شبكة اتصالات وكاميرات مراقبة وحادثة السعديات، مفردات باتت الساحة المحلية تتعامل معها بجدية، لتتوارى مفردات الحوار وموعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية واللقاءات الثنائية والموسعة، مع ما يعنيه ذلك من غلبة للملف الأمني على كل الملفات السياسية، ولا سيما في ظل الحديث عن جلسة مهمة جداً يعقدها مجلس الوزراء اليوم، ويمكن أن تصدر عنها قرارات متعلقة بشبكة الاتصالات التابعة لحزب الله، وموقع جهاز أمن المطار.
ـ صحيفة السفير:
فجأة ومن دون سابق إنذار أسقط الملف الأمني في أتون &laqascii117o;الاشتباك السياسي". حتى النائب وليد جنبلاط نفسه، الذي كان من أكثر المنادين بتحييد الأمن وعدم اللعب به، فجأة قرر الدخول الى المربع الذي يمكن أن يرتد اللعب فيه ليس عليه ولا على فريق الموالاة او المعارضة، بل على مجمل الوضع الأمني في البلاد. لماذا قرر جنبلاط أن يضع يده في مكان غير مقنع بالمعنى الأمني وأن يستدرج ما استدرج من مواقف وتوترات سياسية، وهو المدرك أكثر من غيره بحكم &laqascii117o;جيرته" لـ&laqascii117o;حزب الله" ولمطار رفيق الحريري الدولي، أن الحزب لديه رصيده من الحضور السياسي والشعبي وحتى الأمني حول المطار، بما لا يجعله أسير &laqascii117o;كاميرا" مخبأة في &laqascii117o;كونتينر" في أرض تمتلك كل المواصفات القانونية ملكية ومؤسسة ومراقبة أمنية الخ... لماذا قرر وليد جنبلاط، أن يأخذ البلد الى &laqascii117o;معركة هامشية"، لكنها يمكن أن تتحول الى قنبلة موقوتة، في مواجهة حسابات لا يستطيع أحد أن يدركها، حتى أن من يزعمون أنهم يقرأون وليد جنبلاط جيدا، أدركوا أنهم أصبحوا مضللين عندما اطمئنوا الى حرير قراءتهم لمواقفه الأخيرة التي حاول كثيرون أن يبنوا عليها جبالا عالية وعالية من الأوهام السياسية؟
لماذا قرر وليد جنبلاط أن يفتح &laqascii117o;معركة المطار" وهو الذي يدرك مسبقا أنها معركة خاسرة، خاصة أن أي انجرار محتمل سواء للحكومة والقضاء والجيش الى المكان الذي أريد لهم أن يستدرجوا إليه، يمكن أن يرتد على الأجهزة الأمنية، حيث يملك خصوم السلطة السياسية من الملفات والوقائع سواء أكانت حقيقية أم مفبركة ما يجعلهم يهزّون مصداقية ما تبقى من المؤسسات الأمنية في البلاد، فأين تكمن مصلحة لبنان واللبنانيين في ما يحصل؟ لماذا قرر وليد جنبلاط، ولم يكن قد مضى على ما أسمي &laqascii117o;إشاراته الإيجابية" أكثر من أيام قليلة، أن يقوم باستدارة كاملة، تزامنت مع بعض التصريحات الإقليمية حول التدويل وغير التدويل، ولماذا قرر فريق الموالاة أن &laqascii117o;يركز" نيران تصريحاته على إيران على وجه التحديد، وهل طلبت بعض الجهات الإقليمية من الإيرانيين أمرا محددا ولم يأت الجواب على ما كانوا يشتهونه، فكان جوابها على اللاجواب، حملة وصلت بالنائب جنبلاط الى حد المطالبة بقطع العلاقات مع إيران وطرد سفيرها من لبنان؟
ماذا لو قرر فريق في المعارضة، وتحديدا &laqascii117o;حزب الله"، وأكثر تحديدا، زعيمه السيد حسن نصر الله، أن يدلي بمواقف تجاه المملكة العربية السعودية وقيادتها، شبيهة بتلك التي يدلي بها النائب سعد الحريري ووليد جنبلاط وفريق 14 آذار تجاه إيران وقيادتها، ألم تكن لتقوم قيامة المملكة وبالتالي يعاد إشهار &laqascii117o;البعبع المذهبي" بوجه المعارضة وتحديدا &laqascii117o;حزب الله"؟ لمصلحة من ما جرى في اليومين الماضيين في لبنان؟ لمصلحة من تسريب وثائق يفترض أنها سرية وعبارة عن مراسلات داخلية بين وزارة الدفاع ومديرية المخابرات في الجيش اللبناني، ومن يستطيع أن يحاسب الوزير المسؤول عن هذه &laqascii117o;التسريبة" ولماذا إقحام مديرية المخابرات، بعد أن تم تحييد قائد الجيش العماد ميشال سليمان، وهل يحق لوزير الدفاع مخاطبة مديرية المخابرات مباشرة من دون المرور عبر قيادة الجيش، وإذا تمت المخاطبة عبر الأصول أو من دونها، هل يحق لجهة رسمية أن تسرب وثيقة سرية رسمية وتنشرها في وسائل الإعلام قبل إطلاع الجهات المعنية عليها سواء العسكرية أو القضائية؟
وإذا كان وليد جنبلاط ينصب كمينا سياسيا في مكان ما لـ&laqascii117o;حزب الله"، هل يدرك الآخرون لعبة الاستدراج التي يؤخذون إليها، وماذا سيكون موقف السلطة السياسية (الحكومة) التي ستجتمع اليوم، وهل ستعتبر ما قاله جنبلاط حكما مبرما غير قابل للنقض، وهل يمكن أن تبني عليه سياسا وأمنيا وإذا حصل ذلك هل يمكن لأحد أن يفترض مسبقا ردة فعل المعارضة وخاصة الرئيس نبيه بري الذي يملك حساسية خاصة تجاه من يقتربون من موضوع التوازنات في إدارات الدولة ولا سيما الأمنية منها؟ وإذا كان التسريب سياسيا بامتياز ولأسباب وحسابات سياسية، فهل سيسلك القضاء مسالكه القانونية التي تجعله منزّها عن التجاذبات السياسية ولا تجعله يسقط في فخ التسييس أم أنه سيقدم مادة إضافية للمعارضة حتى تطلق النار سياسيا عليه، كما يحصل في موضوع الضباط الأربعة؟ وعلى سبيل المثال لا الحصر، ماذا إذا بادر أحد نواب المعارضة الى اعتبار شريط الفيديو لأحداث دوحة عرمون بكل ما تضمنه من وقائع &laqascii117o;إخبارا قضائيا" يجب أن يتحرك القضاء على أساسه، تماما كما يحاول البعض تكبير حادثة السعديات؟
وإذا كان النائب جنبلاط، ومعه بعض فريق الأكثرية، يريد أن يحشر قائد الجيش العماد ميشال سليمان في عقر داره، عبر الاستهداف غير المباشر لمديرية المخابرات، هل هناك قابلية للانزلاق لدى قيادة الجيش أم أنها ستكون بمستوى الحكمة التي تحلت بها في محطات عدة؟ السؤال نفسه، ينطبق على وزير الداخلية حسن السبع، الذي استطاع خلال فترة عمله في وزارة الداخلية أن يقدم نموذجا مختلفا عن &laqascii117o;الوزير الوكيل"، وظلّ حريصا على تحييد الأمن ومؤسسات الوزارة عن التجاذبات السياسية ولقي منطقه تجاوبا من قبل المعارضة، في الأمور الصغيرة منها أو الكبيرة، فهل يراد له أن يسقط في الكمين الافتراضي الذي سينصب له اليوم في مجلس الأمن المركزي أم أنه سيتصرف على أساس المسؤولية التي طالما تحلى بها وماذا سيكون موقفه من الملف الأمني في جلسة مجلس الوزراء؟ وهل سيغطي الضابط المستهدف مباشرة (وفيق شقير) أم يغطي عملية إهدار دمه من قبل النائب جنبلاط؟
أما موضوع شبكة الاتصالات، فإنه موضوع سياسي وأمني بامتياز. أن تكون هناك شبكة هاتفية مستقلة لأي حزب لبناني، فهذا أمر ينافي القانون، ولكن... يعرف القاصي والداني أن أحد عناوين صمود وانتصار المقاومة اللبنانية في &laqascii117o;حرب تموز" هو عدم قدرة العدو الإسرائيلي على خرق شبكة اتصالاتها، ولو أمكن للإسرائيلي على مدى ثلاثة وثلاثين يوما أن ينال من هذه الشبكة، فإنه كان ليتحكم بالكثير من مسارات الحرب، وهو أمر تحدثت عنه بشكل واضح &laqascii117o;لجنة فينوغراد"، فلماذا هذا الإصرار على استهداف شبكة اتصالات، لم تجتز بعض أجزاء الشطر الغربي من العاصمة، ولماذا محاولة إثارة الوضع المسيحي بوجه ميشال عون تحت عنوان بلوغ الشبكة مناطق جبيل وكسروان وربما يقال غدا أنها وصلت الى مراكز &laqascii117o;التيار الحر" في معراب وبشري؟ لماذا هذا الإصرار على كشف موضوع أمني بامتياز، صارت الدولة كلها تملك تفاصيله المحددة، جغرافيا وتقنيا، الى حد أنها أقنعت قبل فترة وزير الدفاع الياس المر، الذي قال في أحد الاجتماعات اذا كان الهدف حماية المقاومة فأنا اسحب ملاحظاتي وسرعان ما لحق به &laqascii117o;من يرفع سلّم هذا الملف بالطول والعرض"، حتى وصل الأمر بأحد المراجع الكبيرة في الدولة الى طرح المعادلة الآتية على &laqascii117o;حزب الله": &laqascii117o;يا أخي والله قصة الشبكة منطنش عليها، ولكن لماذا لا تعطوننا الاعتصام في وسط العاصمة (رفعه) مقابلها؟". في كل الأحوال، سيكون اليوم، الاثنين، يوما طويلا وحساسا بالمعنى السياسي والأمني، خاصة أن بعض الدلائل لا تطمئن ومنها مبادرة القضاء الى استدعاء بعض الضباط، علما أنه كان بمقدور الأجهزة المعنية أن تترك الأمر يسلك مسارات يرسمها لها القانون بدقة متناهية من دون الاضطرار الى الرضوخ للتسييس المعلن أو التسريب الذي يحاكم عليه القانون، وعند ذلك توضع الأمور على السكة الصحيحة. ولعل ما يجعل الأمور أكثر مدعاة للقلق هو النجاح المنقطع النظير للنائب جنبلاط في استدراج العاصمة مجددا الى مناخ الفتنة المتنقلة التي شهدنا ليل أمس بعض فصولها في منطقتي الجناح (بئر حسن) حيث وقع إشكال بين عناصر من المعارضة والموالاة بلغ حد إحراق بعض المنازل... وكذلك في كورنيش المزرعة حيث تجددت اشتباكات الحجارة والهتافات بين مناصرين من المعارضة والموالاة، وسقط عدد من الجرحى، بينما كان الجيش اللبناني يعمل جاهدا طيلة الليل على تطويق هذا الإشكال وذاك بالإضافة إلى إشكالات أخرى لم يعلن عنها، وتعطيل ما يمكن أن يكون أدهى وأخطر بكثير؟
من جهة ثانية، ينتظر أن تقر الحكومة تصحيح الأجور في الجلسة التي تعقدها عصر اليوم، في موازاة التحضير العمالي لتنفيذ الإضراب الذي دعت إليه قيادة الاتحاد العمالي العام. ويعقد المجلس التنفيذي للاتحاد جلسة قبل ظهر اليوم، لتقييم التحضيرات المناطقية للإضراب المقرر تنفيذه بعد غد الأربعاء، ووضع الخطوات التنفيذية، كون المجلس مفوضا بذلك من قبل المؤتمر النقابي، على أن يليه مؤتمر صحافي لرئيس الاتحاد غسان غصن، يعلن فيه الخطوات التي يتم الاتفاق عليها. وأكد غصن لـ&laqascii117o;السفير" أن الاتحاد العمالي ماض في الإضراب، لأنه لا يريد أن يعطى العامل &laqascii117o;شوفة خاطر"، اما اذا حصل تصحيح فعلي للأجور وفق ما يطالب به الاتحاد، أي رفع الحد الأدنى إلى 960 ألف ليرة، عندها يكون إعلان الإضراب قد حقق أهدافه من دون التنفيذ.
وقالت مصادر المشاركين في الاجتماع الذي عقد أمس الأول في السرايا الحكومية برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة لـ&laqascii117o;السفير" إن مختلف الهيئات الاقتصادية أبدت آراءها في ما خص تصحيح الأجور المتعلق بالحد الأدنى فقط ورفضت تدخل الحكومة في الزيادة على الشطور، فيما لفت احد الحاضرين انتباه الرئيس السنيورة الى أن الحكومة كانت تتدخل سابقا في كل الشطور، وطلبت العودة الى المراسيم السابقة. وفيما غاب عن الاجتماع المذكور رئيس الاتحاد العمالي غسان غصن الذي أكد مكتب رئيس الحكومة دعوته الى الاجتماع كما أكدها بعض رؤساء الهيئات الاقتصادية، نفى غصن أن تكون وجهت إليه دعوة للحضور. وذكرت هذه المصادر انه جرى خلال الاجتماع التداول بأرقام تراوحت بين زيادة الحد الأدنى 150 ألف ليرة، تتبعها 50 ألف ليرة زيادة على بدل النقل، على أن تكون الزيادة للشطور بين 200 ألف ليرة و250 ألفاً. إلا أن الاجتماع لم يحسم الأرقام على الرغم من إصرار النقابيين الحاضرين على زيادة 200 ألف ليرة للحد الأدنى و250 ألف ليرة للشطور. وعلم ان المجتمعين لمسوا الرغبة لدى الحكومة في تعزيز التقديمات الاجتماعية، وفي مقدمتها رفع تقديمات التعويضات العائلية من أجل تحرير الأجر من بعض الأعباء.
ـ صحيفة النهار:
في حين اعتبر 'حزب الله' بوضوح مساء امس ان شبكة الاتصالات الخاصة به هي جزء من سلاحه وحمايته محذراً الحكومة و'فريق السلطة' من اي محاولة للمس بها، اكدت اوساط وزارية بارزة لـ'النهار' ان جلسة مجلس الوزراء اليوم تتسم بأهمية بالغة، ذلك انها ستناقش قضايا امنية ومعيشية وادارية بارزة. واوضحت ان المجلس سيبحث في المعلومات التي جمعتها الجهات المختصة عن مراقبة المطار وشبكة الاتصالات الخاصة بـ'حزب الله' من منطلق 'خطورة تمدد 'حزب الله' وأبعاد قضمه اجهزة الدولة وسلطتها تحت عنوان حماية المقاومة وامنها'. ولفتت في هذا السياق الى ان رد 'حزب الله' على رئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط السبت 'لم ينف واقعة مراقبة المطار ولا تمدد شبكته بل على العكس هاجم جنبلاط من زاوية اعتباره يخدم مخططاً اميركياً وانتقده لانه يعطي نفسه الحق في تحديد اسلوب المقاومة وعملها وكشف هذا الاسلوب امام اسرائيل، مما يعني ان 'حزب الله لا ينكر ما جرى بل يعتبره امراً مشروعاً لحماية المقاومة'. واضافت ان هذا 'التطور يضع البلاد امام وقائع جديدة تتمثل في تمدد 'حزب الله' وحالته على حساب الدولة واجهزتها وسلطتها وتحت وطأة تخوين من يقف في وجهه ويعارضه وينتقده، وهو امر لم يعد ممكناً تجاهله'.
وعشية هذه الجلسة، أعلن عضو 'كتلة الوفاء للمقاومة' النائب حسن فضل الله ان 'ليس سراً ان لدى المقاومة شبكة اتصالات خاصة منعت العدو الاسرائيلي من اختراقها وكان لها دور كبير في تحقيق النصر خلال الحرب الاخيرة'. وقال ان 'هذه الشبكة المحدودة خلافاً لما يصورونها مثلها مثل سلاح المقاومة وهي جزء من السلاح لا يجوز المس بها'. ووصف إثارة هذه المسألة بانها 'خدمة للعدو الاسرائيلي في شكل او آخر'.وطالب فضل الله القضاء ان يبدأ التحقيق في القضية المثارة حول المطار من موضوع 'تسريب القضية وتسييسها'، مؤكداً انها 'قضية مفبركة واثيرت بطريقة خاطئة لاهداف سياسية'.
ويشار في هذا المجال الى ان القضاء العسكري سيشرع اليوم في التحقيق في قضية مراقبة المطار في ضوء المراسلات التي جرت بين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني الياس المر وقيادة الجيش - مديرية المخابرات وافادات العناصر الامنية التي كشفت على مكان المراقبة.
ووسط هذه الاجواء غادر البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير امس مطار بيروت الى قطر في بداية جولته التي تشمل، الى الدوحة، جنوب افريقيا والولايات المتحدة واسبانيا. وقد غابت للمرة الأولى مراسم الوداع الرسمية له نظراً الى غياب ممثل رئيس الجمهورية. ورافق البطريرك من بكركي مدير المخابرات في الجيش العميد جورج خوري وكان بين مودعيه ايضاً رئيس جهاز امن المطار العميد وفيق شقير. وكرر صفير في المطار معارضته للانتخاب الرئاسي بالنصف زائد واحد، قائلاً انه 'مخالف للدستور' في حال حصوله في الدورة الأولى. وأفاد موفد 'النهار' حبيب شلوق الذي يرافق البطريرك في جولته ان صفير رأس مساء في الدوحة قداساً احتفالياً في كاتدرائية سيدة الوردية التابعة للكنيسة اللاتينية تلبية لدعوة من امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ليكون الكاردينال الشرقي الأول الذي يطأ هذه الكاتدرائية بعد انجاز بنائها ضمن مجمع كنسي ضخم يعكس استعداد قطر لتبني الحوار بين الاديان. وحضر القداس جمع من الشخصيات اللبنانية وبضع مئات من ابناء الجالية اللبنانية في قطر الذين خاطبهم صفير قائلاً: 'ان وجودكم في هذه البقعة من العالم مرحب به على ان تتقيدوا بنظم البلد وقوانينه وان تحسنوا العمل الذي تقومون به'.
ـ صحيفة الأخبار:
يلتئم الفريق الوزاري الخاص بفريق السلطة، اليوم، برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، وعلى جدول أعماله مجموعة ملفات جرى ترتيبها وفق المؤتمر الصحافي الأخير للنائب وليد جنبلاط. وأعرب وزراء من فريق 14 آذار عن اعتقادهم بأنّ النقاش لا بد أن ينتهي اليوم إلى قرارات بشأن ملفّين أساسيّين: الأوّل يتعلق بشبكة الاتصالات الهاتفية الثابتة الخاصّة بالمقاومة، والثاني بالجهاز الأمني الخاص بمطار بيروت الدولي، وسط توقعات متضاربة في شأن ما سوف يُتّخَذ من قرارات ابرزها طلب اقالة قائد جهاز امن المطار الحالي العميد وفيق شقير. بعدما تبلّغ فريق السلطة من الرئيس نبيه بري ومن قيادة حزب اللّه رفضاً باتّاً للبحث بأيّ تشكيلات أمنيّة أو المسّ بمنصب رئيس جهاز أمن المطار من جهة، واعتبار التعرّض لشبكة الاتصالات الخاصة بالحزب بمثابة تعرُّض لسلاح المقاومة. وعلى الرغم من أن جنبلاط كان قد أطلق حملة، تبعه فيها فريق 14 آذار، تضمّنت هجوماً جديداً على حزب الله والمقاومة واتّهام الحزب بالتورّط في الاغتيالات والإعداد لاغتيالات جديدة، فإن الردود عليه ظلت محصورة في إطار &laqascii117o;تذكير" فريق السلطة بأن ما يدعو جنبلاط إلى تحقيقه &laqascii117o;يتطلب تغييراً سياسياً شاملاً، وهو أمر غير مقدور عليه، إلا إذا أراد هذا الفريق جرّ البلاد إلى حرب أهلية وفوضى شاملة"، على حد تعبير مصدر قيادي في المعارضة. وأضاف المصدر: &laqascii117o;قلنا لهم صراحة، وبوسائل مختلفة، إن محاولة فرض وقائع من النوع الذي يدعو إليه جنبلاط لم تعد أمراً متاحاً حتّى للنقاش، وإن المقاومة التي تساهلت كثيراً في مناقشة أمور عديدة، لم تعد تشعر اليوم بأنها ملزمة بالأمر نفسه، وهي سوف تجد نفسها مضطرة لرد فعل قاس جداً إذا غامر فريق السلطة باتخاذ إجراءات من طرف واحد تخص ملفَّي المطار وشبكة الاتصالات".
إلا أن ذلك لم يمنع المتابعين من السؤال عن أبعاد حملة جنبلاط الأخيرة، ليتبيّن لمصادر متابعة أن الأخير قد يكون عاد إلى فكرة &laqascii117o;تدويل الأمن في مطار بيروت ومحيطه"، مع ما يفرض ذلك من إجراءات سبق أن طلبتها إسرائيل والولايات المتحدة غداة توقّف العمليات الحربية في آب 2006، وظلّت المفاوضات بشأنها جارية حتى فك الحصار عن مطار بيروت. ويبدو أن فريق السلطة يريد تحقيق هذه الخطوات، ومنها:
أولاً: تسليم الأمن الرسمي للمطار بمختلف أجهزته إلى الفريق الأمني التابع لفريق السلطة، وأن يصار إلى إبعاد فوري لطاقم من عناصر الأمن الحاليين، ثم &laqascii117o;تطهير المطار" وفق تعبير وكالة الاستخبارات الأميركية من &laqascii117o;كل العسكريين والأمنيين والموظفين المدنيين، بمن فيهم العمال الذين يساعدون في نقل حقائب المسافرين، أو الموظفون العاملون في السوق الحرة والمتاجر الموجودة في المطار، وسائقو سيارات الأجرة"، لأن &laqascii117o;كل هؤلاء يعملون بشكل أو بآخر مع حزب الله أو المخابرات السورية".ثانياً: أن يصار إلى فرض نظام حماية خاص يشمل كل مباني المطار والطرق المؤدية إليه، مع ما يعنيه ذلك من نشر وحدات أمنية وعسكرية ظاهرة أو متخفّية في كل هذه المنطقة لتوفير الأمن الوقائي والأمن المباشر عند انتقال الشخصيات، على أن يجري الأخذ بالمواصفات التي وردت في النصوص غير المكتوبة التي جيء بها إثر صدور القرار 1701، والتي تتضمن تقبّل مساعدات لوجستية وبشرية من أجهزة أمن دولية، الأمر الذي يفرض انتشار مجموعات من الاستخبارات العالمية مع كامل أجهزتها في مبنى المطار ومحيطه، بما يوفّر عناصر الأمان الخاصة بهذه العناصر وبنطاق عملها.
إلا أن الخلفية الفعلية لحملة فريق السلطة المستجدّة على حزب الله والرئيس بري والعماد ميشال عون، تعود بحسب مصادر واسعة الاطلاع إلى &laqascii117o;ردود سلبية صريحة قالها بري، وبعث بها حزب الله إلى أقطاب فريق الأكثرية بما خص إعادة إنتاج تحالفات على طريقة التحالف الرباعي"، إضافة إلى &laqascii117o;لامبالاة سورية برسائل بعث بها جنبلاط، يطلب فيها فتح قنوات للحوار"، علماً بأن وسطاء تحركوا منذ فترة ولم يتوقفوا عن عملهم، أشاروا إلى &laqascii117o;توتر كبير تتسم به حركة فريق السلطة كلما شعر بتلاشي وعود الولايات المتحدة بحصول متغيّرات إقليمية تنعكس تغييراً في الوضع على الأرض في لبنان". كما كشفت المصادر أن فريق السلطة حاول مقايضة حزب الله والرئيس بري بشأن ملفّي المطار وشبكة الاتّصالات من خلال &laqascii117o;طلب مبادرة المعارضة إلى فك الاعتصام أو وقف الحملة المطالبة بإطلاق سراح الضباط الأربعة مقابل التغاضي عن شبكة الاتصالات"، علما أنه وللمرة الأولى يتحدث حزب الله علناً عن وجود هذه الشبكة، ويوضح أنها جزء من عمل المقاومة.
ـ صحيفة المستقبل:
غداة مغادرة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لبنان متشائماً، انتقل البحث في الشأن اللبناني الى الخارج، وهو حضر في المحادثات التي أجراها رئيس 'تيار المستقبل' مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وكبار المسؤولين الكويتيين، كما سيحضر في جولة البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير التي تعتبر الولايات المتحدة الأميركية محطتها السياسية الرئيسية اذ يتوقع أن يستقبل الرئيس الاميركي جورج بوش البطريرك صفير في البيت الأبيض في 22 من الجاري.
واعتبر النائب الحريري في مؤتمر صحافي في ختام زيارة سريعة الى الكويت استمرت يوماً واحداً، ان الوضع في لبنان 'غير طبيعي'، وأمل انتخاب رئيس للجمهورية في موعد 13 أيار الجاري، وقال 'هذا ما سيحصل بإذن الله'، مشدداً على ضرورة نزول كل النواب في هذا التاريخ للمشاركة في عملية الانتخاب، مضيفا 'اننا نسعى لحصول ذلك'. واذ نوّه بالدور الكويتي حيال لبنان والأزمة فيه وبدعم الكويت للمبادرة العربية، اعتبر الحريري أن ما كشف من معطيات حول مراقبة 'حزب الله' لمطار بيروت 'ينال من أمن الدولة، وأمن اللبنانيين وضيوف لبنان'، وشدد على ضرورة أن يأخد القضاء مجراه حتى النهاية في هذا الاطار وعلى ان تتخذ الاجراءات الكفيلة بمنع تكرار ما حصل، منبّها الى أن 'أي تقاعس في متابعة هذا الموضوع، يشكّل مسّاً بأمن لبنان وبسمعته وبأمن اللبنانيين والسياحة، ولا يجوز التساهل حياله'، كاشفاً أن الجامعة العربية على اطلاع على هذا الموضوع عبر الامين العام للجامعة عمرو موسى اثناء وجوده في بيروت.وكان الحريري اختتم لقاءاته في الكويت بمحادثات أجراها مع رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر محمد الاحمد الصباح، تناولت التطورات الراهنة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين. واكد رئيس الوزراء الكويتي 'وقوف الكويت الى جانب لبنان ودعمه ليستعيد استقراره وازدهاره'، وقال مخاطبا الحريري 'ان لبنان في قلب كل كويتي، وسنبذل كل ما في وسعنا من اجل مساعدة هذا البلد الشقيق'.
ونبّهت قوى 14 آذار الى أن 'مشروع 'حزب الله' الهادف الى اقامة دولته، دخل مرحلة حاسمة، فبعد احتلال وسط العاصمة وتعطيل الدورة الاقتصادية وشلّ عمل الحكومة، وبعد العمل على تطهير مناطق نفوذه من أي وجود أمني فعلي للشرعية اللبنانية، انتقل الى مرحلة جديدة بتوجيه ضربة قاسية للدولة من خلال محاولته وضع المطار تحت سيطرته الأمنية المباشرة، بالتزامن مع انشاء شبكة اتصالات خاصة تربط العاصمة بالمناطق وصولا الى سوريا، في وقت يستمر في اعاقة انتخاب رئيس للجمهورية'، ولفتت في بيان اصدرته امانتها العامة امس الى ان 'السفير الايراني أصبح مندوبا ساميا مهمته الاشراف على قيام دولة الحزب'، معتبرة أن هذه التطورات تتطلب خطوات سريعة لانقاذ الدولة، ومنها التمسك باتفاق الطائف ومقررات الحوار والقرارات الدولية، والاسراع في انتخاب رئيس جديد يشرف على رعاية الحوار، ودعوة المجتمع العربي الى مساندة لبنان في وجه المد الايراني ودعوة المجتمع الدولي الى حماية لبنان عبر تطبيق القرارات الدولية كافة (..)'. وفي السياق نفسه، سأل اجتماع مشترك لقوى 14 آذار و'الجماعة الاسلامية' في اقليم الخروب، عن 'الهدف الحقيقي وراء مدّ مربعات الحزب الامنية من الضاحية باتجاه ساحل ومداخل الاقليم'، وأكد 'ضرورة ان يقوم الجيش والقوى الامنية بواجبهم عبر مداهمة هذه الثكنات ومصادرة السلاح المكدس فيها والذي يحمل زورا شعار مقاومة العدو الصهيوني (..)'.
ـ صحيفة اللواء:
تتخذ قضية كاميرات المراقبة اللاسلكية في محيط مطار بيروت الدولي وشبكة الاتصالات الهاتفية على امتداد جغرافية تواجد 'حزب الله' وخارجها، شكل الأزمة اليوم، في ضوء إدراجها على طاولة مجلس الوزراء الحافل بـ241 بنداً، وتزويد الجامعة العربية والأمم المتحدة بوثائق عنها، ووضع القضاء اللبناني يده على الملف، بدءاً من استدعاد العناصر الأمنية المعنية بصفة شهود، واحتمال توسّع التحقيق باتجاه استدعاء المسؤولين المعنيين من الحزب للمثول امامه بنفس الصفة، ليجد 'حزب الله' نفسه وجهاً لوجه امام القضاء في سابقة ستكون هي الأولى من نوعها منذ ان بدأت المقاومة عملها في العام 1982&bascii117ll;
وقال النائب حسن فضل الله في مداخلة خلال برنامج 'الاسبوع في ساعة'، من قناة 'الجديد'، أنه حينما يأخذ القضاء هذه القضية على أساس التسريب، فنحن سنتعاطى مع هذا التحقيق بكل جدية واحترام ومستعدون ان نذهب معه الى النهاية'&bascii117ll; ولاحظ، أن الفريق الموجود في السلطة، عندما اكتشف أنه ليس هناك متغيرات خارجية يمكن أن تقلب موازين الداخل اللبناني، حيث لا حرب أميركية على إيران ولا حرب اسرائيلية ضد لبنان، وعندما اكتشف ان الدعوة للحوار التي أطلقها الرئيس نبيه بري وضعته أمام استحقاق الرأي العام، وعلى أنه يعطل التسوية، وعندما رأي أن ليس هناك من إمكانية لخرق صفوف المعارضة لجأ الى مثل هذه الإثارات'&bascii117ll; وسبق ذلك رد صدرعن مصدر مسؤول في 'حزب الله' على اتهامات جنبلاط، فأشار الى أن مطار بيروت كان ولا يزال يشكل عقدة تاريخية للإدارة الأميركية ومعهااليوم أمثال جنبلاط، وهو المطار الذي صبّت اسرائيل جام حقدها عليه في تموز، كل ذلك لوجود المطار مع الطريق المؤدي إليه قريباَ من منطقة تحتضن المقاومة&bascii117ll; وتساءل: من نصّب وليد جنبلاط وصياً على أمن الدولة والمواطنين والسفراء والمطار والجنوبيين؟ متهماً إياه بالتراجع والعودة الى التوتير وقطع فرص الحوار&bascii117ll;&bascii117ll; ترجمة أمنية لوعد راعيه ديفيد ولش بصيف لبناني ساخن&bascii117ll; وأشار الى أن التقرير الاسرائيلي حول تعاون بعض الجهات اللبنانية في قضية اغتيال عماد مغنية مع أجهزة 'الموساد' الاسرائيلي هو محل دراسة جدية من 'حزب الله'، موضحاً أن شبكة الاتصالات المرتبطة بعمل المقاومة هي برسم القضاء اللبناني، مطالباً بإبعاد الجيش والقوى الأمنية وتشكيلاتها عن التجاذبات السياسية&bascii117ll;ومن المقرر أن يستدعي مفوّض الحكومة المعاون لدى المحكمة العسكرية القاضي سامي صادر اليوم الأمنيين المولجين بحماية مطار رفيق الحريري الدولي للتحقيق معهم واستنطاقهم في ما يخص موضوع كاميرات المراقبة اللاسلكية المثبّتة في محيط المطار، في ضوء الكتاب الذي أحاله وزير الداخلية والبلديات للنيابة العامة التمييزية. (...) واوضح البطريرك صفير 'ان اللبنانيين اذا عجزوا ن بسط السيادة على البلد والامان فيه هناك الامم المتحدة باستطاعتها ان تأخذ التدابير اللازمة لذلك، لكنه استدرك بأن هذا القول لن يرضي جميع اللبنانيين، ونحن نتمنى ان يتدبر اللبنانيون بذاتهم وليسوا عاجزين عن ذلك'&bascii117ll;
ـ صحيفة صدى البلد:
لم يتجاوب رئيس مجلس النواب نبيه بري مع طلب النائب سعد الحريري في تحديد موعد للقائه وعدم التجاوب سيجعل مــن الــواضــح ان الثنائية الشيعية حزب الله (الذي رفض امينه الــعــام اعــطــاﺀ مــوعــد للحريري) وامــل قد اتخذا قــرارا غير معلن بعدم لقاﺀ الحريري وهو ما يعبر عن حجم الخلاف الذي فاقمه رفض القيادة السعودية الضمني استقبال الرئيس نبيه بري. (...) بعد التقرير الــذي نشرته 'صدى البلد' امس عن ازمة كهرباﺀ متفاقمة بدأت، يجتمع مجلس ادارة كهرباﺀ لبنان اليوم ليبحث موضوعين اساسيين: : اولا عدم تجاوب وزارة المال فتح الاعتمادات. ثانيا: اخذ قرار بتوقيف اربعة معامل في صور وبعلبك ودير عمار والزهراني اي بما يقارب 70% من انتاج الطاقة. ويــتــوقــع ان تــبــدأ عملية تقنين قاسية ستطال مختلف المناطق ومنها مدينة بيروت والاعتمادات تمثل رأس جبل الجليد الــذي هو أزمــة الكهرباﺀ المستفحلة