صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 7/6/2008

ـ صحيفة السفير
عماد مرمل :
ينتظر فريق الموالاة تشكيل الحكومة الجديدة وإطلاق الحوار برعاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان، لإثارة مسألة سلاح حزب الله على نطاق واسع والضغط في اتجاه تقييده قدر الامكان، استنادا الى طبيعة فهم هذا الفريق لما ورد في اتفاق الدوحة حول ضروة بسط سلطة الدولة على مختلف أراضيها وتحديد العلاقة بينها وبين التنظيمات. وبحسب المناخات السائدة في صفوف مسيحيي&laqascii117o;الاكثرية"، يبدو ان موضوع السلاح سيكون بندا أساسيا على جدول أعمال الموالاة للمرحلة المقبلة. وفي حال ظل الخلاف بشأنه قائما، فإنه سيشكل ايضا عصب البرامج الانتخابية لمرشحي قوى14 آذار الى الانتخابات النيابية والذين سيدعون الناخبين الى الاختيار بين منطق الدولة اللبنانية وخيار &laqascii117o;دويلة حزب الله"، كما يقول أحد مهندسي النظريات السياسية في هذه القوى، وصولا الى ترجيح كفة على أخرى في الانتخابات المقبلة، باعتبار ان الفترة الفاصلة عن تاريخ إجرائها لن تسمح بإعادة صياغة جذرية لوضعية سلاح حزب الله. (...) وتتمة للقراءة ذاتها، هناك في فريق 14 آذار من يعتقد ان المعطيات الاستراتيجية التي وفرت الحماية لسلاح حزب الله خلال الحقبة الماضية هي الآن في طور إعادة التشكل، وخصوصا مع بدء المفاوضات السورية ـ الاسرائيلية التي سيتوقف على طبيعة مسارها مصير الحوار المنتظر حول مستقبل السلاح. (...) وملف سلاح المقاومة كان موضع اهتمام من الوفود الاميركية التي زارت لبنان مؤخرا، وقد سمعت قيادات في الموالاة كلاما من أحد مسؤولي وزارة الخارجية مفاده ان البحث الجدي في هذا الملف لا يتم مع حزب الله، بل مع دمشق وطهران، لا سيما بعدما أعلن السيد حسن نصر الله عن انه يفتخر بكونه عنصرا في حزب ولاية الفقيه. وأبدى هذا المسؤول الاميركي سروره باتفاق الدوحة الذي أدى الى انتخاب رئيس الجمهورية ميشال سليمان بما يعزز مشروع بناء الدولة، مشيرا الى ان إدارته أدت دورا فاعلا في عملية إنتاج هذا الاتفاق. على الضفة الاخرى، تتم مقاربة موضوع السلاح وفق معايير مختلفة تماما. بالنسبة الى حزب الله، لم يتطرق اتفاق الدوحة أصلا لا من قريب ولا من بعيد الى سلاح المقاومة، بل تناول علاقة الدولة بالتنظيمات، وهو الامر الذي يرحب الحزب بمناقشته لان هناك الكثير ليقوله بصدد علاقة تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية مع الدولة، وبالتالي فإنه سيكون في موقع المبادر وليس المتلقي عند اطلاق الحوار حول هذه النقطة التي أقرت بموافقته في قطر. (...) لن يفسح الحزب المجال امام خصومه لحشره في &laqascii117o;موقع دفاعي" متى بدأ هذا النقاش، بل انه يتجه الى الامساك بزمام المبادرة واعتماد &laqascii117o;استراتيجية هجومية" في الطرح، عبر الطلب منهم عرض رؤيتهم لكيفية مساهمة الدولة في حماية لبنان من أي عدوان إسرائيلي، والاجابة عن أسئلة محددة حول ما يمكنها ان تقدمه لتحرير مزارع شبعا. وبمعنى آخر، فإن الحزب لن يقبل بان تُبنى الاستراتيجية الدفاعية على قاعدة ان ما له هو له وللآخرين، وإنما سيحرص اولا على معرفة نوعية الدور الذي يمكن ان تؤديه الدولة في إطار ممارسة واجباتها الوطنية وكيف تستطيع ان تتناغم مع المقاومة في تأمين أفضل &laqascii117o;شبكة أمان" للبنان، ليبنى بعد ذلك على الشيء مقتضاه. وهناك في المعارضة من يقول ان قوى 14 آذار ستفاجَأ بما سيحمله حزب الله الى طاولة الحوار، وانها ستحتاج الى إجراء تمارين ذهنية حتى تستطيع مجاراته.

ـ صحيفة النهار:
في المقابل، تقول اوساط المعارضة انها اعدت تقريراً يتناول 'تفاصيل الاعتداءات التي تعرض لها انصارها في بيروت ومناطق اخرى ونفذها مناصرون للموالاة بعد اتفاق الدوحة وعودة المسؤولين من قطر'. وتولى اعداده مسؤولون في حركة 'امل' و'حزب الله' وسلمت نسخ منه الى الرئيسين سليمان والسنيورة والنائب الحريري والمدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي ومدير المخابرات في الجيش العميد جورج خوري. واوضحت ان التقرير لم يرسل الى قطر او الى اللجنة الوزارية العربية، وذلك لعدم 'نشر غسيلنا الوسخ' كما قال بري. واضاف: 'اننا مارسنا اقصى درجات ضبط النفس والعض على الجروح وعدم الدخول في اللعبة الاعلامية التي يلجأ اليها البعض'. وروى انه اتصل اكثر من مرة بوزير الداخلية حسن السبع وطلب منه 'عدم التهاون او التراخي مع الشبان الذين يسيرون في مواكب الدراجات النارية'. واتهم 'تيار المستقبل' بأنه 'يكبّر حجر الحوادث الامنية (...) لعرقلة عهد الرئيس سليما.
واعتبر مصدر قيادي في 14 آذار ان مقاربة ما يصدر من مواقف عن المعارضة وخصوصاً عن حركة 'امل' و'حزب الله' يقتضي الادلاء بالآتي: 'تعلن قوى 14 آذار اقفال كل ثكنها وسحب كل مسلحيها ونزع كل اعلامها الحزبية من حارة حريك والمصيلح تجاوباً مع ما يصدر عن قادة المعارضة'.

ـ صحيفة الأخبار
عفيف دياب :
ويقول أحد المتابعين من داخل تيار المستقبل في البقاع إن نقاشاً واسعاً يدور في الغرف المغلقة لتقويم أداء بعض المسؤولين في التيار خلال الأحداث الأخيرة ومدى التواصل مع القواعد الشعبية التي تركت تواجه مصيرها وحدها وبإمكاناتها الذاتية المحدودة. ويضيف أن &laqascii117o;الحالة الشعبية لتيار المستقبل في البقاعين الأوسط والغربي كانت وفية وأمينة، ووقفت بحزم تدافع عن وجودها ومشروع التيار السياسي في ظل غياب تام لعدد من القادة المحليين والمركزيين الذين آثروا الابتعاد حتى لا نقول الهرب. وكشفت الأحداث الأخيرة مدى هشاشة وضعف قادة فرضوا للأسف فرضاً على قواعدنا الشعبية التي كانت أكثر منهم وعياً للأمور، حيث لم نكن نستمع إلى أصوات المعترضين أو المحتجّين وملاحظاتهم التي بدأنا نأخذها بعين الاعتبار ونحاورهم بهدوء"! قادة فُرضوا للأسف فرضاً على قواعدنا الشعبية التي كانت أكثر منهم وعياً للأمور".ويمضي قائلاً: &laqascii117o;للأسف الشديد بعض القادة في تيار المستقبل، وفور بدء الحوادث، فتحوا قنوات اتصال مع بعض قوى المعارضة من أجل مصالحهم الشخصية، وانكشف أمرهم بسرعة وأثبتت علامات الاستفهام التي كانت ترسم حولهم صحتها في بعض الأحيان. لقد كشفت الأحداث الأخيرة حجم الفساد المالي وارتباط بعض رموز التيار في البقاع بأجهزة أمنية حزبية لبنانية ورسمية سورية". ويؤكد المتابع من داخل تيار المستقبل أن &laqascii117o;المساءلة والمحاسبة" التي شرعت فيها الهيئات التنظيمية في التيار &laqascii117o;لا بد لها من إتيان ثمارها على وجه السرعة حتى نتفرّغ للانتخابات النيابية المقبلة".ويضيف: &laqascii117o;على الجميع أن يفهم أن تيار المستقبل ليس جمعية خيرية، فهو حركة سياسية أولاً وأخيراً، وهذا أمر محسوم، ولكن للأسف بعض القادو حولوا التيار إلى جمعية للتنفيعات والمحسوبيات الشخصية على حساب مصالح قواعدنا الشعبية التي ظلمت مرتين: مرة حين فرضنا عليها أشخاصاً فاسدين، ومرة حين أشعرنا هذه القواعد بأنها مجرد أرقام نساوم عليها في المواسم".

ـ صحيفة الأخبار
بسام القنطار:
لن ينجح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في أن يجعل من الصورة التي ستجمعه مع الرئيس ميشال سليمان &laqascii117o;اللقطة الوحيدة" لزيارته الأولى إلى لبنان اليوم. فالرئيس الذي يعتمد على الصور والإعلان لتسويق الذات، على موعد مع لجنة الأسير جورج ابراهيم عبدالله أهله وأصدقائه، التي سترحب بالرئيس الضيف &laqascii117o;على طريقتها" منذ العاشرة صباحاً، عبر اعتصام سلمي على طريق المطار للمطالبة بالإفراج الفوري عن الأسير اللبناني المعتقل تعسفاً في السجون الفرنسية.إذاً، بالتزامن مع الزيارة التاريخية التي تضم أضخم وفد رسمي فرنسي، ينظم اعتصام تضامني مع الأسير عبد الله الذي يقبع في السجون الفرنسية منذ عام 1984، وهو يقترب من عامه الخامس والعشرين في السجن، أي ما يعادل مرتين ونصف مرة مدة الحكم الذي طلبه النائب العام الفرنسي أثناء محاكمته.
وتوجهت عائلة الأسير عبد الله الذي استنفد حكمه القانوني في عام 1999، إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بمذكرة ناشدته فيها &laqascii117o;النظر بقضية الأسير عبد الله الإنسانية والعمل على الإفراج عنه، وتبني مطلب تحريره من خلال السعي لدى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي سيلتقيه".وتضامناً مع قضيته، نظمت اللجنة لقاء في فندق &laqascii117o;الماريوت" أمس، بحضور ممثل النائب العماد ميشال عون القيادي في &laqascii117o;التيار الوطني الحر" رمزي كنج، ممثلين عن الأحزاب والقوى والفصائل اللبنانية والفلسطينية، وعدد من الفاعليات. وتلا عضو اللجنة هادي بكداش المذكرة الموجهة إلى رئيس الجمهورية(...). وأجمعت الكلمات على اعتبار قضية الأسير عبد الله قضية وطنية، وضرورة رفع الصوت عالياً، وخصوصاً مع زيارة الرئيس الفرنسي ساركوزي من أجل إطلاقه، داعية الرئيس سليمان إلى إدراج قضيته في لقائه معه.وقدم المتحدثون اقتراحات عدة منها: التمني على الأمين العام لـ&laqascii117o;حزب الله" السيد حسن نصر الله تبني هذه القضية، وضمّها إلى قضية الأسرى والمناضلين في السجون الإسرائيلية.

ـ صحيفة المستقبل :
حذر عبد الستار الجميلي زعيم الحزب الطليعي الناصري العراقي (احد ابرز الاحزاب المعارضة للعملية السياسية) من ان بلاده تمر بمرحلة حساسة وخطرة خاصة مع دفع ايران اطرافا عراقية باتجاه حسم معركة مجالس المحافظات لتقسيم العراق الى كانتونات طائفية، مؤكدا وجود مساع مع اطراف عربية لبلورة مشروع عربي مماثل لما تم الاتفاق عليه في الدوحة بين الاطراف اللبنانية لايجاد حل القضية العراقية باشراف الجامعة العربية. وفي ما يأتي نص الحوار :
تميزت الاحزاب القومية والناصرية بمواقف متباينة مما جرى خلال الازمة اللبنانية الاخيرة ما هو موقف الناصريين في العراق تجاه هذه الاحداث؟ ـ نعتقد كناصريين وانطلاقا من موقفنا القومي المبدئي اننا مع اي سلاح مقاومة يوجه ضد العدو الصهيوني لكننا في الوقت نفسه لا نعطي تفويضا او مبايعة لاي طرف يستخدم هذا السلاح في ادارة الصراعات الداخلية حفاظا على الوحدة الوطنية في داخل كل ساحة عربية من جهة وحفاظا على شرف سلاح المقاومة من جهة اخرى، ونعتقد ان استخدام حزب الله سلاحه في بيروت كان خطأ استراتيجيا نأمل منه ان يعيد تصحيح الخطأ جذريا لاننا ومن واقع المشاهدة العيانية نؤكد ان رصيد حزب الله بعد احداث بيروت قد تأثر كثيرا ونزل الى مستويات دنيا وبالتالي المطلوب منه ان يعيد النظر بطريقة تعامله مع القضايا اللبنانية.
كانت لكم مشاركة فاعلة في مؤتمر الوفاق الوطني الذي تبنته الجامعة العربية قبل اعوام ما هي اسباب تعثر مشروع المصالحة الوطنية وهل هناك تحركات لتفعيل المشروع؟

ـ صحيفة المستقبل
فارس خشان:
ووفق المطلعين على ما يعمل الأسد من أجله، فإن الرئيس السوري لا يترك وسيلة إلا ويُبلغ فيها 'من يعنيهم الأمر' أنه يوافق على مقايضة قوامها الآتي: تبقى المحكمة قائمة ويبقى التحقيق جارياً، ولكن شرط أن تقتصر النتائج على ملاحقة قادة الأجهزة الأمنية اللبنانية، أثناء ارتكاب الجريمة وأحد الضباط السوريين، ملمّحاً ـ بطريقة أو بأخرى ـ الى أنه لا يمانع في أن يكون رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية اللواء آصف شوكت (المُبعد حالياً عن مسؤولياته).

ـ صحيفة المستقبل
العلامة السيد علي الأمين :
جرى البحث في علم الفقه عن ولاية الفقهاء بعيداً عن السلطة السياسية على الأفراد والجماعات والأنظمة والحكومات وقد تعرّض الفقهاء للبحث عنها في كتبهم وأبحاثهم الفقهية نفياً وإثباتاً في موضوعات الأحوال الشخصية للأشخاص الفاقدين لأهلية إجراء العقود والمعاملات بسبب اختلال بعض الشروط المعتبرة عند العقلاء والشرع في نفوذ معاملاتهم وعقودهم والتزاماتهم كالبلوغ والعقل والرشد فإذا فقد الشخص شرطاً من هذه الشروط أو غيرها مما هو معتبر فقد أصبح هذا الشخص فاقداً لأهلية إجراء المعاملات والعقود ولو أوقع عقداً في هذه الحالة لم يكن نافذاً في حقه ولا تترتب عليه الآثار والإلتزامات ولا يكون مشمولاً لقاعدة نفوذ العقود المسدل عليها عند الفقهاء بقوله تعالى: (أوفوا بالعقود) فهو شخص مسلوب العبارة على حدّ العبارة الواردة على ألسنة علماء الفقه والأصول. ولذلك يكون الفاقد لها كلاً أو بعضاً، قاصراً يحتاج إلى الولي الذي يتدبّر أموره ويرعى شؤونه وينظر إلى المصلحة في معاملاته وعقوده. وقد جرى البحث عن ولاية الفقيه في إطار الأب والجدّ على الصغير وولاية عدول المؤمنين على الذي فقد الولي كاليتيم وغيره ممن يحتاج إلى من يقوم مقامه في معاملاته الشخصية واقتصرت ولاية الفقيه على هذه الموارد وأشباهها. ولذلك أسس الفقهاء قاعدة فقهية بشأن هذه الولاية استناداً إلى النصوص الشرعية والروايات مفادها أن الفقيه الحاكم: (وليّ من لا وليّ له)، فتكون ولايته متأخرة ـ على تقدير ثبوتها ـ عن ولاية الأبوين ولا تكون ثابتة في الأصل ولا شاملة للشخص الذي يكون ولياً لنفسه وعلى نفسه لاكتمال عناصر شخصيته الحقوقية بتوفر الشروط المعتبرة في نفوذ معاملاته وتصرفاته.وبهذا المعنى تكون الولاية المشار اليها هي الأقرب إلى عنوان الوصاية ومعناها وليس لها علاقة بالمعنى السياسي للولاية أو السلطة السياسية على الإطلاق.
وقد استمرت ولاية الفقيه على هذا المنوال في عصور عديدة بما في ذلك عصر الأئمة المعصومين عليهم السلام حيث لم تكن لهم الولاية السياسية فكيف يمنحون هذه الولاية التي لم يمارسوها إلى الفقهاء في زمانهم أو بعدهم؟!. وقد استقر الرأي عند معظم الفقهاء وكاد أن يكون إجماعاً منهم على ان الولاية على تقدير ثبوتها للفقهاء فهي بمعنى المرجعية الدينية التي تعني رجوع الناس اليهم في معرفة الأحكام الشرعية باعتبار أنهم من أهل الاختصاص في ذلك وهذا هو المعنى المستفاد من الأحاديث الواردة عن النبي (ص) والأئمة (العلماء ورثة الأنبياء) و(مجاري الأمور بيد العلماء الأمناء على الحلال والحرام) وغيرها الكثير من الأحاديث الناظرة إلى دور العلماء في نشر وتبليغ الأحكام الشرعية وتعليمها كما قال أحد كبار المؤسسين والمحققين في علم أصول الفقه الشيخ الأنصاري بعد استعراضه لتلك الروايات: (والإنصاف بعد ملاحظة سياقها أو صدرها وذيلها يقتضي الجزم بأنها ـ الروايات ـ في مقام بيان وظيفة العلماء والفقهاء من حيث الأحكام الشرعية، لا كونهم كالنبي (ص) والأئمة (ع) في كونهم أولى بالناس في أموالهم) انتهى كلامه. وقد عبّر عن هذه الرؤية العامة لدى فقهاء الشيعة العلامة المجتهد الشيخ محمد جواد مغنية في كتابه 'فقه الإمام الصادق' في أواخر القرن الماضي بقوله: (ونحن نعتقد أن المعصوم وحده هو الذي يجب اتباعه في جميع أقواله وأفعاله سواء أكانت من الموضوعات أم من غيرها. أما النائب والوكيل فلا، بداهة أن النائب غير المنوب عنه والوكيل غير الأصيل وليس من الضرورة أن يكون النائب في شيء نائباً في كل شيء، وأيضاً نعتقد أن من قال وادّعى أن للمجتهد العادل كل ما للمعصوم هو واحد من اثنين لا ثالث لهما، إما ذاهل مغفل، وإما يجر النار إلى قرصه ويزعم لنفسه ما خص الله به صفوة الصفوة من خلقه وهم النبي وأهل بيته (ع) وأعوذ بالله من هذه الدعوة وصاحبها). انتهى كلامه. هذا بحث مختصر عن المنشأ والمستوى العلمي والدور العلمي البعيد عن السياسة لولاية الفقيه من الناحية النظرية عند كبار العلماء والمجتهدين في مختلف العصور التي مرت بها ولكنها على مستوى التطبيق فقد تحولت في عهد الإمام الخميني الى عنوان لنظام سياسي بعد قيادته للثورة الاسلامية ووصوله الى السلطة في إيران وبذلك خرجت مسألة ولايه الفقيه عن كونها مسألة فقهية يجري البحث عنها في كتب الفقه ومعاهد التدريس ومع استمرار النظام محكوماً من قبل الفقيه أصبحت ولاية الفقيه حزباً سياسياً يدعم النظام ويدافع عنه ويدعو الناس إليه ولذلك من يؤيد سياسة النظام المعتمد على ولاية الفقيه يكون من حزب ولاية الفقيه وأنصارها بالمعنى السياسي وان كان لا يعرف معنى ولاية الفقيه أو كان عالماً يرفض ولاية الفقيه من الناحية الفقهية العلمية لأنها قد أصبحت مشروعاً سياسياً قائماً مع غض النظر عن عدم مساعدة الأدلة الشرعية على ثبوتها فلا يكفي أن يقول بعض العلماء أنا لست مع ولاية الفقيه نظرياً وفقهياً ولكنه في نفس الوقت هو مع مشاريع النظام السياسي المعتمد عليها والمنبثق عنها من خلال رؤية فردية للحاكم تحصر الولاية بشخصه مع أنها على تقدير القول بثبوتها فهي ثابتة لجميع الفقهاء.
وعلى كل حال فإن العلاقة بولاية الفقيه أصبحت تعني الارتباط السياسي بالولي الفقيه الحاكم لنظام سياسي معين ولا يقف هذا الارتباط عند حدود العلاقة الروحية والمرجعية الدينية، كما هو الحال بالنسبة لعلاقة المسيحيين بمرجعية الفاتيكان الدينية، ولكن يتعداها الى لزوم الطاعة والانقياد للولي الفقيه في سياساته الداخلية والخارجية وتطلعاته الأخرى الخارجة عن الحدود الجغرافية لنظامه ودولته وتشد هذه الاشكالية وتكبر عندما تعطى ولايته مضمون الأيديولوجيا الدينية العابرة للحدود والأوطان حيث يصبح ارتباط حزب ولاية الفقيه بالولي الفقيه ولاء سياسياً لدولة الفقيه التي لا يحمل الحزب الموالي لها هويتها الوطنية وشخصيتها القانونية وهذا يتنافى مع ولاية الدولة التي ينتمي إليها ولزوم خضوعه لأحكامها وقوانينها وهذا ما يؤدي في نهاية المطاف الى عصيان الدولة والخروج عليها التزاماً بولاية الفقيه القادمة من وراء الحدود. وقد رأينا وشاهدنا نماذج للالتزام بولاية الفقيه العابرة للحدود والأوطان في الأحداث التي وقعت بين حركة أمل وحزب الله في نهاية ثمانينات القرن الماضي في إقليم التفاح والضاحية الجنوبية وقد جاءت بعض القيادات الدينية من إيران يوم ذاك وطلبت مني السكوت عما جرى فسألتها هل أن الولي الفقيه كان يعلم بما جرى ويجري من سفك للدماء أم أنه لا يعلم ذلك؟! فقال لي بأن الأمر قد توقف ولن يتكرر ولكنه قد تكرر بعد ذلك بذرائع متعددة وعناوين مختلفة! ومن النماذج التي تحكي لنا عن تأثيرات ولاية الفقيه خارج حدود دولتها حرب تموز وتداعياتها وبعض الأحداث التي جرت في العراق وأخيراً ما جرى في بيروت والجبل والقائمون بهذه الأعمال يعلنون صراحة بأنهم ملتزمون بولاية الفقيه لا يعصون أوامرها ولا يخالفون نواهيها. فهل ولاية الفقيه أمرتهم بذلك فأطاعوها! أم أنها نهتهم عن ذلك فعصوها! وهذه الوقائع والأحداث تكشف لنا أن ولاية الفقيه على مستوى التطبيق هي عنوان آخر لتصدير الثورة الإيرانية التي لم تصل قيادتها بعد الى مرحلة الدولة والمؤسسات. هذا موجز عن نظرية ولاية الفقيه وآثارها في مرحلة التطبيق ومن أراد التوسع فليرجع الى كتابنا المطبوع باسم (ولاية الدولة ودولة الفقيه).

ـ صحيفة الشرق الأوسط:
أفادت مصادر لبنانية مطلعة بأن قوى الثامن من آذار تحضر لخطة أمنية سياسية هدفها إعادة لبنان الى المعادلات التي كان عليها في العام 2000 بحيث يُسحب الملف الأمني نهائيا من الأكثرية النيابية الحالية كما من رئاسة الجمهورية، كما تخضع بيروت والمناطق اللبنانية لاعتداءات أمنية متكررة تضطر أخيرا قوى الاكثرية الى ان &laqascii117o;تستسلم لتسلم".وقالت المصادر إن قوى الثامن من آذار ستبقي استفزازاتها الأمنية والسياسية وتحول دون تشكيل الحكومة الجديدة، حتى اللحظة التي يضطر فيها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ومعه الأكثرية النيابية الى التسليم بالشروط الهادفة الى إحداث انقلاب سياسي كامل في البلاد.
وعن مقوّمات هذه الخطة، تتحدث المصادر عن تواتر الاعتداءات الامنية كي تستشعر الأكثرية أنها غير قادرة على توفير الأمان لنفسها ولجماهيرها إلا بتسليم الأمن كاملا الى قوى الثامن من آذار، على اعتبار أن الوضع الحالي يُظهر لها بوضوح انه على الرغم من وجودها الطاغي في وزارتي الداخلية والدفاع وفي ظل حضورها في قوى الأمن الداخلي وشعبة الأمن والمعلومات وقائد للجيش بالوكالة، فانها تقف عاجزة عن حماية نفسها ومواطنيها، وبالتالي فعليها ان &laqascii117o;تستسلم لتسلم". وعلى هذا الأساس، تضع الخطة في حسبانها فرض مفهوم الحيادية على رئيس الجمهورية بحيث يضطر ان يختار لوزارتي الداخلية والدفاع موظفين لا لون لهم ولا رائحة ولا سابق تجربة، الأمر الذي يُدخل قوى الأكثرية ورئيس الجمهورية في مفاوضات مسبقة لإنجاز التعيينات في المراكز الأمنية وإلغاء بعض المراكز.وفي هذا السياق يتم الآتي:إلغاء شعبة الأمن والمعلومات في قوى الأمن الداخلي, وتعيين قائد للجيش يختاره العماد ميشال عون. وإعادة المديرية العامة للأمن العام الى الطائفة المارونية وتعيين ضابط كبير مضمون كليا بفعل التجربة من جانب &laqascii117o;حزب الله". وتعيين مدير للمخابرات بالتنسيق بين عون و&laqascii117o;حزب الله". مواضيع ذات صلة (للقراءة والإطلاع ).

ـ صحيفة صدى البلد
جورج ساسين :
فــي الــواقــع ان ســاركــوزي رغب في بعث رسالة استثنائية عنوانها وحدة الطبقة السياسية الفرنسية الداعمة لاتفاق الدوحة وتشجيع الــمــتــردديــن مــن أجـــل استكمال تشكيل الحكومة الجديدة.
وهذه الرسالة على قدر كبير من الاهمية لأنها تأتي قبل أيــام من قمة فرنسية ــ اميركية في قصر الاليزيه (13 و14 حزيران). ولهذا يمكن القول ان توقيت ســـاركـــوزي لــزيــارتــه الـــى بــيــروت يــكــتــســب طــابــعــاً 'اســتــبــاقــيــاً' لسببين: الأول، مــعــرفــة بــاريــس لموقف الادارة الأميركية المعارض لاتفاق الدوحة لأنه أعطى لفريق المعارضة الضمانات التي كانت تطالب بها منذ 18 شهراً من جهة، ولأن 'واشنطن لم تبلع بعد انقلاب الموازين على الأرض ولهذا فهي مستمرة في سياستها المتشددة ضد' حــزب الله 'ودمشق على ما تقوله أوساط قريبة جداً من مراكز القرار في باريس من جهة أخرى. ثــانــيــاً، ان الــطــابــع الاستباقي لزيارة ساركوزي مرتبط هو الآخر بعوامل عدة أبرزها جولته المقررة الى اسرائيل ورام الله وبيت لحم، فهو 'يمشي على بيض' بسبب التصاقه بصورة الموالي للسياستين الاسرائيلية والاميركية.

ـ صحيفة البلد
علي ضاحي:
ترى مصادر مطلعة ان 'الموالاة تــقــف وراﺀ تــعــطــيــل تشكيل الحكومة من خلال تعطيل سلوك اتفاق الدوحة الطريق القويم له من خلال الاصــرار على عدم اعطاﺀ الــمــعــارضــة حصتها الحكومية والــحــقــائــب الــتــي تــطــالــب بــهــا لا سيما حقيبتي الاتصالات والمالية لتبديد هواجسها ورد الاعتبار لها عما اقترفته يد الموالاة في هاتين الوزارتين تحديدا. فحزب الله لــن يقبل بعد الآن ان يتولى غير وزارة الاتــصــالات الــتــي بــاتــت تشكل خــطــرا فعليا على قيادات وامن المقاومة اذا تم استعمال اجهزتها المتطورة من سلكية ولاسلكية وفضائية وعبر السواتل لاغراض لا تخدم الا اعداﺀ المقاومة. وبالتالي فــان القرارين اللذين اتخذهما مجلس فــؤاد السنيورة الــــــوزاري اخـــيـــرا لا ســيــمــا شبكة اتصالات المقاومة وملاحقة منفذيها والمرتكبين لهذه الجريمة الكبرى التي تشكل اعــتــداﺀ على سيادة الدولة والمال العام وكذلك التقرير الــذي رفعه وزيــر الاتــصــالات في حكومة تصريف الاعــمــال مــروان حمادة الــى الامــم المتحدة جعلت حــزب الله وقــيــادتــه تتوجس من الــمــوضــوع وصـــولا الــى تــنــدر احد قــيــادات المعارضة بالقول: 'هــل يريد مروان حمادة وفؤاد السنيورة فعلا ملاحقة امين عــام حــزب الله السيد حسن نصرالله امام القضاﺀ ومحاكمته عــن شبكة الاتــصــالات وبــالــتــالــي فــي اي ســجــن يــريــدان وضــعــه، فــي ســجــن روشــبــيــنــه ام في سجن رومية وهل فعلا انهما يصدقان انهما يستطيعان فعل ذلك؟'.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد