- مجلة 'الشراع'
خطاب نصر الله للرد على التهديدات الاسرائيلية
مصادر دبلوماسية في بيروت توقفت امام الخطاب الاخير للسيد حسن نصر الله ،اكثر ما لفتها فيه هو رفع نصر الله لوتيرة السجال التهديدي مع اسرائيل، واعتبرت ان هذه التهديدات تأتي في اطارين اثنين، الاول رد مباشر على تهديدات رئيس الاركان الاسرائيلي السابق غابي اشكنازي، ووزير الدفاع ايهود باراك والثاني في اطار تعزيز الحرب النفسية وتدعيم نموذج حزب الله في الشارع العربي وذلك بعد ظهور نموذج مصر كعنصر جاذب للوجدان العربي.
وقالت هذه المصادر ان رد رئيس الحكومة الاسرائيلية على تهديد نصر الله يوضح ان اسرائيل اعتبرت كلام الامين العام لحزب الله بالسيطرة على الجليل هو نوع جديد من الحرب النفسية الموجه للجبهة الداخلية الاسرائيلية التي يجري في القيادة الاسرائيلية عمل دؤوب من اجل رفع معنوياتها خصوصاً بعد التطور المصري وما واكبه من حملة تخويف قادها الاعلام الاسرائيلي من مغبة نتائجها على امن اسرائيل ومستقبلها في المنطقة.
- 'الشراع'
مهرجان 14 شباط/فبراير خطوة الى الوراء خطوتان الى الامام سعد الحريري: عودة الى الجذور ولا للوصاية والانقلاب والسلاح والفساد
وضع الاحتفال بالذكرى السادسة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في البيال لبنان امام حقبة جديدة في مسار الازمة المستمرة منذ وقوع جريمة الاغتيال في 14 شباط/فبراير 2005، حين انتفض اللبنانيون بوجه حكم الوصاية السابقة، فأخرجوه منها ومن نظامها الامني، وقطعوا خطوات على درب الف ميل الحرية والديموقراطية، وطريق وقف جرائم الاغتيال السياسي ووقف الاستمرار باغتيال الوطن والشعب بحرمانهم من اعادة بناء دولة المؤسسات والقانون، دولة للجميع اكبر من اي فئة او طرف او حزب او زعيم، لكن هذا الطريق صادفت الكثير من الحواجز والعقبات والمطبات التي ابطأت المسير حيناً وعطلته حيناً آخر وصولاً الى ما نشهده هذه الايام من مفارقة انه في حين ينطلق قطار التغيير والحرية والديموقراطية في المنطقة العربية، تخرج قوى التغيير والحرية الديموقراطية من الحكم في لبنان وهو عكس منطق الامور والمجريات القائمة، ما استدعى التراجع من قوى 14 آذار/مارس خطوة الى الوراء، للتقدم خطوتين الى الامام، من خلال التوقف عند تجارب التسويات السابقة الفاشلة، ومراجعة تجارب اليد الممدودة الى الطرف الآخر الذي اساء فهمها فأساء التقدير فأسقط كل جسور التلاقي والتعاون على النهوض بالبلد وعلى تحصين وحدته الوطنية بوجه المتغيرات الاقليمية والدولية وخاصة بوجه ما قد ينتج عن صدور القرار الاتهامي في جريمة الاغتيال من تداعيات قد تفتح شهية اعداء الوطن لتوظيفها واستغلالها في مشاريعهم ومخططاتهم.
انها خطوة الى الوراء تحسباً للتقدم مجدداً بثبات امتن وأرسخ نحو بناء الدولة، ولذلك هي عودة الى الجذور كما قال الرئيس سعد الحريري في كلمته في مهرجان 14 شباط/فبراير في البيال وهي عودة الى ((لا)) واضحة ونقية بوجه القمع والترهيب والتزوير والخيانة والفساد وعودة الوصاية المسلحة وغير المسلحة، وفيما يلي نص الكلمة:
في مكتبي صورتان: صورة لوالدي رفيق الحريري الذي استشهد في 14 شباط/فبراير 2005، وصورة للحشود في ساحة الحرية يوم 14 آذار/مارس 2005. رفيق الحريري استشهد في مثل هذا اليوم قبل 6 سنوات، لأنه قال لا. قال لا لتسليم لبنان وقرار لبنان ومصير لبنان. قال لا لتغيير حقيقة لبنان. قال لا للنظام الأمني، قال لا للتخلي عن دستور الطائف وعن المناصفة التامة. قال لا لتغيير لبنان العربي، الديموقراطي، الحر، السيد، المستقل. قال لا، فقتلوه، في 14 شباط/فبراير 2005.
تابع: ((اللبنانيون واللبنانيات، قاموا بما لم يكن في الحسبان. نزلوا بمئات الآلاف، مسيحيين ومسلمين ليقولوا، بدورهم، لا. لا للظلم، لا للقهر، لا للاغتيال، لا للقمع، لا لتغيير وجه لبنان، كما يريده اللبنانيون واللبنانيات، عربياً، ديموقراطياً، حراً، سيداً، مستقلاً، بلداً للحريات العامة والخاصة، لحرية الرأي والتعبير، لحرية العمل السياسي، لحرية العبادة وحرية التجمع وحرية الحياة. قالوا لا للوصاية ولا للنظام الأمني ولا للخوف ولا للجريمة الإرهابية، فانتصروا، في 14 آذار/مارس 2005. لهذا السبب، أحتفظ بهاتين الصورتين. صورة والدي الرئيس الشهيد، وصورة حشود ساحة الحرية، وأتأمل فيهما كل يوم، وقبل كل قرار أساسي، وعند كل ساعة حرجة.
وقال الحريري ((لقد دخلت إلى الحياة السياسية يوم استشهد والدي في 14 شباط/فبراير، وانطلقت معكم ومع كل اللبنانيين واللبنانيات في الحياة الوطنية يوم 14 آذار/مارس 2005. هذه هي جذوري الحقيقية، وعن جذوري لن أتخلى. وعندما جاؤوا وقالوا لي: إنزع هاتين الصورتين وتخلى عنهما لكي نسمح لك بالبقاء في رئاسة الحكومة، وتبقى فيها ما أردت، كان جوابي أن هذه هي جذوري، وعن جذوري لن أتخلى. كان جوابي أن رئاسة الحكومة ليست منة من أحد، بل هي تعبير صادق عن إرادة اللبنانيين واللبنانيات، كما أرادوها في صناديق الإقتراع. فزوروا إرادة الناخبين ما شئتم، واسرقوا من قرارهم الحر ما أردتم، لكني، أنا سعد رفيق الحريري، هذه هي جذوري، وعن جذوري، لن أتخلى. وها أنا اليوم أمامكم، ومعكم، أعود إلى الجذور، وما أحلى العودة إلى الجذور.
اضاف: ((منذ 14 شباط/فبراير 2005، و14 آذار/مارس 2005، كل ما نريده هو الحقيقة، لا السلطة. هو العدالة، لا السلطة. هو الحرية، لا السلطة. هو القانون والدستور والعيش الواحد، لا السلطة. هو السيادة، لا السلطة. هو الاستقلال، لا السلطة. اللبنانيون واللبنانيات الذين احتشدوا في ساحة الحرية، ليسوا ملكا لأحد. لا لتيار المستقبل، ولا لحزب الكتائب، ولا للحزب التقدمي الإشتراكي، ولا للقوات اللبنانية ولا للتيار الوطني الحر ولا لأي حزب من الأحزاب. ودماء شهدائنا ليست ملكاً لأحد. لا أولياء دم عندنا.
تابع: ((دماء رفيق الحريري وباسل فليحان وسمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني وبيار أمين الجميل ووليد عيدو وأنطوان غانم وفرانسوا الحاج ووسام عيد وعشرات العشرات الذين سقطوا معهم ليست ملكاً لأحد. ودماء مروان حمادة ومي شدياق والياس المر وسمير شحادة ليست ملكا لهم. إنها أمانة لبنان الوطن ومسؤولية اللبنانيين الذين نزلوا بمئات الآلاف إلى ساحات الحرية بعد 14 شباط/فبراير 2005، يطالبون بالحقيقة والعدالة.
وقال الحريري: ((هؤلاء اللبنانيون واللبنانيات، ونحن منهم، ما يزالون متمسكين بالحقيقة والعدالة وبالمحكمة الدولية. واسمحوا لي، هذه المحكمة، ليست أميركية ولا فرنسية، ولا إسرائيلية وهي لا تستهدف فريقاً أو طائفة. هذه المحكمة تمثل في نظرنا، أعلى درجات العدالة الإنسانية. هذه المحكمة ستنـزل القصاص بإذن الله فقط - أكرر: فقط - بالقتلة الإرهابيين الذين استهدفوا قافلة من كبارنا على رأسها الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وهذه المحكمة، وفق نظامها الأساسي، ستوجه التهمة إلى أفراد ولن تلقيها جزافاً. عليها أن تستند إلى الأدلة والبراهين. وعندها، إذا أراد أحد أن يضع نفسه في خانة المتهمين، فهذا خياره، وهذا طريق يختاره بنفسه. أما نحن، فسندعم المحكمة وقرارها وحكمها، ولن نقول يوما أن التهمة موجهة إلى طائفة، أو حزب أو فئة.
تابع: ((أيها الأصدقاء، أعلم سلفا أن هناك من يريد أن يأخذ كلامي في اتجاه مواجهة مع طائفة كبرى وشقيقة من طوائف لبنان. نحن لم نكن ولن نكون في يوم من الأيام في معرض مواجهة مع الطائفة الشيعية، أو أي طائفة من طوائف لبنان. هذه هي مدرسة رفيق الحريري الوطنية والعربية والإسلامية. مدرسة تعلو فوق الطوائف وفوق الطائفية. الطائفة الشيعية اللبنانية العربية هي مدماك أساسي في البناء اللبناني، وجميع اللبنانيين شركاؤها، في بناء الدولة، ومواجهة العدو الإسرائيلي. في هوية كل لبناني حقيقي، تجتمع كل الطوائف، وأي اتهام لطائفة، هو اتهام لكل اللبنانيين. فلا تستمعوا إلى من يقول لكم أن هذه المحكمة موجهة ضد الطائفة الشيعية، بل تبصروا بما يراد فعلاً من هذا القول، وإلى أين يقودنا جميعاً.
اضاف: ((كما تعرفون جميعاً قبل 14 شباط/فبراير 2005، لم أكن في أي موقع سياسي. كنت واحداً من شباب لبنان، أحاول النجاح في عملي وفي عائلتي وأحاول كسب رضى الله ورضى الوالدين في حياتي. دخلت هذا المعترك فجأة ومن دون سابق إنذار، وفي بعض الأحيان أصبت، وفي أحيان أخرى أخطأت. لكنني أعتقد أنني أصبت منذ اللحظة الأولى عندما ناديت بالوحدة الوطنية، ترجمة لقناعتي الأولى التي أصبحت راسخة بعد 6 سنوات، بأن هذا البلد، لا يحكمه أحد بمفرده، لا شخص بمفرده ولا حزب بمفرده ولا طائفة بمفردها. وإذا افترض أي شخص أو حزب أو طائفة اليوم أنه بات بمقدوره أن يحكم بمفرده، فليتفضل، وليحاول، لكنه يعيش وهماً كبيراً.
تابع: ((أما نحن، فمنذ اليوم الأول، مددنا اليد. مددنا اليد في ذروة قوتنا قبل انتخابات 2005، ومددنا اليد في ذروة انتصارنا بعد انتخابات 2009. حتى بعد الجريمة النكراء التي ارتكبت بحق بيروت وكل لبنان في أيار/مايو 2008، مددنا اليد، وقد يكون خطأنا أننا في كل مرة مددناها بصدق. لأننا نعتقد أن هذا البلد الذي لا يحكمه أحد بمفرده، إنما هو تعبير عن شراكة، وهذه الشراكة يسهل بناؤها على الصدق. لكننا في كل مرة قوبلنا بالخديعة، لا بل أخذ صدق نيتنا على أنه نقطة ضعف، وعلامة خوف. وحتى عندما شكلنا حكومة الوحدة الوطنية بعد الانتخابات الأخيرة التي انتصرتم أنتم فيها، واعتقد شريكنا أنه سيكون شريكاً من دون مسؤولية، تحملنا ما لا يحمل من تعطيل وإعاقة وتشويه للحقائق. قد يقول بعضكم أننا أخطأنا، لكننا والحمد لله، لم نستخدم يوما السلاح، ولم نتحمل مسؤولية نقطة دم واحدة، ولم ننسحب من حكومة ولم نعطل حواراً ولم نقفل برلماناً، ولم نزور إرادة شعبية.
أضاف ((مشروعنا كان وما يزال وسيبقى، هو الدولة، هو الدستور، هو المؤسسات. هو الحفاظ على لبنان العروبة والسيادة والاستقلال والنظام الديموقراطي. لبنان الحريات الشخصية والسياسية والإعلامية والدينية والثقافية والاقتصادية. حتى عندما وافقنا في البيان الوزاري على معادلة الشعب والجيش والمقاومة، فلأننا نعتقد أن الدولة هي الحاضن للجميع والجيش مشكل من كل أطياف الشعب وفئاته، والمقاومة هي للدفاع عن الوطن في وجه إسرائيل. مقاومة في خدمة الجيش والشعب، وفي خدمة لبنان، وليس لبنان خاضعاً بجيشه وشعبه ودستوره ودولته للسلاح، بحجة المقاومة. نعم، نحن لا نقبل السلاح ولا الخضوع للسلاح عندما يوجه إلى صدور اللبنانيين واللبنانيات، ويصبح وسيلة لابتزازهم في استقرارهم وأمنهم ليختاروا الباطل على الحق، أو عندما يصبح وسيلة ضغط على النواب ليقوموا بعكس ما كلفهم به الناخب ولينكثوا العهود التي قطعوها عندما ترشحوا للانتخابات.
ورأى الحريري ان ((السلاح الموجه إلى صدور اللبنانيين هو سلاح فتنة، والفتنة في لبنان لا تخدم إلا اسرائيل التي نقولها للمرة الألف أن لا عدو لنا غيرها، وأننا في مقدمة من يقاتلها في سبيل الدفاع عن سيادة لبنان، وتحرير أرضنا المحتلة في الغجر ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا، تماماً كما أننا كنا وسنبقى في مقدمة صفوف الداعمين لإخواننا الفلسطينيين ولقضيتهم التي هي قضيتنا المركزية ولحقهم بالعودة إلى دولتهم الفلسطينية العربية المستقلة الحرة، الديموقراطية، وعاصمتها القدس.
وتابع: ((دعوني أكون صريحاً في هذه المسألة المحددة. لا يستطيع أحد أن يدفن رأسه في الرمال بزعم أن السلاح قضية غير موجودة، وممنوع على اللبنانيين أن يتحدثوا عنها. الحقيقة غير ذلك تماما، وتجربة السنوات الست الماضية كافية كي تثبت للجميع أن هذه المسألة هي مسألة خلافية من الدرجة الأولى بين اللبنانيين. هي على طاولة الحوار الوطني باعتبارها خلافا مبدئياً، لا يتصل بحق الشعب اللبناني في مواجهة العدوان الإسرائيلي كما حدث في تموز 2006، إنما يتصل بالاستخدام المتمادي لهذا السلاح في بت الخلافات السياسية وفي وضعه على طاولة الشراكة الوطنية أمام كل صغيرة وكبيرة. إنني أنوه، في هذا المجال، بتبني قوى 14 آذار/مارس لبيان الثوابت الوطنية الصادر عن إجتماع دار الإفتاء، خصوصا في ذكره الأطماع والتجاوزات والغلبة بالسلاح لإخضاع الآخرين. هذه المسألة ستبقى في سلم أولويات استقرارنا الوطني ولن نسلم أبداً لبقاء السلاح مسلطاً على الحياة الوطنية في لبنان. وهذا أول الكلام ولن يكون آخره، معكم، ومع كل اللبنانيين.
وأشار الحريري الى انه ذهب إلى سوريا رئيسا لمجلس الوزراء وإبن الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وكل ما أردته هو مصلحة لبنان العليا في العلاقات مع دولة عربية شقيقة هي الجار الأقرب لنا. مصلحة لبنان العليا التي تتوافق مع مصلحة سوريا في الاقتصاد والتجارة والأمن والاستقرار وحفظ سيادة كل من البلدين واستقلال كل من البلدين. مؤكداً انه لم يذهب إلى سوريا لطلب شخصي لنفسي ولا لأستعين بها على أبناء بلدي وعلى البقاء في السلطة. ذهبت في كل مرة مرفوع الرأس بحثا عن مصلحة لبنان أولا، التي تبدأ بحسن العلاقة مع الشقيق الأقرب، ومع كل العرب وكل العالم. لقد قصدت كل العالم من واشنطن إلى طهران من أجل مصلحة لبنان فكم بالأحرى أن أزور سوريا مرة ومرتين وخمس مرات من أجل مصلحة بلدي.
ولقد كانت سوريا، في تلك الفترة، جزءاً مما عرف بالـ((سين سين))، أي المبادرة التي قام بها مشكوراً خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لحفظ استقرار لبنان. موضحاً ان هذه المبادرة كانت قائمة على فكرة واحدة وأساسية: أننا وبكل صدق مستعدون للمشاركة في مؤتمر مصالحة وطنية لبنانية، يتصالح فيه كل اللبنانيين ويتسامح فيه كل اللبنانيين. يعقد في الرياض برعاية ملك المملكة العربية السعودية وبحضور رئيس الجمهورية اللبنانية ورئيس الجمهورية العربية السورية وعدد من رؤساء العرب وقادتهم وبحضور الجامعة العربية، يؤدي إلى مصالحة شاملة، ومسامحة شاملة لكل الماضي، مصالحة الجميع من دون استثناء وتسامح الجميع من دون استثناء عن كل الماضي، من دون استثناء تصبح بعدها تداعيات القرار الإتهامي مسؤولية وطنية وعربية جامعة. نعم، هذا هو أساس الـ((سين سين))، الذي كان في تفاصيله وفي جدوله الزمني إعلاء مصلحة الدولة وسيادتها على أراضيها وإزالة كل البؤر الأمنية المسلحة على الأراضي اللبنانية كافة.
نعم، هذا هو الاتفاق الذي فاوضنا عليه. أخطأنا؟ نعم، أخطأنا. فاوضنا بكل صدق وأمانة من أجل مصلحة لبنان، فإذا بنا، مرة جديدة نقابل بطلب الإستسلام.
وقال: لقد أنهوا الـ((سين سين)) تحديداً لأنهم لا يريدون هذه المصالحة الشاملة، وأنا أقول أمامكم: لا عودة إلى الـ((سين السين)). وللذين لديهم إلتباس أو يحبون أن يكون لديهم إلتباس بأنني وقعت على إنهاء علاقة لبنان بالمحكمة أقول: أنا أملك قلمين قلم سمير قصير وقلم جبران تويني وأمامي عقدان عقد بيار أمين الجميل وعقد وليد عيدو، فبأي من القلمين أوقع وأيا من العقدين أمزق؟
هم اعتقدوا أننا سنتنازل عن كل شيء من أجل السلطة، ونحن نرى أن السلطة هي آخر ما يستحق أن نتنازل عن شيء من أجله. لا بل أننا مؤمنون إيماناً راسخاً بتداول السلطة، وبالنظام الديموقراطي وبالدستور.
أكد ان الوسطية هي الاعتدال في مواجهة التطرف، وسطية رفيق الحريري الذي علمنا أن المسيحي المعتدل أقرب إليه من المسلم المتطرف. الوسطية هي البحث عن تسويات بين حقيقتين من أجل مصلحة الوطن العليا، الوسطية هي في نظرنا قرار لا غياب القرار أو تسليمه. لكن، لا وسطية بين الجريمة والعدالة. ولا وسطية بين السيادة والوصاية. ولا وسطية بين عروبة لبنان وزجه في محور إقليمي لا علاقة له لا بالعروبة ولا بلبنان. والأهم الأهم، لا وسطية بين الصدق والخديعة، وبين العهد المقطوع والخيانة.
وختم الحريري: نحن اليوم في المعارضة التي تستند إلى المبادئ الثلاثة التالية: أولاً: إلتزام الدستور، ثانياً: الإلتزام بالمحكمة الخاصة بلبنان وثالثاً: إلتزام حماية الحياة العامة والخاصة في لبنان، من غلبة السلاح. نحن عائدون إلى طريق الثوابت المبدئية السلمية الوطنية الأساسية التي رسمها الشعب اللبناني من كل الطوائف والمناطق والفئات في 14 آذار/مارس 2005، والتي لم يخرج عنها لحظة واحدة، حتى عندما شعر أن حسن نوايانا يدفعنا إلى مواقف وتسويات لمصلحة لبنان ولكنها خارج هذا الطريق. هذا هو الطريق نفسه الذي سار فيه الشعب المصري، شباب مصر وشاباتها ليستعيد الأمل ويستعيد كلمته وإرادته وقراره، فكان قراره الحرية والديموقراطية، فانتصر وانتصرت مصر عربية عربية عربية. نعم، نحن من بدأنا هذا الطريق، طريق الحرية. إلى هذا الطريق، طريق 14 آذار/مارس 2005 سنعود جميعاً. سنسير فيه، معكم أنتم الذين أبقيتم رؤوسنا عالية، أنتم الذين ستبقى أصواتكم مسموعة، وأعلامكم اللبنانية مرفوعة، حتى ساحة الحرية، التي ستجمعنا جميعا مرة ثانية بإذن الله، في 14 آذار/مارس 2011، لنقول لا مرة جديدة. نحنا نازلين بـ14 آذار/مارس لنقول لا، لا لتزوير إرادة الناخبين، لا لخيانة روح العيش المشترك، لا لتسليم القرار الوطني، لا للوصاية الداخلية المسلحة، لا لنقل لبنان على محور ما ((بدن ياه)) اللبنانيين، لا لتغيير نظام حياتنا، لا، حلمنا ما بيموت، لا للفساد، لا للسرقة، لا للخوف، لا للخوف، ولا وألف لا ومليون لا للقهر والظلم والجريمة. عشتم، عاش شهداء ثورة الأرز، وعاش لبنان.
عن الشراع : أصدقاء وحلفاء الرئيس عمر كرامي عاتبوه لأنه لم يحضر اجتماع دار الفتوى ورأوا في ذلك تفويتاً لفرصة مناسبة لأن يقول رأيه بكل صراحة في كل الأمور التي هو مقتنع بها، وان الغياب هو موقف سلبـي غير فاعل في حين ان الحضور هو موقف إيجابي يمكن أن يكون فاعلاً
عن الشراع : أكد مرجع قضائي ان القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري سيصدر في غضون فترة لا تتجاوز الشهرين. وحسب المرجع فإنه يتوقع أن يتم صدور القرار بعد نحو شهر من الآن
'الشراع'
- نقلت مراجع سياسية إلى بيروت قبل أيام معلومات عن ان قراراً إقليمياً توافقياً تم اتخاذه منذ عدة أيام، وهو يقوم على الاعتبارات التالية:
أولاً: التسريع في تشكيل الحكومة الميقاتية.
ثانياً: توسيع هامش محاولات أن تكون حكومة وحدة وطنية، وإذا تعذر ذلك حكومة شبه وحدة وطنية، بمعنى تمثيل قوى من 14 آذار/مارس فيها، وإذا تعذر ذلك أن تكون حكومة تحتوي على
أسماء غير مستفزة
- عمد أحد مسؤولي الحزب القومي إلى الاتصال بقيادات سورية للتدخل لدى الرئيس ميقاتي طلباً لتوزيره بعدما تناهى ان هناك نية بتوزير النائب مروان فارس، خصوصاً وان علاقة فارس بالمسؤول القومي غير ودية.
ومن ناحية أخرى دب الخلاف بين الوزير جبران باسيل والنائب آلان عون بعدما تأكد لباسيل ان هناك نية جدية لتوزير عون، وحاول باسيل إدخال عمه الجنرال بالموضوع الذي أدى إلى تفاقم الخلافات داخل البيت العوني
- بدا واضحاً ان المدير العام الأسبق للأمن العام اللواء جميل السيد ينوي الترشح عن المقعد الشيعي في منطقة زحلة، فقد علم ان السيد كلف فريق عمل من أصدقاء ومقربين اعداد لوائح بأسماء فعاليات وشخصيات بقاعية مؤثرة في المجال الانتخابي للبدء بحملة اتصالات وزيارات لهذه الشخصيات والتحضير للقاءات موسعة في منـزل اللواء السيد في بلدة النبـي ايلا في البقاع
- مرجع أمني رداً على طلب عون 'الداخلية'
هل كان سيعين فايز كرم لو لم يتم كشف عمالته للعدو؟
تعليقاً على طلب النائب ميشال عون إعطائه وزارات سيادية ومواقع إدارية لها علاقة بالأمن، قال مرجع أمني لـ((الشراع)) ان القاعدة العامة تقول ان كل جسم سياسي يثبت اختراقه من قبل عدو الدولة، لا يسلّم أي موقع هام فيها وخاصة المواقع الأمنية أو الاستراتيجية. ومن غير الطبيعي أن يطالب فريق العماد عون بموقع استراتيجي وخاصة في المجال الأمني أو في وزارة العدل لأنه سيعمل على تعطيل العدالة في قضية العميل فايز كرم. ولدينا معلومات أكيدة تفيد بأن العماد عون كان قد وعد كرم إثر سحبه من الانتخابات النيابية في زغرتا بالتعويض عليه في مركز وزاري ولو تأخر اكتشاف كرم أشهراً معدودة، لكان اليوم أحد العملاء قد وصل إلى الوزارة، وكان في موقع القرار للسياسة في لبنان، وكان يمكن أن يطلب له العماد عون وزارة الداخلية أو وزارة الدفاع، وحينها يكون الخرق الإسرائيلي في صميم القرار اللبناني أو الأمن اللبناني، وكأننا أمام ((كوهين 2)) العميل الإسرائيلي الذي اخترق المجتمع السوري لفترة معينة، وكان على مسافة خطوات فقط من وزارة الدفاع السورية.
لذلك، لا يُسمح بأي شكل من الأشكال أن تناط المواقع الأمنية، وكذلك وزارة العدل في هذه المرحلة بأي مرشح للتيار الوطني الحر لأنه سيكون مضطراً للتأثير على القضاء، وبالتالي إما تخفيض العقوبة مما يعطي حجّة للعملاء الآخرين ومحاميهم للمطالبة بالمعاملة بالمثل، ونصبح عندها أمام بداية لما يمكن أن يُسمى ((العصر الإسرائيلي وهو النقيض الطبيعي لما يسمى ((عصر المقاومة والممانعة).
وأشار المرجع إلى ان الرئيس المكلف نجيب ميقاتي يحاول إرضاء العماد عون بإعطائه بعض المراكز الإدارية الهامة للتخفيف من جشعه في مطالبه بالحصص الوزارية، وأكدت ان في جدول أولويات العماد عون وصهره جبران باسيل في حال حصلا على وزارة الداخلية، إزاحة اللواء أشرف ريفي والعقيد وسام الحسن من الطريق، لكن مصادر الأخيرين تؤكد أنهما لن يبقيا يوماً واحداً في الخدمة في حال أصبحت وزارة الداخلية عونية. لكن المرجع لفت إلى ان أسهم الوزير زياد بارود ما تزال متقدمة على غيرها في وزارة الداخلية.
- ذكرت أوساط إعلامية في ((القوات اللبنانية)) عن تعرض موكب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز لاعتداء مشبوه في ضاحية بيروت الجنوبية نهار الاربعاء في 9 شباط/فبراير 2011.
ففي معلومات خاصة لموقع ((القوات اللبنانية)) الالكتروني، وحين كان موكب وليامز المؤلف من سيارتين مصفحتين يمر في أحد شوارع الضاحية الجنوبية نهار الاربعاء في 9 شباط/فبراير 2011، دخلت سيارة مشبوهة وبشكل مفاجىء بين سيارتي الموكب ما دفع بسائق إحدى سيارتي الموكب إلى صدم السيارة المشبوهة بغية إخراجها من مسار سير الموكب.
ووضع المراقبون هذه الحادثة بمثابة تحذير ورسالة مباشرة إلى وليامز بشكل عام والامين العام للأمم المتحدة بان كي مون والقوات الدولية العاملة في الجنوب ((اليونيفيل)) بشكل خاص
- 'الشراع'
تكشف تفاصيل الاتصالات الاخيرة
قبل تنحي مبارك سليمان اراد بقاءه وطنطاوي صمم على اقصائه
حسن صبرا:
لم يفتح الجيش المصري الطريق الى قصر العروبة في مصر الجديدة، حيث المقر الرسمي لرئيس الجمهورية حسني مبارك، امام المتظاهرين المحتجين ضده بدءاً من ميدان التحرير في قلب القاهرة، الا بعد ان سجل الرئيس المصري كلمته التي اعلن فيها تخليه عن السلطة مساء الجمعة في 11/2/2011، وتوجه بعدها الى مطار الماظة وسط حراسة مشددة واجراءات زادت عن تلك التي تعتمدها حراساته وامنه الخاص في الحرس الجمهوري، حين يتوجه موكبه السيار من منـزله في منطقة العروبة، الى المطار ليستقل الطائرة الرئاسية في رحلاته الداخلية او الخارجية.
فنداءات المتظاهرين تحدثت عن حتمية التوجه الى القصر الجمهوري، لارغام الرئيس مبارك على الرحيل، خاصة بعد ان القى كلمته مساء الخميس في10/2/2011، الذي فوض فيه صلاحياته لنائبه الفريق عمر سليمان، وتحدث فيه كأنه سيحكم حتى نهاية فترته الدستورية الخامسة في شهر ايلول/سبتمبر 2011 مما اثار غضب الشباب المحتشد في ميدان التحرير والجيش المصري نشر وحدات اضافية حول القصر الجمهوري ومنـزل الرئيس وفي طرقات المنطقة الراقية كلها المؤدية الى القصر لمنع وصول المتظاهرين اليه ومحاصرته، على غرار محاصرة مجلسي الشعب والشورى في منطقة القصر العيني، احدى البوابات العريضة المؤدية الى ميدان التحرير، مما يهدد بما لا تحمد عقباه بحصار الناس للقائد الاعلى للقوات المسلحة رئيس الجمهورية.
اهالي مصر الجديدة توجسوا شراً وخوفاً من قرار المتظاهرين طيلة ليل الخميس ونهار الجمعة قبل ان يعلن ان الرئيس سيوجه كلمة جديدة الى الشعب المصري (كانت هي الاخيرة في سلسلة خطابات يائسة لاستيعاب الموقف الشعبي المتفجر ضده)، وقبل ان يعزز الجيش المصري انتشاره ويكثف وجوده الحاسم، حتى ان كثيرين نقلوا اثاث منازلهم داخلياً ليجمعوه في غرفة واحدة وليحبسوا انفسهم في غرفة واحد من الشقق، و((يتربسوا)) الابواب والشبابيك وبعضهم احضر نجارين لوضع اقفال شديدة الاحكام لبوابات عماراتهم، وأبواب شققهم الخاصة وأطفأوا الانوار ليلاً وأنزلوا الستائر حتى لكأن احداً يراقبهم من الخارج، ونام شباب هذه المناطق على ابواب عماراتهم وشققهم بالتناوب مع حراس منهم حملوا ما يمكنهم ردع الناس عن اقتحام العمارات على غرار ما سمعوه حصل في مناطق اخرى.
اصبح المتظاهرون بالآلاف حول القصر الجمهوري، ونزل اليهم ضباط من الجيش لمحاورتهم لاقناعهم بأن الجيش معهم، وأنهم حققوا اهدافهم، وغادر العشرات منهم فعلاً بحافلات احضرت خصيصاً لنقلهم خارج المنطقة، وخرج العشرات من سكان المنطقة لاجراء حوارات ودية مع المتظاهرين المحتجين، لاقناعهم بالمغادرة وان الافضل ان ينسحبوا، لأن الرئيس اصبح بمثابة المتخلي عن الرئاسة، بعد ان فوض صلاحياته لنائبه سليمان، وعندما فشلت كل المحاولات وبات الامر ينذر بأوخم العواقب، فجأة، حلقت طائرات عمودية فوق المتظاهرين وغطت على حوارات ودية كان خلالها المتظاهرون المحتشدون ضد مبارك يثنون على الجيش ودوره بل والهتاف له بالنغم المعروف ((الجيش والشعب ايد واحدة)).
ما ان ابتعد هدير الطائرات العمودية حتى علا هدير الجماهير المعارضة بأن مبارك رحل وبالتالي علينا ابلاغ زملائنا في التحرير بأن الرجل مشي، (الشعار الذي رفعه المتظاهرون المعتصمون في ميدان التحرير منذ يوم 29/1/2011، ((مش حنمشي هو يمشي)).
الجمهور المتواجد حول قصر العروبة ظن ان الطائرات العمودية التي حلقت فوق رؤوسهم كانت عائدة من مطار الماظة حيث حملت الرئيس الى المطار ليغادر مصر او القاهرة، دون ان يعرفوا او يحددوا وجهة سفره.
بغض النظر عن الوسيلة التي غادر بها الرئيس منـزله وعائلته (كانت معه زوجه وقيل ان معه اركان ديوان الرئاسة والمتحدث باسم الرئاسة محمد الشافعي وأحمد فايز وسليمان عواد) فإن الاهم ان ساعات عصيبة سبقت قراره بالرحيل، وهذه الساعات شهدت حوارات ساخنة مع اركان المجلس العسكري وفي مقدمتهم وزير الدفاع المشير محمد حسين طنطاوي الذي يرأس المجلس الآن بصفته القائد العام للقوات المسلحة (رئيس الجمهورية هو عادة القائد الاعلى لهذه القوات).
الخلاف الاساس
شهد مساء الاربعاء في 2/2/2011 خلافاً عميقاً في القصر الجمهوري بين المشير طنطاوي ونائب الرئيس عمر سليمان حول استمرار الرئيس مبارك في موقعه الرئاسي.
سليمان كان من رأيه انه لا يجوز اهانة بطل من ابطال حرب اكتوبر باخراجه من السلطة ولم يبق امامه سوى عدة اشهر رئيساً، والذي صبر 30 سنة على الرئيس فليصبر ستة اشهر.
طنطاوي الذي لم يكن على وفاق مع سليمان في كثير من المسائل الامنية والسياسية كان له رأي آخر وهو ان القوات المسلحة لن تهين بطلاً من ابطالها، ولا رئيسها الاعلى وهو الرئيس حسني مبارك، لكن البلد ستحترق اذا لم يقدم الرئيس على خطوة ايجابية تقنع المتظاهرين بأنه جاد في رحيله.
كان اقتراح سليمان ان يظل الرئيس في موقعه، وان يتابع سليمان مسؤولياته بمفاوضات مع الشباب والقوى السياسية المعارضة للخروج من الازمة الحالية.
وكان رأي طنطاوي، وهو يمثل القطاع الاساسي داخل القوات المسلحة، ان بقاء الرئيس في موقعه سيبقي المتظاهرين في ميدان التحرير وسيبقي الجيش حولهم، وطول اقامة العسكري بين المدنيين وسماعه الدائم لمطالبهم سيترك اثراً سلبياً على انضباطية الجيش وثقافته العسكرية وهذا ليس في مصلحة الوطن.
كان رأي سليمان ان ينقل الرئيس سلطاته وهذا هو المطلوب كحد اقصى.
كان رأي طنطاوي ان يترك الرئيس منصبه لانقاذ البلد، فمصر ابقى من الجميع.
وكان رأي مبارك انه لم يكتف فقط في بيانه مساء الخميس بتفويض صلاحياته لنائبه الفريق عمر سليمان، بل انه قبل ان يعلن هذا التفويض في جملة واحدة، كان 90% من خطابه مركزاً على ما سيفعله هو في المستقبل (6 اشهر).
وهذا ما اشعل الجماهير ودفعها للتوجه الى مصر الجديدة لمحاصرة قصر العروبة، مقر رئيس الجمهورية، فكانت الوقائع التي ذكرناها في مطلع هذا التقرير ردة فعل الجماهير الغاضبة وتوجهها نحو قصر العروبة، وحسم الجيش امره بطلب رحيل الرئيس جعل مبارك يتخذ قراره الحاسم بمغادرة القاهرة لكن ليبقى داخل مصر، بل انه اصر على رأي عارفين بأن يبقى داخل قصره الى ان يتلو عمر سليمان بيان التخلي عن السلطة وهو بيان لم تستغرق تلاوته اكثر من 30 ثانية، قائلاً لمن حوله والأسى يلفه وهو يعض على شفتيه وارتعاش مستجد بين يديه اللتين اعتاد كثيراً ان يشبكهما ببعض: مش عايز يجي يوم يتقال ان حسني مبارك طلع يجري زي بن علي (زين العابدين بن علي رئيس تونس المخلوع).
عُمان، عمان أم أبو ظبـي؟
بعد ان غادر الرئيس مطار الماظة، وعرف الناس بخبر تركه مقره الرئاسي، سرت إشاعات كثيرة بأنه سيغادر إلى إحدى الدول العربية، فقال بعض مثيري الاشاعات انه سيغادر إلى سلطنة عمان حيث تلقى دعوة من السلطان قابوس لاستضافته في قصر أعد للرئيس مبارك في السلطنة، وقيل في إشاعة أخرى ان وزير خارجية دولة الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد عرض عليه أثناء لقائه الرئيس خلال التظاهرات الحاشدة أن ينتقل ضيفاً عزيزاً كريماً على دولة الإمارات في أي وقت يشاء.
قال لأليعازر: سأقتل هنا
بعد تخلي الرئيس مبارك عن السلطة، تحدث الوزير الصهيوني السابق، بنيامين بن أليعازر للتلفزيون الصهيوني قال فيه انه تحدث مع مبارك لمدة 20 دقيقة، استشعر فيه ان الرجل قد أزفت نهاية عهده، وقال مبارك لأليعازر: لقد خدمت بلدي لمدة 61 سنة هل يريدونني أن أهرب؟ لن أهرب، يريدون إلقائي في الخارج؟ لن أغادر. إذا دعت الحاجة سأقتل هنا.
مبارك وأميركا
منذ اللحظة الأولى لانفجار ثورة الشباب في 25 يناير/كانون2 سارعت الولايات المتحدة لإظهار موقف ناقد بعنف للرئيس مبارك داعية إياه لنقل السلطة ديموقراطياً وبسرعة إلى جيل آخر.
واشنطن على ألسنة رئيسها باراك أوباما ووزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون، والمتحدثين الرسميين بإسم البيت الأبيض والخارجية والكونغرس حذروا مبارك من استخدام العنف ضد المتظاهرين، وقيل كثيراً ان هذا التحذير كان المقدمة الأولى لتحييد قوات الشرطة المصرية يوم الجمعة في 28/1/2011 تمهيداً لإخراجها، وكشف النظام أمنياً وعجزه عن مواجهة المتظاهرين واضطراره لإنزال الجيش، الذي كان إعلانه حظر التجول اعتباراً من الساعة السادسة مساء حتى الثامنة من صباح اليوم التالي دون أن يلغي هذا ان الآلاف تدفقت حول الجيش لاقتحام مبنى الإذاعة والتلفزيون.. وتحت سمع وبصر الجيش، صحيح ان الجيش المصري منع المتظاهرين من اقتحام المبنى، لكنه لم ينفذ قرار حظر التجول الذي أصدره هو بنفسه.. وتلك كانت البداية.
مبارك كان يستمع إلى تحذيرات واشنطن بعدم استخدام العنف، والشرطة انهزمت وكشفت النظام أمنياً، وبات الجيش هو الملاذ الوحيد لحماية النظام والمجتمع والدولة، وفي مقارنة أوليات الجيش بين حماية المجتمع والدولة، وبين حمايته للنظام اختار الجيش حماية المجتمع والدولة.. حتى على حساب النظام.
مبارك اعتبر ان أميركا تخلت عنه، بداية من هذا التحذير، وصولاً إلى حوارات مباشرة أجرتها واشنطن عبر سفيرتها مارغريت سكوبي، أو عبر مبعوثها الخاص مع قيادات الجيش.
فماذا قال؟
قال مبارك بعد ان أدرك طبيعة الموقف الأميركي سياسة أميركا في الشرق الأوسط مضللة للديموقراطية، انظروا ماذا فعلت في إيران وفي غزة، وفي العراق، تحدثت عن الديموقراطية في إيران فخلعت الشاه وجاءت بالجماعات الإسلامية.
تحدثت عن الديموقراطية في العراق، فأدخلته في حرب أهلية وسلمت جماعات إيران السلطة، وسمحت للقاعدة أن تدير فتنة طائفية في العراق.
تحدثت أميركا عن الديموقراطية في غزة، فسلمت حماس السلطة وأخرجت السلطة الوطنية الفلسطينية.
يقول مبارك: الأميركان يتحدثون عن الديموقراطية ولكنهم لا يعلمون عما يتحدثون بشأنه، وستكون النتيجة تطرفاً واسلاماً جذرياً.
مبارك يتحدث عن ان أميركا هي التي أسقطته.. لكن هناك في مصر الآن من يتخوف من أن تسرق أميركا الثورة الشعبية، وهذا البعض يرى ان استمرار تمسك مصر بإتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل يعني ان أميركا سرقت الثورة.
المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية يعلن التزامه بإتفاقيات مصر الدولية (ومنها طبعاً كامب ديفيد، وربما هي المقصودة بهذا الالتزام) وإسرائيل تعلن اطمئنانها بقرار المجلس الأعلى المصري.. ومصر ما زالت مشغولة بلملمة جراحها، ووقف حالة الاضرابات التي انتشرت كالفطر في كل مكان، وكانت مكتومة في عهد النظام السابق.
انتهى الجهاد الاصغر في مصر.. وهي دخلت بالكاد الجهاد الاكبر.
الاسلامي المتطرف.. المتقلب
لماذا طارق البشري؟
تعيين المستشار رئيس مجلس الدولة السابق طارق البشري، رئيساً للجنة تعديل الدستور المصري، اثار تساؤلات حول الدور الذي يمكن ان يؤديه هذا الرجل المتطرف دينياً، والداعي بقوة لتطبيق كامل للشريعة الاسلامية في البلاد، وهو أحد المنقلبين على تاريخهم السابق، حيث بدأ البشري يسارياً اشتراكياً، ثم اصبح قومياً عربياً ناصرياً، الى ان اعلن انتماءه الى المناخ الديني الاسلامي وتطرف فيه، وكان له مقالات لا يمكن وضعها إلا في إطار التهييج الطائفي داخل البلاد.
البشري كتب مقالات عنيفة ضد الدولة لأنها لم تقدم على تحرير الفتاتين المسيحيتين وفاء قسطنطين وكاميليا شحاته، اللتين يزعم البشري، وكثير من الجماعات الاسلامية السلفية والاخوانية، انهما تحولتا الى الاسلام، ويزعم ايضاً ان الكنيسة خطفت الفتاتين وألزمتهما بالعودة الى المسيحية، محملاً الحكومة مسؤولية ارغامهما على العودة الى دينهما الاصلي، علماً بأن الفتاتين تحدثتا كل على حدة بأن دينهما هو المسيحية ولم تتحولا الى الاسلام في اي لحظة، وان سبب تركهما لمنـزلهما هو خلافات زوجية غير محمولة دفعت كلاً منهما الى ترك بعلها واللجوء الى الكنيسة.
السؤال الآن،
هل يعكس البشري الاسلامي المتطرف ثقافته وفكره وآراءه في الدين والمجتمع على تركيبة اللجنة المكلف تشكيلها، لاعادة كتابة الدستور المصري، فيختار اشباهه في التحول الديني بدل التحول والتقدم نحو التنوير والعدالة الاجتماعية، وابعاد رجال الدين عن الأدوار السياسية التي يتنطحون لها؟
هل يكتب البشري والذين سيختارهم دستوراً اسلامياً لبلد كانت الجماعات الاسلامية احد اسباب النكسات الثقافية والسلوكية والارهابية التي اصابت البلاد خلال العقود الماضية، منذ ان عقد انور السادات صفقته الشهيرة معهم عام 1971، لمواجهة قوى التنوير والثورة، فانتهت المرحلة الاولى معهم بقتله عام 1981، ثم استباحوا كل سلوكيات العامة المصريين حتى غدا الفولكلور الديني هو محور الحياة في مصر على حساب كل مضمون تقدمي او اخلاقي او تنويري.
كان كثيرون قبل ثورة الشباب في 25 يناير/كانون الثاني ثائرين على سيطرة المناخ الديني وهذا حلال وهذا حرام على كل شأن من شؤون العباد ومشاركة السلطة في هذه المزايدات التي افرزت امثال البشري ومحمد عمارة والمستشار محمود الخضيري، فجعلتهم قادة بارزين لهذا التيار.
وكان كثيرون يرون تعديل المادة الثانية من دستور 1971 الذي وضع في عهد انور السادات، لمسايرة الجماعات الدينية الاسلامية، وكانت هذه المادة التي تعتبر الدين الاسلامي ركن التشريع الاساسي للدستور المصري، وكان هؤلاء يرون ان الدين لله والوطن للجميع، وان هذه المادة تستفز مصريين آخرين في الوطن هم الاقباط فضلاً عن العلمانيين المسلمين، الذين لا يرون دوراً للمؤسسة الدينية في مصر سواء كانت اسلامية ام مسيحية في تقرير مصير البلاد.
فهل جاء اختيار طارق البشري مصادفة؟
هل جاء اعتماداً فقط على ما يعرف عنه من كفاءة فكرية قانونية؟
هل نتيجة موقعه السابق في رئاسة مجلس الدولة (مجلس القضاء الاعلى في لبنان).
الخشية فقط ان يكون هناك من نجح في فرض اسم طارق البشري رئيساً للجنة تعديل الدستور، تعبيراً عن تحول ليس لمصلحة وحدة مصر وتقدمها سيظهر في الدستور الجديد.. ربنا يستر.
- صدق او لا تصدق
تراوحت بورصة تقديرات ثروة الرئيس حسني مبارك بين ما قالته مصادر اميركية انها بين 2 مليار الى 5 مليارات دولار اميركي، وما كتبته جريدة ((الغارديان)) البريطانية بأنها 70 مليار دولار.
المضحك هو ما كتبته صحيفة مصرية للإثارة ان ثروة مبارك وصلت الى 620 مليار دولار مستندة الى صورة نشرتها لوثيقة من مجموعة كاليدونيا المصرفية.
السفير المصري السابق ابراهيم يسري قدر ثروة مبارك بـ 74 ملياراً منها 12 ملياراً للرئيس بينما تملك زوجه سوزان ونجلاه علاء وجمال الباقي.
- مبارك في فندق صديقه حسين سالم
أخلى حسين سالم رجل الاعمال المعروف وصديق الرئيس حسني مبارك، والمتعاون الاول مع اسرائيل في مسائل عديدة فندق ((موفنبيك)) الذي يملكه في شرم الشيخ ليقطنه مبارك مع عائلته ومرافقيه، وسط حراسة مشددة وتحليق دائم لطائرات عمودية في محيطه، وقد تم اخلاء محيط الفندق من اي وجود امني او مدني ليصبح في عهدة الحرس الجمهوري، وان كل الاجراءات الامنية حول الرئيس وعائلته تتم تحت اشراف وبتوجيه من المجلس الاعلى للقوات المسلحة.
الجدير ذكره ان حسين سالم تنتظره بلاغات عديدة من شخصيات معروفة تتهمه فيها باستغلال النفوذ لتكديس ثروته التي يصفها البعض بأنها تساوي ميزانية الدولة المصرية، كما ان هناك تساؤلات حول دوره المريب في صفقة الغاز لاسرائيل بأقل من سعره العالمي.
- في معلومات لـ'الشراع' ان قرار اظهار قائد خلية حزب الله في مصر سامي شهاب خلال مهرجان الشهداء تم اتخاذه لتوجيه رسالة الى ان حزب الله لا يترك اسراه ولا ينسى شهداءه، وانه مهما طال الزمن فانه سيقتص من الجهة التي اغتالت عماد مغنية
- تفيد معلومات ان السفارات الاميركية في عدد من الدول العربية تلقت تعليمات بتوجيه عناية خاصة لهيئات المجتمع المدني في الدول التي تعمل فيها. وهناك تفسير لهذا التوجه يقول ان واشنطن قررت البدء بتوزيع استثمارها السياسي في العالم العربي بحيث لا يقتصر فقط على العلاقة بالانظمة والحكام.
- 'الشراع'
الصحافي فارس خشان يكشف بعض ما عرفه عن الرئيس رفيق الحريري:
القرار الاتهامي متدرج صعوداً وقرار فرانسين حوله بعد منتصف آذار
الصحافي الزميل فارس خشان كان من اقرب المقربين من الرئيس الشهيد رفيق الحريري عايشه في مراحل تألقه، وكان من رفاقه الذين اسر لهم بمكنونات حسرته وألمه من الحروب التي شنت عليه، يكشف خشان عن بعضها في هذا اللقاء مع 'الشراع':
اما القرار الاتهامي الذي لطالما تابعه خشان لمعرفة من اقدم على جريمة العصر، فيؤكد خشان انه لا يعرف مضمونه لكنه يسجل ملاحظات على القرار الذي قدمه المدعي العام في المحكمة الخاصة بلبنان دانيال بلمار الى قاضي الاجراءات التمهيدية دانيال فرنسين وهي: ان هذا القرار هو الاول الذي يحيله بلمار الى المحكمة ما يعني ان قرارات اخرى سوف تحال لاحقاً، وبالتالي هذا القرار هو البداية وليس النهاية حيث يسجل لاحقاً حين تتجمع الادلة بحقهم الى المحكمة واصفاً هذه العملية بأنهها متدرجة تصاعدية وتوقع ان يصدر قرار فرانسين بشأن مسودة الاتهام ما بين منتصف آذار/مارس المقبل والايام العشرة الاولى من شهر نيسان/اريل والذي يليه.
وفي ما يلي وقائع مع الحوار مع الزميل خشان:
# بعد سنوات عدة من غياب رفيق الحريري هل تعوّد فارس خشان على هذا الغياب ام انه يشعر بالمرارة نفسها التي شعر بها في الذكرى الاولى؟
- لقد اقتنعت بأن الرئيس رفيق الحريري قد مات، ولهذا السبب اشعر بمرارة كبيرة. لا أرتاح إلا عندما أذهب الى المحكمة الخاصة بلبنان، هناك أشعر بأنه يعيش معنا. هناك أشعر بأنني أسمع صوته يُذكّرني: ألم أقل لكم إنهم سيدفعون ثمناً غالياً، إن هم تجرأوا على اغتيالي.
وفي حال تمكنوا يوماً، من إلغاء هذه المحكمة، قبل التوصل الى كشف كل الحقيقة وليس جزءاً منها، وإلى إنزال العقاب الواجب بكل المتهمين وليس بجزء منهم، فحينها، ستُقتل روح رفيق الحريري كما قتل جسده وتتملكني قناعة مطلقة، بأن كل من تواطأ سابقا أو يتواطأ حالياً للتخلص من المحكمة الخاصة بلبنان، يلتحق متأخراً، بركب هؤلاء الذين اغتالوا رفيق الحريري!
رفيق الحريري الذي جرى اغتياله في 14 شباط/فبراير 2005، ليس الملياردير ولا الأب ولا الزوج ولا الشقيق ولا السياسي ولا رجل الأعمال، بل الرمز! ومن يتواطأ على الرمز هو خائن!
ليس من المعيب أن نخسر، فحظوظ الخسارة تتساوى مع حظوظ الإنتصار في هذه الحياة، ولذلك فمن يخسر اليوم يمكن أن يربح غداً، ولكن كل من يخون اليوم لا يمكن أن يكون في المستقبل.. إلا خائناً!
رجل السهل الممتنع
# لديك الكثير من الذكريات مع الرئيس الحريري وبالتأكيد هناك اشياء تحتفظ بها لنفسك ولكن الم يحن الوقت لكشف النقاب على بعض تلك الذكريات التي تشعر عندما تتذكرها بانها يمكن ان تكون عبرة او درساً لنا جميعاً ويظهر جانباً ما زال مجهولاً بالنسبة للكثيرين ؟
- أنا أعتقد بأنه حان الوقت أن نُقفل مسلسل الذكريات، ونفتح صفحات في كتاب جديد، لنكتب تاريخ رفيق الحريري، بطريقة علمية ومعاصرة، علّنا نفهم سحر هذه الشخصية التي نقلته من عسر شديد الى يسر عظيم، ومن شخص عادي جداً الى قيادي مميز جداً، ومن سياسي كلاسيكي الى رجل دولة من الطراز الرفيع.
رفيق الحريري، وبعد تمعن بكثير من مفاصل حياته الشخصية والعامة، نُهينه إن تذكرنا خبرية من هنا وقولاً من هناك، لأن التاريخ لا يكتب بصيغة لكل مقام مقال، ولكل فعل ردة فعله، بل يكتب بطريقة مختلفة تماماً!
وأنا توصلتُ الى خلاصات كثيرة، بعد هذا التمعّن في التفكير،ولكنني أعجز عن تنفيذ أي منها. لقد كان رجل ((السهل الممتنع من السهل مثلاً أن تقول لنفسك: لتكون مديراً ناجحاً يجب أن تُحسن استخدام طاقات من يحوط بك، بغض النظر عن تطلعاتهم وعن حقائقهم، ولكنك عندما تنكب على التنفيذ، سترى كم هو صعب ذلك!
ومن السهل مثلاً أن تقول لنفسك: تعامل مع الناس، كما هم عليه هؤلاء الناس، لأن اهدافك أسمى من أن تلتهي عنها، بتأديب هذا وتغيير ذاك، ولكنك عندما تصل الى ((الإمتحان)) ترى نفسك تتصارع مع التفاصيل!
ومن السهل مثلاً أن تقول إن السياسي المحنك يضع بدائل ليتمكن من الإنتقال من واحدة الى أخرى، كما فعل رفيق الحريري عندما خلق للإستقلال مسارين، أولهما الإستقلال بإنجاح المشروع الإقتصادي وثانيهما الإستقلال بالشعار السياسي، بحيث كان كلما ضغطوا عليه في الإقتصاد يرفع من شأن الشعار السياسي، لينتقل الى المسار الإقتصادي كلما ضغطوا عليه في الشعار السياسي.
من السهل ان تقول ذلك، ولكن عندما تأتي الى التنفيذ تجد نفسك أسير ((نصف مسار)) و((ربع خطة)).
ولهذا السبب، سأتوقف عن سرد الذكريات، لأتمكن يوماً من وضعها في سياق متكامل، لعلّ يأتي من يملك قدرة تنفيذية ويستفيد مما أستطيع التوصل الى خلاصات نظرية له!
# الرئيس الحريري كان حاضناً للمقاومة هل شعرت يوماً من الايام انه كان يتوجس من تلك المقاومة او على العكس كان على ثقة تامة بأن هذه المقاومة لا يمكن ان تطعنه؟
- في الحقيقة، موضوع علاقة الرئيس رفيق الحريري مع ((حزب الله)) يتجاوزني كثيراً، فهذا الموضوع لم يكن يوماً محور نقاش بيني وبين الرئيس الحريري، أو بينه وبين اي كان في حضوري.
إلا أن ما استطيع أن أقوله، إن الرئيس رفيق الحريري الذي فهم لبنان دائماً على قاعدة أنه بلد التوازنات الطائفية، كان يبحث عن حليف سياسي شيعي.
ومنذ خروجه من السلطة في العام 2004، إتخذ الرئيس الحريري قراراً بقطع كل صلة تحالفية مع الرئيس نبيه بري، وسبق لي وذكرتُ في مقابلة قبل سنوات مع ((الشراع)) أن الر