ـ صحيفة السفير:
للمرة الأولى في تاريخ فرنسا، يبادر رئيس جمهوريتها الى الانتقال من بلده الى بلد آخر، ناقلا معه حكومته وأطياف بلده السياسية الى البلد الذي انتخب رأسا لجمهورية ما تزال تبحث عن نفسها في ركام الطوائف، فيما لا حكومة تقرر ولا أمن ثابتا ولا شيء يعد اللبنانيين بغد أفضل. عند العاشرة والربع من صباح اليوم السبت يبدأ رئيس فرنسا نيكولا ساركوزي، زيارة رسمية للبنان تستمر نحو ست ساعات، يلتقي خلالها رئيس الجمهورية ميشال سليمان، لتهنئته بانتخابه للرئاسة، ثم يجمعان من حولهما في القصر الجمهوري الأركان الـ14 لطاولة الحوار اللبناني الذين صار متعذرا جمعهم الا على مائدات كبار الضيوف، كما حصل سابقا خلال زيارة أمير قطر الأخيرة الى بيروت... فيما كان مثيرا للانتباه تعمد عدم دعوة ممثلي المجتمع المدني الى قصر بعبدا، في سلوك يناقض بعض ما تضمنه خطاب القسم الرئاسي...
وفيما سيغلب الطابع السياسي التضامني على الزيارة الأولى من نوعها لرئيس دولة أجنبية الى بيروت بعد انتخاب الرئيس سليمان، فإن هذه الزيارة جاءت في مناخ التطبيع الفرنسي السوري من جهة والرغبة الفرنسية الخجولة في احتلال مساحة ما في الشرق الأوسط في ظل تراجع الدور الأميركي من جهة ثانية... وقد طرأ تعديل على برنامج الزيارة تمثل بإلغاء المؤتمر الصحافي الذي كان سيعقده ساركوزي في المطار، وإلغاء زيارة له كانت مقررة للقوة الفرنسية العاملة ضمن &laqascii117o;اليونيفيل" في الجنوب، على أن يقوم وزير الدفاع بها بدلا منه..
وعشية الزيارة، قال ساركوزي في حديث لـ&laqascii117o;السفير" و&laqascii117o;النهار" و&laqascii117o;الاوريان لوجور" ان اتفاق الدوحة &laqascii117o;يشكل نصا متوازنا، يكرس قبل كل شيء انتصار الحوار على العنف ويوفر مخرجا من الأزمة يخرج منه الطرفان رابحين، من دون مغلوب، ومع غالب واحد، ألا وهو الشعب اللبناني"، وقال &laqascii117o;ان الرسالة واضحة من زيارته الى لبنان اليوم وهي أن تضامن فرنسا مع الشعب اللبناني وتمسّك بلادنا باستقلال لبنان وسيادته ليسا مسألة تتعلق بأحزاب سياسية أو بأشخاص معيّنين، بل هي مسألة تعني الدولة الفرنسية بأسرها، وهي تعبّر عن سياسة فرنسا الدائمة والثابتة". واعتبر ساركوزي &laqascii117o;أن فتح صفحة جديدة في العلاقات بين فرنسا وسوريا ربّما يكون في صدد الحدوث و قد تكون الأمور اليوم في صدد التغيّر". وشدد على &laqascii117o;ان تشكيل المحكمة الخاصة بلبنان يتقدم بسرعة وهي عملية لا تراجع عنها". وكان وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير قد وصل الى بيروت مساء أمس، وأقام مأدبة عشاء على شرف بعض الشخصيات في مقر السفير الفرنسي في بيروت شارك فيها الوزيران طارق متري ومروان حمادة والدكتور كامل مهنا والدكتور محمود بري والبروفسور فؤاد البستاني والمفكر الفرنسي ريجيس دوبريه. وأبلغ كوشنير أصدقاءه أنه كان الأحرى باللبنانيين أن يقبلوا بالاتفاق الذي عرضه عليهم عندما جمع الرئيس بري والنائب سعد الحريري في عين التينة واتفق معهم على اتفاق من نقاط ثلاث على صورة اتفاق الدوحة وأنه لو حصل ذلك لكانوا وفروا على أنفسهم ما حصل مؤخرا...
الى ذلك، اعتبر الرئيس الأميركي جورج بوش، خلال تقديم السفير اللبناني لدى الولايات المتحدة أنطوان شديد أوراق اعتماده في البيت الأبيض، أمس، أنّ لبنان &laqascii117o;سجل إنجازات ومأساة عظيمة في تاريخه الحديث"، وعبر عن &laqascii117o;فخره بجهود الحكومة اللبنانية من أجل إنشاء المحكمة الخاصة من اجل لبنان وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز المسارات والمؤسسات الديموقراطية". وقال بوش انه رحب مؤخرا بنهاية سنة ونصف من الطريق السياسي المسدود مع انتخاب الرئيس الجديد ميشال سليمان، متوجهاً إلى شديد بالقول &laqascii117o;اعرف انه خلال وقتكم في واشنطن ستستمرون في جهودكم في دعم لبنان وشعبه ومؤسساته الديموقراطية" وأضاف &laqascii117o;أتطلع الى تعزيز هذه الشراكة العميقة بين بلدينا".
أما على الصعيد الداخلي، وخاصة ما يتعلق بالتأليف الحكومي، فإن الأمور ظلت تراوح مكانها في غياب قنوات الاتصال السياسي بين طرفي الموالاة والمعارضة، ما عدا الاتصال الذي جرى بين الرئيس المكلف فؤاد السنيورة والرئيس بري ليل الخميس الماضي والذي سبقه اتصالان بين بري والحريري، في النهار ذاته. ولوحظ أن التوقعات بالتأليف القريب تراجعت أمس، فيما كانت تصدر تحذيرات من قبل مراجع دبلوماسية عربية مفادها أن الوقت يمر، وتأليف الحكومة يمر في مرحلة دقيقة، وأمامنا حتى منتصف الأسبوع المقبل، فإذا تشكلت الحكومة كان به، وإلا فالمسألة قد تذهب الى ما شاء الله"...
وفيما كان النائب سعد الحريري يصدر ليل أمس بيانا يدعو فيه مناصريه للهدوء وضبط النفس وعدم الانجرار الى أية ردات فعل على ما اعتبره &laqascii117o;أي عمل استفزازي"، داعيا جميع المواطنين في بيروت للعودة الى منازلهم، علمت &laqascii117o;السفير" أن الحريري أبلغ قيادة الجيش اللبناني عبر العميد غسان البلعة أنه لا يوافـق على الشـق المتعلق بنـزع الصور في بيروت وأنه يؤيد فقط نزع الأعلام، فيما كان يشترط أن تقترن عملية نزع الصور بخطوة على الصعيد الوطني وليس في العاصمة وحدها.. وقد أحرج موقف الحريري قيادة الجيش التي كانت قد حصلت على موافقة نهائية من قيادتي &laqascii117o;حزب الله" و&laqascii117o;أمل" بنزع الصور والأعلام واللافتات انسجاما مع كل مقررات مجلس الأمن المركزي، وترافق ذلك مع استمرار الحملات الإعلامية خاصة من قبل التلفزيونات الناطقة باسم الأطراف المتخاصمة.. وترافق موقف الحريري مع بيان صادر عن الأمانة العامة لـ&laqascii117o;قوى 14 آذار" اعتبرت فيه أن تطبيق الجانب الأمني من اتفاق الدوحة هو شرط لنجاح جانبه السياسي، داعية &laqascii117o;الى جعل بيروت مدينة خالية من السلاح تمهيدا لتوفير الأمن والأمان في كل مناطق لبنان". وأيدت مطالبة الحريري &laqascii117o;بلجنة عربية لتقصي الحقائق وتطبيق ما تم الاتفاق عليه".
وقد طرح بيان الموالاة، تساؤلات في أوساط المعارضة حول الأسباب الكامنة خلف التضخيم الأمني، الذي مارسه تيار المستقبل تحديدا، والذي لم يكن منسجما مع أجواء لا توحي بأية سلبية، بل على العكس، كانت كما وصفها مرجع قيادي في المعارضة &laqascii117o;ايجابية جدا"، وقال إن الأمور كانت سائرة في اتجاه الحل، وترجم ذلك في اللقاء الذي تم في مجلس النواب يوم الجمعة الماضي على هامش الاستشارات النيابية التي أجراها الرئيس فؤاد السنيورة، بين الرئيس نبيه بري وسعد الحريري بناء على طلب الأخير، وكان الجو في هذا الاجتماع أكثر من ايجابي، وتم الاتفاق فيه على استمرار التواصل بينهما وعلى تسريع الخطوات لتشكيل الحكومة في اقرب وقت".
وأكد الرئيس بري أمام زواره &laqascii117o;وجوب أن تتوقف هذه اللعبة السيئة"، معربا عن ارتيابه &laqascii117o;من افتعال أحداث أمنية وتضخيمها"، وقال ان ما يجري هو محاولة واضحة لعرقلة تأليف الحكومة، ولعرقلة عهد الرئيس ميشال سليمان من بدايته، ووضع العصي في الدواليب لكي لا ينجح الرئيس فؤاد السنيورة في تشكيل الحكومة. وأكد بري &laqascii117o;ان الدواء الوحيد لما يجري هو أن يأخذ الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي دورهما كاملا، وفقا للخطة التي تبناها مجلس الأمن المركزي، وذلك بالتوازي مع السير قدما في تأليف الحكومة ومن دون إبطاء، وليخرجوا من هذه &laqascii117o;الفركشات" لفؤاد السنيورة". واللافت في كلام بري قوله إن هذا التجييش، اضافة الى كونه محاولة تعطيل للعهد وتعــطيل تشــكيل الحكومة، فهو ينطوي على محاولة لأن يعطي أدوارا لبعض من لم يكن لهم دور في الدوحة...
وفي الوقت نفسه، استغرب رئيس &laqascii117o;تكتل التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون &laqascii117o;التلطي وراء حدث أمني، ووصفه بالكبير والخطير، لعرقلة تأليف الحكومة". وقال &laqascii117o;ثمة شعور عام أن هذه الذريعة ما هي إلا تمثيلية للتهرب من تطبيق اتفاق الدوحة خصوصًا أن أحداثًا أمنية خطرة فعلاً وقعت في الشمال والجنوب والجبل والبقاع وبيروت، وبقيت من دون تحقيق، وعضت المعارضة مرة جديدة على جرحها، فلم تضع معرفة الحقيقة فيها شرطًا، تسهيلاً لتأليف الحكومة، وانطلاقة العهد الجديد". أضاف عون &laqascii117o;نريد للمعرقلين أن يعرفوا أمرا أساسيا، وهو أن مسؤولية الأمن تقع على عاتق حكومة تصريف الأعمال، خصوصاً أن وزارتي الداخلية والدفاع هما في تصرفها، وبالتالي فمسؤولية حماية اللبنانيين هي من واجباتها... فكفى ألاعيب وتشاطرا وتذاكيا، لأن الناس سئموا الخداع". بدوره، تلقى الرئيس سليمان اتصالا هاتفيا امس، من امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الذي أعرب عن &laqascii117o;دعمه للجهود المبذولة لاستكمال تطبيق اتفاق الدوحـــة". وأكد سليمان له &laqascii117o;ان الحوار قائم على النقاط التي يدور البحث حولها بين القيادات السياسية، وصولا الى تشكيل الحكومة الجديدة. كما اكد ان التعليمات المشددة أعطيت إلى الأجهزة الأمنية لمعالجة الإشكالات الأمنية التي حصلت في اليومين الماضيين وما نتج عنها من ذيول، ومنع تكرارها". كذلك تلقى الرئيس سليمان اتصالاً للغاية نفــسها من رئيــس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. وتردد أن رئيس الجمهورية طلب من الأجهزة الأمنية والعسكرية الضرب بيد من حديد كل مخالف للأمن، خاصة بعد أن أعلنت جميع القوى السياسية تأييدها للمقررات الأخيرة الصادرة عن اجتماع مجلس الأمن المركزي، آملا أن تحصل مبادرات فردية من جانب بعض القوى لتسهيل مهمة الجيش وقوى الأمن الداخلي...
ـ صحيفة النهار:
وصف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي زيارته ووفداً يضم زعماء الاحزاب السياسية في فرنسا ورئيس الوزراء الفرنسي اليوم لبيروت بانها ذات 'بعد غير مألوف على الاطلاق' وادرجها في اطار 'رسالة واضحة جدا' هي ان 'فرنسا صديقة جميع اللبنانيين من دون اي تمييز'. ووصف اتفاق الدوحة بانه 'نص متوازن يكرس قبل كل شيء انتصار الحوار على العنف ويوفّر مخرجا من الازمة يخرج منه الطرفان رابحين من دون مغلوب ومع غالب واحد هو الشعب اللبناني'. وحض جميع المسؤولين اللبنانيين على 'ان يفوا بالتزاماتهم من حيث عدم اللجوء الى العنف والمشاركة بحسن نية في الحوار الذي سيديره رئيس الجمهورية'.
وعشية زيارته لبيروت اجاب الرئيس الفرنسي عن اسئلة وجهتها اليه 'النهار' و'الاوريان لوجور' و'السفير'، كالآتي:
سؤال: فخامة الرئيس، انتم اول رئيس دولة غربية يزور لبنان لتهنئة الرئيس سليمان، ما هي الرسالة التي تحملونها الى بيروت؟
الرئيس: انه لمن دواعي السرور العظيم بالنسبة إليّ ان آتي اخيرا، بعد اشهر من الانتظار، لالقي التحية على رئيس الجمهورية اللبنانية الجديد العماد ميشال سليمان، واقدم له التهاني. هذا الانتخاب يشكل بارقة أمل بالنسبة الى جميع اللبنانيين وكذلك بالنسبة الى اصدقاء لبنان كافة، وخصوصا فرنسا.
لقد حضرت سريعا الى بيروت لتهنئة الرئيس المنتخب، وكنت قد تعهدت ذلك. اود ان اعبّر له عن تقديري الشخصي وان اعرب له عن كامل دعمي وعن استعداد فرنسا التام لمواكبة لبنان في هذه المرحلة المصيرية. جئت كذلك لاحيي الشعب اللبناني الذي اجتاز الكثير من المحن والذي يستحق ان يستعيد السلام والازدهار في بلد سيّد مستقل.
سؤال: ينظر قسم من اللبنانيين الى اتفاق الدوحة على انه انتصار لمحور اقليمي على حساب ارادة الاسرة الدولية التي تدعم الحكومة والاكثرية. هل هذا الاتفاق قابل للحياة؟
الرئيس: يبدو اتفاق الدوحة، في نظري، نصا متوازنا يكرس قبل كل شيء انتصار الحوار على العنف ويوفر مخرجا من الازمة يخرج منه الطرفان رابحين، من دون مغلوب ومع غالب واحد هو الشعب اللبناني.
ان المواجهات الخطيرة التي اندلعت اخيرا والتي تركت اثرها، يجب ان تحمل المسؤولين اللبنانيين على أن يعوا ضرورة وضع حد للانقسام المقلق في البلاد.
بفضل الدور الفاعل الذي مارسته قطر وجامعة الدول العربية وكذلك بفضل جهود فرنسا وغيرها من الدول الاوروبية، سمح اتفاق الدوحة باجراء الانتخابات الرئاسية بعد ستة اشهر من التأخير. وهذا يعتبر في ذاته اول مكسب اساسي علاوة على ذلك، يهدف هذا الاتفاق الى ارساء اسس المصالحة الوطنية. لبلوغ هذا الهدف، يتعين على جميع المسؤولين اللبنانيين ان يفوا بالتزاماتهم من حيث عدم اللجوء الى العنف ومن حيث المشاركة بحسن نية في الحوار الذي سيديره رئيس الجمهورية.
سؤال: هل تندرج زيارتكم في اطار استمرار السياسة الفرنسية ازاء لبنان؟ ما الفارق بين فرنسا في عهد جاك شيراك وفرنسا في عهد نيكولا ساركوزي في ما يتعلق بلبنان؟
الرئيس: لهذه الزيارة بعد غير مألوف على الاطلاق، بما ان الوفد المرافق يضم زعماء الاحزاب السياسية الممثلة في البرلمان الفرنسي ورئيس الوزراء. وهذا امر استثنائي، لا بل اظن ان لا سابق له.
اما الرسالة فواضحة: ان تضامن فرنسا مع الشعب اللبناني وتمسك بلادنا باستقلال لبنان وسيادته ليسا مسألة تتعلق باحزاب سياسية او باشخاص معينين، بل هي مسألة تعني الدولة الفرنسية بأسرها، وهي تعبر عن سياسة فرنسا الدائمة والثابتة.
مع الوفد المرافق، سنلتقي ممثلي جميع المجموعات السياسية اللبنانية الممثلة في البرلمان اللبناني. وهنا الرسالة واضحة جدا كذلك: ان فرنسا صديقة جميع اللبنانيين، من دون اي تمييز.
كما ترون اذا، ان الصداقة بين فرنسا ولبنان هي العنوان العريض لهذه الزيارة. وهي صداقة لا يمكن تجزئتها، سواء من هذا الجانب او من ذاك. يبقى، كما تعلمون، التزام فرنسا الكامل حيال اعادة اعمار لبنان على الصعيد الاقتصادي، من خلال الالتزامات التي تم اتخاذها اثناء مؤتمر باريس 3. في الجنوب، تبقى فرنسا دعامة من دعائم اليونيفيل المعززة، الى جانب القوات الاخرى، وهي تساهم كل يوم في استقرار الوضع بناء على القرار 1701 الصادر عن الامم المتحدة. واخيرا، تبقى مطالبتنا بالحقيقة والعدالة هي هي، في ما يخص الاغتيالات السياسية التي ارتكبت في لبنان.
سؤال: ما هو التغيير الذي سيحدثه في السياسة الفرنسية حيال لبنان وسوريا وايران الانفتاح الفرنسي الاخير على سوريا؟ كيف يمكن استثماره؟
الرئيس: تعلمون لا شك في انني قلت بوضوح في القاهرة في 30 كانون الأول الماضي انني لن اعاود الاتصالات مع سوريا الا لدى حدوث تطورات ايجابية وملموسة في لبنان من اجل الخروج من الازمة. يجب الاعتراف بان اتفاق الدوحة وانتخاب الرئيس سليمان وتكليف فؤاد السنيورة مواصلة مهماته كرئيس لمجلس الوزراء تشكل تطورات كالتي ذكرتها. لقد استنتجت من ذلك الخلاصات الضرورية واتصلت بالرئيس الاسد لاعرب له عن رغبتي في ان يتواصل وضع الاتفاق موضع التنفيذ. وقلت له ايضا ان المحادثات غير المباشرة بين بلاده واسرائيل بواسطة تركيا تذهب في الاتجاه الصحيح وشجعته على المضي قدما في هذا الاتجاه. كما أنني اغتنمت هذه الفرصة لدعوته الى المشاركة في قمة الاتحاد من أجل المتوسط في 13 تموز، تماما كما دعوت جميع رؤساء الدول والحكومات في البلدان المتوسطية، بدءا بالرئيس سليمان.
اليوم، ان فتح صفحة جديدة في العلاقات بين فرنسا وسوريا قد يكون في صدد الحدوث. مرّت فترة طويلة جداً كان خلالها الوضع المتأزم والشلل في لبنان يعوقان معاودة الحوار بصورة تدريجية، عنيت بذلك حوارا حقيقيا يمكّن بلدينا من التحدث عن مصالحهما المشتركة. قد تكون الأمور اليوم في صدد التغيّر. على كل حال، هذا ما آمله.
أعتقد أن مصير لبنان ومصير المنطقة مرتبطان بعضهما بالبعض على نحو وثيق للغاية. فلن يكون هناك سلام واستقرار في الشرق الأدنى ما لم يحل السلام والاستقرار في لبنان. ما أوده وما آمله هو أن تساهم دمشق على نحو ايجابي في أن تعود بلاد الأرز الى ما كانت، أي الى الوضع الذي ما كان ينبغي عليها الانسلاخ عنه يوما، عنيت بذلك بلدا منفتحا ومزدهرا، وبلدا موحداً ضمن اطار تنوّعه، آمنا، مستقرا، سيدا ومستقلا. فمن المفترض أن يجد الجميع أن استقرار لبنان من مصلحتهم جميعاً.
سؤال: هل تعتقدون أن عمل المحكمة الخاصة بلبنان قد يخضع لنوع من أنواع المساومة مع دمشق اذا تحسنت علاقات النظام السوري مع الدول الغربية؟
الرئيس: اللبنانيون يريدون وضع حد للإفلات من العقاب وهم متعطشون الى العدالة. والمجتمع الدولي عازم على مساعدة لبنان من أجل طيّ صفحة الاغتيالات السياسية. ان تشكيل المحكمة الخاصة يتقدم بسرعة وهي عملية لا تراجع عنها. كما أن قرارات مجلس الامن التابع للأمم المتحدة تفرض نفسها على الجميع. وأنا أولي هذا الملف أهمية كبرى، وهو يستحوذ على اهتمام خاص من جانب المجتمع الدولي. وهذا ما شهدناه أخيراً عندما قرر مجلس الأمن بالإجماع أن يمدد تفويض لجنة التحقيق ستة أشهر، على أساس مشروع فرنسي.
ـ صحيفة المستقبل:
سياسياً، بقيت تداعيات الخروق الأمنية متقدمة الاهتمام السياسي بالتوازي مع مساعي إنجاز التشكيلة الحكومية، وقد استدعت تحركاً من الراعي القطري عبر اتصالات هاتفية أجراها أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس وزرائه الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني بالرئيس سليمان لعرض التطورات السياسية والأمنية.
وقد أكد الشيخ حمد بن خليفة دعمه للجهود المبذولة لاستكمال تطبيق اتفاق الدوحة 'والدور الذي يمكن أن تلعبه قطر في تقريب وجهات النظر بين القيادات'.بدوره، شكر الرئيس سليمان الاهتمام الذي أبداه أمير قطر، مؤكداً له 'أن الحوار قائم على النقاط التي يدور البحث حولها بين القيادات السياسية، وصولاً الى تشكيل الحكومة الجديدة'، معلناً أن 'التعليمات المشددة أعطيت الى الأجهزة الأمنية لمعالجة الإشكالات التي حصلت في اليومين الماضيين وما نتج عنها من ذيول لمنع تكرارها'.عربياً أيضاً، أعرب وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط عن قلق مصر من 'الحوادث الأمنية المتفرقة التى شهدها لبنان أخيراً'، وشدد على 'ضرورة توقفها بشكل فوري'، وقال إن 'الوضع في لبنان لا يزال يتسم بقدر كبير من الهشاشة نتيجة استمرار التوترات الأمنية الناتجة عن لجوء بعض الأطراف إلى استخدام السلاح في مخالفة صريحة لما ورد في اتفاق الدوحة'، لافتاً الى أن ذلك 'يشتت الانتباه الواجب تركيزه على مسألة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية'، مناشداً 'جميع الأطراف بالامتناع عن اللجوء إلى العنف أو الأساليب الاستفزازية والالتزام بنص وروح اتفاق الدوحة'، ومشيراً الى أن 'مصر ستستمر في اتصالاتها بجميع الأطراف اللبنانية من أجل تثبيت اتفاق الدوحة والحيلولة دون تفاقم الحوادث الأمنية وآثارها السلبية على الوضعين الأمني والسياسي في لبنان'. وفي روما، اعتبر وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني أن 'الوضع في لبنان غير مستقر بشكل يسمح برفع مسألة مراجعة قواعد الاشتباك لمهمة قوات اليونيفيل إلى مجلس الأمن'، معتبراً أن 'لا وجود لحكومة ولا لجيش في هذا البلد'.
ونقلت وكالة 'آكي' الإيطالية عن فراتيني في مقابلة مع صحيفة 'إل فوليو' أنه من غير الممكن مراجعة قواعد اشتباك اليونيفيل حالياً لأنه 'ليس في البلاد لا حكومة ولا جيش'، مؤكداً أنه 'يكفي أن نطبق قواعد الاشتباك الراهنة بصورة فاعلة'.توازياً، أطلع الرئيس السنيورة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال تلقيه اتصالاً هاتفياً منه هنأه فيه على تكليفه تشكيل الحكومة، على آخر التطورات والمستجدات على الساحة المحلية.كذلك عرض السنيورة تطورات الأوضاع مع الوزير أبو الغيط خلال اتصال تلقاه منه.
على الصعيد الأمني أيضاً، أبلغ مصدر أمني رفيع إلى 'وكالة الأنباء المركزية' أن 'قوى الأمن الداخلي والجيش يحضران خطة تنفيذية مشتركة لتطبيق قرار مجلس الأمن المركزي لناحية إزالة الصور واللافتات'، وأشار الى أن تطبيق الخطة سيتم في الأيام القليلة المقبلة، وقال إن 'القوى الأمنية والعسكرية تعزّز وجودها في العاصمة بيروت لتلمّس الأوضاع على الأرض'. وأضاف المصدر أن 'تنفيذ الخطة يقع على عاتق الجيش والقوى الأمنية معاً، ونحن الآن نحضّر التصوّر النظري ودراسة الأرض وتعزيز دخولنا الى النقاط الأمنية كافة تدريجياً'، لافتاً أن 'قرار مجلس الأمن المركزي يعني كل المناطق اللبنانية ولكن التركيز اليوم على العاصمة بيروت بحدّ ذاتها'.
ـ صحيفة الديار:
المعلومات الخاصة ب 'الديار' تقول ان الرئيس الفرنسي يأتي الى لبنان بهدف بحث العلاقة اللبنانية - السورية مع الرئيس سليمان وسبل تطويرها وتحسينها، وهو يرغب بمعرفة الأمور عن قرب والغوص بتفاصيلها في هذا الموضوع، وتضيف المعلومات انه سيستطلع آراء بعض قيادات الموالاة مثل النائبين جنبلاط والحريري والدكتور سمير جعجع حول إجراء عملية مصالحة مع القيادة السورية والعمل على الجلوس لبحث هذا الامر مع وزير خارجية سوريا وليد المعلم قبل ارسال مستشاريه غيان وليفيت الى سوريا. وتشير المعلومات الى ان هناك مسعى فرنسياً قطرياً لإجراء مصالحة لفريق الموالاة مع سوريا كما ان هذا المسعى سيشمل مصالحة سورية - سعودية على غرار ما تم في الدوحة، حيث ستدعو قطر وبرعاية فرنسية الى اجتماع يعقد في الدوحة أيضاً لإزالة اي توتر بين الدول العربية، وستتابع دولة قطر هذا الموضوع بالتنسيق مع فرنسا التي اعلن رئيسها أمس نيكولا ساركوزي ان هناك علاقة تطبيع ستنشأ مع سوريا مشيداً بتعاونها في التهدئة الحاصلة في لبنان والعراق.
الى ذلك، فقد أرسلت المعارضة تقريراً أمنياً اعدته الى كل من رئيسي الجمهورية والحكومة والنائب الحريري ومدير المخابرات في الجيش العميد جورج خوري والرئيس سعيد ميرزا تشرح فيه كل تفاصيل الاشكالات التي تحصل في العاصمة بيروت، وقد اعتبر الرئيس بري ان ما يثار من كلام حول الوضع الأمني هو لعرقلة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية كما وانه لإعاقة العهد الجديد، وقال ان المعارضة مارست اقصى درجات ضبط النفس وما زالت تدعو للتهدئة.
ـ صحيفة الشرق الأوسط :
أعرب الأمير سلطان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزيرالدفاع والطيران والمفتش العام السعودي، عن أمله في أن يشكل اتفاق الدوحة وانتخاب الرئيس ميشال سليمان نقطة انطلاق نحو مستقبل مستقر وزاهر للبنان، تتضافر فيه جهود اللبنانيين بكافة طوائفهم وأطيافهم السياسية وعبر مؤسساتهم الدستورية وعلى أساس التوافق والوفاق فيما بينهم، في كنف دولة ينضوي تحت لوائها الجميع وتفرض سيادتها على الجميع. وعبر الأمير سلطان في تصريحات لـ&laqascii117o;الشرق الأوسط" عن ارتياحه إلى أن حل الأزمة اللبنانية جاء في إطار البيت العربي، وقال &laqascii117o;كما كان اتفاق الطائف عربي الهوية وكرس التركيبة الدستورية للبنان ومؤسساته، فإن اتفاق الدوحة جاء عربياً أيضاً ليعزز هذا التوجه، ويؤكد أسلوب الحوار والتوافق، ويرفض منطق الصدام والمواجهة". وأضاف &laqascii117o;إن هذا يؤكد أن الأمة العربية أحرص على مصلحة دولها وشعوبها بمعزل عن الأهواء والأغراض الخارجية، كما أنه يعبر عن قدرة الإرادة العربية المخلصة على حل الأزمات العربية إذا ما توافرت لها الجدية والمصداقية".