ـ صحيفة السفير:
حسب مصدر دبلوماسي عربي قريب من وفد الجامعة العربية، فإن الاقتراح الذي كان يجري تداوله من قبل القطريين والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، حتى ساعة متأخرة من فجر اليوم، يقوم على أساس التوافق على الحكومة ولكن يصار الى تأجيل موضوع القانون الانتخابي، وأنه فور انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة الجديدة يوضع القانون الانتخابي على جدول أعمالها، ويتم تشكيل لجنة تعنى بالأمر، مع ترك الباب مفتوحا أمام أكثر من صيغة ولا سيما صيغة مشروع القانون الذي تقدمت به الهيئة الوطنية للقانون الانتخابي برئاسة فؤاد بطرس الى حكومة الرئيس فؤاد السنيورة.
وعقد فجر اليوم، اجتماع في جناح الرئيس نبيه بري في &laqascii117o;الشيراتون" ضمه ورئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وعمرو موسى وهشام يوسف وطلال الأمين ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد والنائب علي حسن خليل ومسؤول الإتصلات السياسية في &laqascii117o;التيار الحر" جبران باسيل.
وخلال هذا الاجتماع، كانت قنوات الاتصال مفتوحة عبر الهاتف مع فريق الموالاة من أجل تثبيت صيغة توافقية للحكومة حيث لم تصل الاقتراحات العربية الى &laqascii117o;الثلث الضامن" بل كانت تتوقف دائما عند الرقم عشرة للمعارضة، بينما كان الرئيس بري قد رسم معادلة نهائية مفادها الآتي: نقبل بتأجيل بت القانون الانتخابي على اساس صيغة حكومية تعطي الثلث الضامن للمعارضة (11 وزيرا) ومن دون أي التباس(أي لا يترك لها أن تختار وزيراً حادي عشر من ضمن حصة رئيس الجمهورية كما طرح البعض من فريق الموالاة)، وكذلك مع ضمانات تتعلق بعدم استقالة الحكومة رئيساً ووزراء، على أن ينعقد بعد انتخاب رئيس الجمهورية مؤتمر الحوار برعايته ويناقش قانون الانتخاب وقضايا أخرى.
أما المعادلة نفسها، فتقول بأننا مستعدون كمعارضة للقبول بحكومة على اساس المثالثة أو أية صيغة حكومية مرضية للجميع، لكن شرط البت أولاً بالقانون الانتخابي والأخذ بالملاحظات التي يطرحها عون في ما يخص تقسيمات بيروت الانتخابية. وحسب أكثر من مشارك، فإن العد العكسي لانتهاء أعمال مؤتمر الدوحة بدأ وربما يكون اليوم هو اليوم الأخير، وأن التوجه القطري يقضي بالخروج بنصف نجاح في الحد الأدنى، علماً أن التصريحات الاعلامية ، ليل أمس، زادت منسوب التفاؤل، ولو أن البعض وضع السلبي والايجابي منها في خانة تحسين شروط التفاوض على الطاولة، وخاصة ما يتعلق بالقانون الانتخابي.
وفيما كان يتركز البحث نهاراً على السلة المتكاملة للحل، تراجع الأمر ليلاً نحو البحث عن مخارج حتى لا يقال إن المؤتمر قد فشل، ومن هنا انبرت صيغة الحكومة الانتقالية المحايدة التي طرحها العماد ميشال عون وتبناها لاحقاً الرئيس بري ووزير الأشغال محمد الصفدي وبعض أطراف الحوار مثل النائب ميشال المر، على أن يتم فصلها عن خطوة انتخاب رئيس الجمهورية، اي تكون وظيفتها الأساسية إعداد القانون الانتخابي وتنظيم عملية الانتخاب (نموذج حكومة الرئيس نجيب ميقاتي عام 2005).
غير أن فريق الموالاة، كان قد وضع سقفاً للتفاوض لم يحد عنه أحد من أطرافها باستثناء النائب وليد جنبلاط والوزير الصفدي، حيث أصر النائب سعد الحريري على رفض مقايضة تقسيمات بيروت الانتخابية بأي أمر آخر، كما رفض إعطاء المعارضة صيغة الثلث الضامن، كما اعترض على صيغة الحكومة الانتقالية. وحسب شريط الاتصالات، فإن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني فاجأ المشاركين ظهراً بوصوله الى &laqascii117o;الشيراتون"، في اطار ما اسماه الجانب القطري &laqascii117o;محاولة إعطاء دفع للمشاورات التي كانت قد بلغت أفقاً مسدوداً". وفور وصوله اجتمع بالرئيس السنيورة بحضور رئيس الوزراء القطري ثم انضم اليهم النائب سعد الحريري (استغرق الاجتماع ثلاث ساعات)، وبعد ذلك توجه أمير قطر الى جناح كان ينتظره فيه الرئيس بري والعماد عون والنائب رعد بحضور بعض معاونيهم، ثم عاد الى جناح السنيورة واجتمع به ثم جمعه ببري وانضم اليهم عون ثم سعد الحريري في لقاء مصالحة هو الأول منذ التئام طاولة حوار الدوحة.
ولاحقاً انضم علي حسن خليل وغطاس خوري للمجتمعين ثم وزير الخارجية القطري وعمرو موسى والوزير العماني يوسف بن علوي ووزير خارجية الامارات الشيخ عبد الله بن زايد. وخلال هذا الاجتماع الموسع تقدم القطريون بطرح مدعوم من عمرو موسى، ينطلق من المبادرة العربية ويقضي بإعطاء المعارضة 10 وزراء والموالاة 13 وزيراً و7 لرئيس الجمهورية تختار المعارضة أحدهم، لكن المعارضة رفضت الصيغة وأصرت على تسمية 11 وزيراً خاصة ان التوجه كان يقضي بتأجيل البت بالقانون الانتخابي الى ما بعد تشكيل الحكومة التي تبادر فور تشكيلها الى إحالة قانون فؤاد بطرس الى مجلس النواب فيأخذ على عاتقه البت بالقانون من الآن وحتى ما قبل موعد انتخابات العام ,.2009 ووعد القطريون بتطوير اقتراحاتهم بعد التشاور مع الموالاة...
وفور انفضاض الاجتماع خرج عون وأدلى بحديث لقناة &laqascii117o;او تي في" بدا فيه متحفظاً على أية صيغة للحل لا تؤدي الى تحسين شروط التمثيل المسيحي في العاصمة وقال إن عقلية الاستئثار والتسلط التي أنتجت الأحداث الأخيرة مستمرة وربما تؤدي في المستقبل الى أحداث مماثلة. ثم توجه الى كنيسة الدوحة للصلاة قبل أن يعود الى الفندق ويأوي الى فراشه باكراً.
وفي ختام الاجتماع مع امير قطر، قال الحريري لوكالة فرانس برس &laqascii117o;الامور جيدة والدخان ابيض"، فيما قال النائب علي حسن خليل إن &laqascii117o;الامور إيجابية وهناك تقدم وقد باتت الكرة في ملعب الموالاة". وقال نائب موال لفرانس برس &laqascii117o;لقد قدمت قطر اقتراحاتها بالنسبة الى نقاط البحث ووافقت الأكثرية عليها والكرة الآن في ملعب المعارضة التي لم تعط جواباً بعد".
وبعد انتهاء الاجتماع الموسع للموالاة والمعارضة مع أمير قطر، اجتمع الرئيس بري برئيس كتلة الوفاء للمقاومة بحضور جبران باسيل وعلي حسن خليل وبعض المسؤولين القطريين والعرب، حيث طرحت معادلة &laqascii117o;اما قانون انتخابي عادل ومتوازن أو الحصول على ثلث ضامن في الحكومة الجديدة مع تأجيل البت بالقانون".
وفي الوقت نفسه، كان النائب سعد الحريري يعقد اجتماعا في جناحه شارك فيه السنيورة وجميع قادة الموالاة وحيث تم وضع الحاضرين في أجواء الاجتماع الموسع الذي رعاه أمير قطر، كما تقرر خلاله أن يتولى الحريري بدلاً من مسيحيي 14 آذار التصدي لموضوع التقسيمات الانتخابية في بيروت &laqascii117o;حتى لا تظهر صورتنا أمام جمهورنا في موقع المعترض على تحسين التمثيل المسيحي في العاصمة"!
وبدا واضحاً من خلال مجريات ساعات التفاوض الأخيرة، أن الطرفين باتا منشدّين الى الانتخابات النيابية المقبلة، أكثر من موضوع حكومة السنة الواحدة (تصريف الأعمال)، ذلك أن القانون الجديد سيحدد معالم السلطة الجديدة والتوازنات التي ستنشأ في ضوئها، والدليل أن كل طرف كان يحاول قضم مقعد من هنا أو هناك وخاصة أن فريق الموالاة، قدم للأمر بداية من عند تجزئة الأقضية المشتركة، في محاولة واضحة للحد من الخسائر المحتملة، وأولها فصل حاصبيا ومرجعيون، لضمان مقعدين سني ودرزي في حاصبيا (الجنوب)، وانسحب الأمر نفسه على اقتراحات الموالاة، في ما يخص جعل دائرة بعلبك الهرمل دائرتين وجعل البقاع الغربي وراشيا دائرتين أيضاً.
وفي موضوع بيروت، كان البحث ينطلق من تسليم الجميع باعتماد الأشرفية دائرة أولى (4 مقاعد مسيحية)، وكذلك تثبيت الدائرة الثالثة التي تضم المزرعة والمصيطبة ورأس بيروت وفيها أربعة مقاعد للمسلمين السنة وواحد للأرثوذكس وواحد للدروز وواحد للأقليات.
غير أن عقدة العقد تمثلت في الخلاف الكبير والمستحكم حول ترسيم حدود &laqascii117o;الدائرة الثانية" في بيروت، اذ تمسكت المعارضة بالصيغة التي طرحها الوزير الأسبق سليمان فرنجية، عام 2005 ووافق عليها الرئيس الشهيد رفيق الحريري قبل ايام من استشهاده وتضم زقاق البلاط والباشورة والصيفي والرميل والمدور، وتضم نائبين سنة ونائبين شيعة وثلاثة أرمن وواحداً مسيحياً. وهي صيغة مختلطة لا تكون فيها الأرجحية لطائفة بل تؤدي &laqascii117o;الى ترييح" المسيحيين عموما وخاصة الأرمن. كما أعلنت المعارضة أنها تقبل بتقسيمات قانون الستين ( بيروت الاولى: المزرعة، راس بيروت، المصيطبة، دار المريسة، ميناء الحصن، المرفأ. بيروت الثانية: الاشرفية، الرميل، بيروت الثالثة: الباشورة، زقاق البلاط، المدور، الصيفي) ولكن الموالاة أصرت على تعديلها.
ومن المتوقع أن تكون الساعات المقبلة حاسمة بالنسبة لمسار مؤتمر الدوحة، علما أن القطريين ظلوا على تواصل مع الايرانيين والسعوديين في اليومين الماضيين، فيما قررت مصر إيفاد أحد معاوني وزير الخارجية (السفير نزيه نجاري) الى الدوحة لمتابعة أعمال المؤتمر. كما كان الأميركيون يتابعون أعمال المؤتمر عبر سفيرهم في الدوحة، وكذلك حال معظم دول الاتحاد الأوروبي.
ـ صحيفة النهار:
علمت 'النهار' من مصادر شاركت في الاجتماع مع امير قطر ان من الافكار القطرية المقترحة انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية هذا الاسبوع ما دام الجميع يعتبرونه المرشح التوافقي، وارجاء مناقشة التعديلات على قانون الانتخابات النيابية التي كانت متداولة في الدوحة الى ما بعد الانتخابات الرئاسية وتأليف حكومة الوحدة الوطنية تمهيداً لمناقشتها في مجلس النواب. اما في شأن حكومة الوحدة الوطنية، فذكر ان الجانب القطري كان يعمل حتى ساعة متقدمة ليلاً على بلورة صيغة قد ترضي الطرفين بعدما اصطدمت اقتراحات سابقة له بتحفظات من كل منهما. وقالت مصادر قريبة من المعارضة ان اقتراحاً قطرياً طرح باعتماد احدى صيغتين، الاولى 13 مقعداً وزارياً للغالبية و10 للمعارضة و7 لرئيس الجمهورية، والاخرى 16 للغالبية و11 للمعارضة و3 لرئيس الجمهورية بحيث تحصل المعارضة على الثلث المعطل في الصيغة الثانية، فيما يكون للمعارضة وزير ضمن حصة رئيس الجمهورية في الصيغة الاولى.
كما افادت معلومات اخرى ان الجانب القطري طرح صيغة على اساس 17 للاكثرية و10 للمعارضة و7 لرئيس الجمهورية.
ولكن وفق المعلومات التي استقتها 'النهار' من فريقي النزاع، رفضت الغالبية اعتماد صيغة المثالثة (ثلاث عشرات) في توزيع الحقائب الوزارية وعدم استئثار الغالبية باكرثة الحقائب مما يعني عدم الافساح في المجال لحصول المعارضة على الثلث المعطّل. قد ردت المعارضة بأن أبلغت الى الجانب القطري والعربي انها تتمسك باحدى الصيغتين، اي المثالثة او الثلث المعطل ولن تقبل بأي صيغة أخرى. وأوضحت مصادر مشاركة في اللقاءات ان العماد عون هدد امس بمغادرة قطر والعودة الى بيروت لان الامور تدور في فلك الموالاة، فلفته احد الديبلوماسيين الى ان مغادرته بهذا الشكل ستؤثر على استمرار مؤتمر الحوار الوطني وتهدد باخفاقه. فاستعاض عون عن السفر بحديث الى محطة 'او. تي. في' التلفزيونية بعدما كان التزم الصمت منذ وصوله الى الدوحة بناء على طلب رئيس اللجنة. وقد اتهم عون في حديثه الاكثرية بانها 'لا تزال لديها نزعة السيطرة وتريد ابتلاع نصف المقاعد المسيحية في بيروت لضمان فوزها في الانتخابات النيابية المقبلة'. ولكنه اشاد بطرح الوزير محمد الصفدي حكومة انتقالية قائلاً انه ترك 'صدى ايجابياً في المؤتمر'. وذكر ان عون احتج خلال الاجتماع مع امير قطر على موضوع توزيع المقاعد المسيحية في بيروت وقال: 'اعطوني المقاعد المسيحية في بيروت وانتخب غداً رئيساً للجمهورية'.
وفي ساعة متقدمة ليلاً توافرت معلومات مفادها ان الجانب القطري طرح امكان الاستعانة بقوات عربية ضماناً لعدم استعمال السلاح في الداخل من جهة وكدرع لسلاح المقاومة من جهة أخرى. غير ان الاقتراح لم يلق موافقة من الرئيس بري. وشددت الغالبية أمس على مطالبتها باثارة موضوع سلاح 'حزب الله'، وحذر الرئيس أمين الجميل من 'العودة الى اتفاق قاهرة جديد'، داعياً الى 'اعلان نيات' في المسألة. وأفاد النائب بطرس حرب ليلاً الى ان الاجتماع الذي عقده امير قطر مع قيادات الموالاة والمعارضة هدف الى 'اعادة بناء الثقة وفتح حوار عقلاني بعيداً عن ردات الفعل والعصبية التي سادت اجتماع الامس'. وتحدث عن 'مسعى جدي للخروج بحلول ليس فيها منتصر وخاسر'، موضحاً ان المسعى القطري 'تجاوز الافرقاء اللبنانيين ليشمل عدداً من دول المنطقة التي يمكن ان تؤثر على حلفاء لها في لبنان'.أما النائب ميشال المر فبدا متفائلاً اذ توقع 'ظهور شيء ما في الساعات المقبلة'، مرجحاً عودة المتحاورين الى بيروت مساء اليوم وانتخاب رئيس للجمهورية غداً او الاربعاء حداً أقصى. وقال ان رئيس الوزراء القطري يقوم بديبلوماسية مكوكية بحيث يتنقل بين الاجتماعات الى درجة انه أدار ما يزيد عن عشرين اجتماعاً في يوم واحد.
ـ صحيفة الأخبار:
جاءت مداولات المساء بنتائج أكثر سلبيّة بعدما أصر فريق 14 آذار على طروحات تعيد المتحاورين الى أجواء آخر جولات الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى قبل أكثر من شهر، فيما لجأت المعارضة الى مواقف تعكس رفضها ما سمّته &laqascii117o;عملية ابتزاز لها من الفريق الآخر". وقد كان العماد ميشال عون أكثر المعبّرين صراحة عن الارتباك الحاصل في المفاوضات بإعلانه &laqascii117o;أن هناك خروجاً عن جدول بيان الفينيسيا الذي تضمّن ترتيباً للأولويّات: حكومة وحدة وطنية، قانون انتخاب، ومن ثم انتخاب رئيس، لكنّ ما حدث هو &laqascii117o;لخبطة" في هذه الوقائع مع تجاوز لبعض الحقوق المنتظر الاعتراف بها للمسيحيين، كأن يكونوا ناخبين لنوّابهم في بيروت".
ويمكن رسم ما يجري في قطر منذ وصول الوفد مساء الجمعة وفق الآتي:
أوّلاً: احتفاء قطري بالوفود اللبنانيّة، ولا سيّما السياسيّين منهم، ورغبة في ابتعاد الصحافيين والإعلاميين، وخاصة أن بعض الجهات عبّرت عن انزعاجها من لجوء الأطراف اللبنانية الى وسائل الإعلام لتحميل بعضها بعضاً مسؤولية عدم التوصل الى حل سريع. وثمّة رغبة قطرية في التوصّل الى حلول في أسرع وقت ممكن، وعُبِّر عن ذلك باجتماعات مفتوحة ومكثّفة تجري من دون توقّف في جناح رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم الذي أقام في الفندق نفسه الذي يستضيف الوفود السياسية، ثم في رفع مستوى المشاركة القطرية في الاجتماعات الى مستوى أمير البلاد الذي تولّى بنفسه إدارة الاجتماعات في فترتي بعد الظهر والمساء.
ثانياً: برودة في التواصل بين الفريقين اللبنانيين، ثم انكسار للقطيعة من خلال الاجتماعات الثنائية والثلاثية التي تعقد هنا وهناك، مع استمرار عدم التواصل المباشر بين حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل. وجرى تحقيق أول لقاء يجمع الاقطاب من الجانبين في اللقاء الذي دعا إليه أمير قطر وحضره الرئيسان نبيه بري وفؤاد السنيورة والنائب سعد الدين الحريري والعماد عون وآخرون. واستعيدت حرارة الاتصال على مستوى الوفود المرافقة للأقطاب، وعلى مستوى الإعلاميين.
ثالثاً: نجاح الإدارة القطرية في منع كل الفريق الذي يقود الوساطات من قطر ومن الجامعة العربية من الإدلاء بأي مواقف وتصريحات الى الاعلاميين، وإصرار الدوحة على وقف الاجتماعات الموسعة بين الفرقاء اللبنانيين لمنع الانفجار من خلال التصادم المباشر. وحُصر الحوار في لقاءات جانبية تركّز على البحث في البنود المطروحة.
(...) وبعد جدل طويل (في قانون الإنتخابات)، تدخل أمير قطر ليعقد اجتماعات منفصلة بينه وبين قيادتي الأكثرية والمعارضة، قبل أن يعود الى ترتيب الاجتماع المشترك. وهنا جرى التقدم باقتراح جديد لحل الأزمة يقوم على القاعدة الآتية:
1- يُنتخب الرئيس الجديد مباشرة.
2- تؤلّف حكومة وحدة وطنية برئاسة شخصية من فريق 14 آذار على أساس 11 وزيراً للمعارضة، و16 وزيراً لفريق الموالاة و3 وزراء لرئيس الجمهوريّة.
3- إحالة مشروع القانون الذي أعدّته لجنة الوزير الأسبق فؤاد بطرس الى المجلس النيابي لدراسته وإقراره أو إدخال تعديلات عليه.
وبحسب مشاركين في الاجتماع، فإن النائب الحريري أبلغ أمير قطر رفضه التام اعتماد قانون بطرس. ولمّا أجابه الرئيس بري بأنه يحق له في المجلس النيابي مناقشته وحتى تغيير كل بنوده إذا لزم، أصرّ الحريري على رفض المشروع. وفي الوقت نفسه، كان العماد عون يبلغ الحاضرين رفضه لهذه الصيغة التي تعدّ فسخاً لبنود التفاهم الذي يمنع على أحد انتخاب الرئيس قبل التوافق على مشروعي قانون الانتخاب وتأليف الحكومة الجديدة. وقال عون: &laqascii117o;لستُ هنا لأدخل في عمليات بيع وشراء". وتوجّه الى أمير قطر مشيراً الى أنه دفع الكثير من رصيده، وهو غير نادم على ذلك، لكنّه يرفض بالتأكيد أن يصار الى تجاوزه في أمر مصيري كهذا. واقترح عون في المقابل تأليف حكومة انتقاليّة مصغّرة تحيل مشروع قانون الانتخابات الى المجلس النيابي للمناقشة، شرط أن لا يُنتخب رئيس جديد للجمهورية قبل انقضاء الفترة الانتقالية. وقد انضمّ حزب اللّه إلى عون في الرفض المطلق للاقتراح القطري، فتوقّفت المفاوضات عند هذه النقطة.
وجاء ردّ الأكثريّة سريعاً على لسان دبلوماسي عربي نقل استعداد فريق 14 آذار لمطالبة الجامعة العربية والأمم المتّحدة بتأليف لجنة تحقيق في الحوادث الأخيرة التي جرت في بيروت والجبل، باعتبارها جريمة ضدّ سيادة الدولة اللبنانية، وطلب إرسال قوّات عربيّة إلى لبنان، إذا استمرّ تعذُّر التوافق. وليلاً، قصد عون الكنيسة الجديدة في قطر، فيما عقد الأمين العام للجامعة العربية جلسة خاصة مع النائب الحريري بغية التوصّل معه الى حل وسط. وبعد انتهاء الاجتماع، أشاع الحريري مناخات إيجابيّة من دون أن تتوضّح حقيقة ما حصل.
من جانبه، أجرى قائد الجيش العماد ميشال سليمان سلسلة من الاتصالات بمشاركين في اجتماعات الدوحة، متحدّثاً عن مخاطر عدم التوصّل الى حل قريب. وأبدى سليمان استغرابه لما أثير عن قانون الانتخابات، إذ تبيّن أن مساعد النائب الحريري الدكتور غطاس خوري كان قد زار سليمان قبل السفر الى الدوحة وعرض أمامه مشروع عام 1960، إضافة إلى تعديل تقسيم بيروت على أساس ما كان الوزير السابق سليمان فرنجية قد اقترحه عام 2005.
ـ صحيفة الحياة:
فيما أشارت معلومات مصادر لبنانية الى ان محاولة قطرية جرت لإجراء مصالحة بين أقطاب من الفريقين، على خلفية التباعد القائم بين الجميع بسبب الأحداث الأمنية الدموية الأخيرة في بيروت والجبل ومناطق أخرى، فإن مصادر في المعارضة أوضحت ان &laqascii117o;حزب الله" رفض لقاء مع رئيس &laqascii117o;اللقاء النيابي الديموقراطي" وليد جنبلاط. وقالت مصادر الفرقاء الذين شاركوا في اللقاءات مع الأمير حمد بن خليفة أنه هدف الى دعوة الفرقاء الى تسريع التفاهم بينهم وتذليل العقبات في موضوعي الحصص في حكومة الوحدة الوطنية وقانون الانتخاب، بعدما أظهرت الاجتماعات الجانبية التي عقدها حمد بن جاسم وموسى مع كل منهم استمرار التباعد في المواقف.
انقاذ الحوار. إلا ان مصدراً سياسياً لبنانياً بارزاً ومواكباً للاتصالات العربية الجارية في الدوحة قال لـ &laqascii117o;الحياة" انه مع تناول امير قطر في لقاءاته موضوعي قانون الانتخاب وحكومة الوحدة الوطنية، فإن تحركه المفاجئ جاء بعدما بلغت جهود الوساطة العربية بين الأكثرية والمعارضة مرحلة حرجة استدعت تدخله. وذكر المصدر نفسه لـ &laqascii117o;الحياة" ان امير قطر أجرى اتصالاً مع الرئيس السوري بشار الأسد في إطار الاتصالات التي تجريها الدوحة مع الفرقاء الإقليميين من اجل المساعدة على إنجاح تحرك الجامعة العربية التي تتصدره قطر.وكان مصدر وزاري عربي، ومصدر وزاري لبناني قالا لـ &laqascii117o;الحياة" ظهر امس ان الدوحة أجرت ايضاً اتصالات مع المسؤولين الإيرانيين للمساعدة على تذليل العقبات لإنجاح مؤتمر الحوار، الذي كان حمد بن جاسم قرر عدم دعوة هيئته العامة الى جلسة ثانية إلا بعد التوصل الى مسودة اتفاق في شأن مواضيع الخلاف، فتكون هذه الجلسة لتكريس التوافق عليها.
(...) وكانت المعارضة شددت على رفض البحث في سلاح &laqascii117o;حزب الله". وقال النائب محمد رعد لتلفزيون المنار: &laqascii117o;ما أثير في وسائل الإعلام عن تعرض لسلاح المقاومة ووضعه بنداً على جدول الأعمال هو غير صحيح إطلاقاً، فموضوع المقاومة وسلاحها وقدراتها هو خارج اي نقاش وصيغة في الدوحة". كذلك أكد المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب، النائب علي حسن خليل أن &laqascii117o;موضوع سلاح المقاومة، بغض النظر عن التسلسل، ليس مطروحاً على طاولة البحث".وقال جنبلاط لـ &laqascii117o;الحياة" بعد انتهاء اجتماع أقطاب الأكثرية: &laqascii117o;نحن التزمنا الصمت كقوى 14 آذار والمفاوضات تدور بين أخذ ورد وأن دولة قطر والجامعة العربية يقومان بجهود جبارة، وهما يتواصلان مع الجميع من اجل الوصول الى حل، ولم ندخل في سجال مع تصريحات جانبية من هنا وهناك من بعض المزايدين لتحسين شروط انتخابية".
أضاف: &laqascii117o;نؤكد التزامنا الأدبي بالصمت، فالمواطن في لبنان ينتظر منا الكثير ولا يريد منا المزايدات، لأن ما يهمه، كما يهمنا نحن في 14 آذار، هو الوصول الى حل وإنجاح التحرك العربي".وقالت مصادر لبنانية لـ &laqascii117o;الحياة" ان أمير قطر لم يأت على ذكر موضوع السلاح في لقاءاته الموسعة مع الفرقاء. وقال مصدر سياسي مطلع ان اللجنة الوزارية العربية وحمد بن جاسم سيصوغان نصاً يتناول مسألة السلاح وعلاقة الدولة بالقوى والأحزاب اللبنانية وبسط سيادة الدولة
ـ صحيفة اللواء:
ذكرت المعلومات ان الاكثرية وافقت لاحقاً على فصل الهرمل عن بعلبك وبقاء عكار دائرة واحدة، وكذلك جزين، لكنها اصرت على جعل صيدا وشرق صيدا دائرة واحدة، وفصل قضاء حاصبيا عن مرجعيون، ونقل الماروني في طرابلس الى البترون&bascii117ll;
اما على صعيد الحكومة، فقد عادت المعارضة الى المطالبة بالثلث المعطل، وهو ما رفضته الاكثرية متمسكة بالمبادرة العربية، لا سيما لجهة توزيع الحصص الوزارية على قاعدة 13+7+10، من دون ان يطرح احد مشكلة بخصوص رئاسة الحكومة او توزيع الحقائب&bascii117ll; انما جرى حديث عن امكانية اعطاء العماد ميشال سليمان بعد انتخابه حقيبة وزارة الداخلية كضمانة للمعارضة مقابل تخليها عن الثلث الضامن&bascii117ll;
وترفض المعارضة كذلك اي نص يلزمها بعدم استخدام السلاح، وترى ان لهذا السلاح وظيفتين واحدة امنية لها علاقة بشبكة الاتصالات وما يستتبعها وثانية عسكرية في مواجهة اسرائيل، فيما تمسك الاكثرية بما جاء في بيان فينيسيا لجهة التعهد بعدم استخدام السلاح وتحديد وظيفته في مواجهة العدو واخضاعه لسلطة الدولة والحكومة في الداخل&bascii117ll; ونقلت 'اخبارية المستقبل' عن مصادر عربية وصفتها بالمتابعة قولها ان ما يجري في قطر ليس سوى استعراض، وان الجهود الاساسية تجري خارج الدوحة وبالتنسيق معها، ومن غير الواضح ما ستنتهي اليه الامور
ـ صحيفة الديار:
حسب المعلومات التي توافرت 'للديار' فقد اقترحت الموالاة خريطة انتخابية لبيروت تراعي حسابات زعيمها النائب سعد الحريري لضمان اكبر عدد من المقاعد في العاصمة ضاربة بعرض الحائط قواعد التمثيل وجغرافية المناطق التي تتشكل منها الدائرة. ويقضي الاقتراح المذكور الى تقسيم بيروت الى ثلاث دوائر: الدائرة الاولى تضم الاشرفية، الرميل، والصيفي وفيها اربعة مقاعد للمسيحيين من دون ان يخصص اي مقعد للارمن مع العلم ان عدد الناخبين الارمن في هذه الدائرة يصل الى23 الفا بينما خصص مقعدا ارمنيا في الدائرة الثانية التي لا يوجد فيها اكثر من الفين وخمسماية ناخب ارمني. وتضم الدائرة الثانية الباشورة المصيطبة والمزرعة وفيها الى جانب المقعد الارمني اربعة مقاعد للسنّة وواحد للشيعة وواحد للروم وآخر للطائفة الانجيلية. اما الدائرة الثالثة فتضم حسب اقتراح الموالاة المدور، زقاق البلاط، ميناء الحصن، المرفأ، عين المريسة، ورأس بيروت، وفيها ثلاثة مقاعد للارمن و2 للسنّة، وواحد شيعي وآخر للدروز. ولا يراعي هذا الاقتراح ايضا التوازن الجغرافي والديمغرافي الانتخابي، كما انه يبدو بوضوح بانه مفصل على قياس تمكين النائب الحريري من حصد حصة الاسد في العاصمة. ولاقى هذا الاقتراح اعتراضاً من المعارضة التي ابدت ملاحظات كثيرة عليه وطرحت مشروع الوزير فرنجية في العام 2005 والذي كان وافق عليه الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبقي النقاش يدور في التفاصيل.
كما اقترحت الموالاة تقسيم دائرة بعلبك الهرمل الى دائرتين، وتقسيم دائرة حاصبيا- مرجعيون الى دائرتين وكذلك دائرة البقاع الغربي - راشيا الى دائرتين. وذكر ايضاً انه جرى اقتراح ضم دائرتي صيدا والزهراني في دائرة واحدة، وقيل ان الدكتور سمير جعجع طرح تعديلات في الشمال على قانون العام1960.