صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 13/6/2008

ـ صحيفة الأخبار
إبراهيم الأمين:
فاجأ وليد جنبلاط حلقة ضيّقة من أصدقائه، بينهم رفاق له في الحزب بسؤال: هل تعتقدون بأنّ عليّ ترك العمل السياسي في لبنان؟لم يكن بين الحاضرين من يملك الجواب، أو حتى القدرة على التفكير في الموضوع. وجنبلاط ـــــ الذي يدرك هذه الحقيقة ـــــ سارع إلى الإضافة: تيمور يتعلم الأشياء بسرعة، ويمكنه أن يلعب دوراً أكبر في المرحلة المقبلة، وأنا قلت له من عام ونصف على الأقل إن عليه الاستعداد لدور كبير إذا اغتالوني. وأنا أشعر بأن تيمور يستطيع أن يلعب دوراً مباشراً خلال الفترة القريبة المقبلة، مما يساعده في التعرّف على كل شيء، ولا سيما على أحوال الطائفة والحزب، ويكون جاهزاً لتولّي المسؤولية".
وعندما بادره أحد الحضور بسؤال: هل تشعر أنك في خطر الآن حتى وصلت إلى هذه النتيجة؟ ردّ جنبلاط: &laqascii117o;الخطر لم ينحسر يوماً، وأنا مقتنع بأن هناك من يريد قتلي متى توافرت له الظروف. لكنني من جهة ثانية مللت هذه البلاد وهذه السياسات، وخصومنا ربحوا علينا، وربما يتطور وضعهم إلى أفضل في الفترة المقبلة، وهناك أشياء كثيرة مرتبطة بي شخصياً، وإذا بادرت أنا إلى الانسحاب المبكر فربما يتيح ذلك لابني تيمور ولآخرين من زعمائنا إعادة وصل الأمور مع كثيرين في لبنان وخارجه".
ناقل الكلام قال إن جنبلاط لم يكن متوتراً على الإطلاق، بل كان هادئاً، يتحدث براحة وصفاء، ويبدو كما لو أنه فكّر ملياً في الموضوع، واهتمامه منصبّ بالأكثر على كيفيّة الإعلان عن هذه الخطوة، وهو واثق بأن قواعده لن ترفضها، ولو ظهرت هنا وهناك، وهي لن تعدو كونها أموراً منتظرة، ليست من النوع الذي يعطّل قراره، ولكن جنبلاط يدرس الخطوة وهو في قلب عملية تقييم لكل ما جرى معه منذ أعوام حتى الآن. وبحسب هذا المصدر، فإن جنبلاط كان قد أطلق أمام المقرّبين منه في الآونة الأخيرة سلسلة من المواقف التي تعكس نمط تفكيره:
أوّلاً: إنه مقتنع بأن سوريا هي الخصم ما دام بشار الأسد في الحكم، وإن دول الغرب والقوى العربية لا تبدو قادرة على تحقيق انقلاب يغيّر الأمور في عاصمة الأمويين، وهذا سيترك الانعكاسات الصعبة على لبنان، وهناك مؤشرات قد تقود إلى تكرار الصفقات المعلنة أو غير المعلنة بين الأسد والعواصم الغربية الكبرى، الأمر الذي يعفيه من الضغوط ويفك عنه الحصار ويطلق يده في ملفات كثيرة، أبرزها لبنان.
ثانياً: إن الغرب &laqascii117o;لا يبدو مستعداً لأن يذرف دمعة علينا، ولا أن يبذل دماً في سبيلنا، وهناك تجارب كثيرة تؤكد هذه الحقيقة، وحتى الدول العربية التي نراها قريبةً منا، تواجه أوضاعاً صعبة داخلياً وإقليمياً، وليست في وضع يمكّنها من خوض معارك كبرى لأجل حفظ مصالحها ومصالحنا".
ثالثاً: إن الواقع السياسي اللبناني صعب ومعقّد، &laqascii117o;وها هو حزب الله يمثل القوة الساحقة التي لا يستطيع أحد أن يقف في وجهها. وعندما قال لي مساعدون وبعض الكوادر إن علينا خوض مواجهة مفتوحة مع الحزب في عاليه والشوف قلت لهم: إذا كانت معنوياتكم مرتفعة فهذا لا يكفي، إلا إذا كنتم تريدون أن نصبح نحن من أنصار كربلاء ونمارس انتحاراً جماعياً. ثم ماذا يضمن لي، إذا ما ازدادت الامور سوءاً، أن تظل سوريا في سوريا، وأن لا يكون الهدف الأخير من هذه العمليات هو أن أذهب أنا إلى دمشق وأناشدها توفير الحماية لي ولعشيرتي، فينتهي الأمر بي أنا مطالباً بعودة الجيش السوري إلى لبنان؟".
وفقاً لهذه التصوّرات، فإن جنبلاط يبدو مهتماً بتوفير هدوء يتيح له ترتيب أموره الداخلية بما يسهّل انتقال ابنه تيمور من موقع المساعد إلى موقع القائد بأقل التجارب الممكنة، وهو لذلك بات في الأيام الأخيرة يعبّر عن قلقه من تعرض اتفاق الدوحة لانتكاسة عبر تعثر تأليف الحكومة، مما يعيد فتح الملف الأمني بصورة لا تناسب فريق الأكثرية ولا تناسبه هو شخصياً، بعدما أثبت له حزب الله بالملموس أن فكرة تحييد جبل لبنان عن أية مواجهة داخلية أمر غير وارد، وأنه في معزل عن الطبيعة الديموغرافية التي يتشكل منها جبل لبنان الجنوبي، فإن في وسع حزب الله وحلفائه لا نقل المعركة والمواجهة إلى قلب الجبل، بل حتى حسم الأمور وإطاحة خصومهم، وعلى رأسهم جنبلاط وجماعته. كما إن جنبلاط يتلقى من محازبين ومناصرين معلومات، بعضها صحيح وبعضها الآخر ملفّق حول تعزيز حزب الله وحلفاء له وجودهم في مناطق الجبل كلها، وإن الترتيبات جارية بلا توقف لفرض أمر واقع من النوع الذي يحول دون قيام أي مواجهة متكافئة في المستقبل. كذلك، فإن جنبلاط الذي لم يغادر بعد موقعه الرافض لإعادة صياغة علاقات لبنان مع سوريا، يعرف أنه بما يقوله كمن يسجل موقفاً في الهواء، لأن طبيعة الوضع اللبناني بعد السابع من أيار الماضي فتحت ملف العلاقات اللبنانية ـــــ السورية على واقع جديد يصعب معه تجاوز حقيقة تطبيع العلاقات مع سوريا، عدا أنه يعرف أن الرئيس ميشال سليمان يعرف أن في طليعة مهماته ترتيب هذا الموضوع، وهو يجد من يحثّه عليه في لبنان وفي العالم أيضاً، وربما هذا ما فسر موقف جنبلاط الحاد من قرار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي التوجه صوب علاقات أفضل مع سوريا، علماً بأن ساركوزي والعاملين معه حصروا شرحهم لأبعاد خطوتهم بمسألة المحكمة الدولية، وقالوا لفريق 14 آذار إن باريس ستظل إلى جانب المحكمة، وهي تدرس إمكان ربط مستوى التواصل والتعاون مع سوريا بمدى تعاون دمشق وتجاوبها مع متطلبات عمل المحكمة الدولية، بما في ذلك احتمال أن تجمّد فرنسا أي اتصال مع سوريا إن هي رفضت طلبات توجهها إليها المحكمة الدولية بعد قيامها. ثمّة أشياء كثيرة تدور في خَلَد زعيم الغالبية الدرزية، لكن الأكيد أنه قد يكون أكثر أقطاب 14 آذار واقعيّة في التعامل مع مقتضيات المرحلة المقبلة.

ـ صحيفة السفير
غاصب مختار:
حدد العماد ميشال عون بدقة المفهوم اللبناني المستجد لتعاطي معظم السياسيين مع الشان العام، إذ ظهر من تشخيصه لحملة الاستيزار الحاصلة، ان الحصول على الوزارة بات شطارة، وان هدف الوزارة هو التجارة، لا خدمة أهل الحارة، أي الناس الفقراء الطيبين، في تسهيل معيشتهم وتعليم اولادهم وتأمين طبابتهم ومسكنهم وتنقلهم، والاهم ان يتم ذلك بكرامة ولا منّة لهذا المواطن الذي وهب حتى حياته مؤخرا للسياسي او للزعيم، كما يحصل منذ اشهر عدة. وحدد عون مكمن داء المحاصصة في الحكومات منذ البدء بتنفيذ اتفاق الطائف، بأنه &laqascii117o;كل من استلم وزارة سجّلها باسمه ويضع فيها شبكة استثمار، يأخذ خيراتها ويتاجر بها". لذلك ممنوع المداورة في توزيع الحقائب الا استثنائيا وفي حالات نادرة، إما بالاتفاق على توزيع الغنائم، وإما بمعركة طويلة عريضة على هذه الوزارة او تلك، وفق ما يرى السياسي انها تدر عليه خيراتها. جاء عون بأدبيات جديدة على العمل العام، وقد سبقه اليها بنسبة أقل &laqascii117o;حزب الله" عندما قرر ان ينخرط في العمل العام من باب المجلس النيابي ومن ثم الحكومة، مع ان &laqascii117o;حزب الله" كانت ولا زالت لديه اولوية مقاومة الاحتلال، وهو نظر الى العمل العام من زاوية امكانية الاستفادة من الحكومة لخدمة مشروع المقاومة وليس لخدمة مشروعه الخاص او تنفيع جمهوره. كان من الطبيعي ان تقوم القيامة على عون كما على &laqascii117o;حزب الله" لأنهما ادخلا مفهوم الشفافية على العمل العام، بدلا من سياسة الاستنفاع الشخصي. لذلك يمنّ القيمون على تشكيل الحكومة على عون و&laqascii117o;حزب الله" بحقائب خدمات معينة ومحدودة، ويمنعونهما من الحصول على حقائب اكثر قيمة ربما للخدمة العامة، حتى إن ما تسمى حقيبة سيادية ممنوع على عون و&laqascii117o;حزب الله" الحصول عليها، لأنها وفق البعض، تتعلق &laqascii117o;بسيادة البلد"، ومفهوم السيادة الآن متغير وفق تغير الاحوال، وليس ثابتا ثبات موقفي عون و&laqascii117o;حزب الله" من مفهوم الانتماء للوطن، وهو المفهوم الذي تهون فيه الحياة.

ـ صحيفة السفير
غسان ريفي طرابلس :
قالت مصادر مقربة من أولئك الذين كانوا على تماس مباشر مع شاكر العبسي قبل الأحداث في مخيم نهر البارد لـ&laqascii117o;السفير" إن أمر الصوت قد يلتبس على من يسمعه للوهلة الاولى، لكن مع التدقيق والعودة الى أحاديث سابقة كان العبسي قد أدلى بها، يتبين الفرق الواضح في اللكنة والتعابير واللدغة ومحطات الكلام التي كان العبسي يعتمدها وباتت معروفة لدى كثير ممن تابع مسيرته في مخيم البارد.
لكن هذه المصادر لم تتوقف عند مسألة الصوت فقط، بل تعدتها الى مضمون التسجيل الذي تضمن عبارات وكلمات بحق الجيش اللبناني (جيش الصليب) وحزب الله (أبناء المتعة) وبعض قادة السنة (المتخاذلين) مؤكدة أن ما ورد يختلف إختلافا كليا مع مفهوم شاكر العبسي للصراع اللبناني ـ اللبناني والذي عبر عنه في أكثر من مناسبة حتى في عز ضراوة المعركة مع الجيش اللبناني، حيث قال في إحدى الجلسات التي كان يحضرها ممثلون عن حماس وعن الجهاد الاسلامي &laqascii117o;ان هذا الجيش وطني، وقتاله كان خطأ كبيراً، ولا يجوز أن يستمر، خصوصاً أنه يضم أبناءنا في عكار والضنية والمناطق الاخرى".
أما الموقف من حزب الله فتؤكد هذه المصادر ان ثمة مقولة شهيرة عن &laqascii117o;أبوحسين" لطالما رددها امام زواره في مخيم البارد &laqascii117o;باننا لم نأت لنقاتل حزب الله، لأن من يقاتل إسرائيل لا يمكن أن نقاتله"، فضلاً عن أن زوجته نقلت عنه أكثر من مرة قوله: &laqascii117o;إن حزب الله صنع معادلة جديدة في زمن الهزيمة العربية، ومن يقاتل حزب الله (بالرغم من اختلافنا معه) فهو آثم".

ـ صحيفة الحياة
رندة تقي الدين :
توقعت أوساط &laqascii117o;تيار المستقبل" ان تشكل الحكومة اللبنانية في غضون 4 أو 5 أيام. وقالت إنه بعد أن أوقف رئيس التيار النائب سعد الحريري المشاورات حول التشكيلة الحكومية بسبب الأحداث الأمنية في بيروت ثم في البقاع &laqascii117o;عاد واستأنفها بعد ملاحظة تحسن في الوضع الأمني وبعد ان أخذ الجيش موقعه على الأرض وكذلك قوى الأمن الداخلي التي أخذت الموقع الذي ينبغي ان تأخذه". واعتبرت الأوساط ان ما حدث في بيروت من صمود لأهاليها وامتناعهم عن استخدام أي سلاح، جنّب البلد الحرب الأهلية وأنقذه".
وقالت مصادر أخرى في قوى 14 آذار انها ليست ضد ان يكون للعماد ميشال عون حقيبة سيادية، &laqascii117o;الا أن عليه ان يتفق مع حلفائه حول أي حقيبة ومن يتسلمها لأن للمعارضة حقيبة سيادية وللأكثرية حقيبة أخرى وللرئيس سليمان حقيبتين سياديتين هما الدفاع والداخلية لكونه الحكم". وأكدت مصادر الأكثرية ان قوى 14 آذار موحدة في القرار، &laqascii117o;والبرهان على ذلك ان البعض في 14 آذار كان تحفّظ على ترشيح العماد سليمان ولكن عندما حُسم القرار في قوى 14 آذار كان الجميع موافقاً عليه".
وأعربت المصادر عن تفاؤلها بأن يكون صيف لبنان واعداً &laqascii117o;لأنه بعد تشكيل الحكومة وبدء الحوار الذي ينبغي ان يرعاه الرئيس سليمان طبقاً لاتفاق الدوحة، فإن الخلافات ستكون داخل الحكومة وليست على الأرض".وأوضحت أوساط تيار &laqascii117o;المستقبل" ان اللجنة الوزارية العربية ستحضر الحوار الذي سيرعاه الرئيس سليمان طبقاً لاتفاق الدوحة، وأن النائب سعد الحريري مستعد للقاء السيد حسن نصر الله في مرحلة ما في هذا الحوار &laqascii117o;من أجل إخراج لبنان من أزمته، فقوى 14 آذار تسعى الى بناء دولة واقتصاد حر والانفتاح الاقتصادي والثقافي وتريد المشاركة مع المعارضة لكنها لا تريد ان يكون لبنان جزءاً من معادلة إقليمية".
ورأت الأوساط نفسها ان النائب سعد الحريري &laqascii117o;فضّل عدم تسلّم رئاسة الحكومة لتكريس جهده للعمل الميداني وفي تيار &laqascii117o;المستقبل" والإعداد للانتخابات للمساعدة على إخراج لبنان من أزمته مع ضمان السلم الأهلي وإنعاش الاقتصاد وتثبيت عروبة لبنان وبسط سيادة الدولة على كل أراضيها".وعما اذا كان ينبغي ان يستجيب لبنان دعوة اسرائيل الى البدء بالمفاوضات، رأت الأوساط أنه ينبغي قبل ذلك ان تخرج اسرائيل من مزارع شبعا وأن تطبّق القرار 1701 ومن ضمنه اتفاقية الهدنة، &laqascii117o;وبعد ذلك يصبح لبنان في خير وهو سيكون آخر من يقيم السلام مع اسرائيل وهذا موقف محسوم".


ـ صحيفة المستقبل
فارس خشان :
خلافاً لما يمكن أن يتصوّره البعض، فإن وصول العماد عون الى رئاسة الجمهورية، بالوضعية التي انتهى إليها، كان يعني القبول بوصول رئيس ضعيف للجمهورية الى لبنان، لأن رئيساً يخوض 'حرب إلغاء' ضد بكركي وضد قيادات مارونية أساسية وضد المبادئ التأسيسية للدولة اللبنانية، هو رئيس من السهل الإيقاع به والسير بعهده الى الهريان، تماماً كما انتهت عليه حال رئاسة أميل لحود المرتهنة ليس للوصاية السورية فحسب بل لوصاية 'الفرد في ولاية الفقيه' المقيم في الضاحية. وتأسيساً على هذه اللمحة السريعة لحقائق لبنانية أساسية، قد يكون مفيداً أن يُعيد العماد عون حساباته فيتموضع في مكانه الصحيح ويكون دعامة استقلالية حقيقية، وإلا فإنه من مصلحة المسيحيين أن يُواجهوا هذه المعطيات بتجرد، حتى يعفوا عقولهم من الوقوع مجدداً في تجربة الشعارات المسقطة للاستقلال والجاذبة للدمار والموت و'ثقافة'.. الباسيج.

ـ صحيفة صدى البلد
جورج ساسين باريس:
بحث الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي امس من جملة قضايا دولية 'الوضع اللبناني وكيفية تعزيز استقراره' مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وسيتطرق في مناقشاته مع الرئيس الاميركي جورج بوش اليوم الى العلاقات الجديدة الفرنسية - السورية، على خلفية تمايز بين باريس وواشنطن.وقال مصدر في قصر الاليزيه بعد لقاﺀ ساركوزي وكي مون 'ان هذا الاخير شكر الرئيس الفرنسي على الدور الريادي الذي قام به في لبنان لا سيما زيارته الى بيروت وشكره على الجهود الدبلوماسية التي بذلتها فرنسا منذ اشهر من اجل اخراج الوضع من الأزمة التي يعيشها وانتخاب رئيس جديد للجمهورية'.
وأشار المصدر الى ان 'الجانبين اتفقا على العمل من أجل تعزيز المؤسسات في لبنان'. وعلمت 'صدى البلد' ان موضوع مزارع شبعا لم يتم التطرق اليه في المحادثات بسبب تعدد الملفات الدولية الساخنة.

ـ صحيفة صدى البلد
بيار عقيقي :
وزير خارجية سابق، عتيق في الكواليس الدولية والمحلية، خبر مؤتمر مدريد، 1991 وأجواﺀ المفاوضات السورية - الاسرائيلية السابقة. 'صدى البلد' حاورت الوزير والنائب السابق عن كسروان فارس بويز. (...) أريد أن يفهم من يهاجم عبارة 'تــلازم المسارين'، وأنا شخصيا لم أستعملها طيلة ممارستي عملي كوزير للخارجية، أن لبنان له مصلحة فيه أكــثــر مــن ســوريــة. المشاكل السورية مع اسرائيل أقــل بكثير من مشاكلنا مع اسرائيل، فسورية باستثناﺀ الجولان، لا مشكلة لديها مع تل أبيب، اما لبنان فعليه التفاهم حول مزارع شبعا والحدود والمياه فالأسرى التي أعتقد بأنها بطريق الــحــل، واللاجئين الفلسطينيين الذين لا يقدر لبنان على استيعابهم لأســبــاب عـــدة ولا حــل لــهــم حتى الساعة. وطرحنا بمدريد 1991 فكرة لجنة متعددة الأطراف لإيجاد حل للاجئين والإقــرار بالمسؤولية الدولية في هذه القضية. علينا أن نطالب السوريين بعدم التوقيع من دوننا، لا بل علينا الاتفاق مع السوريين على عدم توقيع أي طرف منا لأي ســلام لا يحفظ الحقوق اللبنانية والسورية. هناك أخطاﺀ ترتكب، منها الاعتقاد بالذهاب الى المفاوضات دون أوراق بين أيدينا، فبم سنفاوض؟ بقوتنا العسكرية فــي وجــه اســرائــيــل، أم فــي القوة العربية؟ اسرائيل لن تفاوضنا بغير أوراق، وأهم ورقة لدينا الاتفاق مع سورية في المفاوضات. كما ان فكرة حل المقاومة لن تجدي نفعا قبل تحقيق ا لمبتغى بخاصة بظل وجود أنظمة عربية متلكأة، غب الاشارة للولايات المتحدة، وفي اســرائــيــل. إن انفصال المسارين بموضوع التفاوض سيضر لــبــنــان أكــثــر مــن ســوريــة وليدقق أصحاب الدجل السياسي فسيروا أين تكون مصلحتنا
الــدور الإيــرانــي قائم على مبدأ تصدير الثورة، مع احترام التعددية اللبنانية التي لا تسمح بتصدير الثورة بكامل ايديولوجيتها الى بيروت. ايران حاضرة لدعم المقاومة، وفـــي يـــوم الــســلام الــنــهــائــي، لن تكون حجر عثرة، والدعم الايراني يشكل نقطة قــوة في التفاوض، فبدلا مــن رؤيــة الأمـــور مــن ناحية سلبية فلنوظفها كعوامل قوة. في حال فشل المفاوضات سنبقى في الحالة التي عرفناها في السنوات الماضية. فأي حكم سيكون نسبياً، وصلاحيات الدولة ستبقى ضعيفة، مع ما يحمله هــذا الأمــر من تفلّت الأوضــاع، وازديــاد احتمال استمرار العدوان الاسرائيلي، وبقاﺀ السجالات السياسية على حالها، أكان في موضوع المقاومة أو غيره من المواضيع الشائكة.المقاومة بأنها مطوّقة وهناك أهدافاً خارجية لإضعافها، وردت عبر أحـــداث بــيــروت. قــد لا تكون الطريقة المثلى، وهــنــاك نقاش كبير حولها، ولكن هذا ما حصل.
الأحداث كانت لتنتشر في العالم الــعــربــي وتــأخــذ منحى مذهبياً، شعرت بها مصر والسعودية، ووضع التفاهم بين ايـــران والسعودية الــحــاصــل مــنــذ أكــثــر مــن سنتين 'مهما بلغت الاشكالات فلا يجب أن تأخذ طابعا عسكريا مذهبيا بين الشيعة والسنة '، في مهب الريح.
وحــســب معلوماتي فــإن طهران أكـــدت لــلــريــاض بــأن الأحــــداث لم تكن عملا شاملا يهدف الى تغيير نظام أو اطاحة احد أو انقلاب بل جل ما في الأمــر أنــه رد فعل على قــرارات اعتبرتها المقاومة تمسّ بها، . طهران أكدت انها مستعدة للمساعدة فطلبت السعودية وقف الاضــطــرابــات وتطبيق الــمــبــادرة العربية، التي ليست بالحل الأفضل لكنها كانت ما توصل اليه الجميع، خاصة وان هناك دول عدة تهرّبت من التزاماتها تجاه لبنان. وبناﺀ على اتصالات متعددة تم اختيار قطر لتنفيذ الــمــبــادرة، بعناوين عــريــضــة كــوقــف الــنــار وانــتــخــاب رئيس الجمهورية، وترك التفاصيل للبنانيين، والشيطان يكمن في التفاصيل. الاتفاق مدخل الى الحل وليس حلا بحد ذاتــه، فلم يتطرق الى التفاصيل، وجمّد ما أمكن من الأمور، ومنها سلاح المقاومة. واذا ســاعــدت الــظــروف فــي استكمال البنود كافة عبر الــحــوار، فسوف يتحول الاتفاق شبيها بالطائف، والا ستعود الاشكالات الأمنية. التي بانت بوادرها في الأحداث الأخيرة التي تعيشها البقاع وبــيــروت. لا يحتمل الاتفاق وقتا قبل التطبيق، كما يحصل حول موضوع الحكومة.

ـ صحيفة صدى البلد
علي حلاوي :
من المسلم به ان كلا الطرفين من موالاة ومعارضة لا تطمحان بمشاريعهما المستقبلية الــى تحسين مستوى الخدمات المقدمة الى المواطنين بدﺀاً من فاتورة اوجيرو وصولاً الى تكلفة الاتصالات الباهظة والاغلى في العالم بعداحتكار الشركتين الخلويتين لهذا القطاع الذي اطلق عليه البعض 'نفط لبنان' بل الى اعتبارات يقترن احدها بالامن القومي وأخرى بأمن المقاومة.
اعتبر عضو كتلة تيار المستقبل النائب مصطفى علوش ان 'حزب الله يحاول الاشاعة دائماً ان هناك نوعاً من الفساد في قطاع الاتصالات بل من الواضح ان مسألة وزارة الاتصالات هي مسألة اساسية بخاصة ان المرحلة المقبلة ستتمحور حول ايجاد حلول ووضــع حــدود بين شبكة الاتصالات الرسمية وبين شبكة اتصالات حزب الله وهو ما يسعى الحزب الى تعطيله او ربما تداركه'. واكد علوش 'يبدو ان الحزب يحاول احراج قوى 14 آذار مقابل تمرير وسائل اخرى ومن الخطأان تخضع قوى الاكثرية لضغوط حزب الله ليستلم وزارة الاتصالات فهي بذلك تسلمه الاتصالات كافة في لبنان من رسمية اضافة الى شبكته الخاصة '، كما لــم يبد عــلــوش اعــتــراضــه على حساب الوزارة من ضمن حصة رئيس الجمهورية فيمااعترض على تسليمها لاحد الــوزراﺀ من ضمن حصة الرئيس نبيه بري لان بحسب علوش' الرئيس بــري وكــل مــن معه فــي تبعية تامة لسلطة وارادة حزب الله وهو جزﺀ من التركيبة السياسية له'. وحول مخاوف قوى 14 آذار من تسلم حزب الله وزارة الاتصالات للتأثير على سير التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري شدد علوش على' ان جميع المعلومات التي تخص الجريمة وفي قراﺀة من الناحية الاستراتيجية لاصـــرار حــزب الله على تسلم وزارة الاتصالات له او لاحد من حلفائه، اكد العميد المتقاعد امين حطيط 'ان حزب الله بعد انتهاﺀ الازمــة لم يعد خائفاً بالتحديد على شبكته الخاصة الــتــي بــاتــت تشكل جـــزﺀاً مــن سلاح المقاومة بل ان اكثر ما يثير مخاوفه هو الامكانية الكبيرة بالتجسس على الشبكة اذا ما تسلمتها قوى 14 آذار الــتــي يعتبر الــحــزب ان لــدى بعض اقطابها التزامات مع الخارج'. واضاف حطيط 'ان سلوكيات وزارة الاتصالات التنازل عنها بمثابة انكسار لفريق امام فريق آخر'.
وأكد العميد' ان حزب الله يدرك تمام الادراك ان العمل في وزارة الاتصالات في الفترة المقبلة لا بد ان يحفظ ظهر المقاومة بخاصة ان هذه المرحلة سيكون عملها اقرب الى البيئة الامنية والاستخباراتية'.

ـ صحيفة النهار
اميل خوري :
موقف 'حزب الله' المساند لموقف العماد عون يجعله يتمسك بمطلبه التعجيزي اعتمادا منه على وقوف المعارضة معه ولا سيما 'حزب الله' بحيث تتضامن معه فلا تشارك في الحكومة اذا لم يشارك هو فيها، فيتعذر عندئذ تشكيل حكومة وحدة وطنية تنفيذا لاتفاق الدوحة. وذهب بعض المشاركين في عملية تشكيل الحكومة ومعالجة العقد الى حد اقتراح جعل كل وزارة مثيرة للخلاف بين الموالاة والمعارضة من حصة رئيس الجمهورية فلا تظل حصته مقتصرة على ثلاثة وزراء، بل على اكثر من هذا العدد، واذا كان ذلك يعتبر مخالفا لتوزيعات اتفاق الدوحة، فانه يمكن اسناد اكثر من حقيبة الى الوزراء الثلاثة الذين هم من حصة رئيس الجمهورية.

ـ صحيفة النهار
سركيس نعوم :
كي لا يبقى هذا الكلام عمومياً لا بد من لفت 'حزب الله' والشعب الذي يمثل الى ان حديث اكثر من جهة سياسية واعلامية عن خطر الاصولية الاسلامية السنية التكفيرية المؤمنة بالعنف حلا لكل المشكلات بل عن احتمال اجتذابها السنة اللبنانيين بمن فيهم غالبيتهم المعتدلة بقصد حمايتهم من 'حزب الله' واصوليته الشيعية وانتمائه الايراني المزدوج بانتمائه اللبناني، وهذا الكلام ليس تهويلاً، وقد يتحقق في أسرع مما يظنون. ولا بد من لفتهم الى ان امساك بعض حلفائهم الاقليميين بقادة من هؤلاء الاصوليين او بمجموعات لا يعني ان غالبية الاصوليين يمكن ان تكون ممسوكة من الحلفاء انفسهم. كما لا يعني ان الممسوكين لن يغيروا بعد ان يدركوا شيئاً من القوة في مواقفهم ويعودوا تاليا الى اصوليتهم. وما جرى بين 'القاعدة' التي انشأتها اميركا، واميركا لاحقاً من حروب خير دليل على ذلك. وما كاد ان ينشأ في شمال لبنان من امارة لـ'فتح الاسلام' التي يعرف اللبنانيون من دعمها وادخلها الى شمال بلادهم دليل آخر على ذلك. والاخطر من كل ذلك اعتداد 'حزب الله' بجيشه الجرار وآلته العسكرية المتنوعة واعتماده عليهما لمواجهة الاصولية السنية. واذا كان الاعتداد في محله فإن الاعتماد ليس كذلك. لان مجرد مبادرة الحزب الى الحسم او محاولته، سواء نجح فيه او فشل، لا بد ان يطلق حرباً مذهبية شعواء قد لا تبقى محصورة داخل لبنان. علماً انها قد تدمّره.
وكي لا يبقى هذا الكلام عمومياً ايضاً لا بد من لفت 'تيار المستقبل' الى ضرورة ضبط شارعه، رغم الاستفزازات الخطيرة التي يتعرض لها من المعسكر الآخر، من دون التخلي عن المقاومة السلمية لمشروعات الهيمنة على البلاد بحجج المشاركة والتوافق وما الى ذلك. ذلك ان الاحجام عن الضبط يكون نوعا من الوقوع في 'الفخ' الذي ينصبه الاصوليون التكفيريون للنجاح في اجتذاب الناس والقضاء على الاعتدال السني ولمحاربة التنوع اللبناني الطائفي والمذهبي، وتحديداً لمحاربة 'النصارى والروافض' او ربما لاقتسام البلد مع الروافض على طريقة قسمة الامر الواقع وذلك ريثما يحين اوان الحسم النهائي للمواجهات الكبيرة الدائرة في المنطقة. اما 'النصارى'، كما يسميهم الاصوليون التكفيريون، فلن يكونوا في حال كهذه الا ملحقين بالفريقين الاصوليين الاسلاميين المتحاربين. وبذلك يكونون اول من يدفع الثمن عندما يخسر حليفهم وآخر من 'يقبض' اذا انتصر. وكلمة ملحقين في هذا العصر تعني بلغة الماضي انهم سيكونون في ذمة القوي. اي بعضهم في ذمة 'حزب الله' او من يحل مكانه مستقبلا، وبعضهم الآخر في ذمة الاصولية السنية التكفيرية.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد