الملفات الأمنية الصعبة التي تفتح على الساحة اللبنانية خطفت الأضواء من كل حديث عن الحوار والحل الذي كان سائداً خلال الفترة الماضية، ولم يشفع وجود الأمين العام للجامعة العربية في العاصمة اللبنانية في إيجاد أي نافذة أمل في تحقيق أي تقدم سياسي على أي مستوى خلال ما هو قادم من أيام.
وعلى رأس الملفات الأمنية التي استأثرت بالاهتمام خلال الساعات الماضية ملف المراقبة على مدرج المطار الذي تحدث عنه رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط والذي اتهم حزب الله بالتحضير لعمليات أمنية كبرى، في حين جاء رد حزب الله على هذه الاتهامات قاسياً ومباشراً.
ـ صحيفة البلد
علي الأمين:
يبدو ان الاستعداد للاسوأ مستمر ميدانيا، فحزب الله لن يربكه ما يقوله وليد جنبلاط او سواه عن الاستعدادات الامنية والعسكرية التي يعمل عليها في الليل والنهار وتحت الارض وفوقها، ورغم ما قاله حزب الله عن كوابيس جنبلاط الليلية امس، فان الاستعدادات في الجهة المقابلة، مهما بلغت، تبقى مقتصرة على التجييش المذهبي في بعض المواقع، وهي تحت انظار ورقابة حزب الله. ما يجري هو مواجهات تكتيكية بين المعارضة والموالاة، ولا يبدو ان الاطراف الاساسية تريد المغامرة في الوضع القائم اليوم عبرالانحدار به نحو المواجهات المذهبية المسلحة، والامر ينطبق على حزب الله وتيار المستقبل. ولكن يبقى القول ان الانزلاق نحو المحظور قد لا يتطلب قرارا بل قد يدفع به التحلل السياسي والمؤسساتي الذي نعيشه اليوم. من الصعب مطالبة حزب الله بالانضواﺀ ضمن اطار السلطة القائمة في ظل الازمة الحالية، لذلك قد يكون الوضع المعيوش اليوم مثاليا لجهة قيامه بكل ما يراه مبررا لتأمين الحماية الامنية والعسكرية، حيال ما يعتقده من مخاطر محدقة به وبالبلاد، لذا هو ليس في وضع يجعله مستعجلا نحو اي حل اذا لم ينسجم مع الشراكة التي ترفعها المعارضة كمطلب لا تنازل عنه، كما اوضح النائب محمد رعد في موقفه الاخير. فحزب الله بحسب ما يتداوله المحيطون بمسؤوليه لم يعد في وارد القبول باستمرار الصيغة الدستورية التي تتيح بنظره استئثار رئيس الحكومة بالصلاحيات التنفيذية، ويعتقد هؤلاﺀ ان اي تسوية لبنانية جديدة لا يمكن ان تقوم في معزل عن اجراﺀ تعديلات دستورية تعيد توزيع بعض صلاحيات رئيس الحكومة على المؤسسات الدستورية الموازية سواﺀ في رئاسة مجلس النواب او رئاسة الجمهورية.
ـ صحيفة الأخبار
جان عزيز:
تؤكد أوساط موثوق بها أن فريق الموالاة لن يتخلى عن العماد ميشال سليمان، بعد ترك الأخير منصبه في قيادة الجيش، وخصوصاً بعد الإحراق المدروس والمتعمّد لكامل حظوظه الرئاسية. وتشرح الأوساط نفسها أن الحلقة الضيقة صاحبة القرار في فريق قريطم، لم تقتنع لحظة بترشيح العماد سليمان إلى رئاسة الجمهورية، وأن هذه الحلقة هي من أوعز قبل نحو ثمانية أشهر إلى بعض وسائل إعلامها، لشنّ حملة عنيفة على قائد الجيش واتهامه علناً وصراحة بأنه مرشح سوريا لرئاسة الجمهورية والعودة إلى حكم النظام السوري للبنان.غير أن هذه الحلقة لم تلبث أن اقتنعت بخطة مفصّلة ومكتوبة رفعتها إليها حلقة موازية من السياسيين والاستشاريين. وهذه الخطة عنوانها الأول تبنّي ترشيح العماد سليمان إلى رئاسة الجمهورية، واعتباره من جانب فريق قريطم مرشحاً توافقياً لهذا المنصب.
ـ صحيفة الأخبار
بسّام الطيارة:
(...) ورأى مصدر أوروبي رفض ذكر هويته أن التحامل يأتي &laqascii117o;بشكل غير منطقي من الجهة الإسرائيلية وبخلاف مصالحها"، لافتاً إلى أن الإسرائيليين يسهمون عبر هذه الهجمات الإعلامية المتكررة على اليونيفيل بدفع &laqascii117o;الأوروبيين للدفاع عن مهمة القوات الدولية" بعكس واشنطن، التي لا &laqascii117o;يريد المصدر أن يتصور أو يشك في عدم دعمها لمهمة القوات الدولية"، موضحاً أنها لا تصدر بيانات دعم لمهمة الأمم المتحدة لسببين: أولاً لأنه لا قوات مشاركة لها فيها، وثانياً، لأن هذا التحامل يصب في صلب سياستها &laqascii117o;الرامية إلى محاصرة حزب الله عبر استعمال انتقائي للقرارات الدولية".ورأى المصدر أن على &laqascii117o;حزب الله تجنّب الوقوع في فخ من يتربّص بالقوات الدولية". كما يذهب مصدر آخر في الاتجاه نفسه ويقول &laqascii117o;إن التعاون الأمني بين القوات الدولية وحزب الله مرضٍ بشكل وافٍ إذا أردنا أن نكون واقعيين" قبل أن يستطرد &laqascii117o;شرط عدم الوقوع في فخ البلبلة وسوء التفاهم".ويتفق معظم المراقبين في الدول التي أسهمت في القوات الدولية على كون الخطر الأكبر الذي يتربص بالقوات الدولية يأتي من &laqascii117o;اندفاع الجماعات السلفية باتجاه الجنوب" الذي يمثّل &laqascii117o;حافزاً طبيعياً لدعوة الجهاد"، وأن لـ&laqascii117o;حزب الله دوراً في درء الأخطار عن الجنوب"، والذين يحاولون تحميل قوات اليونيفيل فوق طاقتها إما لأسباب سياسية داخلية أو لأهداف إقليمية &laqascii117o;يلعبون بالنار"، لأن إضعاف اليونيفيل هو أول خطوة نحو &laqascii117o;عرقنة جنوب لبنان"، وبالتالي جعل الجميع خاسرين كما هي الحال في العراق
ـ صحيفة الأخبار
فداء عيتاني:
تتحدث قوى في المعارضة عن تأهب حزب الله وقوى المعارضة للاحتمال الأسوأ، وخاصة مع تلمّسها لازدياد العمل على الحساسية السنية ـ الشيعية مجدداً، وفتح ملفات تصب كلّها في اتجاه تأزيم هذه العلاقات. مشيرة إلى أن من سيحاول بعد اليوم التلويح بقطع شريان المقاومة عبر الطريق الساحلية سيجري التعامل معه بأسلوب مختلف، وإن &laqascii117o;قطع شريان المقاومة سيرتدّ قطع أعناق سياسياً". (...) وتؤكد مصادر المعارضة أن اقتراح النائب السابق سليمان فرنجية جاء منفرداً، ودون تنسيق، وانتظرت المعارضة موافقة الموالاة على التنازل الجديد، رغم عدم اتفاقها على هذا التنازل، إلا أن الأكثرية تعاملت باستخفاف مع اقتراح فرنجية.ومن يعش في دائرة القرار ومتابعته يؤكد أن لا تحالف رباعياً جديداً، بغض النظر عن الظروف العامة والخاصة، والتحولات الممكنة، ويجيب بعد الإصرار على السؤال: &laqascii117o;وهل نحن أغبياء أو حمقى؟"، مضيفاً أن الأزمة الكبرى تنتظر قوى الأكثرية من اليوم ولاحقاً، فالتحالف القائم على أسس سياسية لقوى 14 آذار لن يتمكن من تقديم إجابات على المستوى الانتخابي لمكوناته، وعلى كل نائب أو طامح أن يستنبط وحده أجوبة حول مصيره.
ـ صحيفة الأخبار:
الحيّ الذي تحدّث عنه النائب وليد جنبلاط يقع في منطقة الأوزاعي التي يطلّ عدد كبير من أبنيتها على عدد من مدارج المطار. ومن المعروف أن أكثر سكان المنطقة يؤيّدون حزب الله، كما أن عدداً كبيراً من مسؤولي الحزب وأفراده يقطنون في هذه المنطقة. إضافة إلى ذلك، توجد في المنطقة الممتدة من تلة الكوكودي إلى الشويفات مئات الأبنية المطلّة على مدارج المطار، والتي يقطن في عدد كبير منها أشخاص منتسبون إلى حزب الله ومؤيدون له.
من ناحية أخرى، طرحت مرجعيات قضائية وأمنية تساؤلات عن كيفية وصول تقارير يفترض أن تكون سرية، وتتعلّق، بحسب توقعات النائب جنبلاط، بالتحضير لعمل أمني خطير، إلى أيدي جهات سياسية تقوم باستغلالها إعلامياً، بدل التدقيق بالقضية عبر تحقيق سري يشرف عليه القضاء. ورأت جهات قضائية أنه &laqascii117o;حتى لو كانت المعلومات التي أثارها النائب حنبلاط دقيقة، فإن الإفصاح عنها في الإعلام يضعف التحقيق وهو مخالف للأسلوب المهني في التعاطي مع التحقيقات القضائية. فكان يمكن للوزير جنبلاط، وهو نائب في البرلمان اللبناني ومرتبط بمؤسسات الدولة، أن يرسل هذا التقرير إلى المدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا ليُصار إلى التحقيق فيه ضمن إطار قضائي، وعدم توظيفه في الاستعراضات الإعلامية التي تزيد من الشكوك والتوترات في البلد".
يُشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي يتهجّم فيها النائب وليد جنبلاط، بشكل مباشر أو غير مباشر، على قائد جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير. ورغم كون الأخير ضابطاً في الجيش اللبناني ويتبع لإمرة وزير الداخلية والبلديات، فإن أياً من قيادة الجيش أو الوزير لم يردّا على ما يقوله جنبلاط. كما أن اتهامات جنبلاط السابقة لشقير، والمتعلقة باغتيال النائب جبران التويني، لم تؤدِّ لأن يفتح القضاء تحقيقات تحسم الأمور وتثبت، إما صحة الاتهامات ومحاسبة الضابط المذكور، وإما عدم صحتها لترتفع الشبهة عن الضابط الذي يشغل أحد أكثر المراكز الأمنية حساسية في لبنان، والذي لم يشهد خلال السنوات الثلاثة الماضية أي خرق أمني يُذكر.
ـ صحيفة المستقبل
نصير الأسعد:
لا يخلو يومٌ من معلومة أو أكثر عن الاستعدادات العسكرية لدى 'حزب الله'، وهي بالمناسبة معلومات من شهود عيان في معظمها. بحسب هذه المعلومات، فإن 'حزب الله' الذي لا يتوقّف عن تدريب أعضائه ومناصريه، إستكمل ربط مناطق وجوده وانتشاره بشبكات اتصال، وأعاد نشر قوّاته بما في ذلك جنوبي الليطاني، كما أعاد نشر سلاحه، وأرسى بُنية تنظيمية ملائمة. وتقول بعض المعلومات أن الحزب قام بمناورات في الآونة الأخيرة سقط خلالها عدد من الضحايا.هذه الاستعدادات العسكرية المكتملة أو قيد الاكتمال تفسّر من وجهة نظر العديدين حال الاستنفار و'التوتّر' الأمني في صفوف 'حزب الله' وفي 'مناطقه'.فخلال أيام قليلة، حصلت حادثتان أمنيّتان تؤشّران الى 'التوتّر' والاستنفار. لأولى تمثّلت في خطف القيادي في الحزب الاشتراكي الفرنسي على طريق المطار السبت الماضي.. قبل إطلاقه بعد خمس ساعات من الاحتجاز والتحقيق. والثانية كشف عنها رئيس 'اللقاء الديموقراطي' وليد جنبلاط أول من أمس وتتعلّق بكاميرات مراقبة للمدرج رقم 17 في المطار وضعها الحزب داخل مستوعبات في مكان غير بعيد.ما الصلة بين الاستعدادات العسكرية ـ القتالية من جهة والاستنفار الأمني كما تعكسه الحادثتان الآنفتان من جهة ثانية؟ وما العلاقة بين استعدادات تؤشّر الى حرب مع إسرائيل واستنفار أمني في الداخل بل نحو الداخل؟
ـ صحيفة المستقبل
أسعد حيدر:
السؤال الطبيعي والواجب. هل 'حزب الله' يقبل أو هو قادر على التضحية بنفسه من أجل مصلحة سورية بحتة؟ وماذا عن ايران هل تقبل بهذه النتيجة التي تعني المزيد من حصارها في لحظة الخطر؟.(...) المأزق الحقيقي لهذا 'السيناريو المتدحرج' انه اذا تم الاتفاق فعلاً بين دمشق وتل أبيب، يمكن كما يشاع حالياً: * افتعال 'حرب تحريكية' اسرائيلية ـ سورية، تكون نتيجتها محاصرة 'حزب الله' بين 'فكي الكماشة' مما يسهل عودة الجيش السوري الى لبنان تحت غطاء وطني وقومي، ورفع 'الخط الأخضر'، حيث تعمل قوات 'الفيتول' حالياً بعيداً باتجاه اقليم التفاح. * افتعال 'حرب أمنية أو فكرية' داخل الحزب أو حتى دفعه رغم رفضه للانخراط في أي حرب أهلية، الى أتون هذه الحرب التي يمكن استخدامها ستار دخان للمناورة خلفه تمهيداً لاستكمال مشروع التسوية. بديل 'حزب الله'، عن 'الحرب التحريكية' هي 'الحرب الوقائية'. وجرّ دمشق الى هذه المواجهة عسكرياً واذا لم يتم ذلك 'تعريتها' سياسياً. مما يعني 'قلب الطاولة' الذي لا يعود أي شيء بعدها ممنوعاً. وبإمكان 'حركة حماس' ان تلعب دوراً أساسياً في هذا السيناريو خصوصاً وأن الهدف الاسرائيلي المهم، هو محاصرة المسار الفلسطيني كله وعزل القضية الفلسطينية نهائياً بين 'النهر والبحر'. لدى 'حزب الله' سلاحاً دفاعياً وفعالاً في اسقاط هجوم التسوية ضده. وهو القيام بعملية التفاف واسعة تنتج 'لبننته'، فيقدم على تسوية مشرفة له ومنقذة للبنان من عودة دمشق اليه والامساك بالقرار السياسي والأمني والاقتصادي كلياً وذلك بالاتفاق مع القوى اللبنانية التي ما زال 'نبضها'يجري على وقع المصلحة الوطنية اللبنانية.