صحف ومجلات » افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء 14/5/2008

ـ صحيفة المستقبل:
انطوت صفحة سوداء فرضها حزب الله على البلاد والعباد، وكانت نتيجتها سقوط سلاحه. من شأن حزب الله – ربما- أن يتحدث عن انتصار إلهي جديد. لكنه، هذه المرة، وخلافاً لـ 14 آب 2006 لا يستطيع أن يصف ما حققه بانه نصر في الدنيا والآخرة 'النصر الإلهي' يقدره رب العالمين، لكن حزب الله أدخل نفسه في خسارة دنيوية.
ـ صحيفة المستقبل:
خسر الاقتصاد اللبناني في الأسبوع الأول للأحداث الدامية 350 مليون دولار أميركي حسب ما أجمع عليه الخبراء الاقتصاديون في لبنان.
ـ صحيفة السفير :
علمت &laqascii117o;السفير" أن قيادة المعارضة تلقت ضمانات كبيرة من جهات اقليمية مفادها أن الحكومة ستتبنى رفض قيادة الجيش للقرارين، وفي ضوء ذلك، أعطت المعارضة، فجر اليوم، تعليمات واضحة ببدء إزالة معظم العوائق التي أقفلت طريق المطار، في الاتجاه الغربي، حيث سيسلك الوفد العربي الطريق من المطار الى الفينيسيا، على أن يصار الى إزالة العوائق عن الجانب الشرقي وعن كل الطرق ووقف العصيان المدني في اللحظة التي تعلن فيها الحكومة عن قرارها. أما المرحلة الثانية، فتتعلق بانطلاق المسعى العربي لاعادة جمع أركان الحوار اللبناني، من أجل الذهاب الى تسوية متكاملة حول انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية واعتماد صيغة القضاء في التقسيمات الانتخابية على أن يتوج اعلان النوايا بين الجانبين، بإقدام المعارضة على رفع الاعتصام من وسط بيروت.
(...) العنصر غير المطمئن، فتمثل بإعلان مصادر أميركية في واشنطن، أن الادارة الأميركية غاضبة جدا من قيادة الجيش اللبناني التي تلقت دعما عسكريا أميركيا استثنائيا خلال العام الماضي ولكنها لم تتمكن من فتح مطار بيروت الدولي أو الطرق المؤدية إليه، وقالت المصادر نفسها لشخصيات لبنانية التقتها، ان الادارة الأميركية محبطة جدا من سلوك فريق الموالاة وعدم قدرته على التماسك في مواجهة الضربة الأولى التي تلقاها من &laqascii117o;حزب الله"، على الرغم من الحديث المتكرر عن معطيات مغايرة على الأرض.
ولعل العنصر الثالث، وهو أميركي أيضا، يتمثل في تنفيذ الادارة الأميركية قرار الرئيس الأميركي جورج بوش، الذي يصل اليوم، الى اسرائيل، والقاضي بإرسال فريق من الضباط الى لبنان عن طريق قبرص حيث أقلتهم الى مقر السفارة الأميركية في عوكر مروحية أميركية ستقل اليوم أيضا عددا آخر من الضباط الذين سيكونون مكلفين بمهام متعددة، بعضها يتعلق بتقييم ما حصل على الأرض مع قيادة الجيش، والحصول على لائحة جديدة بالحاجات التي تريدها قيادة الجيش في ضوء التقييم المشترك. كما سيطلب الوفد شرحا وتفسيرا لموضوع انتشار &laqascii117o;حزب الله"
السريع في العاصمة، بالاضافة الى مواكبة بعض أعضاء الوفد للأبعاد الأمنية المتعلقة برحلة بوش في المنطقة.
وعدا عن هذه الاشارات الأميركية غير المطمئنة، فان بعض المعطيات الداخلية، تركت مخاوف في أكثر من اتجاه، وخاصة، عندما أقدم وزير الاتصالات مروان حمادة على الاعلان عن أن الحكومة متجهة لالغاء القرارين اليوم، وهو أمر ترك صدى سلبيا في السراي الكبير كما في قريطم وكليمنصو، وخاصة في ضوء معلومات سربها أحد الوزراء عن مفاجآت قد تؤدي الى عرقلة &laqascii117o;التراجع" اليوم! غير أن المناخات الايجابية التي تجمعت في نهاية ليل أمس، ظلت بعض القوى متحفظة عليها، في الاتجاهين، لأن مناخات النهار، كانت تشي بالعكس، خاصة بعد المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في الرياض وفتحه النار على المعارضة متهما اياها بتنفيذ ما اعتبره &laqascii117o;انقلابا" مضيفا أن العلاقات العربية ـ الإيرانية والعلاقات الاسلامية ـ الايرانية ستتأثر سلبا إذا دعمت طهران &laqascii117o;هذا الانقلاب". وقال ان استمرار الوضع الحالي &laqascii117o;من شأنه أن يدفع إلى منزلق خطير لا تحمد عقباه".
وسارع الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد، للرد على الفيصل بقوله انه يفضل &laqascii117o;عدم الرد" على تحذيره من أن العلاقات العربية الإيرانية ستتأثر سلبا إذا كانت طهران تدعم &laqascii117o;انقلاب" حزب الله. وانتقد خلال مؤتمر صحافي في طهران، تصريحات الفيصل، وقال &laqascii117o;آمل أن تكون خاطئة. يبدو أن تصريحات الفيصل ناجمة عن الغضب، ولكننا سنصبر حتى يهدئ غضبه، ولن نرد عليه احتراما للملك عبد الله"، موضحا &laqascii117o;لقد أدلى بوجهة نظره، ولا ادري إلى أي حد تتطابق مع وجهة نظر الملك".
وفي بيروت، أعلن النائب سعد الحريري أن الموالاة ستتراجع عن القرارين &laqascii117o;من أجل حماية لبنان"، وقال في مؤتمر صحافي هو الأول منذ كلمته الأخيرة يوم الخميس الماضي، ان الحوار لحل الازمة القائمة يبدأ بطرح مسألة السلاح على الطاولة، &laqascii117o;ليس سلاح &laqascii117o;حزب الله" فقط ولكن كل السلاح الموجود لكل التنظيمات الموالية للمخابرات السورية"، وينطلق الى كل أمر آخر. ورحب الحريري بمجيء اللجنة الوزارية العربية وقال: البعض يدعونا الى طاولة الحوار والمسدسات في رؤوسنا. هذا أمر لن يحصل حتى ولو أطلقوا الرصاص على الرؤوس. لنعمل معاً على تجديد الحوار من دون تهديد. الحوار لا يقوم بقوة السلاح ولا تجربوننا. وردا على سؤال قال الحريري ان العماد ميشال سليمان &laqascii117o;ما زال المرشح التوافقي مهما حاولوا إحراقه". وبينما قال الحريري أكثر من مرة أن الفتنة قد وقعت، عاد واستدرك &laqascii117o;يجب ان لا ندع الفتنة السنية الشيعية تنفجر لانها ليست في مصلحة أي لبناني ولا يجب على احد ان يظن انها لم تبدأ"... وتابع &laqascii117o;لكن ما حصل ايضا ان هذه الفتنة التي لطالما كنا نخاف ان تقع قد حصلت ويجب ان نخمدها وهذا يقتضي ان يتنازل كل واحد منا قليلا في مكان ما، ان نتنازل عن بعض الانتصارات". وسأل &laqascii117o;اذا حصلت حرب اسرائيلية جديدة الى أين سيلجأ أهل الجنوب"؟ وردا على سؤال لأحد الصحافيين قال الحريري &laqascii117o;ما حلكم تفهموا ان تيار المستقبل مش تنظيم مسلح"!.
(...) ونقل زوار بري عنه قوله أن لا مانع لديه على الاطلاق من التئام طاولة الحوار في الدوحة، ولكن اذا عقدت في بيروت فستكون على غرار ما حصل في ربيع وخريف العام .2006 واوضح بري امام زواره &laqascii117o;أننا كنا ننتظر ان تعقد جلسة الحكومة امس لالغاء القرارين... ولكن على ما يبدو انهم يريدون ان يبيعوها الى اللجنة العربية واذا كان الامر كذلك، فلا مـشكلة، واذا كانوا يحاولون ان يكسبوا الوقت في انتظار دعم ما، فالوقت بات ثمينا جدا، وكل يوم يمر من دون حل، يصعب الامور اكثر. وأؤكد ان العودة عن القرارين هي بمثابة &laqascii117o;افتح يا سمسم".
وردا على سؤال حول حديث النائب الحريري عن رفضه الذهاب الى الحوار تحت ضغط المسدس، قال بري &laqascii117o;وهل كان المسدس مصوبا الى الرؤوس عندما وجهت الدعوة الى الحوار"؟ وردا على ضم موضوع سلاح المقاومة الى بنود طاولة الحوار قال بري ان المبادرة الحوارية تتضمن بندين وحيدين هما النسب في الحكومة المقبلة وماهية الدائرة الانتخابية. وحول كلام الحريري عن الامن في بيروت قال بري ان سلاح المقاومة &laqascii117o;باق حتى ولو بقيت ذرة واحدة من تراب لبنان محتلة". وفي وقت لاحق، أوضحت أوساط مقربة من النائب وليد جنبلاط لـ&laqascii117o;السفير" أن ما قصده النائب الحريري هو أن أمن بيروت &laqascii117o;سيكون بندا أساسيا في الحوار مع اللجنة الوزارية، اذ أنه لن يكون مقبولا أبدا وتحت أية ذريعة أن يكون هناك أي وجود مسلح في العاصمة بيروت، خاصة من قبل بعض المجموعات الحزبية المحسوبة مباشرة على المخابرات السورية". أضافت &laqascii117o;أننا سنذهب للحوار من دون شروط وموضوع سلاح المقاومة يمكن بحثه بهدوء وبأفق بعيد المدى لكن في اطار توجه واضح نحو ايجاد صيغة تتلاءم ومصلحة الدولة والدفاع عن لبنان". الى ذلك، لم يسجل اي تطور ميداني لافت للانتباه، امس، باستثناء اشكال محدود في طرابلس بين التبانة ومنطقة بعل محسن، فيما ساد الهدوء بيروت والجبل والبقاع، مع استمرار اقفال بعض الطرق الرئيسية في العاصمة وطريق المطار. (...) الجدير ذكره، أن بعض الجهات الداخلية حاولت التشويش على الجيش عبر توزيع بيان مشبوه على وسائل الاعلام تم تذييله بتوقيع &laqascii117o;الضباط الأحرار" وتبين أن لا اساس له من الصحة، وأن جهة سياسية محددة هي التي تولت عملية التعميم بـ&laqascii117o;الفاكس".
ـ صحيفة النهار :
مرحلة جديدة تبدأ اليوم بوصول وفد اللجنة الوزارية العربية من طريق مطار رفيق الحريري الدولي الذي سترفع من امامه السواتر الترابية ايذاناً بانطلاق تنفيذ المبادرة العربية بنسختها الجديدة التي طغى عليها عنوان الامن منذ انزلاق لبنان الى اتون العنف في الثامن من ايار الجاري.وفي ما هو ابعد من هذا البند، يبدو ان ما طرأ على المشهد الداخلي هو 'قضية السلاح الذي لم يعد يحمل طابعاً مقاوماً'، على ما قال مصدر رسمي لـ'النهار'. واضاف 'ان جدول الحوار الذي كان ثلاثياً: رئاسة، حكومة وقانون انتخاب، صار اليوم رباعياً ببند السلاح الذي يمتلكه حزب الله وبات ينتشر من خلاله عبر اطراف عدة على امتداد الساحة الداخلية'. (...)  وافادت مصادر وزارية 'ان كل الامور مؤجلة الى ما بعد وصول اللجنة العربية، وان مجلس الوزراء لن ينعقد قبل معرفة ما ستتوصل اليه هذه اللجنة'. واوضحت 'ان اي قرارات تتخذ الآن من دون وجود طرف حيادي يرعى اي تفاهم تعتبر قرارات متخذة تحت الضغط العسكري ولا يتقبلها الناس وتكون عرضة للنقض في المستقبل'.ولفتت الى ان 'جدول اعمال اللجنة سيكون ما ورد في المبادرة العربية الاخيرة، ولا بد من انتظار وصولها اليوم لمعرفة اولوياتها، علماً ان اي حوار مقبل سيكون برعاية جامعة الدول العربية'.
في القاهرة، اعلن ان عمرو موسى توجه مساء امس الى الدوحة لمواكبة اللجنة الى بيروت. واعرب قبل مغادرته العاصمة المصرية عن أمله في ان تحرز اللجنة 'تقدماً في احتواء الازمة اللبنانية. وسئل عن رأيه في خطوة المملكة العربية السعودية سحب سفيرها في لبنان عبد العزيز خوجة وكذلك سحب الكويت ديبلوماسييها، فأجاب: 'ان هذين القرارين اتخذا حفاظاً على الامن الشخصي وفقاً للبيانات الصادرة في هذا الشأن'. وصرح عمرو موسى لدى وصوله الى الدوحة بأن الازمة اللبنانية 'ازدادت تعقيداً بسبب الاحداث الاخيرة في لبنان'. وقال للصحافيين: 'اشعر بالانشغال... فالازمة ازدادت تعقيداً بما حدث في الايام الاخيرة... يجب ان نعمل معاً لمصلحة العالم العربي'.
وفي باريس قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير 'ان مشروع قرار قد يعرض على مجلس الامن في محاولة لحل الازمة اللبنانية'. وأضاف انه لا ينوي 'القيام بأي مسعى خاص في انتظار نتيجة مهمة جامعة الدول العربية'.وأشار الى انه بناء على طلب الرئيس نيكولا ساركوزي سيقوم بالتحضير لزيارة بيروت.
وكان النائب سعد الحريري أعلن في مؤتمر صحافي عقده في دارته بقريطم 'ان الحوار لحل الازمة القائمة يبدأ بطرح مسألة السلاح على الطاولة، ليس سلاح حزب الله فقط، ولكن كل السلاح الموجود العائد الى كل التنظيمات الموالية للمخابرات السورية، وينطلق الى كل أمر آخر، الى رئاسة الجمهورية وحكومة الوحدة الوطنية والى قانون الانتخاب والى الوظيفة الوطنية الأساسية التي يجب الا تتخلى عنها كل جهات الحوار وهي وظيفة السلم الاهلي والعيش المشترك وقيام الدولة'.وتحدى دمشق وطهران قائلاً: 'يستطيعون ان يجتاحوا المناطق، ويستطيعون التهديد بالشر المستطير، لكنهم لن يتمكنوا من الحصول على توقيع سعد الحريري أو وليد جنبلاط أو أي من قيادات 14 آذار على صك الاستسلام للنظامين السوري والايراني، وتسليم قرار لبنان الى هذين النظامين'.وعن صلة التطورات بالقرارين الحكوميين المتعلقين بشبكة الاتصالات الخاصة بـ'حزب الله' وعزل قائد جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير قال: 'انها حجة اقبح من ذنب. علينا الا نحمل القرارين مسؤولية الفتنة المذهبية التي حصلت'.
ولفت الى ان العماد ميشال سليمان لا يزال 'المرشح التوافقي مهما حاولوا احراقه (...) اما بالنسبة الى الجيش اللبناني فهناك مشكلة أساسية في وحدته. هذا الجيش ويا للأسف لم يتمكن من الدفاع عن المواطنين'.
وفي خلوات القطالب في بعذران الشوف عقد اجتماع استثنائي ضم نحو 2000 شخصية دينية بينها قضاة المذهب الدرزي والمجلس المذهبي الدرزي والمشايخ من مختلف المناطق اللبنانية. وبعد الاجتماع حذّر شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن من 'تكرار الممارسات البشعة والتعديات التي طالت ابناء الجبل'، داعياً الجيش الى 'حفظ الامن وهيبة القانون على كل الاراضي اللبنانية بما فيها الجبل، ومنع كل المظاهر المسلحة من أي فئة كانت ولأي فئة انتمت حفاظاً على السلم الاهلي'.
وأكد 'صلابة الطائفة ووحدتها وتماسكها وتضامنها'. وقال 'ان التطاول على حرمات منازلنا وقرانا يمثل انتهاكاً صارخاً لعقيدة الارض والعرض الذي يأبى الموحّد الدرزي العيش من دون الذود عنها التزاماً منه لحرم الطائفة التعدي منها والتعدي عليها'.
ـ صحيفة الأخبار:
لم يكن لتأخّر وصول الوفد العربي الى بيروت حتّى اليوم أيّ معنى سياسي، وظلت مبرراته تقنية. إلا أنّه سبّب تأخير انعقاد مجلس الوزراء لإعلان التراجع عن القرارين المشؤومين، وتوجُّه فريقي الموالاة والمعارضة الى طاولة الحوار. وبدا الوقت الضائع مناسبة للقوى كافة لتملأه بسلسلة من المواقف التي تعكس حالة الاحتقان السياسي القائم، دون أن تقفل الابواب أمام معالجات يؤمل منها وقف التوترات الامنية ومنع تمددها. وإذ ضجّت الاوساط السياسية أمس بموقف وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل الذي هاجم المعارضة وسوريا وإيران، واحتمال وقوفه خلف موقف قوى 14 آذار الرافض إنجاز التسوية سريعاً، فإن النائب وليد جنبلاط حرص على إبلاغ الرئيس نبيه بري من جديد أن قرار التراجع عن قرارات الحكومة نهائي، وأن الجميع يريدون الذهاب الى الحوار، ولكنْ هناك أوضاع على الارض يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار لأن قوى معارضة تتصرف كأنها حققت انتصارات بطريقة تجعل البعض يرفض التحرك من مكانه.
وعلم أن السعودية رفضت اقتراحاً بأن تستضيف قطر طاولة الحوار بين القادة اللبنانيين، وذلك بعدما اقترحت مصادر دبلوماسية عربية أن تتولى قطر، بمعاونة الامانة العامة للجامعة العربية، إدارة الحوار بين الفرقاء اللبنانيين، انطلاقاً من أزمة الثقة القائمة وبعيداً عن الإعلام والضغوط. لكن الرياض رفضت الأمر باعتبار أنها ترى في الموقف القطري انحيازاً لمصلحة أطراف في المعارضة اللبنانية.
وذكرت المصادر المطلعة أن تبادل الرسائل ظل قائماً بين الفريقين من خلال وسطاء سياسيين وأمنيين، فيما كانت الأنظار تتجه صوب الجيش اللبناني الذي واجهت قيادته الاختبار الاصعب منذ زمن بعيد، والذي تمثل في تقديم مساعد مدير المخابرات العميد غسان بلعة ونحو 40 ضابطاً يميلون الى فريق الموالاة استقالتهم من الجيش احتجاجاً على &laqascii117o;طريقة إدارة الاوضاع في بيروت والمناطق"، ما دفع بقائد الجيش العماد ميشال سليمان الى الاجتماع ببعضهم، وتوجيهه رسالة شدّدت على أن &laqascii117o;الجيش يواجه الآن حرباً أهلية ولا يمكنه القيام بذلك من خلال القمع"، داعياً الضباط الى التوحّد خلف المؤسسة لمواجهة التحديات القائمة ومنع انفجار البلاد.
وعلم أن سليمان رفض هذه الاستقالات، فيما اتخذ سلسلة من التدابير على مستوى إدارة غرفة العمليات ورئاسة الأركان، بما يجنّب الجيش مواجهات داخلية، وخصوصاً أن كلاً من جنبلاط والنائب سعد الحريري ورئيس الهيئة التنفيذية في &laqascii117o;القوات اللبنانية" سمير جعجع أعربوا لقيادة الجيش، مباشرة أو من خلال موفدين، احتجاجهم على &laqascii117o;ترك أمر قيادة الجيش لضباط يتبعون للمعارضة وللعماد ميشال عون على وجه الخصوص".
ومساء امس قال الرئيس بري إنه ينتظر ما يحمله معه الوفد الوزاري العربي الزائر الى بيروت من أفكار حيال التسوية، مشيراً الى أن الجامعة العربية &laqascii117o;اكتشفت" أخيراً ضرورة أن يكون الحل من ضمن سلّة متكاملة وألا يقتصر على بنود دون أخرى، الأمر الذي لم تلحظه على نحو صريح المبادرة العربية. كذلك اكتشف الوزراء العرب في اجتماع الجامعة العربية من خلال بيانهم الختامي أنه لا أحد في لبنان يستطيع تجاهل موقع طائفة في المعادلة الداخلية. ولم يمانع بري المشاركة في طاولة حوار وطني تعقد خارج لبنان وتدعو إليها قطر في الدوحة ويحضرها الأعضاء الـ14 لطاولة الحوار وليس أقل من ذلك، وعندئذ لا يكون هذا الحوار برئاسته لأنه بدعوة رسمية من أمير قطر ورعايته، فيترأسه رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري. أما في حال انعقاد طاولة الحوار في بيروت، فهو يترأسها ولا يديرها لأنه سيكون طرفاً فيها.
وانتقد بري بعض ما ورد في المؤتمر الصحافي للحريري قائلاً: &laqascii117o;يتحدث الآن عن مسدّسات على الطاولة. عندما دعونا الى الحوار لم تكن هناك مسدسات، لا على الطاولة ولا الى الرؤوس، ومع ذلك رفضوا أن يحاوروا. ومن قال إن المسدسات من طرف واحد؟". وأخذ عليه أنه &laqascii117o;يبشّر بالفتنة السنية ـــــ الشيعية في بيروت بعدما بردت الأرض عوض أن يرفضها أو يقول بمقاومتها ومنعها. على الاقل لم يقتد بوليد جنبلاط الذي فوّض في عز العمليات العسكرية في الجبل الى خصمه في المنطقة طلال أرسلان نشر الجيش، وقال إنه مستعد لأن يصبح أسير حرب ولا يسبّب حصول فتنة في الجبل بين اللبنانيين، وبذل جهوداً مضنية لمنعها وساعد على نشر الجيش وأيّد الحوار الوطني". كذلك لم يمانع بري &laqascii117o;أن تبيع الحكومة إلغاء القرارين للجنة الوزارية العربية إذا أرادت ذلك، إذا كانت هذا ما تفكر فيه. لكن عليها أن تلغيهما تماماً وهي حرة في الطريقة التي تبحث عنها، لكن ذلك هو المدخل الى الحل والذهاب الى الحوار ووقف العصيان المدني الذي سيستمر الى حين الذهاب الى الحوار. حتى مساء الاثنين كانت حجتهم أن لا نصاب لمجلس الوزراء. وها هو اكتمل. ونحن ننتظر إلغاءهما. إلا أن البديل من الحوار يجعل الخيارات الصعبة متاحة، وهذا ما لا نريده. نريد حوار اللبنانيين واتفاقهم في ما بينهم".
وأوضح بري ان &laqascii117o;الجيش قدم للحكومة المخرج الملائم للقرارين بعدما كانت قد أعلنت احتكامها إليه، فطلب منها إلغاءهما بعد التحقيقات التي أجراها، وأرسل إليها كتاباً بذلك وعليها أن تستجيب، ولديّ نسخة منه إذا لم تكن تريد أن تصدق، وسأنشره إذا حاول رئيسها كما فعل قبلاً أن يكذّب الحقائق".ورداً على ما قاله الحريري من أنه يريد أمن بيروت وانتخابات رئاسة الجمهورية بندين أولين في طاولة الحوار، قال بري: &laqascii117o;أنا ملزم بجدول الأعمال الذي وضعته قبلاً وهو من بندين، حكومة الوحدة الوطنية وقانون الانتخاب. أما انتخابات الرئاسة فهي موضوع متفق عليه، أي انتخاب العماد ميشال سليمان، مع يقيني بأن الموالاة لا تريده رئيساً إلا لضرب المعارضة والمقاومة. يريدون استخدام رئاسة الجمهورية لهذا الهدف. لكننا في المعارضة، وأنا شخصياً، لم نتخلّ عن ترشيح العماد سليمان. أما ما يتعلق بموضوع سلاح المقاومة، فما دام هناك شبر أرض تحتله إسرائيل، فإن المقاومة مستمرة في الاحتفاظ بسلاحها. وليسعوا مع أصدقائهم الأميركيين للضغط على إسرائيل كي تنسحب من مزارع شبعا، وعندئذ لا يعود هناك مبرر لوجود سلاح المقاومة".
من جانبها، نفت الناطقة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو، عشية زيارة الرئيس جورج بوش الى المنطقة، أن تكون بيانات الدعم الاميركي لحكومة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة قد ضعفت، مؤكدة أن الدعم الأميركي للبنان لا يزال قوياً. وقالت إن الرئيس بوش أصدر بياناً شجب فيه أعمال حزب الله الأخيرة في بيروت ومناطق لبنانية أخرى، وجدّد استمرار الدعم للبنان. وأضافت ان وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس شاركت في محادثة هاتفية مع &laqascii117o;أصدقاء لبنان" وأصدرت بياناً صحافياً تضمن دعماً قوياً للبنان.وامتنعت بيرينو عن التعليق على مسألة نشر قوات دولية في مطار بيروت ومرفئها. وقالت إن هذه المسألة بحثت مع أصدقاء لبنان وإنها لن تعلق قبل اتخاذ قرار نهائي إزاء هذه المسألة. وقالت إن بوش يود بالتأكيد الاجتماع مع الرئيس السنيورة في شرم الشيخ بمصر، لكن هناك اعتبارات يجب أن تؤخذ بالحسبان، ومنها أن السنيورة قد لا يستطيع العودة الى بلاده إذا ما غادرها للقاء بوش. لكنّ بيرينو رأت أن احتمال عقد اللقاء لا يزال قائماً.
ـ صحيفة صدى البلد:
 أفادت 'وكالة الانباﺀ المركزية 'ان قائد الجيش العماد ميشال سليمان وجه في الساعات الاربع والعشرين المنصرمة رسالة الى جميع ضباط الجيش بلا استثناﺀ وصلت الى كل منهم بالاسم، وهي المرة الاولــى في تاريخ المؤسسة التي يتم فيها مثل هذا التواصل المكتوب بين الــقــائــد والضباط بشكل مباشر. وأشـــار سليمان فــي الــرســالــة، بحسب الــوكــالــة، ان مــا جــرى في الــشــارع اللبناني هو حــرب اهلية حقيقية، لا يمكن لاي جيش وطني فــي العالم مواجهتها وقمعها، وان اكبر الدول عانت حروباً كهذه، ولــم تستطع جيوشها ان تحسم القتال، بل انقسمت بين فريقي نزاع او اكثر، فالحرب الاهلية هي حرب المدن، والاسوأ والاخطر انها بين اهل المدينة الواحدة، وليس مع عدو او عصابات ارهابية، بحيث يمكن محاربتها بالتطويق والحصار، او بالهجمات المتتالية كما فعلتم في نهر الــبــارد. فالحرب الاهلية يجب ألا ندعها تقع، واذا وقعت، فالحل يكون بالسياسة، ولطالما نبهنا المسؤولين الى وجوب ايجاد الحلول اللازمة، تجنباً للوصول الى الحرب الاهلية، وقــال: 'اعلم عمق ألمكم لما يجري، لكنني الفتكم الــى ان جيل الــعــام، 1975 تألم كثيرا ولكنه انــقــســم، ومــا زلتم تعانون انتم من نتائج انقسامه في اعادة سيادة الدولة على اراضيها كــافــة. لا بــل اقـــول كــم ان الحزن الــذي يختلج في نفوسكم بسبب الشعور بالمهانة وتوبيخ الضمير، يجب ان يشكل الدافع لتحصين و حد تكم وا لتصا قكم ببعضكم الــبــعــض، مــســتــفــيــديــن مـــن عبر الماضي، فالتخلي عن المؤسسة لا يفيد، بشيﺀ بل يمعن في ضعفها اكثر واكثر، والمطلوب هو مزيد من الابداع والانجازات التي لا تولد الا من رحم المعاناة'.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد