ـ صحيفة الأخبار:
فيما يصر أركان الحكم على إنجاز الأمر سريعاً، بدأت الأمور تهدأ على جبهة العلاقات السياسية، وخصوصاً أن الرئيس فؤاد السنيورة يحرص على الحديث عن الصفحة الجديدة، ويبدو أن المعارضة في مناخ منحه الفرصة كاملة، فيما تنصبّ الاهتمامات الآن على صورة العلاقات الخارجية للبنان، حيث يُتوقع وصول عدد كبير من الضيوف العرب والأجانب الى لبنان خلال الاسابيع المقبلة، فيما تحدثت مصادر عن احتمال قيام الرئيس ميشال سليمان بزيارة قريبة الى سوريا تكون المحطة الاولى في جولاته الخارجية، على أن يزور في وقت لاحق مصر والسعودية وقطر.
واستناداً الى المطلعين على موقف سليمان، فهو ليس لديه موقف محدد حتى الآن من الحكومة في انتظار أن يطلع من السنيورة على نتائج استشاراته بغية تأليف حكومة جديدة تعبّر عن الإرادة النيابية. وأبدى ارتياحه الى الأجواء التي رافقت الاستشارات النيابية في مجلس النواب في جولتيها، ولاحظ أنها كانت أكثر إيجابية من تلك التي أجريت في قصر بعبدا. ويأمل الرئيس التوصل الى تأليف حكومة من وزراء متزنين يلقى تأييدهم صدى إيجابياً لدى الموالاة والمعارضة في آن واحد، ولا يرغبون في نقل الخلاف الى مجلس الوزراء، ولا يمثلون اتجاهات متشددة، ويرغبون في العمل فريقاً واحداً منسجماً يعكس الصورة التوافقية لاتفاق الدوحة، ويكون كذلك على صورة التوافق والإجماع الذي التف حول رئيس الجمهورية عند انتخابه، ويعمل على إمرار الأشهر المقبلة حتى إجراء الانتخابات النيابية ربيع 2009.
وأبلغت كتلة &laqascii117o;الوفاء للمقاومة" السنيورة رغبة &laqascii117o;حزب الله" في تمثيل المعارضة بوزيرين سني ودرزي. وعلم أن هذا الأمر الذي يؤيّده بري كان موضع بحث بينه وبين النائب سعد الحريري في ساحة النجمة إثر مشاركة الأخير في استشارات التأليف. وقد استمهله الأخير للتشاور في هذا العرض مع حلفائه، فيما نقل أن النائب وليد جنبلاط أبلغ الرئيس السنيورة أنه يريد المساعدة ومستعدّ للتخلّي عن كل الوزارات، وأبدى إيجابية في شأن طلب حزب الله مقايضة وزير شيعي بآخر درزي، كما قال إنه غير متمسّك بالوزير مروان حمادة الذي يبدو أن الرئيس السنيورة يريد له أن يرتاح، وهو الذي عانى منه في الحكومة السابقة.
من جهة ثانية، تبلّغ الرئيس السنيورة من وفد نوّاب حزب الله أن الحزب يريد المقايضة، وهو يتمنى أن تكون هناك صفحة جديدة مع رئيس الحكومة، وأبلغه أيضاً قرار الحزب التخلي عن حقيبة الطاقة نهائياً. فردّ السنيورة مستغرباً لأنه يريد بقاء الوزير محمد فنيش في موقعه من زاوية: &laqascii117o;نريد وزراء جدّيين لا وزراء للمناكدة"، فرد عليه النائب محمد رعد بأن الحزب لا يريد المناكدة ولا أي شيء آخر ولكنه لا يريد وزارة الطاقة، وأن الحزب وحركة امل متفقان على المطالبة بحقائب: الزراعة والعمل والخارجية والاتصالات والصحة، الى جانب وزير دولة، وأن الشخصية التي سوف تتولى وزارة الخارجية لن تكون حزبية، علماً بأن الفريقين يدرسان إمكان أن لا يمثلهما أي وزير حزبي. وفيما نقل زوار بري عنه توقعه ولادة الحكومة منتصف الأسبوع المقبل في الحد الأقصى، وأنه يستبعد أن تواجه عقبات أو عقد استيزار كبيرة، قالت مصادر قريبة من الحريري إن الأجواء &laqascii117o;إيجابية"، وإن فكرة التبادل &laqascii117o;ليست سيئة" ويمكن أن يؤخذ بها، مشيرة الى أن حزب الله يطرح بعض العروض في هذا الصدد وهي قيد الدرس. أما في شأن البيان الوزاري، فقد طلبت الكتلة تضمين هذا البيان نصّاً يشدّد على وجوب الحفاظ على المقاومة ودورها في التحرير والدفاع عن لبنان في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية، وفق ما جاء في البيان الوزاري للحكومة السابقة وما عاد وأكده وزراء الخارجية العرب في مبادرتهم. وقد لمست الكتلة تجاوباً لدى السنيورة مع هذا الطلب، مبدياً الاستعداد لفتح صفحة جديدة من التعاون مع حزب الله.
ـ صحيفة الشرق الأوسط:
في المعلومات التي حصلت عليها الشرق الأوسط أنّ الإتجاه يميل إلى إعطاء 3 وزارات أساسية متنازع عليها لرئيس الجمهورية وهي وزارة العدل والدفاع والداخلية بعدما وضعت المعارضة فيتو على إعطائها لوزير الدفاع الحالي الياس المر. أمّا حزب الله فسينال 3 وزراء لكنه تخلّى عن اثنين لمصلحة حليفين سني ودرزي، فيما سيحتفظ هو بوزارة وحيدة قد تكون وزارة العمل.
ـ صحيفة الديار:
حسب مصادر مراقبة فإن الاجواء التي يمكن ان تكون ساهمت في تعزيزها مناخات خارجية تعود للتحرك القطري خصوصا، فضلاً عن المناخ العربي والدولي عموما. وفي كل الاحوال فبينما كان الرئيس السنيورة يجري استشاراته بشأن تشكيل الحكومة الجديدة، كان مكتب الرئيس بري الذي بقي منذ الصباح حتى المساء في ساحة النجمة يشهد حركة غير عادية سياسية لا تتصل بموضوع الحكومة فحسب بل تتصل ايضا بالمرحلة المقبلة وتعزيز اجواء المصالحة التي ارساها اتفاق الدوحة والتي ستعزز بخطوات اخرى لم يكشف عنها النائب الحريري بعد لقائه الرئيس بري في المجلس والذي تلاه اجتماع بين الرئيس بري ووفد كتلة الوفاء للمقاومة. اما هذه الخطوات فقد علم انها متعددة ومنها يبرز اللقاء المرتقب بين السيد حسن نصرالله والنائب سعد الحريري، حيث قالت مصادر مطلعة ان النوايا جيدة من الطرفين، اما بالنسبة لنمط العلاقة بين حزب الله والحزب التقدمي فقالت المصادر انها اجواء تهدئة حالياً. وبالنسبة للخطوات الاخرى فمنها ما يتعلق بما يمكن ان يسمى المصالحة الاعلامية، اضافة الى الترتيبات الميدانية التي ستتعزز لتحصين الاستقرار في الشارع وخصوصا في العاصمة بيروت. اما في ما يتعلق بالحكومة الجديدة فيمكن وصفها بأنها دخلت في مرحلة توزيع الحقائب وطرح بعض الأسماء، لكن مرحلة الأسماء لم تكتمل بعد، وما كتب في وسائل الاعلام هو مجرد بالونات وتكهنات لا تستند الى الحقيقة. وابرز ما افرزته الاستشارات هو الاتفاق الكامل بين كل الاطراف حول ما يتعلق بالمقاومة وبالبيان الوزاري. وفي هذا الصدد علمت &laqascii117o;الديار 'ان الفقرتين الواردتين في البيان الحالي يمكن ان يبقيا في البيان الجديد، كما سيضاف ايضاً عبارات مشابهة للتي وردت في خطاب القسم.
ـ صحيفة اللواء:
قالت مصادر نيابية مطلعة ان لقاء بري - الحريري وضع القطار على سكة امكانية التوصل الى معالجات تؤسس لمصالحات 'تداوي الجراح العميقة لأهالي بيروت' حسب النائب الحريري، الذي كشف عن خطوات سيتم القيام بها، ومنها لقاء مع الأمين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصر الله. وأوضحت المصادر ان هذا اللقاء والذي تجاوز الأربعين دقيقة ركز على ثلاث نقاط: تعزيز اجواء المصالحة من خلال ترجمة ميدانية على الأرض، وقف الحملات الاعلامية بين المعارضة والأكثرية، خصوصاً بين 'تيار المستقبل' و'حزب الله'، ووقف الاستفزازات وسحب ما توصل اليه اتفاق الدوحة على جميع الأطراف.
ولاحظت المصادر نفسها، ان هذه الأجواء، وربما التفاهمات أطلعها الرئيس بري على نواب كتلة الوفاء للمقاومة في لقاء مطول آخر، جرى خلاله التأكيد على وقف الحملات المتبادلة والتي تؤدي الى احتكاكات متقابلة في الشارع، مشيرة الى ان هناك رغبة مشتركة بالتوصل الى حل يؤمن المصالحة التامة.
وأكد النائب الحريري ان الرئيس بري كان ايجابياً بأن هذه الحكومة ليست لتقطيع الوقت لعشرة أشهر أو أكثر أو أقل في انتظار الانتخابات، بل إنها حكومة تأسيسية، وهي الأولى لهذا العهد، خصوصاً وأنها تنتظرها ملفات عدة لنعمل عليها. لافتاً الى أن هناك توافقاً من الجميع على الحصص والنسب في الحكومة، وهناك ايجابية كبيرة من الجميع، <ولن أقول لا موالاة ولا معارضة خصوصاً عندما يصبح الجميع في حكومة وحدة وطنية>..
واستبعد وجود مشاكل على البيان الوزاري، مؤكداً بأنه يعمل مع الجميع بكل ايجابية، وعلى الجميع أن يحذو حذونا من الايجابية والانفتاح بين كل الافرقاء.
وعلمت <اللواء> أنه مع تقدم العملية السياسية، تكثفت الاتصالات لإجراء مصالحة بين قيادة <حزب الله> وقيادة <المستقبل>، لترسيخ الاجواء الانفراجية المواكبة لإعادة تطبيع الاوضاع في إحياء العاصمة وشوارعها وإسدال الستارة على الأيام السوداء التي عاشتها من جراء اقتحام بيروت في 17 أيار الجاري.
وكشف قيادي مسؤول في <حزب الله> رفيع المستوى أن لقاء سيحصل بين الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله ورئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري من دون أن يحدد مكانه وزمانه.
وأكدت المعلومات أن الحريري الذي أكد أن اللقاء سيحصل مع السيد حسن نصر الله، ينتظر مجموعة من الخطوات والترتيبات المتصلة به أو المتصلة بالحزب، من أجل الاتفاق على موعد اللقاء وزمانه.
وتتركز الاتصالات في هذه المرحلة على المكان لاعتبارات عدة وظروف نصر الله وضرورة مراعاة اعتبارات يطلبها الحريري بحيث يكون المكان محايداً.
واحدثت المشاورات الجارية لتأليف الحكومة الجديدة، انقساماً غير صالح داخل التكتل الطرابلسي، حيث علمت 'اللواء' ان ثمة تبايناً بين الوزير محمد الصفدي والنائب عبد اللطيف كبارة الذي يرغب بأن يتولى هو الحقيبة التي هي من حصة التكتل في اطار 14 آذار. وقد زار الصفدي قريطم امس، واجتمع الى النائب الحريري بعد ان كان كبارة زار قريطم امس الاول. وقال مصدر مقرب من التكتل ان النائب موريس فاضل يقف على الحياد في السباق الجاري بين النائبين الطرابلسيين حول المقعد الوزاري مع اتفاقهما على عدم تغيير الحقيبة الحالية، اي الاحتفاظ بوزارة الاشغال. واضاف المصدر ان ثمة حلاً آخر يقضي باسناد الحقيبة للنائب قاسم عبد العزيز، في حال لم تتمثل الضنية بالوزير احمد فتفت. العماد سليمان
من جهة ثانية، اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان خلال استقباله وفدا من قيادة الجيش برئاسة قائد الجيش بالانابة اللواء الركن شوقي المصري ان 'لبنان لا يعيش من دون وحدة ابنائه وان قيمته كانت وستبقى بأنه وطن العيش المشترك الذي يضم طوائف متعددة تنصهر في بوتقة من الوفاق الوطني. واشار سليمان الى ان وحدة مؤسسة الجيش كانت نموذجاً لوحدة اللبنانيين مجدداً التأكيد على انه لن يتدخل في عمل المؤسسة العسكرية الا عندما تقتضي المصلحة الوطنية العليا، داعياً الى تعاون المؤسسات الامنية مع بعضها البعض ومعتبرا ان قوى الامن الداخلي هي سند كبير للجيش. وتوجه الى العسكريين قائلاً: 'ادعوكم الى عدم الخوف طالما ترتكزون في عملكم على الثوابت الوطنية والمبادئ التي نشأتم عليها، وهذا ما يحميكم من الاخطاء. ويبقى الاهم ان ترتكزوا على ما هو صحيح، وعلى المبادئ الاساسية لا على خطأ وتنطلقوا منه الى اتخاذ قرار خاطئ'.
ـ صحيفة النهار:
ليلا، أفادت اوساط في الاكثرية ان القادة الموارنة في 14 آذار هم في صدد المشاركة في الحكومة وفي مقدمهم الرئيس أمين الجميل ورئيس الهيئة التنفيذية لحزب 'القوات اللبنانية' سمير جعجع والى جانبه المسؤول عن النقابات في 'القوات' عماد واكيم، والوزيرة نايلة معوض او النائب بطرس حرب. وقالت ان مطالبة 'حزب الله' بتوزير سني ودرزي من حصته تقابلها مطالبة الاكثرية بتوزير مفتي صور وجبل عامل السيد علي الامين فضلا عن تمسك جنبلاط بتوزير مسيحي من كتلته باعتبار ان معظمها من النواب المسيحيين. أما في ما يتعلق بالحقائب السيادية (الداخلية والدفاع والخارجية والمال) فأشارت هذه الاوساط الى ان الداخلية ستذهب الى رئيس الجمهورية ومثلها الدفاع، وستتقاسم عندئذ الاكثرية والمعارضة الخارجية التي يرشح لها الرئيس بري السفير جهاد مرتضى، والمال التي تتمسك بها الاكثرية.ولفتت اوساط الاكثرية الى ان 'حزب الله يحاول ان يظهر انه حريص على حلفائه من الدروز والسنة لكنه في نهاية المطاف سيتمسك بكل تمثيله الشيعي عندما تصبح المبادلات دقيقة'. وأوحت أوساط قريبة من المعارضة بأن هناك أجواء مؤاتية لتأليف الحكومة في أسرع وقت ممكن. ورجحت توزير فيصل كرامي نجل الرئيس عمر كرامي او الوزير السابق عبد الرحيم مراد او النائب أسامة سعد عن السنة، والامير طلال ارسلان عن الدروز. وأشارت الى ان السفير مرتضى والنائب علي بزي هما من الاسماء المطروحة لتولي حقيبة الخارجية. وكان تردد اسم محمود بري شقيق الرئيس بري لدخول الحكومة
ـ صحيفة السفير:
فيما كانت عملية التأليف تمر بممر شكلي إجباري هو مطالب وشروط الكتل والنواب المستقلين، كانت العمليات الحسابية جارية في &laqascii117o;المطابخ المركزية"، خاصة بعد أن أخذ رئيس الحكومة المكلف بمطالب الكتل &laqascii117o;القومية" و&laqascii117o;الرقمية" و&laqascii117o;الطائفية" و&laqascii117o;الخدماتية" و&laqascii117o;السيادية" و&laqascii117o;العائلية"، وبقي عليه أن يقول للجميع إن ما كتب في الدوحة قد كتب والوزارة لن تكون إلا ثلاثينية وبالتالي ما رفع من مطالب وما وضع من شروط، هو مجرد سقوف سياسية قبل الأخذ والرد الحقيقيين، خارج غرفة الاستشارات التي انتهت، أمس، فعلياً، على أن تبدأ المقايضات بين المعارضة والموالاة في الساعات المقبلة، في ظل توقعات بأن تبصر الحكومة النور قريباً. واللافت للانتباه، أن البيان الوزاري، صار شبه منجز قبل عملية التأليف، وفي ذلك اختصار للمسافة الفاصلة بين إنجاز التأليف ونيل الثقة سريعاً، قبل أن تتجه أنظار الجميع الى الانتخابات النيابية المقبلة وإلى قانونها العتيد بوصفه البند الأخير في اتفاق الدوحة.
ولأن الانتخابات على الأبواب، فإن المطالب أخذت في الاعتبار، حساسية هذه الحقيبة أو تلك، وهذا الاسم أو ذاك، ربطاً بالمعركة الانتخابية المقبلة، فإذا بـ&laqascii117o;حزب الله" و&laqascii117o;أمل" يكفران بوزارة الطاقة ويطلبان حذفها من سجلهما، ويطالبان بوزارة الاتصالات بديلاً، مع إعلان تمسكهم بوزارة الخارجية (حقيبة سيادية) وبما كان مثبتاً لهم في الوزارة الحالية (العمل والزراعة والصحة). أما الأسماء التي نشرتها &laqascii117o;السفير"، أمس، فلم ينل منها أي تعديل باستثناء حسم مقعدين شيعيين لمصلحة &laqascii117o;حزب الله" بعد أن أعطى النائب وليد جنبلاط إشارات شبه حاسمة حول عدم ممانعته بتوزير النائب السابق طلال ارسلان، مقابل حصول الموالاة على أحد المقاعد الشيعية لمصلحة النائب باسم السبع، عضو كتلتي &laqascii117o;المستقبل" و&laqascii117o;اللقاء الديموقراطي" في آن معاً...
أما العماد ميشال عون، فقد رفع سقف التفاوض على جاري عادته، فنادى بوزارة المالية السيادية، وهو المدرك أنه عند الأكثرية بمثابة &laqascii117o;قدس الأقداس"، وكأنه بذلك يريد أن يحصد ما يمكن حصده من مغانم، وخاصة في الحقائب الخدماتية، حيث بدت عينه &laqascii117o;مضروبة" على وزارتي الأشغال والتربية، ولو أنه كاد يطالب بكل الوزارات بما فيها وزارة الصحة المصنفة في خانة حليفه الافتراضي الرئيس نبيه بري، دون إغفال حقه الطبيعي بوزارة سيادية، يفترض أن ترسي على وزارة الدفاع إلا إذا برزت حساسيات من داخل المؤسسة العسكرية في اتجاه معاكس، لتصبح الوزارة الوحيدة المتاحة أمامه، هي وزارة العدل التي يبدو أنه لا يريدها ولو قدمت اليه على طبق من ذهب! ولم تتعدل أسماء مرشحي &laqascii117o;تكتل التغيير والاصلاح"، سوى إلحاح بعض أوساط &laqascii117o;التيار" على رمي أسماء متعددة للمرشح الماروني الثاني (غير جبران باسيل المحسوم)، وذلك عبر الحديث عن مفاجأة غير متوقعة (اسم كسرواني من خارج &laqascii117o;التيار") أو أحد الأسماء &laqascii117o;التاريخية" في &laqascii117o;التيار" وليس في &laqascii117o;التكتل"... وفي المحصلة ظلّ اسما جبران باسيل وعصام أبو جمرة ثابتين ونهائيين...
أما باقي حلفاء عون والمعارضة، فإن مطالبهم بدت متواضعة، حيث نادت كتلة الطاشناق الأرمنية بحقيبة ومقعد، لكن الحقيقة هي أن المقعد سيكون من نصيب هوفيك مختاريان ولكن بصفته وزيراً سياسياً ومن دون أية حقيبة على الأرجح. ونالت &laqascii117o;الكتلة الشعبية" في زحلة المقعد الكاثوليكي &laqascii117o;المطوب" لها، لمصلحة رئيسها الياس سكاف مع أرجحية الحصول على حقيبة مثل الصناعة على سبيل المثال لا الحصر!
في المقلب الموالي، يواجه النائب سعد الحريري تواضعا كبيراً من حليفه النائب وليد جنبلاط، الذي دخل على الرئيس المكلف قائلاً له ان أحداً من أعضاء كتلتي لا يريد وزارة! واذا كان هذا الكلام المفاجئ لم يحظ برضى نواب &laqascii117o;اللقاء الديموقراطي"، فإن جنبلاط كان مدركاً أن المكان الطبيعي لـ&laqascii117o;البازار" هو خارج مجلس النواب.
فقد باع جنبلاط بيعة &laqascii117o;معلم" لمصلحة &laqascii117o;خصمه" الدرزي طلال ارسلان، وهو على الأرجح &laqascii117o;سيهديه" المقعد النيابي في عاليه، في الانتخابات المقبلة، وبالتالي، عينه على حقيبة خدماتية أساسية تكون من حصة أحد الوزيرين الدرزيين وائل أبو فاعور وأكرم شهيب، مع محاولة للفوز بمقعد مسيحي وتحديداً كاثوليكي، غير ان حسابات الحقل لا تطابق حساب البيدر الموالي، ذلك أن المفاضلة بين ميشال فرعون ونعمة طعمة توزيراً، أفضت لمصلحة الأول وليس الثاني، ربطاً بالدائرة الأولى الانتخابية في بيروت وحاجة الحريري لترميم وضع حلفائه المسيحيين فيها بمن في ذلك &laqascii117o;القوات اللبنانية".
وكيفما دارت الدائرة، فإن سعد الحريري سيكون مضطراً لأن &laqascii117o;يزعل" بعض حلفائه المسيحيين، وبينهم نايلة معوض، التي توشك على توديع الوزارة والنيابة في آن معاً، فيما الشيخ بطرس حرب يستعد لمنازلة كبرى في البترون وبالتالي يردد من حوله على مسمع الحريري كلاماً واضحاً بأن لا تغلطوا الغلطة التي ارتكبتموها في العام ألفين وخمسة عندما أقصيتم &laqascii117o;فخامة النائب" عن الوزارة!
وإذا حسم أحد المقاعد المارونية لحرب، فإن الثاني سيكون من نصيب الرئيس أمين الجميل بدلاً من المقعد الكاثوليكي لمصلحة صهره ميشال مكتف وفق آخر بورصة للأسماء، أما الأسم الثالث والأخير للموالاة، فسيكون من نصيب سمير جعجع الذي طالب بمقعد وزير دولة، ما أدى الى قطع الطريق على جهاد أزعور وشارل رزق، علما أن &laqascii117o;القوات" طالبت بمقعد ثان وسيصار الى تلبية طلبها ولكن من ضمن الحصة الأرثوذكسية، حيث سيكون هناك مقعد متواضع (السياحة) لمصلحة عماد واكيم، ولو أن &laqascii117o;القوات" تنادي بحقيبة خدماتية!
وعلى صعيد باقي الأسماء المسيحية، فإن الموالاة سترشح وزيراً أرثوذكسياً من &laqascii117o;المستقبل" (عاطف مجدلاني على الأرجح ربطاً بالمعركة الانتخابية المقبلة في بيروت) بالإضافة الى وزير أرمني، وهو المقعد شبه المحسوم لجان أوغاسبيان. ويبقى الإحراج الكبير في كيفية توزيع النائب الحريري للمقاعد السنية الأربعة (غير السنيورة ومحمد الصفدي)، وخاصة أن رئيس الحكومة المكلف يصر على توزير خالد قباني في العدلية، بينما يريد الحريري إبداله بأحد نواب العاصمة. أما بورصة اسماء باقي مرشحي المستقبل من السنة، فإنها مرجحة لمصلحة أحد نائبي البقاع الغربي (جمال الجراح وأحمد فتوح) ولمصلحة نائبين آخرين، أولهما من الشمال (الأرجحية لسمير الجسر)، وثانيهما من بيروت!
الجدير ذكره، أنه في الحصة المسيحية بات محسوماً ان رئيس الجمهورية سيتمثل بثلاثة مسيحيين، ماروني (لم يحسم) وأرثوذكسي (الياس المر) وكاثوليكي (شبه محسوم). وأكدت مصادر مقربّة من القصر الجمهوري ان الرئيس ميشال سليمان &laqascii117o;لن يستعين بأي عسكري متقاعد لأي منصب سياسي". اما عن الاسماء المتداولة فتؤكد المصادر انها &laqascii117o;ستشكل صدمة ايجابية لدى الرأي العام". يذكر أن الرئيس بري اختلى أمس، وعلى هامش الاستشارات، بالنائب الحريري وعكس الجانبان أجواء ايجابية خاصة لجهة الاتفاق على التواصل شبه اليومي المباشر أو غير المباشر، فضلا عن اتفاق الجانبين على لعب الرئيس بري دور الجسر في الاتصالات القائمة بين الحريري وقيادة &laqascii117o;حزب الله" وصولا الى السعي لترتيب لقاء بين الجانبين في الوقت المناسب.
ـ صحيفة المستقبل:
شدد رئيس 'تيار المستقبل' النائب سعد الحريري الذي عقد خلوة مع الرئيس بري في المجلس، على أن انتخاب الرئيس سليمان 'فرصة لفتح صفحة جديدة في لبنان'، وقال 'يجب أن نكرس جهودنا لتشكيل حكومة وحدة وطنية بأسرع وقت ممكن'، مضيفا 'نحن متفقون على ممارسة أكبر قدر من الايجابية والانفتاح'، مضيفا 'دخلنا في عهد جديد فيه خطاب قسم وتوافق على الحصص في الحكومة، وفيه ايجابية كبيرة من المعارضة'. وتابع 'أكدت لبري أنه يجب أن نبدأ بتنفيذ اتفاق الطائف، واليوم سندخل في صفحة جديدة وإتفاق الدوحة هو عهد علينا جميعاً، وقد انجز انتخاب الرئيس وستشكل الحكومة ونأمل أن تكون الانتخابات كما اتفقنا عليها'، ولفت الى أن الموضوع 'ليس مصافحة بعضنا البعض وانتهى الأمر، فجرح بيروت عميق ومداواته ليست سهلة'، وتابع 'الخطوات التي سنقوم بها هي لمداواة الجرح، وقد تشاورت مع بري بشأن الحكومة وكان ايجابياً'. وعن لقائه المحتمل بالأمين العام لـ'حزب الله'، قال 'هناك خطوات يجب أن تتخذ لمداواة جرح بيروت (..)'. بدوره، شدد نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري على 'حكومة تنقل لبنان من الاشتباك السياسي الى الحوار السياسي، وتعمل على ترجمة التوجهات الرئيسية لخطاب القسم من خلال البيان الوزاري، وتعمل على تفعيل المؤسسات وتهيّئ الظروف لاجراء انتخابات نيابية لا يجوز ان تجري تحت ضغط السلاح(..)'. بدوره، تمنى الوزير محمد الصفدي باسم 'التكتل الطرابلسي' الاستمرار في تحمل حقيبة الاشغال. في المقابل، أكدت كتلة 'التنمية والتحرير' برئاسة الرئيس نبيه بري على 'إيلاء وزارة الداخلية لشخصية حيادية قادرة على طمأنة اللبنانيين على إجراء انتخابات حرة ونزيهة'، شددت على أن 'توزع الوزارات السيادية بشكل عادل ومتوازن على القوى السياسية'، مشددة على ضرورة 'أن يؤتى بوزراء يتمتعون بالمؤهلات والخبرات وكذلك الارادة الصادقة على تجسيد المشاركة الحقيقية، لنتجاوز المواقف المتشنجة التي اتسمت بها المرحلة السابقة(..)'. فيما لم يفصح رئيس كتلة 'الوفاء للمقاومة' النائب محمد رعد عن الحقائب التي طلبها 'حزب الله'، مكتفيا بالقول ان الكتلة طالبت 'بأن يكون هناك وزيران للمعارضة على حساب حصة 'حزب الله'، أحدهما من الطائفة السنية والآخر من الطائفة الدرزية' من دون تسميتهما، مشيرا الى ان 'الحقائب متواضعة'، وقال 'طالبنا بأمر بالنسبة للبيان الوزاري ولم نجد ما يخالفه'. من جهته، قال رئيس 'تكتل التغيير والاصلاح' النائب ميشال عون 'عرضنا النقاط الأساسية للبيان الوزاري، والتي هي خطاب القسم مع بعض الاضافات'، مضيفا 'حددنا عدد الوزراء الذي هو خمسة، وحددنا الحقائب المطلوبة'، وتابع 'حتى الآن لم نعرض أي مقايضة لوزرائنا، فنحن لدينا تمثيل لكافة الطوائف المسيحية ويتوزعون في خمس حقائب وزارية (...)'. أما النائب ميشال المر فنفى ما تردد عن ترشحه هو أو ابنته ميرنا لأي مقعد وزاري، وأعلن ان 'الياس المر هو مرشحنا للوزارة ورئيسا الجمهورية والحكومة يقرران الموقع'، مشيراً الى أن نجله الياس 'لا يفكر بالعودة الى وزارة الداخلية'. فيما طالب النائب جورج عدوان باسم كتلة 'القوات اللبنانية' بضرورة تفعيل المؤسسات الدستورية، وقال 'نحن كـ 'قوات' راهنّا ونراهن على مؤسسات الدولة وعلى رئيس الجمهورية ودوره، خصوصا وأننا جربنا الشارع ومآسي الناس'، لافتا الى أن الكتلة وضعت لدى الرئيس المكلف أسماء مرشحيها للحكومة. بدورها طالبت 'كتلة نواب الارمن' بوزيرين ارمن ارثوذكس، وطرح النائب آغوب بقرادونيان اسم الوزير السابق الان طابوريان، مشيرا الى انه 'لا يمانع بأن يكون الوزير الثاني من الموالاة'.
في غضون ذلك، أمل البطريرك الماروني نصر الله صفير أن 'تشكل حكومة تتجاوب مع كل الناس وتضم كل الاطياف والا يتدخل احد من اجل عرقلتها'، شاكراً الله على ان 'اصبح لدينا رئيس للجمهورية(..)'. وفي دمشق، أجرى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني محادثات مع الرئيس السوري بشّار الأسد، فيما تردد احتمال ارساله موفدا له الى بيروت مطلع الاسبوع المقبل.وتأتي زيارة الشيخ حمد هذه بعد أقل من عشرة أيام على رعاية بلاده الاتفاق بين طرفي الأكثرية والأقلية في لبنان الذي أدى الى انتخاب رئيس للجمهورية.