صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 12/4/2008

القضية اللبنانية تتحول إلى قضايا تتفرع منها مشكلات وتفاصيل تجعل الحديث عن واحدة منها دون ذكر الأخرى نقصاً في عرض المعطيات وسرد الأحداث، وهذا الأمر لم تقع فيه الصحافة اللبنانية التي تناولت المقالات والتحليلات فيها مختلف مفاصل التطورات اللبنانية وارتباطاتها بالخلافات الخارجية، سواء على مستوى الحوار أو على مستوى العلاقات اللبنانية العربية، أو على صعيد قضية الشاهد محمد زهير الصديق التي تفاعلت بقوة مؤخراً، أو غير ذلك من القضايا المحلية.

ـ صحيفة السفير
خضر طالب:
اجتماع لجنة التعاون والتنسيق الأمني لدول الجوار العراقي المقرر عقده في العاصمة السورية غداً،الذي تشارك فيه دول الجوار العراقي والولايات المتحدة الأميركية والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي، تسبب &laqascii117o;بتأجيل" مؤتمر للمعارضة العراقية كان مقرراً في التاريخ ذاته في دمشق أيضاً، ما يعني أن النتائج التي سيخرج بها الاجتماع غداً، سترخي بظلالها على الوضع العراقي بكل تشعباته وارتباطاته ومداخلاته. لكن هذا الاجتماع يسبق أيضاً محطة محورية أميركية في المنطقة، لطالما كانت الناخب الأكبر في الولايات المتحدة، ولذلك يوليها الرئيس الأميركي جورج بوش التفاتة خاصة في منتصف أيار المقبل عندما يحاول الجمع بين الاحتفال بمرور ستين عاماً على قيام دولة إسرائيل، وبين الإعلان عن قيام &laqascii117o;فكرة الدولة الفلسطينية" التي ما تزال &laqascii117o;هجينة" لدى العرب أنفسهم قبل الإدارة الأميركية. ولهذا فإن التحضيرات التي ستشرف عليها وزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس شخصياً اعتباراً من 21 نيسان الجاري خلال جولتها في المنطقة، إنما تسعى لتفكيك بعض &laqascii117o;العقد" العربية أمام الخطة والاستراتيجية التي حدد أسسها بوش في مؤتمر &laqascii117o;أنابوليس". بالتوازي، لا يمكن فك الارتباط عملياً بين تتالي القمم الثنائية العربية التي نسفت عملياً مقررات قمة دمشق وأنهت مفاعيلها، وأضعفت إلى الحد الأقصى دور الجامعة العربية، وبين التحضيرات المكثّفة ليكون &laqascii117o;إنجاح" زيارة بوش في أيار المقبل بمثابة &laqascii117o;تعويض نهاية الخدمة" أو &laqascii117o;مهرجان الوداع الحميم" الذي يختتم بتقليده &laqascii117o;الوشاح القومي" كهدية، تعبيراً عن &laqascii117o;الشكر والثناء" لتلك &laqascii117o;الجهود العظيمة" و&laqascii117o;المواقف المتعاطفة" مع قضايا العرب، و&laqascii117o;التضحيات" التي قدمها لـ&laqascii117o;حماية" العرب من &laqascii117o;العدو الأخطر" على وجودهم ومستقبلهم وأرضهم المتمثّل بـ&laqascii117o;الشيطان الفارسي الأكبر"...
في الشكل، جاءت قمة شرم الشيخ بين قطبي &laqascii117o;النهر والبحر" بقرارين يناقضان قمة الجامعة العربية في دمشق: الأول يقول بتفويض محمود عباس استمرار التفاوض مع الإسرائيليين الذين لم يقدموا شيئاً، وفي هذا نسف لمقررات قمة دمشق القائمة على أساس مبادرة السلام العربية. والثاني، يربط عودة العلاقات المصرية والسعودية إلى طبيعتها مع سوريا، بأن تسهّل دمشق &laqascii117o;اختيار" رئيس الجمهورية في لبنان. وإذا كان القرار الأول يمسّ مصير الجامعة العربية كمؤسسة، ويأتي في سياق التمهيد لما سيعلنه الرئيس الأميركي الشهر المقبل من المنطقة بشأن مصير &laqascii117o;خريطة الطريق" لقيام الدولة الفلسطينية، فإن القرار الثاني جاء ليعلن بالتصريح الجازم &laqascii117o;دفن" المبادرة العربية لحل الأزمة في لبنان.
ثم، هل يعني انتهاء الدور الوسيط للسعودية وسقوط المبادرة العربية، كسلّة متكاملة، فقدان حلقة التعايش بين الموالاة والمعارضة؟ وهل لهذا السبب جاء موقف رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في رفض الحوار مع &laqascii117o;شيخ المعارضين" انطلاقاً من أنه وضع نفسه في خانة &laqascii117o;شيخ الموالين"؟ إذا كانت هذه المعادلة صحيحة، فإن ذلك يفضي إلى استنتاج &laqascii117o;غير مريح"، مفاده أن المشهد اللبناني ينحو إلى مزيد من التعقيد في المرحلة المقبلة، وأن نتيجة التوجهات الكبرى في المنطقة، وهي توجهات ما تزال قيد الدرس، هي التي ستحدد ملامح المشهد اللبناني شكلاً ومضموناً، على اعتبار أن الساحة اللبنانية التي استوعبت الصدمات الكبيرة التي تعرضت لها خلال السنوات الثلاث الماضية قادرة على التكيّف مع &laqascii117o;تزاوج" العناوين الداخلية للأزمة بالملفات الكبرى في المنطقة. ولهذا أيضاً يكون احتمال التوصل إلى تسوية في لبنان، ولو موقتة، ينتظر &laqascii117o;الوعد الأميركي" بدولة فلسطينية &laqascii117o;مستقلة"... وبالاستقرار في العراق &laqascii117o;الديموقراطي" ذي &laqascii117o;السيادة والحرية والاستقلال"...

ـ صحيفة السفير
محمد بلوط:
تواجه السلطات الفرنسية في الأيام المقبلة طلبات ستتقدم بها دمشق، عبر قناة الأنتربول، في ليون، وعبر الأنتربول العربي، للعثور على الصديق، وإعادة تسليمه إلى بلاده، لمواجهة إتهامات القضاء السوري له بجنايات عدة لا علاقة لها بقضية الرئيس الحريري.

ـ صحيفة السفير
عماد مرمل:
يرى &laqascii117o;حقوقيون موالون" أن مسألة تغيير مكان إقامة الصديق قد جرى تحميلها أكثر مما تحتمل، وبالتالي فإنه لا يمكن الركون اليها لطلب الإفراج عن الضباط الاربعة الذين قد يختفون أو يُقتلون في مثل هذه الحال، لافتين الانتباه الى أن المادة 108من قانون أصول المحاكمات الجزائية تلحظ عدم تحديد مهل للتوقيف في ما خص الدعاوى المحالة أمام المجلس العدلي، ومستشهدين في هذا السياق بتوقيفات طويلة الأمد نفذتها المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان من دون أن يُعد ذلك انتهاكا لهذه الحقوق. وبمعزل عن التجاذب الداخلي الحاد في ملف التحقيق في اغتيال الحريري والمسار الذي يسلكه، كان لافتا للانتباه ما تبلغته أوساط واسعة الاطلاع في بيروت من أن حالة من الإمتعاض تسود في بعض الدوائر المختصة في الامم المتحدة حيال ما واجهته وتواجهه لجنة التحقيق الدولية والمحكمة الدولية من أوضاع ومواقف تؤثر على سمعتهما المهنية، ويكون مصدرها في أغلب الأحيان أفرقاء داخليون وخارجيون، يبدون في الظاهر حرصا على مهمة اللجنة والمحكمة، ولكنهم يضرون بها في الممارسة. وفي هذا الإطار، تفيد الأصداء المتأتية مما يدور خلف أبواب الغرف المغلقة في الدوائر المعنية في الامم المتحدة، أن الأمين العام بان كي مون ومساعده للشؤون القانونية نيكولا ميشال قد صدما بتجربة المحقق ديتليف ميليس وطريقة تعاطيه خلال الفترة التي تولى فيها التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الحريري، إذ أصدر حكما مسبقا وحصر الفرضيات في اتجاه واحد، ثم راح يجمع الادلة التي تثبت صحة استنتاجه، بدلا من ان يعطي فرصة لاختبار أكثر من احتمال، قبل أن يحدد وجهة سيره النهائية. وحسب المناخ السائد في أروقة المنظمة الدولية، فإن حقبة ميليس لا يُعتد بها ولا يمكن البناء عليها، وما زاد الاحساس بخيبة الامل تجاهه هو سلوكه بعد ترك مهمته، إذ كان يجب أن يمتنع عن التعليق على مسار التحقيق قبل أن ينتهي، وأن يتجنب توجيه الانتقادات الى زميله برامرتز أثناء عمله، وذلك التزاما بشروط النزاهة والتقاليد المهنية. هناك في الامم المتحدة من أصبح يشعر بالإحراج نتيجة طروحات بعض الذين يبالغون في إظهار دعمهم للمحكمة الدولية، سواء في لبنان أو خارجه، بحيث يظهر هؤلاء كأنهم يمونون على المحكمة، ويملكون امتياز توجيه الاتهامات وإصدار الأحكام المسبقة، في حين ان المحقق الدولي نفسه لا يعرف بعد الى ماذا ستفضي تحقيقاته، ومن هم المتهمون الذين سترد أسماؤهم لاحقا في قراره الظني. ويعتقد أصحاب هذه المآخذ في الامم المتحدة أن الحماسة الزائدة لبعض اللبنانيين تلحق الضرر بالمساعي التي تُبذل لإثبات نزاهة المحكمة الدولية وحرفيتها المهنية، تماما كما تفعل مواقف بعض الدول التي تسارع الى الربط بين المحكمة وسوريا كالولايات المتحدة وفرنسا. وتعمل الأوساط المختصة في الامم المتحدة على بذل جهد إعلامي للتشديد على نيتها الالتزام بالمسار القانوني المحض للمحكمة، بعيدا من أي تسييس. وإذ توحي أجواء مقر المنظمة الدولية في نيويورك بأن الإجراءات الإدارية واللوجستية لتشكيل المحكمة قد تنتهي بعد أربعة أشهر، يؤكد المطلعون أن ذلك لا يعني بالضروة أن المحكمة ستباشر عملها في ذلك التاريخ، لان استئناف المحاكمة مرتبط بإنجاز التحقيق والقرار الظني، وهذا أمر لا يستطيع، حتى بلمار نفسه، أن يحدد موعدا لإتمامه منذ الآن.

ـ صحيفة البلد
علي الأمين:
يلفت مصدر دبلوماسي غربي في بيروت الى ان المملكة العربية السعودية تلعب دورا في لجم اي تحرك تصعيدي للحكومة والموالاة يفهم منه الانفراد في اتخاذ قرارات كبرى في معزل عن المعارضة، وتحديدا عن الثنائية الشيعية، لذلك فان القيادة السعودية بحسب ما يرجح انها رغم التأخير في تحديد موعد للرئيس نبيه بري مع القيادة السعودية فانها تمنت على الحكومة والرئيس السنيورة الا يقطع مع هذه الثنائية، وان يستمر في سعيه لملاقاتها وتسيير مطالبها في الحكومة . واعتبر المصدر ان 'وجود قوة اليونيفيل يشكل حماية للبنان و حماية سياسية لوجود حزب الله في كل لبنان، وبالتالي لا بد من اجراءات دولية تزيد من منسوب الحماية للسلم الداخلي وتحصينه'. واضاف 'ان الاهتمام الاوروبي والاميركي لم يتراجع، فالعديد من الدول الاوروبية، تراقب باهتمام بالغ ما يجري في لبنان وهي متمسكة بتعزيز حضورها السياسي والعسكري لمنع تدهور الاوضاع السياسية والعسكرية والامنية، سواء من خلال قوة اليونيفيل او في ما قد تفرضه التطورات من مساهمات وبناء على ما تطلبه الحكومة اللبنانية وما يعنيه تنفيذ القرارات الدولية'. المناخات الاوروبية بحسب ما يتردد لدى جهات سياسية ودبلوماسية، لم تنته من الصدمة التي تلقتها بسبب ما تكشف من علاقة حزب الله بعماد مغنية اثر اغتياله في 12 شباط من العام الجاري، حيث كانت بعض الدول الاوروبية وبناء على رسائل ومعلومات مستقاة من مصادرها الرسمية واولها حزب الله، تؤكد ان مغنية لم يعد له اي علاقة بــ'الحزب' او انه كان من رموز المرحلة التي لم يكن فيها الاخير قد رسا على اطار تنظيمي واضح وثابت. لذلك ساهمت هذه الدول في مواجهة محاولات ادراجه ضمن لائحة المنظمات الارهابية في اوروبا، ووقفت في وجه ضغوط اميركية كبرى على هذا الصعيد. ورأت هذه المصادر 'ان الخطب الثلاث التي القاها امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بعد اغتيال مغنية وما تضمنته من رسائل سياسية تشكل معطى يحظى بمتابعة وترقب'. ولفتت الى ان اسرائيل زادت من صعوبة قيام حزب الله بالثار لمغنية عندما ربطت هذه العملية بإشعال الحرب. الملفت في ما يتم تداوله لدى مصادر سياسية ودبلوماسية، ان لا معلومات جديدة على مستوى التحقيق في اغتيال الرئيس رفيق الحريري. لافتا الى ان 'ملف القرار 1701 سيستكمل دوليا باجراءات او قرارات تعزز من تنفيذ مضمونه فعلا، ورجح المصدر المذكور 'ان يكون لروسيا دور اساسي على هذا الصعيد في المرحلة المقبلة' من دون ان تتوسع في تفصيل هذه النقطة.

ـ صحيفة النهار
روزانا بومنصف:
ينصح ديبلوماسيون المعنيين بوجوب البحث في تفعيل الحوار فعلاً رغم الافق المقفل الذي يتسم به، ولكن بصيغة مختلفة عما سبق، وربما عبر حض الرئيس بري على فتح ابواب مجلس النواب بطريقة ما، لكون الحوار في المبدأ هو السبيل الوحيد للتواصل، والجميع يؤكدون ذلك في ظل خلاف على الاطار والآلية والمضمون. ذلك ان المبادرة العربية، كما يقولون، لم تمت او تنته كلياً بل تحتاج الى انعاش، علماً ان فشل العرب بعد فشل الفرنسيين يحبط الآخرين فعلاً ويحضهم على دفع الحوار الداخلي قدماً، اولاً لافساح المجال امام التفكير في شيء جديد يتردد ان الفرنسيين ربما يبادرون اليه خلال مدة رئاستهم الاتحاد الاوروبي في تموز المقبل. ومن الآن حتى ذلك الوقت مسافة يتهيبها هؤلاء خشية الفراغ السياسي الذي يمكن ان يتسبب باحتكاكات او حوادث رغم تقويمهم ايجاباً، والى حد بعيد، عدم انزلاق لبنان حتى الآن لا نحو حرب اهلية وسط تطمينات الجميع برفض الانجرار اليها، ولا نحو حرب مع اسرائيل على رغم ان هذه مرهونة بجملة عوامل داخلية وخارجية، الا انهم لا يضمنون عدم وقوع حوادث امنية كاغتيالات جديدة او تفجيرات يمكن ان تأخذ البلاد الى حيث لا يرغب كثيرون. فمن جهة يلحظ الديبلوماسيون المعنيون عدم وجود حماسة اميركية لحوار يحصل بين الطرفين في هذه المرحلة وعدم بذلها اي جهد من اجل التشجيع عليه، وثمة من يقول انهم يعارضون الحوار ويقفون في وجه امكان حصوله لعدم رغبتهم في اعطاء 'حزب الله' اي مكاسب اضافية يمكن ان تعزز وضعه سياسياً وتؤمن له غطاء داخلياً رسمياً في الداخل وتالياً مع الخارج. لكنهم يلحظون ايضاً تلاقياً قوياً للمصالح السورية مع مصلحة الولايات المتحدة في هذا الاطار لعدم رغبة دمشق في حصول حوار فعلي بين اللبنانيين يمكن ان يأخذ مفاعيله في اتجاهها، على ما حصل بالنسبة الى البنود السابقة للحوار والمتعلقة بالتمثيل الديبلوماسي بين لبنان وسوريا ووقف تسريب الاسلحة عبر الحدود، فضلاً عن ترسيم هذه الحدود باعتبار ان دمشق تراهن، وعن خطأ وفق هؤلاء الديبلوماسيين، على ما هو سائد وشائع حول نهاية ولاية الرئيس جورج بوش ووصول ادارة اميركية مختلفة مما يبدل المواقف الاميركية منها ويفتح حواراً معها، الامر الذي رفضته ادارة بوش منذ نهاية عام 2003.

ـ صحيفة النهار
إميل خوري:
يتساءل سياسيون مستقلون لماذا لا يقدم العماد ميشال عون الذي لديه اكبر كتلة مسيحية في مجلس النواب على اتخاذ قرار بانتخاب رئيس للجمهورية لاخراج لبنان من ازمة الفراغ القاتلة، خصوصاً ان حضور كتلته جلسة الانتخاب كاف لتأمين النصاب، عوض ان يترك لسوريا ولغير سوريا المتاجرة بورقة الانتخاب والمساومة عليها لقبض ثمنها اما عودة الوصاية السورية الى لبنان وان بصورة غير مباشرة.ويختم السياسيون المستقلون بالقول انهم يأملون في الا يكون عهد الزعماء الكبار ورجال الدولة في لبنان قد انتهى، بل ان يكون لا يزال في لبنان امثالهم يضحون من اجل لبنان ولا يضحون به من اجل مصالحهم، وان الآمال لا تزال معقودة على العماد ميشال عون بأن يكون الزعيم الكبير ورجل الدولة الذي ينقذ لبنان من ازمته الحادة، ولا يبقى هذا الانقاذ في يد الآخرين ليقبضوا الثمن الغالي ربما من سيادة لبنان واستقلاله.

ـ صحيفة الأخبار
إبراهيم الأمين:
ليس في إمكان أحد في لبنان أو سوريا الدفاع عن مسلسل الأخطاء التي ارتكبتها سوريا في لبنان، ويمكن مقاربتها بالآتي:
1ـ أظهرت معلومات مصدرها سوريا أو لجنة التحقيق الدولية أو معلومات الأغنياء من اللبنانيين الذين سرقوا الخزينة، أن بعض كبار ضباط الاستخبارات كوّنوا ثروات لا تتناسب ودخلهم الرسمي في الجيش السوري، ولا صلة لها بإرث في بلادهم، بل هي جزء من عملية الرشوة التي ازدهرت، وإذا كان صحيحاً أن في لبنان من تولى إفساد هؤلاء، فالأصح أنه لم يكن في سوريا من يمنع هذا الفساد أو يضع حدّاً له.
2ـ استسهل السوريون الإقرار بالتوزيع الطائفي للقوى السياسية في لبنان، وترك لعبد الحليم خدام وفريق سياسي وأمني إدارة الملف اللبناني على قاعدة أن من الأسهل حصر الإدارة اللبنانية ببعض الشخصيات التي تمثل رأس الطوائف، وكان خدام يقول إن الترويكا كفيلة بإدارة البلاد.
3ـ تجاهل السوريون أهمية الملفات المشتركة بين الشعبين، واختاروا الموقف السياسي بديلاً من التفاعل في قضايا الاقتصاد والتعليم والتجارة.
4ـ وفّرت سوريا حماية لطبقة من السياسيين الفاسدين في لبنان، وفيها الآن من يأكل أصابعه ندماً عندما يشعر بأن من معه، هو بالضبط من كان عرضة لكل أشكال القمع من قبله. تبدو العلاقات اللبنانية اليوم رهينة أحداث الأعوام الثلاثة الماضية، كما ان الحديث عن الأخطاء التي ارتكبت كبير وطويل جداً، ومن الصعب تمزيق صفحات هذه الأخطاء من تاريخ العلاقة بين البلدين، وكل ما يحصل حالياً، أن هناك من يطوي هذه الصفحات أو بعضها، وهناك من ينبش بعضها الآخر. وإذا كانت ارتكابات 14 آذار وجماعة أميركا وإسرائيل كبيرة إلى حدّ أن في لبنان وفي سوريا من يقدر على تجاهل المرحلة الماضية، فإن ذلك لا يعفي المعنيين في البلدين من الشروع ومن دون استئذان أحد في مراجعة شاملة للعلاقات بين دولتين وبين شعبين وبين فريقين، ولا بأس بالعودة إلى عبارة الراحل الكبير جوزف سماحة: &laqascii117o;نحو مراجعة وتوزيع عادل للمسؤوليات عما آلت إليه العلاقات اللبنانية ـ السورية"!

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد