السياسية لا سيما لجهة سعيه لفرض تطبيق القرار 1701 بكافة مندرجاته ضمن إطار تمسكه بقرارات مجلس الامن ذات الصلة الضامنة لسيادته ولوحدة اراضيه، وذلك بالتزامن مع سعيه لتوحيد العناصر المكونة لقدراته الوطنية بوجه التحديات والتهديدات الاسرائىلية.
واوضح ان بين الثوابت التي يواصل لبنان ابرازها ما يندرج في اطار سهره على تمتين مؤسساته الشرعية والحفاظ على استقراره الداخلي وعلى مرتكزات الوفاق الوطني والديموقراطية الميثاقية التي يقوم عليها النظام اللبناني فضلا عن سعيه لتأمين اطار ملائم للتطور الاقتصادي والاجتماعي.
وكان رئيس الجمهورية قد التقى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في مقر اقامته في مونترو ظهر امس وجرى البحث بينهما في وضع عملية السلام في الشرق الاوسط والعلاقات الثنائية بين البلدين ومواصلة تعزيزها على كافة المستويات وفي شتى المجالات.
كما حضر واللبنانية الاولى السيدة وفاء الجلسة الافتتاحية للقمة الفرانكوفونية الـ 13 التي انعقدت في قصر المؤتمرات في مونترو بحضور ممثلين عن الدول الاعضاء في المنظمة الناطقة كليا او جزئيا باللغة الفرنسية وممثلين عن دول بصفة مراقب.
ورافق الرئيس سليمان والسيدة وفاء الى الجلسة الافتتاحية نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني الياس المر، وزيرا الخارجية والمغتربين علي الشامي والثقافة سليم وردة والممثل الشخصي لرئيس الجمهورية لدى المنظمة الفرانكوفونية الدكتور خليل كرم.
السينودس
من جهة اخرى طالب سينودس الشرق الاوسط للأساقفة الكاثوليك المنعقد في الفاتيكان في رسالته الختامية المجتمع الدولي وخاصة الامم المتحدة بوضع حد للاحتلال الاسرائىلي لمختلف الاراضي العربية من خلال تطبيق قرارات الامم المتحدة ذات الصلة.
واشار الاساقفة الذين جاء معظمهم من الشرق الاوسط الى ان مواطني دول الشرق الاوسط يناشدون المجتمع الدولي وخاصة الامم المتحدة العمل بصدق من اجل حل سلمي ونهائي في المنطقة وذلك من خلال تطبيق قرارات مجلس الامن الدولي واتخاذ التدابير القانونية اللازمة لوضع حد لاحتلال مختلف الاراضي العربية من قبل اسرائىل.
وبهذه الطريقة سيتمكن الشعب الفلسطيني من ان يكون له وطن مستقل وسيد وان يعيش فيه في كرامة واستقرار كما اكد الاساقفة.
واضافوا &laqascii117o;كما سيكون بإمكان اسرائىل ان تنعم بالسلام والامن داخل حدود معترف بها دوليا".
واعتبروا ان مدينة القدس ستتمكن من الحصول على الوضع العادل الذي سيحترم طابعها المميز وقدسيتها وارثها الديني لكل من الديانات الثلاث اليهودية والمسيحية والاسلامية &laqascii117o;آملين" ان يصبح حل الدولتين واقعا وان لا يبقى مجرد حلم.
واشار السينودس الى قرار مجلس الامن الدولي 242 بدون ان يسميه والذي دان في تشرين الثاني 1967 الاستحواذ على الاراضي بالحرب وطالب بـ &laqascii117o;انسحاب القوات الاسرائىلية من الاراضي التي احتلتها" عقب حرب حزيران في تلك السنة. وقد تبع ذلك القرار قرارات عدة اخرى تصب في الاتجاه نفسه.
- صحيفة 'المستقبل'
التقى رئيس الجمهورية ميشال سليمان بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في مونترو السويسرية أمس على هامش المشاركة في القمة الثالثة عشرة للفرنكوفونية التي انتخبته نائباً لرئيسها، وجرى البحث بينهما في وضع عملية السلام في الشرق الأوسط، وفي العلاقات الثنائية بين البلدين ومواصلة تعزيزها على المستويات كافة وفي شتى المجالات.
هذا وقد أشار وزير الثقافة سليم وردة الذي شارك في اللقاء لـ'المستقبل' الى 'أن الأجواء كانت ايجابية' وأن ساركوزي أكّد دعمه 'لرئاسة الجمهورية ولحكومة الوحدة الوطنية في لبنان، ولمساعي الرئيس سليمان في حل الأزمة اللبنانية الحاصلة بالهدوء والحوار والبعد عن التشنج' كما أعربت فرنسا عن 'استعدادها لاستضافة الفرقاء اللبنانيين اذا كان ذلك يساعد في أجواء التهدئة'.
هذا وقد توقف مراقبون عند حرص الرئيس الفرنسي على لقائه الرئيس سليمان بالرغم من ضيق الوقت، ودلالة ذلك، حيث ان ساركوزي لم يمكث في مونترو سوى ساعات قليلة عاد بعدها الى فرنسا لمتابعة الوضع الداخلي.
وفي مداخلته في الجلسة الأولى للقمة، أكّد الرئيس سليمان على أنّه 'بين الثوابت التي يواصل لبنان ابرازها ما يندرج في اطار سهره على تمتين مؤسساته الشرعية والحفاظ على استقراره الداخلي وعلى مرتكزات الوفاق الوطني والديموقراطية الميثاقية التي يقوم عليها النظام اللبناني'. كما شدّد على ان 'لبنان لن يقبل بأي حل على حسابه ويتعارض مع مصالحه الحيوية' مؤكداً على ضرورة أن يكون أي حل في الشرق الأوسط 'عادلاً وشاملاً ويطاول مختلف أوجه الصراع'.
في هذا الوقت توالت الردود على الكلام المنسوب إلى رئيس الوزراء السوريّ محمد ناجي عطري الذي وصف قوى 14 آذار بأنها 'هياكل كرتونية' فأصدر 'تيار المستقبل' بياناً جاء فيه: 'نقلت صحيفة الرأي الكويتية عن رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري وصفه لحركة 14 آذار بأنها هيكل كرتوني. ان تيار المستقبل يأسف ان يصدر عن رئيس وزراء دولة شقيقة مثل هذا الكلام غير المناسب في حق حركة سياسية شعبية يعتبر تيار المستقبل نفسه جزءاً لا يتجزأ منها، خصوصاً وأنه يشكل تدخلاً في شؤون لبنان الداخلية'.
ومن جهته ذكّر رئيس الهيئة التنفيذية في 'القوات اللبنانية' سمير جعجع بأنّ 'الهياكل الكرتونية هي التي اسقطت نظام الوصاية السورية واخرجته من لبنان'، متمنياً على عطري أن 'يكون أدق في توصيف الأمور'. وأدرج جعجع الحملة على 'قوى 14 آذار' في سياق الحملة على رئيس الحكومة سعد الحريري.
واستغرب وزير التربية حسن منيمنة 'هذا الخط من التصاريح' خصوصاً وأنّ رئيس مجلس الوزراء 'صادق جداً ويريد أحسن العلاقات مع سوريا ويريد بناء علاقات ثابتة ولا تهتز نتيجة مثل هذه التصريحات المفاجئة والتي تطرح علامات استفهام'. وقال ان عطري 'يقول ان اكثرية الشعب اللبناني هم من كرتون، وهذا الكلام يؤدي الى زعزعة العلاقات بين الشعبين الشقيقين'.
وأكّد وزير العمل بطرس حرب 'اننا لبنانياً مصممون على علاقات ممتازة ومتساوية وندية مع سوريا، فيها الاحترام المتبادل للسيادة والاستقلال ولحرية الشعوب في تقرير مصيرها، فلا نتدخل بشؤون بعضنا البعض الداخلية، وفيها التصميم على أن تكون هذه العلاقات جدية'. لكنه أسف لأنه 'كلما نخطو خطوات الى الأمام لا نجد ان سوريا تخطو الخطوات ذاتها بل نرى مواقف تكون مشجعة في بعض الاحيان وصادمة في احيان أخرى'. واعتبر حرب ان تصريح عطري 'لا يخدم التوجه اللبناني الذي يجب ان يلاقيه توجه سوري في تحسين العلاقات اللبنانية السورية واعادة بنائها على اسس سليمة لكي لا نعود الى ما كنا عليه في الماضي والشكوى والممارسات السيئة التي كانت تحصل'.
ومن جهته، اعتبر عضو 'كتلة المستقبل' النائب عقاب صقر ان حديث عطري عما اعتبره 'قوى كرتونية ما هو الا لغة خشبية نأمل ان يغادرها لما فيه مصلحة سوريا ولبنان معاً'. ورأى ان هذا الكلام 'يخالف أدنى أدبيات التخاطب السياسي والاعتبارات الديبلوماسية التي يفترض ان تحكم خطاب رئيس حكومة سوريا تجاه قوى سياسية أساسية وشريحة كبيرة من اللبنانيين' ووضعه في خانة 'عملية التقويض الممنهج للانطلاقة الجديدة للعلاقة اللبنانية السورية'. وأضاف 'ان مثل هذا التصريح يجعلنا نتفهم بعض التسريبات الاعلامية وبعض الكلام اللامسؤول والعشوائي الذي يطلقه بعض المسؤولين اللبنانيين الذين يلتقون ربما في سوريا شريحة سياسية مثل السيد عطري'.
كذلك وضع صقر هذا الكلام 'برسم القيادة السورية والرأي العام السوري واللبناني للوقوف على أسباب تردي العلاقات تاريخياً بين البلدين بفعل مثل هذه التصريحات اللامسؤولة'. وسأل 'كيف يقنعنا عطري بأنه يترجم حرص الرئيس بشار الأسد على الوقوف على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين واحترام كل فرد لبناني حسبما أكد في تصريحه الصحافي، في حين أنه هاجم في التصريح نفسه جزءاً كبيراً من الشعب اللبناني'.
وشدّد منسق الأمانة العامة لـ'قوى 14 آذار' النائب سابق فارس سعيد على ان 'قوى 14 آذار انجزت مراجعتها النقدية حيث كان هناك أخطاء. ومنذ انجزت الانتخابات عام 2009 حاولت عن قناعة ونتيجة لقراءة سياسية عربية ودولية فتح صفحة جديدة مع سوريا من خلال تشجيعها رئيس الحكومة سعد الحريري للقيام بما يجب القيام به من أجل اقامة علاقات طبيعية ومتوازنة مع سوريا تلك العلاقات التي دخلت في سوء تفاهم تاريخي بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في العام 2005'.
وأسف سعيد لأن عطري 'لا يرغب في القيام بأي مراجعة نقدية ويستخدم نفس الكلام والتوصيفات العائدة لأيام الوصاية'، رافضاً 'العودة الى أدبيات سابقة تحيلنا الى مرحلة سابقة نحن نرفضها'. واعتبر ان توصيف عطري لـ14 آذار بالهيكل الكرتوني 'اهانة لمليون ونصف مليون نزلوا الى الشارع بشكل سلمي وحضاري'، ودعا عطري الى توضيح كلامه والى 'اعادة قراءة مرحلة ما بعد نشوة ايران ووصولها الى البحر المتوسط' والى التضامن لوقف الهجمة التي يتعرض لها العالم العربي.