مواضيع متنوعة تناولتها مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية صباح اليوم الأربعاء على صفحاتها حيث تناول الكتّاب موضوع الديموغرافيا اللبنانية والاعتصام في وسط العاصمة والوضع في الجنوب، هذا الوضع الذي تتراوح التقديرات الموضوعة له بين الانفجار والهدوء، وذلك حسب الزاوية التي يتناول منها الكاتب الموضوع والمعلومات التي حصل عليها.
ـ صحيفة النهار
سركيس نعوم:
علّق الموظف المهم البعيد من الاضواء والخبير بلبنان والمنطقة في الادارة الاميركية الثانية المهمة على ملاحظتي على العماد ميشال عون وتحالفاته قال: 'لن يستطيع الشيعة ان يحكموا لبنان بالسلاح بل ربما يحكمونه بالديموغرافيا'. بعض الاحصاءات القديمة التي اجرتها مراجع لبنانية مسؤولة قبل نحو عقد او ربما عقدين اشارت الى ان الشيعة سيصيرون غالبية في لبنان سنة 2017 وإن غير ساحقة. علّق: 'اذذاك سيطالبون بالحكم والسلطة وباسقاط الحكومة اذا كانوا غير راضين عنها. اساساً صار اتفاق الطائف ميتاً او شبه ميت'. كان بقي هذا الاتفاق حياً لو انشىء مجلس شيوخ يمثل بالتساوي كل المجموعات الطائفية والمذهبية ولو نزعت الطائفية من مجلس النواب، والامران نص عليهما الاتفاق وكان هناك ربما امل. لكن سوريا حالت دون ذلك. علّق: 'المسؤولية الاساسية تقع على الموارنة والمسيحيين عموماً. سنحت لهم الفرصة لترميم الرئاسة والاحتفاظ بها، فاختلفوا عليها ودمّروها او يكادون ان يدمروها. المسؤولية الاساسية عن الفشل الذي نتحدث عنه يتحملها اللبنانيون. لبنان مجتمع قبلي، يتحدث ابناؤه بلغات اجنبية عدة وخصوصاً الفرنسية والانكليزية. لكن هذا الحديث بـ'الاجنبي'، لا يغيره اذ بقي مجتمعات قبلية تتفاهم بعضها مع بعض فتعيش والبلد في وئام وعندما تختلف تتقاتل اي تعود الى قبليتها من دون ان تحسب اي حساب للوطن. عند المسيحيين اكثر من قبيلة. في رأيي المشكلة الكبيرة في لبنان ليست سوريا، رغم انني لا ابرئها من امور كثيرة حصلت فيه ومن التسبب بهذا الوضع اللبناني المأسوي. المشكلة الكبيرة هي 'حزب الله'. عنده طائفة كبيرة وجيش قوي جداً وربما اقوى من جيش لبنان وحتى من جيش سوريا نفسها. عنده مال كثير وعنده ايران. عنده ايديولوجيا مشتركة مع الاخيرة. سوريا لا تستطيع الانتصار عليه عسكرياً او 'الدق' به عسكرياً. والامر نفسه بالنسبة الى اللبنانيين الآخرين. ولا شيء يشجع الدول الكبرى وغيرها على ارسال حملات للقضاء على الحزب المذكور اي لانهائه، علماً ان اسرائيل فشلت في ذلك حتى الآن وآخر تجربة كانت في تموز 2006. السبب في ذلك هو ان لبنان ليس قيمة استراتيجية او نقطة استراتيجية للعالم وللدول الكبرى خصوصاً. انه بلد مهم سياحياً وثقافياً وتعليمياً، وطبياً ربما. حتى بالنسبة الى العرب ليس لبنان مهماً استراتيجياً. يأتي العرب اليه 'ليسوحوا' وينبسطوا او يتعلموا او يتعالجوا. انه تقريباً مثل موناكو لكن موناكو فيها الكثير من الاموال. لكن لا احد مستعداً لارسال حملات عسكرية من اجلها، اي من اجل نقطة قيمتها الوحيدة السياحة والثقافة والتعليم. 'حزب الله' عنده الجيش القوي ايديولوجيا. عنده عمق ايران. وايران صارت شبه مسيطرة على سوريا. وعائلة الاسد منذ ايام الرئيس الراحل حافظ الاسد قررت ان مصلحتها ومصلحة قبيلتها والنظام الذي اسست هما مع الفرس وليس مع العرب. راح حافظ معهم. وهذا ما يفعله اليوم منذ توليه السلطة بعده نجله بشار. السيد حسن نصرالله زعيم 'حزب الله' ذكي جدا، عنده 'كاريزما'. يدير الأمور بذكاء وتدعمه سلطة قوية في ايران. هل تعتقد ان عماد مغنية قتل انتقاماً ام لإسكاته لانه يعرف الكثير؟' اجبت: اعتقادي انه قُتل للانتقام. اي ربما كانت اسرائيل هي الفاعل، وربما كنتم انتم معها في ذلك. لو كان قتله لاسكاته لعنى ذلك ان اميركا وسوريا او اميركا وايران قريبتان من التفاهم في ما بينهما. لكن هل نرى تفاهماً كهذا في الافق؟ علماً ان كلاماً كثيراً يتردد عن وجود اميركيين مهمين يريدون حوارا مع سوريا. علّق: 'لا اعتقد ان ثمة حوارا بين اميركا وسوريا، او أن هناك رغبة فيه. قد تكون حاولت كوندي (وزيرة الخارجية) وفشلت. جايمس بايكر وزير الخارجية ايام بوش الاب دفع في هذا الاتجاه ولم ينجح. لا تزال الامور صعبة. وبالنسبة الى ايران لا يزال الخيار العسكري على الطاولة كما يقول الرئيس بوش. اما سوريا فانها ضعيفة ولا داعي الى 'الدق' بها عسكرياً. لنعد الى حسن نصرالله. لماذا كل شيء يحصل في لبنان تلصقونه بسوريا؟ 'حزب الله' له مصلحة في ازالة اخصام له اقوياء عن الساحة. على كل ما قلته اثناء الحديث صحيح وهو ان 'حزب الله' وفريق 8 آذار اقوى في لبنان لان ما تستطيع سوريا وايران تقديمه اليهما اهم واكثر فاعلية بكثير مما تستطيع ان تقدمه اميركا والعرب والمجتمع الدولي الى غريمهما اللبناني اي فريق 14 آذار'. (...) هل تتوقع حرباً اهلية في لبنان'؟ سأل الموظف المهم والبعيد من الاضواء نفسه في الادارة الاميركية الثانية المهمة. اجبت: عند ايران والسعودية قرار بعدم اثارة الحرب الاهلية او تسهيل حصولها. فعلّق: 'لكنهما ليستا من يقرر. المشكلة لبنانية اساساً. إذا 'علقت' ووقع ضحايا من يوقف الحرب؟ هل الاخبار المتداولة عن التسلح في الداخل صحيحة؟هل لدى تيار 'المستقبل' ميليشيا؟ وهل سنة الشمال منظمون للقتال؟ على كل حال الامل الوحيد هو 'غياب' نصرالله وكبار قادة حزبه. لكنه امل ضعيف جداً جداً. دعني أنهي بغزة لأقول لك: اسرائيل تريد رميها على مصر ومصر تريد رميها على اسرائيل. الاثنتان تعرفان مشكلاتها ومصاعبها'.ماذا يقول مسؤول مهم في الادارة الاميركية الثانية المهمة نفسها عن لبنان ومحيطه؟.
ـ صحيفة النهار
جورج ناصيف:
مرفوعة الى المتروبوليت الياس عودة: كيف نفسّر العناء الاسطوري لـ'حزب الله' في ابقاء معسكره الامني في قلب بيروت، رغم الموجة العاتية من الاحتجاج، بدءا بالتمنيات والمعاتبات والمناشدات، الى صرخات التظلم والاحتجاجات، وصولا الى الاتهامات باحتلال العاصمة؟ آخر الاصوات الهادرة بالحق، الناطقة بكلمة الله، اطلقها في احد الشعانين المتروبوليت الياس عودة، مطران بيروت للروم الارثوذكس، وهو الذي لم يؤثَر عنه ولا عن الجماعة الروحية التي يمثِّل، ايُّ انحياز الى طرف سياسي او طائفي، او افتراء او تجنٍّ . فما سر هذا العناد الذي تكسرت على صخوره جميع الاصوات، حتى اكثرها رقة؟ اذا كان الاعتصام الذي بدأ جماهيريا، تعبويا، ثم تحول مجرد مرابطة مسلحة للجهاز الامني لـ'حزب الله'، لم ينجح في اسقاط الحكومة (وكان هذا هو المطلب العلني الاصلي للاعتصام) فلماذا بقي؟
لأن لإقفال الوسط وظيفة اهم في عيون 'حزب الله' تفوق في وزنها كل ما سَلَف.انها وظيفة الزهو بالقوة، والافتخار بالقدرة، واشاعة هذا الاعتزاز لدى عموم ابناء الطائفة التي ينتمي اليها. اقفال الوسط فعل رمزي يعلن القدرة على اقفال البلاد كلها. فلا اقفال يعادل في معناه الرمزي هذا الاقفال. حتى اقفال الضاحية، او حتى الجنوب، لا يحمل هذه الدلالة. لذلك، سيبقى الاقفال قائما، ولو تظاهر ثلاثة ملايين لبناني. ولن يُفَكَّ المعسكر، حتى 'يتنازل' 'حزب الله' ويقر بأنه مكوّن واحد (رئيسي ولكن واحد) من مكونات البلد، متساو مع المكونات الاخرى.قبل ذلك، وما دام 'حزب الله' جالسا على صهوة الظن انه وحده يتحكم بمصير لبنان، فالمعسكر باق، ولو لم يبق سوى علم واحد مرفوع على سارية، لا يحرسه احد.
ـ صحيفة السفير
غاصب مختار:
بين كلام ولش ووزيرته رايس قبل يومين، وتقرير لارسن تبين ان ثمة جدول اعمال اميركيا موضوعا للبنان، يبدأ من إبقاء الحال على ما هي عليه حتى إشعار آخر، وربما لا ينتهي بمحاولة اعادة الازمة الى جوهرها الاصلي، أي الى العام ,2004 يوم صدور القرار الفتنة الرقم ,1559 والسابق لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والذي ادى الى انقسام افقي وعمودي بين اللبنانيين ما زال لبنان يعاني نتائجه السلبية حتى الآن، لأنه شاء ان يضع لبنان على فوهة بركان تتحكم بتفجيره الادارة الاميركية فقط. فقد وضع لارسن في تقريره جدول اعمال للبنان يفترض ان يبدأ بمحاولة جديدة لنزع سلاح المقاومة، ولو انه استخدم عبارة &laqascii117o;بالحوار السياسي"، وهو يعرف ان هذا الحوار ممنوع على اللبنانيين بقرار اميركي مباشر وواضح وغير سري، اعلنه ولش ومن بيروت بلا حياء. وإذا كان لارسن قد بنى تقريره كالعادة على &laqascii117o;تكهنات" واخبار وتقاريرغير دقيقة ان لم تكن غير صحيحة، بل مفبركة من دوائر اميركية واسرائيلية وغربية، وأحيانا عربية لسوء الحظ ، سياسية واعلامية، فقد خلص الى اعتبار ان تسليح &laqascii117o;حزب الله" يشكل &laqascii117o;خطرا على امن المنطقة والسلام فيها"، ما يعني ان لارسن قد اراد توجيه الضغط السياسي الدولي المقبل على هذه النقطة بالتحديد، لتشكل &laqascii117o;مشغلة" وملهاة جديدة لما يسمى المجتمع الدولي. وما دام لارسن لم يعفِ سوريا وايران من تقريره، فيمكن ان نتخيل حجم العمل الدولي المطلوب للمرحلة المقبلة، ضد سوريا وايران، بما هما دولتان &laqascii117o;تحتفظان بعلاقات لصيقة بحزب الله، وتتحملان مسؤولية كبيرة في دعم مثل هذه العملية من اجل امن لبنان والمنطقة"، على ما ورد في حرفية ترجمة التقرير.
ـ صحيفة السفير
جورج علم:
يرى &laqascii117o;حزب الله" أن التساؤلات تكثر عن موقف مجلس الامن، والأمين العام للامم المتحدة والحكومة اللبنانية والاكثرية إزاء التمادي الاسرائيلي خصوصا لدى اللبنانيين الجنوبيين، مع وجود خشية من مشروع اسرائيلي لإحداث تغييرات جغرافية على طول الحدود مع فلسطين المحتلة تهدد سيادة لبنان. وفي معلومات من الامم المتحدة ان الجيش الاسرائيلي ألح في الاجتماعات التنسيقية التي تعقد بينه وبين الجيش اللبناني وقوات &laqascii117o;اليونيفيل" في الناقورة على إعادة تعريف مصطلح &laqascii117o;الاعمال العدائيّة" كما هو وارد في القرار 1701 في محاوة واضحة لإعادة النظر في &laqascii117o;قواعد الاشتباك" التي وضعتها قيادة &laqascii117o;اليونيفيل" في نيويورك غداة انتشار القوات الدولية جنوب نهر الليطاني بعد صدور القرار .1701 وفق المصادر نفسها، فإن الاسرائيليين وجهوا تحذيرا مزدوجا للحكومة اللبنانية وقوات &laqascii117o;اليونيفيل" وذلك في أعقاب مقتل القيادي في حزب الله عماد مغنية، وتضمن التحذير دعوة واضحة الى الجانبين لمنع &laqascii117o;حزب الله" من إعادة نشر ترسانته الصاروخيّة والعسكرية في منطقة جنوب الليطاني، وذلك تحت طائلة ان تقوم إسرائيل في الوقت الذي تراه مناسبا بكل ما يلزم من أجل منع &laqascii117o;حزب الله" من إعادة نشر قواته وترسانته في تلك المنطقة (جنوب نهر الليطاني). ويتقاطع التحذير الاسرائيلي من جهة مع نصائح وجهتها قيادة &laqascii117o;اليونيفيل" من جهة ثانية الى الجانب اللبناني حول معلومات متزايدة عن وجود استعدادات ظاهرة للعيان لـ&laqascii117o;حزب الله" في المنطقة المقابلة لجنوب النهر (شمالي الليطاني)، كما سجلت خروقات محدودة في منطقة انتشار القوات الدولية، حيث قدّم الاسرائيليون صورا ومعلومات في الاتجاه نفسه. وفي المعلومات أيضا، ان قائد &laqascii117o;اليونيفيل" الجنرال كلاوديو غراتسيانو وممثل قيادة الجيش اللبناني أصرا على أن صلاحيات التفسير والتعديل محصورة بالامم المتحدة وليس من حق لا الجانب اللبناني ولا الجانب الاسرائيلي تقديم تفسير خارج منطوق التفسير الدولي او خارج مضمون القرار الدولي نفسه. وأشارت المصادر ان المقصود من المطالبة بتعديل &laqascii117o;قواعد الاشتباك" تضمينها نصوصا واضحة تعطي &laqascii117o;لليونيفيل" الحق بإقامة حواجز وتفتيش السيارات وتنفيذ مداهمات وكل ما يندرج في خانة حفظ الامن جنوب الليطاني، الامر الذي يتولاه حاليا الجيش اللبناني. وجاء الكشف عن هذه المعلومات غداة تبني مجلس الامن بيانا رئاسيّا ردّا على تقرير الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بشأن تنفيذ القرار ,1701 وأكد البيان التزام المجلس بالتنفيذ الكامل لكل نصوص القرار. وما بين تقرير لارسن و&laqascii117o;قواعد اشتباكه"، وتقرير بان كي مون حول القرار ,1701 و&laqascii117o;قواعد اشتباكه"، وتصريحات ولش الساخنة، واستدراك الاوروبيين المشاركين في &laqascii117o;اليونيفيل" لمؤشرات &laqascii117o;الإعصار" الآتي باسم &laqascii117o;تغيير قواعد اللعبة في الجنوب"، يبقى اللبنانيون منقسمين ما بين مهلل لم تتضمنه التقارير الدوليّة، ومعارض لها، ورافض لخياراتها.