صحف ومجلات » مقالات وتحليلات من مجلات عربية

- مجلة 'الشراع'
بشار الأسد لم يفعلها
حسن صبرا:

كان بإمكان الملك عبدالله بن عبدالعزيز ان يحضر الى لبنان في زيارة تخرج اليه فيها جموع المواطنين من كل الطوائف والمذاهب والمناطق ويتسابق للقائه السياسيون وكل عامل في الشأن العام، واعلاميون ومثقفون ورجال دين من كل الطوائف وكل احزاب الوطن وجماهيرهم.. وكل الجمعيات والهيئات والاندية تسعى للقائه او استقباله او تحيته من اي شرفة او عبر اي موكب سيار او سيراً على الأقدام.
لكنه آثر عندما يزور لبنان ان تكون زيارته فرصة للحمة الوطن والمواطنين ومؤشراً للاستقرار والأمان ودعماً للشرعية وحدها بمؤسساتها، فرفض بكرم شديد اي حشود جماهيرية او مؤتمرات او تظاهرات او اي منحى تشتم منه أي رائحة تحدٍ.
هكذا الكبار دائماً،
كان جمال عبدالناصر يعرف مكانته في قلوب جماهير لبنان خاصة المسلمين كلهم بكل مذاهبهم، لكنه آثر الا يزور لبنان حتى لا يرى احد فيه تحدياً له، كما يمكن ان يتصور احد ان زيارته للبنان فرصة لاستقواء داخلي بهذا المارد العربي الأسمر على خصومه الداخليين.
لذا،
آثر ان يلتقي رئيس الجمهورية اللبنانية الاعظم في تاريخ الوطن فؤاد شهاب في خيمة على الحدود مع سوريا عندما كانت دمشق عاصمة الاقليم الشمالي في الجمهورية العربية المتحدة.
وحافظ الاسد لم يزر لبنان زيارة جماهيرية واكتفى بعقد لقاء رئاسي مع رئيس الجمهورية في شتورة الأقرب الى دمشق من بيروت، وهو القادر على ان تنظم له اجهزته الاستخباراتية في لبنان وتوابعها الكثر استقبالاً استعراضياً لا مثيل له يستدعي اليه ما لم يحلم احد بالخروج لاستقباله. وقد قيل في رفض زيارة الاسد الجماهيرية الى لبنان انه لم يكن يريد ان يكرس حقيقة لبنان كدولة مستقلة، لكن الرد على هذا الزعم بسيط بأن الرجل كان يعتبر لبنان كله محافظة سورية، وهو كان يستطيع زيارتها كأي محافظة سورية.
وحتى بشار الأسد كان يمكن ان يطلب تنظيم زيارة تاريخية له وان يكون استقباله جماهيرياً ضخماً وفي ساحة الشهداء نفسها التي تجمعت فيها حشود المليون ونصف المليون مواطن لبناني في 14 آذار/مارس 2005 رداً على تحديات حزب الله وأمينه العام حسن نصرالله حين تحدى اللبنانيين واستفزهم في تظاهرة 8 آذار/مارس من العام نفسه بعد اقل من ثلاثة اسابيع على اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
بشار الاسد لم ولن يفعلها وهو قادر على ان يجعل كل طوائف ومذاهب لبنان وقواه السياسية حتى ((تيار المستقبل)) وحزب وطائفة وليد جنبلاط في مقدمة مستقبليه والهاتفين باسمه.
لم يفعلها بشار الاسد،
وفعلها احمدي نجاد في زيارة استعراضية استفزت اكثر من ثلثي ابناء الوطن، وتركت جراحاً لم تضمد من آثار سياسته وفرقة الحرس الثوري المسماة حزب الله على الاراضي اللبنانية.
ماذا اراد احمدي نجاد هذا في زيارته؟
1- توقيت الزيارة هو على ابواب صدور القرار الظني في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وحزب الله يزعم ان هذا القرار يسمي نحو 21 من عناصره مشاركين في ارتكاب هذه الجريمة.
هدف الزيارة إذن إظهار القوة المسلحة المخيفة والمرعبة في خطوة استباقية باتت جزءاً من مبادرة الهجوم الايرانية التي اعتادها النظام الحالي منذ قيامه عام 1979.. وضد كل من يحاول توجيه التهمة للحزب بقتل الحريري.
ايران، نجاد، حزب الله، نصرالله لن يطالوا لا بلمار ولا اميركا ولا اسرائيل.. بل سيتوجهون مباشرة الى صدور ابناء لبنان ليهددوهم اذا استمعوا مجرد استماع الى وقائع القرار الظني التي تدين حزب الله بقتل الحريري.
هذا اولاً،
محمود احمدي نجاد هذا اراد بزيارته الاستعراضية المستفزة ان يطوي صفحة بيضاء تركها سلفه الرئيس السابق السيد محمد خاتمي عندما زار لبنان وتحدث عن دعم لبنان الوطن والمؤسسات والشرعية والوحدة الوطنية، فإذا بنجاد يتجاوز وجود الوطن والمؤسسات والشرعية ويهدم الوحدة الوطنية بتبنيه طرفاً واحداً مدججاً بالسلاح يقف ضد اكثر من ثلثي اللبنانيين فارضاً بقوة السلاح الايراني خروجه الشامل عن اجماع اللبنانيين بالاحتكام الى القانون والشرعية والمؤسسات ومنطق الوحدة الوطنية، وحق المواطنين في المشاركة في قرارات الوطن الاستراتيجية وأهمها قرار السلم والحرب.
اما ثالثاً،
فإن محمود احمدي نجاد جاء يقول للبنانيين لقد اشتريناكم بالمال والسلاح، وها هو حسن نصرالله يدعو ابناءه للمشاركة في استقبال نجاد بعد ان اغرقت بلاده هؤلاء الاتباع بالمال الشريف والنظيف والعفيف.. مقتطعاً من افواه فقراء ايران الذين رفضوا انتخاب نجاد فزوروها له كي يبقى في السلطة حتى عام 2013.
خرج الاتباع لاستقبال نجاد مشحونين بالمال اياه وبعضهم بعصبية بغيضة والبعض نفاقاً والبعض أملاً في صفقة محلية او وجاهة اعلامية او رشوة انتخابية..
احمدي نجاد في لبنان لن يشتري اللبنانيين بمشاريع الكهرباء المزعومة ولا بصفقات مشبوهة، ولا بإبداء الحب المسموم.. وقد وصلت اللبنانيين رسالة بأن هذا الرجل استباح بلدهم وها هو ينفذ وصية معلمه بجعل لبنان ساحة منازلة لأميركا.,. كي تسلم ايران.


- 'الشراع'
يا قضاء لبنان كيف تقبل دعاوى هذا الموتور؟

لأننا مواطنون لبنانيون نريد وطننا محفوظاً برعاية المؤسسات، وعلى رأسها القضاء بصفته إحدى السلطات الأساسية في لبنان وفق الدستور الذي نحترم ونطبق.
ولأننا نحترم القضاء ونحتكم إليه، كما كل الباحثين عن العدل في وطننا.
ولأننا نقرأ في تاريخ القضاء وحاضره رجالات تنحني لها الهامات احتراماً وتقديراً لرفعة مكانتهم ونطق ألسنتهم بالحق، وخشية في الله وعدلاً بين البشر.
ولأننا نريد وطناً تسود فيه شرعة القوانين لا شريعة الغاب، يعتمد مقاييس العدل لا مطارق الظلم، ننحني فيه لمساواة التطبيق، لا للخوف أو الخجل أو العصبية أو الغرائز..
لكل هذه القيم والمعايير وغيرها الكثير فإننا نتوجه إلى القضاء اللبناني أن يظل ممسكاً بحقه في المرجعية التي منحه إياها الدستور وجموع المواطنين ومنطق العدل الإلهي والقوانين الوضعية التي اختارها البشر للتقاضي وإحقاق الحق وتسييد العدالة.
نحن لا نريد أن ندافع عن القضاء أكثر من دفاعه عن نفسه، ولا نريد أن نرى قضاءنا عرضة للتطاول والتعدي على كرامات رجاله، من أي كان.
لذا،
نحن ندعو القضاء اللبناني ان ينتفض لكرامته وأن يقف وقفة رجل واحد يدافع عن الأمانة التي يحملها، والمسؤولية التي وضعها اللبنانيون في أعناق رجاله ونسائه، وأن يبحث في أعماقه ونشوئه وتاريخ كل ساع للحق فيه عن الوسيلة التي تضمن هذه الكرامة وتجعل المتطاولين في ذل الخوف من الحساب والعقاب.
رجالات القضاء في لبنان لن يكونوا مضغة للساقطين والموتورين والمرعوبين من العدالة، فالعدالة هي أدعى أن تُحترم وان تُخشى وأن تُعتبر أما الخارجون عن القانون فهؤلاء لهم الفارون من العدالة لحمايتهم، أو الميليشيات وعصاباتها أو سرايا اللصوص وأصحاب السوابق للاحتفاء بهم.
يا قضاء لبنان،
كرامتكم فوق كل اعتبار، والادعى والحد الأدنى ألا تقبلوا من خارج على القانون مطلوب للعدالة مثل جميل السيد أن يتطاول عليكم.. وأن تصمتوا حتى لا يستمر في غيّه.
يا قضاء لبنان،
كيف يقبل ضمير أو شرف أو قسم أي منكم بالولاء للعدل دعوى قضائية من هذا الموتور، وهو يشتم فيكم النخوة ويتطاول على الكرامة، ويمزق قوانينكم ويدوس أحكامكم ويهدد أشرف رجالاتكم علناً، ويشتم ويسب بالبذيء من الكلام؟
أي عار يلحق بأي قاضٍ بينكم يرضى قبول دعوى من هذا الموتور الذي يحتمي بصواريخ حزب الله، واستخبارات دمشق التي كان وما زال أجيرها منذ عشرات السنين طمعاً في مركز، وهو ليس إلا أداة رخيصة، سيرمونه في سلة القاذورات حين ينتهي عصره؟
كيف يصدق أي قاضٍ لبناني ان جميل السيد هذا يحترمه ويلجأ إليه شاكياً من كلمة كتبت ضده، وهو أي هذا الموتور يتطاول على القضاء ويحتكم إلى السلاح ليهرب من المثول أمام قاضٍ؟
كيف يتعامل القضاء اللبناني مع جميل السيد إذا كان يذهب إلى قضاء آخر ليقاضي لبنانيين شرفاء لا مكان لجميل السيد بينهم، ولا يعرف قيمة عن أخلاقياتهم ولا يطال حفنة من هاماتهم العالية.
مكان جميل السيد هو السجن لأنه يتطاول على القضاء ويحتكم الى الميليشيات ضد القانون ويلجأ الى قضاء غير قضاء لبنان، ويتطاول على لبنانيين شرفاء عُزل، لا يملك معظمهم سوى القلم كتابة او تطبيق القانون حماية.
فكيف لشخص مثل جميل السيد ان يشتم القضاء ثم يلجأ اليه ليعاقب من يواجهه اذا تعدى على القانون؟
بربكم يا قضاة لبنان لو ان اي انسان سوي عاقل وطني خرج عن طوره وشتم اياً منكم الا يكون مكانه السجن؟
يا رجال القانون: نحن ندافع عنكم فلا تتركوا لمن يتطاول عليكم فرصة التنكيل بكم وبنا، او ان يضرب بعضنا بعضاً من أجل اشفاء غليله، فله في شفاء الغليل مصحات نفسية او عيادات طب متخصصة.
واجب القضاء اللبناني لحماية نفسه او قوانينه او مسؤولياته ان يبحث عن وسيلة قانونية لسحب الجنسية اللبنانية عن هذا المعتدي على شرف الوطن لا ان يقبل دعوى قضائية منه ضد الشرفاء الخاضعين للقانون المسلّمين امرهم لله ومن بعده للموكلين باحقاق الحق، ومن لنا غير قضاء بلادنا بعد الله بحثاً عن العدل، طالما ان جميل السيد يبحث تطبيق شريعة الغاب عبر الميليشيات المسلحة والتطاول على كرامات الشرفاء ورجالات الوطن؟
يا قضاة لبنان، اتركوا الهرم جالساً على قاعدته ولا توافقوا هذا الموتور على قلب الحقائق ليجلس الهرم على رأسه، فتأبى الطبيعة كما الاخلاق كما الحق.
ابحثوا في وسيلة لحماية مسؤولياتكم وأدواركم ونحن معكم، لأنكم جزء اساسي من حقيقة الوطن وحياته الطبيعية، وسلطاته الشرعية، ومؤسساته الدستورية، وكلها حقائق مهددة بالعصيان الميليشيوي، والولاءات المعادية لركائز الوطن والمجتمع والتاريخ والجغرافيا ومنطق الاشياء.. ولن تكونوا مساهمين مع هذا العصيان سواء بالصمت او بالانصياع او بالرضوخ لما يريده ويلجأ اليه جميل السيد عندكم فيجلدكم بسوطكم ويجلد الشرفاء بقوانينكم.
لا ترضخوا امام موتور، ولا تتراجعوا امام متطاول، ولا تخشوا في الحق لومة لائم، واجعلوا مرجعكم الضمير وخشية الله، لا خشية اي عبد من عباده.. هذا اذا كان هذا العبد صالحاً، اما الموتورون فلهم جهنم وبئس المصير


- 'الشراع'

موسم البازار الايراني:قلق سوري وضعف والأسد يشكو نجاد للملك عبدالله
حسن صبرا:

*غابت صورة حافظ الاسد عن استقبال حزب الله لأحمدي نجاد رغم ان الرئيس السوري الراحل هو الذي دعم المقاومة لتحرير الجنوب المحتل والبقاع الغربي حتى عام 2000
*لماذا رفضت واشنطن دعم الطلب السوري لقرض من صندوق النقد الدولي؟
*الأسد أول من يعلم استحالة الغاء المحكمة الدولية لأنها صدرت بقرار دولي، ولا تلغى إلا بقرار مشابه
*مذكرات التوقيف السورية رد فعل سوري على فشل كل محاولات إلغاء او تأجيل القرار الظني
*لماذا تجاهل نجاد الأسد وهو في طريقه الى لبنان وتواصل مع الملك السعودي قبل الزيارة؟
*المذكرات السورية تدخُّل في عمل المحكمة الدولية.. وله عواقبه
هذه هي المرة الثانية التي يذهب فيها الرئيس بشار الأسد الى الرياض شاكياً ايران من سوء تعاملها معه ومع الوضع الدقيق في سوريا.. وفي لبنان.
المرة الاولى كانت عام 2005 بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري يوم 14 شباط/فبراير حين اشتكى الرئيس السوري لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من عمليات التشييع التي تمارسها ايران في سوريا خاصة بين العلويين.. ثم ضمن المسلمين السنة أنفسهم.
المرة الثانية كانت في الزيارة الأخيرة للرئيس الأسد الى الرياض للقاء الملك عبدالله، بعد زيارة رئيس جمهورية ايران محمود احمدي نجاد.
اشتكى الأسد من ان التظاهرات الشيعية الضخمة التي استقبلت رئيس ايران الفارسية في ضاحية بيروت الجنوبية، وفي بنت جبيل لم تكتف برفع أعلام ايران وصور نجاد والقيادات الدينية الايرانية كالإمام الخميني وعلي خامنئي.. بل انها لم ترفع اي صورة للرئيس الراحل حافظ الاسد ولا لنجله بشار، رغم ان التحريرين اللذين تمّـا للجنوب ولبلدة بنت جبيل تحديداً التي اطلق عليها حزب الله اسم مدينة النصر والتحرير تمّا بمساعدة مباشرة ودعم سياسي وأمني ولوجستي من الجيش والأمن السوري حين كان حاكماً في لبنان.
لقد حزّ في نفوس السوريين ان جهدهم وتضحياتهم وعلاقاتهم مع حزب الله وحمايته وتكريس كل الوطن اللبناني ومؤسساته وسياسته وإدارته، لم تشفع في ان يرفع شيعي واحد في كل لبنان صورة لحافظ الاسد رغم جهده المميز في حماية المقاومة الاسلامية.
رحل حافظ الاسد في حزيران/يونيو 2000 بعد نحو اسبوعين فقط من تنفيذ رئيس وزراء العدو الصهيوني يهودا باراك لوعده الانتخابي الذي أطلقه في تموز/يوليو 1999، بأنه اذا جاء رئيساً للوزراء بعد انتخابات الكنيست في ذلك العام، فإنه سينسحب من لبنان من جانب واحد.. مما شكّل نصراً لدعم حافظ الاسد لحزب الله، وأحد ابرز مظاهر هذا الدعم ايضاً بعد ما اوردناه سابقاً.. كان فتح معسكرات الجيش السوري لاستقبال وتوريد الاسلحة الايرانية الى الحزب في لبنان، وفتح معسكرات التدريب للآلاف من شباب الحزب، ثم حمايتهم في لبنان نفسه وتسخير الجيش اللبناني قيادة وضباطاً وتوجيهات في خدمته، بل ان حافظ الاسد كتب في سجل اميل لحود كقائد للجيش دوره في حماية المقاومة ومساندتها، مما جعله ينجح في امتحان الولاء ليكون بعد ذلك رئيساً للبنان عام 1998.
ومع هذا لم يرفع حزب الله.. ولا حركة أمل صورة واحدة لحافظ الاسد.
في المرة الاولى اشتكى بشار من مشاريع التشييع الايراني داخل الاراضي السورية حتى وصل الأمر الى اتهام عماد مغنية نفسه بأنه نجح في تشييع عشرات ضباط الامن العلويين الذين سجنوا بعد كشف امرهم.. وقبل اغتيال مغنية بفترة بسيطة على ايدي عناصر الموساد الصهيوني يوم 12/2/2008.
لكن بشار الاسد ابلغ رئيس حكومة لبنان في سحورهما الرمضاني في دمشق وبحضور مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز، انه أصدر قراراً بإقفال الحوزات الدينية التي انشأها الايرانيون في كل سوريا للتشييع وإعادة كتابة تاريخ سوريا الاسلامي من الزاوية الفارسية.
انها الآن المرة الثانية.. فماذا سيفعل الرئيس بشار الأسد؟
لم يذهب الأسد الى الرياض فقط ليشكو هذا الأمر الايراني المستفز لسوريا قبل غيرها، والمتجاهل لتضحياتها من اجل المقاومة وحزب الله.
لم يذهب الأسد الى الرياض ليؤكد لخادم الحرمين الشريفين التـزامه الاتفاق معه حول دعم الحكومة اللبنانية التي يرأسها سعد الحريري.. فقط.
لم يذهب بشار الأسد الى الرياض ليؤكد الموقف السوري بحفظ التوازن الذي ترعاه المملكة العربية وسوريا في لبنان بين قواه السياسية والطائفية والمذهبية فقط.
بشار الأسد في الرياض للقاء الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمرة الثانية خلال شهرين تقريباً من أجل هذا ومن أجل ما هو أبعد أيضاً.
إنها حالة القلق التي يعيشها النظام السوري، والتي لم يبددها حاضر المصالحة العربية التي قادها خادم الحرمين الشريفين منذ عام وسبعة اشهر (آذار/مارس 2009 في قمة الكويت الاقتصادية).
القلق أولاً من القرار الظني في المحكمة الخاصة بلبنان وقد اعلن رئيسها انطوني كاسيزي بأن تقرير ديتليف ميليس الاول للأمم المتحدة في كانون الاول/ديسمبر 2005، الذي سمى مسؤولين سوريين كباراً متهمين في جريمة اصدار أوامر بقتل رفيق الحريري ما زال هو القاعدة التي بني عليها القرار الظني الذي قدمه دانيال بلمار الى امين عام الامم المتحدة، في آذار/مارس 2010 ويجري تأخير اعلانه حتى الآن لتجنب لبنان زلزالاً سياسياً – امنياً بسبب ما يتضمنه من وقائع تطال على الاقل 150 شخصية وفرداً لبنانياً وسورياً في المشاركة بشكل او بآخر في ارتكاب هذه الجريمة.
القلق السوري ناتج عما سمعه المسؤولون السوريون مباشرة او عبر وسطاء او مسؤولين عرب ومنهم لبنانيون ليس آخرهم النائب وليد جنبلاط، باستحالة تأخير صدرو القرار الظني أبعد من عدة اسابيع قادمة.. واستحالة بدء المحكمة الخاصة بلبنان اعمالها، واستحالة تجاهل اي دولة او اي منظمة او حزب لطلبات المحكمة بخصوص احضار مواطنيها او عناصرها للمثول امامها ومواجهتهم بما تملك المحكمة من وقائع وأدلة واثباتات مباشرة بحضور عشرات من شهود الحق الذين استطاعت المحكمة ضمن ميزانيتها المعروفة تأمين انتقالهم الى اماكن آمنة.. خوفاً من الغدر بهم او تصفيتهم او تعريض اي من افراد عائلاتهم لأي أذى.
قد تستغرق اعمال المحكمة سنوات عديدة بعد بدء اعمالها، كما حصل في محكمة يوغوسلافيا، ومحكمة كمبوديا ومحكمة رواندا.. وكما يتم الآن مع المحكمة الجنائية الخاصة بالرئيس السوداني عمر البشير.
ولكن راقبوا كيف نقلت الامور من دولة السودان التي يرأسها البشير الآن من دارفور الى الجنوب الى الشرق.. بما يهدد بتحويل السودان الى مجموعة دويلات على غرار الصومال.. طالما ظل البشير على عناده ومكابرته بمنازلة الامم المتحدة والمحكمة الجنائية التي اصدرت أمراً باعتقاله.. وهو ينجو منه حتى الآن.
وعلى سبيل الطرفة نذِّكر بما أعلنه رئيس جمهورية جنوب افريقيا عندما اعلن انه وجه دعوة للبشير للمشاركة في افتتاح فعاليات دورة كأس العالم لكرة القدم في بريتوريا.. لكنه اذا حضر فإن سلطات جنوب افريقيا ستعتقل البشير وستسلمه الى الأمم المتحدة!!!.
قد تطول المحكمة وأعمالها.. لكنها ستصل الى مبتغاها حتماً.. والرئيس بشار الاسد يعلم ذلك، ويعلم كثيراً استحالة الغاء قرار تشكيل المحكمة الصادر عن مجلس الامن رقم 1757، الا بقرار آخر صادر عن المجلس نفسه.
وكيف لمجلس الامن ان يلغي قراراً كهذا، اذا لم يتم تنفيذه وتحقيق الهدف الذي شكلت المحكمة لأجله.. او على الأقل اذا ثبت ان أمراً أعظم يمكن انجازه مقابل هذه المحكمة.
ما هو هذا العمل؟
إذا كان القرار الظني سيسمي عناصر من حزب الله شاركت في جريمة قتل الحريري، وهذا يعني حسب ما سمعه سعد الحريري من حسن نصرالله، ان حزب الله ليس فيه عناصر غير منضبطة وان اي اتهام يطال اصغر عنصر من الحزب في ارتكاب هذه الجريمة هو اتهام لحسن نصرالله نفسه.. وهذا يعني ايران او علي خامنئي لأن نصرالله اعلن اعتـزازه بأنه ينفذ تعليمات ولي الفقيه العادل والقوي والقادر والحكيم والعليم وآخر الاسماء الحسنى لمرشد ايران الفارسي.
إذن،
ايران وحزب الله الى جانب مسؤولين سوريين كلهم في القرار الظني وتحت المقصلة.
ايران لديها الأمر الأعظم وهو ملفها النووي.. في المحكمة ومع بدء اعمالها سيوضع الملف النووي على الطاولة في كفة ميزان وقرارات المحكمة في كفة اخرى وعلى ايران ان تختار.
قد تضحي ايران بحزب الله وكل ما ومن فيه.. لكنها لن تضحي بملفها النووي.
قد تضحي ايران بعلاقتها وحتى بحمايتها ودعمها للنظام السوري.. ولكنها لن تضحي بملفها النووي.
لقد انشأت وحمت ودعمت كل هؤلاء من اجل هذا الملف وهي مستعدة لفتح حرب في لبنان وفي غزة وربما في سوريا لحماية ملفها.. ولن تتراجع.
وهذا ما يقلق الرئيس بشار الاسد.
لقد قيل ان الملك عبدالله تعهّد سابقاً للرئيس السوري ببحث أمر القرار الظني والمحكمة الخاصة بلبنان مع المسؤولين الاميركيين والفرنسيين، لكن نتائج المحاولات السعودية هنا وهناك لم تنجح الا بتأخير بسيط لصدور القرار الظني.. وساعد امين عام حزب الله بمؤتمره الصحافي الشهير الذي قدم فيه معطيات وقرائن تدين اسرائيل في تأخير صدور القرار عدة اسابيع فقط.
والسيف ما زال مسلّطاً.
وهذا ما يفسِّر استجابة النظام السوري لأحد أدواته في لبنان جميل السيد لإصدار مذكرات توقيف بحق 33 شخصية لبنانية، كثيرون منهم محسوبون سياسياً على رئيس الحكومة سعد الحريري.. وهي رسالة غضب سورية من بشار الأسد نحو السعودية والمجتمع الدولي نفسه.. خاصة وان كثيراً من الشخصيات اللبنانية ساعية لإحقاق العدالة ومحاكمة مرتكبي جرائم قتل الحريري وكل الذين سقطوا معه وبعده.
مذكرات التوقيف الإستعراضية السورية موجهة ايضاً ضد المحكمة الخاصة بلبنان، لأنها اعتمدت لإصدار قرارات التوقيف المضحكة التدخل المباشر في شأن المحكمة الخاصة بلبنان بما يجعل المحكمة في لاهاي مالكة الحق في اتهام سوريا رسمياً بأنها تتدخل في شؤون المحكمة وانها تضلل التحقيق وتحاول حرف المحكمة عن مسارها الطبيعي والحيادي بزعم وجود متهمين لبنانيين (وسوريين) بتدبير مسألة مختلقة اسمها شهود زور لكأن القضاء السوري الذي يخضع بمجمله لتوجيهات ضباط الاستخبارات السورية بات هو نفسه محكمة دولية لمحاكمة الذين يطالبون بالعدالة والاقتصاص من القتلة.
القلق السوري مستمر من ان الادارة الاميركية لم تستجب حتى الآن للطلبات السورية، التي اتت كمحاولة جس نبض سورية لاستعداد واشنطن للتجاوب السياسي العام معها حول القضايا الوطنية التي تهم النظام نفسه في دمشق.
لقد طلب وزير خارجية سوريا وليد المعلم ونائبه فيصل المقداد من المسؤولين الاميركيين وعلى رأسهم وزيره الخارجية هيلاري كلينتون اثناء استقبالها للمعلم مؤخراً، ان تسهل واشنطن حصول دمشق على قرض بـ 500 مليون دولار لاستيعاب حركة النـزوح التي شهدت زحف مئات آلاف المواطنين السوريين من شمالي شرق البلاد الى الساحل السوري ودمشق نفسها، بسبب القحط الذي اصاب مناطقهم، لكن صندوق النقد الدولي رفض منح سوريا مثل هذا القرض.
نعم،
تستطيع دمشق ان تحصل على مثل هذا القرض من المملكة العربية السعودية او من ايران (العلاقات القطرية – السورية ليست اليوم في احسن حالاتها) لكن دمشق ارادت هذا القرض من صندوق النقد الدولي، لتراقب الموقف الاميركي منها.. وقد ادارت واشنطن ظهرها للطلب السوري في رسالة غضب اميركية على السياسة السورية، خاصة في لبنان وفي التحالف مع ايران.
ثم انه،
اذا كانت واشنطن رافضة لمساعدة النظام السوري في استيعاب هذه المسألة الانسانية التي تهدد بتغيير طبيعة الديموغرافيا البشرية على الساحل السوري (معظم المهاجرين عرباً واكراداً من السنة الى الساحل ذي الاغلبية العلوية) فكيف يمكن لدمشق ان تنتظر مساعدة اميركية في المسألة الوطنية وهي استعادة الجولان السوري المحتل؟
انه،
القلق السوري هذا الذي يعكس نفسه سياسة ارتباك في كل الاتجاهات:
1- ترفض دمشق دوراً فرنسياً لبدء مفاوضات جديدة مع اسرائيل حول الجولان، وما زالت تنتظر تصحيح العلاقات التركية مع اسرائيل، بل وتطلبه بالحاح كي تتمكن انقرة من تأدية دورها في استئناف المفاوضات بين البلدين التي توقفت اثر العدوان الصهيوني على غزة أواخر 2008 اوائل 2009.
يلتقي الرئيس بشار الاسد زميله الايراني محمود احمدي نجاد مرات عدة، لتوكيد التحالف الاستراتيجي بين بلديهما، ثم يذهب شاكياً نجاد هذا الى الشريك العربي الاكبر الملك عبدالله بن عبدالعزيز بسبب زيارته للبنان.
يزور احمدي نجاد لبنان ويخاطب في طريقه اليه خادم الحرمين الشريفين كأنها رسالة يستأذنه فيها بأنه لن يستفز السعودية في زيارته للبنان، ويتعمد زيارة سعد الحريري في منـزله ثم ينتظر مجيء رئيسي الجمهورية ميشال سليمان ومجلس النواب نبيه بري لملاقاته في منـزل رئيس الحكومة في سابقة لم تحصل بين الدول ولا في لبنان.
كل هذا ولم يكلف نجاد نفسه الاتصال بالرئيس بشار الاسد لا اثناء توجهه الى لبنان، ولا خلال زيارته الاستعراضية المستفزة ولا بعد عودته.
يؤكد الأسد تحالفه مع السعودية، ثم يغضب من عدم قدرتها على إيقاف المحكمة الخاصة بلبنان، لكأن السعودية هي التي قتلت ابنها رفيق الحريري، أو انها هي التي أنشأت هذه المحكمة، أو ان السعودية رفضت قصف واشنطن وباريس بالصواريخ بسبب تمسكها بالمحكمة التي ستحاكم قتلة الحريري وتثبيت مبدأ عدم مرور جرائم الاغتيال السياسية في لبنان دون عقاب.
يصدر قضاء الأسد مذكرات توقيف ضد الذين يجمعهم حرص على استمرار تحقيق العدالة الدولية والاقتصاص من المجرمين، وبينهم مستشار الحريري الإعلامي لصيقه الدائم هاني حمود، ثم يعلن انه إذا ثبت مشاركة أي سوري في قتل الحريري فإنه سيحاسبه بتهمة الخيانة العظمى.
يريد بشار الأسد أفضل العلاقات مع واشنطن وأفضلها مع إيران وأفضلها مع السعودية، ويريد أن يحلق بجناحين لبنانيين هما حسن نصرالله وسعد الحريري، ثم تخرج في لبنان حملة مسعورة ضد السعودية وسعد الحريري والمحكمة الخاصة بلبنان من يتامى الاستخبارات السورية في الأراضي اللبنانية.
يغضب بشار الأسد من عدم الوفاء الذي رافق زيارة نجاد إلى لبنان وغياب صورة والده أو صورته هو في أي مكان أثناء هذه الزيارة ويشكو همه للرياض، ولا يسأل جماعاته في لبنان أين كنتم خلال هذا كله، وهل بدأ موسم البازار الإيراني في لبنان على حساب سوق الحميدية في دمشق؟
انه موسم القلق السوري.. الذي يعكس ضعفاً يحاول تصديره خوفاً إلى اللبنانيين تحت عنوان انه يمسك بخيوط اللعبة، ويبدو ان المباراة بدأت من دونه أو هو على وشك الاستبعاد..

    
- 'الشراع'
محللون سياسيون في 14 اذار يقرأون مرحلة ما بعد زيارة احمدي نجاد بيروت: اعادت الاهتمام الدولي باستقلال وسيادة لبنان
هدى الحسيني:    

محللون سياسيون في 14 اذار/مارس يقرأون مرحلة ما بعد زيارة احمدي نجاد بيروت:اعادت الاهتمام الدولي باستقلال وسيادة لبنان
*نصير الاسعد: زيارة نجاد منحت 14 آذار/مارس مزيداً من الدعم الدولي والاقليمي
*محمد سلام: هناك من يريد اتفاق طهران بعد اتفاق القاهرة ليعود بنا 50 سنة الى الوراء
*نوفل ضو: لبنان لن يكون جزءاً من المنظومة الايرانية
كيف يقرأ المحللون السياسيون مرحلة ما بعد زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الى لبنان وما بعد الزيارة التي طرحت تساؤلات عدة وأثارت جدلاً واسعاً محلياً وإقليمياً ودولياً. فهل ثمة معادلات جديدة أرسيت بعد الزيارة وخاصة بعد خطابيه في الضاحية الجنوبية ((ملعب الراية)) وفي الجنوب ((بنت جبيل))؟ هل سيكون هناك وجه إيراني للبنان؟ وكيف ستكون إرتدادات الزيارة على لبنان والمنطقة بعد ان أعلن نجاد عن قيام محور يضم إيران، العراق، تركيا، فلسطين، سوريا ولبنان.
نصير الأسعد
يرى عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل والكاتب الصحافي نصير الأسعد أن ما بعد زيارة الرئيس نجاد يؤكد ما كانت قوى 14 آذار/مارس تقوله قبل هذه الزيارة، وبمجيئه الى لبنان كانت مجموعة من الوقائع التي لا يمكن القفز فوقها:
أولاً: ان ((حزب الله)) في لبنان أعلن انتقاله من التحالف مع إيران الى علاقة الإنتماء الى إيران، وما كان يقال على ألسنة البعض أكده أمين عام ((حزب الله)) السيد حسن نصر الله في مهرجان ((ملعب الراية)).
ثانياً: أظهر نجاد خلال الزيارة نظرته الى لبنان كموقع استراتيجي للمحور الذي اعلنه، إذ إعتبر لبنان رأس حربة في جبهة مقاومة الشعوب، كما سمّاها، بعدها قال لبنان هو رأس حربة هذا المحور، واستطاع نجاد أن يمون على دول ضمّها الى هذا المحور ليس فقط لبنان، أي لبنان الرسمي الذي كان رئيس جمهوريته يعلن مواقف مختلفة ومتناقضة معه، بل استطاع أن يمون على تركيا ايضاً بأن اعتبرها ضمن هذا المحور.
ثالثاً: ما بعد زيارة نجاد كشف ان هذا السلاح الذي يملكه ((حزب الله)) لا وظيفة له إلا بوصفه جزءاً من الاستراتيجية الإيرانية، إذ اعتبر الرئيس الإيراني ان هذا السلاح هو لتحرير فلسطين ولإزالة إسرائيل من الوجود، ولكسر المشروع الأميركي في المنطقة، اي انه حدّد له وظيفة فوق لبنانية، ايضاً بدون رأي اللبنانيين ووفاقهم أولاً.
هذه النقاط الثلاث الرئيسية التي أظهرتها زيارة الرئيس الإيراني جعلت النقطة المركزية للصراع في لبنان، موقع لبنان، هوية لبنان ودوره وبالتالي حتى عنوان المحكمة الدولية الذي كان مُثاراً قبل الزيارة، وتجدد هذا الامر بعدها، هو عنوان متفرّع عن عنوان أصلي هو أين لبنان وموقعه في إطار الصراع العربي- الإسرائيلي؟ هويته: هل هو بلد عربي أم هو ولاية إيرانية؟ دوره :هل هو في إطار العمل العربي المشترك أم هو في إطار استراتيجية إيرانية؟ وهذا كان جوهر الصراع، ولكن الآن جرى تظهيره على نحو لافت وبارز.
ويعتقد الأسعد ان الحوار الوطني الذي كان يدور في لبنان منذ ما بعد اتفاق الدوحة، حول ما يسمّى بـ((الاستراتيجية الدفاعية للبنان)) بات يستوجب بحثاً في مبرر وجدوى استمراره، وعلى الأقل بهذا العنوان، ويضيف، لسنا أمام سلاح يملكه حزب لبناني خارج نطاق الدولة، ويؤدي وظائف لبنانية ولو من خارج الدولة، بل أصبحنا أمام سلاح مُعلن انه سلاح إيراني ووسيلة من وسائل النفوذ الإيراني في لبنان، وأداة ضمن الاستراتيجية الإيرانية. ويتساءل الاسعد: ما معنى ان نجلس حول طاولة الحوار الوطني في لبنان ونناقش استراتيجية دفاعية ليس لنا فيها رأي، طالما ان أصحاب هذا السلاح الذين نناقشهم ليس فقط يمعنون في رفض نقاشه بحجج لبنانية والمقاومة وغيرها، بل نناقش سلاحاً بات مجرّد سلاح إيراني، وعلى لسان الرئيس الإيراني وبموافقة أصحاب هذا السلاح ومن غير موافقة الدولة، التي قال رئيسها ميشال سليمان بحضور الرئيس الإيراني ((ان لبنان يلتزم مبادرة السلام العربية ويلتزم القرارات الدولية))، فإن لم تكن مبادرة السلام العربية والقرارات الدولية هي عناوين ارتكاز الاستراتيجية الدفاعية، فماذا تكون هذه العناوين عندما يجري إلحاقنا رغماً عنا كلبنان وكلبنانيين باستراتيجية لا هي عربية ولا هي لبنانية ولا شرعية.
وعن كيفية مواجهة قوى 14 آذار/مارس لمرحلة ما بعد زيارة نجاد وما أعلنه الاخير من مواقف يؤكد الأسعد ان الزيارة بتظهيرها هذه المعاني كانت بالغة الأهمية لجهة المزيد من الإيضاح للرأي العام اللبناني، حيث كانت هناك التباسات أو ما سوى ذلك، ويضيف، أعتقد ان الصورة اليوم باتت أوضح بكثير مما كانت عليه قبل زيارة نجاد، كانت أحكام نحن في 14 آذار/مارس نعلنها بتحليل لوعي معيّن وها هي اليوم مُعلنة على لسان أصحابها.
أعتقد ان زيارة نجاد بقدر ما حركّت الرأي العام اللبناني، مواقف ومشاعر ووعي لما يُحاك لهذا البلد، أطلقت حراكاً واسعاً على الصعيد العربي والإقليمي والدولي ايضاً، حيث أُعيد الإهتمام العربي والإقليمي والدولي بلبنان، وليس خافياً أن هذا الإهتمام بلبنان كان قد خف منذ فترة ما قبل الزيارة وصولاًً الى الزيارة، وليس خافياً ايضا ان الزيارة بحد ذاتها وما أُطلق من مواقف، وما يمكن أن يكون لها من تداعيات، حرّكت دينامية عربية ودولية واضحة و أعادت الإهتمام الدولي والعربي.
ويعتبر الأسعد القمة السعودية - السورية التي أعقبت زيارة نجاد ان مُحركها الأساسي ودافعها الأساسي هو تلك الزيارة وما أنتجته من معطى جديد على الخارطة، إذ يرى ان تركيا كطرف أدخله الرئيس الإيراني قسراً في المحور، تقوم باتصالات وتحركات، وان الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى دمشق هي جزء من وعي ما يمكن لهذه الزيارة أن تعطيه من معطيات.
ويضيف ان محاولة إسقاط لبنان في القضية الإيرانية ليس أمراً بسيطاً بالنسبة الى المجتمع الدولي، والى الشرعية الدولية التي تخوض صراعاً مع إيران، حول القرارات الشرعية الدولية لا سيما في مجال آخر هو مجال السلاح النووي. وأعتقد ان هذه المعطيات بالغة الأهمية، وأقول ان 14 آذار/مارس تستقوي بها، ولكن أسمح لنفسي بأن أقول، ان هذه الزيارة اعتقاداً وما أُظهرت من وقائع، أعادت تظهير القضية التي تحملها 14 آذار/مارس التي كادت تُمحى بالتفاصيل التي أُستدرجنا إليها في الأسابيع والشهور الماضية، شهود زور من هنا ومجلس عدلي من هناك وقرار ظني من هنالك، أعادت الإعتبار لقضية 14 آذار/مارس وهي قضية إستقلال وسيادة وإنتماء لبنان الى التضامن العربي، والإستراتيجية العربية تمت إعادة تظهير هذه القضية، وتم إعادة وضع المحكمة الدولية في نطاقها الصحيح وهذه المحكمة من وجهة نظرنا هي قضية عدل وعدالة وحق وحقيقة، ولكن الأساس هو مستقبل لبنان.
وعما اعتبره البعض ان زيارة نجاد جاءت لتقول وداعاً للمحكمة يقول الأسعد: هو أتى ليقول ذلك، ولكن أتى ليقول أيضاً ان لبنان الآن في الجيب الإيرانية وضمن الأجندة الإيرانية، أنا برأيي هذا أدى الى تخزين المزيد من الوعي لدى اللبنانيين لن يتأخر أن يُترجم نفسه بشكل أو بآخر، ومنح القوى السياسية في 14 آذار/مارس القدرة على المزيد من الصمود، والمزيد من وحدة الموقف. وأسجّل الى جانب ذلك عودة القضية الى التبلور، والى استدراج أو الدفع باتجاه المزيد من الدعم العربي والإقليمي والدولي لهذه القضية التي تبنتها 14 آذار/ارس.
محمد سلام
الكاتب الصحافي والمحلل السياسي محمد سلام قدم من خلال تحليله لمرحلة ما بعد زيارة نجاد مشهداً بانورامياً لكل ما يجري في المنطقة معتبراً ان لبنان يعيش اليوم المرحلة الأولى لارتدادات ما أسماها ((المغامرة الحمقاء)) التي ارتكبها نجاد في لبنان.
وقال : ان الزيارة كان ربعها مخصصاً للبنان، وبالتالي استثمر هذا الجرء عبر الترحيب اللبناني كي يستغله لتغطية إعلانه الوقح بقيام محور في المنطقة تقوده إيران يضم لبنان، سوريا، فلسطين، الاردن، العراق وتركيا، ووضع قادة هذه الدول في مواجهة سؤال منطقي وموضوعي وشرعي من قبل أي إعلامي أو أي مواطن. يعني أُحرج رئيس الجمهورية اللبناني ميشال سليمان، على سبيل المثال، بأن أنبري وأسأله أنت قائدك احمدي نجاد أم أنت رئيس لبنان؟ والسؤال نفسه يطرحه المواطن السوري على الرئيس بشار الأسد، والمواطن الأردني على الملك عبد الله، وهكذا سؤال يطرحه أيضاً المواطن التركي على اردوغان، ولذلك سمّيتها مغامرة حمقاء، وبالتالي أصبح عندنا ردان: الرد العربي والرد التركي، فتركيا مطلوب منها ان تقول انه تجاوز تركيا بمفهوم الدولة، اما في ما يتعلق بالشق العربي السؤال مطروح ومطلوب موقف للإجابة عليه: هل إيران هي زعيمة ست دول عربية بقيادتها وشعوبها لخرق العالم العربي؟ وبالتالي كي تصبح إيران ميدانياً الشريكة في العالم العربي ووليّة عليه.
ويعتبر سلام ان أهمية هذا السؤال تجاه هذا الواقع الميداني تنطلق من لحظة إسقاط الدولة العراقية في الـ2003، وبالتالي إسقاط ما يسمّى ببوابة صدام، ((لأننا نحن اللبنانيين نحب بوابة فاطمة وبوابة ماريكا وبوابة انجليكا))، ويضيف: لقد كان يوجد في العراق بوابة اسمها بوابة صدام عرضها 1281 كلم، كان صدام في ذلك الوقت يسمّيها البوابة الشرقية للعالم العربي، فعندما أسقطها الأميركي المحافظ الجديد في اميركا دخلت إيران عبر هذه البوابة الى ما نسمّيه نحن العالم العربي.
كما يرى ان القراءة الأكثر عمقاً تظهر ان إيران دخلت الى ما تعتبره إسرائيل أرضها تاريخياً، إسرائيل تقول أرضها تمتد من النيل الى الفرات، لذلك عندما وقّع أنور السادات السلام مع إسرائيل وأرادت الأخيرة فتح سفارة في مصر لم تختر مكانها في القاهرة، بل اختارت محافظة الجيزة اي ليس على النيل لأنها لا تريد أن تكون سفارتها على الأرض التي تعتبرها أرضها. وبالتالي الصراع اليوم قائم بين الأمبراطورية الفارسية والدولة اليهودية على أرض العرب، ودخل علينا احمدي نجاد ومن بعده مسؤوله المحلي عندنا حسن نصرالله لأن نأخذ موقفاً في حرب بين عدوين، بحيث نتحول في النهاية في الجانبين ،إذا كان هناك جانبان، الى عملاء لإيران أو عملاء لإسرائيل. طبعا لا يوجد عملاء لإسرائيل بالمعنى السياسي للكلمة، بل هناك ظواهر عملاء، وأفهم أن يكون هناك جواسيس، لكنه يطرح هذه الفكرة، وهي انه إذا لم تكن مؤيدا لإيران فهذا يعني انك عميل لإسرائيل، بمعنى انه مطلوب من المواطن العربي أن يكون عميلا إما لإيران وإما لإسرائيل، ومن ثم يدخل في حروب أهلية في بيئته بين معسكرين عميلين في عملية تذويب كاملة للهويات الوطنية والإنتماء القومي، فالمسألة خطيرة جداً وكبيرة جداً.
هذا يعني برأي سلام ان إيران أصبحت هي قائد المقاومة في كل المنطقة، ولكن يطرح سؤال عن أي مقاومة تريد إيران؟ ليجيب: نحن نعتبر إسرائيل عدوا وهذا لا نقاش فيه ولا غبار عليه، نحن أبناء المدرسة أباؤنا أسسوها وتعلمنا فيها ورضعناها مع الحليب وناضلنا فيها ولا أحد يمكنه أن يزايد علينا، ولكن الفارسي يحشرني اليوم، فإما أن أكون تابعاً له وإما أن أكون عميلاً إسرائيلياً. أنا لست عميلاً إسرائيلياً، لكن في الوقت نفسه لا أقبل أن أكون عميلاً لفارس على أرض العرب.
ويضيف سلام ان السوري يطرح ما يسمّيه الرئيس نبيه بري وغيره معادلة السين- سين، مع الأسف بتقديري ان هذه المعادلة أصبحت مثل الدواء المنتهية مدته، انا مع معادلة ع-ع اي عربية - عربية برعاية سعودية، وبرعاية مثلث عربي كبير هو السعودية - مصر- سوريا، لكن ليس س - ع، يعني إذا كنت لا أريد أن أكون فارسياً يجب أن أعترف بدور مميز لسوريا في بلدي، وبالتالي سأكون تابعاً لسوريا وليس للعرب كلاً، لأني أؤمن بالموقف العربي الجماعي عبر المثلث العربي الكبير السعودية- مصر – سوريا.
ويقول سلام ان السوري اليوم يطرح مقايضة وبالتالي يوجد مشكلة، فعندما بدأت المصالحة العربية التي قام بها الملك عبدالله بن عبد العزيز في الكويت، طُرح على السوري قراءة واقعية للمشهد على الأرض العربية وهي أن يقوم بمهمة معيّنة في العراق تُختصر بالتالي: حماية الأقلية السنية في العراق، ودعم الوجه العربي- العراقي عبر الشيعة العرب والسنة العرب في العراق، يعني إعادة الهوية العربية الى العراق الذي اسمه اليوم دولة العراق وأصبح رئيسه كردياً وحالته بالويل مع احترامي للأكراد كشعب.
هنا أراد السوري ان يأخذ مقابل هذه المهمة مكافأة في لبنان، من دون ان يحقق المطلوب منه في العراق، بل ذهب وعمل من خلف الستار مع إيران وغيّر كل شيء، وبالتالي لا تفسير لدعمه لرئيس الحكومة العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي، خصوصا إذا تذكرنا إتهام المالكي لسوريا بالتفجيرات التي حصلت في العراق، وبالتالي عقد صفقة مع الإيراني وطلب دور في لبنان. المطلوب من السوري في لبنان هو أن لا يقوم بدور ولن يكون له دور.
وعن الكلام الذي يردده البعض من انه لو لم يكن هناك توافق إيراني - أميركي في العراق لما كانت زيارة احمدي نجاد الى لبنان وإعلان ما أعلنه من لبنان؟ يجيب سلام هذا توافق اميركي- إيراني ولكن أنا لبناني عربي ما علاقتي بهذا الموضوع. من قال انه بالنسبة لي إيران خصم وأميركا ليست خصماً؟ من قال انه إذا لم أكن مع إيران فأنا مع أميركا؟ انا لبناني عربي.
لو كانت أميركا موافقة على زيارة نجاد فلماذا أوفدت مساعد وزيرة الخارجية فيلتمان الى لبنان ليجول على كل الناس ويحذرهم؟ فأين هذه الموافقة؟ أعتقد ان هذا مناخ التضليل الموجود عند الإيرانيين في لبنان ويديره حسن نصرالله.
ويعود سلام للحديث عن الموقف السوري إذ يرى ان عليه إما أن يقوم بالمهمة الموكلة اليه في العراق وهي حماية الاقلية السُنية وإعادة الوجه العربي الى العراق، وإما ستواجهه مشكلة لان نظام المنطقة اختل منذ سقوط النظام والدولة في العراق، وبالتالي عندما تسقط الأقلية السُنية في العراق ويقبل العرب السُنة بالإحتكام الى الديموقراطية التي هي حكم الأكثرية تحت عنوان عربي، يعني هو يعترف ان الشيعة أكثرية في العراق، ولكن شيعة العرب وليس شيعة فارس وشيعة احمدي نجاد، شيعة النجف وليس شيعة قم، وبالتالي لا يمكن تأمين هذا التعويض عبر نظام هو الوحيد الموكلة اليه هذه، مما يخلق حالة في الشارع العربي المسلم السُني تطالب بالتعويض على الخسارة السُنية في العراق تحت عنوان احترام الديموقراطية، تعويض سُني الى حيث السُنة أكثرية عبر احترام الديموقراطية بالعنوان نفسه. وهذه هي الغلطة التي وقع فيها النائب وليد جنبلاط ولم يعرف متى يستثمرها، وذهب وطلب من الأميركيين تغيير النظام السوري على اعتبار ان التعويض يكون من هذه الناحية.
ويضيف ان السوري عندما دخل لبنان عام 76 تماماًً تحت عنوان حماية الأقلية المسيحية، وهي مبررات غير موجودة لأنه لا توجد أقلية تطلب حماية، فمن صالح السوري كي يحمي نظامه ويثبت نظامه أن ينفذ المهمة في العراق ولا يمكن أن ينال على ذلك مكافأة في لبنان، وبتقديري ان السوري يلعب على الحبل بحيث يضع قدماً هنا وقدماً هناك، ولكي يتحسن وضعه هو مستعد أن يضع قدماً ونصف القدم في السعودية، ولكن هذا لم يحصل بعد. فالوضع في الإقليم كله خطير جداً، أي في المنطقة حيث يحاول العرب تقرير ماذا سيفعلون في إيران وإسرائيل اللتين تتقاتلان على أرض العرب، وبلحم العرب، وباستقرار العرب وباقتصاد العرب وبثروات العرب وبمستقبل العرب. الإيراني يسرق منا هوية الصراع كي يمنعنا من أن نكون طرفاً في الحل، وبالتالي برأيي كإنسان بدأت مشاكلنا في لبنان عندما تخلينا عن سيادتنا تحت العنوان العروبي خدمة للقضية، وكان يومذاك اتفاق القاهرة، الآن هناك من يريد اتفاق طهران الذي يمكن أن يدخلني في خمسين سنة أو مئة سنة أخرى من الصراعات، وانا هنا لا أتحدث في حدود هذا الوطن الصغير بل هو يدخل كل المنطقة في الصراع.
نحن في حقبة طرح تسوية سلام مع إسرائيل، بينما هو يعيدنا الى زمن إلقاء اليهود في البحر، انا لا أقول ان اليهود أولاد عمي وأوادم، لكن هناك موازين قوى ولا أفهم كيف ما زال لدى البعض القدرة على الدفاع عما قام به احمدي نجاد في لبنان.
نوفل ضو
من جهة اعتبر عضو الأمانة العامة لقوى 14 اذار/مارس والمحلل السياسي الصحافي نوفل ضو ان مرحلة ما بعد زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الى لبنان لم تستقر بعد على صورة معيّنة، لكنه يؤكد ان الزيارة استتبعت جملة تحركات إقليمية ودولية. خاصة وان نجاد، بحسب رأيه، جاء بخلفية المحور الذي تحدث عنه اي الإيراني- التركي- السوري- الفلسطيني- اللبناني.
ورأى ان أول ردّة فعل مباشرة، كانت من رئيس الحكومة سعد الحريري،الذي اكد خلال لقائه مع كتلته النيابية وفي البيان الذي صدر عن الإجتماع، بأن هذا المحور لا يمر عندنا لاعتبارات داخلية عدة تتعلق بالوفاق الوطني اللبناني، واعتبارات إقليمية تتعلق بانتماء لبنان الى جامعة الدول العربية والتزامه بالمبادرة العربية للسلام، كذلك لاعتبارات دولية تتعلق بالتزام لبنان بالأمم المتحدة وبالقرار 1701، وان ذلك مسّ بموضوع الوفاق الوطني الداخلي، وأكثر من ذلك إذا كنتم تريدون ذلك، فيجب أن يمر ذلك بالدولة اللبنانية وليس بـ((حزب الله)) ونحن في النهاية لم يفاتحنا أحد كدولة بهذا الأمر. هذا الكلام قاله الرئيس الحريري مباشرة لأحمدي نجاد بحسب البيان الصادر عن اجتماع ((كتلة المستقبل)) الذي اعقب الزيارة، وتأتي في هذا السياق زيارة الرئيس الحريري الى مصر التي أكدت ان لبنان ليس على استعداد لكي يكون في هذا المحور، وبعدها زيارته مباشرة الى السعودية والقمة السورية - السعودية التي عُقدت التي ننتظر لنرى في النهاية ما هي نتائجها.
وانتقد ضو ما جاء على لسان المعارضة من الآن ان السعودية أرسلت بطلب الرئيس بشار الأسد لإبلاغه قرار السعودية بإلغاء المحكمة، وان السعودية تتكفل بالإخراج مع الرئيس سعد الحريري، وهذا ما لاحظناه في إعلامهم معتبراً إياه كلاماً غير منطقي.
إذاً كل هذا المشهد، إضافة الى زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان إلى لبنان ، يجعل ضو يعتقد ان الرئيس نجاد جاء ليحاول تمرير صورة معيّنة، وبالتأكيد هذه المحاولة لن تمر وذلك بحسب قوله للأسباب التالية:
أولاً: يجب أن نرى المعادلة الإقليمية التي ستتم بمواجهته، فالكلام عن محور إيراني- تركي- سوري- فلسطيني- لبناني لن يسير به التركي، يضاف الى ذلك ان الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز أرسل بطلب الرئيس السوري بشار الأسد ليسأله عن الذي حصل، وليبلغه ان هناك اتفاقاً مُخالفاً لما يحصل. فإذا كان الإيراني استطاع فرض أمر واقع على التركي وعلى السوري الذي يتجاوز السعودي في هذا الموضوع، فبالتأكيد ستكون المرحلة المقبلة ان ((حزب الله)) سيضع يده على جزء جديد من البلد، وان كان لن يستطيع أن يقضم كل البلد في النهاية، ولكن ستكون مسيرة القضم مستمرة، وربما في لحظة من اللحظات نصل الى أمر واقع عسكري على الأرض، يؤدي الى تراجع سياسي إضافي لقوى 14 آذار/مارس على الأرض.
ثانياً: علينا الآن أن ننتظر القرار الآتي من الخارج، ومفاده ان الأمور مستمرة وان القرار الظني سيصدر، والعملية غير مرتبطة بقرار ظني، بل مرتبطة بسياسة محاور يتحدث عنها الإيراني، ويبدو ان الموقف الأميركي تم إبلاغه ا

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد