صحف ومجلات » -- تعليقات ومقالات مختارة من مجلات عربية

- مجلة 'الشراع'
حزب الله بين خوفستان وورطستان
حسن صبرا:

كتبنا سابقاً ان حزب الله يملك جسم فيل وعقل نملة، والشواهد تترى على هذه المعادلة:
هو يملك السلاح قوته الوحيدة، والمفترض انها لإخافة اللبنانيين، لكن اللبنانيين لم يخافوا او لم يعد احد يخشى حزب الله وأسلحته وصواريخه الا ان تستدرج هذه الاسلحة عدواناً صهيونياً يدفع ثمنه ابناء الوطن ويقبض حزب الله الثمن مالاً نظيفاً شريفاً عفيفاً.
حزب الله يخيف اللبنانيين وحكومتهم برئاسة سعد الحريري، اما ان تسقط المحكمة واما ان نسقط لبنان كله تحت سيطرتنا وأولها حكومتك ونأتي ببدائل عنك من امثال محمد الصفدي او عبدالرحيم مراد (الرئيس عمر كرامي يرفض هذا الامر بشدة حتى الآن).
المحكمة يعرف حزب الله قبل غيره انها غير قابلة للسقوط، حتى لو سقطت حكومة سعد الحريري، فلن يسقط المحكمة الا اتفاق حول الملف النووي الايراني – وهذا يعني ان تتخلى ايران عن ملفها النووي مقابل تخلي المجتمع الدولي عن المحكمة.
وفي الحالتين فإن حزب الله هو الذي سيسقط ونكرر حتى لو سقطت حكومة سعد الحريري، فإيران ليست بوارد التخلي عن ملفها النووي، والاسهل عندها ان تتخلى عن حزب الله او عن سلاحه او عن غطرسته، فإذا تخلى حزب الله عن سلاحه او غطرسته لم يعد حزب الله موجوداً.
يهرب حزب الله الى القرار الظني الذي لم يصدر ويدين نفسه بأنه المتهم الرئيسي في قتل رفيق الحريري، ويتغطرس على اللبنانيين بتهديدهم: اما انه بريء واما ان الشعب اللبناني كله مدان، وتحت هذه المعادلة يدفع الى حرق قوانين ومواثيق ودستور لبنان، لافتعال شهود زور لم يعرف احد من هم وماذا قالوا، ويتساءل اللبنانيون كلهم: اذا كان حزب الله يعرف حقيقة ما يتضمنه القرار الظني فلماذا لا ينشره بوسائل اعلامه وبواسطة مخبريه السياسيين والاعلاميين والحزبيين، من على منابر الاندية الحسينية او عبر المحطات المرئية او الندوات المفبركة.
حزب الله هو اول من فبرك شهود الزور والظاهر منهم هسام هسام، المخبر السوري الذي كان اجيراً عند اجهزة امن النظام الامني السوري وتابعه اللبناني وفي مقدمته جميل السيد الذي يدير الآن حزب الله توريطاً واسفافاً.
هذا النظام الامني السوري وتابعه اللبناني وفي مقدمته جميل السيد هو الذي فبرك احمد ابو عدس الذي اختفى بعد ظهور الشريط المزعوم.. وأهل ابو عدس يؤكدون انه خطف في بيروت الواقعة تحت سيطرة هذا النظام وفي عهد جميل السيد وقبل قتل رفيق الحريري بشهر كامل.
هذا النظام الامني السوري وتابعه اللبناني وفي مقدمته جميل السيد هو الذي فبرك قضية المسافرين الى استراليا، وقد حققت معهم السلطات الاسترالية وكذبت كل مزاعم النظام اياه.
هذا النظام الامني السوري وتابعه اللبناني وفي مقدمته جميل السيد الذي فبرك قضية الاصوليين الـ 13 من المسلمين السنة وجاءت تحقيقات هذا النظام نفسه وأداته جميل السيد لتلغي الفبركة كلها، لأنها لم تركب على عقل.
حزب الله تراجع عن اولوية الشهود الزور تحت زعم نائب امينه العام نعيم قاسم ليمهل لا ليهمل.. بعد زيارة الرئيس السوري بشار الاسد الى السعودية وعودة الروح الى المظلة العربية الجزئية فوق لبنان بعد زيارة احمدي نجاد الاستفزازية الاستعراضية الى لبنان.
حزب الله في ورطة بعد استقباله احمدي نجاد، فكثيرون في قياداته ارغموا على المبالغة في الحفاوة الاستفزازية لاستقبال نجاد، وأمينه العام حسن نصر الله لم يجد وسيلة لاقناع الشيعة لمعرفتهم بالآثار الكبيرة الناجمة عن هذا الاستفزاز بالخروج لاستقبال نجاد إلا تذكيرهم بأن إيران هي التي تمولهم بالمال في وقت تقطعه عن أفواه الإيرانيين!!
أدخل حزب الله نفسه في الصراع الداخلي في إيران وبات شعار ((لا لبنان ولا غزة بل مهجة قلبـي إيران)) في شوارع طهران والمدن الإيرانية الأخرى حقيقة ستظهر آثارها مع أي تغيير أو إسقاط لأحمدي نجاد في بلده.
خصوم نجاد وهم بالملايين من الاصلاحيين والمحافظين لن ينسوا ان حزب الله مد طوق النجاة لنجاد في لبنان لتخليصه من أزماته وورطاته في إيران على كل الجبهات، وكانوا في إيران وما زالوا عاملين على التخلص منه.
خصوم نجاد في إيران وهم بالملايين من كل التوصيفات السياسية، إذا أسقطوا نجاد سيسقطوا معه كل الذين تحدوا ويتحدون إرادة المجتمع الإيراني وشعوبه المختلفة، وإذا لم يسقطوا حزب الله لأنه فرقة من فرق الحرس الثوري بقيادة قاسم سليماني، فإنهم على الأقل سيسقطون قيادته الحالية، التي أرادت زج نفسها في الصراع الداخلي الإيراني، وبات عناصر حزب الله في لبنان يقولون ان محمد خاتمي ومير حسين موسوي ومهدي كروبي.. أعداء الله والرسول وهم يعملون في خدمة الأميركان والإسرائيليين ويجب اعدامهم؟! وهذا ما استفز قيادات في حزب الله ترفض هذا السقوط في التوصيفات، وباتت ميالة إلى موقف متوازن أكثر في الصراع الإيراني الداخلي.. وربما سيتم منها اختيار القيادة المقبلة للحزب على ضوء مستجدات الوضع الإيراني الداخلي، وان غداً لناظره قريب!
قيادة حزب الله في لبنان تورطت في الاستقبال الاستفزازي لأحمدي نجاد في وقت اعترض عليه أكثر من ثلثي الشعب اللبناني فأضافت هذه القيادة إلى خطايا الحزب ضد اللبنانيين خطيئة جديدة هي تشريع كل لبنان أمام المنازلة الإيرانية – الإسرائيلية رغماً عن إرادة ثلثي الشعب اللبناني.
قيادة حزب الله تورطت في الاستقبال الاستفزازي لأحمدي نجاد، بما استفز حتى حليفها الأول وداعمها الدائم بشار الأسد الذي ذهب شاكياً في الرياض ان صورة واحدة لحافظ الأسد الذي حمى المقاومة وكان السبب الأول لنجاحها طيلة 20 سنة لم ترفع في استقبال أحمدي نجاد.
ماذا كسب حزب الله من هذا الاستفزاز الاستعراضي إلا مزيداً من عداوة الشعب اللبناني بأكثريته الساحقة، وإلا مزيداً من عداوة الشعب الإيراني وأيضاً بأكثريته الساحقة، فضلاً عن استفزاز الحليف في سوريا، وتوكيد الحزب لنفسه أنه أداة إيرانية مزروعة في لبنان تعتاش بين الناس من مال إيراني بات كثيرون في إيران يحرّمون إرساله إلى مثل هذه الاستعراضات في لبنان، لأن الذي يحتاجه المنـزل محرّم على الجامع!
حزب الله في ورطة.. بل في حالة خوف ظاهرة وهو يتصرف على أساسها، فحزب الله يتنقل بين ورطستان وخوفستان.
فهناك في مكان ما مجهول تحت الأرض، وفي مكان ما معلوم فوقها ندم وارتباك وإعادة حسابات حول قرارات اتخذت خلال الفترة من 2006 حتى 2007 كان من شأنها تشكيل إجماع وطني حول ضرورة قيام المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الرئيس رفيق الحريري، ثم قرارات أخرى بسحب الوزراء الشيعة من حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الأولى، احتجاجاً على التوجه إلى الأمم المتحدة لتشكيل هذه المحكمة بما يشكل انسحاباً شيعياً من الاجماع الوطني على قيام هذه المحكمة.. ثم قرارات أخرى بإقفال مجلس النواب لإقرار قوانين ومراسيم الحكومة نفسها، مما أدى إلى سحب قسري للدولة اللبنانية من دورها بل من حقها في متابعة مسألة المحكمة الدولية فيكون للبنان يد مباشرة في مسار هذه المحكمة.
انه الندم الذي لا يفيد اليوم، فالمحكمة صدرت بقرار من مجلس الأمن وتحت البند السابع الملزم الذي يعطي الحق باللجوء إلى القوة المسلحة المجردة لتطبيق قرارات المحكمة.
انه الندم.. فلو ان الوزراء الشيعة لم ينسحبوا احتجاجاً على إقرار الحكومة طلب المحكمة الدولية.
ولو ان مجلس النواب كان يعمل بشكل طبيعي ودستوري لإقرار مراسيم الحكومة بمشاركة لبنانية في المحكمة الخاصة بلبنان لما كان الفصل السابع وارداً.
تذكروا كيف ان حكومة المقاومة الوطنية برئاسة فؤاد السنيورة كما أطلق عليها الرئيس نبيه بري بعد 16 يوماً من انتهاء عدوان إسرائيل بدءاً من يوم 12/7/2006، نجحت في انتزاع القرار الدولي 1701 لوقف الحرب بين حزب الله وإسرائيل من الفصل السابع إلى ما وصفه الرئيس بري يومها بالفصل السادس والنصف.
كان فؤاد السنيورة لولا الانسحاب الشيعي من الإجماع الوطني قادراً على أن يجعل المحكمة الخاصة بلبنان هي نفسها ايضاً تحت الفصل السادس والنصف وربما اقل لا الفصل السابع الكارثة الآن على المتهربين والمعطلين والمشككين بالمحكمة هذه.
حزب الله متأرجح الآن بين خوفستان وورطستان، فهو وضع نفسه تحت المجهر الدولي المباشر منذ بدء حربه ضد القرار الظني قبل ان يرى النور، وضد المحكمة الخاصة بلبنان قبل ان تبدأ جلساتها، وضد ما يسمى شهود الزور وهو صانع بعضهم.
حزب الله في موقع الدفاع الخائف، لذا فهو يشن هجوماً شرساً على كل هذا، وهو يدرك ان اي تحرك عنفي او اغتيال او افتعال حرب اهلية او فتنة مذهبية سينقلب عليه حتماً، ليزيد من الاضاءة على دوره في اغتيال رفيق الحريري.
من مصلحة حزب الله التهدئة وهو يهدد بنسفها.
من مصلحة حزب الله الستر وهو يركض نحو هتك الاستار.
من مصلحة حزب الله الالتـزام بالقوانين وهو ينتهكها ليل نهار.
من مصلحة حزب الله التظلل بحكومة سعد الحريري وهو يقلب ويحرض ويهدد ويتوعد ويوعد بنسفها لحمل زبانيته مكانها.
غداً سيقرأ حزب الله ان مذكرات التوقيف السياسية السورية ضد نخبة من قيادات لبنانية في مختلف المجالات، هي عمل من اعمال تعطيل المحكمة الدولية.. سيحاسب القانون عليها امام القضاء الدولي.
غداً سيقرأ حزب الله ان التحريض ضد القرار الظني واتهام المحكمة بالتسييس والتهديد بالتعامل معها كأنها اداة صهيونية او اميركية، هو عمل من اعمال الهجوم على القضاء الدولي وسيحاسب عليه امام هذا القضاء.
غداً سيقرأ حزب الله ان اقتحام ميليشياته بقيادة نوابه وأجهزته الامنية مطار رفيق الحريري الدولي لمنع مثول واحد مثل جميل السيد امام لجنة تحقيق قضائية لبنانية لسؤاله عن تهديده رئيس وزراء لبنان بالقتل، هو عمل من اعمال الهجوم على القضاء الدولي وسيحاسب عليه امام هذا القضاء.
مشكلة حزب الله، انه ككل الحركات الفاشستية التي نشأت في اوروبا، كالنازية والفاشية والفرانكوية.. لا تستطيع ان تتراجع، بعد ان غسلت أدمغة عناصرها وجمهورها بشعارات التفوق وامتلاك الحقيقة والقدرة الخارقة، وبأن خصومها على خطأ كامل، وهم ضعفاء ولا يستحقون الحياة.
حزب الله حقن جمهوره وعناصره بدعوة دينية يستمد فيها قوته من الله ومن الغيب المنتظر، بما يجعله يتهم كل من يخاصمه بأنه عدو الله والدين وهذا الغيب.
وحزب الله يجب ان يظل في حالة هجوم مستمر ليثبت قدراته أو ليستخدم فائض قوته حيث يرعب الآخرين.
وحيث ان القرار 1701 يلجمه عن اي تحرك ضد اسرائيل، وحيث ان اسرائيل مرتاحة لاستنفار واستفزاز حزب الله الدائم للبنانيين ولوطنهم، فإن الحزب اسير فاشيته الدائم يعيش ويفرض على اللبنانيين حال القلق والارعاب الدائمين، وهو لا يريد او لا يملك ان يتراجع عن اي توجه قمعي او متطرف او مستفز او خارج عن القانون، امام احد حتى لا يتهم او يقال بأنه ضعيف او انه فقد الحقن بالدعوات الدينية او ان الله لم يعد معه وان الغيب لن يعود ابداً.
بلى،
حزب الله حتى بفاشيته يلتـزم كلام اسياده في طهران وفي دمشق، ويتراجع، ويلحس كلاماً في النهار قاله في الليل، لأنه اسير قوة اخرى غير أفكاره الفاشية وهي تبعيته الكاملة لمن يوجهه لأنه يموله بالسلاح والمال.. وقد اعتاد اللبنانيون على عنتريات حزب الله.. التي تهدد بالويل والثبور وعظائم الامور، ثم يتحول التهديد فجأة الى كلام معسول، بعد ان أتته التعليمات بالتهدئة من دمشق او من طهران.. او من سفارتها في بيروت.
لذا،
يعيش حزب الله بين ورطستان وخوفستان، وحيث ان انتماءه الوطني يتراجع كثيراً امام ولائه لإيران ولسوريا.
وحيث ان انتماءه للوطن لا قيمة له امام ولائه للمذهبية البغيضة.
وحيث ان ولاءه للقانون لا قيمة له امام اعتـزازه بفائض القوة، فإنه وهو يعيش بين خوفستان وورطستان يريد ان يفرض هذه الحالة على لبنان واللبنانيين.. كي يثبت لهم انه وريث اسوأ الفاشيات المنقرضة وتلك هي مأساته ومأساة اللبنانيين معه.
 

- 'الشراع'
هذا العطري ان هو إلا موظف أجير
 
إذا كان هذا العطري وحزبه وقيادته ومن مثله يتعاملون مع الشعب العربي العظيم في سوريا بأنه حالة كرتونية يمكن تركيبها وتفكيكها ونقلها من مكان الى أي مكان.. فلا غرابة ان يتعامل هذا العطري وحزبه وقيادته ومن مثله بهذا الاسلوب الكاريكاتوري مع شعب عربي عظيم كالشعب اللبناني.
قديماً كان جواب قائد فلسطيني مقاتل تسيطر منظمته المسلحة على جزء من لبنان، على سؤال لماذا تتعاملون بهذه الغطرسة والتجاوزات مع الناس في لبنان: يا أخي قل لهؤلاء الناس عندما تترشح على الانتخابات النيابية ان لا ينتخبونا.. ثم خرج هذا القائد ومنظماته دون أسف من بلدنا العظيم لبنان.
ما يؤذي العطري ويقض مضاجعه هو وحزبه وقيادته ومن مثله ان شعب لبنان في 14 آذار/مارس تجاوز كل قياداته التي تساير وتهاون وترتخي وتخاف وتتراجع وتتلون.. أما شعب 14 آذار/مارس فهو هو نفسه الذي خرج في ذلك اليوم التاريخي لصنع حاضر ومستقبل لبنان في اعظم تحدٍ عرفته شعوب كثيرة ضد قوى الاستبداد وطغم الوصايات، وتنكيل العصابات وجماعات النهب واللصوصية، ولم يتراجع قيد أنملة، وأثبت تمسكه بمبادئه كالممسك بالجمر في كل المناسبات والاستحقاقات، في 14 شباط/فبراير و14 آذار/مارس وكل انتخابات نيابية وبلدية ومهنية، وكل التـزام أخلاقي وأدبي وسياسي بوطنه حراً سيداً مستقلاً عربياً ديموقراطياً.
هذا ما يقض مضاجع هذا العطري وحزبه وقيادته ومن مثله، فـ 14 آذار/مارس هي فكرة والأفكار لا تموت بل تحملها أجنحتها للطيران فوق كل البلدان كي تنقل لها الدواء المطلوب لخلاصها، وهي تخترق المساحات لتلهم الناس المقهورة الواقعة تحت استار الاستبداد والقمع، لاعتماد اسلوبها المناسب كي تعود لتجد مكانها الذي تستحقه تحت الشمس.
هذا العطري يوجه الى الشعب اللبناني اهانة فمن يتحملها ويقول ان الدنيا تمطر سيمسح وجهه من بصقة لحقته من شخص أهانه، اما من رد على هذه الإهانة بالقول ان الكلام صفة المتكلم فهو يستلهم قول الله تعالى: وإذا حييتم بتحية فردوا بأحسن منها او بمثلها، وهذا امر لن يفهمه لا العطري ولا من هم من أمثاله.
غير أننا يا جماعة الخير نبالغ.
فهذا العطري موظف، او هو أجير عند اي ضابط أمن يحكم في بلده، وهو يلتـزم تعليمات هذا الضابط، كما الصحافي الذي يكتب في اي وسيلة اعلامية في سوريا، كما المراسل الذي يكتب لأي صحيفة خارج سوريا، لا يجرؤ أي منهم على سؤال الضابط ثلث الثلاثة كام..
لقد طلبوا من العطري ان يلقي هذه الإهانة ضد الشعب اللبناني، فمن تقبلها منا قال ان الدنيا تمطر ومن رفضها قال ان هذا العطري موظف أجير وهو ينفذ تعليمات سيده في أحد أجهزة الأمن.. ونحن نرفضه ونرفض كل أسياده.. وكفى.    


- 'الشراع'

نحن سبقنا ويكيليكس بسبع سنوات

سبع سنوات أو أقل ونحن نكتب عن جرائم النظام الإيراني وحرسه العنصري ضد العراق شعباً ومجتمعاً وجيشاً ووطناً وعلماء وأطباء وكبار ضباط.
كنا نستقي معلوماتنا من عراقيين هم أخوة أشقاء لهؤلاء، أو من أصدقاء شخصيين، أو سياسيين هربوا من الملاحقات أو من ضباط سابقين ارغموا على ترك بلادهم هرباً من محاولات اغتيال، أو خطف تعرضوا لها هم أو أي من أفراد أسرهم، أو من مواطنين عراقيين عاديين كنا نلتقيهم في بلاد عربية أو أجنبية ينقلون لنا ما يجري في بلادهم على أيدي العنصرية الإيرانية ضد العراق بأكمله.
كنا نكتب عن ان النظام الإيراني والعدو الصهيوني، هما حليفان عضويان في عدائهما للعراق، وطناً وشعباً ووحدة وطنية وعروبة جامعة، فتعاونا تحت الاحتلال الأميركي للعراق، حتى يحققا كل ما يناسب أهداف النظام الإيراني والعدو الصهيوني، فلم يعد للعراق جيش قوي، وتفتت العراق إلى فئات مذهبية وطائفية وعرقية اسقطت الولاء للوطن لمصلحة الولاء لإيران عند كثيرين من القوى السياسية، وهجر علماء العراق الاكفاء وطنهم فساحوا في ديار الله الواسعة، بعضهم في إيران، والأغلب في بلاد أجنبية والأقلية في بلاد عربية.. لكن المأساة ان كثيرين من علماء العراق الذين كانوا يجاهدون لوضع وطنهم في مرتبة الدول المتقدمة.. ها هم يجاهدون لتوفير لقمة العيش لهم ولأولادهم وعائلاتهم سائقين بالاجرة أو عمالاً فعلة أو بوابي عمارات..
كنا نكتب عن ان النظام الإيراني أرسل عناصر ((القاعدة)) المجرمة إلى العراق، كي تقتل الشيعة في مساجدهم ومنازلهم وفي الطرقات والمكاتب والمستشفيات.. حتى ترغمهم على اللجوء إلى النظام العنصري في إيران كي يخلصهم من إجرام ((القاعدة))، بعد ان دمرت إيران وإسرائيل جيش العراق الحامي وقواه المسلحة الأخرى كي يظل العراق أرضاً مستباحة لإجرام النظام الإيراني والعدو الصهيوني.
كتبنا طيلة سبع سنوات وأكثر.. وقلنا ان هناك ثلاثة مشاريع تتناتش العراق هي المشاريع الأميركية والصهيونية والإيرانية، حتى احالته إلى ساحة صراع دموي وفتن مذهبية وانهيار للدولة والمؤسسات ونهباً للعصابات المنظمة وأطلقنا صفة فرق الموت على الحرس الإيراني العنصري بعد ان سمعنا هذا التوصيف من عراقيين شيعة عرباً وعروبيين.. ومن البصرة تحديداً، وهم الذين قالوا لنا ان الفرس ينتقمون اليوم من البصرة التي خرج منها آلاف المؤمنين المسلمين لمعركة القادسية التي أسقطت امبراطورية كسرى يزدجرد.
وكتبنا ان الفرس ينتقمون اليوم من العرب بشخص أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لأن عصره شهد إدخال الإسلام إلى بلاد فارس وان مزار قاتله أبو لؤلؤة المجوسي الفارسي هو ضمن المعالم التي يعتز بها النظام الفارسي الحالي.
كتبنا كل هذا قبل أن تخرج وثائق ويكيليكس الأميركية فاضحة كل شيء لتكتب اليوم عام 2010 ما نبهنا له منذ سبع سنوات.
كانت مصادرنا عراقيين لاجئين من كل المذاهب والقوميات عرباً وكرداً وأشوريين، ومصادر ويكيليكس جنوداً وضباطاً أميركيين من مختلف الأسلحة بمن فيهم الأجهزة الأمنية كتبوا ووثقوا أمانة وللتاريخ.
نحن الآن لسنا في معرض الحديث عن سبق إعلامي حققناه بعون الله حين كانت الأمة كلها نائمة في سبات عميق متخلية عن العراق وشعبه.
نحن نريد فقط أن ندعو العرب والعراقيين تحديداً إلى ان يحملوا هذه الوثائق إلى الأمم المتحدة طالبين تشكيل محكمة خاصة بالعراق لمحاكمة المجرمين الذين كانوا وراء قتل أكثر من مائة ألف إنسان عراقي. وهم قادة دول في إيران وإسرائيل وأميركا وحتى في العراق نفسه.
تذكروا المحكمة الخاصة بلبنان لمحاكمة قتلة رفيق الحريري تذكروا محكمة كمبوديا لمحاكمة هذا السفاح بول بوت الذي مات قبل أن تكتمل محاكمته على قتل مليوني كمبودي. تذكروا المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة عمر البشير على مجازر أمر بها في دارفور أدت إلى قتل 300 ألف مواطن سوداني.
انه عصر المحاكمات التي باتت كما يبدو الطريق الوحيد لإرعاب المجرمين ووقفهم عن غيهم.. ولكم في القرار الظني الذي لما يصدر في المحكمة الخاصة بلبنان عبرة


- 'الشراع'

طرابلس مملكة السنة المظلومة
فاطمة فصاعي:

*باب التبانة لا تعرف الدولة إلا من خلال رجال الأمن وجباة الضرائب
*أهالي التبانة لا يرون حلاً سوى الانتظار المميت لنيل المساعدات وتبرعات ليست سوى مسكنات لواقع اجتماعي مريض
*تراجع الحركة التجارية 80% في منطقة التبانة – جبل محسن بسبب الحوادث الأمنية
*يعيش 55 ألف نسمة في باب التبانة ضمن 8800 وحدة سكنية أي بمعدل 7 أشخاص في المسكن الواحد
*باب التبانة ارتفاع نسبة البطالة وانتشار حالات الزواج المبكر لدى الفتيات بين 14 و17 سنة وقلة المدارس
*باب التبانة: مساكن متصدعة لا تتوافر فيها امدادات صحية للأبنية أو شبكة مياه شفة
*أبو أحمد: المشاكل التي تحصل في باب التبانة عطلت المنطقة وبالكاد أجني يومياً 5000 أو 7000 ليرة لبنانية
*ابو عمر: السلاح والجماعات الإسلامية أبعدا السياح عن طرابلس
*رفعت عيد:
- كل شيء موجود في الشمال من فقر وحرمان وفلتان أمني وعملاء وسلفيين والفقر هو سبب جعل طرابلس ساحة للأجهزة الأمنية العربية والغربية
- سأكون آخر شخص يسلم سلاحه لأنني لا أشعر بالأمان
*النائب السابق مصطفى علوش:
- مسألة السلاح في طرابلس يجب أن تعالج ضمن إطار جمع السلاح من كل المواطنين من كل لبنان
- طرابلس منـزوعة السلاح أسهل تحقيقاً من بيروت منـزوعة السلاح
*المفتي الدكتور الشيخ مالك الشعار:
- الفقر الذي يحل بطرابلس يعود إلى الانتداب الفرنسي وبدايات دولة الاستقلال
- ندعو الدولة للنظر بعين الانصاف إلى العاصمة الثانية
- طرابلس ليست مدينة الإرهاب فهي لم تقم الحواجز المسلحة أو تهدم منـزلاً أو تطرد غير المسلمين
*المطران جورج بو جودة:
- إذا تحسنت الأوضاع الاقتصادية سوف تتحسن الأوضاع الأمنية
- السلاح يجب أن يكون بيد الجيش
*المهندس عبدالله بابتي:
- لدينا سلاح فردي كأي شخص في لبنان
- عندما استخدم حزب الله سلاحه في الشارع تغير موقفنا تجاهه
- الحركات الإسلامية لم تعطل الدفع الاقتصادي في طرابلس لأنه متخلف من الأساس
*الشيخ هاشم منقارة:
- نحن لسنا بعصابة ومن يريد استخدام السلاح لمآرب شخصية نحن ضده
*توفيق سلطان:
- يعمل في مصفاة نفط العراق 500 موظف وهم يقبضون رواتبهم ولا يعملون والسبب في ذلك يعود إلى محسوبيات سياسية.
- طرابلس كانت تتمتع بالكهرباء قبل أن تضع الدولة يدها عليها
- لم يأخذ المعرض حقه في تنظيم المعارض مثل بيال والسبب في ذلك يعود إلى إهمال الدولة
- بقي مشروع المرفأ معطلاً على أيام الوزير محمد الصفدي لأكثر من ثلاث سنوات إلى ان جاء الوزير غازي العريضي
- تعميق المرفأ أغضب الوزير الصفدي وغيره من القيادة السياسية للمدينة وهو لا يريد أن يتم شيء إلا عن طريقه
- مشروع سوليدير2 عملنا عليه مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري ونأمل في ومتابعته مع الرئيس سعد الحريري
*مصدر في مرفأ طرابلس:
- نسبة النمو في المرفأ 40% وهناك اهتمام كبير من قبل الرئيس سعد الحريري والوزير غازي العريضي
*مدير عام المعرض انطوان بو رضا:
- ميزانية المعرض لا تتجاوز 660 مليون ليرة سنوياً لا تكفي للموظفين وصيانة الحدائق

تغيب مدينة طرابلس عن الخارطة الاقتصادية والتنموية أو حتى السياحية في لبنان وان كان موقعها الجغرافي على خريطة لبنان الاستراتيجية ما يزال موجوداً في تعرجاتها وتضاريسها وجزرها.
فمدينة حلاوة الجبن والكعكة الطرابلسية اتخذت طابعاً مختلفاً في السنوات الأخيرة وأصبحت مرادفة للفقر والبؤس والحرمان والقوى المسلحة غير الشرعية سواء كانت الحزبية منها أم الدينية، حتى تحولت شوارعها وأزقتها إلى كانتونات عسكرية تحكمها أحزاب وتيارات مختلفة وان كانت المظاهر المسلحة لا تبرز فيها لكنها سرعان ما تجهز لدى حصول أي إشكال.
وتعتبر طرابلس هي ((أب الفقير)) فهي تتميز بالرخص لناحية الأسعار بما يناسب تدني الأجور التي تصل في بعض المهن إلى 250 ألف ليرة لبنانية شهرياً.. لذلك فإن تعرفة النقل في سيارة الأجرة بين 1000 وألفي ليرة وربما لهذا السبب يلجأ معظم سائقي سيارات الأجرة إلى استخدام مادة المازوت بدل البنـزين تماشياً مع أوضاع المدينة الاقتصادية.
وبالرغم من ارتكابهم لمخالفات قانون السير فإن القوى الأمنية تغض النظر عنهم تعاطفاً مع أوضاعهم المتردية، حسبما يقول مصدر في مدينة طرابلس.
وتعتبر منقوشة الزعتر الأرخص ثمناً في مدينة طرابلس قياساً بمناطق أخرى بعد ان وصل سعرها إلى 250 ليرة.. أما الآن وبعد ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة ارتفع سعر المنقوشة لتصبح كل ثلاثة بـ1000 ليرة.
وبسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء، يلجأ سكان طرابلس إلى الاستعانة بإشتراك المولد الكهربائي الذي تختلف أسعاره من منطقة إلى أخرى، فيصل الاشتراك الشهري في منطقة التبانة لكل 5 أمبير إلى 50 ألف ليرة، أي عشرة آلاف ليرة لكل أمبير بما ان بعض السكان يضطرون وبسبب سوء أوضاعهم الاقتصادية إلى الاشتراك لأمبير واحد هو بالكاد يضيء غرفة أو غرفتين.. في حين يصل الاشتراك الشهري للمولد الكهربائي إلى 50 دولاراً أميركياً في منطقة القلمون.
الطبابة المجانية تكاد تكون غائبة عن مدينة طرابلس، ما عدا مستوصفات نجيب ميقاتي والتي تقدم خدمات طبية مقابل 5000 ليرة لبنانية بدل معاينة.
وقد لا تفاجأ بوجود سيارات لا تحمل لوحة تتجول داخل أحياء طرابلس وهي مجهولة الهوية دون أن يعارضها أحد على الاطلاق سواء كانت تابعة لجهة حزبية أو سياسية.
باب التبانة محسوبة على الموالاة والمعارك تندلع بينها وبين جبل محسن منذ ما قبل الحرب الأهلية عام 1975 وتحت عناوين كثيرة. يحد المنطقة من الشمال بساتين الليمون التي أعطت مدينة طرابلس لقبها الفيحاء ومن الجنوب مقبرة التبانة والاسواق ومن الشرق البداوي وجبل محسن ومن الغرب نهر أبو علي والزاهرية وتتعدد الروايات حول جذور المشكلة القائمة بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن والتي تعود إلى ما قبل الحرب الأهلية. كانت هاتان المنطقتان المدججتان بالسلاح مكاناً متفجراً يمكن إشعاله في أي لحظة بسبب الاحتقان السياسي الذي يلعب على الوتر الطائفي.
منطقة باب التبانة تعتبر قلعة سنية مع العلم انها خليط من علويين وسنّة، والسنة في هذه المنطقة متزوجون من علويات، وفي منطقة جبل محسن ثمة سنّة أيضاً، حتى ان عائلة محسن التي ينسب إليها الجبل هي عائلة سنية. لذا هناك اختلاط بين الطائفتين على الصعيد التجاري والمهني.
كان زعيمها في السبعينيات الشهيد علي عكاوي الملقب بروبن هود وذلك لكثرة ما يساعد فقراء هذه المنطقة وقد قتل بدس السم له في السجن، فتابع المسيرة أخوه خليل عكاوي المعروف بـ((أبو عربي)) الذي أنشأ لجان الاحياء والمساجد الإسلامية فكان قائد هذه المنطقة بلا منافس حيث قاوم الوجود السوري مقاومة شرسة وتعاون مع حزب الله خلال ولاية أمينه العام المظلوم عباس الموسوي، وشارك أبو عربي في عملية الاستشهادي حسن قصير في صور عام 1982 التي أودت بحياة 250 جندياً إسرائيلياً.. وبسبب مقاومته للوجود السوري تم اغتياله في 9 شباط/فبراير في محلة أبو سمرا حيث كان متوجهاً بسيارته لترؤس اجتماع مهم.
يعيش أهل التبانة على هامش الحياة في مدينة طرابلس عند الضفة الشرقية لنهر أبو علي.. البؤس والتهميش الاجتماعي هي عناوين تجد مساحة لها كافية من المساحة الجغرافية التي لا تتعدى ثلاثة كيلومترات، فأصبحت عنواناً بارزاً للعشوائيات الفقيرة.
فتراجع الاشتباكات على المحاور مع جبل محسن لا يغير من الواقع المأساوي، حيث يزداد الشعور باليأس والاحباط من واقع لا يسمح للفقراء بالعيش ضمن الحد الأدنى بل وأقل من الحد الأدنى، وسط معدل مرتفع للبطالة في منطقة لا تعرف الدولة إلا من خلال رجال الأمن وجباة الضرائب فعلى الأرض لا يبقى لأهل التبانة سوى الكدح اليومي أو تدبر أمورهم من المعونات التي قد تصل إليهم.. فهناك من يرى في هذا المجتمع فرصة سانحة لشتى أنواع الاستغلال في مختلف المجالات وآخرها كان في حروب المرتزقة حيث وصل سعر المقاتل إلى 150 ألف ليرة لليلة الواحدة.
لهذا السبب تجدهم غاضبين في التبانة وليس لهم سوى الانتظار المميت لنيل المساعدات وتبرعات لا تعد سوى مسكنات لواقع اجتماعي مريض. تشكل مجتمع التبانة من مجموع العائلات التي نزحت من عكار إلى أطراف مدينة طرابلس لنيل فرص العمل والتعليم والطبابة والخدمات خصوصاً ان أغلب قرى عكار لم تعرف خدمات الدولة إلا في عهد رئيس الجمهورية الراحل فؤاد شهاب، وبالتالي كانت طرابلس المدينة الأقرب لهؤلاء من أجل تأمين مستقبل أولادهم. سبق ذلك وجود أحياء بسيطة ومتفرقة في التبانة مثل بعل الدراويش الحي الشعبـي الذي كان يتقاسمه العلويون والمسيحيون والسنّة وكانت السمة الرئيسية للتبانة التجارة حيث مواقع سوق القمح، سوق الخضار والأبرز (باب الذهب) أي شارع سوريا الممتد على طول التبانة حتى منطقة الملولة البوابة الشمالية لمدينة طرابلس.
في مرحلة لاحقة تمددت مشاريع السكن التي اتسمت بضخامة الحجم وكثرة الشقق السكنية كونها للفقراء العاديين من الريف الذين استبدلوا الزراعة بالعمل اليومي في مصانع الخشب والصلب والزيت في المنطقة الجنوبية من طرابلس وعليه تحولت المنطقة من باب الذهب إلى باب واسع للحرمان والقهر الذي لا يولد إلا الشعور بالغضب من دولة تخلت عن مواطنيها.. فأصبحت التبانة مشكلة مزمنة تراكمت فوقها أزمات سياسية.
تعتبر منطقة التبانة مثل جبل محسن، أكثر المناطق كثافة بالسكان والأكثر فقراً من حيث الواقعين الديموغرافي والاقتصادي.. وهذا ما يجعلها مناخاً ملائماً لهذه الأنواع من الحروب، حروب الفقر والسيطرة والميليشيات المحلية.. وما يؤجج هذه الحرب إهمال الدولة في هذه المناطق التي أصبحت ملاذاً آمناً للعصابات المحلية والعناصر المطاردة من الأجهزة الأمنية، فتجد هذه العصابات في هذه المنطقة حلمها الموعود في حماية نفسها وأمنها الذاتي.
الحوادث التي تصل بين الحين والآخر في منطقة التبانة – جبل محسن قد زادت من تفاقم الوضعين المعيشي والاجتماعي، بحيث أضحت المناطق المتضررة من هذه المدينة مرتعاً للفقر والبؤس حتى تراجعت الحركة التجارية فيها بنسبة 80%، حسبما يقول مصدر اقتصادي، وذلك باعتبار ان هذه المنطقة هي منطقة تواصل بين المناطق، كما انه في جبل محسن هناك عدد من المصانع المخصصة للألبسة والجلديات لا يستهان بها.
أما في باب التبانة فهناك حوالى 400 مؤسسة تجارية ناشطة في عملية التبادل التجاري.
كثافة وفقر وبطالة
يعيش في باب التبانة 55 ألف نسمة ضمن كثافة سكانية تصل إلى 406 في الهكتار الواحد ويعيشون في 8800 وحدة سكنية أي بمعدل سبعة أشخاص في المسكن الواحد. ويمكن تقسيم وضع الأسر إلى أسر فقيرة وفقيرة جداً وأخرى معدمة.
وقد صنف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي هذه المنطقة بأنها منطقة دون حد الفقر وتشكو المنطقة من ارتفاع عدد الأسر وارتفاع نسبة البطالة وانتشار حالات الزواج المبكر لدى الفتيات بين سن الـ14 والـ17 سنة وإحجام الفتيات عن العمل وقلة عدد المدارس وندرة وجود حدائق وملاعب كل ذلك أدى إلى وضع اجتماعي متردٍ جداً.
وتشير دراسة الأمم المتحدة إلى عدم توافر الشروط السكنية الملائمة سواء في المنازل أو الأحياء، طرق ضيقة، شوارع غير معبدة، أرصفة غير مؤهلة، وجود محال صيانة السيارات وما أنتجته من نفايات صلبة مضرة بالصحة كل ذلك أدى إلى وضع صحي سيـىء للغاية.
وهناك مساكن متصدعة لا تتوافر فيها تمديدات صحية للأبنية أو شبكة مياه الشفة.. أما بالنسبة للبنية التحتية فليست أفضل بكثير بسبب طوفان مياه الامطار على المنازل والمحال التجارية وعدم وجود مراكز صحية كافية ومشاكل الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي. نسبة التعليم فيها لا تتعدى العشرين بالمئة، لذلك فإن معظم أطفالها وفتيانها يعملون في مهن صعبة ومرهقة أقلها حدادة السيارات في ظروف معيشية لا تحسد عليها، فهي شبه عائمة على بحر من المياه الآسنة التي تغطي العديد من الملاجىء.
النفايات متراكمة في هذه الزاوية أو تلك ومع ذلك فإنها حل معقول لبعض العائلات المعدمة، فتجد أطفالاً يفتشون فيها عن أشياء تفيدهم وسط ظروف صحية معدمة حيث تحولت المستوصفات إلى مكاتب صحية وموسمية.
يعيش سكان باب التبانة من ((قلة الموت)) بهذه الكلمة عبر أبو أحمد (84 عاماً) الذي كان يقف أمام عربة الخضار التي يمتلكها ليؤمن قوته اليومي له ولزوجه بعد ان انصرف أولاده للعمل وحمل كل منهم همه على عاتقه. يقول أبو أحمد: ما في شغل منذ أكثر من عام، طرابلس أضعف منطقة في لبنان من جميع النواحي وخصوصاً منطقة باب التبانة بسبب المشاكل التي تحصل بداخلها، والتي عطلت المنطقة بأكملها فبالكاد أربح 5000 أو 7000 ليرة يومياً.
ويعقّب على كلامه أبو عمر الذي لا يختلف وضعه عنه كثيراً ليقول السلاح والجماعات الإسلامية هما اللذان أبعدا السياح عن طرابلس وبالتالي انعاش البلد حتى أصبحت طرابلس مثل الشبح بالنسبة إلى الناس.
في حين ان أم توفيق حملت مسؤولية تدهور الوضع في التبانة إلى الدولة، وتقول: الدولة لا تؤمن لنا شيئاً على الاطلاق، كل شيء غالي فنحن لا نريد المال بل تأمين فرص عمل لأولادنا فأنا لدي ثلاثة شباب عاطلين عن العمل، هل يعقل ذلك؟ فهم على أبواب زواج، لذا يفترض أن لا يلومهم أحد في حال لجأوا إلى أي عمل إجرامي أو حتى دخلوا في أي تنظيم. في حين ان أبو تيسير اعتبر ان حزب الله وميشال عون هما اللذان يسعيان إلى دمار البلد حتى خلقوا نوعاً من عدم الاستقرار سواء في الشمال أو في أي منطقة في لبنان.
ووقفت الحاجة لطيفة في الشارع تستفسر عن مهمتنا لمعرفة ما إذا كان الهدف من الزيارة تقديم مساعدات فراحت تطالب بالكهرباء والمياه التي لا تزورهم إلا لساعات قليلة خلال النهار أو حتى الأسبوع، وما لبثت ان بدأت تشتم الدولة كلها التي أوصلت الفقراء إلى ما هم عليه.
ويصف أبو ماهر (صاحب محل لبيع الأدوات المنـزلية) الوضع بـ((المزري)) ليقول: اعطونا الكهرباء في العيد فقط، المياه شحيحة وكل سنة تطوف المجارير في أيام الشتاء بسبب عدم وجود بنية تحتية جيدة.. فالبلدية غائبة.
ويبرر جاره مشاركته هو وغيره في الانتخابات النيابية وعدم مقاطعتهم لها بسبب عدم تقديم الفعاليات المساعدات لهم بل تقتصر الأمور على الوعود قائلاً: الناس تركض وراء الـ100 دولار لأنها على ثقة بأنه لن يتبدل شيء سواء شاركوا أم لم يشاركوا ولكن في النهاية سيحصلون على 100 دولار. ويختم بالقول: الشخص الوحيد الذي يقدم مساعدات في التبانة هو الرئيس نجيب ميقاتي.
وطالب الرقيب ملص (القائد العسكري لأبو عربي) بضرورة تأمين فرص عمل للشباب وخدمات طبية مشيراً إلى ان كل مستوصف ((فاتح على حسابو)).
بعل محسن والعلويون
تستقبلك منطقة بعل محسن على مدخل منطقة القبة حيث ان 90% من سكانها هم من الطائفة العلوية.. ويبلغ عدد الناخين فيها 14 الف ناخب وتقع منطقة جبل محسن المرتفعة نسبياً على موقع مشرف على باب التبانة الملاصقة لها، حتى لتكاد المنطقتان تتلاصقان.. وهي عبارة عن مرتفع جبلي صغير يطل على وسط طرابلس ويبلغ عدد سكانها 8000 نسمة وهي محسوبة على المعارضة.
سميت بـ بعل محسن نسبة الى محسن عيد شقيق علي عيد، فسمي الجبل باسمه.
وتعتبر منطقة بعل محسن اكثر فقراً في المنطقة، مع العلم ان المنطقة بشكل عام والابنية والسيارات التي تتجول بداخلها لا تدل على الفقر في شوارع اخرى منها.
وللمنطقة حراس يجلسون على قارعة الطرق يراقبون المارة ويحافظون على امن منطقتهم وان كان الجيش يتمركز على خطوط التماس بين بعل محسن والتبانة.
وبالرغم من الوجود العلوي في بعل محسن الا ان قلة من النسوة يرتدين الشادور الايراني، يشار الى العلويين سابقاً باسم النصيريين نسبة الى ((محمد بن نصير)) مؤسس الطائفة، وهم يختلفون عن السنة باعتبار ان الخلافة بعد الرسول كان يجب ان تؤول إلى الامام علي بن ابي طالب ويؤكد احد رجال الدين العلويين اعتقاد الطائفة بالتقمص وعيش الانسان حياة متتالية يختبر فيها مختلف الظروف من الغنى والفقر والقوة والعجز والاسلام والمسيحية وغيرها ويعتبر ان الحجاب ليس فريضة اسلامية، وهم ينتظرون اليوم ظهور الامام المهدي، وكان الامام موسى الصدر من اوائل رجال الدين اللبنانيين الذين اعترفوا بالعلوية كفرقة من فرق الاسلام عام 1974، ومن ابرز مثقفي الطائفة الذين يتبنون توجهات شيوعية او علمانية، بدوي الجبل، ادونيس، سعدالله ونوس وكمال خير بك.
العلويون في هذه المنطقة لهم جذور لبنانية اباً عن جد وجاء البعض من سوريا ايضاً، لكن الطائفة العلوية منتشرة في كل منطقة الشمال في الكورة وطرابلس وعكار وكل الساحل وهي طائفة لديها 15 الف ناخب في طرابلس.
شارع عزمي كان يسمى بشارع الاغنياء حيث يعيش فيه اغنياء طرابلس وهو يشبه شارع الحمراء في بيروت، وسمى بشارع ((الكزدار)) حيث يقصده اهالي المدينة للمشي وتمضية الوقت في مشاهدة المحلات الفخمة وشراء اغراضهم لمن استطاع الى ذلك سبيلاً.
اما منطقة المينا، فيعتبر شارع بورسعيد الشارع الرئيسي فيها.. وتتميز بالابنية القديمة حيث ان ثلثي ناخبيها من المسلمين والثلث الآخر من المسيحيين.
في حي التنك الذي يقع بمحاذاة الكورنيش بالقرب من منطقة المينا تقطن 400 عائلة ففي هذا الحي لا يوجد اي من الخدمات الاساسية التي يفترض ان تكون مؤمنة للسكان وفق معايير حقوق الانسان، لا مياه نظيفة للشرب ولا مسكن ملائم وسطوح المنازل مصنوعة من التنك ومدعمة بالدواليب والاحجار اضافة الى الرطوبة, البنى التحتية غائبة بما انها تقع ضمن منطقة الفرز والضم بمدينة طرابلس.. المداخيل في المنطقة متدنية جداً نسبة لمستوى التعليم والاسر التي تعيش في المنطقة.
اما خزانات المياه في تلك المنطقة فهي عبارة عن براميل عادة ما تستخدم لمواد كيماوية معينة او داخل المصانع فيعملون على تنظيفها واستخدامها كخزان للمياه.. مع العلم انه عندما تتعرض للشمس او العوامل الطبيعية تصبح المياه الموجودة فيها ملوثة كيماوياً ولا تتلاءم مع شروط النظافة والصحة.
ويعمل معظم سكانها على جمع مواد بلاستيك وحديد ليبيعوها لبعض المعامل والشركات واعادة تدويرها وهي لا تحقق لاصحابها اكثر من 200 الى 300 الف ليرة شهرياً.
اسباب البؤس
ويبرر النائب السابق د. مصطفى علوش واقع البؤس والحرمان الذي تعيشه طرابلس بجملة من الامور تضافرت على مدى العقود الاربعة الماضية لتضع طرابلس في الواقع الاقتصادي المرير الذي تعيشه، بعد ان كانت هذه المدينة العاصمة الاقتصادية الثانية ومركزاً للتسوق والتعليم والثقافة لكل شمال لبنان ولجزء من سوريا خلال فترة الخمسينيات والستينيات.
ويتحدث عن تلك الامور وأولها الحرب الاهلية التي قطعت طرابلس عن محيطها الطبيعي وشمال لبنان وبالاخص المحيط المسيحي ومن بعدها الصراع مع الوجود السوري في فترة من الفترات مما ادى الى انقطاع طرابلس عن محيطها السوري.. بالاضافة الى الجو السياسي الذي عاشته طرابلس في اوائل السبعينيات وجعلها تحت رحمة مجموعة ظلامية ادى ايضاً الى تدهور وضعها على المستوى الاجتماعي والثقافي والاقتصادي.. لذا لم يتم تحسينها خلال فترة الوجود السوري ولم تتمكن الحكومات المتعاقبة من معالجته لأسباب متعددة ومتشعبة مما جعل طرابلس تسبح في مكان خارج الواقع اللبناني على المستوى الاقتصادي وبالتالي على مختلف المستويات الاخرى، وهذا اصبح ككرة الثلج التي تضخمت على مدى السنوات الماضية مما ادى الى وجود طرابلس في قعر الواقع الاقتصادي في لبنان ويوجد فيها اعلى نسبة فقر على مستوى لبنان وخصوصاً في منطقة التبانة ومنطقة الاسواق الداخلية.
ومع ذلك فإنه يعتبر ان هذا الواقع ليس ميؤوساً منه بل هناك امكانية لتحسين الوضع في حال وصول البلد الى الاستقرار النسبي وهناك مشاريع عدة مطروحة لطرابلس من ضمنها المنطقة الاقتصادية الخاصة وتعميق المرفأ وجعلها من جديد على اللائحة الثقافية والسياسية، كل هذه الامور برأي علوش ستساعد على خلق فرص عمل جدية تؤدي في النهاية الى تحسين الوضع الاقتصادي للمدينة.
ويرى بأن دور القوى السياسية في مجال مكافحة الفقر يكمن في المطالبة الدائمة والسعي لمشاريع لطرابلس على مختلف المستويات والسعي الى تحقيق بعض الانجازات، بالاضافة الى تأمين اقصى قدر من الاستقرار والانفتاح داخل المدينة حتى تتمكن من استيعاب واقعها.
اما في ما يتعلق بالقوى المسلحة غير الشرعية المنتشرة في طرابلس فيرى علوش ان انتشار السلاح في مختلف انحاء لبنان ادى الى تمسك الكثيرين بسلاحهم.. ويقول: مسألة السلاح في طرابلس يجب ان تعالج ضمن اطار جمع السلاح من كل لبنان، ولكن هذا لا يعني ان لا يكون هناك مبادرة طرابلس منـزوعة السلاح على نسق ما حصل في بيروت، وأعتقد ان طرابلس منـزوعة السلاح قد تكون اسهل تحقيقاً من بيروت منـزوعة السلاح.
فنحن كقوى سياسية لا نسعى نحو هذا الاتجاه لأنه للأسف السعي يأتي بعد ازمة او كارثة وهذه الكارئة لم تحدث الا منذ عام او عامين، قد نكون بحاجة الى حصول كارثة من جديد للسعي بهذا الاتجاه.
ورداً عما اذا كان بالامكان تسمية طرابلس ضاحية لبنان الشمالية، يقول علوش: هذا الواقع ليس محصوراً في طرابلس لا بل انه موجود في البقاع والشمال وموجود في كافة المناطق اللبنانية ولا اعتقد انه من المفيد او من المنطقي تصوير طرابلس على انها بهذا الوضع.
وعن سبب توجه رجال الاعمال الطرابلسيين لاستثمار اموالهم خارج المدينة وليس في داخلها، يقول علوش: هذه الاسئلة دائماً تثار تجاه رجال الاعمال الكبار والسياسيين منهم، ولكن للأسف رأس المال يتطلع الى الربح السهل ولا يتطلع الى المغامرات غير المحسوبة العواقب، ولكن هناك حركة اقتصادية نشطت خلال الاشهر القليلة الماضية في طرابلس الا ان اكثرها ليس في قطاع الانتاج بل في قطاع السياحة.
واعتبر ان الاحداث التي حصلت في طرابلس والبنية المحافظة لطرابلس الى جانب وجود الجماعات المتطرفة ادت الى غياب طرابلس عن الخارطة السياحية بالاضافة الى اهمال قد يكون مقصوداً او غير مقصود من قبل وزارة السياحة بالنسبة لمدينة طرابلس.. الى جانب غياب البنى التحتية السياحية على الرغم من وجود المستلزمات كافة لناحية الآثار وغيرها.
الانتشار المسلح
من جهته يعتبر رئيس جمعية تجار طرابلس السابق مأمون عدرا ان الانتشار المسلح هو احد اسباب انتشار الفقر لافتاً إلى ان السلاح مثلما هو موجود في طرابلس موجود ايضاً في كل المناطق.
ولكنه يعود الى السبب الاساسي في تراجع الوضع الاقتصادي في طرابلس قائلاً السبب الاساسي هو ان طرابلس خسرت 40% من اقتصادها عام 1989 عندما سمحت سوريا للقطاع الخاص بالإستيراد، فوضع طرابلس يشبه وضع البقاع.
ويرى بأنه لا يتم الاستفادة من الاماكن السياحية ايضاً مضيفاً خلال 70 عاماً لم تستفد طرابلس والشمال من الدولة وكل شيء يتم وضعه واستثماره في بيروت، لذلك لم يعد هناك طبقة متوسطة في طرابلس لا بل طبقة اما فقيرة واما غنية.
معظم سكان طرابلس هم من المسلمين السنة الى جانب العلويين وعدد قليل من الشيعة الذين قدموا الى المدينة بهدف العمل او لأداء الخدمة في الجيش او قوى الامن، واستقروا فيها منذ عقود، اما عن الحضور المسيحي فإن معظمهم من الارثوذكس والموارنة الى جانب عدد قليل من الروم الكاثوليك والارمن والبروتستانت.
المملكة الطرابلسية الشريفة
ويتحدث مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار عن واقع المسلمين فيها قائلاً: الحديث عن طرابلس بشكل عام، قبل الدخول في اوضاع المسلمين فيها هو ما ينبغي الوقوف عنده، لأنه ليس هناك اي تمايز بين اوضاع الطوائف في هذه المدينة الحضارية التي تحتضنهم جميعاً بكل مودة ومساواة ودونما اي تفريق فيما بينها، لأن الجامع المشترك لكل ابنائها هو الاعتداد بمدينتهم والفخر بماضيها والائتلاف على نصرة قضاياها ومطالبها حاضراً والعمل على رفعة شأنها والذود عنها حالياً ومستقبلاً.
طرابلس احدى ابرز المدن الواقعة شرقي البحر المتوسط عراقة وتاريخاً مشرقاً وحضارة، ولعل القابها الشهيرة توحي لكل من يحاول استقراء تاريخها بمدى حضورها المتميز والمتقدم عبر العصور، منذ الفتح العربي الاسلامي على يد الصحابي الجليل سفيان بن مجيب الازدي وحتى اوائل القرن الماضي قبل ان يمارس الانتداب الفرنسي سلطته، ويعمد منذ دخوله الى تهميش دور طرابلس على الصعيد السياسي والاجتماعي والاقتصادي.
اضاف: لقد كانت طرابلس كبرى المدن الساحلية من الاسكندرون الى الاسكندرية وأدت دوراً ريادياً مرموقاً عندما كانت سائر المدن اشبه بقرى متناثرة ليس لها اي ذكر لافت في تاريخ المنطقة.
طرابلس هي ((دار العلم)) لمكتبتها الشهيرة زمن بني عمار والتي جاوزت محتوياتها الثلاثة ملايين مجلد.
هي مدينة العلم والعلماء لاحتشاد تاريخها بعشرات المفكرين والادباء والفقهاء والعلماء في كل فن ومعرفة امثال الشيخ حسين الجسر والعلامة الشيخ نديم الجسر، والسيد رشيد رضا، والشيخ عبدالكريم عويضة، والشيخ محمد الحسيني والشيخ رامز الملك وغيرهم.
هي المملكة الطرابلسية الشريفة التي استحقت هذا اللقب عندما امتدت ((مملكتها)) من اللاذقية حتى صيدا، دليل مكانتها وأهميتها ودورها في العصر العثماني، وقبله – طبعاً – في العصر المملوكي.
لم اسرد هذه الوقائع للفخر بعراقة طرابلس فحسب، وإنما ليزداد الناس معرفة بدور هذه المدينة العريقة لذا يمكن الإنطلاق من هذه البديهيات لنؤكد ايضاً ان من ابرز سمات هذه المدينة شم

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد