&laqascii117o;أرسلني والدي إلى غزالي لأبلغه أن لحود سيقضي عليكم بواسطة أميركا"..الحريري في &laqascii117o;حقيقة ليكس" مجدداً: السوريون قتلوا والدي!..
- صحيفة 'السفير'
تنشر &laqascii117o;السفير" في ما يلي النص الحرفي للتقرير الذي بثه تلفزيون &laqascii117o;الجديد" امس حول استجواب لجنة التحقيق الدولية في العام 2007 لرئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، النائب في حينها:
المحقق لجمي: نبدأ الجلسة التاسعة من المقابلة مع السيد سعد الحريري في الـ29 من يوليو (تموز) 2007. إنها العاشرة ليلاً. قلت إنك تلقي نظرة على خارطة، في المرة الاولى التي التقيت به.
سعد: أتى معزّياً ومن ثم أخرج خارطة تظهر كيف كانوا سيحاولون اغتياله. وقال لي إن رستم غزالي كان وراء ذلك. ولم أصدقه في تلك الفترة.
لجمي: ما هي الخارطة؟
سعد: خارطة منزله، موقع المنزل وموقع القنبلة التي كانوا ينوون زرعها، وأمور كهذه.
لجمي: هل كانت الخارطة كبيرة أم صغيرة؟ هل هي بحجم ورقة ؟
سعد: نعم ورقة A4؟
لجمي: نعم ورقة A4 كهذه؟ انا استند الى (الورقة) امامي وهي بحجم A4. انت تؤكد أنك لست على علم بمضمون المحادثة التي جرت بينك وبين والدك الراحل والياس المر في جنيف؟
سعد: كلا، لكن ثمة من يعلم بالمضمون، هاني حمود مثلاً والراحل باسل فليحان. باسل كان هناك ايضاً، غير ان هاني حمود كان موجوداً لا بل كان جالساً معهما. أحياناً اتكلم مع الياس (المر)، ونحن أصبحنا صديقين، وهو يخبرني كيف وصل السوريون الى مستوى مختلف في التعامل مع لبنان بشكل عنيف. وقال إنه قد قضى اجمل اللحظات مع والدي في ذاك الاجتماع، كأن والدي كان يودّعه في تلك الجلسة. لأنني أظن انها كانت المرة الاخيرة التي يرى والدي فيها في جنيف.
لجمي: هل انت على علم بطبيعة الدور الذي كان يلعبه المرّ؟
سعد: متى؟
لجمي: اثناء المحادثة.
سعد: كان الياس يهرب.
لجمي: يهرب؟
سعد: نعم، الياس بعد المشكلة التي واجهها مع رستم غزلي، ما قاله لي وما يقوله لي اليوم، هو انه غادر لبنان لأن حتى عمّه الرئيس اميل لحود الذي كان (رئيس الجمهورية) لم يكن قادراً على حمايته من محاولة الاغتيال لأنه كان مقتنعاً بأن السوريين أرادوا ان يتم اغتيال الياس المر. لذلك قال لي الياس المر: &laqascii117o;نصحني عمّي بمغادرة لبنان".
لجمي: لقد تكلمت سابقاً عن نوع من تقارب بين الرئيس لحود ووالدك الراحل. كيف عرفت ان الياس المر قد يكون وراء الامر؟
سعد: كنت أرى الياس المر هنا في هذا المنزل مع والدي، وكان انطباعه عن الياس المر انه انسان بمنتهى الذكاء، لكنه ايضاً سياسي محنّك بامتياز. إذا نظرت الى تاريخ الياس المر، ترى انه كان مع إيلي حبيقة مثلاً، وكان على ما أظن مع ميشال عون في مرحلة من المراحل. إذاً فإنّ الياس رقم صعب. عندما اصبح وزيراً للداخلية، فهذا يعني انه بالاساس قام عمّه (والد زوجته) بإزاحة ميشال المر والإتيان بصهره كوزير للداخلية وهذا من الناحية الاخلاقية، لم يكن امراً أخلاقياً إطلاقاً. لكن الياس كان رجلاً متمرساً، عمل في وزارة الداخلية ليبني هذه الوزارة، أراد ان ينجز امراً، اراد ان يفعل شيئاً.
لجمي: هل كنت تعرف ان المرّ حاول التقريب بين والدك الراحل والرئيس لحود؟
سعد: نعم.
لجمي: على أيّ صعيد من المواضيع؟
سعد: مشاكل سياسية بأكملها. المشكلة كانت أن كل شيء توقف في لبنان وكلما أراد والدي مشروعاً معيناً، كان يأتي الرفض من الرئيس لحود. فقط من أجل ان يقول &laqascii117o;لا" لرفيق الحريري.
لجمي: كيف كانت طبيعة علاقة والدك مع سمير قصير؟
سعد: سمير قصير، لا أظن انهما كانا على علاقة مميزة. كان صحافياً كبقية الصحافيين، لكن، مرة اتصل سمير قصير بوالدي، او أظن انه من كان اسمها، جيزيل، اتصلت بوالدي، وكان جميل السيد يزعج سمير قصير، وجرت تلك الحادثة عندما كانا في مطعم يدعى &laqascii117o;بالتوس"؟ ربما! لكن في الواقع لا أعتقد ان والدي كان يعرفهما. وأخبره انه سمير قصير وقاما بهذه الخدعة ليتأكدا ما إذا كان بعض الاشخاص يلاحقون سمير قصير حقاً، فما كان من والدي إلاّ أن جعلهما يستقلاّن سيارته وأقلع، وكان رئيساً للوزراء وكان جهازه الامني معه. وتمّ توقيف الاشخاص الذين كانوا يلاحقون سمير قصير، وتصدّر الخبر الصحف في اليوم التالي، وأظن أنه منذ ذلك الحين، قاما ببناء علاقة معه.
لجمي: ساعة الصفر تقترب.. هل هذا ما قلته؟
سعد: نعم، لقتل والدي. لقد بدأ الامر بالعملية السياسية، اولاً مدّدوا للحود. ثانياً، بدأوا الحرب في مجلس الوزراء. ثالثاً، بدأوا بالضغط، حاولوا قتل مروان حمادة، باعثين بذلك رسالة الى وليد جنبلاط ورفيق الحريري. أبعدوا الأمن عن والدي وبعدها بدأوا الحملة. وأتى بعدئذ موضوع ميشال عون، لقد حاولوا استرجاع ميشال عون. إنها عملية. إذا أرادوا التخلص من كل المشهد السياسي في لبنان، لا يمكنهم فعل ذلك ببساطة. عليهم ان يسيروا ضمن عملية محددة، اضافة الى مشكلة الانتخابات التي كانوا يواجهونها.
لجمي: إذاً كما قلت لنا، لم يقم والدك بأي رد فعل على هذه الحملة؟
سعد: أظن ان والدي، وربما نتكلم بفلسفة زائدة هنا، أظن أنه بعد ما حصل معه على القارب، انخفض ضغط الدم لديه الى 2 أو 3، أظن انه لامس الموت، ولم يعد هناك ما يخيفه أبداً. كان سعيداً. كان للمرة الاولى يقدم للبنان ما أراده. وكان مقتنعاً، &laqascii117o;سأفوز بالانتخابات، لن اصبح رئيساً للوزراء"، هذا ما كان يقوله لي: لا أريد ان اصبح رئيس وزراء حتى لو فزت بالانتخابات، لا اريد ان اقوم بأي امر يغضب سوريا.
لجمي: لقد قلت إنه في وقت معين شعر والدك بأنه مهدد، هل هذا صحيح؟
سعد: نعم.
لجمي: هل قام بأي تدابير امنية؟ هل قام بتعزيز الاجراءات الامنية عندما شعر بأنه مهدد؟
سعد: كان احياناً يوافق على المواكب الوهمية، لكن والدي، لسوء الحظ لم يكن يستمع الى رجال الامن. أذكر اني قبل مغادرتي قلت لا، لا تخرج من هنا، اخرج من موقف السيارات. استمع الى ابو طارق، اصغ الى رجال الامن. لا تقد (بنفسك).
لجمي: من ناحية التنظيم، لمن يتبع أبو طارق؟
سعد: لوالدي.
لجمي: لا أظن أن والدك كان يدخل في تفاصيل الزوّار.
سعد: لا، لا، ليس التفاصيل، لكن لنقل من كان يشكّل الموكب الامني، اظن ان أبو طارق يتصدّر الموكب، وفي الواقع، هناك مشاركة امنية من قوى الامن الداخلي وثمة منهجية في التدريب، كيف تكون ضمن موكب امني، كيف تتغيّر السيارات، وكان أبو طارق او جمال او محمد دياب او الشخص الذي يتصدر الموكب، على سبيل المثال، كان أبو طارق عادةً ما يقود السيارة امام سيارة والدي، قبل شهر او شهرين بدأ يقود السيارة وراء والدي. كان هذا القدر. .
لجمي: شكراً، هل كنت على علم عن أي تحضيرات لزيارة والدك الى دمشق في 15 شباط؟
سعد: الذهاب الى دمشق؟ لقد أتى (وزير الخارجية السوري) وليد المعلم الى لبنان وعرفت انه كان يسعى لتحسين العلاقة بين والدي وبشار، لكني اعتقد أن هذا غير صحيح.. غير ان السوريين يعملون بطريقة مضحكة.. ليست مضحكة بل ملتوية.. يرسلون لك رسالة ايجابية، لكن بعد ذلك، فإن ما يحصل يكون سلبياً للغاية. مثلاً &laqascii117o;داليما"(وزير خارجية ايطاليا) ذهب الى سوريا بعد المحكمة، وبعد مرور عشرة ايام اغتيل وليد عيدو، وبعد ستة ايام تمّ الاعتداء على اليونيفيل.
لجمي: عفواً، عليّ ان اطرح عليك السؤال التالي: قلت إنك تظن ان آصف شوكت وماهر الاسد متورّطان في اغتيال والدك، الى ماذا استندت؟
سعد: استناداً الى.. ان آصف شوكت معروف.. انه احد المناهضين المتشددين لوالدي.. كان يكره والدي.. وكان الامر معروفاً.. كانت تصلنا الاخبار من عدة اشخاص، مثل إيلي الفرزلي، وحتى، ما اسمه، رستم غزالي كان يرسل التقارير لآصف، وما كان يقوله آصف عن.. رفيق الحريري، وان آصف شوكت هو رئيس مخابرات الجيش، او انه اصبح رئيس مخابرات الجيش بعد اغتيال والدي، أصبح كذلك بعد بهجت سليمان، وذلك بعد مرور 4 أو 5 ايام على اغتيال والدي. أصبح رئيس المخابرات وبعد ايام قليلة سلّموا طه ياسين رمضان الى الاميركيين، وهو أحد العراقيين المطلوبين. كما تعلم، كانت هناك لائحة بأسماء العراقيين المطلوبين من قبل أميركا. إذاً ما جرى كان سخيفاً حقاً. أصبح رئيساً للمخابرات، وبعد ايام قليلة يتم تسليم هذا العراقي الى الاميركيين. أظن انه كان &laqascii117o;طه ياسين رمضان". إذاً.. كان هذا &laqascii117o;البدل" او &laqascii117o;التعويض" في ظنّهم.
لجمي: منذ ذلك الحين، بدأت عملية دفع المال؟
سعد: نعم، منذ ذلك الحين. اذكر عندما اصبح إميل لحود، ذهبت الى رستم غزالي، كان لا يزال في بيروت حينها، وأوصلت رسالة من والدي الى رستم غزالي.. ان إميل لحود يشتم او يقول اشياء.. مهلاً.. بل ان لحود.. آه نعم تذكّرت: إميل لحود كان يدّعي ولاءه التام لسوريا، ووصلتنا اخبار ان لحود سيقضي على السوريين بواسطة الاميركيين بطريقة ما. لذلك أراد والدي إيصال الرسالة. وأرسلني انا لأقول لرستم: انتبه، هناك امر مضحك يجري، فذهبت وقلت تحديداً ما طلبه مني، وأضفت: رستم، ان كنت تريد معرفة المزيد من التفاصيل، فعليك ان تقابل والدي. لأني كنت في طريقي للسفر خارج البلاد. لكن رستم غزالي عندما اصبح مكان غازي كنعان، اصبح شديد الغيرة من كل ما يتعلق بكنعان. وان أتى احدهم على ذكر غازي كنعان، او كان قريباً منه، لم يكن الامر متعلقاً بوالدي فحسب، بل انه كان ضد غازي كنعان بشكل كبير. اما مع والدي فكان بذيئاً جداً في المكالمات الهاتفية. في عدة مناسبات، كان يجلس مع وزراء او مع اشخاص معينين، وكان يقول: شو، شو هادا، (أخو الش...) رفيق الحريري. فما كان من هؤلاء الاشخاص إلا اخبار والدي بما سمعوه.
لجمي: لم يقلها مباشرة؟
سعد: على الهاتف. بلى. اخبرني والدي انه قالها مرتين له على الهاتف.
لجمي: إذاً، كنتُ على صواب عندما قلت ان تسديد المال بدأ منذ ذلك الحين.
سعد: لا ادري. منذ ان كان في بيروت كان يأخذ ألف دولار، ربما اقل بكثير. لكن في ما بعد، عندما علا منصبه، واصبح أكثر بذاءة. على سبيل المثال، عندما اغتيل والدي، أتى عبد إليّ بعد ثلاثة ايام وقال: هل تصدّق ان ابن السافلة هذا ارسل سيارته الى التصليح ويريد ان ندفع عنه المال. قلت له: قل له: فليذهب الى الجحيم!.
لجمي: قبل الاستمرار في مسألة دفع المال، هل أفهم منك ان العلاقة بين والدك وغازي كنعان لم تكن جيدة الى حدّ ما؟
سعد: كلا، اسمع، غازي كان مفاوضاً قوياً، قوياً للغاية. غازي كان من أكثر الضباط السوريين شراً إذا صحّ التعبير. لكن غازي فهم طبيعة لبنان وفهم التوازن بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب. فاروق الشرع يكره والدي. واضافة الى ذلك، اظن ان مفهوم فاروق الشرع للعلاقات الدولية كان محدوداً. وعلى سبيل المثال: عندما صدر القرار 1559، علّق عليه بشكل غريب، وقال: هذا القرار لا يعني شيئاً. إنه مجرد ورقة. او ما شابه ذلك. وألقى اللوم على رفيق الحريري بشأن القرار 1559. وكان يستند الى اقتراب الحريري من الاميركيين والفرنسيين والسعوديين، وكان الحريري رجلاً سعودياً في لبنان، وهذا ما شكل تهديداً لسوريا، وهذا أمر لا يستهان به. لقد نظر الى الجانب السلبي. وليس الجانب السلبي. لكنه فكّر في أن رفيق الحريري هو تهديد لسوريا وليس صديقاً لها. كان من هذا المعسكر لا ادري لماذا. انت تسألني عن السبب وانا لا اعرف السبب. ثمة اشخاص هكذا. وبدت الامور أكثر وضوحاً، في التعامل مع فاروق الشرع مثلاً، عندما كان والدي يذهب الى سوريا ويلتقي بشار الاسد ويلتقي فاروق الشرع كان يشعر بذبذبات سلبية خلال لقاءاته مع الشرع. لم يكن يشعر بالارتياح. اضافة الى ذلك، بعد اغتيال والدي، كان رد فعل الشرع في العلن، سأكون معك صريحاً، لقد تصرف كأن احداً لم يمت في لبنان. اذاً هو لم يكن.. اعتقد ان علاقتهما لم تكن جيدة. كان من معسكر الاشخاص الباقين مثل آصف شوكت وماهر الاسد، وكان من ضمن التفكير الجديد والنظام السوري الجديد، الذي يظن ان رفيق الحريري ووليد جنبلاط وقرنة شهوان هم كلهم اشخاص مناهضون لسوريا.
لجمي: ما هو مجموع المبالغ، برأيك التي دفعت لغزالي على مدى سنوات؟
سعد: ما يقارب أعني.. على مر السنوات قد تفوق الــ 8 او 9 ملايين دولار او 10 ملايين، لكننا نتحدث هنا عن فترة تمتد من 13 الى 15 عاماً.
لجمي: اي منذ أن ترأس مكتب بيروت؟
سعد: نعم. كان واحداً من تلك الأمور... ذلك ان معظم السياسيين فعلوا ذلك في لبنان. دفعوا لرستم ... هؤلاء اوغاد. لا اعتقد ان هناك سياسيا في لبنان يمتلك المال ولم يدفع.
لجمي: مثل من؟
سعد: انني واثق بأن عصام فارس كان يدفع المال. انني واثق بأن محمد الصفدي دفع المال. إنني واثق بأن ميشال المر دفع المال. انت تعلم أيا كان... نعمة طعمة يبتزك في كافة الامور. لذا كي تزيحهم عن كاهلك.. الامر كله بالابتزاز. اعتقد انكم تدعونه.. ابتزازاً؟ لذا، بت تعلم لم لا يرغبون بمغادرة لبنان؟ انهم يريدون العودة.
لجمي: ما الذي كانوا يتوقعونه من هذا؟
سعد: ما الذي كنا نتوقعه من هذا؟
لجمي: نعم، لقد اشرت الى عدد من السياسيين اللبنانيين واعلنت اسماءهم جميعاً.
سعد: البعض منهم.
لجمي: البعض منهم، لقد ذكرت البعض منهم، وما الذي كانوا يتوقعونه بالمقابل؟
سعد: لإزاحتهم (يقصد السوريين) عن كاهلهم، وللحصول على خدمات وكي لا يتم تفتيشهم على الحدود. اذا ما ارادوا الذهاب الى سوريا يمكنهم ان يجعلوا حياتك بائسه. يستطيع رستم غزالي ان شاء ان يوقفك في المطار
ويجعل اللبنانيين يفتشون حقائبك. وسيقدمون لك الخدمات اذا ما اردت تعيين احد في الحكومة يستطيعون مساعدتك. لكن ليس مع رفيق الحريري الذي كان شخصاً استغلوه بالكامل.
لجمي: لقد ذكرت كما سبق لي ان قلت، لقد ذكرت ان هناك اشخاصاً قد ينتهي بهم الامر في السجن هل ثمة اسم يجول في خاطرك... هل تذكر؟
سعد: هناك المدعو جمال جراح، اعتقد انه كان جمال او ابن عمه او ما شابه. الا انه كان يتحتم علينا ان ندفع المال كي نخرجه للحصول... على ملف كان يلفق حوله. دفعنا في ذلك الوقت 250 الفا او 500 الف دولار.
لجمي: لرستم؟
سعد: لرستم، لقد لفقوا قصة، يمكنني ان احضره لك في الغد.
لجمي: لا بأس سنناقش ذلك في الغد. عندما تقول حتى انك كررتها الآن، ابتزاز بكل ما للكلمة من معنى.
سعد: ابتزاز.
لجمي: انت تفضل هذه العبارة
سعد: ابتزاز
لجمي: نعم
سعد: انها تمنحك ممراً آمنا
لجمي: ذكرت، حتى انك قلت ان رستم غزالي كان يشتم والدك الراحل؟ هل فكر والدك في مرحلة معينه بالتوقف عن الدفع لغزالي؟
سعد: نعم كان احيانا يؤجل دفعات لغزالي.
لجمي: ذكرت انت كان يؤجل، سؤالي هو: هل فكر يوما في التوقف عن الدفع لغزالي؟
سعد: اعتقد لا اعرف لاقول لك اين كان قد فكر في هذا نظرا لمعرفتي بوالدي ولطريقة تفكيره، كان ليتوقف عن الدفع لانه خلاص، لانه كان يمر في فترة حيث كان يقول بينه وبين نفسه: &laqascii117o;سوف افوز في الانتخابات ولن اصبح رئيساً للوزراء بل سأصبح زعيماً وسأدير السياسة من الخارج. لا احتاج الى ان اكون رئيساً للوزراء لذلك سوف... لذا لم يكن ليتعين عليه ان يتعاطى في المسائل المقززة. كان ليصبح صانع الملوك او صانع رئيس الوزراء.
لجمي: ذكرت سابقاً أن &laqascii117o;ابو طارق" ذهب يوم السبت الى....
سعد: اعتقد انه كان يوم السبت او الأحد، احد هذين اليومين. اظنني اتيت في الرابع عشر من آذار اي مساء يوم الاثنين.
لجمي: هذا صحيح.
سعد: شهر شباط، وعندما وصلت في تلك الليله ورأيت ان الجميع كانوا محطمين ومجهدين. اعتقد انه كان وسام (الحسن) او عبد من قال لي ان ابو طارق ذهب الى منزله. ذهب لرؤية رستم غزالي وعاد الى منزله. كان والدي يبحث عنه ولم يكن يرد على هاتفه. لانه كان في... يعني... كان مصعوقا من الكلمات التي سمعها. ذهب الى منزل ابنته عليا، على ما اظن. ومكث هناك حوالى 3 او4 ساعات. بعد ذلك جاء وقال.... والدي لا اعرف ما الذي قال له. لكن ان ما قاله على يبدو... فهمت أنه قال &laqascii117o;ان السوريين غاضبون للغاية وان الامور ليست على ما يرام. لا اعرف
ان كان يوم السبت او الاحد. لقد التقيته بعد تيري رود لارسن.
لجمي: هذا ما نقله لك عبد او وسام؟
سعد: وسام
لجمي: ومن اين حصل كلاهما على هذه القصة؟
سعد: حاولت ان اسألهما
لجمي: أهو المرحوم ابو طارق؟
سعد: حاولت ان اسأل عبد لأرى ان كانت عليا تعرف. لكن بدا واضحا أنه لم يتحدث الى عليا او الى شقيقته. لان عليا متزوجة من شقيق عبد. لكن ابو طارق، عليك ان تفهم العلاقة التي كانت بين ابو طارق ووالدي. ابو طارق كان شخصيا يعبد والدي. بالنسبة لي، وبحسب قناعتي الخاصة، هم من قتله بالنسبة لي. اعلم انك تقوم بكل ذلك من اجل التسجيل، لكن الامر المنطقي باعتقادي ان ابو طارق ذهب الى رستم غزالي ورستم غزالي شتم والدي وسأتفهم سبب ذهاب ابو طارق الى منزله وعلى الارجح انه بكى، اعتقد.. لان رئيسه سوف يقتل. ان معرفتي بأبو طارق كيف كان وكيف اصبح. اراد ان يتقرب منا، كما حال عبد الآن معي. يرافقني كظلي حتى عندما انام في الطابق الثالث. ينام في الغرفة المجاورة.
لجمي: ما احاول ان اشير اليه هو: هل حصل عبد او وسام اللذان نقلا لك هذه الواقعه، على القصة من ابو طارق نفسه او من شخص آخر؟
سعد: من ابو طارق
لجمي: نفسه
سعد: ما كان ابو طارق ليطلعهما عليها
لجمي: اذاً كيف علما بها ان لم يكن ابو طارق قد اطلعهما عليها؟
سعد: &laqascii117o;يعني" ابو طارق.
لجمي: لكن وسام رئيسه في العمل
سعد: لا وسام رئيس ابو طارق
لجمي: لا؟
سعد: لا، وسام يعني &laqascii117o;ان والدي... يتمتع بمهارات ادارية. ابو طارق هو الرئيس.. بالـتأكيد... لكنه جهاز امني محكم جداً. لم يعد وسام في حينه مسؤولا عن الامن. لقد اصبح المسؤول عن البروتوكول. كما اظن ان وسام قد استقال من قوى الامن الداخلي. اظن ذلك غير انني لست واثقا. لكن وسام بات المسؤول عن كل اجتماعات والدي. وكان يأخذ دروسا في اللغة الانكليزية وما شابه. يمكنني ان افهم الطريقة التي حصل بها الامر على النحو التالي، او اذا ما اردت ان اضع تصوراً ما: فإن ابو طارق قد جاء ولم يستطيع ان يقول شيئاً لوسام وكانا يعلمان بزيارته لرستم غزالي. فسألاه &laqascii117o;شو" ما الذي حصل مع رستم؟ فرد قائلاً &laqascii117o;الوضع مش مينح"، الوضع ليس جيداً، غير انه ما كان ليطلعهما على التفاصيل. اذاً اين كنت يا ابو طارق"؟ يعني اعتقد ان الامر سار على هذا النحو، ولعله دخل بعد ذلك الى مكتب والدي وابلغه يما حدث. لست ادري اذا ما كان فؤاد السنيورة في المكتب لدى دخول ابو طارق. لعله كان هناك. لكن نظراً لمعرفتي بوالدي، على الارجح اخذ ابو طارق جانباً لان والدي كان يحرص الا يشعر الاشخاص المحيطون به بالخوف. لذا كان يلتقي الأخبار التي ينقلونها بنفسه ويحتفظ بها. ما كان يسمح ان يشعر اي كان بالخوف.
سعد: حكمت الشهابي وعلي دوبا والآن هناك محمد ناصيف، كنا نناديه بأبو وائل والذي كان كان يكره والدي ابان عهد حافظ الاسد. ابان عهد حافظ الاسد، اتذكر ان والدي رفع سماعة الهاتف ذات مرة وكنا في دمشق، وقال لابو جمال او لحكمت الشهابي، قال له فيك تقوله هنا طلبت منه ان &laqascii117o;يحل عن ظهري". وحصل ذلك في العام 1993. بأي حال لقد بدأ حياته السياسية مع هؤلاء الناس. الرئيس حافظ الاسد والجميع وغازي كنعان. ولدى مجيء بشار، كما تعلم بعد وفاة باسل، باسل الاسد نجل حافظ، لم يكن الامر واضحاً له او لعل الاسد لم يطلب منه التعامل مع بشار واعتقد انه تكون لدى بشار هذا الانطباع عن والدي، او ان رفيق الحريري هو رئيس وزراء ناجح في لبنان وما الى ذلك. انما، في الوقت عينه، كان هناك الكثير من التقارير... الاشخاص الذين ترعرع معهم بشار، والتي كان يحضرها محمد ناصيف &laqascii117o;ابو وائل" الذي كان يكره والدي ولا تسألني عن السبب لانني اجهله. تعامل والدي مع عبد الحليم خدام وحكمت الشهابي، بعد ذلك فكر &laqascii117o;ان كان الاسد يريدني ان اتعامل مع بشار، لطلب مني ذلك، اذ من الطبيعي ان تكون تلك طريقة عمل حافظ فضلاً عن انه كان وفيا لحكمت بطريقة ما. كان كل من حكمت الشهابي، ابو جمال، وعبد الحليم خدام سببوا الكثير من الالم لوالدي، لم يكونوا اصدقاءه حينها، لكنه كان يدرك على الاقل كيفية التعامل معهم.
سعد: لم تكن العلاقة في البداية... لا اعتقد انه كان... لم يكن يعرفه الى ان التقيا ذات يوم. لا اذكر متى حدث اللقاء، لكنني اعتقد انهما التقيا للمرة الاولي، لست واثقاً من ذلك، بعد ان غادر رئاسة الوزراء، عندما لم يكن رئيساً للوزراء كان ذلك اللقاء الاول، ربما في العام 98 او 99 ولا ادري ان كنت برفقته. اعتقد انهما التقيا على انفراد، بأي حال لقد عقدا اللقاء الاول. كان باسم السبع برفقته وعندما ترك الاجتماع، ابلغني باسم السبع أن والدي قال له... كان والدي سعيداً. شغل الموسيقى.. فقال له &laqascii117o;مؤكد انت سعيد" هل كان اللقاء جيداً هل سارت الامور بخير؟ رد عليه: سوف نعاني متاعب جمة معه. لذا لم يكن الانطباع الاول عن بشار مؤثراً.
والدي حاول الانفتاح على بشار، لقد حاول، لكن ما حاول فعله هو اقناع بشار بأننا قادرون على فعل الكثير للبنان معاً، لكن بدون كل هذا الفساد الحاصل في لبنان. لقد نجح الامر في البداية، لكن في ما بعد، وبسبب التقارير التي كان يرسلها جميل السيد، واميل لحود وكل &laqascii117o;الشباب الطيبة" مثل ناصر قنديل، وقد حاول هؤلاء الاشخاص القضاء على والدي، اضافة الى اشخاص من حزب الله، ونبيه بري وكل من يرغب بأن تتحسن العلاقة، كان من مصلحتهم السياسية الا يتفق (مع بشار).
سعد: لماذا التمديد لاميل لحود؟ لانهم يظنون انهم لن يجدوا شخصاً مثل اميل لحود بهذا الرضا. وهو مستعد لفعل اي شيء من اجل النظام. ثانياً، اظن ان جزءاً من التمديد لاميل لحود... وهذا مجرد تحليل، في السابق كان حزب الله يقول نحن لا نهتم. لكنني اظن ان حزب الله لعب دوراً كبيراً في هذه المسأله لأنك لو نظرت الى الطريقة التي يتفاعل بها لحود مع حزب الله، فهو لطالما دعم حزب الله. اذاً ماذا نريد اكثر، لدينا رئيس لن يقول لنا ابدا اننا على خطأ ومن اجل ذلك حظي اميل لحود بدعم حزب الله. اميل لحود مدعوم من حزب الله، وهو حليف استراتيجي لايران، وربما اراد بشار الاسد ان يقول ان احدا لا يملي عليه ما يفعله في لبنان. افعل ما تشاء في لبنان، وانا ادير الامور هنا، وهذا خطأ فادح...
لجمي: كم مرة التقيتما؟ عفوا على المقاطعة سيدي، تابع
سعد: بالنسبة الي، كان بامكانهم احضار سليمان فرنجية، او جان عبيد، او اي شخص يريدونه. وقد وعدوا المملكة العربية السعودية بأنهم لن يحضروا اميل لحود رئيساً، وقد وعدوا مصر بأنهم لن يمددوا لاميل لحود. لقد وعدوا فرنسا والولايات المتحده لقد وعدوا، ومن ثم غيروا رأيهم.
لجمي: اذاً ماذا حصل؟ لماذا غيروا رأيهم.
سعد: لا ادري، ربما كان هناك الكثير من الفساد. كانوا خائفين من بنك المدينة.
لجمي: هل من الصحيح لو قلنا ان والدك كان يثق بالمعلم وكان يتعامل معه بكل انفتاح؟
سعد: اظن انه تعامل معه، لا اعرف مدى الانفتاح في التعامل، لكنه كان لا يزال قلقاً بشأن وليد المعلم لان في نهاية المطاف، وليد المعلم مرؤوس من بشار الاسد. لكنني اظن انه كان يقول اشياء لوليد المعلم لا يقولها أبداً لفاروق الشرع او لرستم غزالي او لأي احد من هؤلاء. هذا مؤكد. وكان يقول لعبد الحليم خدام اموراً لا يقولها ابداً لوليد المعلم. عبد الحليم خدام كان لا يزال نائباً للرئيس.
لجمي: كان يقول اشياء اكثر لوليد المعلم او بالعكس؟
سعد: كلا، بل لعبد الحليم خدام.
لجمي: اذاً، كان يثق بعبد الحليم خدام ويتشارك معه المعلومات، اكثر من وليد المعلم.
سعد: نعم، لأن عبد الحليم كان مطروداً في ذلك الحين، عندما اصبح بشار الأسد رئيساً، كان عبد الحليم مستبعداً الى الخارج بشكل بطيء لكن اكيد وتم ابعاده شيئاً فشيئاً عن النظام وطرده. لكن والدي، اذكر مرة كنت اتحادث فيها مع رامي مخلوف وسألني: لماذا يذهب والدك دائماً لرؤية عبد الحليم خدام فأجبته: اسمع يا رامي، عليك ان تقلق ان لم يذهب والدي لرؤية عبد الحليم خدام. وسألني عن سبب ردي هذا، فقلت له، ان لم تكن وفياً لاصدقائك، كيف ستثق بوالدي؟ وهذا هو المنطق الذي كان يعتمده والدي. لقد كان وفياً واضعاً السياسة جانباً، كان وفياً.
لجمي: لماذا تشارك آراءه مع عبد الحليم خدام اكثر من وليد المعلم، على الرغم من انه كان يثق بالمعلم ويعرف انه تسلم الملف اللبناني بين هلالين.
سعد: دعني اشرح لك. اذا اراد والدي ان يقول ان بشار يرتكب خطأ فادحاً وانه بحاجة ليفهم ان على لبنان ان يُحكم من قبل اللبنانيين انفسهم، واننا لسنا ضد سوريا، واظن ان هذا ما قاله لوليد المعلم في ذلك الحين.
مع عبد الحليم خدام، كانت عباراته ستكون على الشكل التالي: ما باله صديقك المجنون؟ لكن وليد المعلم كان سيقول لماذا يفعل بشار الاسد هذا؟ لماذا يناهضني بشار، لماذا يقف ضدي، ماذا فعلت لبشار؟ لكن مع عبد الحليم كان والدي اكثر...
لجمي: صراحة؟
سعد: اكثر صراحة. هذا ما قصدته سيكون مرتاحاً في عباراته.