صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 16/5/2008

ـ صحيفة الأخبار
إبراهيم الأمين:
(...) حزب الله يفكر الآن في طريقة التعامل مع التطورات الأخيرة التي حصلت. لا يمكن أحداً أن يسقط من عقل الحزب أنه حمى نفسه في تجربة بيروت الأخيرة، وأبعاد ما جرى الاقليمية والدولية، قد لا تبدو ظاهرة للعيان أمام الجمهور، لكنها نتائج هائلة وماثلة أمام أنظار الانظمة والحكومات والأجهزة التي تعمل ليل نهار للتخلص من عبء هذه القوة، وهو العبء الناجم فقط عن دور الحزب في المقاومة ضد إسرائيل، وهي مقاومة باتت في العقد الاخير تتجاوز حدود الحركة الاحتجاجية على الاحتلال، لتلامس حدود النموذج القادر على تولي السلطة، بمعزل عن التقييم السلبي أو الايجابي لهذا النموذج. لكن ذعر الانظمة العربية من تأثير حزب الله خارج لبنان، يخص قدرته على تفعيل الاحتجاج القائم في دول المنطقة وتحويله الى حركات تغيير حقيقية، وخصوصاً إذا كان المدخل هو مقاومة إسرائيل.
كان على حزب الله المضي نحو تفاهمات ذات بعد محلي من النوع الذي يوفر له الغطاء المطلوب، وربما لهذه الأسباب وجد السيد حسن نصر الله مساحة للتفاهم مع الرئيس الراحل رفيق الحريري على أمور كثيرة قبل اغتيال الاخير، ثم هو ذهب ولو على مضض الى التفاهم الرباعي الذي قام أصلاً مع تيار «المستقبل» وهو وافق على صياغة تختلف عن أدبياته التقليدية عندما وقّع التفاهم مع التيار الوطني الحر، وهو وجد نفسه قابلاً للاندماج في أطر مع حركات قومية عربية ويسارية ولو كلفه الأمر تنازلات من النوع الذي يصعب على جماعات أيديولوجية القيام به. (...) وخلال العامين الاخيرين، كان حزب الله يعتقد أنه مستعد للتنازل كثيراً في اللعبة الداخلية مقابل تجنيبه المواجهة المباشرة مع فريق السلطة. وللحقيقة، فهو لم يخشَ يوماً فريق 14 آذار إلا لأنه يتظلل بعباءة السنة في لبنان، ولم يكن يقيم وزناً لكل من يرفع بنفسه فوق أكتاف سعد الحريري وأنصاره، لكن يبدو أن الامر تجاوز حدود اللعبة المحلية، باعتبار أن الحملة المركزة على الحزب جاءت هذه المرة من الخارج، وربما يكون حزب الله وحده في العالم من وحّد بين قيادة المملكة العربية السعودية وتنظيم القاعدة، حتى حصل ما حصل قبل أسبوع.وبناءً على ذلك، يعرف حزب الله الآن أنه أمام مسؤولية تخص إعادة ترتيب أموره وسط السنة، لا بين سنة لبنان وحدهم، والتفكك الذي برزت ملامحه على تيار «المستقبل» مرشح لأن يتفاعل بقوة وسرعة خلال شهور قليلة، ما يجعل حزب الله أمام سؤال كبير: كيف ومع من سوف يتعامل لاحقاً؟ (للقراءة) .

ـ صحيفة الأخبار
نقولا ناصيف:
مذ بلغ إليه أن حكومة الرئيس فؤاد السنيورة تعتزم اتخاذ قراري إقالة رئيس جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير وشبكة الاتصالات السلكية لحزب الله، جهد قائد الجيش لوقف صدورهما خشية أن يولّدا انفجاراً بين الحكومة وحزب الله، وهو يعرف، بحكم علاقته الوثيقة بالطرفين، مقدار الخلل في توازن القوى في مواجهة كهذه، ستضع الجيش في قلب صراع عسكري وستفتح أبواباً على فتنة مذهبية. أوفد إلى السرايا ضابطاً كبيراً ينبّه إلى خطورتهما ويفضّل الإحجام عنهما. وخلافاً لما درجت عليه الحكومة، ورئيسها خصوصاً، في أوقات سابقة عندما كانت تستمزج سليمان رأيه في شؤون عادية لا تنطوي على آثار مرشّحة للتفاعل كالقرارين الأخيرين، لم تسأله رأيه في ملفين للجيش علاقة مباشرة بهما، لأن شقير كان لا يزال في ملاك الجيش، ولأن شبكة الاتصالات القديمة والمجدّدة ذات تأثير على علاقة الجيش بحزب الله. عاد موفده من السرايا بلا استجابة مع إصرار على إقالة شقير، حاملاً اسم ضابطين شيعيين رشحتهما لخلافة شقير في جهاز أمن المطار، ورغبت عندئذ في الوقوف على رأي العماد سليمان في أحدهما لتعيينه. سأل القائد الضابط أيهما يفضّل، فسمّى أحدهما. سأله مجدّداً أن يجيبه بصراحة هل يجد الاسم البديل أحسن من شقير. ردّ سلباً.
في وقت لاحق جمع القائد أعضاء المجلس العسكري وسألهم، فرداً فرداً، موقفهم من إثارة قضية شقير وكيف تصحّ معالجتها. كانت إجاباتهم نفسها: نزع الكاميرا والقيام بدوريات أمنية والتفاهم مع الجهة المعنية على عدم تكرار الأمر. في خلاصة الحوار طلب منهم قائد الجيش نقل وجهة نظرهم هذه إلى السياسيين الذين هم على صلة بهم. التقت وجهات نظرهم أيضاً على أن أي خطأ محتمل يمكن أن يكون قد ارتكبه شقير يُعدّ تقصيراً إدارياً ليس إلا، يصير إلى التحقيق فيه.حدث ذلك كله قبل أن يلتئم مجلس الوزراء مساء 5 أيار، طوال الليل، ويتخذ قراريه بإقالة شقير والتهديد بتفكيك شبكة الاتصالات السلكية لحزب الله وملاحقة المسؤولين عنها قضائياً فجر 6 أيار. في 10 أيار، بعدما انفجرت الأزمة عسكرياً واجتاح الحزب بيروت، كتبت الحكومة إلى قيادة الجيش طالبة الاطلاع على رأيها في القرارين. بعد ساعات، وقبل أن ينقضي اليوم، ردّت القيادة عبر وزير الدفاع الوطني الياس المر على السنيورة تقترح إلغاءهما في الكتاب المقتضب الآتي: «بعد الاطلاع على المبادرة القاضية بوضع قراري مجلس الوزراء المتعلقين بمطار بيروت وشبكة اتصالات حزب الله في عهدة الجيش. ونتيجة للتحقيقات التي أجرتها هذه القيادة، وحفاظاً على المصلحة الوطنية العليا، تقترح إلغاء القرارين المذكورين».

ـ صحيفة الأخبار
ثائر غندور:
يُقسّم أحد الناشطين في تيّار المستقبل جمهور التيّار اليوم ثلاثة: مستفيدين، قد يتركون إذا وجدوا مصالحهم خارجه وقد يبقون فيه إذا وجدوا البقاء مفيداً، ومقتنعين بأن التيّار يُشكّل الحاضنة الأولى للسنّة وهؤلاء لم يستيقظوا بعد من صدمتهم ويحاولون تضخيم صورة «العدو»، والجزء الثالث هم الناقمون حالياً على التيّار لأنه خذلهم ولم يُدافع عن بيروت بعدما أشبعهم وعوداً بأن دقائق قليلة تكفي لتكون شوارع بيروت مليئة بالمسلّحين المستعدّين للدفاع عن «مدينتهم وأهلها»، وهؤلاء يبحثون اليوم عمّن يؤمّن لهم الوسيلة للدفاع عن أنفسهم، وقد تكون التنظيمات السلفيّة الناشطة في الطريق الجديدة المكان المستعدّ لاستقبالهم. كذلك يحقد هؤلاء على النائب وليد جنبلاط الذي يعتبرونه سبباً لاقتحام مناطق السنّة. ومن يجل في منطقة عائشة بكّار ينتبه إلى «المستفيدين» من تيّار المستقبل. كثيرون ممن كانوا يملأون الشوارع بصور الحريري الأب والابن غيّروا البذلة في يوم واحد. وقف «أبو عمر» المعروف بولائه لآل الحريري، من اليوم الأول في صفوف حركة أمل. ويؤكّد ناشطون في المستقبل أن عدداً من مقاتليهم البيروتيين عادوا إلى قواعدهم الناصريّة (مرابطون واتحاد اشتراكي) والقوميّة عند إطلاق أول رصاصة (للقراءة) .

ـ صحيفة الأخبار
انطوان سعد:
تكشف أوساط قريبة من المعارضة أنه قد بلغها أنه حصلت مراجعة يتيمة من جانب قيادات موالية لرئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع للتدخل بطريقة ما لتخفيف الضغط عن بيروت والجبل، لكن هذا الأخير وجد الأمر غير ممكن، نظراً لما قد يترتب عليه من مضاعفات مع الجيش اللبناني والحزب السوري القومي الاجتماعي وتيار المردة والرأي العام المسيحي الذي لم يخرج بعد من تروما حرب الإلغاء سنة 1990 التي مزقته وأخرجته من المعادلة السياسية اللبنانية منذ ذلك الحين.
إضافة إلى ما سبق، لا تجد القوى المسيحية المعارضة دافعاً للدخول في المعركة. فمن جهة هناك خشية من زيادة تراجعها على المستوى الشعبي إن هي بادرت إلى القتال، ومن جهة ثانية تبدو هذه الأوساط مقتنعة بأن حلفاءها منتصرون، ولا حاجة لتدخلهم، ولا فائدة منه. وتقول معلومات إن رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية أقنع أركان الحزب السوري القومي الاجتماعي بأن ثمة ضرراً كبيراً على مستوى الرأي العام المسيحي في الشمال إذا حاولوا الرد على أحداث حلبا في الكورة أو غيرها.

ـ صحيفة الأخبار
أنطون الخوري حرب:
تراقب بكركي، في غياب سيّدها، تطورات الوضع اللبناني، والمسيحي خصوصاً، في ظل الأجواء التي سادت البلاد منذ صدور القرارات الأخيرة عن الحكومة وصولاً إلى إلغائها.
وفي غياب البطريرك نصر الله صفير، تصبح بكركي مقصداً يستقبل الزوار الأساقفة المقيمون فيها، وجلّهم من النواب العامّين لصفير. يجرون اتصالاتهم بالزعماء المسيحيين للاطمئنان إلى استتباب الهدوء بين القواعد، رغم استمرار الانقسام السياسي.ويعرب أساقفة بكركي عن تقديرهم للحكمة التي تجلّت لدى القادة المسيحيين في الاتفاق الضمني والتلقائي على عدم تحريك الشارع «ما دام مناصرو حزب الله لا يخشون التعديات عليهم في منطقتي جبيل والمتن بشكل أساسي، نظراً إلى حرص الفرقاء المسيحيين على منع أي استفزاز من شأنه أن يسبّب تحركات احتجاجية تنتهي بالتصادم الدموي. وكذلك لحرص الحزب على عدم إيذاء حليفه المسيحي العماد ميشال عون وتياره الواسع الانتشار». لكن هذا الاطمئنان لم يمنع أساقفة الطائفة من الشعور بـ«القلق والحذر تخوّفاً من تسلل طابور خامس رغم وجود اتفاق بين قادة التيارات المسيحية وبكركي والجيش على أن يكون كل الأطراف إلى جانب الأخير في منع أية تحركات أو صدامات مسيحية ــــ مسيحية». وينظر الأساقفة إلى الوضع بارتياح كبير، مشيرين إلى أن بعض ردود الفعل الفردية كانت محكومة بجوّ التهدئة الداخلية ومنزوعة الغطاء السياسي، مما أدى إلى زوالها بسرعة.

ـ صحيفة السفير
ساطع نور الدين:
حتى السابع من ايار، كان لبنان مجرد ساحة خلفية، يسودها الفراغ السياسي والفوضى الامنية، لكنها تخضع لقواعد لعبة خارجية حددها قرار مجلس الامن الدولي الرقم ,1701 وانضبط فيها الجميع، طوال العامين الماضيين، من اجل تفادي اشعال حرب اقليمية كبرى لا يريدها احد ولا تخدم مصلحة احد.. وثمة بديل مناسب لها هو العمليات الخاصة مثل الغارة على دير الزور في ايلول الماضي، واغتيال القائد عماد مغنية في شباط الماضي. اما من الآن فصاعدا، فإنه ومهما بذل حزب الله من جهد استثنائي للتوضيح ان عمليته العسكرية ضد بيروت والجبل كانت مجرد عملية وقائية موضعية مؤقتة، ومحدودة في الداخل اللبناني، فإنه لن يستطيع ان يقنع الاميركيين والاسرائيليين وبعض العرب، بأن ما جرى لم يكن اختراقا ايرانيا وانقلابا سوريا على تلك القواعد التي ارسيت في اعقاب حرب تموز العام ,.2006 برغم ان طهران ودمشق سارعتا الى نفي تورطهما في تلك العملية الخطرة، وأرسلتا اكثر من اشارة تنصل منها، وأكثر من علامة على عدم رغبتهما في استثمار نتائجها. سيثبت التاريخ، ان تلك العملية كانت الذريعة لمشروع اميركي اسرائيلي فعلي هذه المرة، يعتبر لبنان جبهة امامية متقدمة من جبهات المواجهة، لا تقتصر المعارك فيها على اصدار قرارات في مجلس الامن الدولي او اطلاق وساطات من قبل الجامعة العربية.. ولا تكترث للحريق الهائل الذي يمكن ان يشتعل في البلد ويتخطى حدوده !

ـ صحيفة السفير
غاصب المختار :
صحيح ان الموالاة نجحت في جر «حزب الله» وحلفائه الى معركة داخلية عسكرية محدودة، كانت بمثابة ابغض الحلال، الا ان الاصح ان الموالاة جرت نفسها وجمهورها ومن يدفعها من قوى اقليمية، الى خيارات غير وطنية وغير تعايشية، وإلى تداعيات سياسية ليس اقلها انها ظهرت فاشلة وعاجزة عن الدفاع عما عملت على التحريض له منذ اكثر من سنتين. (...) لا بد ان يعمل سعد الحريري على لملمة الشارع السني وامساكه من الانفلات الذي ظهر في اكثر من منطقة، وليحصر خلافه مع «حزب الله» وحلفائه في العناوين السياسية المختلف عليها اصلاً منذ انعقدت طاولة الحوار العام ,2006 وليكن سلاح المقاومة بنداً من بنود الحوار طالما هو بند خلافي، لكن لا يمكن الاستمرار في لعبة إدخال سنّة لبنان في الحلقة الجهنمية العراقية التي صنعتها الإدارة الأميركية اليهودية الاصولية، وتريد تعميمها على لبنان. والأمر ذاته بل أكثر مطلوب من وليد جنبلاط، طالما انه كان المحرض الاول العلني على سلاح المقاومة.

ـ صحيفة السفير
حسام عيتاني:
يتعين التشديد على مسألتين. الأولى إن التوفيق لم يكن حليف النائب سعد الحريري في تحذيره من أن أهل بيروت لن يستقبلوا أي لاجئ في حال تعرض الجنوب الى عدوان إسرائيلي مقبل. فبيروت، المدينة المفتوحة لجميع اللبنانيين والعرب، لا يمكنها ان تقفل ابوابها في وجه احد وإلا خسرت نفسها وخسرت قيمتها. كان حري بالنائب الحريري التأكيد على قيم التعدد والاعتدال التي تمتاز عاصمتنا بها، برغم كل التجاوزات القميئة التي قام بها مسلحو الزمن الرديء هذا، وبرغم ما كشف الهجوم على بيروت من عطب راسخ في العقل السياسي اللبناني الطائفي، عموماً، والتمسك، في المقابل، بواجب أهالي العاصمة في نجدة أي من مواطنيهم حيال أي مصاب يتعرضون اليه، وخصوصاً إذا كان اعتداءً إسرائيلياً. وكان من الافضل ترك الثأر وسواه من الممارسات والأقوال الاستفزازية لمن اعتدى على بيروت في تلك الليلة الظلماء.
وطالما ان الشيء بالشيء يذكر، كان يحسن ان تسعى وسائل اعلام «المستقبل» الى الاحتفاظ بصورتها كضحية وعدم الوقوع في إغراء الانتقام اللفظي ممن ارتكب خطيئة إرغام التلفزيون والصحيفة والاذاعة على الصمت. ومن أسف ان صمت الوسائل هذه كان ابلغ وبأشواط، من كلامها بعد استئنافه. لقد جذب سحر البيان السريع بل المتسرع وسائل الاعلام التي تعرضت الى ظلم لا يغتفر، فوقعت في إغواء الرد على من اساء اليها. كان يمكن ان تستفيد وسائل «المستقبل» الاعلامية من محنتها بتحويلها الى فرصة ذهبية واستخلاص عِبَرٍ تجعلها في منأى عن الردح الطائفي والمذهبي والارتقاء الى سوية وطنية تترك الخصوم الاعلاميين والسياسيين في غيهم يعمهـــون وفي مستنقعاتهم يتخبطون.

ـ صحيفة الحياة
غسان شربل:
يمكن الحديث عن تطورات أعادت تسليط الأضواء عليه أو التذكير به. الثورة التي فجَّرها الخميني في إيران ومحاولتها «تصدير الثورة» إلى مواقع في بحر لا يشبهها. الحرب العراقية - الإيرانية التي كانت ترمي في بعض وجوهها إلى احتواء جمر الثورة داخل الحدود الإيرانية. سقوط «البوابة الشرقية» للعالم العربي. تولي المعارضة الشيعية العراقية المدعومة من إيران مقاليد السلطة في بغداد. في هذا السياق كان يوم إعدام صدام حسين كثير الدلالات بالنسبة إلى درجة الاحتقان على خط التماس السنّي - الشيعي. فموعد الإعدام والطريقة التي تم بها والصيحات التي رافقته أثارت استهجاناً واستنكاراً حتى في أوساط طالما تمنت له سقوطاً مدوياً. في هذا المناخ جاءت الأحداث الأخيرة في بيروت وهي تحمل في جانب منها آثار اغتيال الرئيس رفيق الحريري ومرارات ما بعد حرب تموز. المشاهد التي نقلتها الشاشات وما تبعها من روايات عن ممارسات، أثارا غضباً وضاعفا الاحتقان المرتفع أصلاً على خط التماس. يمكن القول إن الخسارة التي لحقت برصيد المقاومة كانت كبيرة. الشيء نفسه في ما يتعلق بصورة «حزب الله». كل قراءة للخسائر والأرباح تتجاهل ما ألحقته الاحداث بالعلاقات السنّية - الشيعية قراءة ناقصة.حروب بيروت أوسع من مسرحها وأخطر. بيروت في المنطقة نموذج ومختبر. لا يستطيع لبنان احتمال اشتعال خط تماس سنّي - شيعي فيه. ولا تستطيع المنطقة قبول اشتعال مثل هذا الخط فيها. واذا كان من المفروض ان تستغل كل الأطراف المحلية والخارجية صمت السلاح لإجراء مراجعة فإن «حزب الله» مطالب بإجراء مراجعة عميقة يتوقف على نتائجها مستقبل الوضع في لبنان ومستقبل العلاقات العربية - الإيرانية ودرجة الاشتعال على خط التماس في المنطقة.

ـ صحيفة النهار
اميل خوري:
إذا كانت احداث اليوم هي اخطر من حوادث 1958 لان الجيش، خلافا للماضي يواجه قوة مسلحة يملكها "حزب الله" تحد من قدرة قوات السلطة على التدخل للسيطرة على الوضع الامني الا باعتماد سياسة الامن بالتراضي والتوافق، لان الحسم بالمواجهة قد يعرض هذه القوات للانقسام أو يعرض البلاد لحرب اهلية.والسؤال المطروح هو: اذا كانت حوادث 1958 انتهت بالاتفاق على انتخاب اللواء فؤاد شهاب رئيسا للجمهورية، بعد توافق على ذلك بين الولايات المتحدة ومصر عبد الناصر ثم تشكلت حكومة رباعية برئاسة رشيد كرامي تحت شعار "لا غالب ولا مغلوب"، وقد منحها مجلس النواب سلطات استثنائية، فكيف ستنتهي أحداث اليوم الدامية، بعد تراجع الحكومة عن القرارين الشهيرين. هل تنتهي بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية ما دامت الموالاة والمعارضة متفقتين على انتخابه وان بعد تسوية الخلاف على الاولويات خلال الحوار؟ اذ ان الموالاة هي مع انتخاب العماد ميشال سليمان بدون شروط مسبقة، فيما المعارضة مع انتخابه ولكن بشروط تقضي بالاتفاق على الخطوط العريضة لتشكيل حكومة وحدة وطنية، وباعتماد القضاء دائرة انتخابية، فاذا كان التوافق حاصلا بين القوى الاقليمية والدولية المعنية على ان يبدأ الحل بانتخاب العماد سليمان والاكتفاء باعلان نيات في ما يتعلق بالحكومة وبقانون الانتخاب، فان الحل يبدأ عندئذ باجراء هذا الانتخاب في وقت قريب.

ـ صحيفة النهار
راجح خوري:
كان واضحا جدا ان الامين العام للجامعة العربية يعرف ان البنود السبعة التي قرأها رئيس وزراء قطر يمكن الا تصنع حلا راسخا ونهائيا، كما كان من المؤكد انها تترجم في شكل واضح ان الامور انتهت برابح واحد وخاسرين اثنين. وهو ما يمثل عمليا ترجمة سياسية لـ"الانتصار" الذي حققه السلاح على الارض، في بلد لا يتسع عمليا لمنتصرين ومنهزمين!الرابح هو "حزب الله" ومن ورائه المعارضة ربما استثناء الجنرال ميشال عون الذي قد يكون خسر الرئاسة، وقد قيل امس انه سعى الى الحيلولة دون ايراد اسم العماد ميشال سليمان كرئيس توافقي في بنود الاتفاق.والخاسران هما اولا الحكومة ومن ورائها الاكثرية وقد تم التراجع عن القرارين بشأن امن المطار وشبكة الاتصالات. وهذا يعني انه لن يكون في وسع هذه الحكومة اتخاذ اي قرار بعد الآن لا يناسب "حزب الله".وثانيا الجامعة العربية عينها التي تم اسقاط مبادرتها المعروفة التي سبق ان حملها عمرو موسى مرتين الى بيروت برفقة وزراء خارجية من الدول العربية من دون التوصل الى نتيجة.

ـ صحيفة النهار
عبد الكريم ابو النصر:
توصلت دول غربية وجهات دولية معنية بمصير لبنان، في ضوء معلوماتها ومشاوراتها وتقويمها للتطورات الخطرة الراهنة، الى اقتناع بان حزب الله، الحليف العسكري الاقوى والاهم لسوريا وايران في المنطقة، قادر على زرع الفوضى الامنية الواسعة في الساحة اللبنانية، كما تدل عليه عملية الاقتحام المسلح لبيروت ومناطق اخرى، لكن الثمن الذي سيدفعه سيكون باهظا عليه داخليا وعربيا واقليميا ودوليا، وقد يعطي اعداءه الحقيقيين ذرائع لالحاق الاذى الكبير به. في المقابل، فان حزب الله ليس قادرا على تغيير موازين القوى السياسية والشعبية في لبنان لمصلحته ومصلحة حلفائه باعتماده على قوة السلاح ومنطق المقاومة المستمرة، كما سائر الافرقاء لسلطته، وليس قادرا كذلك على تسلم الحكم كليا في هذا البلد مهما امتلك من قدرات عسكرية".
هذا ما اكدته لنا مصادر ديبلوماسية اوروبية في باريس معنية مباشرة بالملف اللبناني واوضحت ان ما يقيد قدرة حزب الله ويمنعه من السيطرة كليا على لبنان وحكمه بقوة السلاح هي العوامل الاساسية الآتية:
اولا، تركيبة الحزب التنظيمية والدينية والعقائدية التي تثير مخاوف الغالبية الواسعة من اللبنانيين وقلقها.
ثانيا، ارتباط الحزب الوثيق بالنظامين السوري والايراني واعتماده عليهما عسكريا وماليا بشكل خاص.
ثالثا، عدم قدرة طائفة واحدة في بلد كلبنان على فرض شروطها ومطالبها على طوائف اساسية اخرى.
رابعا، رفض اللبنانيين عموما للحرب الاهلية مما يجعلهم يبتعدون عن اي طرف يدفع البلد الى السقوط في فخ الاقتتال الداخلي الواسع.
خامسا، الرفض العربي والاقليمي والدولي الواسع والحازم لاي مسعى يمكن ان يقوم به حزب الله لفرض هيمنته على لبنان بقوة السلاح والتصميم على مع سقوط هذا البلد في قبضة المحور السوري - الايراني المتشدد لان ذلك ستكون له انعكاسات بالغة الخطورة على موازين القوى في المنطقة وعلى الامن والاستقرار فيها.
وذكرت هذه المصادر "ان حزب الله ليس قادرا على ان يتحول حزبا سياسيا وان يكتفي بهذا الدور بقرار ذاتي منه، كما انه ليس راغبا في ذلك، لان طموحاته الداخلية واسعة وتتطلب، في تقديره، امتلاكه السلاح لتعزيز مواقعه ومواقع طائفته، ولان المهمة المطلوبة منه سورياً وايرانياً تقتضي ان يظل تنظيما عسكرياً مدججاً بالسلاح من اجل تهديد اسرائيل وابقاء الساحة اللبنانية مفتوحة امام كل الاحتمالات وورقة مساومة تخدم مصالح السوريين والايرانيين في الدرجة الاولى".واكد ديبلوماسي اوروبي معني بالملف اللبناني "ان انقلاب حزب الله المسلح لم يضعف الغالبية النيابية والشعبية، ولن يدفع اللبنانيين الى التمسك باهداف الحزب وخياراته، بل على نقيض ذلك، سيؤدي الى توسيع نطاق الدعم الشعبي والسياسي للقوى الاستقلالية ويثير المخاوف العميقة والواسعة من الحزب ومشروعه. فليس هناك انتصار عسكري او سياسي لحزب الله حين يخوض معارك ضد خصوم سياسيين يرفضون الاحتكام الى السلاح ويتمسكون بالخيارات السلمية والسياسية وبالشرعية، وقد اصبحوا غالبية نتيجة انتخابات حرة وليس نتيجة انقلاب عسكري".

ـ صحيفة النهار
صبحي ياغي:
أبدت اوساط أمنية مخاوفها من ان تستغل "القاعدة" الدعوات التي ارتفعت اخيراً في الوسط السني اللبناني وعبر عدد من المواقع الالكترونية الاسلامية الاصولية، والنداءات التي اطلقها عدد من الدعاة السلفيين والمشايخ لـ"اهل السنة" للتسلح وللدفاع عن انفسهم، ومنها دعوة النائب السابق خالد ضاهر باسم "اللقاء الاسلامي المستقل" "... لاطلاق مقاومة اسلامية وطنية من اجل حماية لبنان والدفاع عن اهله ومنع المشروع الفارسي من مد يديه الى عاصمة عربية، لان من احتلوا بيروت هم فريق من جيش فارسي". وكذلك دعوات الشيخ الشهال ودعوات بعض الجماعات الاسلامية المتطرفة. واليوم تبدي اوساط امنية مخاوفها من ان تكون الحوادث الدامية التي شهدتها بيروت والجبل والشمال وغيرها من مناطق لبنانية نافذة لدخول التطرف الاصولي الى الساحة اللبنانية، وان يشهد لبنان بسبب ذلك اعمالاً ارهابية مشابهة لما يجري بالعراق تشارك بدعمها وتمويلها جهات استخباراتية اقليمية ودولية بطريقة غير معلنة، وتعم الاضطرابات والتفجيرات والاغتيالات على الساحة اللبنانية ودائماً بتوقيع "تنظيم القاعدة".

ـ صحيفة المستقبل
مقالة للنائب مصطفى علوش بعنوان:
"حتى لا تسقط تقية حزب الله الحرية في لبنان" وقال فيها :" بصراحة ومن خلال قراءتي لأدبيات حزب الله والعقيدة التي يؤمن بها (ولاية الفقيه) كنت متأكدا أنّ الصدام آتٍ لا محالة وأنّ كل ما يعلنه هذا الحزب على لسان رئيسه وقياداته وإعلامه من دعوات للوحدة الوطنية تارة والوحدة الإسلامية تارية أخرى ما هو إىّ ممارسة للكذب الشرعي المعروف بالتقية"
كما كتب رئيس حركة الحرية والتنمية أحمد الأيوبي مقالا بعنوان:
"عندما يعتمد حزب إيران التطرف في لبنان والمنطقة لإسقاط مشروع الدولة اللبنانية" ينسج فيه على نفس المنوال من مهاجمة الحزب الإيراني ودوره في غزوة بيروت ... ومقالة ثالثة لعدنان كريمة بعنوان :" إسرائيل ضربت النمو الإقتصادي في تموز 2006 وحزب الله يستكمل المهمة في أيار 2008".

ـ صحيفة الشرق الأوسط
أفردت صفحة 12 من صفحاتها لتحقيق تحت اسم قصة حزب الله وعلاقة إيران وسورية، هاني فحص يكشف للشرق الأوسط تفاصيل العلاقات المعقدة والمربكة بين الخميني والصدر" . كما أفردت الصفحة 14 كاملة لعرض صور عن الأحداث الأخيرة في لبنان تحت عنوان :" إنقلاب حزب الله في صور لا تنسى وعلّقت بالقول :" عندما يغيب صوت العدل وتسود لغة الغاب يصبح الإنسان وحشا كاسرا.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد