ـ صحيفة الحياة
محمد شقير:
قال قيادي بارز في المعارضة إنها لا تربط مشاركتها في الحكومة الجديدة بتمثيلها بوزيرين سنّي ودرزي بمقدار ما ان لديها رغبة في توسيع رقعة تمثيلها بضم هذين الوزيرين، وان حسم الموقف من طلبها يعود الى الأكثرية باعتبار ان الرغبة وحدها لا تكفي لتحقيق مطلبها في حال لم تلق تجاوباً من الفريق الآخر أي قوى 14 آذار. ونقل القيادي البارز عن رئيس مجلس النواب نبيه بري قوله ان الفكرة بضم وزيرين درزي وسنّي جاءت انطلاقاً من اتهام التحالف الشيعي المؤلف من حركة &laqascii117o;أمل" و &laqascii117o;حزب الله" بأنه يحتكر التمثيل الشيعي، موضحاً ان هذا التحالف مستعد في حال استجابت الأكثرية، للتخلي عن وزيرين شيعيين، في مقابل ان تتمثل المعارضة بوزيرين ينتميان الى الطائفتين السنّية والدرزية. وأكد القيادي نفسه لـ &laqascii117o;الحياة" ان ما سمعناه من بري لا يعبر أبداً عن وجود توجه لدى المعارضة بوضع &laqascii117o;شرط تمثيلها بوزيرين درزي وسنّي كأساس للموافقة على المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية"، مشيراً الى أن &laqascii117o;موافقة الطرف الآخر على هذا الطلب تعني تسليم الشيعة للأكثرية بأن تتمثل بالثلث الضامن من الحصة الشيعية". ونفى القيادي ان يكون هذا الطلب &laqascii117o;نوقش مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أو بعض القيادات في 14 آذار"، وقال انه لا يزال &laqascii117o;مجرد فكرة"، وان ما صدر عن المعارضة الوطنية اللبنانية بشأن تأييدها اقتراح رئيس &laqascii117o;جبهة العمل الإسلامي" فتحي يكن ضرورة تعيين وزير من المعارضة السنّية في بيروت لمنع حصر التمثيل بفريق واحد، ليس أبعد من تأكيد التوجه السائد لدى المعارضة بطلب تمثيلها بوزيرين سنّي ودرزي. ولفت القيادي أيضاً الى أن بيان المعارضة عكس وجهة نظر فريق في داخلها &laqascii117o;ولم يأت تتويجاً لقرار اتخذ في هذا الخصوص"، وقال ان الطلب يبقى &laqascii117o;في حدود إبداء الرغبة ولن يتجاوزها الى الإصرار على تطعيم تمثيل المعارضة بوزيرين سنّي ودرزي". ورأى ان ما طرحه الأمين العام لـ &laqascii117o;حزب الله" السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير لمناسبة الذكرى الثامنة لتحرير الجنوب في هذا الشأن، &laqascii117o;بقي أيضاً في حدود الطلب ولم يطوره الى شرط لا تنازل عنه حتى لو أدى الأمر الى تعقيد تشكيل الحكومة الجديدة". وتابع القيادي ان طلب تمثيل المعارضة بالوزيرين &laqascii117o;ما هو إلا موقف معنوي تأكيداً منها على التزامها بحلفائها من السنّة والدروز وإشعاراً لهم بأنها ليست في وارد التفريط بهم وبالتالي تبدي حرصها على مراعاتهم لأنها لا تريد ان تخسرهم لكن الأمر سيبقى في إطار التضامن الأخلاقي ولن يذهب الى حدود الدخول في نزاع مع الأكثرية". ورأى القيادي عينه ان المعارضة تتطلع الى &laqascii117o;تبرئة ذمتها أمام حلفائها بعدم تخليها عنهم وانها ستبذل المستحيل لتمثيلهم في الحكومة لكنها لن تتمسك بهم الى ما لا نهاية، خصوصاً إذا شعرت بأنها ستتحمل مسؤولية تعطيل الجهود الآيلة الى الإسراع في تشكيل الوزارة".
وفي المقابل أكد قيادي في الأكثرية لـ &laqascii117o;الحياة" ان ما يتردد على لسان المعارضة بأنها تتمسك بقرارها تمثيلها بوزيرين سنّي ودرزي &laqascii117o;لا يزال في إطار التسويق الإعلامي لتوزير حلفائها من المعارضة ولم يطرح حتى الساعة على بساط البحث". وأضاف: &laqascii117o;الأكثرية لن تعلق على طلب المعارضة في هذا المجال ما لم تبادر الأخيرة الى طرحه بصورة رسمية مع الرئيس السنيورة، وحتى الساعة لم نتبلغ أي موقف من المعارضة". لكن القيادي في الأكثرية سأل: &laqascii117o;ماذا سيكون موقف المعارضة لو وافق رئيس &laqascii117o;اللقاء النيابي الديموقراطي" وليد جنبلاط على توزير الوزير السابق طلال إرسلان مشترطاً بأن تتمثل كتلته النيابية بوزير مسيحي نظراً لأنها تضم عدداً لا بأس به من النواب المسيحيين، فهل توافق على طلبه؟". وزاد: &laqascii117o;مجرد موافقة المعارضة على طلب جنبلاط سيدفعها الى الطلب من حليفها رئيس &laqascii117o;تكتل التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون ان يحسم الوزير المسيحي من حصته، وان يستبدله بوزير شيعي، وإذا لم يوافق عون فهل ستدخل معه في خلاف سياسي أم انها ستضطر الى صرف النظر عن طلبها؟". وقال: &laqascii117o;من حق جنبلاط الذي يبدي كل استعداد لتسهيل مهمة السنيورة ومن خلاله الرئيس ميشال سليمان أن يختار الوزير المسيحي كبديل من تنازله عن وزير درزي وإلا لن يكون في وسع أحد أن يفرض عليه إعادة النظر في تمثيله في الحكومة بغية إرضاء فريق في المعارضة يريد أن يسترضي حلفاءه من الدروز".
ورأى أن هناك صعوبة في تمثيل بيروت بوزير سنّي من خارج تيار &laqascii117o;المستقبل"، &laqascii117o;وثمة من يعتقد ان ما يطلبه بعض المعارضين ما هو إلا مناورة تبقى في إطار تسجيل المواقف، خصوصاً ان المعارضة ستجد نفسها أمام مشكلة مع حلفائها من السنّة إذا اختارت هذا الشخص من دون الآخر". واعتبرت مصادر في الأكثرية ان مطالبة فريق في المعارضة بكسر احتكار التمثيل السنّي في الحكومة يبقى خارج جدول أعمال البحث الذي بدأ في تأليف الوزارة، وقالت: &laqascii117o;من قال إن &laqascii117o;أمل" و &laqascii117o;حزب الله" سيكونان مرتاحين بتمثيل الشيعة بوزيرين من خارج تحالفهما يدخلان معهما في مناكفة مفتوحة وبلا حدود في مجلس الوزراء".
ـ صحيفة الحياة
رندة تقي الدين ـ باريس:
علمت &laqascii117o;الحياة" من مصادر مطلعة، لبنانية وفرنسية، ان الإعداد قائم لزيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لبنان في 7 حزيران (يونيو) لتهنئة الرئيس اللبناني ميشال سليمان بانتخابه، وكذلك لتفقد الجنود الفرنسيين العاملين في إطار القوات الدولية &laqascii117o;يونيفيل" في جنوب لبنان، على أن تدوم الزيارة يوماً واحداً.وأوضحت المصادر أن البرنامج الأولي لزيارة ساركوزي يشمل وصوله الى بيروت الحادية عشرة قبل الظهر من اليونان حيث يكون في زيارة رسمية، ليتوجه فوراً الى القصر الرئاسي في بعبدا ويجتمع مع الرئيس سليمان، على أن تعقب ذلك حفلة استقبال تقيمها السفارة الفرنسية في قصر الصنوبر للجالية الفرنسية في لبنان يلقي أمامها خطاباً، وربما يلتقي هناك بعض القيادات اللبنانية، وينتقل بعد الظهر الى الجنوب لتفقد القوات الفرنسية الموجودة في عداد قوات الأمم المتحدة هناك ثم يعود مساء الى بيروت للمغادرة في اليوم نفسه الى فرنسا.
وتشير مصادر فرنسية متابعة للوضع اللبناني إلى نقاط إيجابية كثيرة في خطاب القسم وتعتقد أنه سيحاول تنفيذ القرار 1701 وأيضاً إحراز تقدم على صعد مختلفة، ولكن بالنسبة الى سلاح &laqascii117o;حزب الله" فهامش تحركه سيكون محدوداً، وقد يحاول تشجيع الحوار بين الأطراف حول هذه المسألة. وتعتبر أن ليس واقعياً الاعتقاد بأن هذه المسألة سيتم حلها بسرعة، بل ينبغي خلق وفاق بين اللبنانيين حولها عبر المزيد من الحوار المكثف بين الدولة و &laqascii117o;حزب الله" في إطار استراتيجية دفاعية تتم بالتشاور حول دور الجيش ودور &laqascii117o;حزب الله" وكيفية التنسيق بين الطرفين لتجنب عمليات مثلما حدث في 2006، ولكن هذا يتطلب حداً أدنى من الثقة ودوراً أساسياً للرئيس، الذي ينبغي عليه إعادة الثقة بين طرفين منقسمين بعمق. وترى المصادر ان في إمكان فرنسا لعب دور مساعد في هذا التقارب وإعادة الثقة بين الطرفين ودعم الدولة والمؤسسات والرئيس والجيش.
ـ صحيفة الأخبار:
من المفترض اليوم أن يُنهي الرئيس المكلف، فؤاد السنيورة، استشاراته النيابية لتأليف الحكومة. في هذه الأثناء ينهمك فريقا الموالاة والمعارضة في اختيار ممثليهم، مما يجعل من المبكر الحديث عن البيان الوزاري. إلا أن الهواجس حول مضامين هذا البيان باتت معلومة. ففي الوقت الذي يضع فيه تيار المستقبل نصب عينيه معالجة موضوع الاستراتيجيا الدفاعية وسلاح حزب الله، يرى التيار الوطني الحر بت قانون الانتخاب المتفق عليه في الدوحة وعودة المهجرين، أولوية الأولويات.
يجدد النائب مصطفى علوش تأييد تيار المستقبل لخطاب القسم ولبيان وزاري يتماهى ومضمونه مع التشديد على عدم حصرية المقاومة بحزب الله وحده على قاعدة التمييز بين حركةالمقاومة و&laqascii117o;الأحزاب الطائفية الميليشياوية" في إشارة إلى حزب الله، مؤكداً ضرورة تضمين البيان الوزاري المقبل معالجة لمشكلة &laqascii117o;السلاح غير الشرعي" وجعل قرار الحرب والسلم في يد السلطة الشرعية عبر وضع المقاومة تحت سلطة الدولة، لأن &laqascii117o;حق المقاومة لا يعطى لمن يتوكلها التخريب".
وفيما يكرر حزب الله على لسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم استعداده &laqascii117o;للتفاوض على دور المقاومة وسلاحها في إطار حكومة وحدة وطنية وحوار وطني عبر استراتيجيا دفاعية تضع النقاط على الحروف"، يصف علوش هذا الكلام بأنه &laqascii117o;استغباء" للرأي العام، لأن حزب الله &laqascii117o;لم يأخذ يوماً المصلحة الوطنية في الاعتبار"، ولن يفعل ذلك في أي حال، بينما يفترض به، لكونه مقاومة، أن يولي اعتباراً لهذا الأمر. كما يؤكد التزام التيار لاتفاق الدوحة الذي نص على الحوار حول هذه النقطة.
وفي هذا السياق يطلب المسؤول الإعلامي في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس من حزب الله تقديم موقف موحد، فالخطاب الأخير لنصر الله تضمن لهجة تصعيدية، بينما أتى حديث الشيخ قاسم ملطفاً يتحدث عن استعداد للتفاوض على السلاح، مشدداً على استكمال المناقشة حوله التي بدأت على طاولة الحوار عام 2006 وفق رؤية متكاملة ومقترحات عملية قدمها يومها نواب اللقاء، مؤكداً التزام اللقاء الديموقراطي بما ورد في خطاب القسم واتفاق الدوحة، وخصوصاً لجهة الاستراتيجيا الدفاعية والتمسك باتفاق الطائف. ويرفض استنساخ البيان الوزاري السابق بسبب تغيير في الوقائع فرضته حرب تموز 2006 و&laqascii117o;الأحداث الأخيرة وتوجه السلاح إلى الداخل"، مستشهداً باتفاق الدوحة الذي &laqascii117o;لم يشر إلى كلمة مقاومة"، مما يضعنا أمام واقع جديد يتطلب معالجة.
ولا يقلل الريس من أهمية &laqascii117o;إقفال ملف المهجرين بعيداً عن المزايدات والبازار السياسي"، إضافة إلى إمرار مشاريع قوانين في المجلس النيابي تتعلق بإصلاحات باريس 3 وإقرار مشروع قانون رفع الأجور ومتابعة النقاشات في الشق الاقتصادي الاجتماعي الذي تجوهل طويلاً بسبب الأزمة السياسية والحكومية الماضية.
ويعطي المسؤول في التيار الوطني الحر آلان عون الأولوية لبت قانون الانتخاب المتفق عليه في الدوحة ومناقشة الإصلاحات الانتخابية الواردة في اقتراح قانون لجنة فؤاد بطرس، مما يحضر الأجواء للانتخابات المقبلة وتسوية ملف عودة المهجرين، إضافة إلى تنفيذ ما اتفق عليه على طاولة الحوار لجهة الشروع في تصحيح العلاقات مع سوريا، وهي مسؤولية العهد الأساسية وتطبيق ما اشار اليه اتفاق الدوحة بـ'الحوار حول سلاح المقاومة برعاية رئيس الجمهورية للوصول إلى رؤية مشتركة كفيلة إخراج هذا الملف من دائرة التجاذب السياسي الداخلي" ومعالجة الموضوع الفلسطيني وفق اتفاق اللجنة المنبثقة من طاولة الحوار. ويشير عون إلى خطة إصلاح اقتصادي كانت الحكومة السابقة قد وضعتها دون العودة إلى قوى المعارضة نتيجة الأزمة الحكومية السابقة، ولم يصر إلى إقرارها في المجلس النيابي وقتها، مما يستدعي مناقشتها مجدداً في الحكومة المقبلة.
ويطالب مصدر في المعارضة بتكريس دور المقاومة وسلاحها في البيان الوزاري &laqascii117o;من أجل حماية الوطن"، ولا ينفي استعداد حزب الله للحوار على قاعدة استراتيجيتي الدفاع والتحرير التي تحدث عنها السيد حسن نصر الله وليس الحوار لإزالة سلاح المقاومة. وعلق على كلام النائب علوش الداعي إلى عدم حصر المقاومة بحزب الله بتأكيده ترحيب الحزب بتنوع العمل المقاوم عبر مشاركة أطراف آخرين &laqascii117o;شرط استعدادهم للتضحية".
ـ صحيفة الأخبار
جان عزيز:
لم يحظَ لقاء البطريرك الماروني بسيّد البيت الأبيض في 21 أيار الجاري بالأهمية والإضاءة المعتادتين للزوّار اللبنانيين الاستثنائيين على جادّة بنسلفانيا في واشنطن، غير أن بعض المضمون المنقول عن المشاركين في ذلك الاجتماع، يعيد إلقاء الضوء على دلالات ومؤشرات لافتة.
ثلاث نقاط منفصلة شكلاً، ومترابطة ضمناً وفعلاً، استوقفت أحد الذين حضروا لقاء بوش صفير. الأولى كانت الاستياء الواضح لدى الرئيس الأميركي، مما تناهى إليه من معلومات عن اتفاق الدوحة الذي كانت تفاصيله الأخيرة موضع إنجاز في لحظة الاجتماع. ولم يتردد بوش في التعبير عن امتعاضه مما توصّل إليه المجتمعون في العاصمة القطرية. وبمزيج من الأسى والمرارة وبعض الازدراء، أعرب سيّد البيت الأبيض عن اعتقاده بأن هذا الاتفاق يعني &laqascii117o;إعطاء كل شيء للمعارضة". ولمّا حاول الاستفسار عن بعض التفاصيل وآخر ما تسقّطه ضيوفه عن المؤتمر ونتائجه، لم يلاقِ بوش غير الصمت والاكتفاء بما كان قد بات معروفاً، وغياب أي معلومات جديدة أو دقيقة. النقطة الثانية التي فاجأت الحاضرين، جاءت زمنياً بعد كلام ثانوي وهامشي فاصل عن الاستياء الأول. إذ لم يلبث بوش أن استعاد تجهّمه، ليسأل ضيوفه عن العماد ميشال عون. مرّة جديدة كان الصمت سيّد الموقف. لكن تعابير وجه الرئيس أشارت بوضوح إلى معادلة ربط سببي، يقيمها زعيم العالم، بين ما حصل في الدوحة من انتصار للمعارضة، وبين الدور الذي قام به هذا الجنرال الذي تسأل عنه واشنطن. وإزاء صمت الحاضرين، حاول الرئيس الأميركي الذهاب أبعد في السؤال، فاستفسر من الوفد الكنسي الرفيع ما إذا كان أعضاؤه يعتبرون عون مسيحياً ملتزماً ومؤمناً. فبادره أحد الأساقفة بالإجابة المؤكدة، ومشدّداً على إعطاء شهادته الشخصية في مسيحية الجنرال. تراجع بوش عن سؤاله، وعادت أطراف الحديث لتغرق في العاديات والهوامش.
بعد مضيّ أكثر من ثلثي الوقت المخصص للّقاء، والقصير أصلاً، بدا للحاضرين أن المسألة لا تتعدى معادلة اجتماع مجاملة، أو &laqascii117o;جلسة شاي ومسامرة"، كما يقول المثل الإنكليزي. عندها طلب أحد الحاضرين الكلام، ليوجّه إلى الرئيس الأميركي سؤالاً محدداً: &laqascii117o;ماذا سيحصل بالنسبة إلى اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان؟".
هنا قفزت النقطة الثالثة المرتبطة موضوعياً بسابقتَيها. إذ لم يجد الرئيس الأميركي غير الرد بنوع من السؤال ـــــ الجزويتي: &laqascii117o;وإلى أين سيذهبون؟ أوليسوا في حالة إقامة مستقرة في لبنان؟".
حلّ شبه ذهول على وجوه الضيوف الروحيين اللبنانيين، قبل أن يكسره أحد الأساقفة بالرد على السؤال ـــــ الانطباع، محاولاً تفنيده وإقناع صاحبه بأن أوضاع الفلسطينيين في لبنان سيئة جداً، ومتردّية، ولا يمكن بأي حال وصفها بالإقامة المستقرة. والأهم أن هذه الإقامة لا يمكن أن تبقي استقراراً في لبنان، في حال تطبيعها أو تأبيدها أو تحويلها توطيناً. أخذ زعيم العالم علماً بوجهة النظر، هزّ رأسه مومئاً بالفهم والاستيعاب وانتهى اللقاء.
ـ صحيفة الأخبار
ثائر غندور:
بحسب بعض المطّلعين، قد يكون حلّ العقدة المارونيّة مدخلاً لتحقيق مطلب المعارضة بعدم حصر التمثيل السني في تيّار المستقبل، لكون مصادر في الحزب الاشتراكي لفتت إلى عدم وجود فيتو عند رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط على توزير طلال أرسلان، لحسابات لها علاقة بخصوصيّة الطائفة الدرزيّة والانتخابات النيابيّة المقبلة في دائرة عاليه. وتقول مصادر في حركة أمل إن حزب الله وحركة أمل قد قاما بواجبهما حتى الآن تجاه حلفائهما السنّة، حتى لو لم يُمثّل هؤلاء، لأنهما أكّدا بالفعل أنهما لا يتخليان عن حلفائهما، وأن من يحتكر التمثيل السني هو تيّار المستقبل. فضلاً عن هاتين المشكلتين، لا تزال مصادر حركة أمل تقول إنها ترغب أن تكون وزارة المال من ضمن الكوتا الشيعيّة، لأنها مدخلهم إلى المشاركة الحقيقيّة في السلطة، لكون وزير المال يوقّع على جميع الأوراق إلى جانب توقيع رئيسي الجمهوريّة والوزراء. وتقول مصادر في الموالاة إن هذا المطلب لا يعدو كونه مناورة، وتضيف: &laqascii117o;ليتهم يغطسون في رمال وزارة المال المتحرّكة التي تُغرق كل من يدخلها".
ـ صحيفة الأخبار
انطوان الخوري حرب:
وتؤكد مصادر بطريركية رفيعة أن البطريرك يلتزم موقفاً مبدئياً من أحداث بيروت لجهة رفض استعمال حزب الله سلاحه في الداخل، وهذا الموقف من مسلمات بكركي، لكن البطريرك توقف ملياً خلال أحاديثه مع مرافقيه والمتصلين به عند الخلفية والتوقيت اللذين حكما إصدار حكومة السنيورة السابقة لقراريها، اللذين ترى بكركي &laqascii117o;أن التراجع عنهما كان قراراً حكيماً اتخذته الحكومة، لأنه جنّب البلد الانزلاق إلى أتون الفتنة المذهبية التي كان محتوماً أن تتحول إلى فتنة أهلية لو لم يُصَر إلى وقفها". وترى بكركي أن نتيجة الأحداث ومؤتمر الدوحة يجب أن تصب كلها في الجو الوفاقي الجديد الذي يجب أن يكتمل ببت الاستراتيجيا الدفاعية التي تنهي ظاهرة السلاح المنتشر، لأن صيانة السلاح تكون باتفاقات كبرى، لا باتفاقات ظرفية. وإذ تبدي بكركي ارتياحها للدور العربي في حل الأزمة اللبنانية، فهي تكشف عن تبلغ سيدها للنيات القطرية بالنسبة إلى الحل اللبناني قبيل انعقاد مؤتمر الدوحة وبعيد زيارة صفير قطر". وتظهر على ملامح البطريرك علامات الارتياح الكبير والدهشة من الحكمة التي تجلى بها قادة الشارع المسيحي إبان أحداث بيروت، وهذا ما يشير إلى نضج الفكر السياسي المدني لدى المسيحيين. ويأمل صفير أن تؤسس هذه الحكمة ميثاقاً مسيحياً مسيحياً مرشحاً لأن يصبح مسيحياً لبنانياً، ثم لبنانياً لبنانياً يحدد العمل السلمي الديموقراطي في السياسة سقفاً لكل الاختلافات.
ـ صحيفة البلد
علي الأمين:
لبنان ليس خارج ما يجري بين دمشق وتل ابيب، لذا هو خارج احتمالات الحرب فبعد حرب تموز 2006 التي يمكن لحزب الله أن يقول أنه حقق انتصاراً فيها ولكن لا يريد تكرارها مجدداً بسبب كلفتها العالية على مجتمعه، فيما إسرائيل يقرر خوضها الحرب حجم الخطر الذي يهددها. في موازاة ذلك يشير دبلوماسي أوروبي إلى ان ملف السلاح الذي يحوزه حزب الله هو ملف مرتبط بما ستؤول إليه التطورات الإقليمية، ويستبعد وجود أي تصور أو مسعى دولي يدعم خيار إجراﺀ تعديلات في النظام السياسي في الوقت الذي لا يبدو ان اللبنانيين يتفقون على ذلك لكنه طرح تساؤلا حول ما يشاع عن اتجاهات في الطائفة الشيعية وغيرها لتعديل اتفاق الطائف وسأل عن صحة ما يتداول عن 'غبن شيعي في دولة قائمة على ثنائية مارونية ـ سنية'، يجب مداواته بتحسين الموقع الشيعي في السلطة التنفيذية وبعض المؤسسات الكبرى في الدولة. لكن من دون ان تقنعه الاجابة المتداولة كما بدا لي.. والله اعلم...
ـ صحيفة المستقبل
فارس خشان:
رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ليس الرئيس السابق العماد أميل لحود، ولكنه أيضاً لن يكون أميل لحود المعكوس، بمعنى آخر هو لن يواجه قوى 'ثورة الأرز' بأمر من دمشق أو طهران وجماعتهما، ولكنه لن يواجه قوى 'شكراً سوريا'، بأمر من أي عاصمة دولية أو إرضاء لأي مركز قيادي في لبنان.(...) وبناء عليه، يُخطئ العاملون على ترسيخ مفهوم الدولة والمؤسسات والمتطلعون الى إستقلال ناجز، إن هم اعتبروا أن معركتهم السياسية انتهت بمجرد وصول رئيس لبناني الى القصر الجمهوري، وبالتالي بات بإمكانهم أن يدخلوا في معارك الزواريب السلطوية الشخصية أو الحزبية أو الفئوية، ذلك أن أي تضعضع يُصيب جبهة قوى الرابع عشر من آذار، يعني إضعافاً لرئيس الجمهورية وإفراغاً لخطاب القسم من قدراته التنفيذية، على اعتبار أن قوة الرئيس سليمان بالذات، وحتى إشعار آخر، تكمن تحديداً وحصراً في قدرته الحاسمة والأكيدة على أن يكون حكماً بين طرفين قويين.
ـ صحيفة المستقبل
أسعد حيدر:
المسار اللبناني يلحق المسار السوري هذا التحول العميق، والخوف من نتائجه دفع طهران ومعها 'حزب الله' إلى تنفيذ 'خطة وقائية' وما لم تكن تقبله طهران في السابق من انخراط 'حزب الله' في مواجهة داخلية، قامت به ففتحت الضوء الأخضر أمام 'الحزب' للقيام بعملية 7 أيار تحت لافتة المعارضة (...) . وقد جاء إعلان السيد حسن نصرالله التزامه بولاية الفقيه تأكيداً أن مرجعيته الأخيرة هي في طهران وليست دمشق.زيادة في استكمال 'الخطة الوقائية' لطهران والحزب حتى لا تقع أي مفاجأة، ويجد أحدهما أو كلاهما في المحطة الخطأ أو في التوقيت الخطأ، فإن الحزب وبعد أن بشّره الرئيس بشار الأسد بأن تقدم مسار المفاوضات مع تل أبيب يفتح حكماً مسار المفاوضات بين لبنان وإسرائيل، أشار على لسان أمينه العام المساعد الشيخ نعيم قاسم إلى 'إن الحزب حاضر للتفاوض على موضوع المقاومة وسلاحها وكل ما يرتبط بها في إطار حكومة وحدة وطنية وفي إطار حوار وطني'. ويجب في هذا الجانب ألا يغيب عن الذاكرة أن علي لاريجاني وقبل عام بالتحديد كان أول مسؤول إيراني تجاسر في مقابلة له مع صحيفة 'الفيغارو' على التحدث عن 'مستقبل سلاح حزب الله والتباحث حوله'.
ـ صحيفة النهار
روزانا بومنصف:
تسعى القوى الشيعية في المعارضة الى استعادة حقيبة المال في مقابل التخلي عن حقيبة الخارجية التي تردد اسم شقيق الرئيس نبيه بري محمود بري في بادىء الامر لتوليها خلافاً لما تم تسريبه الى الاعلام عن نية المعارضة ترشيح السفير السابق جهاد مرتضى لهذه الحقيبة، وذلك قبل ان يقرر 'حزب الله' وحركة 'امل' السعي الى استعادة وزارة المال من اجل تأمين توقيع مسؤول شيعي الى جانب التوقيعين الماروني لرئيس الجمهورية والسني لرئيس الحكومة على كل القرارات. وهذا ما ابلغه مسؤولون من الحزب والحركة الى سفراء اجانب كثر استطلعوا موقف المعارضة الشيعية حتى قبل الاستشارات الملزمة التي اجراها رئيس الجمهورية، وكانت واضحة في الحديث عن السعي الى المطالبة بوزارة المال. واستبق نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان انعقاد 'كتلة التنمية والتحرير' فكشف المطالبة العلنية بذلك في خطبة الجمعة، علما انه سبق للفريقين الشيعيين المعنيين ان حاولا رصد رد فعل الاكثرية على هذا الاحتمال بطريقة غير رسمية وغير مباشرة من خلال ترشيح شخصية شيعية غير استفزازية وغير منضوية من ضمنهما وعلى علاقة جيدة بجميع الافرقاء وتتمتع بالخبرة الاقتصادية والمالية اللازمة لهذا المنصب وذلك لمعرفتهما ان الفوز بحقيبة المال قد لا يكون متاحا عبر الشخصيات الحزبية. وربما اتخذت المطالبة بهذه الحقيبة طابعاً سياسياً استفزازياً، فضلاً عن احتمال تسببها بانعكاسات سلبية بالنسبة الى لبنان والملفات الدولية المتعلقة بمؤتمرات باريس 2 وباريس 3، في حين ان ترشيح شخصية غير حزبية وتتسم بالاهلية والكفاية اللازمتين يجعل التدخل من اي جهة اتى لدعم الخيار الذي تطرحه القوى الشيعية، في حال كان هذا التدخل وارداً، مقبولاً ومبرراً. (...) لكن بعضهم يخشى ان تكون المعارضة تنسق مواقفها في السعي الى قلب الموازين، اذ ابلغ 'التيار الوطني الحر' الى المهتمين الديبلوماسيين وسواهم ايضا رغبته في الحصول على احدى الوزارتين السياديتين، المال او العدل، بمعنى ان حصول القوى الشيعية على حقيبة المال يؤدي الى حصول التيار على وزارة العدل ما لم يكن ذلك يندرج، على ما يرجح كثيرون، في خانة المزايدات السياسية ورفع السقوف من اجل الحصول على الحد الاقصى من المطالب وخصوصا مع الاطمئنان الى ان وزارة الداخلية ستكون في عهدة رئيس الجمهورية، ونتيجة المعرفة المسبقة باهمية وزارتي المال والعدل راهنا على وجه الخصوص بالنسبة الى الاكثرية. علماً ان لعبة المزايدات السياسية مألوفة وطبيعية لدى تأليف الحكومات في كل الدول تقريبا، ولا سيما حيث تتشكل حكومات ائتلاف من قوى متعددة، فكيف الحال بوجود قوى تسعى الى الاضطلاع بدور المعارضة وهي مشاركة في الحكومة على ما هو الوضع مع القوى الشيعية و'التيار الوطني الحر'.