صحف ومجلات » افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 12/6/2008

ـ صحيفة السفير:
لم تحن لحظة الولادة الحكومية... ومن تابع وقائع اتصالات الساعات الأخيرة، خرج بانطباع مفاده أن هناك من يعمل جدياً على خط التأليف وإزالة التحفظات والتعقيدات، ولكن هناك، في المقابل، من يصر على التسلل من باب مشاورات التأليف، للقيام بمناورات سياسية بخفة مسرحية غير معهودة، نصاً وإخراجاً وتمثيلاً، الأمر الذي طرح علامات استفهام عمّن تكون له الكلمة الأولى والأخيرة في قضية التأليف الحكومي التي لم تعد تحتمل أية إطالة. وبينما كانت الأمور تتجه صباحاً في الاتجاه الذي يفترض أن يشتهيه الجميع داخلياً، تراجع هذا المناخ في ساعات المساء، قبل أن يدخل رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري في ساعة متأخرة ليلاً على خط التأليف، حيث عقد اجتماعاً مطولاً في قريطم مع النائب علي حسن خليل بحضور النائب السابق غطاس خوري، هو الثاني في غضون 24 ساعة، تحفظ الجانبان على مضمونه، علماً بأن خليل كان قد أطلع في سـاعة متأخرة من ليل أمس الأول العماد ميشال عون على مضمون اللقاء مع الحريري.
وعلى خط مواز، تحرك رئيس الحكومة المكلف، أمس، باتجاه الرابية، علناً، حيث أجرى اتصالاً بالعماد عون ثم أوفد إليه مستشاره الدكتور محمد شطح، وقبل وصوله، كانت وسائل الإعلام تنقل عن مصادر السرايا الكبيرة أن صيغتين حملهما موفد رئيس الحكومة الى الرابية، إحداهما تتضمن التنازل عن حقيبة المالية السيادية لمصلحة المعارضة، والثانية تقضي بأن تبقى بعهدة الموالاة مقابل ترك الخارجية للمعارضة...
غير أن موفد رئيس الحكومة لم يعرض أمام العماد عون أية صيغة واضحة ومحددة ونهائية كما تسرب قبل وصوله، بل قدم &laqascii117o;أفكاراً أولية" اعتبرتها المعارضة &laqascii117o;إيجابية، ولكن تبقى ناقصة اذا لم تقترن بتقديم صيغة متكاملة للمعارضة بشأن الحقائب المطروحة عليها والنسب المحددة لها"، وهو أمر وعد شطح بتلبيته في الساعات المقبلة. وكان اللافت للانتباه، حسب بعض قيادات المعارضة، التي اطلعت على نتائج اجتماع الرابية، أن موفد رئيس الحكومة بادر الى القول للعماد عون &laqascii117o;نحن نرغب بالتعاون معك، ولذلك نقول لك خذ حقيبة المالية ومعها وزارات مثل التربية والأشغال والبيئة"... وأن العماد عون أجاب بأنه يرغب جدياً بالتعاون وأن المعروض عليه إيجابي وهو يلبي شروطه الى حد كبير، ولكنه سأل عن المطروح لتلبية مطالب المعارضة ككل.
وفي انتظار العرض المتكامل الذي لم يأت، فإن المعارضة بدأت تتدارس الاحتمالات، فإذا اقترن عرض المالية، مع حقائب أبرزها العدلية، كان الاحتمال الكبير هو السير في اتجاه التأليف السريع للحكومة، أما اذا كان عرض المالية يهدف الى وضع العماد عون بوجه حليفيه &laqascii117o;حزب الله" والرئيس نبيه بري، فإنه لن ينزلق الى ما يريد بعض الموالاة الوصول اليه.
وقالت مصادر مواكبة للاتصالات إن الخيار الثاني المطروح على العماد عون هو أن يقبل بحصول حلفائه الشيعة على حقيبة الخارجية، بينما يحصل &laqascii117o;تيار المستقبل" على المالية، والارثوذكس على الدفاع، فيكون على عون ان يقلع شوكه مع الرئيس ميشال سليمان، ما يعني ان ثمة من يريد ان يضع عون بوجه الرئيس سليمان أو أن يضع عون بوجه حليفيه &laqascii117o;حزب الله" و&laqascii117o;أمل"، علماً بأن بعض الأوساط التي زارت القصر الجمهوري نقلت عن الرئيس ميشال سليمان عدم تمسكه بتوزير الياس المر للدفاع ودعوته في الوقت نفسه الجميع الى تقديم تنازلات. وثمة حديث انه قد يجري التنازل عن المالية، لكن شرط حصول المعارضة على تسع حقائب بينها حقيبة خدمات أساسية من التي طلبها، مثل الأشغال أو التربية، اذا لم يُمنح حقيبة سيادية.
وفي السياق نفسه، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، في عين التينة، مساء أمس، رئيس &laqascii117o;اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، حيث اتفقا &laqascii117o;على ضرورة تسريع تشكيل الحكومة، لأن ذلك يمتّن الجو الامني، الذي بدأ يتحسن". وأكد بري وجنبلاط ان &laqascii117o;لا تراجع عن المسيرة التي تقررت في الدوحة" بحسب المعلومات التي وزعتها دوائر عين التينة. وقالت أوساط الرئيس بري لـ&laqascii117o;السفير" إن أجواء اللقاء الذي دام 45 دقيقة، كانت ايجابية، وإن الارتياح بدا جليا على الجانبين اللذين أبديا حرصهما على انطلاقة العهد الجديد، ما يحتم التسريع بتأليف الحكومة، وهو الأمر الذي سينعكس ايجابا على الوضع الأمني، فضلا عن أن الاستقرار السياسي والأمني يمكن أن يشكل مظلة حامية للوضع الاقتصادي في ظل تباشير واعدة في الصيف المقبل يجب عدم تفويتها، لأنها ستكون في مصلحة الدولة والجميع. وشددت الأوساط نفسها على وجوب ألا يتجاوز تشكيل الحكومة حدود مطلع الأسبوع المقبل.
وقال النائب وليد جنبلاط لـ&laqascii117o;السفير" ان العقبات التي تعترض تشكيل الحكومة الجديدة &laqascii117o;إجرائية لا سياسية". أضاف &laqascii117o;ثمة إجماع على التسوية التي وضعت في الدوحة، وعلى ان البلد لم يعد يحتمل المزيد من الانتظار، لكن إعادة الجميع الى طاولة مجلس الوزراء ليست مهمة سهلة، خصوصا في ظل الحاجة الى تقدير موقع رئيس الجمهورية الجديد وتعزيزه من خلال حصة وزارية مؤثرة، من دون ان يبدو ذلك انه صدام مع الجنرال ميشال عون، ومن دون ان يبدو ذلك في المقابل انه احتواء من فريق الاغلبية للتمثيل المسيحي او لموقع الرئاسة الاولى". وألمح جنبلاط الى ان بعض التوترات الاقليمية &laqascii117o;ما زالت على حالها، لكنها لا تشكل عقبة أمام المضي قدما نحو تنفيذ اتفاق الدوحة، بل حافزا إضافيا، خصوصا أن الجميع في الداخل والخارج تعبوا من الازمة في لبنان". ورفض التكهن بموعد ولادة الحكومة الجديدة، لكنه شدد على الحاجة الى المزيد من المساومات والتضحيات المتبادلة. وأشار الى ان القلق الفعلي &laqascii117o;هو من الامن الذي ينهك أعصاب الناس، ويرهق الجيش والقوى الأمنية، ويغرق الجميع في متاهات يمكن ان تؤخر أو تضيع فرصة تنفيذ الحل السياسي الذي لا بديل له أو غنى عنه".
أمنيا، عزز كل من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي إجراءاتهما الأمنية المشتركة في العاصمة، ونفذ الجيش حملة مداهمات في عدد من المناطق بحثا عن مشبوهين بالتسبب في إشكالات، وخاصة في البسطة والنويري والطريق الجديدة، حيث أوقف أشخاصاً من الموالاة والمعارضة على حد سواء، ولم تواجه القوى العسكرية والأمنية إشكالات إلا في الطريق الجديدة، حيث قاوم أحد الشبان دورية للجيش أثناء محاولة توقيفه، ولدى محاولته الفرار أطلقت النيران باتجاه قدميه حيث أصيب بجروح ونقل الى أحد مستشفيات العاصمة. ومن المتوقع أن تتطور إجراءات العاصمة مثل بقعة الزيت تدريجيا حسب مصادر عسكرية في قيادة الجيش، خاصة في ضوء رفع الغطاء السياسي من جميع القوى عن المخالفين والمرتكبين، وخاصة من جانب تيار المستقبل، حيث أعطى النائب الحريري تعليمات لأنصاره بالتجاوب مع إجراءات الجيش وقوى الأمن.
وقال المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي لـ&laqascii117o;السفير" ان الأجواء الأمنية في العاصمة خلال الثماني والأربعين ساعة الأخيرة، كانت مريحة ومختلفة عن الأيام السابقة، وباستثناء حادثة الطريق الجديدة التي عولجت سريعا، فإن الجو السياسي انعكس على الجو الأمني، وكلما كان الجو السياسي ايجابيا ينعكس على الواقع الأمني، وبالتالي فإن الخطة الأمنية التي أقرها مجلس الأمن المركزي برئاسة وزير الداخلية حسن السبع ستطبق ببنودها الأربعة تدريجيا. وقال ريفي ردا على سؤال ان بعض من غادروا منازلهم ومؤسساتهم في العاصمة بدأوا يعودون تلقائيا، وهذه نقطة ايجابية، لكن لا وجود لإحصاءات دقيقة في هذا الموضوع. وأشار ريفي، من جهة ثانية، الى أن وسائل الاعلام، وخاصة المرئية، يقع على عاتقها أن تلعب دورا ايجابيا من أجل تحصين مناخ الحوار السياسي، ولذلك نناشد الاعلام اللبناني أن يرتقي الى مستوى المسؤوليات التاريخية الملقاة على عاتق الجميع في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة، وأن يساهم من موقعه، بوصفه ثروة وطنية حقيقية، في ترسيخ المناخات الايجابية والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يثير مناخات الشحن والتوتر السياسي والطائفي والمذهبي.

ـ صحيفة النهار:
بين 'سلال' التركيبات الحكومية الطائرة والمتنقلة بين مراكز الزعامات السياسية في الغالبية والمعارضة بحثا عن 'سلة' وفاقية تخرج مخاض تأليف الحكومة من تعقيداته، اشتعلت امس سلة أسعار المحروقات بأرقام قياسية جديدة لتشكل تحذيرا اضافيا من خطورة الاستحقاق الاجتماعي ومضاعفاته. فعلى غرار 'صباحات الرعب' كل أربعاء منذ اشتعال أزمة أسعار النفط في العالم، صدرت صباح أمس التسعيرة الجديدة للمحروقات السائلة بعد استراحة الاسبوع الماضي التي لم تطرأ عليها تعديلات. وقفزت بموجب هذه التسعيرة أسعار صفيحة البنزين بما يقارب الدولار الواحد دفعة واحدة، إذ صار سعر صفيحة البنزين الخالي من الرصاص 98 أوكتان 32 الفا و700 ليرة بزيادة 1600 ليرة، وسعر صفيحة المازوت 37 الفا و400 ليرة. وهذان السقفان هما أعلى ما سجل حتى الآن منذ ارتفاع أسعار النفط في الموجة العالمية الراهنة، علما أن مفاعيلها في لبنان لا تقتصر على أسعار المحروقات بل تنسحب على أسعار المواد الاستهلاكية والغذائية. وقد حذّر الاتحاد العمالي العام مما وصفه بـ'التدمير المنهجي والمنظم لقوى الانتاج ومعها الصناعة والزراعة والنقل والانتقال وانعكاس ذلك على أسعار كل السلع الاستهلاكية'. ودعا الحكومة الى 'التدخل الفوري لاعادة تسعير المشتقات النفطية بتحديد سعر صفيحة البنزين بـ15 الف ليرة والمازوت بـ20 الف ليرة ورفع القيمة المضافة عنهما ودعم هاتين المادتين'.اما على الصعيد السياسي، فلاحت امس ملامح دفع جديد نحو استعجال الولادة الحكومية، وان تكن نتائج مشاورات ولقاءات عدة حصلت في الساعات الاخيرة لم تتبلور بعد. وتحدثت اوساط قريبة من الرئيس المكلف فؤاد السنيورة ليل أمس عن أجواء ايجابية'، لكنها حرصت على تجنّب المبالغة في التعويل عليها. ولفتت الى ان الساعات المقبلة 'يفترض ان تترجم هذه الاجواء'.
وجاء ذلك عقب اتباع السنيورة تركيبته الحكومية المعروفة باقتراح جديد اعتمد فيه سلتين وفق التوازن الذي تضمنته التركيبة الاصلية، وقدمهما الى المعارضة لتختار واحدة منهما.
وتشتمل السلة الاولى على حقائب المال والاشغال والتربية وشؤون المهجرين والسياحة والبيئة والشباب والرياضة والثقافة. فيما تضم السلة الثانية الخارجية والطاقة والعدل والاقتصاد والصناعة والزراعة والشؤون الاجتماعية والصحة. وقالت مصادر معنية بالسلتين انهما ابلغتا الى جميع الاطراف وان رئيس الوزراء المكلف ينتظر الاجوبة عنهما.
(...) غير انه لوحظ ان حقائب عدة أخرجت من السلتين، وفي مقدمها الدفاع والداخلية اللتان تلحظ تركيبة السنيورة اسنادهما الى رئيس الجمهورية، كما لم تدرج ضمن السلتين حقائب الاتصالات والعمل والاعلام والتنمية الادارية. ومع ان اوساط المعارضة لم تعلّق على اقتراح السلتين في انتظار المشاورات بين قواها، ابدت هذه الاوساط ملاحظات على التركيبة الاصلية للسنيورة فقالت ان توزيع الحقائب السيادية يجري عرفاً على الطوائف الكبرى، الموارنة والارثوذكس والسنة والشيعة، ولكل من هذه الطوائف ممثلها المعروف. ومن غير الجائز تالياً ان يوضع رئيس الجمهورية كطرف في مواجهة المسيحيين الذين يمثلهم العماد عون أو المعارضة كلاً بتخصيص حقيبتين سياديتين لرئيس الجمهورية وحرمان العماد عون حقيبة سيادية. وقالت ان الفريق الشيعي، أي حركة 'أمل' و'حزب الله'، نال خمس حقائب في الحكومة الحالية التي تألفت من 24 وزيراً فكيف يجوز ان تعطى كل المعارضة ثماني حقائب وزارية فقط مع حكومة من 30 وزيراً؟
يشار في هذا السياق الى ان رئيس 'كتلة الوفاء للمقاومة' النائب محمد رعد لفت امس الى ان 'حزب الله' لم يتلق بعد جواباً من الرئيس المكلف عن طرحه مقايضة تسمية وزيرين شيعيين بوزير سني وآخر درزي. وافادت اوساط نيابية في الغالبية ان اسم النائب السابق تمام سلام طرح بين الاسماء المرشحة لتولي حقيبة وزارية. وتردد مساء امس ان النائب علي حسن خليل زار قريطم موفداً من رئيس مجلس النواب نبيه بري للقاء رئيس 'كتلة المستقبل' النائب سعد الحريري.
في غضون ذلك زار رئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط الرئيس بري في عين التينة مساء امس وصدر بيان مقتضب عن اللقاء جاء فيه ان بري وجنبلاط 'متفقان على ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة لان ذلك يمتّن الجو الامني الذي بدأ يتحسن، واكدا ان لا تراجع عن المسيرة التي تقررت في الدوحة'.
وقالت مصادر عين التينة ان اللقاء اتسم بأجواء ايجابية للغاية ابرزت حرص بري وجنبلاط على ضرورة انجاز التشكيلة الحكومية في اسرع وقت لاسباب عدة ابرزها الحفاظ على انطلاقة سليمة للعهد ومعالجة الوضع الامني المقلق والوضع الاقتصادي واستكمال المصالحة التي بدأت في الدوحة. واشارت الى ان الحديث تناول ايضاً استكمال المعالجات التي بدأتها حركة 'امل' والحزب التقدمي الاشتراكي. وان خطوات تدرس في شأن الجبل.
ووصفت اللقاء بأنه يشكل قوة دفع لمسيرة المصالحة التي انطلقت في الدوحة والعمل على ازالة العراقيل لتوفير انطلاقة ناجحة للعهد. في القاهرة صرح الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بأنه سيتوجه غداً الى بيروت حيث يلتقي عدداً من المسؤولين اللبنانيين لمناقشة الوضع السياسي بعد اتفاق الدوحة. واعرب عن اعتقاده ان العقد اللبنانية بما يتعلق بتأليف الحكومة وان تكن لا تزال قائمة الا ان الاتصالات اللبنانية كفيلة بحلها

ـ صحيفة الأخبار:
كأنّ &laqascii117o;إنجازات" فؤاد السنيورة في رئاسة الحكومة لم تكفِه بعد. كأنّ قراراته الدونكيشوتيّة التي دفعت البلاد إلى حافّة الحروب الأهليّة أكثر من مرّة، لم تروِ طموحه كـ&laqascii117o;رجل دولة". كأنّ لبنان لم تكفِه مصيبة إعادة تكليف السنيورة تأليف حكومة العهد الأولى، أو كأنّ لبنان لا يكفيه الفقر الذي دخل كل بيوت أبنائه الفاقدين للأمن والاستقرار، والذين تحوّلوا إلى رقيق في خدمة المنظومة المصرفية والمالية التي عمل السنيورة على بنائها منذ تسميته وزيراً في حكومة الرئيس رفيق الحريري الأولى. فها هو &laqascii117o;الصندقجي" والقابض على حقوق المتضرّرين من حروب فريقه في تموز عام 2006 وفي أيار عام 2007 في نهر البارد ومحيطه، ها هو اليوم يريد احتكار الإعلام، بعدما ضاق صدره بالكلمة المعارِضة.
لقد تجاوز رئيس الحكومة أمس مآثره السابقة حين استكمل هروبه من فشله إلى الأمام، محرّضاً على حريّة الإعلام. فعوارض &laqascii117o;البارانويا" تمثّل، على ما يبدو، أعلى مراحل الإخفاق. هكذا كان لمقالتين في صحيفة &laqascii117o;الأخبار" أن تؤكّدا للرئيس السنيورة أنّ ثمّة &laqascii117o;حملة تقارير ملفّقة" يقودها مكتب لجريدة &laqascii117o;الأخبار" في مدينة نيويورك، وتردّدها سلسلة من وسائل الإعلام وفق مخطّط يعرف السنيورة وحده معدّيه.
فقد صدر أمس بيان &laqascii117o;غريب" عن المكتب الإعلامي في رئاسة الوزراء يتّهم &laqascii117o;الأخبار" بـ&laqascii117o;إطلاق حملة جديدة قديمة هدفها إثارة البلبلة"، و&laqascii117o;نشر كمية من الشائعات والأقاويل"، بعد أن يتولّى &laqascii117o;مكتب الصحيفة في نيويورك الأمر بتنسيق وتوجيه من جهات معروفة". وادّعى البيان أنّ &laqascii117o;الصحيفة المذكورة تعاملت مع الرد والتوضيح الذي أرسله إليها وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ بكثير من الاستخفاف والاختصار، مما ضيّع حق الرد والإيضاح... وبذلك تكون الصحيفة قد أطلقت جملة تقارير مفبركة". والواقع أنّ بيان السنيورة، أو مكتبه الإعلامي، قد ارتكب مجموعة من الانتهاكات التي لا تليق برئاسة الحكومة اللبنانيّة. فقد كان للحكومة أن ترسل توضيحاً أو ردّاً، أو أن تدعو الصحيفة للتدقيق بأمر معيّن. كان لها، لو أرادت، أو إن رأت مساساً بالأمن العام أو مخالفة للقوانين، أن تطلب من النيابة العامة تحريك الحق العام... أمّا وقد لجأت إلى التشهير وإطلاق التهم عبر الوكالة الوطنية جزافاً على هذا الوجه، فإنّها تكون قد طعنت صميم الديموقراطية أربع مرّات:
ـــــ الطعنة الأولى: عبر انتهاك مبدأ &laqascii117o;كلّ متّهم بريء حتّى تثبت إدانته". ومن هنا لا نفهم كل هذه الحملة والاتهامات على المراسل الذي يتآمر عليها، وعلى الجريدة التي تتآمر وتفتري وتفتن، إلخ...
ـــــ الطعنة الثانية: عبر انتهاك مبدأ المسؤوليّة الشخصيّة بمعنى أنّه لا أحد يحمل وزر غيره. ومن هنا لا نفهم تحميل &laqascii117o;الأخبار" ما تنسبه الحكومة لتلفزيون &laqascii117o;المنار".
ـــــ الطعنة الثالثة: عبر انتهاك حرية التعبير وحرية الصحافة ما دام الإخلال بالقاعدتين السابقتين يمثّل بالطبع انتهاكاً مماثلاً إذا تناول صحيفةً وصحافيّين.
ـــــ الطعنة الرابعة: عبر استغلال الوكالة الوطنيّة للإعلام (وهي وسيلة إعلاميّة عامّة) منبراً تشهّر عبره الحكومة بكلّ من تراه خصماً لها.

ـ صحيفة الحياة :
فيما أجرى السنيورة أمس اتصالاً بزعيم &laqascii117o;التيار الوطني الحر" ميشال عون وأوفد إليه مستشاره السفير محمد شطح، للتداول معه في الصيغ التي اقترحها، فإن التواصل بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري وزعيم تيار &laqascii117o;المستقبل" النائب سعد الحريري تكثف أمس، فزار النائب في حركة &laqascii117o;أمل" علي حسن خليل الحريري ليلاً للتداول في الصيغ الحكومية التي اقترحها السنيورة.
وفي موازاة ذلك، أعلن السنيورة عبر مكتبه الإعلامي رفض دعوة رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود أولمرت لبنان الى بدء مفاوضات مباشرة مع اسرائيل حول السلام، وأكد ان القضايا العالقة بين لبنان وإسرائيل محكومة بقرارات دولية ملزمة لإسرائيل وهي غير خاضعة للتفاوض وأن لبنان ليس معنياً، ثنائياً بمبدأ الأرض مقابل السلام... وأتبع السنيورة موقفه هذا باتصال أجراه بوزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، وقال مكتبه الإعلامي انه &laqascii117o;شدد في هذا الاتصال على ضرورة تشديد الضغط على اسرائيل كي تنسحب من مزارع شبعا ووضعها تحت وصاية الأمم المتحدة في انتظار ترسيم الحدود مع سورية". كما أجرى السنيورة اتصالاً بوزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني لبحث المواضيع نفسها. كما أجرى السنيورة سلسلة اتصالات هاتفية بكل من رئيس الحكومة الكويتية الشيخ ناصر المحمد ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ووزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ووزير خارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد، ووزير خارجية عمان يوسف بن علوي ووزير خارجية ليبيا عبدالله شلقم.وعرض السنيورة مع هؤلاء المسؤولين الاستعدادات لانعقاد مؤتمر الدول المانحة في 23 حزيران (يونيو) الجاري في فيينا المخصص لإعمار مخيم نهر البارد وضرورة إنجاح هذا المؤتمر من اجل المساهمة في حل مشكلة النازحين من المخيم.
وفي شأن الصيغ التي طرحها السنيورة قالت مصادر مواكبة للاتصالات التي أجريت خلال الأيام الماضية، ان كلاً منها سلّة تتضمن توزيعاً للحقائب على قاعدة عدم إحتفاظ أي طائفة أو جهة بأي حقيبة وهي صيغ مرنة تفسح المجال أمام المعارضة لتختار أي منها، في شكل يريح أطرافاً فيها لديها مطالب فيسهل عليها اتخاذ القرار الذي تراه مناسباً وتتقاطع مع المبادئ التي انطلق منها رئيس الحكومة المكلف. ويفترض ان تظهر في الساعات المقبلة أجوبة قادة المعارضة على هذه الصيغ خصوصاً ان الاتصالات تسارعت لهذا الغرض. وأضافت المصادر المواكبة: &laqascii117o;ان كل صيغة تفترض مثلاً ان يقابل إصرار المعارضة (أو طائفة ما) على الحصول على حقيبة الاتصالات ان يقابلها عدم احتفاظ الجهة او الطائفة بحقيبة الصحة وأن تبديل الجهة التي ستتولى وزارة الاشغال يفترض عدم إصرارها على الاحتفاظ بوزارة العمل وهكذا دواليك".وعلمت &laqascii117o;الحياة" ان قياديين في الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يترأسه جنبلاط لعبوا دوراً في إحياء الاتصال بين بري والحريري.

ـ صحيفة المستقبل :
في أول زيارة له منذ توقيع اتفاق الدوحة في 21 أيار الفائت، يبحث الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى غداً في بيروت تطورات الوضع اللبناني مع المسؤولين اللبنانيين، في وقت لا يزال رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة ينتظر ردّ المعارضة على صيغ حكومية عدّة كان اقترحها على طرفي الأكثرية والأقلية. ووصفت مصادر حكومية مساء أمس الصيغ التي اقترحها السنيورة بأنها 'مرنة، ولم تعد المعارضة تستطيع التسويف، لأنها صيغ قائمة على مبدأي التوازن واللاإحتكار'. وإذ أكدت هذه المصادر لـ 'المستقبل' أن 'الرئيس السنيورة وضع نفسه خارج دائرة الابتزاز بوزارة المالية'، لفتت إلى أن 'التوازن في الحقائب السيادية يفرض أن يكون لرئيس الجمهورية حقيبتان سياديتان هما منطقياً: الداخلية والدفاع'.غير أن المعارضة التي ترى المصادر الحكومية أنه يفترض أن تعطي جواباً على الصيغ المعروضة خلال ساعات فقط¬ بدت وقد صعّدت أمس. فعضو 'كتلة الوفاء للمقاومة' النائب محمد فنيش اعتبر أن 'مكونات المعارضة تفرض ان يكون لها حقيبتان سياديتان، باعتبار انها تعكس التمثيل الشيعي والمسيحي'، وقال 'هناك ايضا الحقائب الاساسية أو الخدماتية التي يجب ان توزع بالتوازن السياسي وفق ما نص عليه اتفاق الدوحة بالاضافة الى مراعاة التوازن الطائفي(..)'. بدوره، انتقد عضو كتلة 'التنمية والتحرير' النائب أيوب حميّد ما سماه 'حسابات الرئيس السنيورة لجهة توزيعه نسب الوزارات والحقائب'، ودعا الى 'إعطاء كل كتلة حقها'، محذرا من 'محاولة التفاف على اتفاق الدوحة بحجج مختلفة وعرقلته(..)'.

ـ صحيفة صدى البلد:
في حادث هو الثاني في غضون أسبوع تستهدف حواجز الجيش اللبناني عند تخوم عين الحلوة، فأصيب ضابط وعنصر بإطلاق نار على الــحــاجــز الكائن عند مدخل المخيم الغربي لجهة حسبة صيدا. وفـــيـــمـــا تـــضـــاربـــت الــــروايــــات والــمــعــلــومــات عــن الـــحـــادث، افــاد مندوبنا في صيدا محمد دهشة ان ثلاثة أشــخــاص يستقلون سيارة 'رابيد' اطلقوا النار لدى وصولها الــى المستديرة المقابلة للحاجز، فأصابوا الملازم (نديم. س) وأحد العناصر، قبل أن يرد عناصر الجيش بإطلاق النار على السيارة، ويقتلوا احــد المسلحين ويعتقلوا الثاني ويفر الثالث. وذكرت مصادر أمنية أن السيارة تحمل الــرقــم /252163 م، وهــي مسجلة بإسم (أحمد. د) وأن القتيل على الأرجح فلسطيني تردد انه من عائلة معروفة في عين الحلوة.و باشر الجيش تحقيقات فورية لمعرفة التفاصيل، فيما نقل الضابط والعنصر الجريح الــى مستشفى حمود الجامعي في المدينة.و أقــفــل الــجــيــش الــطــريــق في المنطقة والــمــدخــل الــمــؤدي الــى عين الحلوة، في وقت أعلنت القوى الفلسطينية الاستنفار. ويأتي هذا الحادث بعد أقل من 24 ساعة من تصريح رئيس تنظيم 'فــتــح ـ الاســــلام' شــاكــر العبسي والذي توعد فيه بالانتقام و 'ان وقت المفاصلة حــان'، وبعد اسبوع على محاولة سعودي الانتحار في التعمير بتفجير نفسه بحزام ناسف على حاجز الجيش
وفي الوقت الذي لوحظ فيه ارتفاع وتيرة المطالبة لدى فريق الموالاة بضرورة بدﺀ الحوار في بعبدا بصرف النظر عن تشكيل الحكومة، أكدت مــصــادر بعبدا لـــ 'صــدى البلد'، ان الرئيس ميشال سليمان لن يتخذ أي قرار ولن يدعو الى الحوار قبل تنفيذ البند الثاني من اتفاق الدوحة وهو تشكيل حكومة الوحدة الوطنية.
في الاطار نفسه، شدد حزب الله وعلى لسان مسؤول العلاقات الدولية نواف الموسوي في اتصال مع 'البلد' على ان اتفاق الدوحة واضح في هذا الخصوص وينص على اجراﺀ الحوار بعد انــتــخــاب الــرئــيــس وتشكيل الحكومة واقرار قانون الانتخاب.
في السياق ذاتــه كشف مصدر سياسي لـ 'صدى البلد' عن اشارات واضحة بدأت تظهر مفادها، يتجاوز المهل في موضوع تشكيل الحكومة، وعدم الوقوف عند مسألة اطالة أمد تشكيلها، والذهاب فوراً الى طاولة الــحــوار للبحث فــي الاستراتيجية الدفاعية أي ســلاح المقاومة في عملية قفز فوق الاولويات، واطاحة عملية بــبــنــدي الــحــكــومــة وقــانــون الانتخاب.
ويتابع المصدر 'ان المعارضة وعقب اعلان اتفاق الدوحة قامت بما عليها القيام به إلا ان الفريق الآخر وبضغط مباشر من قوى معروفة أعاد تسمية الرئيس فؤاد السنيورة في فرملة واضحة لانطلاقة العهد، وبما يشي بنوايا سيئة لا تريد الذهاب باتفاق الدوحة الــى التطبيق، عبر الاســتــمــرار فــي حكومة تصريف الأعمال وصولاً الى موعد الانتخابات النيابية من دون اقرار الصيغة التي أقرت في الدوحة'.
وأوضــح المصدر 'ان المعارضة جــاهــزة لكل الاحــتــمــالات وهــي لن تقبل باستمرار الوضع على حاله وهي ستدفع لتنفيذ بندي الحكومة وقانون الانتخاب وبالسرعة المطلوبة، وأي مــمــاطــلــة أو مــحــاولــة تملّص ستعني انهيار كل شيﺀ بما يعيد الأمور الى أسوأ مما كانت عليه في السابق، وأي لعب باتفاق الدوحة يعني ســقــوط هــذا الاتــفــاق بكل مندرجاته، وننصح بعدم المغامرة مجدداً أو الرهان على عوامل جديدة والاعتبار من السلوك الذي كاد ان يفجر البلد'.
وأشار المصدر الى ان 'المعارضة لم تتلق حتى الآن أي صيغة مكتوبة للتشكيلة المقترحة انما هناك اسماﺀ وشبه تشكيلات تتطاير عبر وســائــل الاعـــلام وعبر التسريبات، علماً ان المعارضة حزمت أمرها منذ اللحظة الأولــى ولا مشكلة في صفوفها لجهة توزيع الحقائب انما المشكلة عند الفريق الآخــر الذي يبدو انه مرتاح لاستمرار الوضع على ما هو عليه وهذا لن يكون في صالح الوطن'.
وفي المتابعات الاقليمية والدولية لــوضــع لــبــنــان، ومــن مقر السفارة الايرانية في باريس أمس، دعا وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي الــدول التي فشلت في محاولاتها لــفــرض رأيـــهـــا مـــن الـــخـــارج على اللبنانيين ان تصحح سياساتها حيال لبنان في إشارة الى الولايات المتحدة ورحــب 'بتصحيح' علاقة باريس بدمشق.ولــم يبد أي قلق مــن مــحــاولات بعض العواصم في جذب دمشق إليها لابعادها عن طهران.وقال رداً على سؤال حول تقويمه للوضع في لبنان: 'عاش لبنان في العشرين شهراً الماضية وضعاً خاصاً ورغبتنا كانت بايجاد حل على قاعدة شاملة. والعقبة كانت تكمن فــي ان البعض حــاول فــرض رأيــه والتدخل في الشؤون الداخلية...
ورأينا ان كل هــذه المحاولات في 02 الـ شهراً الماضية باﺀت بالفشل'.وأضاف: 'ان نجاح قمة الدوحة ناجم عن ان الاتفاق جاﺀ نتيجة موافقة كــل اللبنانيين، والــخــطــوة الأولــى تمثلت بانتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية، والــخــطــوة المقبلة هي تشكيل الحكومة والتي ستنظم الأمر الأهم وهو الانتخابات النيابية، ونحن ندعم هذه المسيرة. ونعتقد ان هذه المسيرة تؤدي الى تعزيز استقرار هذا البلد.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد