صحف ومجلات » أخبار ومقالات مختارة من مجلات عربية
- مجلة 'الشراع'
عن الدور المصري الذي يريده اللبنانيون
حسن صبرا:
عن الدور المصري الذي يريده اللبنانيون
حسن صبرا:
أول مرة استقبل فيها الرئيس حسني مبارك الرئيس السوري بشار الأسد بعد اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري يوم 14-2-2005 وكان النظام السوري كله في دائرة الإتهام بإرتكاب هذه الجريمة الإرهابية، نصح الرئيس مبارك زميله السوري..اذا كنتم انتم ارتكبتم هذه الجريمة فصارحني واصدقني القول كي نعمل على ايجاد مخرج لهذا المأزق حتى لا تدفع سوريا الثمن غالياً..
وعندما كان القادة اللبنانيون الإستقلاليون الذين فجروا ثورة الأرز التي أخرجت نظام الوصاية السورية على لبنان اثر قتل الحريري،يلتقون كل على حدة الرئيس حسني مبارك كان الرئيس المصري حريصاً على نصح كل قادة 14 مارس آذار الا يصعدوا المواقف الكلامية و السياسية ضد النظام السوري.
كان مبارك ينصح وليد جنبلاط ان يخفف من خطاباته وبياناته وتصريحاته العدوانية ضد بشار الأسد وضد النظام السوري.
كان الرئيس حسني مبارك يقول لسعد الحريري اعطوا السوريين وقتاً كي يعتادوا على انهم لم يعودوا يحكمون لبنان
كان الرئيس مبارك يقول للجميع-نحن نريد ان نربح لبنان ولكننا لا نريد أن نخسر سوريا..فيكفيينا اننا نكاد نخسر العراق (بعد الإحتلاليين الأميركي و الإيراني لبلاد الرافدين).
تعاملت مصر مع لبنان كدولة مستقلة لها مكانتها بين شقيقاتها العربيات،سواء على مستوى السيادة الوطنية،أو داخل المؤسسات الإقليمية ،وأولها جامعة الدول العربية،او المؤسسات الدولية و أولها الأمم المتحدة.
حرصت مصر على ان تتعامل مع القوى اللبنانية كلها ناصحة بالولاء للدولة في لبنان و الإنتماء لمؤسساتها و إعتماد الدستور مقياساً ومهداً للمواقف السياسية،فمن التزم بهذا الكلام وهذا الموقف المصري ظل ولاء لوطنه لبنان فقط،اما الذين كانوا وما زالوا ادوات لسوريا و ايران منتفذين سياسات قياداتهما حتى على حساب وحدة و عروبة وإستقلال لبنان،فهؤلاء هم الذين يتطاولون على مصر،بل ووصل الأمر ببعضهم تهديد الامن المصري نفسه
وعندما احتدم الامر بعد انتهاء ولاية الرئيس الممدد له قسراً إميل لحود عام 2007،وكانت قوى الإستقلال و السيادة صاحبة الأغلبية في مجلس النواب تقترح احد اركانها النواب رئيساً للجمهورية نسيب لحود أو بطرس حرب نصحت مصر القادة اللبنانيين ان ينتخبوا رئيساً وسطيا يرضي جميع الأطراف،وإقترحت اسم قائد الجيش يومها العماد ميشال سليمان رئيساً توافقياً
و المفارقة ان قوى الإستقلال التي أعلنت انها من حقها انتخاب رئيس منها لأنها صاحبة الأغلبية النيابية المرجحة،وافقت على اقتراح العرب.بينما عمدت القوى المدعومة من سوريا وإيران و التي كانت تطالب بإنتخاب قائد الجيش ميشال سليمان نفسه نكاية بقوى الإستقلال و السيادة،عارضت وسوقت و حاربت إنتخاب ميشال سليمان و نكاية بالإقتراح المصري استجابة لقرار سوري بمحاربة سليمان لأنه-كما تحدثت وسائل إعلام حزب الله قام بزيارة الى مصر و التقى خلالها الرئيس حسني مبارك!!
لم يصدر موقف رسمي مصري واحد ضد أحد في لبنان حتى ضد الذين كانوا يتطاولون على مصر في الإعلام ومن على منابر الحسينيات التي يحتل حزب الله معظمها في كل ارجاء الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت حيث معاقل الحزب و أنصاره
حرصت مصر رسمياً ووفق كل البيانات و الخطابات على تقديم موقفها علناً مع حرية وسيادة و استقلال لبنان.وكان مجرد صدور بيان رسمي بهذا الأمر يعني حملة سورية-ايرانية تنفذها ادوات هذين النظاميين ضد مصر متهمين مسؤوليها بالتدخل في الشؤون اللبنانية..أي و الله!!!
حثت مصر اللبنانيين على احترام دستور بلادهم و التمسك بالمؤسسات الرسمية المنتخبة و بسلطات البلد السيادية و القضائية،بينما كان جزءا من القوى السياسية اللبنانية تتطاول على مصر لأنها تؤيد سيادة و استقلال لبنان و مؤسساته و الإحتكام الى دستوره.
كانت مصر تصدر مواقفها رسمياً في حق لبنان لوجه الله،ولم تكن لتتمسك بما تعلنه اذا وجدت ان اللبنانيين اجمعوا على امر آخر.وكانت تبدي امراً،وتقدم إقتراحات لمصلحة لبنان وفق وجهة نظرها فإذا وجدت استجابة خير و بركة،واذا لم تجد فإنها كانت تترك الخيار للبنانيين:
1- اقترحت مصر اسم ميشال سليمان رئيساً للجمهورية،وكما كتبنا عارضت القوى الموجهة من سوريا و إيران انتخابه رئيساً رغم انها كانت هي التي تريد تعديل الدستور للمجيء به(ينص الدستور اللبناني على ان من واجب أي موظف فئة أولى يريد الترشيح لرئاسة الجمهورية أن يستقيل قبل ستة أشهر من منصبه قبل انتخابات الرئاسة تلك)
ولم ينتخب سليمان رئيساً للجمهورية الا بعد ان اعتدى حزب الله على ابناء بيروت و البقاع و الشمال وحاول امتلاك الجبل في 7-1152008 ،وعقد مؤتمر الدوحة في الشهر نفسه من العام نفسه
2- بعد االانتخابات النيابية التي جرت يوم 762009 وانتصار فريق الإستقلال و السيادة،وحصوله على الأغلبية النيابية(71 من اصل 128 مقعداً) اقترحت مصر بمودة ان يستمر فؤاد السنيورة الذي كان رئيس الحكومة اللبنانية مرتين بعد الإنتخابات النيابية عام 2005 رئيساً لفترة جديدة،الى ان يشتد عود زعيم الأغلبية النيابية و الشعبية سعد الحريري..فلم يتم الإستجابة لإقتراح العرب ،فالتزمت مصر رأي الأغلبية النيابية،ووقفت على خاطر الرياض في المجيء بسعد الحريري رئيساً لحكومة لبنان.
3- وعندما تعهد الامير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز امام بشار الأسد بأن يصطحب معه سعد الحريري الى دمشق بعد الانتخابات النيابية تلك وبعد تكليفه تشكيل الحكومة الاولى بعد الانتخابات، وقبل تأليفه الحكومة جاء سعد الحريري مستنجداً بالرئيس حسني مبارك.لأنه كان يريد الا يزور دمشق الا اذا شكل حكومة في لبنان،حتى لا يعود لدمشق الدور الذي مارسته خلال وصايتها على لبنان،بالا يشكل حكومة ولا يعيين وزيراً ولا يعيين حاجباً على مكتب او تمرجيا في مستشفى او بواباً على عمارة الا اذا وافقت عليه الاستخبارات السورية.
ماذا فعل الرئيس حسني مبارك استجابة لسعد الحريري زعيم الاغلبية المكلف تشكيل حكومة في لبنان.
عقد الرئيس مبارك قمتان عاجلتان خلال 48 ساعة مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للتفاهم معه على ان مصلحة لبنان وسيادته و استقلاله ان يزور سعد الحريري دمشق بعد تشكيل حكومته الاولى له لا ان يذهب الى دمشق ليبدو انه يأخذ اذناً منها بالموافقة على تشكيل حكومة بلده وفق الدستور و الاعراف اللبنانية
4- كانت مصر من الدول الأساسية الساعية لتطبيع العلاقات اللبنانية،السورية،وأيدت دائماً إقامة علاقات دبلوماسية بين البلديين وافتتاح سفارتيين للبلدين في عاصمة كل منهما،وزارت وفود سيادية مصرية سوريا لتشجيع دمشق دائماً على تطبيع علاقاتها مع بيروت
5- عندما تعرض لبنان لعدوان تموزيوليو 2006 اثر اختطاف حزب الله لجنديين صهيونيين داخل الخط الأزرق بين لبنان وفلسطين المحتلة،وقفت مصر مع لبنان حكومة وجيشاً وشعباً ومقاومة،وبذلت جهداً اساسياً داخل جامعة الدول العربية،وفي الأمم المتحدة ومجلس الامن لاصدار قرارات تدين العدوان وتدعو الى وقفه،ثم سحب القوات الصهيونية المعتدية
كانت اسرائيل محتلة لجزء من ارض لبنان بعد هذا العدوان كما احتلت سماؤها،فارضة حظراً على الطيران فوقه،وفي حين وافق امير مشيخة قطر حمد بن خليفة على اخذ الاذن من العدو الصهيوني لحط طائرته في مطار رفيق الحريري المحاصر جواً من القوات الصهيونية،ودخل معاقل حزب الله الذي استقبله كأنه هو الذي حرر لبنان،رغم ان الطائرات الصهيونية كانت تزود بالقنابل الذكية التي تدمر مباني لبنان من القواعد الاميركية في الدوحة،فإن مصر رفضت ان تأخذ اذناً من اسرائيل للمجيء الى لبنان وفضلت ان ترسل مساعداتها على عجل الى المتضررين عن طريق دمشق براً الى المناطق التي تعرضت للعدوان الصهيوني
وما يزال المستشفى العسكري المصري الذي أقيم في الضاحية الجنوبية لبيروت يقدم خدماته مجاناً لجمهور حزب الله وغيره في تلك المنطقة،رغم ان حزب الله يخضع كل من فيه لمراقبة شديدة،تحت زعم ان اطباء ومرضى المستشفى المصري يتجسسون على الحزب لمصلحة اسرائيل!!!
نعم
مصر تكرر دائماً منذ 1975 شعار ارفعوا ايديكم عن لبنان،قالتها عالية الصوت ومن ارفع المستويات السيادية موجهة للعدو الصهيوني- والنظام السوري ولمنظمة التحرير الفلسطينية ،واليوم ومنذ سنوات لإيران
اكثر من اللبنانيين يرون ان هذه المقولة على صحتها وضرورتها وقيمتها كان يجب ان تقرن بدور مصري فعال أكثر –لإلزام هذه القوى على ترك لبنان يمارس حقه بحرية وسيادة وإستقلال.
لقد نصحت مصر سابقاً منظمة التحرير الفلسطينية ان تتوقف عن الإمساك برقاب بعض اللبنانيين وبسياساتهم والتدخل في شؤونهم.ولم تلتفت المنظمة للنصيحة المصرية حتى كان العدوان الصهيوني عام 1982.وما تنتج عنه من إخراج المنظمة من لبنان نهائياً سياسياً وعسكرياً،والأسوأ من هذا ان جمهور حزب الله اليوم كان يرش الأرز و الحلوى على الجنود الصهاينة عندما احتلوا جنوب لبنان حتى وصلوا الى عاصمته وارتكبوا مجازر صبرا وشاتيلا أيام 16و17و18 ايلولسبتمبر من العام نفسه
ونصحت مصر دائماً سوريا ان تُحسن تعاملها مع اللبنانيين شعباً ومؤسسات وقيادات،وان تتوقف عن هدر كرامات اللبنانيين وتتوقف عن اغتيال قياداتهم(من كمال جنبلاط الى مفتي الجمهورية حسن خالد الى رئيس جمهوريةالرئيس معوض..)
فلم تستمع دمشق الى نصائح مصر حتى انتفض الشعب اللبناني في 4 مارسآذار 2005 اثر اغتيال رئيس وزراء الشعب الأسبق رفيق الحريري في 14 شباطفبراير من العام نفسه
نعم
كثير من اللبنانيين يريدون دوراً مصرياً،كثر فعالية في لبنان،حتى يتم التوازن بين الإفتراس السوري الإيراني للبنان وتحويله الى ساحة منازلة ومساومات مع اميركا واسرائيل،لمصلحة الملف السوري الإيراني او الجولان السورية..وبين الإحتضان العربي الذي يمكن ان يشكل مظلة تحمي لبنان وعروبته من هذا الإستثمار لمصالح نظامي دمشق وطهران.
وفي لبنان جمهور ضخم يحب مصر ويعرفها وقد نما وجدانه وعواطفه ومصالحه وثقاقته من ارض ومع ارض الكنانة،وهو جمهور مسالم يرفض الحرب ويعرف ان مصر ليست في وارد أي تدخل عسكري او أمني بل يريد تفعيل الوجود المصري في لبنان من خلال ما زرعته مصر في الثقافة وفي الفكر وفي الفن وفي العلم(جامعة بيروت العربية التي نشأت في عصر جمال عبد الناصر خرجت حتى الآن عشرات الآف اللبنانيين الذين يعملون في مختلف نواحي الحياة في لبنان في السياسة ةفي الصحافة وفي الدبلوماسية وفي التجارة وفي الجامعات..)
في لبنان عشرات الآف خريجي الجامعات المصرية في كل انحاء البلد هؤلاء وغيرهم يشكلون القوة الداعمة لأي دور مصري يهدف الى وحدة اللبنانيين وتعزيز مساعيهم في الإستقلال و السيادة
هؤلاء لم يروا اي دور عسكري او أمني مصري عبر عشرات السنين في بلدهم ولا يريدونه.انما يجرون مقارنة بين ما تقدمه مصر لهم في الوجدان و الضمير وفي الثقافة وفي العلم،وما يفرضه الآخرون من سياسات القمع والفشل والإرهاب وسرقة قرارات الدولة كخزينتها وجعل بلدهم ساحة لنازلة الدمار الأميركي- الصهيوني للمساومة على الجولان والملف النووي الإيراني.
مصر ليس لديها ارضاً محتلة كي تساوم عليها غبر احتلال جزء من لبنان وارادته او سيادته،سواء مباشرة او عبر ادوات سورية-إيرانية(حزب الله و المنظمات الفلسطينية التابعة لإستخبارات العسكرية السورية)
مصر قالت أرفعوا ايديكم عن لبنان وما زالت وكثيرون يريدون دوراً مصرياً تؤيده القاهرة بدعم مؤسسات الدولة،في وقت يبدو هم المحور السوري-الإيراني وادواته تدمير هذه المؤسسات
مصر تريد دولة في لبنان وهذا المحور السوري- الإيراني أقام دولة أقوى من دولة لبنان في أرضه ،ثم قامو ومنذ سنوات بمد يديه الى الدولة اللبنانية ليفرغ مؤسساتها من أي مضمون استقلال او سيادة
ظلت مصر تنادي ارفعوا ايديكم عن لبنان دون ان يستجيب المخترقون لأمن وسيادة لبنان واستقلاله وعروبته حتى وصل الموس الى ذقن المصري،وخلية حزب الله المعروفة وممارسات حركة حماس على الحدود وعبر بعض الاعلام المصري الخاص شواهد فاقعة على ان الإختراق للبنان يحاول النفاذ الى ارض الكنانة نفسها
وليس اولى على سوء وتهافة هذا الإختراق من ان الجهد المصري المبذول منذ سنوات لحقن دمار الفلسطنيين واجراء مصالحة بين قوتيهم الاساسيتان فتح وحماس انقلب الى تهديد إيراني للأمن المصري بعد ان اصبحت إيران بواسطة حماس في غزة و الأخوان المسلمين في الداخل في القلب المصري وعلى حدود الدولة المصرية المستقلة.
رفعت مصر شعار ارفعوا ايديكم عن لبنان وجهدت لمصالحة القوى الفلسطينية المتصارعة.ورفع الآخرون السلاح في وجه الأمن المصري حتى وصلت الامور الى حد ان امين عام حزب الله سعى وهماً لتحريض الجيش المصري ضد مؤسسات دولته,وارادت حماس وهماً نقل معركتها مع فتح هروباً من المصالحة على الاراضي المصرية في سيناء باللاجئيين الفلسطنيين حلاً للتصفية الفلسطنية مقابل مواقفة اسرائيل على بقاء امارة الأخوان المسلمين في غزة...ومع هدنة تقترحها جماعة الأخوان المسلمين الفلسطنية لمدة 50 سنة
وأخيراً ودائماً
مصر تريد الأمن و الإستقرار و العدالة في لبنان،ولأنها كذلك تتعرض للتهديد من حزب الله ومن الأدوات السورية في لبنان.فهؤلاء يخيرون اللبنانيين بل ويساومونهم اذا اردتم العدالة فإنكم ستخسرون الأمن ة الإستقرار،و الأفضل لكم ان تنسوا العدالة وكشف الحقيقة في جريمة قتل رفيق الحريري ،لأنكم في جميع الحالات حتى لو نسيتم قضية رفيق الحريري ستخسرون الأمن و الإستقرار دائماً،وستعود الإغتيالات و التفجيرات لأن قتل رفيق الحريري لم يكن فقط قتلاً للأمن و الإستقرار،ولأن كشف قتلة رفيق الحريري لن ينجيكم من تدمير الأمن و الإستقرار بل ان بيت القصيد كان دائماً إزالة اي عقبة لبنانية حامية او معبرة عن السيادة و الإستقلال..فنحن والكلام للمحور السوري- الإيراني وادواته في لبنان وغزة و العراق جزءاً من مشروع توسيعي للسيطرة على المنطقة
كلها،وقد ازحنا الحريري من الوجود لأنه شكل عقبة امام جموحنا،ونحن مستعدون لإزاحة كل من يعترض سبيلنا الآن..لولا تهديد المحكمة الخاصة بلبنان
حرب حزب الله،حرب النظام السوري،حرب النظام الإيراني ضد المحكمة الدولية تحمل وجهان
الوجه الأول هو محاولة النجاة من العقاب من الجرائم التي ارتكبها هؤلاء في لبنان
الوجه الثاني هو محاولة العودة الى الإغتيالات و التفجيرات التي حمت وجود هؤلاء و عاقبت كل من وقف في وجه مشروعاتهم الإرهابية
وما تهديد أمين عام حزب الله بقطع يد كل من يريد تقديم عناصره التي شاركت بقتل الحريري الى العدالة الا تعبيراًعن الخوف من الوصول الى الحقيقة لأنها ستعاقب المجرمين اولاً ثم ستردع هذا المحور و ادواته من العودة الى القتل والارهاب وسيلة للسيطرة على لبنان..
هل فهمتم لغز تهديد نصر الله ورد احمد ابو الغيظ عليه و الغصة التي الهبت زور وليد المعلم؟
- مجلة "المحرر العربي&laqascii117o;:
كفانا انتحاراً..
جنبلاط لـ"حزب الله&laqascii117o; لا تلعبوا بقوى الأمن الداخلي
نصح رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط قيادة "حزب الله&laqascii117o; بالتخلي كلياً عن فكرة الطلب من ضباط وعناصر قوى الأمن الداخلية من طائفة معينة عدم الالتحاق بوحداتهم في إطار "خطة متكاملة&laqascii117o; لشل مؤسسات الدولة إذا ما صدر القرار الظني بالصورة المعروفة ولم يتم احتواؤه بخطوات سياسية "كبيرة&laqascii117o;.
وبحسب ما نقل أحد نواب اللقاء الديموقراطي لـ"المحرر العربي&laqascii117o; اعتبر جنبلاط أن خطوة من هذا القبيل لا بد أن تترك انتكاسات كارثية ليس فقط على المؤسسات الأمنية، وإنما أيضاً على المؤسسة العسكرية، وهذا يعني انهيار الدولة اللبنانية، وبالتالي انهيار المقاومة التي ستفقد حتماً أي إطار شرعي لها عندما تغرق كلياً في اللهجة المذهبية.
إذاً، لا لعب بقوى الأمن الداخلي التي يرأسها اللواء أشرف ريفي البعيد كلياً عن أي تعصب أو عصبية (وهذه شهادة مراجع بارزة في 8 آذار) كما نقل عن جنبلاط قوله "كفانا انتحاراً&laqascii117o;.
- 'المحرر العربي'
مقاومة شجر الأرز
اللوم على السياسة الأميركية أيضاً
المواجهة ستنفجر وهي تتصاعد ببطء
بوش فتح الباب أمام "حزب الله&laqascii117o; للاستيلاء على لبنان
آن الأوان ليقرن أوباما أقواله بالأفعال
جوش بلوك ـ فورين بوليسي:
قبل سنوات قليلة، بدا أن السياسة الخارجية الأميركية تحقق نجاحاً كبيراً في لبنان، فقد استشاط الشعب اللبناني غضباً بسبب جريمة الاغتيال الوحشية بحق رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في 14 شباط/ فبراير 2005، والتي رُجح آنذاك أن تكون سورية وحلفاؤها قد نفذوها. وبدعم من المجتمع الدولي، نجح اللبنانيون في إخراج القوات السورية من لبنان وتأكيد السيادة اللبنانية للمرة الأولى منذ عقود، وفي عام 2009، برهن اللبنانيون مرة أخرى على دعمهم التحالف الحاكم الموالي للغرب بمنحه الأغلبية الساحقة من مقاعد مجلس النواب خلال انتخابات شهر أيار/ مايو.
اليوم، يواجه لبنان أزمة مخيفة، إذ عجز الائتلاف الحاكم في لبنان المعروف بقوى "14 آذار&laqascii117o;، عن العمل بما يتلاءم مع تفويضه الشعبي بسبب القوة المهيمنة لـ"حزب الله&laqascii117o;، الذي تموله إيران وسورية، لكن اللوم لا يقع على عاتق الحزب وحده، بل تتحمل السياسة التي تعتمدها الولايات المتحدة في تعاملها مع لبنان جزءاً كبيراً من هذا اللوم، لأنها غير مستعدة لتدعم مواقفها الجريئة بالأعمال. فلم تخفق الإدارات الأميركية المتعاقبة في حماية حلفائها وتخذل الحكومة الموالية للغرب فحسب، بل مكنت أيضاً ألد أعدائه من تثبيت أقدامهم..
إن المواجهة ستنفجر، وهي تتصاعد ببطء، بسبب المحكمة الخاصة بلبنان المكلفة محاكمة قتلة الحريري، إذ من المتوقع أن تصدر هذه المحكمة، التي أُنشئت باتفاق بين مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والحكومة اللبنانية، قراراً ظنياً يضم أسماء أعضاء من "حزب الله&laqascii117o; في الأشهر المقبلة. وكما أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال&laqascii117o; قد توجه المحكمة تهماً إلى نحو ستة أعضاء من الحزب بحلول نهاية السنة، منهم مصطفى بدر الدين، القائد العسكري البارز في الحزب، وصهره الغني عن التعريف، عماد مغنية.
الخطر الإيراني
وفي محاولة لاستباق ما قد يشكل صفعة قوية لهذا الحزب، شن الأمين العام لـ"حزب الله&laqascii117o;، حسن نصرالله، حرباً على المحكمة، ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن "حزب الله&laqascii117o; سيقوم بكل ما في وسعه ليحول دون صدور القرار الظني، ولا شك أن خطر الحرب بات واضحاً، وإذا أقدم الحزب وراعيته إيران وحليفتها سورية على الإطاحة بالحكومة المنتخبة وسيطروا على لبنان، فسيمثل ذلك ضربة قاسية لأمن الولايات المتحدة ومصداقيتها في أنحاء العالم المختلفة.
كذلك، سيعزز هذا التطور نفوذ إيران ومصداقيتها. وفي هذا السياق كان فريد هوف، مساعد المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل والمسؤول عن السياسة الأميركية - السورية، قد قيّم علاقة "حزب الله&laqascii117o; بإيران بكل صراحة خلال محاضرة ألقاها في معهد الشرق الأوسط، فيما كان الصراع دائراً بين إسرائيل و"حزب الله&laqascii117o; عام 2006، مشيراً إلى أن: "نصر الله والأوساط المقربة منه في المقام الأول يسعون إلى الدفاع عن وجود جمهورية إيران الإسلامية وقوتها وتعزيز نفوذها، سواء كان معظم أعضاء هذه المنظمة يدركون ذلك أم لا، وسواء كانت الأغلبية الشيعية في لبنان تعي ذلك أم لا&laqascii117o;.
لا شك أن تنامي النفوذ الإيراني في لبنان خطر اليوم، لأن البلدان العربية المعتدلة تتطلع راهناً إلى الولايات المتحدة لاحتواء إيران، ويتساءل حلفاء الولايات المتحدة العرب: كيف يُتوقع منهم احتواء الملالي بعد حصولهم على القنبلة، في حين أن قوة عالمية عظمى عجزت عن كبح لجامهم قبل أن يطوروا سلاحاً نووياً؟..
لا يسعنا إلا أن نلوم الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس على الوضع الحرج الذي يمر به لبنان. أرادت إدارة بوش تصوير لبنان كمثال يؤكد نجاح سياستها في الشرق الأوسط. فقال بوش في نيسان/ أبريل عام 2006: "فرحنا كثيراً بثورة الأرز. نُدرك أن نزول مئات الآلاف إلى الشارع ليعبروا عن رغبتهم في التحرر تتطلب الشجاعة، ونحن ندعم رغبة شعب في حكومة تتفاعل مع حاجاته، حكومة حرة حقاً&laqascii117o;. ولكن عندما حان الوقت للقيام بخطوات ملموسة، لم يساعد الرئيس الأميركي حلفاءه اللبنانيين حين كانوا بأمس الحاجة إليه.
حلت اللحظة الحاسمة في السابع من أيار/ مايو عام 2008، فعندما شعر "حزب الله&laqascii117o; أن الحكومة تتحرك لتضبط شبكة الاتصالات غير المشروعة الخاصة به، غزا الشوارع في بيروت والشوف جنوباً، مرغماً القادة اللبنانيين المنتخبين ديموقراطياً بقوة السلاح على القبول باتفاق لتشاطر السلطة. وكانت النتيجة هزيمة أخرى من هزائم إدارة بوش، التي عبرت عن موافقتها على "اتفاق الدوحة&laqascii117o;، الذي وقع في 21 أيار/مايو من تلك السنة ومنح "حزب الله&laqascii117o; حق عرقلة قرارات الحكومة، بما فيها نزع سلاحه.
ولكن إذا كانت إدارة بوش قد فتحت الباب أمام "حزب الله&laqascii117o; ليستولي على لبنان، وتبقي إدارة الرئيس باراك أوباما الباب مفتوحاً على مصراعيه، فهي لا تبذل مجهوداً يُذكر لدعم حلفائها اللصيقين في تحالف "14 آذار&laqascii117o;، خوفاً من أن تزعزع هذه الخطوة أي فرصة لها للتقرب من سورية.
وفي رسالة مؤرخة في الثامن عشر من تشرين الأول/ أكتوبر، احتج عضوا الكونغرس غاري أكرمان، (ممثل نيويورك الديموقراطي) رئيس لجنة الشؤون الخارجية الفرعية للشرق الأوسط وجنوب آسيا في مجلس النواب، ودان بورتون (ممثل إنديانا الجمهوري)، أحد أعضائها، بسبب غياب الدعم الأميركي للعناصر المعتدلة في لبنان. فكتبا: "نشعر بالقلق من أن استراتيجية الانفتاح الديبلوماسي على الأنظمة العدائية، التي نعتمدها، لم تحرك عملية السلام في الشرق الأوسط، بل قللت من قوة أصدقائنا وحلفائنا الديموقراطيين&laqascii117o;.
تصب الإدارة اهتمامها على التواصل مع دمشق، إلا أنها لم تقدم أي أدلة على أن لصبر الولايات المتحدة حدوداً، ففي زيارة قام بها مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، جيفري فيلتمان، هذا الشهر إلى سورية، أشار إلى أن التحسن الطفيف في العلاقات السورية - الأميركية "لا يمكن أن يتقدم بسرعة ما دام أصدقاء سورية يزعزعون استقرار لبنان&laqascii117o;. غير أن النظام السوري لم يعرب عن أي نية له في الالتزام بهذا الشرط. نتيجة لذلك، بات من المهم اليوم أن تبدل الولايات المتحدة المسار الذي اتبعته خلال السنوات الماضية، وتتصرف بحزم لمساعدة الشعب اللبناني على إعادة تأكيد حقه في تقرير مصيره، لأن المصلحة الوطنية الأميركية تتمثل في احتواء طموحات إيران التوسعية وتفادي منح الشرعية لأتباعها.
علاوة على ذلك، يلزم أن يلتفت أوباما إلى وسائل الإعلام الموالية للديموقراطية، التي أُسكتت السنة الماضية، لا بسبب تهويل "حزب الله&laqascii117o; ومؤيدي إيران وسورية فحسب، بل أيضاً بطلب من المملكة العربية السعودية التي ظنت خطأ أن بإمكانها إخراج سورية من دائرة النفوذ الإيراني، فقد تبين أن هذه الاستراتيجية فاشلة، تماماً مثل محاولة الولايات المتحدة التقرب من سورية. إن باستطاعة إدارة أوباما المساهمة في إطلاق يد أولئك الوطنيين اللبنانيين الذين تشكل أصواتهم الشجاعة أول خط دفاع في وجه أي خطوة قد يقدم عليها "حزب الله&laqascii117o;.
وقت القرارات
كذلك، على إدارة أوباما أن تحرص على مواصلة المحكمة الخاصة عملها: محاكمةً من توجه إليهم التهم، ولا شك أن العشرة ملايين دولار التي خصصتها الولايات المتحدة للمحكمة خطوة تستحق الثناء، إلا أنها ليست كافية، فباستثناء وقف سعي إيران لتطوير أسلحة نووية، ما من مشكلة تتطلب الاهتمام الدولي بقدر جهود الجمهورية الإسلامية لتوسيع رقعة نفوذها في المنطقة.
يجب أن تكون الولايات المتحدة راغبة في العمل مع حلفائها في أوروبا والشرق الأوسط لتدعم العناصر الديموقراطية المستعدة لإنقاذ وطنها، ولن تكون هذه سياسة سهلة.
إذا دافعت إدارة أوباما بجرأة عن استقلال لبنان، فسيتبين لها أن شخصيات كثيرة في بيروت والدول الأخرى التي يهمها استقرار لبنان ستحذو حذوها.
ولكن مهما كانت الأساليب التي تتبعها، فعلى الإدارة أن تُظهر بوضوح أن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة اليدين فيما تنقل إيران، من خلال حليفيها "حزب الله&laqascii117o; وسورية، الثورة الإيرانية إلى لبنان. تحدث أوباما ببلاغة عن الحاجة إلى دعم الديموقراطية والتسامح في الشرق الأوسط، ولكن حان الوقت اليوم لاتخاذ القرارات، وآن الأوان ليقرن الرئيس أقواله بالأفعال
- 'المحرر العربي'
من يصنع الفتنة في لبنان ..؟
الحقيقة أم الهرب منها ..؟
بقلم عارف كاشف الغطاء:
من يصنع الفتنة في لبنان : التحقيق الدولي في جرائم الإغتيال أم الهرب من الحقيقة بالوعيد والتهديد والفتنة ..؟
سؤال مطروح بمناسبة تلك الحملة المحتقنة قلقاً وخوفاً وتخشى الحقيقة في القرار الظني لا التسييس .
قبل شهور نشرت صحيفة دير شبيغل الألمانية ما قالت إن القرار الظني سوف يتهم عناصر في "حزب الله&laqascii117o; بالضلوع في جريمة وجرائم الإغتيال .
قبل دير شبيغل كان همس الشارع اللبناني يطال الحزب ، أو فريقاً منه ، بالجريمة .
قبل الهمس ومانشرته دير شبيغل وبعد شهور فقط من الإغتيال نشرت "المحرر العربي&laqascii117o; أن عناصر من "حزب الله&laqascii117o; تديرها طهران هي التي اغتالت الرئيس الشهيد ، من دون أن تنفي مسؤولية آخرين سواء بالمشاركة في التخطيط أو القرار أو التسهيل .. أو المعرفة المسبقة والصمت .
كل هذا وقع و يقع ضمن همس وتسريبات قد لاتكون صحيحة أو هي الجزء الطافي على السطح منها .
طبعاً لا يجهل "حزب الله&laqascii117o; أن القرار الظني لم يصدر فإذا صدر فالإتهام ليس حكماً . الحكم هو ماتنطق به المحكمة . وإذن فالحزب يستبق صدور التقرير برفضه ويستبق الحكم بالتهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور ، وأقل تلك العظائم قطع اليد التي ستمتد إلى أي عضو متهم في الحزب ، ومع قطع اليد قطع الطريق على الشرعيتين : الدولية ممثلة في المحكمة والوطنية ممثلة في الحكومة التي يشارك فيها الحزب .
لبنان إذن أمام أحد خيارين : الخروج من العدالة والحقيقة والصمت على الجريمة ، أو الفوضى الأمنية التي يطال فيها الإغتيال من تبقى .
طبعاً لا يجهل الحزب ولا من يقود معركة رفض العدالة أن الحزب ليس وحده المتهم ، وأن له شركاء إقليميين سوف يكشفهم القرار الظني وصولاً إلى عدالة الحكم .
خلال كل هذا الذي يحدث ويهدد أمن لبنان المازال يعاني من تجربة مماثلة سبقت ، أكثر من يمسك ولي الدم الأول سعد الحريري ـ نقول الأول لأن أولياء الدم يزيد عددهم على أكثر من نصف عدد شعب لبنان - أعصابه وألمه ليقول فيما روى الأمين العام لـ"حزب الله&laqascii117o; إن الإتهام إذا حدث فسيكون لأفراد بمسؤوليتهم الفردية لا بمسؤولية الحزب . أي إن الحريري تطوع حرصاً منه على السلم الأهلى بتسوية تتوقف عند مسؤولية التنفيذ دون مسؤولية القرار وتحدد هذه المسؤولية في أفراد غير منضبطين . لم تعجب التسوية "حزب الله&laqascii117o; لأن عصمته تشمل كل من انتمى إليه ، ولأن القتل يصبح شرعياً؟!
مسكين لبنان . مسكينة هي العدالة . وليرحم الله رفيق الحريري وكل الذين أسقطهم روافض العرب الجدد.
- 'المحرر العربي'
جدل تحت سقف الانتظار
استبعاد الانفجار السياسي والأمني
هل يدعو الملك عبدالله إلى لقاء لبناني في الرياض؟
من هي "الرؤوس الكبيرة&laqascii117o; التي قصدها نصرالله؟
ماذا إذا أُمر الجيش بتوقيف المشتبه بهم؟
بيروت ـ نبيه البرجي:
أطلق كلام الخميس للأمين العام لـ"حزب الله&laqascii117o; حسن نصرالله العنان لمرحلة جديدة من الجدل السياسي والإعلامي، وإن تحت سقف لا يسمح لا بالانفجار السياسي ولا بالانفجار الأمني، فهو تحدث عن "المبادرة الحريصة والطيبة&laqascii117o; للعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز، ليشير إلى أن "أمام اللبنانيين فرصة للخروج من المأزق&laqascii117o; من خلال "المسعى السعودي - السوري، وإلى التعاون معه للوصول إلى المعالجة التي هي ليست تسوية على أساس أننا متهمون، فالذي يتهمنا هو من قتل&laqascii117o;.
رموز وإشارات
رموز، وإشارات، وكلمات مباشرة وردت في خطاب "يوم الشهيد&laqascii117o;، ومن شأنها أن توضع جزءاً كبيراً من المشهد السياسي: "أي يد ستمتد إلى مجاهدي المقاومة ستقطع&laqascii117o;، "الحقيقة أن ملف شهود الزور سيوصل إلى رؤوس كبيرة، وستكون فضيحة سياسية في تاريخ المنطقة&laqascii117o; أو "هناك سوء تقدير من قبل البعض ممن يتآمر على سلاح المقاومة&laqascii117o;، ما قاله السفير الفرنسي السابق برنار إيمييه لمسؤول العلاقات الدولية (آنذاك) في "حزب الله&laqascii117o; نواف الموسوي خلال الأسبوع الأخير من حرب تموز/ يوليو 2006 من "أن الأمور منتهية في مجلس الأمن، والكل راضون والأميركيون والفرنسيون وكل مجلس الأمن وكل العالم بوقف الحرب، ولكن حكومتكم ليست راضية أن تقف الحرب الإسرائيلية على لبنان. أنا لا أفتري على أحد، والتسجيلات لمجلس الوزراء بالصوت موجودة&laqascii117o; (وقد ردّ الرئيس فؤاد السنيورة، داعياً نصرالله إلى الإفراج عن الوثائق، ونافياً ما قاله).
الأوساط السياسية انهمكت للتو في تحليل ما ورد في الخطاب. حرب ضد الجميع للضغط، أم لتغطية التراجع، أم لنشر مزيد من الضبابية، أم لملء الوقت الضائع بانتظار المسعى السوري - السعودي، وإن كان أحد وزراء القصر يشير إلى المسعى الذي تقوم به الرياض تحديداً، وبعدما كان هناك اقتناع بأنّ ذلك المسعى تقهقر، أو تلاشى، إما بسبب انعكاسات الوضع العراقي أو لأن واشنطن قامت بأكثر من خطوة، علنية وغير علنية، يستشف منها أنها وضعت القرار الظني والمحكمة الخاصة بلبنان داخل الخطوط الحمراء، الحمراء جداً.
لا معلومات حول خارطة الطريق التي يتحرك في إطارها السعوديون. هل سيكون هناك اتصال بين واشنطن والرياض، أو لقاء على مستوى عال؟ أم أن السعوديين سيتحركون خارج النظرة الأميركية للموضوع من خلال رعاية تسوية داخلية لبنانية؟
دعوة إلى الرياض
لكن مصدراً سياسياً رفيع المستوى قال لـ"المحرر العربي&laqascii117o;، إنه لا يستبعد أن يدعو العاهل السعودي، وفور انتهاء موسم الحج، أو بعد عيد الأضحى مباشرة، قيادات لبنانية للاجتماع في الرياض والتوصل إلى تسوية تجنب لبنان ما هو أبعد بكثير من الهزات السياسية، خصوصاً وأن التلويح بتعطيل مؤسسات الدولة (التي على حافة الهاوية) لا بد أن يوصل إلى صدامات على الأرض.
وتسأل الأوساط السياسية ما إذا كان تهديد نصرالله بـ"قطع الأيدي&laqascii117o; قد وصل إلى رئيس المحكمة الدولية أنطونيو كاسيزي وإلى المدعي العام دانيال بيلمار، وكيف سيكون تقييمهما للوضع، وإن كان هناك من يوضح أن الاتفاقية المعقودة بين الحكومة اللبنانية والمحكمة تنيط بالسلطات المحلية أمر توقيف المشتبه بهم، فهل التهديد موجه إلى المؤسسات العسكرية والأمنية أم إلى مراجع أعلى بيدها إعطاء الأوامر بتوقيف المطلوبين.
الرؤوس الكبيرة
السؤال الآخر هو عن "الرؤوس الكبيرة&laqascii117o; في حلف شهود الزور. المذكرات السورية طاولت نواباً ونواباً سابقين وقضاة كباراً وأمنيين كباراً. في لبنان، من هو الرأس الكبير غير رئيس الحكومة سعد الحريري باعتبار أن شخصيات مثل مروان حمادة وباسم السبع أو سعيد ميرزا ليست أقل شأناً من رئيس حزب الكتائب أمين الجميّل ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية&laqascii117o; سمير جعجع.
لكن نصرالله تحدث عن "فضيحة سياسية في تاريخ المنطقة. هل يعني هذا أن ثمة قيادات عربية شاركت في تصنيع شهود الزور الذين انتهى دورهم بمجرد أن ترك القاضي الألماني ديتليف ميليس رئاسة لجنة التحقيق الدولية ليحل محله القاضي البلجيكي سيرج براميرتز؟
جبهة جديدة
في أوساط "حزب الله&laqascii117o; أن أجهزة استخبارات عربية أقامت، غداة 14 شباط/ فبراير 2005، غرف عمليات في بيروت لإدارة "العمليات السياسية والشعبية&laqascii117o;، لكن أكثر من جهة سياسية في بيروت تسأل: هل من مصلحة "حزب الله&laqascii117o; الذي هو في حرب مفتوحة مع قوى لبنانية أن يفتح جبهة جديدة باتجاه عواصم عربية وهو الذي بذل قصارى جهده من أجل إعادة "لملمة&laqascii117o; العلاقات مع القاهرة؟
واللافت أن مصار قوى 14 آذار تعتبر أن اللغة، أو النبرة، التي استخدمها الأمين العام لـ"حزب الله&laqascii117o; إنما تنم عن مأزق حقيقي. وهذه المصادر تشير إلى أن كل ما صدر ويصدر عن الحزب إما أنه يعبر عن الصدمة أو عن مناخات الصدمة حيال المعطيات المسربة من التحقيق الدولي، أو عن فقدان الحنكة السياسية، والقانونية، أو عن اعتراف غير مباشر بأن مسؤولين وعناصر (لا مجال هنا لاستخدام تعبير.... غير منضبطة) من الحزب تورطوا في عملية الاغتيال، وربما من دون علم القيادة السياسية، بالضرورة، باعتبار أن البنية الاستخباراتية لأي حزب توتاليتاري، على المستوى الإيديولوجي، كما على المستوى العملاني، يمكن أن تعمل بمعزل عن القيادة حتى ولو كانت هذه القيادة بفاعلية (أو جاذبية) نصرالله..
لماذا الضجيج
المصادر إياها، بما في ذلك مصادر تيار المستقبل، تعتبر أن القرار الظني يبدو وكأنه صدر فعلاً، وإلا لماذا كل ذلك الضجيج. وعلى هذا الأساس، فإن صدور النص، المعلل تعليلاً دقيقاً وقاطعاً كما أشار بيلمار في وقت سابق، قد لا يضيف شيئاً أساسياً على المعلومات المتداولة. هذا مع اعتبار أن القرار لن يرسل إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة لكي يتم تسريبه، وبالتالي فتح أبواب جهنم، وإنما سيوضع على طاولة قاضي الإجراءات التمهيدية في المحكمة دانيال فرانسين الذي عليه أن يتحقق من "صلابة&laqascii117o; الأدلة، وإلا فهو لن يبعث بالقرار إلى رئيس المحكمة أنطونيو كاسيزي..
نقطة الضعف
واستطرداً، فإن أسماء المتورطين تخطيطاً وتنفيذاً مع أن مؤشرات كثيرة تقول إن نقطة الضعف في القرار - حتى الآن - هي عدم إمكانية الربط بين الأدمغة والأيدي، فهل يمكن حتى لرجل مثل عماد مغنية أو مصطفى بدر الدين (الذي يقال إنه لم يحمل في يده يوماً جهاز هاتف خلوي) أن يتخذ قراراً بحجم اغتيال رفيق الحريري من دون قرار إقليمي يتجاوز الحدود اللبنانية وما بعد اللبنانية؟
حتى الآن، ما يحدث على الساحة اللبنانية هو "قراءة في الفنجان&laqascii117o;. بالنسبة إلى التنفيذ، الثابت أن القرار الظني سيشير إلى أسماء في الحزب. ماذا عن التخطيط أو عن الجهة التي ارتأت أو التي استنسبت أو التي اتخذت القرار؟
والطريف أن يقال الآن في بيروت إن أي تسوية تعني بناء الأرضية التي "سيسقط&laqascii117o; فوقها القرار الظني. كيف؟
ثمة خبراء كثيرون في مجال صياغة التسوية المعقدة، أو المركبة، ولكن، في هذه الحال، لا بد للأطراف جميعاً أن يتراجع كل منها خطوة إلى الوراء. الورشة السعودية - السورية تعمل الآن. الساسة في لبنان لا يتوقفون عن الكلام الذي يملأ الوقت الضائع أو بالأحرى وقت الانتظار.
ولكن هناك من يتساءل الآن: إذا كان هناك، فعلاً، اتجاه إلى التسوية، ألا ينبغي من الآن إقامة المناخ الملائم عوضاً عن السجال الحاد الذي بدأ فور أن فرغ نصرالله من إلقاء كلمته المتلفزة؟
رواية استراتيجية
على كل، الرجل لم يهاجم المحكمة الدولية، ولم يتطرق بصورة مباشرة إلى القرار الظني. قدم "رواية استراتيجية&laqascii117o; للوضع منذ أيام هنري كيسنجر (مستشار الأمن القومي ثم وزير الخارجية في عهد الرئيس ريتشارد نيكسون، ووزير الخارجية في عهد السلف الرئيس جيرالد فورد نائب الرئىس الذي تسلم منصبه عقب استقالة نيكسون بسبب فضيحة ووترغيت) وحتى الآن، بل وحتى... الغد.
- 'المحرر العربي'
أربع بؤر للتفجير والتغيير
شرق أوسط ممزق جديد قادم
أربع بؤر تنذر بالتغيير الجغرافي ـ السياسي على امتداد الشرق الأوسط والمنطقة العربية منه على نحو أخص تتناوب التهديد وتتنقل بين منطقة وأخرى وهدفها النفط أرضا ومجتمعات وأنظمة .
. إيران تهدد بتغيير الهوية .
. والعراق يهدد بتقسيم جغرافيا محيطه وقد أصبح تقسيمه واقتسام مواقع السلطة فيه نموذجاً .
. ولبنان يهدد بتفجير الصراع التاري
