صحف ومجلات » افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 9/5/2008

ـ صحيفة الحياة:
لم يبقَ من محاولة لتدارك الوضع سوى تلك التي يقوم بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في اتصالاته المستمرة بالرئيسين بري والسنيورة والنائب الحريري والقيادة السورية، معربا عن قلق بلاده عمّا يجري وداعيا إلى لجم التدهور الأمني، ومحاولا البحث عن مخارج لقطع الطريق عمّا يهدد لبنان. وعلمت الحياة أنّ دعوة السعودية إلى وقف التصعيد وتحقيق الوفاق نقلت أمس إلى السيد حسن نصر الله في الإتصال الذي أجراه السفير السعودي بالنائب السابق محمد برجاوي ناقلا إليه دعوة سعودية للسيد نصر الله لحضور مؤتمر الحوار الإسلامي الذي يعقد في مكة المكرمة في 31 أيار الجاري.

ـ صحيفة الشرق الأوسط
عنونت بالخط العريض 'وانقلب حزب الله' : خطا حزب الله أمس خطوة أخرى في اتجاه انقلاب شامل، فبعد خطوة الإنتشار في بيروت وإشعال حرب الشوارع أعلن السيد نصر الله شرطا جديدا لعودة الأمور إلى نصابها.

ـ صحيفة النهار:
احداث اليوم الثاني تشكل اخطر انزلاق بالازمة والبلاد نحو حرب الشوارع ...وافادت معلومات بالغة الخطورة تحدثت عن مؤشرات برزت في المواجهات المسلحة التي شهدتها مناطق رأس النبع والمزرعة وبربور وتمثلت في اندفاع حزب الله وحركة امل الى السيطرة المسلحة على هذه المناطق ومحاولة السيطرة تدريجيا نحو مناطق اخرى ما يوحي بالتصعيد. ولفتت المعلومات الى كثافة في التعزيزات العسكرية. ولوحظ ان الضغط المسلح للمعارضة في بيروت اشتد اثر اقدام انصار المستقبل على اغلاق الطرقات. وخاصة طريق الجنوب وقالت مصادر المنية لرويترز ان مقاتلين من حزب الله اجتاحوا على الاقل 5 مكاتب للتيار واضرمت النار في الكثير من السيارات والمتاجر وفر المدنيين مذعورين .واتهم التيار حزب الله بمداهمة مراكز اجتماعية تابعة له. ولفتت المعلومات إلى كثافة التعزيزات بالمسلحين والأسلحة الرشاشة الخفيفة والثقيلة التي ظهرت في المواجهات، كما سرى كلام غير مؤكد عن بداية استخدام هواوين. لوحظ أن الضغط المسلح للمعارضة اشتد إثر إقدام أنصار تيار المستقبل في مناطق البقاع الأوسط وساحل الشوف والجنوب على إقفال الطرق الرئيسية ردا على إقفال طريق المطار وقد شكّل إقفال طريق الجنوب خصوصا ضغطا كبيرا على حزب الله نظرا إلى حساسية هذا الشريان بالنسبة إليه.

ـ صحيفة السفير:
وفي اليوم الثاني للانزلاق اللبناني القياسي نحو حقبة سياسية وأمنية جديدة، بعد &laqascii117o;الفخ السياسي" الذي نصبه الزعيم الفعلي للموالاة النائب وليد جنبلاط لنفسه وللحكومة ولفريق السلطة، لم تنجح الاتصالات في توفير مخرج سياسي على قاعدة مبادرة الحكومة الى اتخاذ قرار تاريخي وجريء بالعودة عن قراريها المتعلقين بشبكة الاتصالات السلكية للمقاومة وإقالة رئيس جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير من منصبه.ولكن في موازاة إقفال باب الحلول، كانت بيروت تشهد حروب مواقع وقضم تدريجي، فيما كان الأهالي يشهدون يوما ثانيا من التعطيل الوطني القسري، بينما أظهرت حصيلة أعمال المواجهات المسلحة في عدد كبير من أحياء العاصمة سقوط حوالى عشر ضحايا، فضلا عن عشرات الجرحى، بالإضافة الى الخسائر المادية البالغة، في الوقت الذي كان عناصر الجيش اللبناني وضباطه يواجهون اختبار الحفاظ على وحدة المؤسسة العسكرية ودورها الضامن والحامي للجميع.
وفيما كان اليوم الأول، يوماً أمنياً بامتياز، لم يحمل في طياته أي مواقف سياسية نوعية، فإن اليوم الثاني كان يوماً سياسياً بامتياز ويوماً &laqascii117o;حربياً" بامتياز أكبر، استعاد معه اللبنانيون صور الرصاص والقذائف الحية والشوارع المقطوعة والقنص الطائر والرفوف الفارغة في المتاجر والإقبال على التزود بالوقود والخبز والحاجيات الأساسية، والاستفسار عن الوضع في هذا المحور أو ذاك، حتى إن البث التلفزيوني، وفّر لمئات آلاف اللبنانيين القابعين في زوايا منازلهم فرصة متابعة الوقائع الميدانية والخطب السياسية على الهواء مباشرة!
وتميز اليوم الثاني أيضاً بعرض قدمه الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله باسم المعارضة من أجل الخروج من نفق الأزمة التي أدخلت البلاد في مرحلة سياسية جديدة بالكامل، وتمثل في دعوة الحكومة للتراجع عن قراريها (الشبكة وشقير)، على أن يتم بعد ذلك الذهاب الى طاولة الحوار التي دعا إليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وأكد أن الحزب لم يعد قلقاً من الفتنة السنية الشيعية، وحيّد تيار &laqascii117o;المستقبل" ومد يده للحوار، وأكد التمسك بالطائف، ودعا السعودية الى عدم تكرار خطأ حرب تموز، وأن تمد يد المساعدة للجميع، وأكد أن المقاومة لن تقبل بأي اعتداء بل سترد بيد من حديد على كل من يستهدفها.
غير أن الموالاة، التي كانت قد طرحت أمس الأول، التراجع عن قرار &laqascii117o;الشبكة" مقابل الإبقاء على مفاعيل قرار إقالة شقير حفظاً لماء وجه الحكومة، لم تتلقف مبادرة نصر الله، بل سعت الى الالتفاف عليها من خلال عرض تولى صياغته الزعيم الفعلي للموالاة النائب وليد جنبلاط، ويتمثل في وضع القرارين المختلف عليهما &laqascii117o;في عهدة الجيش اللبناني"، ومن ثم يترك له أن يقول كلمته فيهما، غير أن هذا العرض الذي اطلع عليه الرئيس نبيه بري من جنبلاط شخصياً، عبر الهاتف، لاقى رفضاً سريعاً من قبله، وتمسكاً بمبادرة نصر الله، غير أن جنبلاط ألح على بري درس العرض، وبعد فترة وجيزة من الوقت بعث بري بجواب واضح ونهائي الى جنبلاط بأن العرض &laqascii117o;مرفوض نهائيا".غير أن المفاجئ أن جنبلاط أقدم على توريط النائب سعد الحريري مرتين، مرة أولى عبر الطلب منه أن يعلن عن المبادرة عبر وسائل الإعلام، رغم رفضها من جانب بري وتمسك الأخير بمبادرة نصر الله، ومرة ثانية عبر الطلب اليه أن يتواصل مع الرئيس بري هاتفياً، وذلك بعد دقائق قليلة من إعلان الحريري أنه سيحصر الحديث في موضوع الأزمة مع السيد نصر الله مباشرة وليس &laqascii117o;مع أي شخص آخر، لا في الداخل ولا في الخارج"!
وعلمت &laqascii117o;السفير" أن الاتصال بين بري والحريري تمحور حول حيثيات الكمين الذي نصب لمجلس الوزراء، حيث كان نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان قد اتفق مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة على صيغة حول موضوع العميد شقير، لجهة تجميد البت بها بانتظار انتهاء التحقيق القضائي، غير أنه &laqascii117o;على طريقة الكذب ملح فريق السلطة" (التعبير للرئيس بري)، تم اتخاذ &laqascii117o;القرار الهمايوني السيئ الذكر". (تردد أيضا أن النائب جنبلاط وافق على موضوع التراجع عن قرار إقالة شقير، لكنه نسب لبعض أقرب حلفائه رفضهم التراجع!).
وقالت أوساط الرئيس بري إن &laqascii117o;الموالاة رفضت مبادرة السيد نصر الله، ولسنا نحن من رفض مبادرة الحريري، خاصة أن جنبلاط كان يدرك مسبقا موقفنا من العرض الذي قدمه وأعلنه الحريري لاحقا، كما أن مبادرة الحريري تقوم على أولويات مرفوضة وهي انتخاب الرئيس على أن يتولى هو الحوار، وحذرت من أن جوهر مبادرة جنبلاط (وليس الحريري) هو وضع كرة النار في ملعب الجيش اللبناني وليس الرغبة الحقـيقية بالحل".
وردا على سؤال لـ"السفير" قال الرئيس بري انه اذا لم تتراجع حكومة السنيورة عن قراراتها الانقلابية الهمايونية، فإنهم يدخلون البلد في المجهول، ورأى أن الفرصة كانت متاحة أمس وما زالت متاحة الآن، وكل تأخير يجعل الأمور تزداد صعوبة واستحالة. ودعا بري الجميع الى تلقف مبادرته الحوارية من أجل التوافق على موضوعي الحكومة والقانون الانتخابي للذهاب بعد ذلك الى انتخاب رئيس الجمهورية.وكان قد سبق صدور موقف السيد نصر الله، موقف سياسي عالي السقف للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ولنائب رئيسه الشيخ عبد الأمير قبلان، حيث وضعا قرارات الحكومة في خانة الجريمة الكبرى وفي خانة استكمال حرب تموز سياسيا ضد المقاومة.
وبعد ثلاث ساعات من موعد المؤتمر الصحافي للسيد نصر الله، حيث تحاور عبر شاشة عملاقة مع عشرات الصحافيين الذين احتشدوا في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية، وجه النائب سعد الحريري كلمة متلفزة للبنانيين، دعا فيها نصر الله الى كلمة سواء والى فك الحصار عن بيروت وفتح طريقي المطار والمرفأ وسحب المسلحين من الشوارع، وقال له: "ندائي إليك هو ندائي إلى نفسي... نداء كل لبنان بوقف السقوط في الحرب الأهلية".وعلم أن قيادة الجيش ظلّت على اتصال مستمر بقيادات الموالاة والمعارضة من أجل محاصرة التطورات الميدانية ومنع تمددها، وفي الوقت نفسه من أجل محاولة الإبقاء على جسر تواصل سعياً الى تبلور بعض الاقتراحات السياسية التي تشكل مخرجا للأزمة...وأصدرت قيادة الجيش بيانا حذرت فيه من أن استمرار الوضع على حاله هو خسارة واضحة للجميع ويمسّ بوحدة المؤسسة العسكرية. ودعت الجميع الى إيجاد الحلول لإخراج لبنان من مأزقه، وأعلنت أنها وضعت نفسها بتصرف الأفرقاء جميعا للمساعدة في إيجاد الحلول، وأكدت استمرار الجيش في القيام بواجبه في الحفاظ على أرواح المواطنين وأرزاقهم &laqascii117o;على رغم الصعوبات الكبيرة التي يعرفها الجميع".
دولياً، ناقش مجلس الأمن التطورات الدراماتيكية، فيما صدرت مواقف من واشنطن وباريس وموسكو حول ما يجري.ودعت السعودية &laqascii117o;التيارات التي تقف وراء التصعيد" الى إعادة النظر في حساباتها، محذرة من &laqascii117o;فتنة عمياء" لن تخدم إلا &laqascii117o;قوى التطرف الخارجية"، وقال مصدر سعودي مسؤول في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية إن اللبنانيين &laqascii117o;بكل تياراتهم السياسية مدعوون للاستماع الى صوت الحكمة ولغة العقل ووضع مصلحة لبنان فوق أي اعتبار". وأكدت المملكة &laqascii117o;أنها مستمرة بكل إمكاناتها في العمل على عودة الأمن والأمان ووحدة الصف للبنان، وسوف لن تدّخر جهداً في سبيل مساعدته والوقوف معه في الدفاع عن شرعيته واستقلال قراره السياسي ووحدته الوطنية".
وفي دمشق وصف مصدر مسؤول لـ&laqascii117o;السفير" &laqascii117o;التطورات التصعيدية الأخيرة في لبنان" بأنها &laqascii117o;خطيرة" وقال &laqascii117o;نريد للجميع أن يصلوا إلى التفاهم في ما بينهم لتجنيب لبنان أخطار الفتنة" ووفقا لـ&laqascii117o;مصادر مراقبة" فإن ما يجري في لبنان هو &laqascii117o;مخطط واضح ومتوقع أميركي الهوية".
وقال مصدر مسؤول بالجامعة العربية إن الأمين العام للجامعة عمرو موسى أجرى مشاورات عاجلة مع وزراء الخارجية العرب بهدف عقد اجتماع عاجل لمجلس جامعة الدول العربية لتدارس الوضع في لبنان وإنقاذه. وأضاف المصدر أن موسى الذي أجرى اتصالات مع القيادات السياسية اللبنانية (بري والحريري والسنيورة) قرر قطع زيارته الحالية إلى الولايات المتحدة وأنه سيصل إلى القاهرة صباح اليوم بدلا من الأحد لاستكمال هذه المشاورات وتحديد موعد الاجتماع. وقبيل مغادرته واشنطن أمس، التقى موسى وزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس التي اضطرت إلى تقديم موعد اجتماعها بالأمين العام للجامعة العربية. ورجح المصدر أن يعقد الاجتماع السبت أو الأحد من الأسبوع المقبل. وأكد أن عددا من الدول العربية وافق على عقد الاجتماع وفي مقدمتها مصر والسعودية. وأجرى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح اتصالات مع عدد من القادة العرب، كما دخل أمير قطر على خط الاتصالات، مع عدد من القيادات السياسية اللبنانية، فيما ظل التواصل قائما بين السفيرين السعودي عبد العزيز خوجة والإيراني محمد رضا شيباني.
وفي واشنطن، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها الشديد إزاء تدهور الوضع في لبنان بسبب ما أسمته &laqascii117o;التلاعب الخبيث من قبل &laqascii117o;حزب الله" الذي ألقت عليه باللائمة في إشعال هذه المواجهات، ولم تستبعد في الوقت نفسه فرض عقوبات إضافية عليه". وقال المتحدث باسم الخارجية شون ماكورمك إن حزب الله يستخدم العنف من أجل تحقيق أغراض سياسية، وأعرب عن ثقة الولايات المتحدة في قدرة الحكومة اللبنانية التي قال إنها تعمل على فرض سيادة الدولة على البلاد وتوفير الأساسيات التي يحتاج اليها الشعب اللبناني وفي صدارتها الأمن وتفعيل المؤسسات الحكومية وفتح المطار. وأبدى المتحدث ثقته في أداء قوات الأمن اللبنانية التي قال إنها اختبرت قدراتها في أزمة نهر البارد. ولم يستبعد ماكورماك اللجوء إلى فرض المزيد من العقوبات على حزب الله لتضاف إلى العقوبات الواردة في القرارين 1559 و 1701 الصادرين عن مجلس الأمن عام .2006 وأعرب عن ثقته أيضا في أن الحكومة اللبنانية ما زالت تمسك بزمام الأمور، لكنه نفى قيام وزيرة الخارجية كوندليسا رايس بإجراء أي اتصالات في هذا الشأن.
وأكدت فرنسا في بيان صادر عن وزارة الخارجية دعمها للحكومة في لبنان، وللجيش في ممارسة مهامهما وصلاحياتهما الدستورية، خاصة في ما يتصل بحفظ الاستقرار والأمن في البلاد. كما دعت إلى التهدئة والى العمل من أجل التوصل إلى حل سلمي للأزمة الراهنة في لبنان والى سرعة عودة الهدوء وإعادة فتح الطرق المؤدية إلى مطار بيروت.
وفي نيويورك، حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أحزاب المعارضة على إنهاء عمليات إغلاق شوارع العاصمة بيروت، بالإضافة إلى فتح طريق المطار.
ودعا الاتحاد الأوروبي الأطراف اللبنانية الى إنهاء المواجهات، كما دعا المعارضة الى التوقف عن كل الأعمال المخلة بالنظام والاضطلاع بدور بناء في البلاد.

ـ صحيفة الأخبار:
لم تمض ساعات قليلة على إنهاء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مؤتمره الصحافي، حتى كانت مجموعات من مقاتلين تابعين لقوى من المعارضة قد احتلت مراكز تيار المستقبل في مناطق عديدة من بيروت، وحصرت المواجهات في بعض الطرقات الفرعية المؤدية الى قصر قريطم والسرايا الحكومية ومنزل النائب وليد جنبلاط في كليمنصو، فيما أبقيت منطقة الطريق الجديدة خارج دائرة المعارك بقرار من قيادة المعارضة. وفيما ظلت عمليات إطلاق النار تجري بصورة متفرقة في المناطق المحاذية للطريق الجديدة، طلب النائب وليد جنبلاط من الرئيس نبيه بري توفير الحماية الشخصية له ولأنصاره قرب منزله في كليمنصو، في مقابل أن يسلم جميع مراكزه للجيش اللبناني ويعود جميع مقاتليه الى بيوتهم. وترافق الانهيار الميداني للموالاة مع تراجع سياسي غير مكتمل، تمثّل في مواقف صدرت عن جنبلاط والنائب سعد الحريري ركزت على الحوار ووقف المعارك، وذلك على اثر خطاب نصر الله، الذي حذر من أن المقاومة تعتبر نفسها في حالة دفاع عن النفس وهي مستعدة للذهاب الى أبعد الحدود في معركة الدفاع عن سلاحها. لكن الموالاة طرحت مبادرة حوارية، رفضتها المعارضة بلسان الرئيس بري، الذي أبلغ الموقف مباشرة الى الحريري وجنبلاط ودعاهما الى الأخذ بطرح السيد نصر الله.
وفيما كانت أوساط الموالاة تصاب بالذهول إزاء الانهيار الكبير والسريع في الشارع، كانت القيادات الموالية تعيش وضعاً أصعب بعد سماع نصر الله الذي &laqascii117o;كان مفاجئاً في حدته، والأمر لا يستأهل كل هذه الضجة وهناك إمكان لمعالجة ما قرّرناه في مجلس الوزراء" على ما قال الرئيس فؤاد السنيورة لوزراء كانوا في مكتبه، علماً بأن موظفاً رفيعاً في وزارة الاتصالات كان قد تعرض للتأنيب من السنيورة نفسه عندما ناقش معه أمر شبكة الاتصالات قبيل الجلسة الشهيرة للحكومة، وذلك بعدما قال الموظف إن الأمر لا يحتاج الى قرار كبير وإن الأبعاد السياسية ستكون مدمّرة، فرد السنيورة عليه &laqascii117o;انتبه أنت موظف ولا يحق لك الكلام في السياسة".
والبارز في كلام نصر الله كان إعلانه أن البلاد دخلت مرحلة جديدة بعد قرارات &laqascii117o;حكومة وليد جنبلاط" كما سمّاها. وبرغم الطابع الهادئ لمؤتمره الصحافي، فإن حزماً اتسمت به مواقفه التي حددها برفض وقف الاحتجاجات القائمة الآن في الشارع حتى يتراجع فريق الأكثرية عن قراراته الخاصة بالمقاومة وسلاحها وشبكة الاتصالات الخاصة بها وإلغاء قرار إعفاء رئيس جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير من مهامه والعودة الى طاولة الحوار.
وكان لافتاً إعلان نصر الله التخلي عن كل الخطوط الحمراء التي كانت قائمة سابقاً. وقال بلغة تشبه لغته الحاسمة التي توجه عادة الى الاسرائيليين إن &laqascii117o;اليد التي ستمتد الى المقاومة ومناصريها والذين يساعدونها ستقطع". كما رفض التهويل بالفتنة السنية ـ الشيعية، مشدداً على أن المخرج الوحيد هو عودة الاكثرية عن القرارات والذهاب الى طاولة الحوار.
وعلم أن اتصالات جرت ظهر أمس بين قيادات فريق 14 آذار، وضمنها زيارة لغسان تويني إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل دقائق من تعرّض منزل الأخير للقذائف، ثم استؤنفت الاتصالات على اثر المؤتمر الصحافي للسيد نصر الله. وبرزت أكثر من وجهة نظر أبرزها لقائد &laqascii117o;القوات اللبنانية" سمير جعجع، الذي طالب بإعلان الاستنفار ودعوة جميع القوى الامنية والعسكرية الى الشروع في عملية عسكرية ضد قوى المعارضة. وحمل جعجع على موقف قيادة الجيش، وخصوصاً بعد تعثر اقتراح إعلان حالة الطوارئ وفرض نظام منع التجول.
في هذا الوقت، كان هناك قياديون في تيار المستقبل يتحدثون عن استعدادات على الأرض لما سمّوه &laqascii117o;شن هجوم مضاد". لكن الواضح أن جنبلاط، الذي رأى في كلام نصر الله &laqascii117o;قراراً بإعدامه"، أصر على الحريري أن يتم الخروج بموقف يدعو الى الحوار والى الحل.
وأجرى جنبلاط والحريري اتصالين بالرئيس بري، الذي كان يستمع الى انفجارات القذائف والرصاص المنهمر بالقرب من مقر الرئاسة الثانية. وهو أبلغ الحريري كما جنبلاط، أن المعارضة لا يمكن أن تقبل باقتراح رئيس الأكثرية، لأن الحكومة هي من قرر والجيش يتولى التنفيذ. وقال بري لجنبلاط &laqascii117o;هذه المراسيم لا تلغى إلا بمراسيم، فلا تحاول المراوغة قانونياً. ولماذا تريدون توريط الجيش أكثر؟". ثم عاد وقال للحريري &laqascii117o;على أساس أنت لا تتحدث إلا مع السيد حسن؟ ثم أنا سمعتك على التلفزيون، وهذا لا ينفع. اسحبوا هذين القرارين ثم لنذهب إلى الحوار. وكيف تضعون (العماد ميشال) سليمان على رأس الحوار.. أبصفته رئيساً؟ أنتم تريدونه أن يكون رئيساً لكم ويدير لكم الحوار، أم بصفته قائداً للجيش وعندها تورّطون الجيش أكثر. المطلوب هو العودة الى حوار وليس إنهاء المبادرات وسلة الحل، والمطلوب الآن العودة الى طاولة الحوار في المجلس وليس انتخاب الرئيس أولاً".
وأكد بري للرجلين أن موقف المعارضة واضح وقد أعلنه السيد نصر الله ولا عودة عن الخطوات المتخذة على الارض. وقد تبيّن لبري أن جنبلاط هو من صاغ تلك &laqascii117o;المبادرة الرباعية" ومررها إلى الحريري كي يعلنها على انها مبادرة منه. وقرر بري إرجاء أي اتصالات سياسية إلى الصباح.
وبعد فترة من الهدوء استمرت لساعات نهاراً، كان عناصر من تيار المستقبل، بمساندة عناصر من الحزب التقدمي وبعض العناصر الأمنيين الرسميين الذين يعملون في مواقع الحماية والحراسات، قد أظهروا مؤشرات على نيتهم الهجوم على بعض المناطق، ولا سيما مقر بري في عين التينة ومقر الاعتصام في وسط بيروت.
وخلال خمس ساعات، استسلم نحو 800 مقاتل من تيار &laqascii117o;المستقبل" في المناطق الممتدة من رأس النبع وبشارة الخوري ومار الياس والزيدانية وعائشة بكار وفردان وساقية الجنزير وطلعة فردان وصولاً الى مناطق الملا. فيما نقلت مجموعات من هؤلاء المقاتلين الى تجمعات في الحمرا ومستشفى الأطباء في الوتوات، بينما كانت الحشود الاخرى تنتقل الى مناطق في الطريق الجديدة التي أقفلت على نفسها، وخصوصاً بعدما فر العشرات من عناصر الحزب التقدمي الاشتراكي من مناطق الكولا ووطى المصيطبة، رافضين حتى القتال لوصل الطريق الجديدة بالمنطقة الممتدة صوب الاونيسكو. وتلقت جهات قريبة من تيار &laqascii117o;المستقبل" تحذيرات من منظمات فلسطينية من مغبة توريط المخيمات الفلسطينية في المعارك الدائرة.
وبعد عقد ثلاثة اجتماعات في قريطم ضمّت مسؤولي التيار الميدانيين وقيادات من جهات أمنية رسمية، تم الاتفاق على حصر التجمعات العسكرية في المناطق المحيطة بقصر قريطم ومنزل جنبلاط في كلمينصو والطلب الى الجيش تعزيز حضوره بالقرب من السرايا الكبيرة، فيما كانت البلبلة تسود صفوف المقاتلين الذي صاروا يطلقون النار بعشوائية قبل أن يتركوا السلاح ويلجأوا الى منازل مدنية للاختباء. وتبيّن أن غالبية هؤلاء من مناطق شمالية وبقاعية.
وفيما بادر مسلحون من قوى الموالاة الى قطع عدد من الطرقات في البقاعين الأوسط والغربي وعلى الساحل المؤدي الى صيدا، سارعت قيادات من تيار &laqascii117o;المستقبل"، تتقدمها النائبة بهية الحريري، الى مطالبة هؤلاء برفع العوائق، بينما كان مناصرون لجنبلاط يسحبون عدداً من المقاتلين من بعض قرى إقليم الخروب بناءً على أوامر منه دعت الى &laqascii117o;حصر المواجهة بين المستقبل وحزب الله". وطلب جنبلاط من وفد من رجال الدين الدروز التوجه اليوم الى بلدة القماطية في قضاء عاليه لـ&laqascii117o;حفظ العيش المشترك" في الجبل، وذلك فيما كان رؤساء عشائر في البقاع يتواصلون مع وجهاء مقربين من حزب الله لمنع انتقال الصدام الى تلك المناطق.
أما في الشمال، فقد تولى قياديون في &laqascii117o;المستقبل" ورجال دين يعملون مع دار الفتوى العمل على إطلاق عملية تعبئة لنقل مئات المقاتلين الى بيروت، إلا أن اتصالات جرت ليل امس لوقف هذه العملية، لأنه لم تعد هناك إمكانية لإيصال هؤلاء الى مقار قد أخليت. وقد سادت حالة من الهرج والمرج في صفوف مجموعات أمنية وعسكرية تابعة لفريق الموالاة، علماً بأن مقاتلين من أنصار &laqascii117o;القوات اللبنانية" استنفروا في مناطق بشري والكورة.

ـ صحيفة المستقبل:
في اليوم الثاني من الحركة الانقلابية التي يقودها 'حزب الله' عبر ميليشياه المسلحة لخطف لبنان واسترهانه، استمر حصار بيروت وبقي مطار رفيق الحريري الدولي رهينة بأيدي مسلحي الحزب الذين أمعنوا في استباحة العاصمة مستندين الى إعلان الأمين العام لـ'حزب الله' السيّد حسن نصر الله أن 'الحرب بدأت.. وقد أعذر من أنذر'، الذي كان كافياً لإطلاق موجات مسعورة من العنف المسلح الذي اتخذ طابع التطهير المذهبي في شوارع العاصمة وأحيائها، تاركاً الوضع مفتوحاً على كل الاحتمالات.
وقد شهدت العاصمة أمس، موجات من العنف المذهبي والميليشياوي الذي نفّذه مقاتلو 'حزب الله' وشرطة مجلس النواب بلباسهم العسكري وقطاع الطرق، متمثلاً بإطلاق النار على الآمنين وترويعهم وقطع الطرقات وإحراق الإطارات المطاطية وحاويات النفايات وضرب الاستقرار وهزّ السلم الأهلي، فيما كان جديد إرهاب الأمس، استعمال هؤلاء أسلحة صاروخية داخل الأحياء السكنية في العاصمة وفي عمليات القنص وتوقيف المواطنين والتدقيق في هوياتهم في يوم دموي كانت نتيجته سبعة شهداء مدنيين وعشرات الجرحى وخسائر مادية كبيرة. إذاً، السيّد نصر الله الذي بدا مسروراً بحرق بيروت، أطل ليعلن 'هناك حرب بدأت ومن واجبنا أن ندافع عن أنفسنا'.

ـ صحيفة السفير:
تمكن أعضاء مجلس الأمن الدولي، أمس، من تجاوز خلافاتهم التقليدية بشأن لبنان واتفقوا على بيان شفهي مقتضب ناشدوا فيه &laqascii117o;كل الأطراف التزام الهدوء وضبط النفس"، فيما اضاف مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لتنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن التطورات الأخيرة في لبنان الى تقريره، عارضاً تفاصيل رسالة الحكومة اللبنانية بشأن شبكة اتصالات &laqascii117o;حزب الله". وعلى الرغم من اللهجة الهادئة التي اعتمدها مجلس الامن لتجنب إشعال الموقف المتدهور في الشارع اللبناني، فإن المندوب الأميركي زلماي خليل زاد كان يحدد مساراً مختلفاً لمجلس الأمن حيث لوح بـ&laqascii117o;خطوات إضافية"، بما في ذلك فرض عقوبات، إذا لم تتحرك سوريا و&laqascii117o;حزب الله" لتسوية الأزمة في لبنان. وأكد أعضاء المجلس، في بيان غير ملزم قرأه رئيسه الدوري المندوب البريطاني جون سورز، على &laqascii117o;الأهمية القصوى لأن تعمل كل الأطراف سوياً من أجل حل مشاكل لبنان من خلال الحوار السلمي. كما ناشدوا كل الأطراف أن يعملوا سوياً بشكل عاجل من أجل انتخاب رئيس للجمهورية وفقاً لخطة جامعة الدول العربية".وأضاف البيان أن &laqascii117o;أعضاء المجلس يؤمنون بقوة بأن أفضل طريق لإنهاء التوتر وتجنب المزيد من عدم الاستقرار هو حل الأزمة السياسية الحالية".وأكد أعضاء المجلس على &laqascii117o;الحاجة للحفاظ على أمن وسيادة لبنان وعبروا عن دعمهم للمؤسسات الدستورية للدولة"، حيث اعتبروا أن &laqascii117o;استقرار لبنان على المدى البعيد يعتمد على التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 1559 وكل القرارت ذات الصلة بلبنان"، معربين عن &laqascii117o;القلق العميق من الاشتباكات التي يشهدها لبنان، بما في ذلك إغلاق الطرق الرئيسية". ولكن البيان الذي بدا معتدلاً، في محاولة واضحة لتجنب صب المزيد من الزيت على النار، قابلته تهديدات أميركية متجددة &laqascii117o;باتخاذ خطوات مناسبة" من أجل دفع &laqascii117o;حزب الله" وحلفائه إلى إنهاء الأزمة الحالية في لبنان. وقال زلماي خليل زاد إن هذه الخطوات المناسبة قد تشمل &laqascii117o;عقوبات وإجراءات أخرى" لم يرد الخوض في تفاصيلها.واعتبر زاد في الكلمة التي ألقاها خلال جلسة المشاورات المغلقة، وحصلت &laqascii117o;السفير" على نسخة منها، أن لبنان على &laqascii117o;حافة الصراع"، ورأى أن قيام حزب الله &laqascii117o;بتطوير دولة داخل الدولة، ورفض سوريا للاعتراف بسيادة لبنان هي تهديدات واضحة للسلم والأمن الدوليين. وإذا استمر هذا التوجه، فإن سوريا وإيران، بسبب دعمهما لحزب الله سيتحملان مسؤولية المخاطر التي تسببا بها للبنان والمنطقة والعالم". وأشار زاد إلى أنّ &laqascii117o;أحد آخر أشكال هذه الدولة داخل الدولة، كانت من خلال اكتشاف شبكة اتصالات سرية تمتد في أجزاء كثيرة في لبنان، إضافة إلى الكاميرات التي نصبها حزب الله في مطار بيروت الدولي". وأضاف أنّ &laqascii117o;رد حزب الله كان من خلال التهديد باستخدام العنف بهدف ترهيب الحكومة والتراجع عن قراراتها".وأكد زاد أنه &laqascii117o;على الرغم من التحديات القائمة، فإن الولايات المتحدة ستواصل الوقوف إلى جانب حكومة لبنان في سعيها للدفاع عن سيادة لبنان واستقلاله السياسي ووحدة أراضيه وأمنه". وأضاف أنه &laqascii117o;في الأسابيع القادمة فإن المجلس سيكون مطالبا بالاجتماع ثانية للنظر في كيفية التعامل مع التحديات التي تواجه لبنان". وفي تصريحات أعقبت جلسة الاستماع لتقرير لارسن، قال زاد للصحافيين &laqascii117o;نحن نعتقد أنه يجب على حزب الله التحرك في إطار القانون وأن يتوقف عن تحدي حكومة لبنان الشرعية وأن يدعم انتخاب رئيس من دون شروط. ويجب على سوريا ترسيم حدودها وإنشاء علاقات دبلوماسية مع لبنان. ومن دون هذه التطورات، يتوجب على مجلس الأمن مواجهة هذه التحديات والتعامل مع المشكلة باتخاذ خطوات مناسبة".ورداً على سؤال حول طبيعة الخطوات التي قد يتخذها مجلس الأمن، قال &laqascii117o;تعلمون الخيارات المتوفرة لدى المجلــس. هــناك القــرارات وهناك العقوبات. كل هذه خيارات متوفرة للمجلس".
وأكد مندوب لبنان لدى الأمم المتحدة السفير نواف سلام أنه قام صباح أمس بتسليم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وأعضاء مجلس الأمن رسالة من حكومة فؤاد السنيورة &laqascii117o;يخطرهم فيه بقرار وزير الاتصالات باعتبار شبكة اتصالات حزب الله غير قانونية وغير شرعية، وذلك بناء على القرار الذي اتخذته الحكومة بإبلاغ جامعة الدول العربية والمؤسسات الدولية بهذه التطورات". ويعتبر إلقاء بيان شفهي باسم أعضاء مجلس الأمن أقل أنواع البيانات التي تصدر عن المجلس، تليها البيانات الصحافية ثم الرئاسية وأخيراً القرارات الرسمية. وعلى الرغم من ذلك، فقد أدت تحفظات دول عديدة، وتحديداً ليبيا وجنوب أفريقيا وأندونيسيا وكذلك روسيا بدرجة أقل، إلى تعديل البيان الشفهي وذلك لتجنب ما قالوا إنه يتضمن إشارات يفهم منها التحيز لطرف على حساب آخر.وعادة ما تسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها، فرنسا وبريطانيا، إلى تضمين البيانات الصادرة عن المجلس إشارات إلى دعم حكومة السنيورة باعتبارها الحكومة الشرعية للبنان. وكانت النسخة الأولية للبيان الشفهي الذي قرأه سورز تشير إلى &laqascii117o;دعم المؤسسات الديموقراطية" في لبنان وقد تم تعديلها إلى &laqascii117o;المؤسسات الدستورية".كما تم تغيير جملة كانت تطالب تحديداً بفتح مطار بيروت واستبدالها بالمطالبة بفتح &laqascii117o;كل الطرق". وبينما كان مشروع البيان الفرنسي ـ الأميركي الأصلي يدعو كل الأطراف إلى انتخاب رئيس جديد &laqascii117o;من دون شروط"، فقد تم التخلي عن تلك الكلمات بناء على تحفظ عدد من الأعضاء الذين رأوا فيها تلميحاً إلى موقف &laqascii117o;حزب الله" والمعارضة بضرورة الاتفاق أولا على تشكيلة الحكومة.أما الفقرة الأخيرة من البيان الفرنسي فكانت تطالب بتنفيذ كافة قرارات المجلس الخاصة بلبنان بما في ذلك القرارت 1559 و1680 و,1701 بينما أصرت الدول المتحفظة على الإشارة إلى القرار 1559 فقط باعتبار أن جلسة الأمس كانت مخصصة لمناقشة تنفيذ القرار واستبدال الإشارة للقرارات الأخرى بعبارة &laqascii117o;كل القرارات ذات الصلة بلبنان".
ولدى تلخيصه للتقرير الذي قدمه للمجلس الشهر الماضي، تناول لارسن الاشتباكات الأخيرة. وقال إن &laqascii117o;حكومة لبنان قد أخطرت الأمم المتحدة أن حزب الله طور على طول البلاد شبكة اتصالات مؤمنة مستقلة عن تلك التابعة للدولة. ووفقاً للحكومة، فإن هذه الشبكة تغطي المنطقة جنوبي الليطاني بأكملها، وساحل البحر المتوسط بأكمله وحتى الحدود السورية. كما تغطي الشبكة بشكل كامل منطقة جبل لبنان من الجنوب إلى الشمال وعدد من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين جنوبي بيروت وفي سهل البقاع، وأن الشبكة ترتبط بشبكة سورية خارج الحدود".وأوضح أنّ الحكومة &laqascii117o;أكدت أن هذه الشبكة غير مشروعة وأنها تمثل هجوماً على سيادة الدولة". وأضاف إن &laqascii117o;حزب الله، أكبر الميليشيات أهمية في لبنان، يحتفظ ببنية تحتية ضخمة شبه عسكرية مستقلة عن تلك التابعة للدولة، ولهذا أثر عكسي على جهود حكومة لبنان من أجل التمتع باحتكار استخدام القوة وفرض النظام والقانون في البلد. كما أن ذلك يمثل أيضا تهديدا للسلم والأمن الإقليميين". ورداً على سؤال لـ&laqascii117o;السفير" حول ما إذا كان الوقت مناسبا الآن لتجديد المطالبة بنزع سلاح الميليشيات، خاصة في ضوء الموقف المتوتر في لبنان، قال لارسن إن اتفاق الطائف والقرار 1559 يدعوان لنزع سلاح الميليشيات و&laqascii117o;من غير الممكن السماح بأية استثناءات في هذا المجال"، لكنه أوضح أن عملية نزع السلاح يجب أن تتم &laqascii117o;من خلال مسار سياسي يؤدي في النهاية إلى تأكيد سلطة حكومة لبنان على كافة أراضيها".وكان تقرير لارسن جدد مطالبته بالإسراع في إجراء انتخابات رئاسية، معتبراً أن استمرار فراغ هذا المنصب يساهم في تعميق الأزمة في لبنان. كما كرر مطالبته أيضا لسوريا باستئناف علاقاتها الدبلوماسية مع لبنان وترسيم الحدود بين البلدين.وعبر لارسن كذلك عن &laqascii117o;قلق الأمم المتحدة العميق من أنشطة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة وحركة فتح الانتفاضة اللتين تحتفظان ببنى شبه عسكرية كبيرة خارج مخيمات اللاجئين وعلى طول الحدود بين سوريا ولبنان"، مشيراً إلى أنّ &laqascii117o;سوريا تتحمل المسؤولية في مناشدة هذه الجماعات الالتزام بقرارات مجلس الأمن وقرارات حكومة لبنان". وأضاف لارسن أن &laqascii117o;الأمم المتحدة على دراية بالأبعاد الإقليمية" للموقف في لبنان، &laqascii117o;ولهذا السبب، فإن الأمين العام يدعو كل الأطراف التي تحتفظ بعلاقات لصيقة مع حزب الله ولديهم القدرة على التأثير عليه، وتحديداً سوريا وإيران، بدعم تحوله إلى حزب سياسي فقط".ورأى لارسن ان الاشتباكات الأخيرة أظهرت ان لبنان يواجه &laqascii117o;تحديات كبيرة لم يشهد مثلها منذ انتهاء الحرب الأهلية"، محذراً من أنّ تبعات إقليمية خطيرة قد تترتب على ذلك.

ـ صحيفة السفير:
رفض الرئيس السوري بشار الأسد المطالب الإسرائيلية بربط الانسحاب من الجولان المحتل مع قطع العلاقة مع إيران وحزب الله وحركة حماس. وفي مقابلة مع مجلة &laqascii117o;اسبرسو" الايطالية نشرت أمس، عبر الاسد عن استعداده للسلام مع إسرائيل في مقابل استعادة الجولان، مضيفا &laqascii117o;لكننا لا نقبل ضمن أي اتفاق الطلب العقيم المتمثل في قطع العلاقة مع إيران وحماس وحزب الله". وحول مفاوضات السلام، قال الأسد &laqascii117o;نحن نبني المقدمات من اجل مفاوضات حقيقية... مع ذلك فنحن بحاجة إلى الوجود الأميركي من أجل إطلاقها"، مشيراً إلى انه بانتظار الرئيس الأميركي الجديد الذي سيحل في البيت الأبيض العام المقبل. ولفت الأسد إلى أن &laqascii117o;صداقة برلوسكوني مع إسرائيل ليست مشكلة بالنسبة إلينا، فالمهم أن يكون معنياً بمسيرة السلام".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد