صحف ومجلات » افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 16/5/2008

ـ صحيفة السفير:
على مسافة 19 ساعة من قرار الحكومة القاضي بالتراجع عن القرارين اللذين فجرا الأزمة الأخيرة في الشارع، قررت المعارضة اللبنانية انهاء كل مظاهر الاحتجاج، تحت عنوان اعادة الأمور الى ما كانت عليه قبل أحداث الخامس من أيار، وخاصة فتح مطار بيروت ومرفئها والطرق الحيوية في العاصمة. وجاء قرار المعارضة في أعقاب اعلان رئيس الوزراء القطري من فندق «الفينيسيا» عن الاتفاق الذي توصلت اليه اللجنة الوزارية العربية بعد سلسلة لقاءات عقدتها مع جميع القيادات السياسية اللبنانية، وكانت قد أفضت فجر أمس، الى مسودة مكتوبة من صفحتين وسبعة بنود، تبين لاحقا أن هناك تحفظات على بعض الصياغات فيها وكذلك على ترتيب فقراتها ما استوجب عملية تفاوض وأخذ ورد بين المعارضة والموالاة من خلال اللجنة العربية، دامت حوالى الست ساعات، وأبلغ في نهايتها المسؤول القطري قرارا حاسما من اللجنة باعتماد صياغة نهائية، اما أن يقبل بها جميع الأطراف أو أن يرفضها من يريد رفضها، ما أدى الى وضع الجميع أمام مسؤولياتهم، وبالتالي الموافقة عليها.
وعدا عن الاعتراضين اللذين أدلى بهما العماد ميشال عون، وخاصة لجهة عدم تسمية قائد الجيش العماد ميشال سليمان مرشحا توافقيا لرئاسة الجمهورية في نص الاتفاق واقتراحه تشكيل حكومة طوارئ انتقالية الخ..، فان ملاحظات الآخرين تمحورت حول ترتيب البنود ولا سيما ما يتعلق بالبند الخامس(كان الثالث) الذي تم تأخيره بعد أن كان يحتل المرتبة الثالثة، فضلا عن تعديلات شملت صياغات محددة ومنها عدم تسمية «حزب الله» بالاسم كما طالب بذلك بعض فريق الموالاة، بالاضافة الى رسم حدود للحوار وموضوعاته وبالتالي متى يتم استكماله برئاسة رئيس الجمهورية (العماد سليمان) فور انتخابه، وحيث سيرفع الاعتصام من وسط العاصمة مع التوصل الى اتفاق حول موضوعي النسب في حكومة الوحدة الوطنية والتقسيمات للقانون الانتخابي.
وتوقع رئيس الوزراء القطري انتخاب رئيس الجمهورية خلال ايام وقال ان السعودية تؤيد الاتفاق ولن تفشله. وقال ان هناك تعهدا بعدم العودة الى لغة السلاح، فيما قال عمرو موسى لـ»السفير» انه لم يعد من السهل تراجع اي طرف لبناني عن الاتفاق الذي يشكل فرصة حقيقية لمنع انزلاق لبنان نحو المجهول. وفور اعلان الاتفاق، تم انهاء كل مظاهر «العصيان المدني» للمعارضة، وخاصة فتح الطرق والمطار والمرفأ، فيما كانت أطراف الحوار تعد العدة للتوجه اليوم، الى الدوحة، حيث ستنطلق أعمال مؤتمر الحوار برئاسة أمير قطر وحضور أعضاء اللجنة الوزارية العربية. وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم لـ»السفير» ان سوريا تدعم الاتفاق وكل الجهد العربي الذي بذل، وقد تكون هذه الخطوة فرصة حقيقية لانقاذ لبنان من المخاطر الذي تتهدده. واشار الى أنه أجرى اتصــالين بكل من رئيس الوزراء القطري والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى وهنأهما على الانجاز العربي. وردا على سؤال حول تشكيك البعض بموقف سوريا، قال المعلم «قطعا نحن مع المبادرة ونراها فرصة حقيقية وقد نصحنا اللجنة الوزارية العربية بأن لا تترك اللبنانيين الا عندما تراهم متفقين، كما نصحنا باقفال الطريق على المداخلات الدولية التي يمكن أن تؤثر سلبا». وامل المعلم ان يتكلل حوار الدوحة بالتوصل إلى نتائج تعيد الأمور الى نصابها وكل ما من شأنه أن يحقق استقرار لبنان وأمنه ويحفظ وحدته.
وقال السفير السعودي عبد العزيز خوجة لـ«السفير» إن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل كان على اتصال مستمر بالشيخ حمد وبعمرو موسى وبعدد من القيادات اللبنانية، وقال إن اللجنة الوزارية تشكلت في اجتماع القاهرة الذي عقد بدعوة من الرياض والقاهرة وقد شجعنا منذ البداية جميع الأطراف على التجاوب مع الاقتراحات من أجل التوافق وهمنا هو انقاذ لبنان لأن اللبنانيين قد تعبوا كثيرا ومن حقهم أن يرتاحوا وأن يعيشوا بأمـان.
وفي القاهرة، رحب وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط بما تم التوصل اليه، وقال مصدر دبلوماسي مصري لـ«السفير» إن الرئيس المصري حسني مبارك والوزير أبو الغيط «ظلا على تواصل دائم مع اللجنة الوزارية العربية ومع عدد كبير من القيادات اللبنانية وقد لعب السفير المصري في بيروت دورا مهما في تقريب وجهات النظر وتبادل الأفكار والاقتراحات وكنا دائما على مسافة واحدة من الجميع ونعمل بهاجس تشجيع الجميع على تقديم تنازلات لمصلحة بلدهم وعلى قاعدة لا غالب ولا مغلوب، مع قناعتنا الراسخة بأن الانفراج في الوضع اللبناني سينعكس إيجابا على صعيد العلاقــات العــربية ـ الـعربية».
محليا، رحب الرئيس بري بالاتفاق وقال لـ«السفير» إنه يشكل خطوة جيدة ولكن تبقى الأمور بخواتيمها... وعندما سئل اذا كان متفائلا أجاب «ان شاء الله فالأجواء جيدة وسنسعى جهدنا للوصول الى حل لمصحة كل اللبنانيين. وعندما سئل عما اذا كانت جلسات الحوار ستكون مفتوحة أجاب إن ذلك رهن بما سيحصل في الدوحة، آملا بالتوصل الى حل سريع وبعد ذلك ننزل الى بيروت وننتخب رئيس الجمهورية الذي سيتولى هو شخصيا ترؤس جلسات الحوار الوطني. ورحب «حزب الله» بالاتفاق بلسان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد وقال لـ«السفير» إننا لا نذهب الى الدوحة لكي نعود مختلفين بل بنوايا صادقة وجدية للتوصل الى حل.
وفيما لم يصدر أي موقف رسمي مرحب عن العماد ميشال عون، قال عضو كتلته النائب ابراهيم كنعان، إننا نأمل التوصل الى نتيجة ايجابية. وعلم أن عون تشاور هاتفيا حول مضمون الاتفاق مع الرئيس بري وقيادة «حزب الله»، فيما تلقى اتصالا من قائد الجيش العماد ميشال سليمان الذي شكره على موقفه لجهة تراجعه عن مطالب بينها موضوع حكومة الطوارىء الانتقالية وعدم ذكر اسم المرشح التوافقي لرئاسة الجمهورية. وختم سليمان اتصاله بالقول لعون «يدي بيدك من أجل أن نبني الدولة». على صعيد قوى الموالاة، قالت أوساط رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لـ«السفير» ان ما جرى خطوة جيدة وقد فتح باب الجلوس مجددا الى طاولة الحوار وربما أدى استشعار الكل بالخطر، الى هذه الصيغة التي تعكس النجاح الأفضل للكل.
ووصفت أوساط رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري الاتفاق بأنه جيد جدا، وقالت لـ«السفير» إننا بما أنجز قد حققنا أمرين ايجابيين أولهما الحصول على ضمانة عربية خطية بأن ما حصل في العاصمة لن يتكرر (استخدام السلاح والعنف) وثانيهما الاصرار على خوض حوار وطني مسؤول حول أمن الدولة والمواطن. أضافت أوساط الحريري «لا تستهونوا ما حصل في الساعات الأخيرة ونحن نذهب بكل انفتاح نحو التسوية وإيجاد المخارج السياسية». ورحب رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط بما تم التوصل اليه، وقال لـ«السفير» إن المطلوب من الجميع أن يسعوا بكل إمكاناتهم من أجل إنجاح الاتفاق.
وقالت أوساط جنبلاط لـ«السفير» إنه حصل اتصال بينه وبين مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في «حزب الله» الحاج وفيق صفا، ليل أمس الأول، وهو الاتصال الأول من نوعه بينه وبين قيادي في الحزب منذ فترة طويلة وبجهد لافت للانتباه بذله طرف ثالث، وأضافت أن جنبلاط شدد على استمرار التواصل وفتح قنوات الحوار، وأشارت الى أن جنبلاط خاطب صفا قائلا «في كل عمري كنت أقاتل بشرف وأسالم بشرف». وتم التشديد من قبل جنبلاط خلال الاتصال بينه وبين صفا على استعداده وجديته في العمل على رجوع الحكومة عن قراريها الأخيرين «هذه الليلة (ليل أمس الأول) لأن من شان ذلك ان يريح الأجـواء ويهــدئ النفـوس».
ومن المقرر أن يجول النائب جنبلاط اليوم في منطقة عاليه وفي الشويفات حيث سيقدم التعازي لعائلات الضحايا الحزبيين والمدنيين ويتحدث للأهالي داعيا الى نبذ الأحقاد والتعالي عن الجراح واعتماد لغة التهدئة والعمل من أجل انجاز المصالحة في المنطقة التي شهدت الأحداث الأخيرة. ورحب الرئيس أمين الجميل بالاتفاق، فيما حذر مصدر في «القوات اللبنانية» من «اتفاق قاهرة جديد» وقال لـ«السفير» إننا أصبحــنا الآن أمام مفاعيل معركة ســياسية لا نعرف كيف تنتـهي مشــيرا الــى أن إدراج بند الســلاح هـو مكــسب للأكثرية.

ـ صحيفة النهار:
اعترضت العقبات الاجرائية والسياسية عمل اللجنة حتى اللحظة الاخيرة من اعلان الاتفاق، متسببة بتأخير المؤتمر الصحافي المشترك للشيخ حمد وموسى نحو 97 دقيقة لهذا الاعلان. وتواصلت الاجتماعات العلنية والسرية مع الزعماء او ممثلين لهم في فندق "فينيسيا" او في منازل الزعماء عبر ما سمي "ديبلوماسية الغرف" حتى الدقيقة الاخيرة. وصرفت اللجنة نحو 30 ساعة شبه متواصلة من المفاوضات والاتصالات حتى الساعات الاولى من فجر الخميس، ثم بعد ساعات الصباح حتى المساء.
وعلمت "النهار" ان المسودة الاولى للاتفاق ابصرت النور قرابة الرابعة والنصف فجر امس في جناح رئيس الوزراء القطري في "الفينيسيا" بعد مناقشات اجراها مع وفد من الغالبية ضم النائب السابق غطاس خوري، والمستشار الاعلامي للنائب سعد الحريري هاني حمود ومستشار الرئيس فؤاد السنيورة السفير محمد شطح، ووفد من المعارضة ضم المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للامين العام لـ"حزب الله" حسين خليل. واجريت المفاوضات في غرف منفصلة ومتجاورة، واستمرت نحو اربع ساعات.
لكن هذه المسودة لم تحظ بموافقة جميع الاطراف، اذ ابلغ المستشار السياسي لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع جوزف نعمة الى اللجنة اصرار جعجع على اثبات بند علاقة الدولة بالتنظيمات المسلحة بعدما كان هذا البند ألغي عقب مقابلة اللجنة ظهر امس لنائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم. ثم برز تحفظ للعماد ميشال عون الذي طالب بعدم الاشارة الى انتخاب العماد سليمان في مشروع الاتفاق وضرورة ذكر اعتماد القضاء دائرة انتخابية. وعقب المشاورات والاتصالات أدخل تعديل على أولويات البنود الستة وفقراتها الى ان وضعت في صيغتها النهائية وأعلنها رئيس الوزراء القطري بعد تجاوز الاعتراضات.
وشكل ادخال البندين المتعلقين بالسلاح مؤشراً لحرص اللجنة على وضع اتفاق متوازن على قاعدة "لا غالب ولا مغلوب" التي كانت في أساس المبادرة العربية. واذ أعلن رئيس الوزراء القطري ان السعودية تدعم هذا الاتفاق وهي عامل مهم في التوصل الى الحل، اكد السفير السعودي في لبنان عبد العزيز خوجه في اتصال معه مساء أمس "مباركة المملكة السعودية للاتفاق الذي توصلت اليه اللجنة الوزارية العربية في اجتماعاتها في لبنان". وقال: "طبعاً نحن نبارك الاتفاق ونحن جزء منه ونحن فرحون جداً جداً". وأضاف: "الحمد لله ان اللجنة برئاسة الشيخ حمد قطعت شوطاً كبيراً جداً وجمعت جميع الاخوان واتفقت معهم على هذا الاتفاق الممتاز جداً... ان شاء الله عما قريب جداً نفرح اكثر ويكون تم انتخاب الرئيس واتفق على الحكومة وقانون الانتخاب واستقرت البلاد". وأعرب عن اعتقاده انه "سيكون هناك اتفاق نهائي وكامل وان يعود الحوار والعقل الى الجميع"، مبدياً اهتمام بلاده "بأن تكون هذه ولادة جديدة للبنان واستقراره".
وعلمت "النهار" ان الترتيبات اللوجستية لنقل الشخصيات السياسية المشاركة في حوار الدوحة والاعلاميين والصحافيين الذين سيغطون اعمال المؤتمر قد استكملت ليلاً. ومن المقرر ان تنقل طائرة فريق الغالبية وطائرة أخرى فريق المعارضة، على ان تنقل الوفد الاعلامي طائرة ثالثة. وفهم ان الطائرة التي ستنقل فريق المعارضين ستقلع قرابة السادسة مساء مما يعني ان الحوار قد لا ينطلق اليوم بل غداً. وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري أبلغ الى اللجنة عدم ممانعته في ذهاب جميع اقطاب الحوار في طائرة واحدة. لكن الجانب القطري الذي تولى الاشراف على الترتيبات ارتأى تجزئة الوفود. ومن المقرر ان يمثل "حزب الله" في الحوار رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد يرافقه الوزير المستقيل محمد فنيش، على ان يشارك سائر أقطاب الحوار الـ 13 الآخرين الذين ضمتهم طاولة الحوار في مجلس النواب الذي انطلق في 2 آذار 2006 مع معاونيهم.

ـ صحيفة الأخبار:
بعيد العاشرة من مساء أمس، خرج رئيس الحكومة القطرية الشيخ حمد بن جاسم برفقة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ووزراء خارجية عرب لتناول العشاء في أحد مطاعم بيروت. كانوا ينشدون الراحة ـ بحسب موسى ـ بعد يومين من التعب المثمر، لكنّهم كانوا يريدون أيضاً إعطاء الانطباع بأنّ بيروت بدأت تستعيد حياتها، بعد إعلان بنود الاتفاق الذي لاقاه الناس بارتياح، ولكن بريبة الخائف من الشيطان الذي يلاحق التفاصيل. وقبل دقائق من بدء المؤتمر الصحافي للمسؤول القطري والأمين العام للجامعة العربية، رنّ هاتف موسى، وكان المتحدّث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي سأل عمّا يحصل، وأعرب عن دهشته لإنجاز وفد الجامعة الاتفاق. وأبلغه موسى أن رسالة سوف تصله خلال ساعات عن الاتفاق، وهو ما حصل في وقت متأخّر من ليل امس، فيما كان موسى يتحدّث لاحقاً الى وزيري الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل والسوري وليد المعلم ويتبلّغ منهما دعماً قال إنه شعر بجديته للحوار الذي سيبدأ في قطر اليوم، دون أن يخفي موسى قلقه من تعثّر ما. وقال: نحن الآن في مرحلة ثانية من رحلة حلّ أزمة لبنان، وإذا ما توصلنا الى نتائج مقبولة، فإن لبنان سوف ينعم بهدوء طويل.
وكان حمد بن جاسم وموسى قد أنجزا قرابة الرابعة من فجر أمس مسوّدة اتفاق ينص على التزام جميع الاطراف بعودة البلاد الى ما كانت عليه قبل الخامس من أيار، وإزالة آثار المواجهات التي حصلت، بما في ذلك تراجع الحكومة عن قراريها، والشروع فوراً في حوار مكثّف حول بنود المبادرة العربية. وكان الوفد العربي قد حصل على موافقة قوى المعارضة على هذه الورقة، وعلى موافقة بعض أقطاب فريق 14 آذار، ولا سيما النائب وليد جنبلاط، فيما كان النائب سعد الحريري ومسيحيّو 14 آذار يصرون على إدخال بند آخر يخص السلاح، تراوح بين القول بحاجتهم الى ضمانات بعدم تكرار ما حصل، وبجعل ملف سلاح حزب الله بنداً على طاولة الحوار. «لكن موازين القوى ونتائج ما حصل» فرضت صياغة البنود بطريقة مختلفة، على ما قال مرجع في الوفد العربي، وأضاف: «ان فريق 14 آذار بدا في وضع صعب للغاية. لا توحده رؤية ولا توجه واحد، وفيما كان جنبلاط مستعداً لإنجاز الاتفاق على الحكومة وقانون الانتخابات في لحظة واحدة، كان الحريري يناقش في إمكان تحسين الموقع التفاوضي، فيما يتصرف مسيحيو 14 آذار بذعر الخائف من خسارة كل شيء». لكن هذا المرجع لفت الى «مفاجأة» ناجمة عن موقف العماد ميشال عون الذي بدا متحفظاً على صياغة الاتفاق، لأنه رفض اعتبار ترشيح العماد ميشال سليمان أمراً محسوماً، كما رفض الإقرار بأن الحكومة المقبلة سوف تكون حكومة مفتوحة المهام. حتى إن المداولات التي أخرت المؤتمر الصحافي لحمد بن جاسم وموسى ركزت على الآتي:
أولاً: تحفظ الرئيس نبيه بري على جعل الحوار قائماً بمشاركة الجامعة العربية، والإصرار على اقتصار حضور الجامعة في الجولة الاولى، ثم يترك الامر للبنانيين فقط.
ثانياً: رفض «القوات اللبنانية» كل المشروع، ثم الموافقة عليه على أساس أنه لن يكون هناك اتفاق من تحت الطاولة.
ثالثاً: تحفظ العماد عون على حسم انتخاب سليمان واقتراحه مناقشة اعتبار الحكومة المقبلة انتقالية تنحصر مهمتها في إجراء انتخابات نيابية.
رابعاً: سعي النائب الحريري الى تقديم بند الحوار حول «علاقة الدولة بالتنظيمات» الى البداية.
وبحسب المداولات، فإن حمد بن جاسم ومعه موسى بذلا أنواعاً مختلفة من الوساطات وقدما الكثير من الضمانات التي أتاحت التوصل الى الاتفاق الذي أعلن. وعندما انتقل الجميع الى قاعة المؤتمر الصحافي، كان الكل في أجواء أن الجولة الاولى في الدوحة قد لا تستمر أكثر من 3 الى 4 أيام، على أن ينتقل بعدها المتحاورون الى بيروت لاستكمال البحث، علماً بأن مسؤولاً بارزاً في اللجنة العربية لم يستبعد أن يظل المتحاورون لوقت مفتوح في الدوحة حتى يتم إنجاز الاتفاق الذي أذاع حمد بن جاسم بنوده كلها.
وليلاً، عكف المدعوّون الى مؤتمر الحوار على إعداد ملفاتهم وحقائبهم استعداداً للسفر الى الدوحة اليوم، وتردّد أن بعضهم توجه إليها تحت جنح الظلام. وصدرت عن بعضهم مواقف حذرة إزاء إمكان نجاح الحوار، ومن هؤلاء الرئيس أمين الجميّل الذي رأى «أن المدخل إلى أي حل هو التفاهم على معنى كلمة سيادة، وضمان عدم توجيه حزب الله سلاحه إلى الداخل»، مجدِّداً مطالبته بـ«تطمينات بنيوية لا طوباوية». وقال «إن لم يجر البحث في موضوع السلاح وعلاقة حزب الله مع الدولة وسيادتها وسلطتها على كامل الأراضي اللبنانية، نكن قد راوحنا مكاننا ولم نتوصل إلى أي شيء». بدوره، رأى وزير الاتصالات مروان حمادة أن ما استطاعت اللجنة العربية تحقيقه هو «هدنة بالحد الأدنى ومخرج بالحد الأقصى»، مشيراً إلى أن الهدنة أفضل من ترك الأمور تتطور نحو معارك كاملة في بيروت والجبل. وإذ أكد أن الأفرقاء ليسوا ذاهبين إلى الدوحة لتغيير اتفاق الطائف، شدّد على وجوب عدم الخروج عن هذا الاتفاق.

ـ صحيفة الحياة:
علمت «الحياة» انه كان يفترض ان يعلن حمد بن جاسم الاتفاق صباح امس، بعدما رعى ومعه موسى وأعضاء اللجنة مفاوضات متنقلة في فندق «فينيسيا» استمرت حتى الرابعة والنصف فجراً، وشارك فيها ممثلون عن قوى 14 آذار والمعارضة، من دون ان يلتقوا، وتولت اللجنة تأمين التواصل بين الفريقين للتداول في صوغ البنود الواردة في الاتفاق. لكن تأخير اعلانه الى مساء امس يعود الى جملة من الأسباب أبرزها: ان الأكثرية بكل اطرافها وافقت على مسودة الاتفاق في صوغها الأول، بينما المعاونان السياسيان لرئيس المجلس النيابي النائب علي حسن خليل وللأمين العام لـ «حزب الله» حسين خليل، طلبا التريث الى حين الوقوف على الرأي النهائي لرئيس «تكتل الاصلاح والتغيير» النائب ميشال عون، علماً أنهما كانا يمثلان المعارضة في المفاوضات المتنقلة، في مقابل ممثلي الاكثرية مستشار رئيس الحكومة محمد شطح والنائب السابق غطاس خوري والمستشار الإعلامي لرئيس كتلة «المستقبل» النيابية هاني حمود.
وتمنّت المعارضة على حمد بن جاسم التأخّر في اعلان الاتفاق، بعدما أبلغه قادة الأكثرية ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة موافقتهم على مسودة الاتفاق، وتأكيدهم المضي فيها وان لا عودة عنها.لكن رئيس اللجنة، كما قالت مصادر عربية لـ «الحياة»، استغرب طلب التريث وسأل «الخليلين»: ألستما مفوضين باسم المعارضة، فيما كان مسؤول العلاقات السياسية في «التيار الوطني الحر» جبران باسيل يتصل بقيادة «حزب الله»، ناقلاً اليها مجموعة من الملاحظات بالنيابة عن عون. ومع ان حمد بن جاسم اتصل بالأخير مستفسراً في شأن ملاحظاته قائلاً له: «هذا هو الاتفاق الذي توصلنا اليه مع الأكثرية والمعارضة، اما ان تأخذ به أو دعه وليتحمّل كل طرف مسؤوليته امام اللجنة واللبنانيين». وتردّد ان هناك من اقنع رئيس الوزراء القطري بضرورة زيارة عون لإظهاره بأنه أحد أبرز صانعي الاتفاق، لكن حمد بن جاسم استعاض عن الزيارة باتصال ثانٍ كرّر فيه عون تحفظاته عن الاتفاق.
وعلمت «الحياة ان عون اعترض على إدراج اسم العماد سليمان كمرشح توافقي وطلب إبقاء هذه الفقرة في العموميات من دون تسمية أي مرشح. كما أصر على ادراج قانون الانتخاب لعام 1960 كأساس لقانون الانتخاب الجديد، إضافة الى اشتراطه ان تكون الحكومة الجديدة انتقالية بدلاً من حكومة وحدة وطنية، على ان تجرى الانتخابات في وقت مبكر قبل موعدها في ربيع 2009. لكن السيد نصر الله تدخل شخصياً من خلال معاونه السياسي، لإقناع عون بسحب تحفظاته باعتبار ان هذا هو الاتفاق الذي تم التوصل اليه.
(...) وانتهت المشاورات التي سبقت اعلان الاتفاق الى اعادة النظر ببعض المفردات لاستبدالها بعبارات تغلب عليها التهدئة مع ان اللجنة لم تأخذ بطلب «حزب الله» إدراج الفقرة الواردة في البيان الوزاري لحكومة السنيورة حول سلاح المقاومة في الاتفاق، فيما أصرّت الأكثرية على موقفها وتمسّكها بحرفية الاتفاق، بذريعة ان هذا السلاح استخدم في الداخل.
على صعيد ردود الفعل، قال النائب الحريري لـ «الحياة» ان البيان الذي أعدته اللجنة «بيان مقبول ونسير به كما ورد، ويؤكد ان اتفاق الطائف والدستور هو الاساس في قيام الدولة». وزاد ان الاتفاق يعلن «وقف العدوان على بيروت عن طريق الدعوة الى سحب المسلحين وانهاء المظاهر المسلحة وتعهد عدم استخدام السلاح لتحقيق مكاسب سياسية، وهو تعهد تضمنه الجامعة العربية».ورأى الحريري ان الاتفاق «يفتح الباب امام جولة حوار جديدة برعاية عربية».اما الشيخ نعيم قاسم فقال: «عدنا الى المقلب الاول الذي يعني المعالجة السياسية بكل انفتاح من دون شروط مسبقة، وستكون الحوارات برعاية عربية، ورئاسة الجمهورية محسومة عندنا للعماد سليمان، فيما يجب الاتفاق على حكومة الوحدة». وأكد قاسم عودة بيروت الى «حضن الأمن اللبناني من خلال الجيش، وهي للجميع وليست لطرف، وكلنا معنيون بأن نحفظ لبنان ونحميه».وأكد «الحزب التقدمي الاشتراكي» برئاسة النائب وليد جنبلاط «قدرة اللبنانيين على طي الصفحة على رغم الخسائر البالغة، وهذه القدرة من شأنها التأسيس لمرحلة جديدة عنوانها العودة الى المؤسسات والدستور، بما يضمن حقوق الجميع بالتساوي بعيداً من استخدام العنف الذي لا يمكنه ان يغير المعادلات».

ـ صحيفة صدى البلد:
علمت "صدى البلد" أن الوزير القطري وعمرو موسى قصدا الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله وتــشــاورا معه فــي هــذا الموضوع وضمان الاتفاق.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد