ـ صحيفة الحياة:
اعتبر المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي مشكلة العراق الرئيسية هي &laqascii117o;وجود القوات الأميركية"، وحض رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال لقائه به في مكتبه في طهران على عدم توقيع معاهدة مع الولايات المتحدة تنص على بقاء قوات أجنبية في البلاد بعد عام 2008، وأعرب عن ثقته بأن أحلام واشنطن &laqascii117o;ستتحطم" في بغداد. ونقل عن الزعيم الايراني قوله: &laqascii117o;نحن على ثقة بأن الشعب العراقي سيتجاوز المصاعب وسيصل الى المكانة التي يستحقها. وبالتأكيد فإن الحلم الاميركي لن يتحقق". وأضاف ان &laqascii117o;رغبة عنصر أجنبي في التدخل في شؤون العراق والهيمنة على البلاد هي المشكلة الاساسية امام تطور العراقيين وعيشهم الكريم". في غضون ذلك، أكد السياسي الكردي محمود عثمان أن الولايات المتحدة قدمت مسودة جديدة للمعاهدة للتفاوض حولها وخفضت سقف مطالبها. وأضاف أن المسودتين العراقية والأميركية أصبحتا أكثر تقارباً. وأكدت وزارة الدفاع الأميركية أمس أن قواتها التي ستبقى في العراق، بعد توقيع المعاهدة، لن تستخدم في شن هجمات &laqascii117o;على أي بلد مجاور". وسعى المالكي الى طمأنة ايران الى أن المعاهدة مع أميركا لن تكون موجهة ضدها. وان العراق لن يستخدم قاعدة لشن اي هجوم على الجمهورية الاسلامية. وقال عقب اجتماع مع وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي: &laqascii117o;لن نسمح ان يتحول العراق الى قاعدة للإضرار بأمن ايران والدول المجاورة". وفي واشنطن، اكد الناطق باسم وزارة الدفاع براين ويتمان: &laqascii117o;ان القوات المسلحة الأميركية في العراق لن تستخدم لشن عمليات هجومية على بلد مجاور للعراق"، مكرراً في الوقت ذاته ان الولايات المتحدة لا تسعى الى امتلاك قواعد عسكرية دائمة هناك. الى ذلك، قال السفير العراقي في واشنطن سمير الصميدعي إن المعاهدة التي يتم التفاوض حول بنودها بين الادارة الأميركية والحكومة العراقية، هي لتحديد &laqascii117o;أطر التعاون على المدى البعيد"، مشيراً الى أن &laqascii117o;سلاح الجو العراقي لن يكتمل بناؤه قبل 2018". ورأى أن المعاهدة تتضمن بنوداً لإنهائها في حال معارضة أي من الطرفين لاحقاً، مشيراً الى أنه اجتمع مطولا مع المرشح الديموقراطي باراك أوباما ولمس التزاماً منه باستكمال العملية لضمان استقرار العراق بدلا من انسحاب سريع يترك فراغا أمنيا وحالاً من الفوضى.
ـ صحيفة السفير:
اختلط حابل الأمن المتنقل، بنابل الـتأليف الحكومي وحسابات الانتخابات النيابية المقبلة، وبدت أغلبية اللبنانيين مشدودة الأعصاب، في زحمة &laqascii117o;الفلاشات" الإخبارية، خاصة مع دخول &laqascii117o;السلاح الثقيل" للمرة الأولى منذ السابع من ايار، في صلب المعادلة الأمنية. ولم تكد منطقة تعلبايا ـ سعدنايل في البقاع الأوسط، تطوي، أمس، مشهد الساعات العشر من القصف الصاروخي الذي حوّل &laqascii117o;حي الوحدة" الى &laqascii117o;حي الفرقة" بين أبناء البلدة الواحدة التي لم يصبها في كل زمن الحرب الأهلية، ما أصابها من جروح في الساعات الأخيرة، حتى زحف &laqascii117o;الأمن" الى منطقة عاليه ثم البترون وحط في ساعة متأخرة من ليل أمس، في عين الحلوة في مدينة صيدا، وقبلها في بلدة الروضة البقاعية، في ظل تحذيرات أطلقتها مراجع عسكرية وأمنية بارزة، حول وجوب الذهاب سريعا نحو إنجاز الحكومة الجديدة، لأن الوفاق هو شرط أساسي لتحصين الامن &laqascii117o;بدلا من ترك البلد مشرعا أمام خيارات أمنية سعيا الى تحسين مواقع أو شد عصب أو توجيه رسائل اقليمية"!
واللافت للانتباه، أنه بعد أكثر من عشرة أيام على تكليفه تشكيل حكومة العهد الجديد، لم يتمكن الرئيس فؤاد السنيورة من وضع أي تصور للحكومة الثلاثينية، سوى تعميم اقتراحه المتعلق بتوزيع الحقائب السيادية والخدماتية و&laqascii117o;الدولتية" على كل من الموالاة والمعارضة ورئيس الجمهورية، تاركا لكل طرف من الأطراف الثلاثة أن يملأ فراغ الأسماء الوزارية إذا تم اقرار مبدأ توزيع الحقائب... غير أن المفاجئ أكثر أن الرئيس المكلف لم يضمّن اقتراحه ما يمكن وضعه في خانة &laqascii117o;الصدمة الايجابية"، بل قرر اعتماد ما اعتبره &laqascii117o;التوزيع العادل والنسبي" استنادا الى مضمون &laqascii117o;اتفاق الدوحة"، وذلك بأن قدم للمعارضة &laqascii117o;عرضا مرفوضا مسبقا من جانبها"، ويتمثل باعطائها 11 حقيبة بينها 3 حقائب دولة. وفي الوقت نفسه، تضمّن العرض اعطاء الموالاة 16 حقيبة بينها 4 حقائب دولة، فيما تُركت لرئيس الجمهورية حقيبة دولة بالاضافة الى حسم موضوع الحقيبتين السياديتين له، أي الداخلية والدفاع، بينما أعطيت الخارجية للمعارضة والمالية للموالاة، كما أبقيت العدلية بصفتها حقيبة نصف سيادية ضمن حصة الموالاة!
وفيما كانت الموالاة تحاول تحجيم &laqascii117o;المطالب المارونية"، سعيا الى توزيع الحقائب، كانت لجنة المتابعة المنبثقة عن قيادة المعارضة، تعقد، أمس، سلسلة اجتماعات مفتوحة، حيث ارتسمت خلالها معادلة واضحة: &laqascii117o;الموقف من التشكيلة الحكومية مرهون بمدى تفهم الموالاة، وخاصة رئيس الحكومة المكلف، مطالب وحقوق العماد ميشال عون، فإذا حاولوا احراجه لاخراجه واستفراده، فلن تشارك المعارضة كلها في الحكومة وليس هو وحده، واذا تجاوبوا، دخلنا مرحلة سياسية جديدة من الشراكة والتأسيس والمصالحة والحوار". ولفت الانتباه، في سياق المشاورات التي ظلت قائمة بعيدا عن الأضواء، أن هناك من حاول أن يضع مطالب عون في وجه المعارضة ورئيس الجمهورية، عبر القول &laqascii117o;هذه حصتكم، فإذا كنتم متمسكين بإعطائه (عون) حقيبة سيادية تنازلوا له عن وزارة الخارجية، واذا رفضتم حاولوا اقناع رئيس الجمهورية بالتنازل عن حصته في احدى الحقيبتين السياديتين (الدفاع والداخلية)"!
لكن العماد عون رسم خطا بيانيا لخطابه السياسي، توجه من خلاله الى الموالاة والرئيس المكلف، وليس باتجاه حلفائه أو رئيس الجمهورية. وهو نصح فريق السلطة بأن لا يحاول احراجه لاخراجه، لأن الوضع اليوم بات مختلفا عن العام ,2005 عندما تسلحت الموالاة بالتحالف الرباعي لتأمين مشاركة &laqascii117o;حزب الله" و&laqascii117o;أمل" في الحكومة على اساس اتفاق سياسي سرعان ما سقط عند أول منعطف سياسي في خريف العام نفسه.
والأخطر من التجاذب السياسي حول التأليف، هو ذلك الربط المحكم بين توزيع الحقائب السيادية والخدماتية من جهة، وبين خيار التوجه نحو انتخابات نيابية في الربيع المقبل من جهة ثانية، وهذا الأمر كان ليشكل فضيحة سياسية في بلد آخر غير لبنان، وذلك عندما تُستخدم حقوق الناس في التعليم والغذاء والطريق والسرير الصحي والمستوصف... مادة ابتزاز لنيل اصواتها واهانة كراماتها في وضح النهار.
وفي هذا الاطار، انتقد العماد عون طلب الاستيزار من اجل تحقيق منافع خاصة او التحضير للانتخابات النيابية، مؤكدا ان الوزارة هي خدمة عامة والوزير ليس لزبائنه الانتخابيين، انما هو لكل المواطنين. وتمنى بعد ترؤسه اجتماع &laqascii117o;تكتل التغيير والاصلاح"، ألا تطول عملية التأليف وأن تنجز خلال اسبوع. وقال ردا على سؤال حول ما نشرته &laqascii117o;السفير"، أمس، بأنه من دون حقيبة سيادية لن يشارك في الحكومة: &laqascii117o;من يُرد ان يؤلف الحكومة من دوننا فليحاول، لكن لن يعود هناك بعد اليوم أكل حقوق". وشدد على أن الاحراج لن يؤدي لاخراجه.
على الصعيد الأمني، ادت اشتباكات تعلبايا ـ سعدنايل الى اصابة عدد من المواطنين والمسلحين بجروح، وتضرر الكثير من منازل المواطنين نتيجة القذائف الصاروخية ورصاص الرشاشات الثقيلة والمتوسطة. وباشر الجيش منذ الصباح حركة انتشار كثيفة في احياء سعدنايل وتعلبايا، وتمت الاستعانة بفوج المغاوير، الذي أرسل ثلاث سرايا الى المنطقة نفذت حملة مداهمات واسعة اسفرت عن توقيف عدد كبير من المشاركين في الاشتباكات، كما أعطيت القوة العسكرية تعليمات واضحة بالرد على مصادر النيران من أي جهة أتت. كما عُلم ان الجيش انذر كل الاطراف الحزبية المسلحة بوجوب سحب كل المظاهر المسلحة فورا، وانه سيتم الرد على أي مصدر لاطلاق النار بالمثل بلا تردد، وقد التزم الطرفان وعاد الهدوء اعتبارا من الظهر، فيما واصل الجيش دورياته وانتشاره المكثف.
وقد كان الوضع الأمني محور متابعات رسمية وسياسية، فيما عقد في وزارة الدفاع في اليرزة اجتماع بين قائد الجيش بالنيابة اللواء الركن شوقي المصري والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، خُصص لمناقشة الاجراءات الميدانية المشتركة لضبط الوضع الامني وملاحقة محدثي الشغب، &laqascii117o;مع التأكيد على اعادة اجواء الطمأنينة الى العاصمة وبعض المناطق التي تشهد حوادث اخلال بالامن".
واستنادا الى مرجع امني، تم الاتفاق على تسيير دوريات مشتركة في احياء العاصمة التي شهدت توترات، لا سيما رأس النبع والطريق الجديدة والحمراء، كما أن قوى الامن بدأت منذ 48 ساعة تسيير دوريات في هذه المناطق، على ان تتولى تدريجيا تعزيز تواجدها، من اجل تطبيق البنود الاربعة التي اقرها مجلس الامن المركزي، لإعادة الامن والاستقرار، وخاصة لجهة سحب كل اشكال المظاهر المسلحة، ووقف الشحن والتحريض الاعلامي، وازالة الصور والاعلام والشعارات، وعودة النازحين الى مناطقهم.
وقال مرجع أمني مسؤول لـ&laqascii117o;السفير" ان معالجة الوضع الامني لا يمكن ان تتم بكبسة زر، مشيرا الى ان تأكيد قيادات الاحزاب رفع الغطاء السياسي عن المتجاوزين يخضع حاليا للاختبار على الارض، &laqascii117o;مع ميل لدينا الى الاعتقاد انه لا تزال هناك مسافة بين المعلن والمضمر، ونحن لا يمكننا ان نتكل فقط على ظاهر الاشياء، وإنما علينا ان نكون حذرين في سلوكنا الميداني، تجنبا لأي خطوة ناقصة قد تؤدي الى مضاعفات سلبية". وأوضح المرجع الأمني ان قيادتي الجيش وقوى الامن الداخلي باشرتا في تنفيذ خطة مشتركة وضعتاها للامساك التدريجي بالارض، على أساس خطوات مدروسة ومتأنية تأخذ بالاعتبار حساسية الوضع السياسي وخصوصية المناطق المتوترة، مشددا على ان الاجهزة حريصة على اعتماد الحكمة في هذه المرحلة وتجنب المواجهة في الشارع، قدر الامكان، انطلاقا من قناعتها بان سياسة الاحتواء هي الاجدى للتعامل مع الهزات الارتدادية الناتجة عن الزلزال الذي ضرب لبنان قبل التوصل الى اتفاق الدوحة. يُذكر أن &laqascii117o;حزب الله" و&laqascii117o;تيار المستقبل" تبادلا الاتهامات، أمس، حول المسؤولية عن الحوادث الأخيرة في البقاع وبيروت.
ـ صحيفة الأخبار:
رغم الضغط الذي مارسته قيادة الجيش لتخفيف الحملات التحريضية المواكبة لتوترات أمنية دخلت مرحلة &laqascii117o;الافتعال المنظم" على حد تعبير مصدر أمني بارز، تتصرف الجهات السياسية في الموالاة والمعارضة على أساس أن ما يجري على الارض هو انعكاس للتأزم السياسي المستمر بفعل عدم تأليف الحكومة الجديدة. وللمرّة الأولى منذ تكليف الرئيس فؤاد السنيورة تأليف الحكومة، لاحظ زوار بعبدا ما سمّوه &laqascii117o;بداية امتعاض" الرئيس ميشال سليمان من &laqascii117o;محاولة البعض كبح انطلاقة قوية لعهده". وقال هؤلاء إن رئيس الجمهورية مضطر لأن يبذل الآن جهوداً مكثّفة لاحتواء التوتّرات الأمنيّة، ولتضييق دائرة الخلافات السياسية التي تعوق تأليف الحكومة.وإذ نفى زوّار القصر اتّهام سليمان لأي من الطرفين بالمسؤولية عما يجري، فإنهم نقلوا عنه قوله إن المهلة الطبيعية التي تأخذها عادة الحكومات حتى تتألف شارفت على الانتهاء، وإن المطلوب من الجميع المبادرة الى إزالة العراقيل سريعاً حتى لا يؤثر ذلك سلباً على &laqascii117o;موجة التفاؤل بصيف هادئ ومثمر" وحتى لا تعود الأوضاع الى ما كانت عليه قبل اتفاق الدوحة.
وفيما جرى الحديث من جديد عن حاجة الى تفعيل الاتصالات، ربما من خلال قدوم موفد قطري الى بيروت، فإنّ اللافت أمس كان الإعلان من خلال مصادر حكومية عن تشكيلة حكومية أرسلها السنيورة الى سليمان ورئيس المجلس نبيه بري تتضمن الحقائب الموزعة على الموالاة والمعارضة دون توزيعها على أسماء الوزراء، لكن طُلب في وقت لاحق سحب نبأ التشكيلة الذي وزّعته دوائر السرايا بعدما بدا أنه اصطدم بتحفظ. وتضمّنت تشكيلة السنيورة ثمانية وزراء دولة يوزعون أربعة للموالاة وثلاثة للمعارضة وواحداً لرئيس الجمهورية، فيما وزعت الحقائب الـ22 بما يعطي المعارضة ثماني حقائب (الخارجية، الطاقة، الصحة، العمل، الصناعة، الاقتصاد، الزراعة والشؤون الاجتماعية) ويعطي حقيبتين لرئيس الجمهورية (الدفاع والداخلية) وتحتفظ الأكثرية بـ12 حقيبة (المال، العدل، الأشغال العامة، الاتصالات، الإعلام، التربية، الثقافة، الشباب والرياضة، المهجرين، البيئة، السياحة والتنمية الإدارية).
ومع أن الرئيس السنيورة نفى أن يكون هو خلف هذه التشكيلة، إلا أنه تبلّغ رفضاً مباشراً لها من قوى المعارضة كافة، علماً بأن العماد ميشال عون الذي يطالب بحقيبة سيادية، ولا سيما المال، حرص أمس على الإعلان أن إحراجه من فريق الحكم بقصد إخراجه لن ينفع، وهو لن يكون خارج الحكومة مهما حصل، فيما أبلغ بري وحزب الله السنيورة والآخرين بأن المعارضة ستتمثل بكل قواها أو لا تتمثل أبداً.
وفي خطوة مفاجئة تعكس الانفراج الجزئي في إعادة بناء المؤسسات الامنية، يلتئم مجلس قيادة قوى الأمن الداخلي بعد ظهر اليوم للمرة الاولى منذ أكثر من سنة ونصف السنة بعد مقاطعة ثلاثة من أعضائه الـ11 هم العمداء محمد قاسم وعدنان اللقيس وقائد الدرك أنطوان شكور. وكانوا قد قاطعوا طيلة هذا الوقت اجتماعات المجلس وتحفظوا عن قراراته، إلا أن النصاب ظل مؤمّناً للمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي (ثمانية أعضاء)، وظل المجلس ينعقد. وعُزي هذا التطور المفاجئ الى توافق سياسي على تصحيح أوضاع المؤسسات الامنية التي تأثرت بالانقسام السياسي منذ استقالة الوزراء الشيعة الخمسة.
ويأتي هذا التطور في ظل تجاذب سياسي على فتح ملفَّيْ تعيين قائد جديد للجيش خلفاً للرئيس ميشال سليمان وتحديد مصير الاجهزة الامنية، وخصوصاً شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي. وبحسب مطلعين على الملف الامني، فإنّ فتح هذين الموضوعين نتج من الحوادث الامنية الاخيرة الآخذة في التفاقم، فيما تتبادل الموالاة والمعارضة الاتهامات بالسعي الى تحقيق تسوية على موضوع الاجهزة الامنية قبل تأليف حكومة الوحدة الوطنية.
ـ صحيفة النهار:
وسط المراوحة التي تحكم المشاورات والاتصالات الجارية للتوافق على التركيبة الحكومية الجديدة، شكلت 'معركة' سعدنايل وتعلبايا التي دارت فصولها طوال ليل الاحد - الاثنين صدمة للبنانيين اثارت معها مخاوف متجددة من صدامات امنية جوّالة بوتيرة تبعث على الريبة. فهذه المعركة اشعلت حرب شوارع في البلدتين استخدمت فيها الاسلحة الصاروخية والرشاشة وحتى الهواوين. كما تردد، ولم تتوقف الا مع ساعات صباح البارحة باستقدام تعزيزات للجيش ووحدات المغاوير، لينكشف المشهد الحربي عن معارك طاحنة استخدم فيها سلاح حربي هو ابعد من السلاح الفردي العادي. وافادت مراسلة 'النهار' في البقاع الاوسط دانييل خياط ان المفارقة التي واكبت المعارك تمثلت في ان قوة كبيرة من الجيش كانت تتحضر ليل الاحد لتنفيذ اعمال دهم في بلدة جلالا بحثا عن متورطين في الصدامات المتفرقة التي شهدها مثلث سعدنايل - تعلبايا - جلالا في اليومين السابقين وكانت الامور تتجه نحو انتشار الجيش للفصل بين الاطراف المتنازعين. لكن الوضع انفجر بعنف بعيد الحادية عشرة ليلا وتواصلت الاشتباكات حتى السادسة صباح أمس ليختفي بعد ذلك المسلحون وتظهر الاضرار الناتجة من الاشتباكات وسط مخاوف من تحول البقاع الاوسط بؤرة تفجيرات مستمرة.
وفي تطور سياسي واعلامي رافق هذه المعركة. تبادل 'حزب الله' و'تيار المستقبل' الاتهامات بتفجير الموقف في بيانين تضمنا وقائع واسماء وتفاصيل. واتهم الحزب 'ميليشيا المستقبل' باستقدام حشود من بعض قرى المنطقة الى مكان الحادث وكذلك استخدام قذائف الـ'ب 7' والهاون في استهداف حي يسكنه انصار المعارضة. وفي المقابل اتهم 'تيار المستقبل' 'ميليشيا حزب الله' بافتعال الحادث ومن ثم قصف البلدتين من منطقة المزارع التي جاءتها امدادات من الكرك بالهواوين وقذائف 'ب 7' كذلك اتهم الحزب بضرب مواطنين في منطقة برج ابي حيدر.
قالت مصادر حكومية بارزة مساء أمس لـ'النهار' إن اقتراح التركيبة الحكومية الذي تقدم به الرئيس السنيورة استند الى مضمون اتفاق الدوحة وفلسفته بما تضمنه من توزيع لنسب مقاعد الحكومة وتثبيت لموقع رئيس الجمهورية كطرف محايد وقوة مرجّحة بين الموالاة والمعارضة. وأضافت ان اقتراح السنيورة يستند الى هذه الأسس ولذلك تضمّن اسناد حقيبتين سيادتين الى رئيس الجمهورية مع حقيبة ثالثة تكون وزارة دولة، ووزع الحقائب الاخرى بالتناسب مع توزيع اتفاق الدوحة، اي ثماني حقائب للمعارضة منها حقيبة سيادية تقابلها 12 حقيبة للموالاة منها حقيبة سيادية، أما بقية الحقائب وعددها سبع حقائب دولة فتكون ثلاث منها للمعارضة وأربع للموالاة.وأفادت ان هدف السنيورة من هذه التركيبة هو التوصل الى توزيع عادل للحقائب مع ضمان موقع رئيس الجمهورية الحيادي والمرجّح، مشيرة الى ان التركيبة عرضت على كل الاطراف ولم يتقدم أي طرف بموقف علني رافض لها ولكن لم يتقدم اي طرف بموقف علني موافق عليها.أما في ما يتعلق باسناد الحقائب الى هذا الطرف أو ذاك في المعارضة والموالاة، فقالت المصادر إنها مسألة يجب ان يحسمها كل طرف داخل صفوفه بمعنى ان على المعارضة ان تقرر لمن ستسند الحقيبة السيادية من داخل صفوفها وكذلك الامر بالنسبة الى الموالاة. ولفتت الى ان الرئيس السنيورة يعتبر انه ضمن هذه التركيبة ليس من حقيبة او وزارة تكون حكراً على اي طائفة او اي طرف، ولذلك على الاطراف المعنيين، وتحديداً المعارضة، ان ينطلقوا من ان كل الحقائب متاحة للجميع من غير ان تكون هذه الوزارة او تلك حكراً على اي طائفة معينة، ولكن في المقابل يجب ان يكون هناك تماثل في التوزيع. وذكرت ان السنيورة في انتظار رد صريح من الاطراف المعنيين'.
على صعيد آخر، برز تطور لافت في مسألة مزارع شبعا ابلغه امس رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند ويبدو انه سيكون محور حركة ديبلوماسية في المرحلة المقبلة.وقد كشف الرئيس سليمان للوزير البريطاني 'وجود وثائق جديدة ستقدم الى الامم المتحدة تثبت لبنانية هذه الاراضي'، مشدداً على حق لبنان في استعادة سيادته على مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. وقالت مصادر ديبلوماسية لـ'النهار' ان ميليباند وعد المسؤولين بان يبحث مع الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون الذي سيزور لندن الاسبوع المقبل في موضوع لبنانية مزارع شبعا وطريقة التوصل الى اقناع اسرائيل بالانسحاب منها في ضوء التطور الجديد الذي تبلغه من رئيس الجمهورية. وطلب الوزير البريطاني ارسال نسخة عن الوثائق الجديدة الى حكومة بلاده للافادة منها في اتصالاتها الدولية في هذا الشأن، علماً ان الرئيس سليمان كان ابلغ الى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي امر هذه الوثائق لدى زيارته بيروت السبت الماضي.
ـ صحيفة الحياة:
تحوّلت أحياء وقرى كثيرة في لبنان الى مناطق تماس دائمة، نتيجة الصدامات المسلحة التي تحصل فيها، تماماً كما الحال إبان الحرب الأهلية اللبنانية في السبعينات والثمانينات، حين كانت خطوط التماس تشهد هدوءاً لا تلبث الاشتباكات أن تقطعه، فيما تحول دور الجيش اللبناني والقوى الأمنية الى مراقب لاستخدام الأطراف السلاح، ولا يتدخل إلا بعد هدوء المدافع والبنادق. حصل ذلك ليل أول من أمس وفجر أمس في بلدتي سعدنايل وتعلبايا في البقاع الأوسط بين أنصار &laqascii117o;حزب الله" وحركة &laqascii117o;أمل" وحلفائهما من جهة ومناصري تيار &laqascii117o;المستقبل" من جهة ثانية، وأدى الى سقوط 5 جرحى.
وفي وقت غلب على هذه الصدامات الطابع المذهبي الشيعي - السنّي المكشوف في البلدتين اللتين تضمان أكثرية سنّية، واستدعى ذلك تحركاً لرجال الدين السنّة في اتجاه مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني وزعيم تيار &laqascii117o;المستقبل" النائب سعد الحريري الذي شدد على أن يبقى الجيش ضامناً لأمن المواطنين. وسادت الأوساط السياسية والإعلامية أجواء متشائمة بإمكان ضبط الصدامات المتنقلة، المتواصلة في العاصمة والمناطق وذهب بعضهم الى حد التخوف من حرب أهلية تأسس وقودها على الأحقاد التي خلفها الانفجار الأمني الذي شهده لبنان بين 7 و15 أيار (مايو) الماضي. إذ أن بعض المناطق شهد تهجيراً لفئات من لون معيّن فيما السلاح منتشر على مرأى ومسمع من القوى الأمنية والقيادات السياسية ولم يطبق من الاتفاقات التي نجمت عن جهود اللجنة العربية الوزارية برئاسة رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني سوى وقف القتال المفتوح الذي كان قائماً في بيروت والجبل، وأدى الى تفاهم الفينيسيا (15 أيار) على الحوار بين الفرقاء اللبنانيين.
ـ صحيفة المستقبل:
لا مؤشرات الى موعد خروج البلاد من نفق أزمة تشكيل الحكومة وإنهاء حال التنازع والتجاذب على الحصص والمكاسب، وسط أجواء المراوحة والضبابية التي لا تزال تسيطر على البلاد وعلى جهود التشكيل الواقعة تحت ضغط المعارضة ممثلة بـ'تكتل التغيير والاصلاح' المتمسك بالمطالبة بحقيبة سيادية غير حصة شريكيه في المعارضة من جهة، وتحت ضغط الوضع الامني مع استمرار الحوادث الأمنية والاستفزازات المتنقلة بوسائل عسكرية اضافية مثل 'الهاونات' من جهة أخرى. وسط هذه الصورة، جدد رئيس 'تيار المستقبل' النائب سعد الحريري، بحسب ما نقل عنه مفتي البقاع الشيخ خليل الميس، دعوته الى 'إبقاء الوطن في عهدة الجيش، والى توفير الاجواء المناسبة لرئيس مجلس الوزراء المكلف ليمضي في مهمته في تشكيل الحكومة والسير في ما ورد في خطاب القسم لرئيس الجمهورية'، وقال الميس 'لقد طمأننا النائب الحريري الى ان الامور ممسوكة، وان أمن الوطن والمواطنين سيكون في عهدة الجيش(..)'.
في غضون ذلك، أكد رئيس الجمهورية ميشال سليمان انه 'سيتولى رئاسة جلسات الحوار بين القيادات اللبنانية للاتفاق على النقاط التي تتباين وجهات نظر اللبنانيين حيالها'، وركز على اهمية 'معالجة العلاقات اللبنانية ـ السورية انطلاقا من المصالح المشتركة التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين في اطار سيادة واستقلال كل منهما'، وأشار الى ان 'أي دعم سياسي يحصل عليه رئيس الجمهورية من أي مجموعة سياسية، يجب ان يستعمله لاحقاق الحق بين جميع الاطراف اللبنانيين وليس ليستقوي به ضد أي طرف'، معتبرا 'أن رئيس الجمهورية ليس لفئة ضد أخرى، بل هو للجميع، ولا حزب له إلا حزب لبنان'.وأكد سليمان 'حق لبنان في استعادة سيادته على مزارع شبعا وتلال كفرشوبا'، كاشفاً 'وجود وثائق جديدة ستقدم الى الامم المتحدة تثبت لبنانية هذه الاراضي(..)'.
في المواقف، أكد رئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط على ضرورة 'التمسك بكل بنود اتفاق الدوحة بغية الوصول إلى واقع سياسي جديد يكون عنوانه الرئيسي الشرعية والمؤسسات والدولة التي يكون فيها قرار الحرب والسلم بيد الدولة'، وذكّر بأن 'البند الرابع من اتفاق الدوحة تحدث بوضوح عن حظر اللجوء الى استخدام السلاح او العنف، او الاحتكام اليه في ما قد يطرأ من خلافات، أيا كانت هذه الخلافات وتحت أي ظرف، وحصر السلطة الامنية والعسكرية بالدولة بما يشكل ضمانة لاستمرار صيغة العيش المشترك والسلم الاهلي(..)'.
ـ صحيفة اللواء:
في اطار المساعي الجارية، لتجاوز التعثر الاقليمي كشف مصدر دبلوماسي مطلع لـ'اللواء' ان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل سيزور طهران في الأسبوع المقبل، حيث سيكون الملف اللبناني بنداً رئيسياً على جدول محادثاته مع نظيره الايراني منوشهر متكي&bascii117ll;
وأكد مصدر قيادي في 'القوات اللبنانية' لـ 'اللواء' أن المشكلة الأساسية في عرقلة ولادة الحكومة تكمن عند المعارضة، وقال إن رئيس الهيئة التنفيذية الدكتور سمير جعجع ليس متمسكاً بترشيحه لمنصب وزاري في الحكومة، وأن هذا الموضوع لا يزال موضع درس بالتنسيق مع الأكثرية&bascii117ll;
ومن جهته، توقع قيادي بارز في قوى الغالبية في اتصال ليل أمس بـ 'اللواء' أن تنجز التشكيلة الحكومية العتيدة قبل نهاية الأسبوع، لافتاً الى أن 'مسودة' أولية منها باتت جاهزة وعرضها الرئيس السنيورة على عدد من المراجع والمعنيين، من بينهم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس المجلس النيابي نبيه بري&bascii117ll;
ـ صحيفة البلد:
تجمع المعطيات، انه رغم أجواﺀ التفاؤل التي عادت لتطغى على مساعي المعالجات القائمة لتذليل العقبات أمام تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، تبقى حقائب الخدمات وكيفية توزيعها على الفرقاﺀ هي العقبة الأساسية والتي تفوق أهمية الحقائب السيادية.شــبّــه مــصــدر سياسي تهافت الأطــراف على الحقائب الخدماتية، بمن يحاول استخدام أنفاس ربع الساعة الأخير من عمره ليستطيع كسب ما أمكنه قبل لفظ النفس الأخير.واشار الى ان ما تشهده اتصالات ولادة الحكومة سيستغرق المزيد من الوقت ليتسنى حسم توزيع 'الجبنة' على، الفرقاﺀ وهو ما يحاوله الرئيس المكلف من خلال لقاﺀاته البعيدة عن الأضــواﺀ قبل التي تظهر على الاعلام، ومنها زياراته المكوكية الى قصر بعبدا. وتــوقــع نــائــب مــعــارض لـــ 'صــدى البلد' أن تتم حلحلة عقدة تشكيل الحكومة في وقت قريب. وأشار الى ان المعارضة مستعدّة لتليين موقفها والــقــبــول بتبديل بعض الحقائب السيادية شرط أن تتم مفاوضتها والتعامل معها بندية وليس بإلحاق والتزام بنود اتفاق الدوحة.
على صعيد الازمـــة الكهربائية ذكــرت 'النشرة' أن وزيــر المال في حكومة تصريف الأعمال جهاد أزعور فتح الاعتمادات لمؤسّسة كهرباﺀ لبنان بــعــد ظهر السبت الماضي بشكل لــم يستطع معه المصرف المركزي التصرّف بالسرعة اللازمة، ما جعله يطلب مهلة حتّى اليوم لتلبية طلب وزارة المال بسبب عدم توفّر السيولة اللازمة لذلك في بداية الأسبوع، ما جعل بواخر الفيول تنتظر في عرض البحر، ريثما يتمّ جلاﺀ هذا الأمر.
واشارت الى أن وزير المال الّذي يعلم بوجود 3 بواخر للفيول في عرض البحر فتح الاعتمادات لإثنتين، الأمر الّذي سيعيد مشكلة الكهرباﺀ الى الواجهة من جديد بعد أقلّ من أسبوعين، أو نقل المشكلة الى وزير المال الجديد في الحكومة المقبلة، في وقت يتذرّع دائمً ا بعدم ابلاغه مسبقًا بالمشكلة لفتح الاعتمادات.
وليلا توتر الوضع في عين الحلوة عقب اغتيال عنصر من عصبة الانصار على يد مجهولين. وفيما اعلن قائد الكفاح المسلح منير المقدح ان القتيل لا ينتمي الــى اي فصيل مسلح، ذكــرت المؤسسة اللبنانية للإرسال انه يدعى جلال حسنين وهو عنصر من العصبة.وعلى طريق المصنع وفي محلة الــروضــة جــرح ثــلاثــة اشــخــاص في اشتباكات بين آل طعمه وآل ربعة.وتدخلت القوى الامنية واعتقلت 14 شخصا.
ـ صحيفة الديار:
يبدو أن الأجواء التفاؤلية التي سادت خلال وقت قصير طغت عليها أجواء تنذر بالقلق والارتياب مما يحدث. ففيما يتم الحديث عن مجيء مليون وسبعمائة ألف سائح خلال الصيف الى لبنان توترت الأوضاع الأمنية في بيروت وعاليه والبقاع والمصنع، وبات اللبنانيون يشعرون وكأنهم في ولاية تكساس حيث كان رعاة البقر يطلقون النار على الناس ساعة يشاؤون دون رادع أو وازع. ويبقى السؤال: هل المطلوب ان يبقى لبنان في وضع متوتر، وان يكون موسم الصيف بلا سياح وبلا حركة اقتصادية في المدن والقرى اللبنانية التي تنتظر قدوم هذا الموسم السياحي في كل سنة بفارغ الصبر.
وقد ذكرت مصادر أمنية ان الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي بدأت منذ يوم امس تطبيق قرارات مجلس الأمن المركزي حيث تم تكثيف الانتشار والدوريات المؤللة في بيروت وأحيائها وفي مناطق أخرى. وقالت المصادر انه سيصار لاحقاً للبدء في ازالة اللافتات والصور والاعلام الحزبية. وأضافت المصادر انه تم توقيف أربعة اشخاص مع سلاحهم في بلدة مجدلبعنا، كما تم توقيف آخرين في بلدتي سعدنايل وتعلبايا. كما علمت 'الديار' انه اعتباراً من منتصف الليل بدأ الجيش اللبناني بإجراءات امنية مكثفة في بيروت، فبالإضالة الى الدوريات الأمنية التي تقوم بها قوى الأمن الداخلي والجيش، فقد انتشر الجيش في الأحياء الداخلية الحساسة التي كانت تحصل فيها الاشتباكات، وذلك في إطار فرض الأمن تحت غطاء سياسي كامل. وقالت المعلومات ان الرئيس بري شدد خلال اتصالات اجراها مع مسؤولين أمنيين على تطبيق ما تم الاتفاق عليه في الدوحة من أجل ان تقوم القوى الشرعية المسلحة بمهامها على اكمل وجه من دون اي تردد.