ـ صحيفة السفير:
لليوم الثالث على التوالي، ظلت قرارات مجلس الأمن المركزي حبرا على ورق، باستثناء بعض التدابير الشكلية في العاصمة، بينما كانت عناصر التوتر تزداد حضورا، أعلاما وإعلاما ولافتات وصورا تزايدت بدلا من أن تنقص، فيما الخطة الأمنية التي حظيت بتغطية سياسية من جميع الأطراف اقتصرت على تعزيز بعض الدوريات الراجلة والسيارة في شوارع العاصمة، مع تسجيل المزيد من الانتهاكات الأمنية في العاصمة، كما في منطقة البقاع الأوسط، من دون أن ترصد حالات تجاوب حقيقي مع نداءات قادة الموالاة أو المعارضة بعودة المواطنين الذين هجروا من منازلهم أو مؤسساتهم... ولعل الخطر ، كل الخطر، أن يقتصر تجاوب الجميع فقط مع القرار الأخير الذي اتخذه مجلس الأمن المركزي والقاضي بعودة جميع المكاتب الحزبية الى جميع الأفرقاء في العاصمة من دون استثناء، خاصة أنه يتزامن مع همس حول اعادة الاعتبار لبعض البنى الأمنية، ما يعني اعادة عنصر توتير اضافي بدلا من العكس! ووفق المعلومات المتداولة، ظلت قضية نزع الصور، محور أخذ ورد خاصة من جانب تيار المستقبل، الذي كان قد أبلغ مساء يوم الجمعة رفضه القيام بهذه الخطوة، الا اذا اقترنت بقرار رفع الصور من بعض ضواحي العاصمة، وخاصة طريق المطار، بعدما كان سابقا يربط بين نزع الصور وإنهاء الاعتصام الذي أصبح من الماضي.
وإزاء ذلك كله، دعت مراجع رئاسية قيادتي الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي الى الضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه، أن يعترض على تنفيذ القرارات الأربعة التي اتخذها مجلس الأمن المركزي، طالما أن التغطية السياسية باتت متوافرة من الجميع، الا اذا كانت هناك بعض القطب المخفية التي يريد البعض التسلل عبرها من أجل تعديل مضمون الاتفاق السياسي الذي أبرم في الدوحة أو اعادة النظر في الأولويات &laqascii117o;وهي عملية لن تكون قابلة للنجاح"، على حد تعبير المراجع نفسها. ولفت الانتباه في هذا السياق قول رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ&laqascii117o;السفير" &laqascii117o;اننا لا نفهم السبب وراء عدم تنفيذ المقررات الا اذا كان المطلوب من المتخاصمين أن ينفذوها بدلا من الأجهزة المعنية بالأمر"، مسجلا في الوقت نفسه لرئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة &laqascii117o;جديته وحزمه في التعاطي مع الملف الأمني في العاصمة وبقية المناطق". وشدد بري على وجوب ان تأخذ القوى الامنية من جيش وقوى امن داخلي دورها في مجال الامساك بالوضع الامني وملاحقة كل المخلين والمرتكبين الى اي فئة انتموا، وذلك انفاذا للخطة التي تبناها مجلس الامن المركزي.
وبينما كانت كل المؤشرات تدل على أن تنفيذ الاتفاق السياسي وفتح قنوات الحوار السياسي بين المعارضة والموالاة على مصراعيها وخاصة بين قيادتي تيار المستقبل و&laqascii117o;حزب الله"، يمكن أن تنعكس ايجابا على الملف الأمني، بدلا من اشتراط الاتفاق الأمني لاستكمال الاتفاق السياسي، بدا جليا أن الأمور تراوح مكانها حتى الآن على صعيد عملية التأليف الحكومي، في ظل مخاوف من فتح جبهات أمنية جديدة غير محسوبة، وهو الأمر الذي حذرت منه مراجع أمنية بارزة، أبلغت قيادة الفصائل الفلسطينية في لبنان بأنها تخشى من محاولة لخلق &laqascii117o;مخيم بارد 2" في عين الحلوة &laqascii117o;اذا استمرت الأمور على ما هي عليه حاليا". وقد أخذت هذه المسألة في الحسبان، وتردد أن ضباطا فرنسيين رافقوا الوفد الرئاسي الفرنسي دققوا مع جهات أمنية لبنانية في ما يجري داخل عين الحلوة وإمكان انعكاسه سلبا على قوات &laqascii117o;اليونيفيل" في الجنوب، وجاءت الأجوبة اللبنانية &laqascii117o;غير مطمئنة للجانب الفرنسي"، بحسب صحافيين لبنانيين رافقوا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي!
في هذا الوقت، قال الرئيس بري لـ&laqascii117o;السفير" ان الاتصالات يفترض ان تنطلق مجددا وعلى نحو سريع وليس متسرّعا في اتجاه تشكيل حكومة العهد الاولى. ورأى بري ان الامور يجب ان تنتهي خلال اسبوع كحد اقصى، فالوضع لا يحتمل، فضلا عن أن هذا التأخير يعني من جهة ثانية، فرملة العهد الجديد في مستهل انطلاقته، وهذا أمر لا يجوز على الاطلاق. وردا على سؤال قال بري ان الجميع يدرك أن اتفاق الدوحة هو كل متكامل، ولا يستطيع احد ان يعطله، ومن سيعطله فسيُفتضح امره بسرعة. وذكرت مصادر متابعة لـ&laqascii117o;السفير" ان لقاء الرؤساء ميشال سليمان ونبيه بري وفؤاد السنيورة في القصر الجمهوري بعد مغادرة ساركوزي، خُصص لعرض الامور العامة ولا سيما الاتصالات لتشكيل الحكومة. وفهم ان تقدما حصل في مكان ما وأن هناك فرصة حقيقية للتوصل الى مخارج معينة، لكن بقيت بعض القضايا عالقة وبحاجة لمتابعة ومنها مطلب العماد ميشال عون الخاص بالحقيبة السيادية. وعلمت &laqascii117o;السفير" أن التواصل استمر، أمس، بين الرئيس المكلف من جهة وقوى المعارضة من جهة ثانية وخاصة مع &laqascii117o;التيار الوطني الحر" من دون أن تتبلور مخارج أو عروض جدية لعقدة الحقيبة السيادية، &laqascii117o;حيث ظلت الأمور مقتصرة على ابداء النيات الطيبة وتأكيد الرغبة بالأخذ والرد لا أكثر ولا أقل" على حد تعبير مصادر قيادية بارزة في المعارضة.
وفيما رفضت الأوساط المقربة من العماد عون الحديث عن الاتصالات ونتائجها، اكتفت بالقول لـ&laqascii117o;السفير" اننا ما زلنا عند تمسكنا بحقيبة المالية، ولا أحد قدم الينا شيئا محددا حتى الآن لكسر الحلقة المفرغة التي ندور فيها منذ انطلاق مشاورات التأليف قبل أكثر من اسبوع.
وعلمت &laqascii117o;السفير" انه في خلال بعض الاجتماعات المفتوحة التي عقدتها قيادات المعارضة في اليومين الماضيين، تبلغت قيادتا &laqascii117o;حزب الله" و&laqascii117o;امل" ورئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية وقيادة &laqascii117o;اللقاء الوطني" قرارا واضحا اتخذه العماد عون يقضي بعدم الدخول الى الحكومة الا اذا أعطي حقيبة سيادية...
وقال قيادي في المعارضة لـ&laqascii117o;السفير" اننا تبلغنا من العماد عون أنه يرفض &laqascii117o;أي محاولة لمقايضة الحقيبة السيادية بحقائب خدماتية على أهميتها، كما يرفض أي مقايضات عبر المشاركة في تسمية هذا الوزير السيادي أو ذاك". والأهم من ذلك، تابع القيادي نفسه، أن عون &laqascii117o;أبلغ الجميع أنه لن يرضى بالدخول الى حكومة لا يحصل فيها كل من الشيعة أو السنة على حقيبة سيادية، وهذا موقف مبدئي لا عودة عنه مهما كانت عواقبه... وطالما أن ممثلي الغالبية الشيعية والسنية يقررون من يمثلهم في الحقيبتين السياديتين المحسوبتين عليهما، فإن هذا الأمر يسري على من يمثل الغالبية المسيحية". وأضاف القيادي المعارض نفسه أن رئيس مجلس النواب نبيه بري تبنى موقف العماد عون وهو أبلغ رئيس الحكومة المكلف صراحة &laqascii117o;كيف تفكر يا دولة الرئيس بتشكيل حكومة اذا لم تعط العماد ميشال عون حقيبة سيادية". وشدد القيادي نفسه على أن قيادة &laqascii117o;حزب الله" تفهمت مطلب عون كحق سياسي وليس كتنازل من الآخرين، خاصة أن اتفاق الدوحة حسم نقطة وحيدة في موضوع الحقائب السيادية لجهة اسناد وزارة الداخلية الى شخصية محايدة محسوبة على رئيس الجمهورية، لكن بتوافق الموالاة والمعارضة، أما بقية الحقائب السيادية، فقد تقرر أن توزع مناصفة بين الجانبين، &laqascii117o;لذلك فإن مشكلتنا كمعارضة، ونعتقد أن هذا هو جوهر موقف العماد عون ايضا، ليست مع رئيس الجمهورية، بل مع الموالاة، فالرئيس السنيورة هو من يشكل الحكومة وهو الذي يجب عليه أن يقترح الصيغ والحلول وليس غيره".
الى ذلك، كان الموضوع الحكومي محور اللقاء الذي جمع امس، الرئيس ميشال سليمان والبطريرك الماروني نصر الله صفير في بكركي، اضافة الى ضرورة تحقيق المصالحة المسيحية ـ المسيحية، والمصالحة اللبنانية العامة والخطوات التي تؤدي الى هذه المصالحة. وتناول اللقاء الذي استمر ثلث ساعة، بيان الاساقفة الموارنة بعد انتهاء رياضتهم الروحية السبت، وتم الاتفاق على عقد لقاء آخر بينهما لم يحدد موعده، ولم يعرف هل يتم قبل سفر صفير في جولة رعوية خلال شهر تموز او بعدها، لكن رجحت المصادر ان يجري اللقاء المقبل في القصر الجمهوري قبل سفر صفير. وقال أوساط في قصر بعبدا، إن &laqascii117o;الخلوة تضمنت جولة أفق أشاد خلالها رئيس الجمهورية بمضمون بيان المطارنة لا سيما لجهة التركيز على أهمية نبذ العنف ودعوة المسيحيين الى الانفتاح، بالإضافة الى دور المغتربين وتعزيز التواصل معهم، وإقامة أفضــل العلاقات بين لبنان وجيرانه وسبل تعزيز التوافق بـين المسيحــيين أنفسهم".
من جهة ثانية، اكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان فرنسا لكل اللبنانيين من دون استثناء. وشدد خلال اللقاء الرئاسي الذي جمعه بكل من رئيس الجمهورية والرئيس بري والرئيس السنيورة على ضرورة قيام دولة فلسطينية، لكنه سأل: ما معنى السعي لاقامة دولة فلسطينية بلا شعب.. وما هي الفائدة من دولة فلسطينية طالما انها لن تستوعب شعبها.. وما الجدوى منها، ولماذا تقوم اصلا دولة كهذه؟
وقالت مصادر اطلعت على اجواء الاجتماع الرئاسي مع ساركوزي، ان الحاضرين من الجانب اللبناني اهتموا بكلام ساركوزي من ناحية مضمونه الاعتراضي على التوطين، ومن ناحية ثانية لصراحته المريحة، التي قد يتأسس عليها تعاون مشترك وانفتاح وثقة متبادلة وخصوصا بين باريس وقوى المعارضة الاساسية في لبنان.
وعلم أنه خلال الحديث المقتضب الذي دار بين الرئيس الفرنسي، ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أثناء استضافة قادة الحوار الوطني الى مأدبة غداء على شرف الضيف الفرنسي، عبر ساركوزي لرعد عن تفهمه لأهمية ودور &laqascii117o;حزب الله" في لبنان وتعهد بالسعي لاستعادة مزارع شبعا. وقالت مصادر الاليزيه &laqascii117o;إن الرئيس ساركوزي سيعمل على تحريك قضية مزارع شبعا، وهو يعتقد أن الحل الأمثل لقضية مزارع شبعا، هو أن نضعها في عهدة الأمم المتحدة، وستكون هذه القضية على طاولة مباحثاته في تل أبيب عندما يزورها رسميا في الثاني والعشرين من هذا الشهر".
وقالت مصادر الاليزيه &laqascii117o;إن الرئيس ساركوزي سيزور سوريا قريبا، وسيقوم مستشاروه، كلود غيان وجان دافيد ليفيت وبوريس بوالون، بزيارة في الأيام المقبلة إلى العاصمة السورية، لتكريس عودة الاتصالات السياسية، والبحث في حضور الرئيس بشار الأسد قمة الاتحاد من أجل المتوسط في 13تموز المقبل في باريس".
وقالت مصادر فرنسية رفيعة، إن الرئيس الفرنسي أكد خلال مكالمته الهاتفية الأخيرة مع الرئيس الأسد، &laqascii117o;أن فرنسا لا تسعى إلى قلب نظامه، ولا أي نظام آخر". وقال المصدر الفرنسي &laqascii117o;إن ساركوزي متفائل جدا بقرب افتتاح سفارة سورية في بيروت"، وقال ان ساركوزي لا يفعل سوى الوفاء بالتزام قطعه بتطبيع العلاقات مع دمشق، عندما تتعاون في انتخاب رئيس لبناني، وهذا ما حدث.
ـ صحيفة النهار:
على وفرة التطمينات الكلامية الى اقتراب موعد ولادة الحكومة والتي 'تقاطعت' عندها امس مواقف شخصيات بارزة في الغالبية والمعارضة، لم تظهر الوقائع السياسية أي تطور جديد بعد في مسار الجهود المبذولة لتجاوز العقبات التي تعترض هذه الولادة. وعلمت 'النهار من مصادر معنية بالاتصالات الجارية مع مختلف الاطراف ان التشكيلة الحكومية التي وضعها رئيس الوزراء المكلف فؤاد السنيورة قبل اربعة ايام لا تزال كما هي دونما تغيير، اذ لم يتلق السنيورة عنها اجوبة سلبية من افرقاء المعارضة، في ما عدا موقف العماد ميشال عون الذي يتمسك بمطالبته بخمس حقائب وزارية يعتبرها بمثابة حق مستعاد، الأمر الذي يعني انه سيأخذ معظم حقائب المعارضة.وقالت هذه المصادر ان السنيورة اطلع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري وسائر الافرقاء على تشكيلته، لكنه لم يتبلغ حتى البارحة اجوبة قاطعة عنها. ومعلوم ان هذه التشكيلة تعطي رئيس الجمهورية حقيبتين سياديتين (الداخلية والخارجية) ووزارة دولة، والغالبية حقيبة سيادية ورابعة وزراء دولة و11 حقيبة خدماتية والعارضة حقيبة سيادية وثلاثة وزراء دولة وسبع حقائب خدماتية.
وافادت ان الاسبوع الطالع يكتسب اهمية بالنسبة الى الجهود المبذولة لتخطي عقبات التأليف، ذلك ان الايام القريبة تشكل اختبارا جديا للقوى السياسية من حيث التزام تسهيل ولادة الحكومة وعدم تأخيرها لابقاء الزخم القوي للعهد الجديد وتسوية الدوحة وعدم تبديدهما في متاهة جديدة من التعقيدات والشروط والشروط المضادة. وذهبت المصادر الى حد القول ان هذا الاسبوع سيكون الاختبار الفاصل بين حقيقة ما يطرح من عقبات تتصل بتوزيع الحقائب الوزارية وامكان ان تكون هناك عقبات اخرى اكبر تتصل بخلفيات لا تقتصر على البعد الداخلي. لكنها لاحظت ان كل القوى المعنية لا تزال تدرج هذه العقبات في اطار طبيعي وعادي مما يحمل على الاعتقاد ان الايام المقبلة قد تبلور حلا لها من غير الاضطرار الى 'تحكيم' الوسيط القطري في عملية تأليف الحكومة.
وقالت مصادر مطلعة على اجواء اللقاء لـ'النهار' ان البطريرك صفير ابلغ الى رئيس الجمهورية 'اننا سنكون الى جانبك في كل ما يؤدي الى نجاح الخطوات الوطنية التي ستقدم عليها في سبيل اعلاء شأن الوطن والمواطن'. واكد الرئيس سليمان عزمه على تحقيق كل ما تضمنه خطاب القسم معلقاً 'اهمية كبرى على دعم الشعب له'.
وفي المقابل توقع المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل 'اكتمال التشكيلة الحكومية خلال ايام'، موضحاً ان 'الامور تسير في الاتجاه الصحيح'. واذ نفى وجود خلاف بين حركة 'امل' و'تكتل التغيير والاصلاح'، اعرب عن 'انفتاح المعارضة على نقاش يتنازل فيه كل الافرقاء من اجل الاسراع في تشكيل الحكومة'.وقال رئيس 'كتلة الوفاء للمقاومة' النائب محمد رعد 'اننا لا نرى ان التأخير والتعقيدات التي تواجه الرئيس المكلف هي تعقيدات تعطيلية، حتى الآن نراها تعقيدات طبيعية تستلزم مزيداً من التشاور'. وأمل في الانتهاء من تشكيل الحكومة 'في موعد قريب الاسبوع المقبل'.
في غضون ذلك، بدأ وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند مساء أمس زيارة لبيروت في اطار توافد شخصيات اوروبية واجنبية وعربية لتهنئة الرئيس سليمان بانتخابه وتأكيد دعمها لاتفاق الدوحة.وصرح ميليباند بأن 'بريطانيا تريد تهنئة لبنان بالرئيس ميشال سليمان وتقديم الدعم القوي له وكذلك لاتفاق الدوحة بكل ما تضمنه من نقاط'. واذ أبرز 'ضرورة تطبيق القرارات الصادرة عن مجلس الأمن' ولا سيما منها القرار 1701، لفتت في تصريحاته اشارته الى انه 'سيناقش أيضاً وضع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وطريقة المساهمة في حل مشكلة السلاح داخل المخيمات'.
أما على الصعيد الامني، فتواصل أمس تنفيذ الاجراءات الامنية المتشددة في المناطق التي شهدت اشكالات وصدامات في الأيام السابقة. وقال مصدر أمني لـ'النهار' مساء ان الخطة الامنية التي رسمها مجلس الامن المركزي 'تطبق بحذافيرها وبجدية كاملة'. ولفت الى 'تواصل كامل ودائم بين الجيش وقوى الامن الداخلي وفي كل لقاء بين القيادتين يجري تقويم الخطوات التي اتخذت والخطوات المنوي اتخاذها'. وأضاف ان القوى الامنية 'تعمل على متابعة كل حادث امني الى نهايته بحيث يتم تنظيم محضر بما جرى ويصار الى توقيف المخلين في أوقات الضرورة وتسليمهم الى القضاء'. وأوضح ان 'الخطة الامنية تطبق تدريجاً والامور تسير الى الخاتمة السعيدة بحيث تتكثف الجهود الامنية للحؤول دون الانزلاق نحو الأسوأ'. وأشار الى تكثيف الدوريات الامنية في كل المناطق الحساسة ومنها مناطق رأس النبع والطريق الجديدة وبربور والبسطة وبرج ابي حيدر وتوقع ان تسفر الخطة الامنية عن 'مزيد من الاستقرار الامني في كل لبنان في وقت قريب جداً'.
ـ صحيفة الأخبار:
هل بدأ الصراع بين الموالاة والمعارضة على مصير الأجهزة الأمنيّة قبل تأليف حكومة الوحدة الوطنية؟ بحسب مصدر رفيع المستوى في الموالاة، فإنّ تصعيد الأيّام الأخيرة هو جزء من خطة تهدف الى الاتفاق السياسي سلفاً على وضع الأجهزة في المرحلة المقبلة، بما في ذلك تعيين قادة جدد لها. ووضع المصدر الرفيع المستوى حوادث سعدنايل ليل أمس في سياق ممارسة ضغوط على قوى 14 آذار وتيار المستقبل بغية مباشرة الخوض في هذا الملف. وكشف أن فتح ملف الأجهزة الأمنية يتناول المديرية العامة للأمن العام ومديرية الاستخبارات في الجيش والمديرية العامة لأمن الدولة وفرع المعلومات في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، على أن يتوّج هذا الاتفاق بتعيين قائد جديد للجيش بعد تأليف حكومة الوحدة الوطنية.
وفيما رأت أوساط معارضة أن الملف الوحيد المفتوح الآن هو التفاهم على الحصص المتوازنة في الحقائب، كما في مقاعد الحكومة الجديدة، لم تتردد في توجيه إشارة الى ضرورة إعادة النظر في بعض الأجهزة الأمنية، وأبرزها فرع المعلومات إذ تعدّه المعارضة أداة في يد تيار المستقبل، الأمر الذي يوجب إعادة هذا الفرع الى صلاحياته الاساسية فيقتصر على كونه فرعاً لا شعبة، وتناط به حصراً مسؤولية امن قوى الامن الداخلي، وهي المهمات التي كلف بها أساساً قبل سعي تيار المستقبل الى جعله جهازاً موازياً لمديرية الاستخبارات. وتقول أوساط المعارضة إن الخوض في هذا الملف يكون في المرحلة التالية لتأليف الحكومة وخصوصاً أن اتفاق الدوحة اعترف بواقع توازن القوى الجديد في لبنان، الذي تقتضي ترجمته فعلياً لا في السلطة التنفيذية فحسب، بل كذلك في المؤسسات الاخرى وأخصها الامنية. وإذ نفت اوساط المعارضة اي صلة لحوادث سعدنايل بالمأزق الحكومي، لاحظت ان الاولويات التي تعتزم المعارضة الخوض فيها في المرحلة المقبلة هي تصويب التوازن السياسي، لكن تبعاً لبرنامج اولويات من بينها مصير الاجهزة الامنية والتوافق على تعيين قائد جديد للجيش يحافظ على علاقة المؤسسة العسكرية بخيارات المعارضة ولا سيما منها ما يتصل بسلاح المقاومة وتصويب العلاقات اللبنانية ـ السورية.
ومن البقاع، أفاد مراسل &laqascii117o;الأخبار" عفيف دياب أنّه حتى ساعة متأخرة من ليل امس لم تنجح كل تعزيزات الجيش اللبناني واتصالاته الامنية والسياسية في وقف الاشتباكات العنيفة التي اندلعت منذ ساعات المساء الاولى بين انصار الموالاة والمعارضة على محور سعدنايل وتعلبايا في البقاع الاوسط والتي أدت الى سقوط 3 جرحى في إحصاء أولي. فالاشتباكات التي استخدمت فيها القذائف الصاروخية والاسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة، عنفت بعد منتصف الليل مترافقة مع حشود لمقاتلين من الطرفين انتشروا في سعدنايل وتعلبايا وعلى تخوم الطريق الدولية من شتورة وحتى مشارف زحلة رغم الانتشار العسكري الكبير للجيش اللبناني الذي عزز وجوده في مختلف المناطق القريبة من محاور الاشتباكات.
وكانت سعدنايل وتعلبايا قد شهدتا توترات أمنية وإطلاق رصاص مساء امس، بين اشخاص محسوبين على الموالاة والمعارضة سرعان ما حسمته الاتصالات السياسية المحلية الى أن انفجرت الاشتباكات العنيفة بعد العاشرة ليلاً. وقالت مصادر أمنية متابعة لـ&laqascii117o;الأخبار" إن إشكالاً فردياً حصل في بلدة سعدنايل بين شخصين على خلفية خلاف شخصي &laqascii117o;ولكن الأمر سرعان ما تطور مع إعطاء الخلاف طابعاً سياسياً ومذهبياً تطور الى إطلاق رصاص بين تعلبايا وسعدنايل". وأضاف أن الجيش اللبناني أجرى اتصالات مع قيادات من الموالاة والمعارضة &laqascii117o;أفضت الى وقف إطلاق النار".
لكن وقف إطلاق النار لم يدم سوى نحو ساعة حيث خُرق بعد إقدام عناصر من المستقبل على إطلاق الرصاص من الحي الجنوبي لسعدنايل على تعلبايا، وفق رواية قيادي في المعارضة، اعتبر الأمر &laqascii117o;مدبراً، وفتنة يسعى البعض لها في البقاع الاوسط". هذه الراوية ردها تيار المستقبل الى أصحابها. وقال أحد قيادييه في البقاع الاوسط إن عناصر من حركة امل اقدمت مساء امس على اطلاق الرصاص على احد عناصر التيار في سعدنايل &laqascii117o;فاضطر شبابنا الى الدفاع عن النفس" متهماً &laqascii117o;قوى متضررة" لم يسمّها بالدخول على الخط واطلاق الرصاص على سعدنايل وتعلبايا &laqascii117o;لإحداث فتنة مذهبية".
ـ صحيفة الحياة:
توقع قطب بارز في قوى 14 آذار ان تذلّل العقبات من أمام تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة خلال الأسبوع المقبل. ولم يستبعد ان ترى هذه الحكومة النور أواخر الأسبوع، مشيراً الى ان الصيغة التي طرحها رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة للتشكيلة الحكومية منطقية وتراعي التوازنات وفق اتفاق الدوحة.
وقالت مصادر متطابقة لـ &laqascii117o;الحياة" ان الجميع لاحظ ان المحادثة الأطول كانت بين ساركوزي والنائب رعد، ليس فقط بسبب الحاجة الى ترجمة الحوار بينهما، والذي تولاه في البداية الرئيس سليمان الذي جال معه على طاولات بعض المدعوين الذين اختار ساركوزي محادثتهم، قبل ان تنضم مترجمة الرئيس الفرنسي إليه، بل نظراً الى المواضيع التي أثيرت مع رعد. وعلمت &laqascii117o;الحياة" ان بين ما ناقشه ساركوزي مع رعد هو قضية تحرير مزارع شبعا المحتلة بالوسائل الديبلوماسية. وسأل الرئيس الفرنسي: &laqascii117o;هل تعتقدون بإمكان تحرير المزارع عبر العمل الديبلوماسي، خصوصاً ان هذا يؤدي الى حل مشكلة أرض لبنانية محتلة؟"، وقالت مصادر اطلعت على فحوى المحادثة ان &laqascii117o;حزب الله" أبلغ ساركوزي انه لا يمانع في ذلك.
وذكرت مصادر لبنانية لـ &laqascii117o;الحياة" ان موضوع الانسحاب الإسرائيلي من مزارع شبعا كان مدار حديث أيضاً أثناء المحادثات بين الرئيس الفرنسي وبين الرئيس سليمان الذي اعتبر ان الانسحاب الإسرائيلي يمهد لاتفاق بين اللبنانيين على استراتيجية دفاعية ومعالجة مسألة السلاح. كما ان موضوع تحرير مزارع شبعا أثير في أحاديث بين ساركوزي ورسميين آخرين منهم رئيس الحكومة المستقيلة، والمكلف تأليف الحكومة الجديدة، فؤاد السنيورة.
(...) مصادر مقربة من بري ترى ان المصاعب لا تتعلق بمطلبي العماد عون الحصول على حقيبة سيادية ثانية (المال أو الدفاع) و &laqascii117o;حزب الله" الحصول على حقيبة خدمات اضافية وهي تحديداً الاتصالات وأن هذين المطلبين ليسا ثابتين، وتضيف هذه المصادر: &laqascii117o;ان العقبة تكمن في تنافس قوى 14 آذار على الوزارات إن على صعيد السنّة حيث يصر زعيم تيار &laqascii117o;المستقبل" على اسماء مقابل إصرار السنيورة على أخرى، أم على صعيد مسيحيي الأكثرية الذين يتنافسون على مقاعد في وقت للسنيورة والحريري مطالب على الصعيد المسيحي".
وفي المقابل تقلب مصادر الأكثرية الصورة وتؤكد ان لا مشكلة في التمثيل السنّي على الإطلاق وأنه اذا كان توزيع المقاعد على مسيحيي 14 آذار لم يُتفق عليه بعد (مقرة بوجود تنافس على هذا الصعيد) فإن هذا الأمر لا يشكل عقبة لأن مسيحيي الموالاة حين يستمعون الى رفع العماد عون سقف مطالبه بالتوزير المسيحي وبالمطالبة بحقيبة سيادية ستذهب إما من حصة رئيس الجمهورية (2) أو الحقيبة الوحيدة التي ستحصل عليها الأكثرية (المال للسنّة) فإنهم يزيدون مطالبهم بتوزير الرموز المسيحيين في 14 آذار. وتضيف مصادر الأكثرية: &laqascii117o;فور تخلي العماد عون عن سقف مطالبه العالي فإن التوزير على الصعيد المسيحي في 14 آذار سيجد حلاً أوتوماتيكياً له".وشددت مصادر الأكثرية على ان التوزيع الذي عرضه السنيورة على الرئيسين سليمان وبري، لم يلق اعتراضاً منهما لأنه عادل ومتوازن ويستند الى اتفاق الدوحة في نسب الحصص، إذ أعطى الأرجحية لرئيس الجمهورية في الحقائب السيادية الأربع كرئيس توافقي، ووزع الحقائب الخدماتية (18 حقيبة) وفقاً لنسب اتفاق الدوحة (النصف +1 للأكثرية والثلث+1 للمعارضة)، وكذلك وزراء الدولة وأمّن المساواة بين الطوائف الكبرى الثلاث (الموارنة والسنة والشيعة) في مجمل الحقائب وفق العرف الذي تكرّس في الثمانينات ثم بعد اتفاق الطائف...وتعتبر مصادر الأكثرية ان السنيورة في تشكيلته التي تضمنت التوزيع الذي اقترحه راعى التوازنات في شكل لم يعترض المعنيون عليه، باستثناء عون وجزئياً &laqascii117o;حزب الله".
ـ صحيفة اللواء:
كشف مصدر مطلع لـ'اللواء' ليل امس، ان لا جديد على صعيد حلحلة العقد التي برزت نهاية الأسبوع الماضي وقبل وصول الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والوفد المرافق له الى لبنان، أمس الأول، السبت، موضحاً ان الاجتماع الثلاثي الذي عُقد في قصر بعبدا، وضم الرؤساء ميشال سليمان ونبيه بري وفؤاد السنيورة، وان اتسم بالايجابية، فانه لم يتطرق الى العقبات التي تواجه التأليف، مع تأكيد الرؤساء الثلاثة على ضرورة الاسراع في ولادة الحكومة العتيدة&bascii117ll; على ان استمرار خرق الهدنة الاعلامية والترتيبات الأمنية التي نص عليها اتفاق الدوحة، لجهة عدم استخدام السلاح في الداخل، وعودة الاحتكاكات الأمنية في العاصمة والبقاع، قد تضغط على الجهود الرامية الى تسريع انجاز الملف الحكومي&bascii117ll;
وطالب مصدر سياسي متابع بقراءة متأنية ببيان المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى، الذي دعا الى اعلان بيروت مدينة آمنة وحاضنة لجميع اللبنانيين، باعتبار ان الجهود لتحقيق ذلك اذا ما وضعت موضع التنفيذ، من شأنها أن تسهّل مهمة الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة&bascii117ll;
مناخات إيجابية أبلغت اوساط سياسية رفيعة الى اللواء ان تقدم المناخات الايجابية في مسألة تأليف حكومة الوحدة الوطنية، وصولا الى اعلان الرئيس سليمان من بكركي ان لا عقبات في وجهها، ناتج من تراجع بعض افرقاء المعارضة عن الشروط التي اضفت تعقيدات على هذا الملف&bascii117ll; واشارت الى ان حزب الله قد يكون في طور التراجع عن تحفظه عن توزير الياس المر في وزارة الدفاع، وكذلك قد يكون في طور صرف النظر عن توزير محمد فنيش في وزارة الإتصالات&bascii117ll; وقالت ان ما قد يوحي او يشجع على هذه الايجابية المفترضة في موقف حزب الله، هو ما تقدّم به الرئيس سليمان في خطابه في بعبدا ظهر السبت وفيه ربَطَ بدء الحوار بالاستراتيجية الدفاعية بتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وهذه اطلالة ايجابية في اتجاه حزب الله لا بد له ان يتلقفها، عبر الاسهام في تسهيل انطلاقة العهد الجديد التي لا تكون كاملة من دون تسهيل حكم الرئيس من خلال تثبيت الدعائم الرئيسة لهذا الحكم، والحكومة في هذه الحال اولى هذه الدعائم&bascii117ll;
ـ صحيفة البيرق:
تترقب الاوساط السياسية حصول مساع جدية خلال هذا الاسبوع من اجل التعجيل بتشكيل الحكومة في ظل معلومات تتوقع ولادتها خلال مهلة اقصاها يوم السبت المقبل 0 وعلمت ' البيرق' ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان سينشط باتصالات ومبادرات باتجاه فريقي الموالاة والمعارضة لتقريب وجهات النظر بينهما بما يؤدي الى ولادة الحكومة بصيغة ترضي الطرفين 0 وقالت مصادر واسعة الاطلاع لـ' البيرق' : ان رئيس مجلس النواب نبيه بري لوح باعلان مواقف في حال تأخرت الحكومة غامزا من قناة الموالاة لانه يعتبر ان ما تتخذه من مواقف يؤخر التشكيلة ويرى ان عليها ان تكون مرنة في مواقفها ، لا ان تتمسك بحقائب وزارية لا يفترض ان تكون حكرا عليها او على غيرها 0 ولم تستبعد المصادر انعقاد لقاء رئاسي ثلاثي في القصر الجمهوري يضم الرئيسين سليمان وبري والرئيس المكلف فؤاد السنيورة في حال استمر التباعد بين المواقف 0