الزيارة التي قام بها المسؤول الأميركي ديفيد وولش إلى لبنان لا تزال تحتل الحيّز الأهم في افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت والتي ركزت على خلفيات هذه الزيارة والنتائج التي يمكن أن تسفر عنها والإشارة التي تحملها مغادرة الديبلوماسي بيروت إلى العاصمة السعودية الرياض، في حين لا يزال رئيس المجلس النيابي نبيه بري موعداً مع ملكها عبد الله بن عبد العزيز يستكمل من خلاله جولته العربية الهادفة إلى الحصول على دعم عربي لمبادرته الحوارية.
ـ صحيفة النهار:
هل تتغير المعادلات بفعل الضغط الشعبي؟ وهل تنتقل الآلية الديموقراطية من المجلس النيابي الى المجالس البلدية؟ واذا كان الأفق السياسي لا يزال مسدوداً امام امكان اخراج لبنان من ازمة انتخاباته الرئاسية في 22 نيسان الجاري، فان الافق الشعبي بدأ ينفتح ويتسع اكثر فأكثر في ضوء ما شهدته امس منطقة جبيل من احتشاد للغالبية الساحقة من رؤساء بلديات القضاء، اضافة الى الاكثرية الساحقة من مخاتيره، تحت عنوان المطالبة بـ'انتخاب رئيس الجمهورية فوراً'.وقد التقى اكثر من رأي سياسي امس على وصف هذا التحرك الشعبي بأنه بمثابة كرة ثلج بدأت في المتن وامتدت الى كسروان لتحط في جبيل على ان تنتقل اليوم الى زحلة.واعتبر مصدر حكومي هذا التحرك بمثابة 'عامية' تماثل 'عامية انطلياس' الشهيرة في القرن التاسع عشر. وقد حل اليوم النواب الممتنعين عن الذهاب الى جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية محل رجال الاقطاع الذين حلت عليهم غضبة الفلاحين والاكليروس في ذلك الزمن.وقائد الجيش العماد ميشال سليمان المعني الأول بهذا التحرك الشعبي المتصاعد، عبر أمس عن مواقف تؤكد ضرورة قيام النواب بمسؤولياتهم. وقال امام زواره: 'اذا كانت معادلة 'س - س' التي يشير اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري (لجهة العلاقة بين سوريا والسعودية) باعتبارها الدواء الشافي للازمة ولانتخاب رئيس للبلاد مهمة، فان الاهم هو ما يقع على عاتق اللبنانيين من مسؤوليات'. وأكد 'ان هذه المعادلة لا تعفي القوى السياسية المسؤولة من القيام بواجباتها'.وقال الرئيس أمين الجميل، في ضوء ما شهدته جبيل أمس، ان هذه التحركات 'ستؤدي الى توعية بعض النواب المسيحيين بأنه ليس الضمير فقط ما يملي عليهم الانتخاب انما مصالحهم الانتخابية هي التي تفرض عليهم ذلك'.وعلم ان 'ضغوطاً كبيرة مورست من مرجعيات في المعارضة على رؤساء البلديات والمخاتير في جبيل لكنها فشلت'. ومما ساهم في نجاح التحرك ان اهالي جبيل وجوارها يعتبرون انتخاب سليمان 'انجازاً كبيراً للمنطقة التي لم تعرف رئيساً للجمهورية منذ عهد الرئيس اميل اده'.ودعا رئيس اتحاد بلديات قضاء زحلة ورئيس بلدية الفرزل ابرهيم نصرالله، في مؤتمر صحافي أمس، الى المشاركة في لقاء يعقد اليوم في فندق قادري تحت شعار 'لا للفراغ'.على صعيد آخر، اجرى امس مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ولش، جولة واسعة من المحادثات شملت البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، والرئيس الجميل، ورئيس الهيئة التنفيذية لحزب 'القوات اللبنانية' سمير جعجع، ووزير العدل شارل رزق، والعماد سليمان.وعلمت 'النهار' ان البطريرك صفير اكد لولش اهمية تجاوز لبنان الفراغ في سدة الرئاسة الاولى لانه 'البلد الوحيد في هذه المنطقة حيث رئيس الجمهورية مسيحي'. كما اكد وجوب منع توطين الفلسطينيين في لبنان. وقال ولش في تصريح له بعد اللقاء ان واشنطن 'لا تدعم الستاتيكو القائم (...) ومن الواجب انتخاب رئيس، وهو وفق التقاليد في لبنان، يكون هذا الرئيس من الطائفة المارونية'.اما عن التوطين فقال: 'تعلمون ان الرئيس بوش يدعم قيام الدولة الفلسطينية. وبالنسبة الى الفلسطينيين في كل مكان، وايضاً في لبنان، ان مستقبلهم يكمن في الدولة الفلسطينية. .
وقال رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، رداً على سؤال عن زيارة ولش وما اذا كانت احدثت خرقاً في الوضع الراهن، 'ان هذه الزيارة لم تحدث خرقاً جديداً، ونحن من يفترض فيه ان يغيّر عبر فورية انتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد'.وكان السنيورة اجتمع مع سفراء الاتحاد الاوروبي وعرض معهم المقاربة التي يعرضها في جولته العربية من حيث 'ضرورة معالجة حال العلاقات اللبنانية - السورية والتدخل السوري في الشؤون اللبنانية والذي ساهم في تعطيل المؤسسات اللبنانية ومنها انتخابات الرئاسة'، كما افادت به مصادر رئاسة الحكومة.
في المقابل، كانت لافرقاء المعارضة الرئيسيين حملة على زيارة ولش. وقد وصفها رئيس 'تكتل التغيير والاصلاح' النائب العماد ميشال عون بانها لـ'رفع معنويات الموالاة'. وقال:'انا اشكل محور الهجوم للموالاة ولاميركا بهدف اضعاف المعارضة'.ورأى نائب الأمين العام لـ'حزب الله' الشيخ نعيم قاسم ان هناك أربعة اهداف أرادها ولش من خلال زيارته: إعطاء دفعة معنوية لجماعة السلطة، اميركا لا تقبل ان يتحاور اللبنانيون، أتى ليبلغهم ان الفراغ والجمود هما سيدا الموقف في خلال الاشهر المقبلة وحملهم مسؤولية الالتفاف حول الحكومة غير الدستورية وغير الشرعية'.وفي بنشعي التقى المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل رئيس تيار 'المردة' سليمان فرنجية الذي قال 'ان الرئيس بري يتبنى مبادرتي (قانون انتخابات 1960) وهذا استراتيجي للمبادرة التي طرحتها. ولكنها كما يقول المثل لحاق الكذاب لباب الدار'. اما خليل فأسف لان 'ما لمسناه على لسان ولش يؤكد ان هناك تجاوزاً للمبادرة العربية'.وأصدر رئيس 'كتلة المستقبل' النائب سعد الحريري بياناً في الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد النائب باسل فليحان جاء فيه: '(...) نربأ ببعض القيادات السياسية التي تنبري للدفاع عن عصابة الضباط الاربعة (...) والتي يفترض ان تمتلك الحد الادنى من المسؤولية الوطنية والاخلاقية عن المشاركة في هذه المحاولة المكشوفة لتبرئة فريق القتلة'. وأضاف: 'ان اي دعوة لاطلاق عصابة الضباط الاربعة هي اعتداء سافر على دم الرئيس الشهيد رفيق الحريري والنائب الشهيد باسل فليحان ودماء كل الشهداء الذين سقطوا منذ 14 شباط 2005'. وأكد 'ان جمهور رفيق الحريري لن يقف مكتوفاً بعد اليوم في وجه محاولة اغتياله مرة جديدة'.واوضح وزير العدل شارل رزق الذي اثار موضوع المحكمة ذات الطابع الدولي مع ولش انه بحث معه في موضوع يتوقف تنفيذه على مجلس الامن، اذ تنتهي بعد شهرين مهلة لجنة التحقيق الدولية التي طلب رئيسها دانيال بلمار تمديد انتدابها. وقال: 'من موقعي كوزير للعدل سبق لي ان قدمت طلباً الى رئيس الحكومة الا تتقدم الحكومة اللبنانية بطلب التمديد للجنة ما لم يتسلم بلمار مسؤولية المدعي العام وتدريجاً يسلم القضاء اللبناني صلاحياته في هذا الشأن للقضاء الدولي، اذ ان وظيفة القاضي بلمار مختلفة عن وظيفة اسلافه اذ عينه الامين العام للامم المتحدة مدعياً عاماً دولياً على ان يرئس لجنة التحقيق في انتظار تسلمه مهماته كمدع عام. وتالياً هو رئيس موقت للجنة وعلى الدولة اللبنانية الا تقبل بتمديد عمل اللجنة الا اذا تسلم بلمار مسؤولية المدعي العام، وفق ما ينص عليه نظام المحكمة. على ان يلازم او يرافق تكريس بلمار مدعياً عاماً دولياً التمديد للجنة مدة لا تتعدى مدة تأليف مكتب المدعي العام، خصوصاً ان تغييرا نوعياً طرأ على عمله وعلى طبيعة عمل اللجنة. وطلبي ان يتسلم مهماته كمدع عام في 15 حزيران تاريخ انتهاء عمل اللجنة مبدئياً على ان يمدد عمل اللجنة حتى تأليف مكتب المدعي العام وليس كما في الاعوام الثلاثة الماضية لاختلاف عمل بلمار راهناً عن عمل اسلافه'.وفي باريس رفضت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية باسكال اندرياني الخوض في تفاصيل الاجتماع الذي تحضر باريس لعقده في الكويت في 22 نيسان الجاري على هامش اجتماع بلدان جوار العراق. واشارت الى 'ان باريس لا تزال في طور التحضير لهذا الاجتماع، وان اتصالات كثيفة لا تزال قائمة مع العديد من الدول المتابعة للازمة اللبنانية'. وقالت: 'سيعلن وزير الخارجية والشؤون الاوروبية برنار كوشنير في حينه التفاصيل المتعلقة بالاجتماع حول لبنان والذين سيشاركون فيه وافكاره لحل الازمة'. واضافت 'ان المشاورات تجري مع البلدان المجاورة للبنان في شأن امكان عقد هذا الاجتماع على هامش مؤتمر دول جوار العراق في الكويت للبحث في الملف اللبناني'، مشيرة الى ان الموضوع اللبناني 'يبدوا مهماً جداً في الظروف الحاضرة'. ودعت الى حلحلة الازمة وخصوصاً اجراء الانتخابات الرئاسية'.وقال مصدر ديبلوماسي عربي في باريس لـ'النهار' ان فرنسا وجهت الدعوة الى عقد اللقاء الوزاري حول لبنان الى كل الدول المشاركة في مؤتمر دول جوار العراق في ما عدا سوريا، لكنه كشف ان كوشنير سيعقد في الكويت لقاء منفصلاً مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم.
ـ صحيفة الحياة:
فيلتمان لـ &laqascii117o;الحياة": &laqascii117o;الرسالة اليوم اننا باقون في لبنان وملتزمون بمساعدته". ونبه الى أن &laqascii117o;حزب الله يبقى عقبة رئيسية أمام الدولة لبسط سيادتها في لبنان، سواء بإقامته مربعات أمنية محظورة على الدولة، أو بتفجير السفارات أو عرقلة عمل المجلس النيابي".وعلمت &laqascii117o;الحياة" ان بري تقدم بمطالعة تحت عنوان لماذا الحوار، ونقلت المصادر عنه قوله ان دعوته الى الحوار لقيت تأييداً من رئيس &laqascii117o;اللقاء النيابي الديموقراطي" وليد جنبلاط والرئيس الجميل والتكتل الطرابلسي والنائب غسان تويني، في مقابل رفض جعجع لها، وعدم مبادرة رئيس كتلة &laqascii117o;المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري الى تحديد موقف منها، على رغم أن النواب المنتمين الى كتلته &laqascii117o;لم يتوقفوا عن إطلاق النار عليها".ورأى عون أن هدف الزيارة ليس تطويق المعارضة بل رفع معنويات الموالاة، مؤكداً أن &laqascii117o;ولش يعلم أن ميزان القوى على الأرض هو لمصلحة المعارضة"، ومشيراً الى أن &laqascii117o;انتخاب الرئيس من دون حكومة وحدة وطنية وقانون انتخاب يشكل محاولة لقطع الطريق على المبادرة العربية"، و &laqascii117o;أي رئيس ينتخب بهذا الشكل لا يعتبر توافقياً إنما موالياً لواشنطن". ورد &laqascii117o;حزب الله" في بيان على الحريري من دون أن يسميه، ورأى أن &laqascii117o;اللغة الاتهامية والثأرية تدل على ان هذا الاعتقال (للضباط الأربعة) سياسي وثأري وليست له علاقة بالأصول القانونية، وهي اللغة نفسها التي تعرقل كشف الحقيقة وتمنع اكتشاف القاتل الحقيقي. وهذا يقتضي انطلاقاً من المسؤولية الإنسانية، العمل من أجل الإفراج عن الضباط الأربعة وبقية المعتقلين".
ـ صحيفة اللواء:
كشفت اوساط مطلعة لـ'اللواء' ان زيارة ولش كانت مبرمجة مسبقاً، ولا علاقة لها بما تردد حول كلام وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس من عدم الاستعجال بإجراء الانتخابات الرئاسية والذي ثبت لاحقاً عدم صحتها، ولكن موعد الزيارة أحيط بتكتم شديد لأسباب أمنية&bascii117ll;أما في الحراك الداخلي، فقد برزت قضية الضباط الأربعة من جديد، مع تصاعد الكلام عن اقتراب موعد انطلاق المحكمة الدولية وتلويحات المعارضة باتخاذ خطوات على هذا الصعيد، مما دفع رئيس كتلة 'المستقبل النيابية النائب سعد الحريري الى اصدار بيان عنيف اللهجة، وأبدت اوساط سياسية تخوفها من ان يؤدي السجال المحتدم حول قضية الضباط الى الضغط على التهدئة الحالية وعودة التوتر الى الشارع، خاصة بعدما برز 'حزب الله' في قيادة الحملة المطالبة باطلاقهم، وهو رد على بيان النائب الحريري من دون ان يسميه، معتبراً بأن 'الاعتقال هو سياسي وثأري لا علاقة له بأصول قانونية'&bascii117ll;
ـ صحيفة الاخبار:
غادر ولش بيروت إلى السعودية التي ينتظر بري أن يتلقى منها موعداً للقاء الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز. وقالت مصادر مطلعة على موقف بري لـ&laqascii117o;الأخبار" إنه بات يفضّل أن تتم زيارته للسعودية بعد مرور بعض الاستحقاقات العربية والاجنبية، ومنها زيارة الرئيس المصري حسني مبارك لفرنسا والاجتماع الذي سيُعقد من أجل لبنان على هامش المؤتمر الدولي حول العراق في الكويت الثلاثاء المقبل. وأشارت المصادر إلى أنّ برّي سيتّخذ في ضوء هذه الاستحقاقات خطوات تتعلّق بمبادرته التي لا يزال متمسّكاً بها لأنّه لا يرى أمام فريقي الازمة من مفر إلا التوافق.ورشح من اللقاءات التي عقدها ولش مع فريق الموالاة أن المسؤول الأميركي حرّض على عدم تقديم أي تنازلات للمعارضة، ما لم يتم انتخاب رئيس الجمهورية أولاً، وبلغ به الأمر حد التهديد بعدم السكوت عن التأخر الحاصل في هذا الانتخاب، محاولاً استثارة المسيحيين وتأليبهم على رئيس &laqascii117o;تكتّل التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون باتهامه من دون أن يسمّيه بـ&laqascii117o;تقسيم" المسيحيين، في موازاة اتهامه برّي بتعطيل إجراء انتخابات الرئاسة عبر &laqascii117o;إقفال" مقر المجلس النيابي.وفي الوقت نفسه، ذهب رئيس الهيئة التنفيذية في &laqascii117o;القوات اللبنانية" سمير جعجع بعد اجتماعه مع ولش الى التلويح بخيارات ستلجأ إليها الموالاة بعد جلسة الثلاثاء المقبل إذا لم يُنتخب رئيس خلالها، ومنها انتخاب هذا الرئيس بالاكثرية المطلقة أو توسيع الحكومة أو ترتيبها. لكنه اعترف بأن هذه الخيارات &laqascii117o;دقيقة وصعبة".الى ذلك، قال وزير الاتصالات مروان حمادة لـ&laqascii117o;الأخبار" إن ولش حمل من بيروت إلى واشنطن في ختام محادثاته إصرار الموالاة على انتخاب رئيس الجمهورية أولاً، وطلبها الاستمرار في دعم الجيش اللبناني والدولة وماليتها واقتصادها، وأكد أنه &laqascii117o;لم يتخلل المحادثات أي كلام معادٍ لحزب الله وفريق المعارضة عموماً" وأشار حمادة إلى أن ولش جاء إلى بيروت ليستطلع الأجواء قبل الاجتماع الخاص بلبنان الذي سيعقد على هامش المؤتمر الدولي حول العراق. وأضاف &laqascii117o;إن زيارة ولش لم تلغِ المبادرة العربية، فهذه المبادرة تبقى لُبّ الحل وأي حل سيكون من ضمنها ولن يحصل شيء خارج العرب او بمعزل عنهم".ولفت حمادة إلى أن موسى لن يزور بيروت في هذه الأيام، لكنه قد يزورها بعد اجتماع الكويت. وقال إن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية المقررة الثلاثاء المقبل هي في حكم المؤجلة &laqascii117o;إلا إذا قررت إحدى الكتل، وتحديداً كتلة الرئيس نبيه بري، النزول إلى المجلس والمشاركة في انتخاب الرئيس".
ـ صحيفة السفير:
ترأس مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد ولش، أمس، احتفال السفارة الأميركية بالذكرى الخامسة والعشرين لتفجير مقرها في بيروت، وشاء الأميركيون لاحتفالهم هذه السنة أن يتخذ &laqascii117o;طابعا خاصا"، كونه يأتي مباشرة بعد اغتيال القيادي في &laqascii117o;حزب الله" الشهيد عماد مغنية، الذي حمّله الأميركيون مسؤولية سقوط القتلى الأميركيين في لبنان مطلع الثمانينيات.
وأصدر الرئيس الأميركي جورج بوش بيانا رسميا من البيت الأبيض، للمناسبة، حمّل فيه &laqascii117o;حزب الله وإرهابيين آخرين تدعمهم دمشق وطهران مسؤولية هذه الهجمات"، مجددا دعمه &laqascii117o;للحكومة والشعب اللبناني"، فيما كانت وزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس تترأس احتفالا كبيرا بالمناسبة أقيم في مقر الخارجية في واشنطن ضمن مناخ الثأر نفسه.
ونقل عن دبلوماسيين أميركيين، في حلقات ضيقة، أن الولايات المتحدة &laqascii117o;ستثأر في يوم من الأيام من آخرين متهمين بالتورط في التفجيرات التي استهدفت السفارة مرتين ومقر &laqascii117o;المارينز" في بيروت في الثمانينيات"، علما أن أكثر من موفد أميركي كان قد طالب السلطات اللبنانية في السنوات الأخيرة، وخاصة الوزيرة السابقة مادلين أولبرايت، بوجوب تسليم عدد من المتهمين وأبرزهم السيد حسن نصر الله فضلا عن الشهيد مغنية.
وضمن مناخ &laqascii117o;الثأر" نفسه، كان أحد سفراء الولايات المتحدة السابقين قد أبلغ أسرة &laqascii117o;السفير" قبيل مغادرته بيروت، في مطلع الألفية الجديدة بأن واشنطن ستستمر بالمطالبة برأس عماد مغنية وآخرين &laqascii117o;حتى لو بعد خمسين سنة"!
وقد غادر ولش العاصمة اللبنانية متوجها الى الرياض بعد &laqascii117o;احتفالية عوكر" وسلسلة من اللقاءات شملت، أمس، البطريرك الماروني نصر الله صفير وقائد الجيش العماد ميشال سليمان وقائد &laqascii117o;القوات اللبنانية" سمير جعجع ووزير العدل شارل رزق بالاضافة الى الرئيس أمين الجميل، حيث اتخذ اللقاء بينهما طابعا استذكاريا لمشهد الثمانينيات ربطا بيومنا هذا.
ومن المعروف أن ولش كان قبل 25 عاما، وتحديدا في الفترة الممتدة منذ العام 1981 وحتى نهاية العام ,1983 مسؤولا عن ملف لبنان في وزارة الخارجية الأميركية.
وغداة استهداف السفارة ومقر &laqascii117o;المارينز" في عمليتين انتحاريتين، زار الرئيس الجميل واشنطن والتقى الرئيس الجمهوري رونالد ريغان الذي كان قد مني بأول إخفاق منذ توليه الرئاسة في العام 1980 (تفجيرات بيروت).
وقتذاك، أبلغ ريغان الرئيس الجميل بحضور ديفيد ولش أن الارهابيين &laqascii117o;الذين استهدفوا سفارتنا وجنودنا سيدفعون ثمن فعلتهم"، وشدّ على يد الجميل ومساعديه، وقال له &laqascii117o;ثق بأنكم ستربحون المعركة ضد سوريا بصمودكم وبدعم المجتمع الدولي لكم"، وهي العبارات نفسها التي استخدمها ولش أمس في البيت المركزي كما في معظم لقاءاته مع قادة الأكثرية، تاركا لمخيلة البعض أن تدقق في &laqascii117o;النصائح الحديثة" وأن تسرح وتستذكر ماذا كانت نتائج &laqascii117o;النصائح القديمة" عندما اندحر الأميركيون عن لبنان في الثمانينيات وانهارت سلطة الجميل وعاد الجيش السوري الى بيروت...
ولم يضف ولش في كلام اليوم الثاني جديدا لمواقف اليوم الأول، خلا تأكيده في احتفال السفارة &laqascii117o;إن دعم لبنان اليوم من قبل حكومة الولايات المتحدة هو قوي ومن الحزبين (الجمهوري والديموقراطي) ولن يحول دونه شيء". وجدد انتقاده للعماد ميشال عون، واتهمه بتقسيم الواقع المسيحي، ودعا لانتخاب الرئيس فورا ومن دون شروط، وقال ان بلاده لا تريد استمرار &laqascii117o;الستاتيكو" الحالي في لبنان!
في هذه الأثناء، حذر رئيس المجلس النيابي نبيه بري من المماطلة وتضييع الوقت، وقال لـ&laqascii117o;السفير" ان &laqascii117o;الوقت يداهمنا جميعا، والمطلوب ليس الاستغراق في الحوار والدوران في حلقة مفرغة، بل قيام حوار سريع ومنتج، نصل في نهايته الى &laqascii117o;اعلان نوايا" في شأن النسب في الحكومة المقبلة وأي دائرة انتخابية ستعتمد، وبعد الاتفاق، يصار فورا الى رفع الاعتصام من وسط بيروت، ونذهب فورا الى انتخاب الرئيس التوافقي العماد ميشال سليمان ضمن السلة الكاملـة".
وألمح بري الى أنه في ظل الجو القائم سيصار الى تأجيل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية المقررة في 22 نيسان الجاري، الى موعد آخر بعد اسبوعين او عشرين يوما او شهر على أبعد تقدير.
وقال بري لـ&laqascii117o;السفير" ان &laqascii117o;الحوار فرصة ثمينة جدا بل اكثر من ثمينة، وبالتالي يخطئ كثيرا من يفوّتها. لا بل يرتكب خطيئة. لا سيما ان الحوار ليس تعطيلا للمبادرة العربية، كما يروّج بعض المتضررين، بل على العكس هو يلاقي المبادرة في منتصف الطريق، لمدها بقوة دفع لبنانية حوارية، وخصوصا بعدما اصطدمت هذه المبادرة بالحائط المسدود باعتراف الجميع، بمعنى آخر فإن الحوار يعني انقاذ المبادرة العربية".
وردا على سؤال حول الموقف السوري، قال بري، &laqascii117o;اعود وأؤكد مرة جديدة أن زيارتي الاخيرة الى دمشق قد تكون من اهم الزيارات التي قمت بها، وأستطيع أن أؤكد أن سوريا والرئيس بشار الأسد على وجه الخصوص، تريد الحل في لبنان، وتؤيد الحل في لبنان. ونقلت شخصيا من العاصمة السورية أهم موقف سوري بتأييد انتخاب العماد سليمان، وتأييد الحوار بين اللبنانيين، وثالثا والأهم هو الالتزام بمقررات حوار آذار ,2006 فسوريا قدمت اشارات تسهيلية للحوار وللحل.. والمطلوب التقاطها".
ولفت بري الانتباه الى ان الحل المطلوب، &laqascii117o;والذي نتوخاه من خلال الحوار، هو الحل المنسجم مع اتفاق الطائف، والذي يحفظ المعادلة اللبنانية القائمة والشراكة بين الجميع، وبالتالي اي حل يمكن ان يمس هذه المعادلة او يؤثر عليها هو حل مرفوض من قبلنا، لن نسمح به".
أضاف بري &laqascii117o;لقد بلغنا مرحلة الخطر.. ولا وقت للتشاطر، لقد وصلنا الى ساعة الحقيقة، فلنعلم ان الحل لبناني لبناني، ولا يحلمَنّ احد ايًّا كان في الداخل او في الخارج، بأنه يستطيع ان يفرض علينا شيئا، من الشرق أو الغرب، او ان يمون علينا بأي حل يضرّ بالمعادلة اللبنانية القائمة وبمبدأ الشراكة التي كرسها الطائف، فليسمحوا لنا، نحن نرفض اي حل يضر المعادلة اللبنانية، الحل بالحوار اللبناني اللبناني.. وليزعل من يزعل.. ومن يرد ان يركب رأسه.. فليركبه".