صحف ومجلات » افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء 4/6/2008

ـ صحيفة السفير:
في الشكل، دخل رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة الى القصر الجمهوري مساء أمس، بلا ملفات، وأوحى ذلك للصحافيين، بما لا يقبل الشك، أن التشكيلة الحكومية لم تجهز بعد، لكن في المضمون، لم يكن السنيورة تحديدا، بحاجة الى ورقة أو ملف لتقديم تشكيلته، ذلك أنه بحكم &laqascii117o;خبرته" الورقية والمالية، يملك ذاكرة حادة، فكيف اذا كان الأمر يتعلق بوزارة باتت اليوم مدار أنظار العالم، خاصة بعد اتفاق الدوحة الذي غطى بتقاطعاته، الاقليمية والدولية، سقف التسوية ـ الهدنة السياسية، ولو بمفعول أولي حتى موعد الانتخابات النيابية المقبلة. ولعل خير تأكيد على اهتمام العالم بالحكومة، هو اهتمام السفارات العربية والأجنبية بالتشكيلات المطروحة، أسماء وحقائب، ولكنه لم يصل الى الحد الذي بلغه الأميركيون، حيث طلبت إدارتهم رسميا وعبر مساعد وزير الدفاع الأميركي اريك أدلمان وقبله عبر قائد المنطقة العسكرية الوسطى في الجيش الأميركي ديفيد بترايوس، ومن خلال قنوات أخرى أيضا، تثبيت الياس المر في وزارة الدفاع، وأن تكون لواشنطن كلمتها في ما يخص قائد الجيش اللبناني الجديد، بما في ذلك حق استخدام &laqascii117o;الفيتو"، وذلك ربطا ببرنامج التزامات أميركية طويل المدى تجاه عملية تسليح الجيش اللبناني وتدريبه وتجهيزه. وقد شكّل هذا الدخول الأميركي المفاجئ، على خط التشكيل الحكومي، نقزة في أوساط المعارضة، التي كانت قد أبلغت رئيس الجمهورية ميشال سليمان، في الأساس، تحفظها على إسناد حقيبة الدفاع للمر، مطالبة بأن تسند هذه الحقيبة، كما حقيبة الداخلية، الى شخصيتين محايدتين وموثوقتين من الموالاة والمعارضة، نظرا الى حساسية الملفين الأمني والانتخابي منذ الآن وحتى موعد الانتخابات النيابية المقبلة.
ومع الدخول الأميركي على خط التشكيل، من جهة، واستمرار &laqascii117o;حفلة" التجاذب داخل الموالاة، على خط الأسماء والحقائب، من جهة ثانية، بدا واضحا أن تأليف الحكومة، صار يحتاج الى &laqascii117o;عجيبة قطرية جديدة"، على حد قول أحد أقطاب الموالاة، والا فان الأمور قابلة لأن تتعقد أكثر فأكثر، في الأيام وربما الأسابيع المقبلة.
وقالت مصادر لبنانية متابعة لـ&laqascii117o;السفير" ان الجانب القطري، دخل مجددا، على خط الاتصالات، في اتجاه الموالاة والمعارضة، ومن غير المستبعد وصول مسؤول حكومي قطري الى بيروت، في غضون الأيام القليلة المقبلة. وجاء ذلك بعد اتصال أجراه رئيس مجلس النواب نبيه بري برئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، وأبلغه خلاله وجود حاجة للضغط من أجل تنشيط قنوات الحوار، التي أصيبت بالجمود على الرغم من مضي أربعة ايام على التكليف. وحتى ساعة متأخرة من ليل أمس، لم يجر اي اتصال بين الرئيس المكلف والرئيس بري، فيما تردد أن قنوات الحوار كانت مفتوحة في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، بعيدا عن الأضواء، بين الرئيس المكلف ورئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون. ولعل التصريح الذي أدلى به الرئيس السنيورة من القصر الجمهوري بعد اجتماعه بالرئيس ميشال سليمان، ليل أمس، قد أوحى بأن رئيس الحكومة سيزور اليوم عين التينة على الأرجح لاطلاع رئيس المجلس على آخر المستجدات والاتصالات المتعلقة بالتشكيلة الحكومية.
وكان ملاحظا أن أجواء التفاؤل التي كانت شائعة في الأيام الأولى، في أوساط الموالاة والمعارضة، تراجعت عند الجميع كما عند رئيس الجمهورية، الذي قال أمس، في تصريح رسمي، &laqascii117o;اذا صَعُبَ تأليف الحكومة فلنتحاور. هناك دول كبرى تعذر فيها تشكيل حكومات خلال اسبوع او اسبوعين، أو أكثر، الا انه في النتيجة تم إيجاد الحل من خلال الحوار ونحن بالأمس القريب شاهدنا بعض هذه الأمثلة". وأعلن الرئيس المكلف بعد خلوة دامت ثلاثة أرباع الساعة مع رئيس الجمهورية ان &laqascii117o;عملية التأليف تسير سيرا طبيعيا وتتقدم خطوة خطوة الى الأمام، واننا نسير في الطريق الصحيح، ونبذل كل جهد ممكن من اجل التقدم"، وجدد القول انه لن يرتبط بوقت محدد، مشيرا الى أنه من الطبيعي أن تأخذ الحكومة وقتها. ونفى السـنيورة وجود اتصالات عربية لتسهيل تأليف الحكومة، وقال ان هذا الأمر &laqascii117o;نقوم به فخامة الرئيـــس وأنا وهـو علـى اطلاع دائم على الاتصالات التي أقوم بها ويساعد ايضـا على معالجـة الامور".
وفي الوقت نفسه، أعلن قائد &laqascii117o;القوات" سمير جعجع أنه مرشح رسميا لدخول الوزارة، وتزامن ذلك مع صدور تأكيدات جديدة حول تمسك رئيس الحكومة بالوزير الماروني جهاد أزعور للمالية، الأمر الذي يعني وجود تخمة مرشحين موارنة، في الموالاة، قبل الانتقال الى الأماكن الأخرى، وخاصة على صعيد الأسماء السنية حيث برزت تعقيدات جديدة لم تكن في الحسبان. وحسب المعلومات المتوافرة، فان الوزير محمد الصفدي، تعرض لما يشبه الانقلاب من داخل &laqascii117o;التكتل الطرابلسي"، مهد له النائب مصباح الأحدب، بالمطالبة بمقعد وزاري، وسرعان ما انتقل النقاش الى داخل &laqascii117o;التكتل" على قاعدة أن يترك المقعد الوزاري طالما أن عمر الحكومة قصير، للنائب محمد عبد اللطيف كبارة، وقد لقي الاقتراح تأييد جميع أعضاء &laqascii117o;التكتل"، وهو الأمر الذي أحرج الصفدي، خاصة بعد تسريب معلومات من قبل عدد من قادة الموالاة، مفادها أن عدد مقاعد الموالاة (النصف زائدا واحدا) &laqascii117o;لا تحتمل الاتيان بوزراء نصفهم معنا ونصفهم الثاني في مكان آخر"، مع تلميحات للمواقف التي اتخذها &laqascii117o;التكتل" من سان كلو الى الدوحة مرورا برفض النصف زائدا واحدا وصولا الى الاستشارات الأخيرة...
كما أن موضوع الوزارة اثار مطالب عند بعض النواب والقيادات في تيار المستقبل، وخاصة في البقاع الغربي واقليم الخروب، علما أن أوساطا مقربة من النائب سعد الحريري، دعت الى عدم الأخذ بالأسماء المتداولة، &laqascii117o;لأن ثمة اسماء جدية مطروحة معظمها لا يمت بصلة الى ما يتم تداوله في الاعلام، وخاصة بالنسبة الى الوزراء الذين سيمثلون العاصمة". وتردد أن النائب وليد جنبلاط أعلن دعمه لتوجه الحريري &laqascii117o;للاتيان بوجوه جديدة تشكل صدمة ايجابية للشارع البيروتي خاصة واللبناني عموما".
من جانب المعارضة، استعرض الرئيس نبيه بري في جلسة مطولة بينه وبين مسؤول العلاقات السياسية في &laqascii117o;التيار الوطني الحر" المهندس جبران باسيل، بحضور النائب علي حسن خليل، موضوع توزيع الحقائب بين الأسماء المقترحة من جانب المعارضة، حيث أصر باسيل على اسناد حقيبة سيادية لـ&laqascii117o;التيار"، حيث طرح معادلة واضحة باسم العماد ميشال عون: اما المالية أو الدفاع. وفي موضوع الحقائب، تردد أن &laqascii117o;التيار" يمكن أن يقبل بوزارة الطاقة اذا اسندت اليه المالية، كما طالب بإسناد احدى وزارتي التربية أو الأشغال، بالاضافة الى احدى وزارتي الزراعة أو الصناعة (للــنائب ايلي سكاف)، فيما يمكن أن تتم الموافقة على وزارة دولة للطاشناق، أي من دون حقيبة. ووفق المعلومات المتوافرة من جانب المعارضة، فان حقيبة الخارجية ستسند للوزير السابق أسعد دياب، وهو ليس محسوبا لا على &laqascii117o;حزب الله" ولا على حركة &laqascii117o;امل"، فيما تسند وزارة الصحة للوزير محمد جواد خليفة، ووزارة العمل للنائب الدكتور حسين الحاج حسن، أما الوزير محمد فنيش، فان المعارضة تطالب بأن تسند اليه وزارة الاتصالات واذا تعذر الأمر، تسند اليه وزارة خدماتية... أما الوزير الشيــعي الــخامس، فانه محصور بين أحد اســمين هما اما النــائب علي حسن خليل أو النــائب علي بزي، فيــما تراجعت حــظوظ باقي الأســماء التي تم تداولها اعلاميا... على صعيد الأسماء، الدرزية، لم يصبها أي تعديل، وكذلك الأمر بالنسبة الى الأسماء الأرثوذكسية والكاثوليكية، فيما تردد أن وزارة الداخلية (حصة رئيس الجمهورية) ستكون من نصيب أحد كبار القضــاة الموارنة (تردد أن أحدها هو رئيس مجلس شورى الدولة القاضي غالب غانم)..

ـ صحيفة الأخبار:
استمرّت أمس المشاورات البعيدة عن الأضواء بين المسؤولين سعياً الى تخطّي عقبات التوزير في أولى حكومات عهد الرئيس ميشال سليمان. وبدا المسؤولون في سباق مع الوقت بغية إخراج التشكيلة الحكومية قبل وصول الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى بيروت صباح السبت للإيحاء بنجاح الخطوة الثانية من تنفيذ اتفاق الدوحة. ذلك أن ساركوزي، بحسب مصادر دبلوماسية معنية بالزيارة، سيلقي كلمة في المطار لدى وصوله في العاشرة والربع يؤكد فيها دعمه انتخاب سليمان، وتأييد اتفاق الدوحة ودعوة الأفرقاء اللبنانيين الى التشبث به وتشجيعهم على وضعه بكل بنوده موضع التنفيذ، نظراً الى الدعم العربي والدولي له ولكونه يحظى بإجماع الأطراف اللبنانيين.وتبعاً لبرنامج الرئيس الفرنسي الذي سيكون سليمان على رأس مستقبليه في المطار، فهو سيلقي كلمة مقتضبة فور وصوله من غير أن يجيب عن أسئلة الصحافيين ويعلن سياسة بلاده تجاه لبنان ووقوفها الى جانب الرئيس اللبناني وتأييده، وتقديم كل المساعدة اللازمة للحكومة اللبنانية التي تمثل كل أفرقاء النزاع، مع تشديده أيضاً على دعمه الشخصي لسليمان. وبعد مراسم استقبال رسمي حافل، ينتقل ساركوزي وسليمان الى قصر بعبدا ويجريان محادثات، ثم ينتقل الرئيس الزائر الى قصر الصنوبر للقاء الجالية الفرنسية في لبنان، قبل أن يتوجه الى الجنوب لتفقد الكتيبة الفرنسية العاملة في القوة الدولية. وفي الرابعة والنصف يغادر بيروت بعد زيارة الساعات القليلة. ويرافق ساركوزي وفد وزاري ونيابي فرنسي كبير. ومن غير المؤكد أن يلتقي ساركوزي رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة خارج نطاق الاستقبال في المطار، إلا إذا طرأ تغيير في البرنامج على نحو ما يجري تداوله، وهو مشاركته في غداء تكريمي في قصر بعبدا يقيمه له سليمان ويحضره عدد محدود من المسؤولين والشخصيات الرسمية.
وفي سياق استعجال إنجاز التشكيلة الحكومية، عقد مساء امس لقاء بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، هو الأول بينهما مذ أطلع الأخير سليمان على نتائج الاستشارات التي أجراها مع النواب الجمعة الفائت توطئة لتأليف الحكومة الجديدة. وقالت مصادر رسمية إن الاجتماع لم يخلص الى نتيجة ملموسة على صعيد تأليف الحكومة بعدما أبلغ السنيورة سليمان تأخّر الحلحلة، وهو أكد على الأثر أنه واثق من التقدم في موضوع تشكيل الحكومة الذي يسير في رأيه على الطريق الصحيح، ولم يشأ تحديد موعد لذلك، قائلاً إن من الطبيعي أن تحتاج الحكومة الى وقت كي تُشكل.
وقالت مصادر مطلعة على الاتصالات والمشاورات الجارية، إن الموالاة والمعارضة لا تزالان تتبادلان الشروط للحصول على الحقائب السيادية والخدماتية، إضافة إلى تسابقهما للحصول على المقاعد الوزارية. ومع أن بعض المعطيات بدا واضحاً لجهة ما قد تكون عليه الحكومة الجديدة التي سيحصل رئيس الجمهورية فيها على ثلاثة وزراء مسيحيين، ماروني للداخلية وأرثوذكسي للدفاع الوطني وكاثوليكي، ويحصل رئيس الحكومة على حقيبة المال التي يتشبّث بها، فإن هذه المعطيات تشير أيضاً الى تمثّل حركة امل وحزب الله بخمسة وزراء شيعة ووزير درزي هو طلال ارسلان، بينما يحصل الفريق السنّي على المقاعد الستّة للطائفة من تيار المستقبل عدا عن وزراء كاثوليك وأرثوذكس، ويذهب المقعدان الأرمنيان مناصفة بين الموالاة والمعارضة. أما المقاعد المارونية الستة، فسيذهب اثنان منها الى النائب ميشال عون وثلاثة الى الرئيس أمين الجميل ورئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع وقرنة شهوان، وقيل إن هذه الاخيرة توافقت على النائب السابق منصور غانم البون كي يمثلها في الحكومة خلفاً للوزيرة نايلة معوض، علماً بأن الماروني السادس سيكون لرئيس الجمهورية.
ووفق مصادر قريبة من قصر بعبدا، فإن الحقائب السيادية أوشكت على الوصول الى تسوية من خلال حصول الرئيس على اثنتين، الداخلية والدفاع الوطني، والغالبية على المال، والمعارضة على الخارجية والمغتربين التي يتشبّث بها رئيس المجلس، إلا أن ذلك أفضى الى حرمان عون من حقيبة سيادية ستعوّض بحقيبة العدل وأخرى خدماتية. كذلك ذُكر أن من العراقيل القائمة توزيع وزراء الدولة الذين سيبلغ عددهم ثمانية وزراء بفعل وجود 22 حقيبة. ويدور خلاف بين الموالاة والمعارضة لجهة رفض كل منهما مقاعد وزراء دولة متمسكين بأحد نوعي الحقائب السيادية والخدماتية، علماً بأن سليمان أبدى استعداده لتسهيل الحل بتعيينه وزير دولة من حصته. لكن مصادر في المعارضة تحدثت عن رسائل بعثت بها قوى المعارضة الرئيسية الى رئيس الجمهورية تبلغه فيها معارضتها بقاء المر في وزارة الدفاع أو توليه حقيبة سيادية، وقالت هذه المصادر إن المر قد يبادر من تلقاء نفسه الى إعفاء الرئيس من أي إحراج بإعلانه الانسحاب من معركة التوزير، الأمر الذي يعارضه والده.
ومع أن تأليف الحكومة الجديدة يتقدّم أولويات العهد، فإن الجولة العربية المرتقبة لرئيس الجمهورية تصبّ بدورها في نطاق الجهود المبذولة لإعادة لبنان الى الخريطة الاقتصادية بعدما طوى اتفاق الدوحة الحوادث الأخيرة. وبحسب مصادر رسمية، فإن الجولة المقررة لسليمان ستعيد تأكيد تمسّك لبنان بالغطاء العربي لمعالجة أزمته.
ووفق مطلعين عن كثب على الموقف السوري، فإن دمشق قللت من جدية ما تردّد عن زيارة وشيكة سيقوم بها الرئيس بشار الأسد للبنان منتصف هذا الشهر. وقال المطلعون أنفسهم إن الأسد، بعد زيارته الكويت سيعود الى بلاده، على أن يستكمل جولته العربية بصفته رئيساً للقمّة العربية بعد أيام، ويزور تونس والجزائر وليبيا والمغرب الذي كان قد تمثّل في قمّة دمشق بشقيق الملك محمد السادس. وتبدو زيارة الأسد لبيروت مستبعدة في المدى القريب لأسباب شتى، منها عدم ملاءمة الظروف لبنانياً وسورياً لتحقيق هذه الزيارة، وأن ترحيب الأسد بعلاقات دبلوماسية وتبادل للسفراء ينبغي أن يدرج في نطاقه الواقعي، وهو أن الأسد رحّب بالفكرة ومبدأها لا بوضعها موضع التنفيذ الفوري قبل جلاء الخلافات بين البلدين وعودة علاقاتهما الى طبيعتها، وفق آلية تستغرق بعض الوقت من أجل إعادة الثقة بين الطرفين ووقف الحملات السياسية والاعلامية.
كذلك فإن زيارة محتملة للرئيس السوري لبيروت في ظل التشنج والخلافات السياسية القائمة بين الموالاة والمعارضة تعرّض الوضع الداخلي برمّته لأزمة، وربما لمشكلة تتجاوز الخلاف السياسي الى الشارع بسبب وجود مرحّب بالزيارة ومعارض لها. ويقول المطلعون على الموقف السوري إن دمشق التي أيّدت التبادل الدبلوماسي بين البلدين ترى إنجازه آخر سلسلة في تطبيع علاقات البلدين، وتتويجاً لتفاهمهما على مرحلة سياسية جديدة تزيل التشنّج من طريقهما. وقد يكون أول هذه السلسلة، بحسب المطلعين أنفسهم، تلبية الرئيس اللبناني دعوة نظيره السوري لزيارة دمشق رسمياً في مستهلّ الجولة العربية لسليمان.

ـ صحيفة النهار:
قول رئيس الوزراء المكلف فؤاد السنيورة مساء امس من قصر بعبدا، بعد لقاء هو الاول له مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان منذ السبت الماضي، 'ان كل الاتصالات تتم مع مختلف الافرقاء في اجواء شديدة الود'، سكب ماء بارداً على الاجواء التي ترافق تأليف الحكومة الجديدة التي لا يبدو انها تخوض سباقاً مع الوقت كما اوحي سابقاً من حيث ولادتها قبل زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للبنان السبت المقبل، على رغم 'وجود ارادة سياسية لتحقيق ذلك ولكن من دون الذهاب الى سلق التركيبة الحكومية وافقادها عناصر الثبات الوطني'، على ما ابلغته الى 'النهار' مصادر واسعة الاطلاع. وقالت المصادر ان موعداً آخر تسبقه ولادة الحكومة قد يكون وارداً ويتمثل في ما يتردد عن احتمال زيارة الرئيس السوري بشار الاسد للبنان في النصف الثاني من الشهر الجاري، وسرت تكهنات مفادها ان هذا الموعد هو 18 حزيران.
لكن مصادر قصر بعبدا قالت لمندوبة 'النهار' ان المعلومات المتداولة عن زيارة الاسد ليست بعبدا مصدرها ولا هي على علم بها، من غير ان تستبعد مثل هذه الزيارة باعتبار ان الاسد هو الرئيس الحالي للقمة العربية، فإذا ما جال على دول عربية فمن المرجح ان يشمل لبنان بجولته. وعلمت 'النهار' انه منذ الجمعة الماضي حتى مساء امس لم يحصل اي اتصال بين بري والسنيورة ورئيس 'كتلة المستقبل' النائب سعد الحريري، لكن هذا لا يعني 'ان ثمة مشكلة بين الجانبين' على ما اوضحت مصادر المعلومات. واكد بري 'اننا لم ندخل بعد في مرحلة الاسماء'. ونفت اوساطه حصول اي خلاف على الحقائب بين قوى المعارضة مشيرة الى ان 'الخط الساخن' بين عين التينة والرابية قائم على مدار الساعة في اشراف المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل وجبران باسيل.
لكن مصادر في الاكثرية اكدت ان هناك فعلاً مشكلة في توزيع الحقائب على مستوى المعارضة انطلاقاً من ان هناك 22 وزيراً بحقائب وثمانية وزراء دولة.فإذا ما اخذ في الاعتبار وجود وزير دولة واحد لرئيس الجمهورية وثلاثة للمعارضة واربعة للموالاة، فهذا يعني ان ما تبقى من حصة المعارضة في الحقائب هو ثمان. واذا كان العماد ميشال عون يريد خمس حقائب، فتبقى ثلاث حقائب تذهب الى بري و'حزب الله' والامير طلال ارسلان الذي يرفض ان يدخل الوزارة من دون حقيبة.
أما على صعيد الموالاة، فقد تأكد ان الرئيس الجميل لم يعد في وارد دخول الوزارة وهو يفضل ان يتمثل حزب الكتائب بوزير للتربية. أما جعجع، فبقي وحده بين الاقطاب يريد دخول الحكومة وزير دولة على ان تسند حقيبة خدماتية الى وزير 'قواتي' آخر.
وأمس عقد في مجلس النواب اجتماع قيادي بين حركة 'أمل' والحزب التقدمي الاشتراكي. وأفادت مصادر المجتمعين ان اللقاء يأتي على خلفية حوار جرى بين بري ورئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط في الدوحة تحضيراً لجولة يقوم بها بري وجنبلاط وارسلان وفاعليات اخرى على منطقتي الشويفات وعاليه لازالة آثار ما جرى في أيار الماضي، وذلك بعد تأليف الحكومة.
على صعيد آخر، كانت للرئيس سليمان اطلالة أمس، فشدد على 'ان لبنان لن يخضع للارهاب الذي لن يرهب ايضاً المؤسسات العسكرية والامنية. وكما لم نخضع للعدو الاسرائيلي كذلك لن نرضخ للارهاب'.وقال: 'ان السلام لا يتحقق الا بالتحرير'، مشيراً الى 'الاعتداء على الجيش اللبناني في العبدة ومقتل الارهابي على ابواب مخيم عين الحلوة والذي لم نعرف بعد ما كانت اهدافه النهائية وهذا ما ستظهره التحقيقات'.

ـ صحيفة الحياة:
اعتبرت مصادر نيابية ان العقدة الأكبر التي تؤخر إعلان الحكومة هي عند عون الذي يصر، إضافة الى إعطائه حقيبة المال، على ان تكون له حصة في الوزارات الخدماتية وأبرزها الصحة. وأملت المصادر بإقناع عون بإعادة النظر في موقفه بالتخلي عن حقيبة سيادية في مقابل إجراء مبادلات في وزارات الخدمات. لكنها لاحظت انه يحرص على التصرف على انه الزعيم المسيحي الأقوى وأنه يشترط في مقابل اشتراكه في الحكومة الحصول على حصة مميزة. لكن المصادر اوضحت ان اجتماع السنيورة مع باسيل كان &laqascii117o;ودياً وإيجابياً وهادئاً ولا شيء مقفلاً". وأكدت المصادر وجود رغبة في إرضاء عون لكنها سألت: &laqascii117o;هل يقبل بالتخلي عن وزارة المال؟". وأوضحت المصادر ان السنيورة سيتابع مشاوراته بعيداً من الأضواء مع الرئيس بري ورئيس كتلة &laqascii117o;المستقبل" النيابية سعد الحريري ورئيس &laqascii117o;اللقاء النيابي الديموقراطي" وليد جنبلاط الذي لا يعارض توزير الوزير السابق طلال أرسلان لكنه يطالب بأن يتمثل بوزير مسيحي.
وفيما بذل &laqascii117o;حزب الله" جهوداً لم تنجح مع العماد عون للقبول بتوزير شيعي من تكتله النيابي مقابل تخلي الحزب عن شيعي من كتلته، لمصلحة توزير أرسلان، فإن عون تمسك بحصته المسيحية التي يطالب بها كاملة.
على صعيد آخر، قالت مصادر لبنانية رسمية، تعليقاً على إعلان مصدر ديبلوماسي سوري لوكالة &laqascii117o;يو بي أي" أمس ان الرئيس السوري بشار الأسد سيزور لبنان في النصف الثاني من الشهر الجاري، ان لا علم لكبار المسؤولين اللبنانيين بأن هناك زيارة تقررت للرئيس السوري، وكان المصدر أشار الى ان الزيارة ستتناول التبادل الديبلوماسي بين البلدين، لكن المصادر الرسمية اللبنانية قالت ان ليس هناك ما يدل على ان الرئيس سليمان او الرئيس السنيورة تبلغا بخطوة من هذا النوع حتى الآن.

ـ صحيفة المستقبل:
لم تظهر حتى الساعة أية معطيات 'حاسمة' بشأن موعد ولادة الحكومة العتيدة، في ظل مواصلة الرئيس المكلف فؤاد السنيورة اتصالاته لإنضاج التشكيلة الحكومية، وإن كان خرق صمته أمس، بالاعلان ان هذه التشكيلة 'تسير سيراً طبيعياً'، في وقت بات معلوماً أن أبرز العقبات التي تحول دون انجاز الحكومة هو التباينات داخل المعارضة خاصة لناحية التضارب في المطالبة ببعض الحقائب.

ـ صحيفة اللواء:
التطور البارز الذي تأكد، امس، على صعيد عملية تشكيل الحكومة، هو سقوط مشروع 'المقايضة الطائفية' بين فريقي الأكثرية والمعارضة، حيث قالت معلومات خاصة بـ'اللواء' ان الأكثرية حسمت موقفها في موضوع المقايضة، لجهة رفضها بالمطلق، سواء على صعيد استبدال وزير شيعي بآخر سني، او شيعي آخر بدرزي، وقالت ان النائب وليد جنبلاط لم يعد في وارد 'التضحية' بمقعد درزي عائد له بوزارة للنائب السابق طلال ارسلان، بعدما تبين له ان المعارضة لا تعتبر ان ارسلان من حصتها، وانها تريد توزير شخصية درزية غير ارسلان، قد تكون الوزير السابق وئام وهاب، وهذا ما دفعه الى التحذير من مغبة 'تعويم بعض الطغاة ورموز الاستبداد'.وكان تيار 'المستقبل' قد رفض استبدال وزير سني بآخر شيعي، بعدما تبين له ايضاً ان هذا المطلب لا يُقصد منه كسر احتكار التمثيل الطائفي، بل انه مجرد مناورة لتحقيق بعض المكاسب السياسية للمعارضة، من خلال تعويم حلفائها في حين ان التيار يمثل 98 في المائة من النواب السنّة في المجلس النيابي، وبالتالي فانه لا يجوز إحياء بعض الأشخاص الذين لا يمثلون حيثية سياسية معينة في الشارع الاسلامي. ورأت مصادر مطلعة ان سقوط مشروع المقايضة، من شأنه ان يسهّل مهمة الرئيس المكلف، من خلال وضوح صورة التشكيلة الوزارية على صعيد توزيع الحصص الطائفية، بحيث يكون للسنة 6 وزراء يرشحهم 'تيار المستقبل'، وللشيعة 6 وزراء آخرين يسميهم الرئيس بري و'حزب الله'. في حين يبقى للعماد عون وزيران مارونيان، وثلاثة للأكثرية، والسادس لرئيس الجمهورية.
وحسب مصادر مطلعة ان ترشيح جعجع لدخول الحكومة لن يكون نهائياً، مشيرة الى احتمال ان يتغير المشهد، خصوصاً بعدما لوح 'حزب الله' بأنه في حال دخول جعجع الى الحكومة، فإنه سيرشح النائب علي عمار من اجل الرد على المناكفات التي توقعها من الاول.
اكد مصدر قضائي رفيع المستوى في الامم المتحدة لاخبار 'المستقبل' ان الاجراءات اللوجستية للمحكمة الدولية قد أُنجزت وذلك بعد زيارة غير معلنة قام بها نائب الامين العام للامم المتحدة للشؤون القانونية نيكولا ميشال الى بعض الدول الاوروبية ومنها العاصمة الهولندية، بحث خلالها الاجراءات التقنية والاجرائية اللازمة لبدء اعمال المحكمة.واكد المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه ان المحكمة الدولية ستطلق قريباً وبأسرع فيما يتوقع البعض، نافياً ما تردد في بعض وسائل الاعلام اللبنانية من ان انطلاقة المحكمة قد تتأخر الى العام 2010.
وتوقع المصدر القضائي ان يشهد شهر تشرين الاول المقبل مفاجأة من العيار الثقيل على صعيد التحقيق ومجرياته تصل الى حد الاعلان عن اكتمال التحقيق في بعض القضايا واحالتها رسميا الى المحكمة دون الاعلان عن اسماء لمتهمين بشكل علني قبيل بدء المحاكمات وذلك نظراً للتطورات الهامة التي شهدتها مجريات التحقيق في الآونة الاخيرة. يُذكر ان مجلس الامن كان قد تبلغ بالاجماع مشروع قرار تمديد ولاية لجنة التحقيق الدولية 6 أشهر اضافية.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد