ـ صحيفة الأخبار
ثائر غندور:
يتحدّث أحد أعضاء أمانة السرّ المركزيّة في حركة الناصريين المستقلين (المرابطون) حسن نور الدين عن استعادة الحركة لقاعدتها الشعبية. وبالتالي فإن عقد المؤتمر عاد ليتصدّر الأولويّات. وفي الانتظار، لن يتوقّف عمل &laqascii117o;المرابطون" السياسي، الذي يؤكد انتماء بيروت إلى &laqascii117o;الفكر المقاوم". ويعتزّ أبو علي بالعلاقة الممتازة التي تربطهم بحزب الله والحزب الشيوعي والسوري القومي الاجتماعي وبصلاتهم مع حركة أمل وجميع التيّارات الناصريّة. كذلك يعتزّ بعدم وجود أي صلات بأي من الأحزاب التي تدور في فلك الأميركيين. ويُشير إلى أحد اللقاءات التي جمعتهم بوفد من حزب الله في بداية حرب تمّوز وعرضوا عليه خمسين مقاتلاً مدربين للقتال في صفوف المقاومة الأماميّة، فكان ردّ الوفد حينها الشكر &laqascii117o;لأننا لا نُرسل شبابنا إلى المناطق الأماميّة، ولا حاجة للعدد الكبير، فلماذا نُرسل شبابكم؟" كما قال لهم الوفد.لكن دور هؤلاء المقاتلين جاء حين شاركوا في معارك بيروت الأخيرة، &laqascii117o;بتوجيه من القائد أبو شاكر إلى جانب خيار المقاومة". وانتشر هؤلاء في بربور والنويري والظريف وعائشة بكّار وتلّة الخيّاط بحسب نور الدين &laqascii117o;وبقيت عيننا على الطريق الجديدة لتجنيبها الكأس المرّة ونجحنا في ذلك بمساعدة العديد من الشخصيّات البيروتيّة". لا يُمكن الحديث عن هذه المعارك أن يمرّ من دون أن ينتقد &laqascii117o;المرابط أبو علي" التعبئة المذهبيّة التي حصلت في بيروت طوال أعوام ثلاثة. ويتساءل إذا كان النائب سعد الحريري على علم بهذه التعديّات والاستفزازات مثل طرد عائلات شيعيّة من الطريق الجديدة استدراجاً لطرد عائلات سنيّة من الضاحية الجنوبيّة.يشعر هؤلاء الشبّان، الذين سمّوا في وقت من الأوقات فصيلاً من فصائل حركة فتح، بحمل كبير على أكتافهم. يرون بيروت تنسى ماضيها وتتحوّل إلى عدو للمقاومة، أو كما قال وفد &laqascii117o;يدّعي الناصريّة لسمير جعجع في زيارة سابقة له: يُمكنك أن ترتاح، فالطريق الجديدة التي كانت في وجه الأشرفيّة أصبحت في وجه الضاحية".
ـ صحيفة اللواء
عبد اللطيف الدرزي:
بين القنطار 'البطل'و'النسر' الأسير؟! وأخيراً تمت عملية تبادل 'الأسير' نسيم نسر بأشلاء بعض الجنود الصهاينة الذين قتلوا إبان عدوان تموز 2006 على لبنان&bascii117ll;&bascii117ll; كانت فرحتنا كبيرة لو خرج عميد الأسرى سمير القنطار من السجون الاسرائيلية ذلك المناضل صاحب الهامة الكبيرة والهمّة التي لا تلين. وهيهات ما بين الهامتين من فرق في الطول والعرض، لا نأخذ على نسيم نسر لأن والدته لبنانية على دين موسى، بل نأخذ عليه زواجه من إسرائيلية وانجابه ابنتين منها وتمضية فترة زمنية ليست بالقصيرة في حضن خالاته الاسرائيليات، لقد حصل نسيم نسر على الجنسية الاسرائيلية بسبب رابطة الأمومة، فالدولة العبرية تمنح جنسيتها لكل إنسان وُلد من رحم إسرائيلية، اعتقل هذا 'النسر' على خلفية اتصاله بـ'حزب الله' وقد انهى فترة حبسه المقرّرة بست سنوات وخرج ليستقبل في الناقورة 'بالطبل والزمر' و'السيف والترس'&bascii117ll; هناك إشكالية تتعلق بتبدل القيم وتنوع وتلون المكاييل فهذا 'الأسير' حين تسلل الى أراضي العدو عبرها لغاية لا يعرفها الا الله وحده مهما كانت الظروف والملابسات التي أحاطت بهذا الأمر، المهم من كلامنا هو خوفنا وحرصنا على سلامة وأمن المقاومة من تسلل المتسللين وكيد الكائدين&bascii117ll; كان الأولى أن يعود نسيم نسر بشكل طبيعي لا أن يمر تحت سيوف المقاومين الشرفاء&bascii117ll; كنا نتمنى ان يكون هذا الاحتفال المهرجاني للنسر اللبناني عميد الأسرى سمير القنطار فيزف كالعريس الذي طال عرسه&bascii117ll;
ـ صحيفة الأخبار
إبراهيم الأمين:
قبل اندلاع الحوادث الأخيرة، بدا أن الشارع السنّي اللصيق بتيار الحريري وآخرين أقل ارتباطاً قد أظهروا بعض المواقف السلبية من حزب الله ومن أمينه العام السيد حسن نصر الله شخصياً. حتى وصل الأمر بعد الحوادث الأخيرة إلى حملة شتائم لم يحصل أن تعرّض لها قائد المقاومة منذ بروزه نجماً سياسياً. وكان لمؤتمره الصحافي الذي عقده قبل اندلاع المواجهات أو الخطاب الأخير الذي ألقاه لمناسبة عيد المقاومة والتحرير الأثر الواضح مما أظهر مجموعة من ردود الفعل التي قد تبدو غريبة وقاسية، ولكن من المفيد اختصارها بالآتي:
أولاً: صار كثيرون يستمعون إلى نصر الله باعتباره خصماً، مع شك مسبق في ما يقوله، وبالتالي فإن فكرة الإنصات إليه لا ترتبط فقط بسماع ما يقوله أو التفاعل مع حججه ومواقفه، بل في معرض التعرف على &laqascii117o;وجهة العدو".
ثانياً: صار كثيرون من هذا الفريق يتعاملون مع مواقف نصر الله وتصريحاته على أساس أنها &laqascii117o;نذير شؤم"، وأنها أقرب إلى البلاغات التي سوف ينفذها كل من هو في المعارضة، وأنها تعكس توجهاً خارجياً يتطابق مع أهداف إيران وسوريا.
ثالثاً: إن نصر الله لم يكن موفّقاً في المرة الأخيرة حين حصر الخلاف بين جبهتين، وتعامل مع السنّة جميعاً على أساس أنهم من الفريق الخصم له، ولم يميّز بين من هم في موقع وسطي ومن هم ملتصقون بالمستقبل، وتجاهل مخاطبة الفريق السنّي المؤيد للمقاومة والذي أصابه الذعر أو الإحباط جرّاء الحوادث الأخيرة.
رابعاً: إن نصر الله لم يبذل جهداً كافياً لمدّ اليد إلى الجمهور لا إلى القادة السياسيين، وأخطأ عندما تحدث عن &laqascii117o;شهداء من فريقنا" وعن &laqascii117o;ضحايا في فريقهم"، وكان في مقدوره إدانة التجاوزات التي حصلت، على قلّتها أو محدوديتها، لأن هناك من يعتقد بأن الجراحة بالمنظار التي لجأ إليها حزب الله في بيروت تعرّضت لانتكاسة على يد آخرين من غرزوا سكاكينهم في جسد المريض.
خامساً: إن نصر الله بدا كأن ما حصل يمكن أن يمر بهدوء، ولم يلحظ أن الشارع العادي مصاب بالإحباط وبما هو أقسى إذ يلامس حدود الهزيمة، وأن الموضوع يتطلب جهداً كبيراً من تطييب الخاطر إلى المبادرات السياسية والاجتماعية لإعادة وصل بعض ما انقطع. وإذا كان سكان بيروت يعرفون بالاسم من ارتكب التجاوزات، فإن الجميع يحمّلون الحزب المسؤولية العامة عما حصل، وبالتالي فإن الصورة تظل هكذا حتى إشعار آخر.
سادساً: والأهم في رأي فريق يعتبر نفسه مؤيداً لتيار المقاومة لكنه في موقع الخائف من نفوذها الكبير داخلياً، يتعلق بالتركيبة الخاصة بالسلطة، وأن حزب الله والسيد نصر الله يبذلان جهداً كبيراً لحماية التفاهم القائم مع التيار الوطني الحر ولا يبذلان في المقابل نصف الجهد للاقتراب من الفريق الذي يتحرك بين المستقبل والآخرين، وهو فريق يحتاج إلى حوار من دون تحديد دقيق لعناصره أو وجوهه لأنه تيار منتشر وسط الذين لا يكثرون من الانخراط في العمل العام. لكنهم من الذين يصنّفهم الجمهور الشيعي المعارض اليوم بأنهم &laqascii117o;في الجانب الآخر"!
ثمة سجال قائم، وثمة كلام كثير من تحت السطوح ومن فوقها عن حزب الله والسيد نصر الله، وهو أمر لا يمكن تجاهله أو الاتكال على عامل الوقت لعلاج مشكلته.
ـ صحيفة المستقبل
نصير الأسعد:
إنّ سماحة الشيخ قبلان مدعوّ الى وقف توظيف 'المجلس الاسلاميّ الشيعيّ الأعلى'في خدمة أحادية أو ثنائية سياسيّة، والى وقف تحويل المجلس الى إطار لتصفية الحسابات من جانب 'الشيعيّة السياسيّة' مع قيادات وتيارات وأفكار شيعيّة أخرى. وهوَ مدعوّ الى تصحيح الوضع القانونيّ للمجلس بما يؤدي الى جعله إطاراً مرجعياً عاكساً للحيوية الثقافية الشيعيّة.وهو مدعوّ الى زيادة إهتمامه بالشؤون 'الكبرى' والتوقف عن الادلاء بدلوه في 'التفاصيل' التي يكفيها أن يتحدث فيها غيره.فهل يُرضي سماحته أنّ صورته عند اللبنانيين في الطوائف الأخرى، ومن 'الشيعة الآخرين' غدت صورة من يصبّ الزيت على النار تارة ومن يُقال عبره ما لا تريد 'الشيعيّة السياسيّة' قوله في لحظة معيّنة تارة أخرى؟مع كلّ الاحترام للشيخ قبلان.. وأعاد الله الإمام المغيّب موسى الصدر ورحمات الله على الإمام الراحل محمد مهدي شمس الدين.
ـ صحيفة المستقبل
احمد الزعبي:
إن الإرهاب ليس بالأمر السهل ولا أحد يستخف بمخاطره ومحاذيره وإمكاناته، لكن الشواهد الكثيرة من التاريخ القريب والوسيط تشير الى الجهات المنصرفة لزعزعة الاستقرار في لبنان وإزهاق الأرواح واللعب على التناقضات الطائفية، حتى قبل أن يظهر اسم 'القاعدة' الى الوجود. وهنا يمكن لأي متابع للشأن الأصولي في لبنان، أن يلحظ أنه بعد العام 2006 ما عاد النظام السوري وحده من يستعمل الجو الإسلامي في لبنان، فبعد حرب تموز دخل الإيرانيون عبر 'حزب الله' الى هذا الجو للإفادة منه. فالجميع يذكر الانزعاج الشديد من إصرار الجيش ، مدعوماً سياسياً من قوى الأكثرية وشعبياً من جمهور 'تيار المستقبل'، صيف العام 2007 على مواجهة فتنة 'فتح الإسلام'، وثمة من يقول إن الانزعاج الذي عبّر عنه باعتبار المخيم 'خطاً أحمر' لمنع الجيش من حسم الأمر، مردّه انفراد سوريا وقتها بتفجير الموقف نتيجة حسابات خاصة بها دون معرفة وتنسيق مع الإيرانيين.واليوم، يبدو أن الجهات التي دأبت على استحضار 'القاعدة' و'أخواتها' الى الشأن اللبناني، ما عادت تستطيع الخروج من هذا الفيلم الذي أخرجوه سوياً، فراحوا يصدرون البيانات المدبجة بعبارات الجهاد والسيوف ونصرة الدين والاقتصاص من الطغاة والظالمين. وكما دخل السوريون على خط التطرف السنّي منذ قرابة العقدين وأكثر لأهداف منها: ابتزاز المملكة العربية السعودية في أمنها ودورها الاستراتيجي، وابتزاز الرئيس الشهيد رفيق الحريري في زعامته ودوره الوطني واعتداله ووسطيته، وبهدف إحداث التوازن مع التنظيمات الفلسطينية التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية وأخيراً، للايهام بوجود نظير (أقله في المستوى الإعلامي) لحزب الله يعمل على مقاومة اسرائيل، كذلك أيضاً، دخلت إيران على هذا الخط، وإن لأهداف مختلفة، بيد أن المسؤولية الأولى والأخيرة، تقع على الجهات السنية، دينية أم سياسية أم مدنية، لفهم هذه الظواهر واستيعابها والحيلولة دون استغلالها للابتزاز والفوضى والفتنة.
ـ صحيفة السفير
غاصب المختار:
إذا تأخر تشكيل الحكومة لسبب يتعلق بالخلاف على توزير كل أو معظم مكونات &laqascii117o;قوى 14 آذار"، وهو الخلاف الذي لا نجد له مبررا منطقيا، ما دامت القوى الأساسية فيه معروفة وحجم كل فريق فيها معروفا، وبالتالي يصبح معروفا من يجب أن يتمثل وبكم من الوزراء وأي حقائب، تصبح شكوك &laqascii117o;قوى 8 آذار" في محلها بأن ثمة رغبة بدأت تتضح تدريجيا، مع كل زيارة للمندوبة الأميركية المقيمة في بيروت أو المندوبين الأميركيين المتجولين، بأن المطلوب هو استئخار تشكيل الحكومة الجديدة حتى تبقى حكومة تصريف الأعمال قائمة، ويبقى عملياً الفراغ الدستوري في الرئاسة الثالثة، بحيث لا تقوم الدولة التي تتشارك في إدارتها كل مكونات المجتمع السياسي اللبناني أو معظمها.
ـ صحيفة السفير
حسام عيتاني:
ليس سرا ان مثقفي المقاومة يبدون حماة لقيم ثابتة وساكنة، بل على عداء مقيم مع الجدال والسجال والنقد. هم سدنة هيكل ومدافعون عن سياسات احزاب وطوائف على نحو يجعلهم في حالة صدام مكشوف ليس مع المثقفين الآخرين ولا مع &laqascii117o;المؤسسة" الثقافية في لبنان، بل مع الثقافة ذاتها بصفتها الحيز الذي تجري فيه عمليات التبادل والتدقيق والتقييم في المنتجات الرمزية التي تُفرز في الاطار الاجتماعي اللبناني. وهذا توصيف لا يحمل حكم قيمة او رغبة في الادانة. أما بالنسبة الى الانتاج الثقافي المقاوم، فهو يعد اكثر تواضعا من منتجيه. واذا اجريت مقارنة، في سبيل التوضيح، بين الثقافة التي افرزتها الثورة الفلسطينية او قوى اليسار اللبناني في السبعينيات والثمانينيات، بل حتى بين عدد من المؤلفات التي وضعها مُنظّرو اليمين اللبناني وكتابه منذ قيام دولة لبنان الكبير حتى اليوم، وما تنتجه المقاومة اليوم، لبدا ان مثقفي المقاومة مقصرون للغاية في اداء واجباتهم. وفيما تحضر اسماء كبيرة ملأت سماء الثقافة في لبنان وفلسطين والعالم العربي، وقد اعلنت في حينه انتماءها الى هذا الفضاء السياسي او ذاك، لا يكاد تحضر في لائحة مثقفي المقاومة الحاليين سوى اسماء لا تعني الكثير. ومن دون الاسترسال في توسيع المقارنة، يجوز القول ان من يريد تعميم ثقافة، عليه في المقام الاول ان ينتجها وان يجعلها تليق بحمل هذا الاسم. هل من ظلم في الكلام هذا، خصوصا ان المقاومة تقدم نفسها على انها مشروع لم يكتمل بعد وانها تخوض صراعات قاسية على العديد من الجبهات وتريد حجز مكانها على الجبهة الثقافية. يصح الزعم ان المسألة لا تتعلق بتراكم ناقص او برؤية الى العالم محكومة بضرورات صراع سياسي وعسكري يستنزف القدرات الابداعية عند من يطرحون انفسهم كمثقفين معنيين بالمقاومة. بل ان المسألة تبلغ حدود استعصاء بنيوي ـ اذا جاز التعبير ـ يحول دون الجمع بين الالتزام بعقيدة المقاومة الحالية القائمة على التأويل الديني للظواهر الاجتماعية منها والسياسية، وبين الالتزام بمحفزات الابداع الثقافي المرتكز على الحــرية بأكــثر اشكالها تفلتا من الضوابط والموانع الفكرية. ربما تكون العقيدة الغيبية التي تحملها المقاومة قد نجحت في بناء آلة حربية وأخرى ايديولوجية تلقينية، لكن الوعي الديني سيقف بالمرصاد امام أي تقدم للثقافة بمعناها الابداعي الحر، نحو احتلالها موقعا في صياغة وعي بديل نقدي.
ـ صحيفة السفير
جورج علم:
يلتقي اليوم الوزير فوزي صلوخ المبعوث الخاص لرئيس الوزراء البريطاني مايكل وليامز، تمهيدا للزيارة التي سيقوم بها وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند الى بيروت الاثنين المقبل.
ـ صحيفة النهار
سركيس نعوم:
السؤال الذي يطرح نفسه انطلاقاً من كل ما هو مشروح اعلاه هو: هل نجح كل الذين اعتمد عليهم 'حزب الله' لتحقيق مشروعه ذي البعدين الداخلي والاقليمي في تحقيق اهدافهم؟ وهل كانت لهم هم أيضاً اهداف مهمة استراتيجية؟ الجواب عن ذلك، ويا للاسف الشديد، ليس ايجابياً على الاقل حتى الآن او بالاحرى لا بد من انتظار الوقت واستحقاقات معينة لمعرفة اذا كان هذا الجواب ايجابياً او سلبياً. مع الاشارة الى ان التطورات التي شهدتها البلاد في الشهرين الاخيرين من عسكرية وسياسية لا توحي كبير ايجابية. فـ'حزب الله' استخدم سلاحه في الداخل. ورغم ان ذلك كان مطلب 'ممثلي' الغالبية المسيحية اعتقاداً منهم انه سيقربهم من تحقيق اهدافهم الشخصية فعلاً والعامة شكلاً، فان هذه الغالبية ومعها 'الاقلية' كما يزعم زعيمها فوجئتا بما حصل. كما انهما فوجئتا بالتصريح العلني بالانتماء الى ولاية الفقيه الايرانية مع كل ما قد يرتبه ذلك مستقبلا على لبنان وشعوبه ومنها المسيحيون. وكان زعيم هذه الغالبية ادرك ان 'الناس' عنده كما عند غيره يتساءلون بقلق عن كل ذلك، فحاول طمأنتهم ولكن بطريقة غير جدية بدا فيها انه لا يستطيع ان يطمئن احداً. وبدلا من ان يهتم المسيحيون في هذه الفترة وزعيم غالبيتهم كما يعتبر نفسه بالوضع الوطني العام في ضوء النتائج الميدانية لما حصل ومحاولة توظيف النتائج العسكرية سياسياً بعد اتفاق الدوحة ووفقاً له، وفي ضوء محاولات عربية واوروبية لتعويم دور سوريا بعد طول عزلة وربما لتكليفها ادواراً اقليمية قد يكون لبنان من ضمنها من جديد، وهذا امر تفعله او تحاول ان تفعله قيادة الغالبية السنية ولا يقف ضده سنة المعارضة او سنة 'حزب الله' على ما صرح قادتهم الاساسيون اثناء 'الحرب' الاخيرة - بدلاً من كل ذلك فان المسيحيين يستمرون في التقاتل في ما بينهم على الزعامة والحصص والكراسي. فذاك يزعم انه حسّن في الدوحة التمثيل الانتخابي للمسيحيين. وذاك يزعم انه حرر في الدوحة المقاعد النيابية المسيحية. والاول اظهر بزعمه ان الاولوية الآن هي لتكريس زعامته والحد من خطر الزعامة الاخرى. والثاني اظهر بزعمه نوعاً من 'الفكر الأمنياتي (من أمنية)' اذا جاز التعبير. اذ في مقابل تحرير مقاعد المسيحيين في زغرتا والبترون من الغالبية الناخبة السنية، من يضمن تحرير مقاعدهم في اقضية الجنوب من الغالبية الناخبة الشيعية؟
ـ صحيفة النهار
رضوان عقيل:
يروي قطب في قوى المعارضة امام زواره بعض الوقائع من مؤتمر الدوحة وما رافقها من اتصالات ونقل رسائل وعروض حول التشكيلة الحكومية المرتقبة والتي تولّتها القيادة القطرية التي نالت قسطاً كبيراً من النقاشات. ويؤكد ان عرض حصول المعارضة على 11 وزيراً جاء من قوى الموالاة لانها وفق رأيه عارضت في الاساس طرح العشرات الثلاث، وان فريق 8 آذار كان يدعو الى حكومة حيادية تتولّى التحضير لقانون الانتخاب وطبخه في مجلس النواب والدخول في نقاش مشروع القانون الذي قدمته الهيئة الوطنية لقانون الانتخاب برئاسة الوزير السابق فؤاد بطرس.ويقدم القطب هذا الكلام ليصل الى خلاصة مفادها ان التأخير الحاصل في ولادة الحكومة مرده الى خلافات تعصف في صفوف فريق الموالاة. حيث تدور حرب على الحصص الوزارية وتوزيع الحقائب الـ16.ويقول: 'اليوم عرفت لماذا عرضت الاكثرية ورفضت فكرة العشرات الثلاث، ولو سرنا بهذا الطرح ماذا كانوا سيفعلون؟ علماً اننا في المعارضة كنّا على استعداد تام للسير بصيغة الـ10 - 10 - 10 التي نالت موافقة حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر وسائر فئات المعارضة. وفي النهاية حصل ما حصل بفعل توافق سائر الافرقاء وتحت رعاية المظلة القطرية المشكورة، وجرى انتخاب رئيس الجمهورية، ونحن ننتظر تشكيل الحكومة العتيدة، وسنتعامل مع سائر الموضوعات بنيّات حسنة وصدور مفتوحة لننطلق معاً في عجلة تحصين البلاد وحمايتها'.في جانب آخر، لا تزال الاتصالات شبه مقطوعة بين طرفي الموالاة والمعارضة، باستثناء اللقاء الذي عقد امس في مجلس النواب بين ممثلين لقيادتي الحزب التقدمي الاشتراكي وحركة 'امل'.وعلمت 'النهار' انه منذ يوم الجمعة الفائت الى مساء امس لم يحصل اي اتصال بين رئيس مجلس النواب نبيه بري من جهة ورئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة ورئيس كتلة 'المستقبل' النائب سعد الحريري من جهة اخرى، ولكن هذا لا يعني ان ثمة مشكلة بين الطرفين.ويقرأ بري بورصة المرشحين للمقاعد الوزارية وعملية توزيع الحقائب في وسائل الاعلام، علما انه ابلغ الرئيس السنيورة في آخر لقاء جمعهما انه عند الاتفاق على الحقائب وتوزيعها على القوى السياسية يقدم مرشحيه، 'ولم ندخل في مرحلة الاسماء حتى الآن'.وينقل زوار بري انه مازح ركنا في الاكثرية بعد انتخاب رئيس الجمهورية، وكانا يتحدثان عن الحقائب وتوزيعها، وخاطبه: ' اذا اردنا انتاج القنبلة الذرية فمن المؤكد اننا لا نختارك لتحمل هذه الحقيبة'.ويقدم بري هذه الطرفة ليخلص الى ضرورة تسلم اصحاب الاختصاص الوزارات، حتى لو كانوا يمثلون اطرافا سياسيين (للقراءة ).
ـ صحيفة الحياة
رندة تقي الدين:
يختلف نيكولا ساركوزي عن معظم أعضاء الطبقة السياسية الفرنسية. فهو لم يزر من قبل لبنان الذي تربطه علاقات وطيدة بفرنسا &laqascii117o;الأم الحنون". ويقول أحد المقربين منه إن حلم ساركوزي كان دائماً ان يزور لبنان. فهو تعرف الى عدد كبير من اللبنانيين المقيمين في فرنسا عندما كان عمدة ضاحية &laqascii117o;نويي سورسين" الباريسية، فكانوا من ناخبيه، والبعض منهم كان نشطاً في الحزب الديغولي الذي أتى به الى الرئاسة. وخلال حملته الانتخابية دعا مجموعة كبرى من اللبنانيين الفرنسيين الذين انتخبوه الى وزارة الداخلية ليشرح نظرته المستقبلية لسياسة فرنسا في لبنان. فكان يؤكد على ضرورة استقلال وسيادة لبنان وعلى تعلقه بمسار المحكمة الدولية لمعاقبة مرتكبي جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وأهمية زيارة ساركوزي هي ان كبار المسؤولين الفرنسيين يمكن أن يرافقوه فيها. فقد تردد ان رئيس الحكومة فرانسوا فيون قد يرافقه. وفيون يعرف لبنان وقد زاره عندما كان وزيراً في عهد الرئيس السابق جاك شيراك عندما رافقه الوزير السابق ميشال إدّه الى صيدا. حتى ان فيون تذكر أمام زواره أن إدّه دعاه الى تذوق البوظة العربية الشهيرة على طريق صيدا. كما سيضم الوفد المرافق لساركوزي وزراء الدفاع هيرفي موران والخارجية برنار كوشنير والمالية كريستين لاغارد ورئيس الأركان الجنرال جو رجولان، اذ ان ساركوزي سيزور القوات الفرنسية العاملة ضمن قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان. ولزيارة ساركوزي أهمية كبرى كونها تؤكد التزام فرنسا الاستمرار في لعب دور لمساعدة لبنان على استعادة عافيته وسيادته الكاملتين وانتعاش اقتصاده. كما سيكلف وزير الدفاع هيرفي موران وضع اكليل على ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وكان محبذاً أن يقوم بنفسه بهذا التحرك لولا ضيق وقت الزيارة! وتأتي هذه الزيارة بعد تنسيق كبير مع اصدقاء فرنسا من العرب. فقد التقى ساركوزي الرئيس المصري حسني مبارك أول من أمس في روما على هامش قمة &laqascii117o;الفاو" وتحدث معه عن الزيارة وعودة الحوار الفرنسي - السوري، كما بعث رسالة مع هيرفي موران إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز واضعاً اياه في صورة زيارته للبنان واتصالاته بسورية. وفرنسا ساركوزي تربطها علاقة وثيقة بأمير قطر ورئيس حكومته اللذين لم يكونا بعيدين عن دفعه لإعادة الحوار مع دمشق كمكافأة للنظام السوري لعدم عرقلة التوصل إلى اتفاق الدوحة. وتعتبر الرئاسة الفرنسية ان الحوار مع سورية وإيران مهم لأن الدولتين فاعلتان في المنطقة، خصوصاً في الملف اللبناني. ففرنسا ساركوزي تريد الحوار مع سورية لتساعد على تهدئة الامور في لبنان. وينتظر أن يلقي ساركوزي كلمة خلال حفل الغداء الذي يقيمه الرئيس سليمان على شرفه ثم ينتقل إلى السفارة الفرنسية حيث يلتقي الجالية الفرنسية في لبنان ثم يزور القوات الفرنسية في الجنوب ويغادر لبنان حاملاً انطباعاته التي سينقلها إلى صديقه الرئيس الأميركي جورج بوش الذي يزوره مساء الجمعة 13 الجاري في قصر الاليزيه ثم يلتقيه في اليوم التالي لجلسة عمل سيكون موضوع لبنان وسورية وإيران من ضمن المحادثات التي تتناولها.