ـ صحيفة السفير:
من المتوقع أن تتحول جلسة الانتخاب وأداء القسم الى جلسة غير مسبوقة في تاريخ الانتخابات الرئاسية في لبنان، إذ سيشارك فيها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة (الذي سيلقي كلمة في الجلسة) ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، بالإضافة الى رؤساء برلمانات عربية وأوروبية وإسلامية وعدد كبير من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، وخاصة المشاركة دولهم في &laqascii117o;اليونيفيل"، بالإضافة الى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى وأعضاء اللجنة الوزارية العربية، فيما يتجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لزيارة بيروت في الأسبوع المقبل من أجل تهنئة العماد سليمان بانتخابه ولقاء عدد من المسؤولين اللبنانيين.
وفيما كان المرشح التوافقي يأمل أن ينال من الأصوات ما يكرّس الإجماع الذي تبدى عربياً ودولياً ولبنانياً منذ شهور وما يزال، فإن المؤشرات الأولى، تبين أن &laqascii117o;القوات اللبنانية" ستطلب من كتلتها النيابية (خمسة نواب) طرح مسألة التعديل الدستوري قبل الانتخاب، وهو الأمر الذي سيكون مكملاً للتحفظ الذي أبداه سمير جعجع على الاتفاق، على أن تقرر بعد ذلك موقفها من التصويت لسليمان أو بالورقة البيضاء. ولم يحسم عدد من مسيحيي الموالاة موقفهم باستثناء النائب بطرس حرب الذي اعتبر طريقة الانتخاب نوعا من الهرطقة الدستورية، وقرر التصويت بورقة بيضاء، فيما حسم رئيس &laqascii117o;اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط أمره وكتلته لجهة التصويت، وكذلك كتلة المستقبل وكتلة التكتل الطرابلسي، بالإضافة الى جميع كتل المعارضة.
وقال قائد الجيش العماد ميشال سليمان لـ&laqascii117o;السفير" إنه يضع نصب عينيه مهمة صيانة لبنان وحفظه وأن يسهر على تطبيق الدستور من أجل العبور بالبلاد الى مرحلة الأمان في ظل ما نشهده حولنا من تحولات، تجعلنا أكثر مسؤولية من أي وقت مضى بأن نسعى الى عدم اللعب بأمن الوطن واستقراره السياسي والاقتصادي. وقال سليمان إنه سيحاول لعب الدور الذي لطالما قام به منذ أن تبوأ مسؤولية قيادة المؤسسة العسكرية، وقال &laqascii117o;أنا وحدي لا أستطيع إنقاذ البلد. هذه مهمة الجميع. مهمة المواطنين قبل السياسيين. أنا أرغب في أن يقتنع السياسيون بتوافر إرادة سياسية جامعة لتحقيق شراكة وطنية حقيقية، أو عقد سياسي جماعي لبناء وطن ودولة للجميع. فلا طرف وحده يمكنه بناء الوطن، بل الإرادة السياسية الجماعية تبني الوطن، وكذلك توافر النية الصادقة للعمل من أجل إنقاذ البلد". وأكد سليمان أن الأمن ليس بالعضلات، بل بالإرادة السياسية المشتركة، وعلينا أن نحصّن أنفسنا أمنيا وسياسيا بالوحدة الداخلية حتى نتكيف مع المتغيرات الإقليمية، فإن كانت إيجابية حيال لبنان نواكبها مجتمعين، وإن كانت سلبية نواجهها مجتمعين أو نسعى الى تحييد بلدنا قدر الإمكان.
وتلقى العماد سليمان، أمس، اتصالات هاتفية لتهنئته، كان أبرزها من رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون الذي أبلغه كل دعمه له وأن جميع أعضاء تكتل التغيير والإصلاح سيشاركون في انتخابه، وقال له &laqascii117o;إن الأمانة أصبحت بين يديك" (يذكر أن عون سيستقبل اليوم القائمة بأعمال الولايات المتحدة الأميركية ميشال سيسون). وعلمت &laqascii117o;السفير" أن قائد الجيش توافق مع الرئيس بري، على أن يكون يوم الاثنين المقبل، &laqascii117o;يوم إجازة" بسبب عيد التحرير من جهة، ومن جهة ثانية لاستقبال الضيوف العرب والأجانب في القصر الجمهوري، وكذلك الشخصيات والوفود التي ستهنئ رئيس الجمهورية، على أن يبدأ رئيس الجمهورية الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس الحكومة الجديد يوم الثلاثاء المقبل، وينهيها في يوم واحد، على أن يبدأ رئيس الحكومة المكلف استشارات التأليف، يوم الأربعاء المقبل. وفي موضوع الحقائب والأسماء، تردد أن هذه العملية لن تأخذ وقتا طويلا، خاصة أن الجانب القطري أخذ على عاتقه مع اللجنة العربية والجامعة العربية الإشراف عليها ومواكبتها من بيروت، في ظل منحى لإعادة الاعتبار للجنة قانون الانتخاب حتى تتولى مهمة تذليل العقبات المشتركة وصولا الى تكليفها بعملية صياغة مسودة البيان الوزاري.
حتى الآن، لم يصدر الدخان الأبيض من العاصمة السعودية المعنية الى حد كبير بحسم هذا الأمر، علماً بأن النائب سعد الحريري انتقل أمس الأول، من الدوحة مباشرة الى السعودية للقاء عدد من المسؤولين السعوديين، على أن يعود الى بيروت في غضون الساعات المقبلة. وفيما تحفظت أوساط قريبة من الحريري على الإجابة عن أية أسئلة متعلقة بتسمية رئيس الحكومة المقبل، فإن أوساط رئيس الحكومة فؤاد السنيورة نقلت عنه قوله انه تعب كثيرا ويريد أن يرتاح، وأن جل همه تطبيق ما تم الاتفاق عليه. وقالت مصادر دبلوماسية عربية متابعة للملف اللبناني لـ&laqascii117o;السفير" إن مسألة رئيس الحكومة لم تحسم حتى الآن في الدوائر المعنية، وعلى الأرجح، فإنها ستبت خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة، في ظل أرجحية معقودة حتى الآن للنائب الحريري، إلا إذا برزت معطيات تصب في غير هذا الاتجاه.
وقالت المصادر نفسها إن هناك فكرة متداولة على نطاق ضيق حتى الآن لجهة تشكيل حكومة ثلاثينية تضم جميع أقطاب الحوار، من دون كسر قاعدة النسب، الأمر الذي يحوّل الحكومة الجديدة الى هيئة حوار وطني برعاية رئيس الجمهورية ورئاسته، غير أنها أشارت الى أن شرط قيام حكومة من هذا النوع هو أن تكون بالضرورة برئاسة النائب سعد الحريري. وفي موضوع البيان الوزاري، قالت أوساط مقربة من قائد الجيش إنه سيرتكز على روحية اتفاق الدوحة، وأن المهمة التي يجب أن يضطلع بها الجميع في المرحلة المقبلة هي اللملمة، وشددت على أن رئيس الجمهورية سيأخذ على عاتقه مهمة إدارة الحوار اللبناني في القصر الجمهوري، على أن يتم تثبيت ما تم الإجماع عليه ووضع آلية لتنفيذه، تمهيدا للانتقال الى جدول أعمال جديد يأخذ في الاعتبار القضايا الخلافية بين اللبنانيين.
وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ&laqascii117o;السفير" إنه بعد انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة، سيبادر الى وضع آلية نيابية لتطبيق البند المتعلق بالقانون الانتخابي، كما تم التوافق عليه في الدوحة، وأشار الى أن اللجان النيابية ستنطلق قريبا في نقاش المشروع الانتخابي، على أن تنجز مهمتها في توليد القانون في أقرب وقت ممكن.وعلم أن هناك توجهاً على هامش اتفاق الدوحة للأخذ بالبنود الإصلاحية التي تضمنها مشروع الهيئة الوطنية للقانون الانتخابي برئاسة فؤاد بطرس، ومنها موضوع تنظيم الإعلان والإنفاق الانتخابي، بالإضافة الى خفض سن الاقتراع الى 18 سنة و&laqascii117o;الكوتا" النسائية الخ... الجدير ذكره أن الأمين العام لـ&laqascii117o;حزب الله" السيد حسن نصر الله، سيطل يوم الاثنين المقبل بدلا من الأحد حيث تقرر تأجيل الاحتفال بالذكرى الثامنة لعيد التحرير بسبب تزامنه مع جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في مجلس النواب. ومن المتوقع أن يضمن السيد نصر الله خطابه موقفاً من القضايا المطروحة، وخاصة تداعيات الأحداث الأخيرة.
ـ صحيفة النهار:
أنجزت الترتيبات اللوجستية والادارية لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية الأحد، فيما أعلن 'حزب الله' ارجاء احتفاله بذكرى التحرير في الضاحية الجنوبية الى الاثنين لتزامنه مع موعد جلسة الانتخاب. ووجه رئيس مجلس النواب نبيه بري امس الدعوة الى الجلسة وحدد الخامسة عصر الاحد موعدا لها. وعلمت 'النهار' ان جلسة انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية قد تتحول تظاهرة عربية ودولية نظرا الى ترقب حضور عدد كبير من المدعوين العرب والغربيين إياها. وبات في حكم المؤكد حتى يوم أمس ان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني سيحضر ويلقي كلمة فيها عقب خطاب القسم للرئيس المنتخب. كذلك سيحضر وزراء الخارجية لكل من فرنسا برنار كوشنير، واسبانيا ميغيل أنخل موراتينوس، وايطاليا فرانكو فراتيني. ورجحت اوساط مطلعة ليل امس حضور رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، فضلا عن رئيس البرلمان الاوروبي ورئيس اتحاد البرلمانات العربية ورؤساء مجالس نواب عربية أخرى.
وفي سابقة لم تشهدها جلسة انتخاب رئيس للجمهورية من قبل، علمت 'النهار' ان الجلسة ستقسم ثلاثة أقسام الامر الذي يرشحها لان تطول ساعات. في القسم الاول يجري انتخاب العماد سليمان رئيسا للجمهورية. وفي الثاني يحضر الرئيس المنتخب ويرافقه الرئيس بري الى المنصة لأداء اليمين ومن ثم القاء خطاب القسم، تليه كلمة أمير قطر وربما تكلم آخرون. أما في القسم الثالث الذي يبدو أنه تقرر أمس، فستتحول الجلسة اشتراعية يطرح فيها تعديل فقرة واحدة من قانون الانتخاب الساري المفعول (قانون الالفين) المتعلقة بالتقسيمات الانتخابية التي اتفق عليها في مؤتمر الدوحة. على ان يحال لاحقا قانون الانتخاب على لجنة الادارة والعدل لادخال التعديلات اللازمة عليه استنادا الى الشق الاصلاحي الوارد في مشروع قانون الانتخاب الذي وضعته اللجنة الوطنية برئاسة الوزير السابق فؤاد بطرس. وعلمت 'النهار' ايضا ان مشاورات أجريت بين بري ونواب مساء امس تقرر على أثرها ان يوجه بري صباح اليوم دعوات خاصة الى النواب في شأن تعديل قانون الانتخاب استناداً الى النظام الداخلي للمجلس الذي يوجب توزيع جدول اعمال اي جلسة اشتراعية قبل 48 ساعة من موعدها.
وعاد أمس السفير السعودي عبد العزيز خوجة الى بيروت 'مباركاً لجميع اللبنانيين' باتفاق الدوحة الذي وصفه بانه 'بداية ممتازة وجيدة'. وأكد 'التنسيق الكامل بين قطر والمملكة السعودية'، معتبراً ان 'العمل العربي المشترك اثبت نجاحه'. وأجرى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بعد الظهر اتصالاً بالعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز وأكد له ان 'اتفاق الدوحة اثبت ان مظلة لبنان لا يمكن الا ان تكون عربية'. ونقل عن العاهل السعودي 'دعمه وسروره لانجاز هذا الاتفاق الذي يخدم لبنان ومصالحه الوطنية في هذا الظرف'، وتشديده على استمرار الدعم السعودي 'للبنان والجامعة العربية في رعايتها الحوار الوطني المقبل برئاسة الرئيس الجديد العماد ميشال سليمان'.
أما في موضوع رئاسة الحكومة الجديدة، فلوحظ أمس ان الرئيس امين الجميل بادر الى تزكية ترشيح رئيس 'كتلة المستقبل' النائب سعد الحريري 'لانه رئيس اكبر كتلة في مجلس النواب، ومن الطبيعي ان يكون رئيس مجلس الوزراء ونحن ندعمه في هذا الاطار'.
لكن أوساط الغالبية تحفظت عن الخوض في هذا الموضوع الآن، فيما علمت 'النهار' ان ثمة مشاورات في بعض الكتل المعارضة، وخصوصاً كتلة الرئيس نبيه بري وربما كتلة 'حزب الله' في شأن تزكية تسمية الحريري لرئاسة الحكومة على سبيل تخفيف الاحتقان المذهبي الذي تسببت به الاحداث الاخيرة.وامتنعت مصادر الحريري أمس عن الخوض في الموضوع الحكومي وقالت ان التركيز الآن هو على انتخاب رئيس الجمهورية ومن ثم يأتي دور الحكومة.
وقالت المصادر القريبة من السنيورة إن لا قرار نهائياً في شأن تسمية رئيس الحكومة بعد وان الامر متروك للغالبية. وأكدت ان ليس هناك 'فيتو' على أحد، لكن السنيورة على الصعيد الشخصي لا يبدو متحمساً للعودة الى رئاسة الحكومة، فيما لا يمانع محيطون به في هذه العودة.
وفهم في هذا السياق ان سليمان سيجري الاستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة الجديد الثلثاء المقبل، بعد التشاور مع الرئيس بري، علماً انه سيصدر بياناً الاثنين يعلن فيه اعتذاره عن عدم تقبّل التهاني بانتخابه.
وفي المواقف المحلية البارزة من اتفاق الدوحة، وصف البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير هذا الاتفاق امس بانه 'اتفاق الممكن ولكن ليس الاتفاق النهائي ويجب تحسينه عبر اتفاقات اخرى تبلغ به نقطة الكمال (...) لكنه الآن قد تم ويبقى ان ينفذ، فقد كانت هناك اتفاقات لكنها لم تنفذ'. وقال صفير في حديث الى قناة 'الحرة' في واشنطن عقب لقائه الرئيس الاميركي جورج بوش أول من امس ان 'الاميركيين ربما كانوا يريدون اتفاقاً أوثق وان تكون هناك وسائل أضمن، ولكن اذا كنا نقارن بين الفوضى التي حصلت وهذا الاتفاق فهو خير من الفوضى'. ونفى ان تكون محادثاته مع المسؤولين الاميركيين تطرقت الى موضوع سلاح 'حزب الله'، قائلاً: 'نحن لم نخض في موضوع السلاح. نريد ان يكون هناك اتفاق والباقي يأتي مرحلة مرحلة. كل ما طلبناه ان يساعدوا لبنان بما لديهم من وسائل على استعادة وضعه السابق وان يكون فيه أمان وسلام ومحبة ونظام ديموقراطي فاعل'. وأشار الى ان 'وجود قوى غير نظامية وكأن في البلد عسكرين، لا يبرره مبرر وليس مرغوباً فيه'. واشاد بدور الجيش وقائده العماد ميشال سليمان 'الذي برهن انه رجل وفاق في الجيش وقام بمهمته، والجيش في كل مرة كان يخوض معركة مع الغير ينقسم على نفسه ولكن هذه المرة خاض المعركة ولم ينقسم وهذا دليل في جانب المرشح الجنرال ميشال سليمان
ـ صحيفة الأخبار:
(...) الشق المتعلق بما ورد في مشروع لجنة فؤاد بطرس في شأن قانون الانتخاب، وخصوصاً لجهة تعديل سن الانتخاب ليصبح 18 عاماً بدلاً من 21، فإنه سيحتاج الى تعديل دستوري يقترحه عشرة نواب أو يترك الى الحكومة الجديدة لتقترحه بعد نيلها الثقة. وعلم أن بري لن يسمح لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة بالمشاركة في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية كحكومة مجتمعة تجلس في المقاعد المخصصة لها، كذلك لن يسمح لها بحضور الجلستين اللتين ستليانها، لأنه يعتبرها فاقدة الشرعية القانونية والدستورية، وسيخصص المقاعد الخاصة برئاستها ووزرائها في القاعة العامة لمجلس النواب لإجلاس المسؤولين العرب والأجانب من رؤساء حكومات ووزراء خارجية الذين سيحضرون الجلسة، فيما سيجلس إلى جانب كرسيّ رئاسة المجلس أمير قطر والعماد سليمان بعد انتخابه رئيساً للجمهورية. وسيجلس الوزراء النواب في مقاعد النواب. أما الوزراء غير النواب فسيسمح لهم بالجلوس في المقاعد المخصصة للضيوف ولرؤساء الجمهورية والحكومة السابقين.
ونقل عن مرجع بارز شارك في حوار الدوحة قوله إن الوزارات السيادية الأربع في الحكومة ستوزع مناصفة بين الموالاة والمعارضة، وإن رئيس الجمهورية هو مَن سيسمّي وزير الداخلية بحيث يكون شخصية محايدة، قد تكون من العسكريين. وأشار المرجع إلى أن المعارضة لن تتدخل في مَن ستسمّيه الموالاة لرئاسة الحكومة سواء جاءت تسمية الرئيس فؤاد السنيورة أو غيره، وأشار إلى أنه يفضّل تسمية رئيس كتلة &laqascii117o;المستقبل" النائب سعد الحريري، لأن تولّيه رئاسة الحكومة في هذه المرحلة من شأنه أن يساعد على امتصاص كثير من الأزمات على المستويين السياسي والاقتصادي، فضلاً عمّا سيكون لذلك من انعكاسات إيجابية على مستوى تطويق الذيول والمضاعفات المذهبية التي أثارتها الأزمة بين الموالاة والمعارضة منذ ثلاث سنوات.
ـ صحيفة المستقبل:
لم يتأكد ما اذا كانت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ستحضر جلسة الانتخاب لترجمة دعم بلادها لمسيرة الرئيس العتيد. وسط هذه الصورة، أعرب العماد سليمان عن تفاؤله بمستقبل مشرق للبنان 'لأن اللبنانيين اختاروا طريق الحياة'، وقال انه 'سيعمل على حماية الديموقراطية اللبنانية والمكتسبات الدستورية، وسيكون مع السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية إلى جانب حماية حرية الرأي وحرية التعبير'، بحسب مانقلت عنه صحيفة 'القبس' الكويتية. في غضون ذلك، أكد رئيس 'تيار المستقبل' النائب سعد الحريري في حديث الى 'المؤسسة اللبنانية للارسال' ارتياحه الى اتفاق الدوحة، مجددا القول انه 'رغم الجرح الكبير فإن مصلحة الوطن واللبنانيين في مقدمة اهتماماتنا (..)'. وفي حديث الى محطة 'أخبار المستقبل'، أكد الحريري أنه 'لولا الدعم السعودي والمصري لما تمّ التوصل الى اتفاق الدوحة'، مشيرا الى ان السعودية لعبت دوراً أساسياً في الوصول اليه، لافتا الى أن هذا 'الاتفاق تضمن تعهداً أمام العرب بعدم استخدام السلاح في الداخل'. واذ شدد على أن 'البلد للجميع ولا أحد يستطيع أن يستأثر به'، أكد أن موضوع رئاسة الحكومة الأولى للعهد الجديد 'يجري النقاش فيها مع الحلفاء عند حصول الاستشارات النيابية الملزمة (..)'. (...) وتلقى السنيورة اتصالات من كل من: وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، مفوض الأمن والشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، الرئيس اسماعيل هنية، مستشار الرئيس الفرنسي جان ديفد ليفيت (...) .
واستبعدت الخارجية الأميركية التعامل مع وزراء 'حزب الله' في الحكومة اللبنانية القادمة أو نزع سلاح الحزب بالقوة من قبل قوى خارجية. وقال المتحدث باسم الخارجية شون ماكورمك أنه 'لايمكن لحزب الله أن يقدم رجلا في معسكر السياسة ثم يبقي الأخرى في معسكر الإرهاب'، واعتبر أن 'اسطورة' المقاومة التي كان يدعيها الحزب قد تبددت ونسفت حينما رفع السلاح في وجه اللبنانيين وقتل منهم أبرياء'.
وأكدت فرنسا استعدادها 'لتقديم كل ما يمكن للبنانيين من أجل دعمهم على طريق إقامة لبنان مستقر ومزدهر فى إطار من احترام استقلال وسيادة البلاد'، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية باسكال اندرياني ان 'اتفاق الدوحة هو محصلة لعملية سياسية شاركت فيها العديد من الأطراف'، مشيرة الى انه 'يفتح الطريق أمام الحوار السياسي وتعزيز السلم المدني وعودة المؤسسات اللبنانية إلى ممارسة مهامها الطبيعية'، داعية إلى تنفيذه 'بشكل كامل وبأسرع ما يمكن'.واعتبرت المفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية وسياسة الجوار بنيتا فريرو فالدنر أن اتفاق الدوحة يعتبر بداية صفحة جديدة في تاريخ لبنان'، وقالت ان 'الإتحاد الأوروبي يدعو الزعماء اللبنانيين الى تطبيق الاتفاق الشجاع في أسرع وقت ممكن'. ورأت روسيا أن الاتفاق 'يمهد الطريق إلى التغلب على الأزمة السياسية الداخلية التي طال أمدها في لبنان ويستجيب لتطلعات جميع اللبنانيين بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والطائفية ويصب في مجرى تأمين السلام والاستقرار في المنطقة'. وقال الناطق باسم الخارجية الروسية بالوكالة بوريس مالاخوف 'من الضروري الآن الانتقال إلى ترجمة الاتفاق بكل جوانبه إلى الواقع العملي من دون إضاعة الوقت وبروح التعاون البناء'. واعتبر وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند ان الاتفاق 'خطوة الى الأمام'، وشدد على ضرورة تطبيقه بسرعة. واكد العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني دعم المملكة للاتفاق، معربا عن امله بان يشكل 'صفحة جديدة' في العلاقات بين القوى السياسية في لبنان.وأمل رئيس المكتب السياسي لحركة 'حماس' خالد مشعل ان يكون الاتفاق 'خطوة نحو تحقيق الامن والاستقرار والرفاهية والازدهار للبنان'.
ـ صحيفة اللواء:
كان لافتاً، أمس، تسرّع التيار العوني الى طرح شروطه في دخول الحكومة ووضع رئيس الجمهورية العتيد أمام عربة الخلافات المحدقة بعملية تشكيل الحكومة وسلة الشروط، وكأن العماد ميشال عون يحاول أن يحصّل في بيروت ما فاته تحصيله في الدوحة، رغم المواقف والعراقيل التي أطلقها عبر الفضائيات، في وقت اشترط وزير 'القوات اللبنانية' في الحكومة جو سركيس أن يكون للقوات في الحكومة الجديدة أكثر من وزيرين.
(...) وأوضحت مصادر نيابية أن الجلسة ستكون من شقّين: الأول يجري فيه انتخاب سليمان بأغلبية كبيرة، لكنه لن يحصل على الإجماع المطلق، نظراً لأن نواباً سيتحفظون، من بينهم نواب 'القوات اللبنانية' احتجاجاً على عدم تعديل الدستور، الى جانب النائب بطرس حرب الذي أعلن مساء أمس، في مقابلة مع قناة 'العربية' أنه سيضع ورقة بيضاء في صندوقة الانتخاب، تعبيراً عن رفضه لخرق الدستور، لكنه أوضح أنه سيتعامل بالنتيجة مع قرار مجلس النواب في الشكل الديمقراطي من دون عرقلة عملية الانتخاب، مشدداً على أنه لن يكون جزءاً مما وصفه بـ 'الهرطقة الدستورية'. أما الجلسة الثانية، فسوف تُعقد بعد وقت قصير يصطحب خلاله الرئيس بري 'الرئيس' سليمان الى داخل القاعة العامة لإلقاء خطاب القسم. ولفتت المصادر الى أن السرعة في دمج الأمرين معاً في اليوم نفسه يعود الى اتجاه المسؤولين للسرعة في إجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس الحكومة العتيدة.
وذكرت وكالة الأنباء 'المركزية' أن خطاب القسم سيكون مميّزاً وخارجاً من الإطار التقليدي يعكس عقلية وذهنية الرئيس ومنهجيته المتماشية مع روح الشباب، وهو لن يتضمن وعوداً برّاقة بل سيأتي واقعياً الى أقصى الدرجات ليكرّس دولة الحق والقانون شعاراً للعهد الجديد.
وبالنسبة الى الاستشارات النيابية اكد مصدر سياسي رفيع في اتصال ليل امس لـ'اللواء' ان الرئيس السنيورة هو في طليعة مرشحي قوى الرابع عشر من اذار لترؤس الحكومة الأولى في العهد الرئاسي الجديد، مشيراً الى ان اي اعلان يتعلق بهذا الصدد او بالخيار الذي ستركن اليه الأكثرية لجهة مرشحها لرئاسة الحكومة، رهن بالمشاورات التي من المنتظر ان تقوم بها في الأيام القليلة المقبلة، واستطراداً الآلية الدستورية التي ستعتمد لجهة المشاورات النيابية التي سيجريها الرئيس العتيد. ولفت الى ان قوى الغالبية تعي ان جدول اعمال الحكومة الجديدة سيكون الى حد ما محدوداً بالاشراف على الانتخابات النيابية المقررة في ربيع سنة 2009، مع بعض الاجراءات المالية والاقتصادية التي من شأنها ان تعيد الاستقرار الاجتماعي والتعويض عما لحق بالاقتصاد وباللبنانيين من جراء الشلل الذي اصاب المؤسسات الدستورية والتخلف عن توظيف الفورة النفطية الخليجية التي دفعت عدداً من الدول المجاورة الى معدلات نمو خيالية بلغت في بعض منها 7%. وتوقع مصدر ان يعقد اجتماع الأكثرية في موعد اقصاه مساء الأحد.
الى ذلك أبلغ قيادي كبير في قوى الرابع عشر من اذار الى 'اللواء' أن العاملين الإيراني والسوري كانا أكثر من حاضرين في مباحثات الاقطاب الاربعة عشر في الدوحة، من باب المفاوضات الايرانية الاميركية حول الملف النووي والمحادثات السورية الاسرائيلية غير المباشرة عبر الوسيط التركي، لافتاً الى أن هذين العاملين شكلا عنصراً ضاغطاً على المفاوضين وخصوصاً ممثلي قوى في المعارضة.
وأشار الى أن وزير الخارجية الايرانية منوشهر متكي اتصل أكثر من 3 مرات في اليوم الاخير من الحوار اللبناني بنظيره القطري رئيس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم حاضاًً ومشدداً على الضرورة والأهمية اللتين تبديهما ايران كي يتوصل المعنيون الى توافق واتفاق. وكي لا يعودوا الى لبنان من دون هذا الاتفاق، ليتبين لاحقاً أن هذا الإلحاح الايراني مرتبط بالمفاوضات مع الولايات المتحدة الاميركية حيث صدر في اليوم نفسه، لتوقيع الاتفاق بيان موافقة ايران على الكونسورسيوم الدولي للتخصيب النووي، بالتزامن مع الإعلان السوري الرسمي عبر وكالة الأنباء السورية 'سانا' عن بدء المفاوضات غير المباشرة بين دمشق وتل أبيب عبر أنقرة، وهو إعلان صدر متزامناً في كل من العواصم الثلاث. وكشف القيادي أن ايران في هذا السبيل أقرت ووافقت على مجموعات من الالتزامات، منها شطب أي عبارة من نوع 'محو اسرائيل من الوجود' من الخطاب الإيراني الرسمي والموافقة على الكونسورسيوم النووي وعدم الاعتراض على المفاوضات الإسرائيلية ــ السورية.
ـ صحيفة صدى البلد:
(..) اللافت أمس في الاستدارة الايجابية كان انفتاح ايران على الأكثرية بعد قطيعة طويلة فكان اتصال السفير الايراني محمد رضا شيباني برئيس الحكومة مهنئاً باتفاق الدوحة. وفــي هــذا السياق تركز الأوســاط السياسية المتابعة والمتنوعة، على ان متغيرات إقليمية فتحت نوافذ التسوية في البلد، وأبــرز مؤشراتها الإعلان المتزامن مع توقيع اتفاق الدوحة عن المفاوضات السورية ــ الإسرائيلية وهــذا ما ساعد بــرأي المراقبين على بلورة التسوية التي شعر الجميع من اللبنانيين بالحاجة اليها، بانتظار تبلور المشهد بشكل كامل بعدما أكدت ملامحه ان الادارة الأميركية تقوم بحركة سياسية ودبلوماسية في اتجاهات عدة إيران في صلبها.
وتحدث قادمون من قطر عن خلوة جمعت بين الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط على الطائرة التي نقلتهم الى بيروت، ورجح هؤلاﺀ ان هذا اللقاﺀ تناول مختلف القضايا العالقة مشيرة الى ان جنبلاط يدفع باتجاه تسهيل عملية تنفيذ الاتــفــاق على جبهة الأكثرية.
(...) وفي سياق النقاش حول تشكيل الحكومة، ثمة تسليم بأن وزارة الداخلية هي من حصة رئيس الجمهورية، فيما يرجح ان يتقاسم فريقا المعارضة والــمــوالاة الـــوزارات السيادية الأربــع وهي 'الخارجية' و 'الدفاع' و 'العدل' و 'المالية'.
وفــي مــوضــوع آخــر دعــا البرلمان الأوروبـــي إلــى نــزع ســلاح 'حــزب الله' وجميع الفئات المسلحة في لبنان بما فيها 'حــزب الــلــه'. ووصــف ذلك بالسبيل الوحيد لضمان استقرار البلاد، وفق نص قرار في شأن لبنان صادق عليه بأغلبية 520 صوتاً ومعارضة ستة نواب، بينما امتنع 13 نائباً عن التصويت. ويدعو القرار البرلماني جميع الأطــراف اللبنانية إلــى دعــم الجيش اللبناني ليستطيع القيام بمهامه في حفظ الأمن والنظام وضمان استقرار وسيادة البلاد.
وفي واشنطن أكد الرئيس الأميركي جــورج بــوش خــلال لقائه البطريرك الماروني نصرالله صفير أن اتفاق الدوحة بين الفرقاﺀ اللبنانيين هوخطوة على الطريق الصحيح. وكرّر التأكيد على التزامه بدعم لبنان وللتطبيق الكامل لقرارات مجلس الامن الدولي. ووصـــف البطريرك الــمــارونــي مار نصرالله بطرس صفير اتفاق الدوحة بأنه 'اتفاق الممكن ولكن ليس الاتفاق النهائي، ويجب أن يصار إلى تحسينه عبر اتــفــاقــات أخـــرى تبلغ بــه نقطة الــكــمــال (...) لكنه الآن قد تــمّ ويبقى أن يُنفّذ. فقد كانت هناك اتفاقات ولكنها لم تنفّذ'. وقال إنه لم يُستَشَر من الفرقاﺀ المسيحيين قبل توقيعهم اتفاق الدوحة، لافتاً إلى أن مسيحيي لبنان حالياً 'قسم منهم مع حزب الله وقسم آخر مع حزب الحريري'.
وفي حديث إلى قناة 'الحرة' اجراه الزميل حسين جــرادي في واشنطن عقب لقائه الرئيس الأميركي جورج بوش قال صفير: 'ان الأميركيين ربما كانوا يريدون اتفاقاً أوثق وأن تكون هناك وسائل أضمن، ولكن إذا كنا نقارن بين الفوضى التي حصلت وهذا الاتفاق فهو خير من الفوضى'.