مجلة 'الشراع'
- صحيح؟ روى احد الهاربين من احد السجون المصرية ان عناصر من حزب الله محكوم عليها بالسجن لمشاركتها في خلية ((حزب الله)) هربت من السجن وكان لديها اجهزة اتصال مع الخارج
- كلمة مبارك الوداعية فرضت مزاجاً جديداً عند المصريينالمحتجون ((قلالات)) أدب والبرادعي هو اللي يرحل
هل انقلب مزاج كثيرين في المجتمع المصري بعد ان ألقى الرئيس حسني مبارك كلمته مساء الثلاثاء في 1/2/2011؟
كثيرون ممن كانوا ينتقدون الرجل ونظامه، بكوا بعد ان استمعوا الى كلمته وهو يعلن انه خدم بلده في السلم وفي الحرب وآن له ان يترك السلطة.
احدى السيدات المصريات شديدات النقد لمبارك قالت انها بكت بعد ان استمعت الى كلمته، وان الرئيس كان ذكياً لأنه حرك مشاعرها ومن معها للتعاطف معه.
صبية مصرية قالت انها بكت بعد كلمة مبارك كما بكت على والدها يوم رحيله، وان شقيقتها ووالدتها وبنات خالتها، تعاطفن مع الرجل.
موظفة في احدى الدوائر الرسمية، قالت ان موقف مبارك حقق للمتظاهرين ما ارادوا وهذا يكفي وقد بات من قلة الأدب الاستمرار في معارضته.
شاب مصري يعمل في حقل الجيولوجيا قال: ان الرجل خدم وطنه 30 سنة، والعِشرة لا تهون إلاّ على اولاد الحرام.
موظف في احد المجمعات الاستهلاكية الخاصة قال: الآن كفاية، لم يعد هناك مبرر للتظاهرات، وقد اوقفت حال الكثيرين من الذين يريدون استمرار الحياة.
بائع صحف قال ان التظاهرات الحقت ضرراً بالمصريين بينما قال بائع خضار، هؤلاء المحتجون ((قلالات ادب)) وتحدث زبون عنده صارخاً انا اعيش منين اذا كانوا اوقفوا حالي؟..
آلاف المتظاهرين افترشوا ميدان فؤاد محيي الدين الميدان الرئيسي في شارع جامعة الدول العربية في المهندسين يهتفون وفاء لمبارك، وضد البرادعي الامريكاني، وعشرات الفتيات والشبان والرجال يكتب كل واحد منهم لافتة بقلم جاف او عريض، على كرتونة او اوراق، ويرفعونها تأييداً لمبارك.
بعض العبارات تمجد بالرجل حملت معاني عديدة: ((يا مبارك يا طيار خلي مصر تولع نار، نحن معك يا مبارك، الوفاء يدعونا لتأييدك، شكراً مبارك، يعيش مبارك يسقط احمد عز، نعم للاستقرار لا للفساد، لا للتخريب نعم للاصلاح، رشح نفسك في الرئاسة ده انت الاصل في السياسة ((توقيع شعب مصر))، لا لتخريب مصر، نعم للشرعية، نعم مبارك حتى انتخابات نوفمبر/تشرين ثاني2011
قد لا تكون اعداد المتظاهرين مع مبارك ضخمة قياساً بالتظاهرات ضده، وقد يتساءل البعض ان كانت هذه التظاهرات منظمة او مرتبة او مدفوعة؟ وقد يتساءل آخرون لماذا التأخر الى ان اعلن الرجل انه لن يرشح نفسه لفترة جديدة، لكن الحقيقة الساطعة ان مزاجاً جديداً بدأ يظهر عند المصريين بعد كلمته، خاصة وهو يعلن انه لن يرشح نفسه، رداً على دعوة المحتجين إرحل، والشعب يريد اسقاط النظام.
وما استفز مشاعر الناس هو دعوة المتسلق محمد البرادعي لمبارك ان يرحل عن مصر، وقد تساءل كثيرون هل يحق لهذا الرجل الذي عاش عمره كله خارج مصر ان يطلب من الرئيس الذي خدم بلده 60 سنة ان يخرج من مصر؟ من الأولى بالخروج البرادعي النازل علينا بالمظلات او مبارك الذي خدم وطنه جواً وبراً.
- 'الشراع'الدكتور محمد بيضون: انصح ((المستقبل)) بالمشاركة في الحكومة واحتضان ميقاتي حتى لا يقع تحت ضغوط 8 آذار/مارس
*لبنان محكوم بسلاح حزب الله منذ العام 2008
*رئاسة الجمهورية خاضعة لتجاذبات اقليمية كبيرة واستقلالية المقاومة عن الجيش لم تعد مقبولة بعد القرار 1701
*بعد سقوط النظام الامني عام 2005 حزب الله و8 آذار/مارس منعوا قيام الدولة الوطنية
*لا يمكن بناء دولة ونحن نعيش على وعد بالحرب وتنفيذ القرار 1701 المدخل لمنع اي حرب جديدة
*ميقاتي لم يأت مع حل، وحزب الله يدرك انه ما زال بحاجة الى الحريري لأن لا حل بدونه
*لا اعتقد بأن الرئيس ميقاتي سيقبل بأن يكون حصان طروادة في تنفيذ القرار الخارجي بانهاء الحريري سياسياً
*العالم العربي يعيش مرحلة سقوط جدار برلين والانتفاضات ستخترق كل دولة
وصف النائب والوزير السابق الدكتور محمد بيضون ما جرى في الموضوع الحكومي في لبنان بأنه انقلاب سياسي بديل عن الانقلاب العسكري الدموي، ورأى ان فريق 8 آذار/مارس وسلاح حزب الله ما زالا يمنعان قيام الدولة الوطنية في لبنان، وحذر من ان البلد قادم على منعطف كبير وخطير اسمه صدور القرار الاتهامي، متهماً قوى 8 آذار/مارس بالسعي لجعل الرئيس نجيب ميقاتي تحت الوصاية، ومستبعداً ان يقبل ميقاتي بأن يكون حصان طروادة في تنفيذ قرار خارجي بانهاء الرئيس سعد الحريري سياسياً.
((الشراع)) التقت د. بيضون وأجرت معه الحوار التالي:
# هل ما جرى في لبنان جزء مما يجري في المنطقة اليوم من تغيرات وتحولات؟
- في المنطقة العربية اليوم هناك تيار شعبي كبير يتجه الى التغيير، والجوهري في حركة هذا التيار هو إنهاء مرحلة الانقلابات في العالم العربي وإنهاء قوانين وحالات الطوارىء وتأكيد تلازم رفع مستوى المعيشة مع الحرية، وهذا التيار يخترق اليوم كل المنطقة العربية ويقول لا يمكن رفع مستوى المعيشة من دون حريات سياسية وهذا ما شهدناه في تونس مع سقوط النظام الامني وانطلاق الشعب باتجاه اعتبار الحريات هي المدخل لنظام سياسي اقتصادي يؤمن مستوى معيشة اعلى والامر نفسه يحصل في مصر اليوم وهذا تطور كبير جداً في العالم العربي، اذ لأول مرة لا تتم فيه ملامسة الموضوع الذي نتحدث عنه في منطقتنا هنا وهو ما يسمى المشروع الاميركي فما يحصل في مصر ليس انتفاضة ضد الاميركيين، بل ضد نظام متحجر، وفي تونس كانت انتفاضة ضد نظام امني، اما عندنا في لبنان فهناك حديث عن محور ايراني - سوري يقف بوجه المشروع الاميركي وحديث عن استبدال هذا المشروع بمشروع ايراني - سوري او ايراني - تركي، وللأسف فإننا في وقت نجد ان اسرائيل نجحت ببناء دولة قوية تفوقت بها على العالم العربي فإن الدول العربية كلها باسم مواجهة اسرائيل، لم تبن الا دولاً فاشلة، واليوم بدأ سقوط الدول الفاشلة التي لم تنجح في مواجهة اسرائيل من جهة ولم تنجح من جهة اخرى في تأمين مستوى حياة لائقة لمواطنيها، ولذلك فإن الموضوع في لبنان هو امر مختلف وكل السياق الذي نعيشه هو سياق مختلف فلبنان اسقط النظام الامني في العام 2005، ولكن اسقاط هذا النظام الامني لم يفتح الباب لبناء دولة، الدولة الوطنية، وكان مفروضاً ان يفتح الباب لبناء هذه الدولة ولكن ذلك لم يحصل حتى اليوم، والسبب ان من وقف بوجه بنائها هو مجموعة 8 آذار/مارس بكل تلاوينها لأن هذا الفريق قدم الارتباط الاقليمي على الموجبات الداخلية، واعتبر ان هناك اولوية للاعتبارات الاقليمية ومصالحها على المصالح اللبنانية، وهو وقف بوجه شعار لبنان اولاً لكن انتابه السرور حين رفع وليد جنبلاط شعار الطائفة الدرزية اولاً! فهذا الفريق غلب المصالح الاقليمية على المصالح اللبنانية ما جعل لبنان عاجزاً عن بناء دولة، كما ان فريق 14 آذار/مارس ايضاً لم ينجح بالانطلاق في مشروع بناء الدولة الوطنية عبر حوار فعال، وأصيب باخفاقات كثيرة وكبيرة على هذه الطريق.
# هل تتوقع ان يمتد ما يجري الى دول عربية اخرى؟
- نحن في مرحلة تشبه مرحلة سقوط جدار برلين، وهو بالنسبة الى العرب جدار الخوف من الانظمة الامنية والقمعية، فهذه موجة عميقة يصعب وقفها، ومثل هذه الثورات يُعدي ولا يمكن ان تتوقف في محل بعينه، وها نحن نرى تحركات في الجزائر واليمن والسودان وليبيا والاردن الخ.. واعتقد ان هذه الموجة ستخترق كل العالم العربي ولن يستطيع احد وقفها.
# ما التأثير الذي يمكن ان يتعرض له لبنان نتيجة ذلك؟
- نحن في لبنان بعد سقوط النظام الامني في 2005 لا يوجد لدينا مشكلة حريات وقانون طوارىء وتعددية سياسية، نحن مشكلتنا الاساسية هي في كيفية بناء الدولة الوطنية، وايجاد حل لموضوع سلاح حزب الله او استيعابه والسؤال الكبير هو هل هذا السلاح سلاح اقليمي ام سلاح لبناني؟ ام له وظيفة مزدوجة، واليوم (الثلاثاء الماضي) سمعنا حديثاً للرئيس بشار الاسد يقول فيه ان المقاومة مستمرة حتى الوصول الى السلام، اذن هدف المقاومة في لبنان ليس كما يُقال، اي تحرير الارض اللبنانية، انما الوصول الى السلام، وربما ايران وحزب الله لا يقبلان بذلك، ويتمسكان ببقاء السلاح حتى زوال الكيان الصهيوني، فالمطلوب من لبنان اذن اقليمياً مهمات اكبر من قدراته، وهذا يحتاج الى علاج، والقرار 1701 كان باعتقادي مدخلاً لتسليم الجيش اللبناني مهمات الدفاع عن لبنان وعن الجنوب على ان تصبح المقاومة عنصراً رديفاً للجيش لا جيشاً مستقلاً، ففكرة استقلالية المقاومة عن الجيش بعد القرار 1701 لم تعد فكرة مقبولة، وحزب الله نفسه وافق على ذلك القرار وعليه ان يعمل به، وهنا المطلوب من رئيس الجمهورية الا يجعل الحوار حول سلاح المقاومة هو للتغطية على وضع حزب الله، لأن هذا الحوار تمت الدعوة اليه من أجل البحث في كيفية استيعاب سلاح حزب الله وفق متطلبات 1701، وهذا هدف طاولة الحوار اصلاً ودور رئاسة الجمهورية الحقيقي هو جعل الحوار يصل الى مرحلة ايجاد حل لهذا السلاح واستيعابه ضمن قرار الدولة وجيشها وليس بأن يكون حالة مستقلة، ولكن للأسف نجد رئاسة الجمهورية خاضعة لتجاذبات اقليمية كبيرة وتؤخر هذا الحوار، وتأخير الحوار سيدفع لبنان ثمنه غالياً لاحقاً، وأذكر هنا بضرورة الا يتكرر ما جرى عام 1978 حين حصل اجتياح اسرائيلي لجنوب لبنان وكان من المفروض ان تأخذ الدولة مهمة الدفاع عنه لكن ذلك لم يحصل وبقيت هذه المهمة بيد المنظمات الفلسطينية ما ادى الى اجتياح العام 1982 وتدمير لبنان ونحن لا نريد ان تكون حرب 2006 مجرد مرحلة بانتظار حرب اخرى قادمة! لا نريد ان يبقى لبنان على وعد بالحرب، فنحن نعيش اليوم كلبنانيين على وعد بالحرب، فلا يمكن بناء بلد وهو في حالة انتظار حرب، والمدخل الوحيد لتجنب الحرب هو التزام لبنان بالقرار 1701 وبأن يتولى الجيش اللبناني مسؤولية الدفاع والامن في الجنوب وعلى الحدود.
# ما حصل على صعيد استشارات تكليف رئيس جديد بتشكيل الحكومة، سماه البعض بأنه انقلاب ما هي قراءتك؟
- اعتقد ان البلد والعالم ايضاً كان مخيراً بين امرين اما انقلاب عسكري دموي واما انقلاب سياسي كالذي حصل، وسلاح حزب الله منذ ايار 2008 هو الذي يفرض ايقاع الحياة السياسية في لبنان، ولبنان محكوم بسلاح حزب الله منذ ذلك التاريخ وهذا السلاح كان يهدد بانقلاب دموي وما حصل هو انقلاب سياسي بديل، وكان هناك موقف خارجي عبرت عنه وزيرة الخارجية الاميركية بوضوح يقول للبنانيين اذا استطعتم تأمين اي حل خارج العنف وخارج استعمال السلاح فلا مشكلة في ذلك، اي كان المطلب الدولي هو عدم استخدام السلاح، لذلك تم الذهاب الى الانقلاب السياسي والرئيس نجيب ميقاتي نفسه قال ((انا اترك للتاريخ السبب الذي جعلني اقبل برئاسة الحكومة))، والذي حصل ربما كان أهون الشرين، انما لا يمثل حلاً، فالرئيس ميقاتي لم يأتِ مع حل، والانطباع اليوم ان الرئيس ميقاتي ليس وحده رئيس الحكومة فميشال عون وكل نوابه يعتبرون انفسهم رؤساء حكومة، والرئيس بري ونوابه يعتبرون انفسهم رؤساء حكومة وحزب الله وكل نوابه يعتبرون انفسهم رؤساء حكومة الخ.. فالرئيس ميقاتي بالمعنى السياسي مسكين يتعرض لضغوطات إذ كل طرف من 8 آذار/مارس يعتبر انه هو من أتى به الى رئاسة الحكومة، ولذلك يعتبر ان له حق الوصاية عليه، ويريدونه رئيس حكومة تحت الوصاية، وهو يحاول ان يقول لا، وهناك مسألة ثانية من خلال الاسماء المطروحة للتوزير، فالواضح انها اسماء محاصصات عائلية ما يعني ان الحكومة ستكون حكومة الأشقاء والشقيقات والخالات والعمات والأصهرة، فهل سيقبل الرئيس ميقاتي ان يكون في هذا المستوى المنحدر من المحاصصة واقتسام الدولة بأبشع الطرق، وبرأيي ان كل اطراف 8 آذار/مارس يرون في الحكومة المقبلة ان لهم فيها مغانم وحصصاً وكراسي، انما القرار السياسي ليس بيدهم، بل بيد الجهة الاقليمية اي المحور السوري – الايراني، وهذا ما قد يعيدنا الى معادلة تم رفضها عام 2005 اذ كان هناك قرار بأن يُحكم لبنان من الداخل ومن مؤسساته، اما اليوم فتلك الاطراف تريد اعطاء القرار السياسي لحزب الله، وما يمثل من محور اقليمي بشرط ان يترك لهم اقتسام مغانم الدولة، وإذا اراد الرئيس ميقاتي ان يكون جزءاً من هذه اللعبة فبئس الوزارة وبئس رئاسة الوزارة في هذه الحال.
# هناك موضوع المحكمة الدولية والانقسام العميق حوله، هل تعتقد ان الرئيس نجيب ميقاتي سيستطيع تخطي هذا الموضوع؟
- هناك ازمة عمرها خمس سنوات وهذه الأزمة هي بناء الدولة الوطنية، وبالهجوم على منع قيام هذه الدولة يتم استعمال المحكمة الدولية وتصويرها على انها مؤامرة دولية، فحزب الله يهاجم المحكمة باعتبارها مؤامرة دولية، ومن خلال ذلك يهجم على مشروع الدولة الوطنية، والسؤال ماذا سيكون رد الرئيس ميقاتي هل سيكون الخضوع لهذا المنطق ام لا؟ وهل سيكون لديه افكار للحل، حتى الآن لم يقل ما هي أفكاره، واعتقد ان البلد قادم قريباً على منعطف كبير وأساسي وهو صدور القرار الاتهامي، وعند صدور هذا القرار فإن حكومة الرئيس ميقاتي اذا شكلها قبل صدوره قد لا تتمكن من الاستمرار، والسؤال هنا ايضاً موجه الى الرئيس ميقاتي ماذا تحضر وكيف ستستوعب نتائج هذا القرار؟ وهل ستعتبر ان ما تقوله 8 آذار/مارس من ان الحكومة عليها ان تقول اننا نرفض القرار الاتهامي، كافياً لإقناع اللبنانيين؟! خاصة اذا استند هذا القرار الى اثباتات قوية وفي هذه الحال كيف سيتجرأ الرئيس ميقاتي او غيره على رفض القرار؟! وأنا اعتقد ان الرئيس ميقاتي جاء لمرحلة انتقالية وأنا هنا انصح ((تيار المستقبل)) و14 آذار/مارس بالمشاركة بالحكومة ضمن قواعد معينة، فـ((حزب الله)) تسرع وانفعل في التعامل مع الرئيس سعد الحريري لأنه يعرف تماماً ان لا حل بدون الحريري لذلك عليه ان يتخلص من الانفعالات وان يبحث عما يؤدي الى حل وسياسة الانتقام من الحريري لأنه لم يكن مطواعاً بين يديه ولم يقبل بالشروط التي فُرضت عليه، هذا الانتقام لا يحل مشكلة، فلـ((حزب الله)) مصلحة بأن يعود فريق 14 آذار/مارس كله الى الحكومة وعلى رأسه الرئيس الحريري، لأن اي حل للقرار الاتهامي وتداعياته غير ممكن من دونه، فمن دونه قد يتجه البلد الى مواجهة كبيرة، وإذا كان الجميع مقتنعاً بأن ((حزب الله)) باستطاعته احتلال البلد في 24 ساعة، فإن الجميع مقتنع ايضاً بأن الحزب لا يستطيع المتابعة والاستمرار باحتلال البلد، ولا باستطاعته ادارة البلد وادارة اقتصاده، فهو ما يزال يحتاج الى الحريري، والرئيس ميقاتي ورئيس الجمهورية مسؤولان ايضاً عن تشكيل حكومة متوازنة وطنياً، فلا يجوز مثلاً ان يكون لـ 8 آذار/مارس ثلث معطل و14 آذار/مارس لا يكون لها ذلك، واذا اراد الرئيس ميقاتي حلاً وسطاً وهو يقول عن نفسه انه وسطي فليشكل حكومة فيها عشرة لـ 8 آذار/مارس وعشرة لـ 14 آذار/مارس وعشرة من المستقلين فعلياً.
# اذا لم تدخل 14 آذار/مارس الى الحكومة كيف تتصور ممارسة المعارضة من قبلها؟
- المعارضة طبعاً دورها في مجلس النواب، لكن كلنا يعلم ان رئيس المجلس النيابي يفتح ابواب المجلس مرة في السنة، وليس مسموحاً في لبنان بالمعارضة الديموقراطية من ضمن المؤسسات، بسبب السلاح الضاغط على الحياة السياسية، الأمر الذي يمنع اية معارضة مؤسساتية عن القيام بدورها، وهذا ما يجعل اللجوء الى الشارع هو الخيار المتاح، واللجوء الى الشارع لا يجدي بل يخرب البلد، ولذلك أنا انصح لهذه المعارضة وخاصة ((تيار المستقبل)) ان يحتضن الرئيس ميقاتي حتى لا يقع اسيراً لشروط الطرف الآخر، وان يشارك في الحكومة على اساس المساواة بالوزن السياسي مع فريق 8 آذار/مارس، واذا لم يحصل هذا فإن 8 آذار/مارس يدفعون 14 آذار/مارس للنـزول الى الشارع، وهو أبغض الحلال، وقد تكون 8 آذار/مارس تريد من الحريري ان يستخدم الشارع لإتهامه لاحقاً بأنه اخطأ في السياسة ويريد استخدام الشارع، وذلك بهدف انهائه سياسياً، ونحن نعلم بأن قراراً اتخذ من وراء الحدود، بإنهاء دوره السياسي، وهو قال ذلك علناً، والسؤال هل سيكون الرئيس ميقاتي حصان طروادة في هذا الموضوع؟ لا اعتقد.
عن الشراع : دولة الرئيس هذا ما يطلبه اللبنانيون من حكومتك أولاً:تحسين الوضع المعيشي ومكافحة الغلاء نزع السلاح غير الشرعي ودعم المحكمة الدولية
*تأليف حكومة إنقاذ وطني وعدم الانحياز إلى أي طرف ورفض الاملاءات من الداخل والخارج
*حل قضية المعتقلين في سوريا وإصلاح القضاء ومكافحة الفساد
*بسط سيطرة الجيش على كل الأراضي اللبنانية وترسيخ الأمن
*تأمين فرص عمل للشباب وحل أزمة السير وتخفيض الأقساط المدرسية
*متابعة قضية الإمام الصدر والحفاظ على المقاومة
يتصدر الوضع المعيشي والاقتصادي أول مطالب اللبنانيين إلى رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي والذي على أساسه يمكن أن تحل أي مشكلة تواجه اللبنانيين.. بدءاً من ارتفاع أسعار المواد الغذائية وارتفاع سعر صفيحة البنـزين وغيرها الكثير من السلع إضافة إلى ارتفاع معدل البطالة والهجرة في آن واحد. إلى جانب خوف المواطن على أمنه والذي يعتبر الهاجس الثاني الذي يطارده من مكان إلى آخر. ولا ننسى المطالب السياسية التي تترافق مع تلك الحياتية ومنها إظهار الحقيقة وتحقيق العدالة في جريمة اغتيال الرئيس الحريري أو حتى الحفاظ على سلاح حزب الله لمقاومة إسرائيل وان كان هناك مجموعة تطالب بنـزعه. وإذا كان البعض منهم يطلب من الرئيس أن يكون موضوعياً وليس منحازاً إلى أي طرف آخر سواء كان داخلياً أم خارجياً فإن بعضاً آخر طالبه بقطع علاقاته مع اي دولة قد تملي على لبنان شروطاً وأوامر.
- صحيح من أين مصريون كثر يتساءلون من أين يأكل ويشرب المحتجون في ميدان التحرير، من يصرف عليهم، من يوفر لهم البطاطين.
أعداد كبيرة من العاطلين عن العمل أو الفقراء تذهب إلى ميدان التحرير للحصول على وجبات طعام توزع على المعتصمين في الميدان
- اعتذر عدد من الحقوقيين المصريين، بينهم قضاة ومحامون عن المشاركة في مؤتمر قانوني في لاهاي يساهم في ترتيبات خاصة بالمحكمة الخاصة بلبنان، بحجة ان المحكمة مسيسة، ولم يوافق على الحضور الأكيد سوى الناشط نجاد برعي، لكن أحداث مصر التي بدأت يوم 25/1/2011 منعته من المغادرة إلى لاهاي، فغابت مصر عن المشاركة في هذا المؤتمر.
- ميقاتي عند نصر اللهتردد انه بعد انتهاء الاستشارات النيابية، وقبل الصعود الى القصر الجمهوري زار الرئيس نجيب ميقاتي امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، وأجرى معه جولة افق غير نهائية بشأن نتائج الاستشارات وبشأن مسودتين اعدهما ميقاتي بأسماء وأعضاء الحكومة الجديدة
- بتاريخ 20/1/2011، زار مدير الاستخبارات في دولة اوروبية لبنان برفقة وفد امني على متن طائرة خاصة، وأجرى لقاءات واجتماعات سرية مع مسؤولين في الاجهزة الامنية اللبنانية، وبحث معهم في معلومات سرية تتعلق بسفر مجموعة كبيرة من الاصوليين لتنفيذ مهمة خاصة بأمر من مسؤول في تنظيم ((القاعدة)) في اوروبا، المقيم في لندن والذي اتهمته الولايات المتحدة الاميركية منذ مدة بالانتماء الى تنظيم القاعدة الارهابي، وبتقديم دعم مالي ومادي وتكنولوجي لتنظيم ((القاعدة)) الارهابي ولفرعه في العراق، وهو يحمل الجنسية البريطانية، كما تتهمه ايضاً بنقل رسالة من اسامة بن لادن الى زعيم ((القاعدة)) في العراق ابو ايوب المصري عام 2007، وبأنه كُلف بإدارة شبكة لـ((القاعدة)) في اوروبا مؤلفة من خليتين احداهما في بوخارست في رومانيا لتمويل القاعدة في اوروبا من خلال تهريب التبغ والبن، اضافة الى تجنيد مسلمين في اوروبا لإرسالهم الى العراق.
- وسطية ميقاتي وشروط حزب اللهالرئيس نجيب ميقاتي: وسطية
ماذا في جعبة نجيب ميقاتي؟.. سؤال يفرض نفسه بناء على استرجاع المسار الذي كان سائداً قبل اسقاط حكومة سعد الحريري، والذي بلغ ذروته في تلك المكالمة الهاتفية بين مقر خادم الحرمين الشريفين في نيويورك وبين دمشق، والتي لم يتم معرفة فحواها الا من طرف واحد، وحتى الآن ليس هناك الا هذا الطرف يعلن عن العناصر المكونة للمبادرة السورية - السعودية، ولم يصدر عن الحريري بشأنها إلا التصريح المتعلق بأن الطرف الآخر لم يتخذ الخطوات المطلوبة منه، فهل القضية إذاً اكثر تعقيداً مما كان يجري بين الرياض ودمشق؟ وهل أن الدور المحوري هذه المرة كان لباريس فازدادت خيبة أمل السعودية عربياً وإقليمياً ودولياً، بعد ان تبين ان كلاًّ من الدور التركي والقطري، مجرد واجهة لتظهير الاتفاق الفرنسي – السوري الذي يبدو ان خطوطه العريضة وضعت اثناء زيارة الرئيس بشار الأسد لباريس، وان واشنطن اطلعت على تفاصيله وعززته بتعيين سفير لها لدى دمشق، الذي تـزامن وصوله الى سوريا مع اعلان الموقف النهائي لقوى الثامن من آذار/مارس بعدم الاستعداد للقبول بالحريري رئيساً للوزراء من جديد؟
سئل الرئيس نجيب ميقاتي عن دفتر الشروط الذي وافق عليه ليكون رئيساً للوزراء، فأجاب بأنه لم توضع عليه شروط وإنما هو الذي وضع شروطاً دون ان يفصح عن فحواها، لكنه ربما فوجىء بعد ايام وأثناء اجرائه استشارات التأليف في المجلس النيابي، بموقف استباقي من كتلة التنمية والتحرير ممثلة بالمعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل رداً على مطالب كتلة المستقبل التي تقدمت بها للرئيس ميقاتي، حيث وصفها خليل بالمطالب التعجيزية، الأمر الذي اضطر ميقاتي للرد على خليل بأن هذه المطالب ليست تعجيزية، وإنما هناك شروط متقابلة في تلميح الى مطالب الفريق الذي يمثله النائب خليل، والذي يشمل كتلة الوفاء للمقاومة وتكتل التغيير والاصلاح والكتل النيابية الحليفة الأخرى، والرئيس ميقاتي في هذا الرد اراد ان يثبت وسطيته، التي بمقدار ما هي الآن نقطة قوته التي رشحته لرئاسة مجلس الوزراء، بمقدار ما يمكن ان تكون نقطة ضعفه اذا لم يتمكن من تشكيل حكومة جامعة – وهو الأرجح – واقتصرت على فريق واحد او على تكنوقراط سيكونون تحت ثقل قبضة الفريق الواحد او مختلطة بين سياسين وخبراء بسلطة الفريق الواحد، وتجربة طاولة الحوار اكبر دليل على ذلك، حيث تم نعيها من هذا الفريق حين بدا ان بحث الاستراتيجية الدفاعية في العمق سيؤدي بشكل ما إلى الالتقاء بالدولة، وليس إلى السيطرة عليها أو إلغائها مضموناً مع إبقائها شكلاً، ففكرة حزب الله التي تتضح تدريجياً هي أن يكون وضعه السياسي في لبنان كالحرس الثوري في إيران، أي أن يكون سلطة القرار على الدولة دون أن يكون في واجهتها، ولذلك سيعزف في الوضع الجديد عن تسمية أعضاء منه في الحكومة، مع المتابعة بدقة لتنفيذ برنامج عمله من خلالها، فهل خرج ملف المحكمة الدولية وكل متفرعاته من هذا البرنامج على خلفية الاتفاق الفرنسي السوري الذي ربما قضى في أحد بنوده بعدم إقدام حكومة ميقاتي على اتخاذ أي إجراء استفزازي للمجتمع الدولي، مع الحفاظ على استمرار جهود الرئيس نيكولا ساركوزي بشأن تجويف المحكمة تزامناً مع مقايضات كثيرة تريدها واشنطن، قد تتم وقد لا تتم هي الأخرى؟ وهل حكومة ميقاتي هي حكومة الوقت المعطى أميركياً لكل من باريس ودمشق للتوصل إلى ما يمكن أن تقبل به واشنطن؟ أم ان باريس مجرد محطة سورية بعد استنفاد المحطة السعودية، لعقد الصفقة مباشرة مع واشنطن؟ وهل حزب الله مستعد للانتظار بضمان من دمشق؟ وهل سيكون الانتظار خالياً من التوتير السياسي الذي سينعكس سلباً على رئيس الحكومة وما يتوقعه من إنجازات؟
مجلة 'المسيرة'- حزب الله في القاهرةلم تستبعد مصادر أمنية أن يكون حزب الله أوفد الى مصر عناصر محترفين للعمل على إطلاق الخلية المسجونة في القاهرة وإعادتها الى لبنان، مستغلاً حال الفوضى التي تعصف بالبلاد وحال الشلل التي أصابت أجهزتها الأمنية
- شرق أوسط إسلاميأثار تصريح وزير الخارجية الإيرانية علي أكبر صالحي عن احتمالات قيام شرق أوسط إسلامي بعد سقوط مصر، استياء واسعًا في العالم العربي وتحديدًا في الدول العربية المعتدلة التي تتخوف من انتقال العدوى المصرية والتونسية إليها، معربة عن اعتقادها بأن أصابع إيرانية يمكن أن تكون وراء ثورة الشوارع العربية
- سلاح الصمتلوحظ أن حزب الله لم يعلّق على كلام إيران عن قيام شرق أوسط إسلامي، وكذلك فعل حلفاؤه المسيحيون وتحديدًا العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية.
- بركان وسط براكين بسرعة صاروخ، قفزت واشنطن من إعلان وقوفها الى جانب الرئيس المصري ونظامه، في بداية التحركات الشعبية في القاهرة، الى إصدار بيان نعي للإثنين من خلال اعتبار الرئيس أوباما أن الرئيس مبارك 'كان' حليفاً للولايات المتحدة الأميركية، ومدّ يد العون لها في عدد من الملفات. بضع كلمات تختصر العلاقات بين الدولتَين، التي أدت في الأبرز منها الى عمليات تبادل الأراضي بين نتنياهو وعباس، وتصفية مسألة فلسطينيي الشتات بتشتيتهم ثانيةً بالمفرق في مشارق الأرض ومغاربها. ليست العبرة هنا فقط، في ترداد القول إن المصالح بين الدول ببرودة الجليد، وأن الكبير يأكل الصغير، وأن أمريكا تحديدًا شريك خطر على كل الصعد... إلخ من المعزوفة التي يجيد إسماعها السيد وليد جنبلاط.
- من بيروت الى طهران ومن بيروت الى القاهرةالهلالان
هل يكون عهد الرئيس باراك اوباما شبيها بعهد الرئيس جيمي كارتر بحيث يفقد حلفاءه باسم نشر الديمقراطية كما فقد الثاني حلفاءه باسم محاربة الشيوعية؟ وماذا يعني سقوط الرئيس حسني مبارك بعد سقوط الرئيس التونسي زين العابدين بن علي على مستوى الخارطة الجيو- سياسية التي تتكون تدريجا في العالمين العربي والاسلامي؟
- الشرق الأوسط وخيمة جرار الفخار
هل تحسم المؤسسة العسكرية النزاع؟
3 سيناريوهات امام مصر بأسرع مما كان متوقعاً امتدت رياح الانتفاضات الشعبية من تونس لتضرب في عمق الشارع المصري، وبأعنف مما كان منتظراً انفجر بركان الثورة في الدولة العربية الأعتى ليزعزع نظامها واستقرارها ويضعها على مشارف مستقبل غامض باتت آفاقه مرهونة بنتاج حركة الصراع المحتدمة بين قوى مناهضة للنظام لا يجمعها سوى شعار التغيير، وبين قوى النظام نفسه التي تستمد شرعيتها وبأسها من إرث ثورة التحرير التي خاضتها قبل ستة عقود ضد الاستعمار و'القوى الرجعية'. ولأن مصر بما هي عليه من حجم وتأثير غير تونس وغير كل أقطار العالم العربي، تأخذ الثورة أبعاداً مختلفة تتداخل فيها الأهواء الديمقراطية بالغايات السياسية والاتجاهات العقائدية، ولأن مصر مختلفة، اهتزاز النظام فيها لا بد من ان يرتب تداعيات خطيرة سوف تتردد أصداؤها من القاهرة الى العواصم الاقليمية وزوايا المسرح الدولي.
- 'المسيرة'