يقام في المقر السابق للاستخبارات السوفياتية السرية 'كاي جي بي' في لاتفيا معرض يسمح للزوار والسياح بالدخول الى هذا المبنى، الذي كان يثير ذعر السكان في الحقبة السوفياتية، والتعرف الى خفاياه المظلمة.
ويتزامن افتتاح المعرض في مدينة ريغا مع القلق الذي تبديه لاتفيا وليتوانيا واستونيا، الجمهوريات السوفياتية السابقة، مما تراه محاولات من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الضابط السابق في الكاي جي بي، لاستعادة هيمنة موسكو على دول الجوار.
ويقام المعرض في مبنى يعود الى العام 1912، ومع الغزو السوفياتي لدول البلطيق تحول الى مقر عام للكاي جي بي في الاربعينات من القرن العشرين.
وتعليقاً على ما يكشفه هذا المعرض، تقول ايا ابنز مرشدة المعرض: 'الانطباع الاول الذي يثيره المعرض هو الصدمة'.
وتضيف: 'بعض الاشخاص يأتون الى هنا، لكنهم يقررون ألا يدخلوا، ومنهم من ينفجرون في البكاء، حينها نستنتج انهم كانوا معتقلين هنا، أو ان أحداً من اقربائهم كان معتقلاً في الزنزانات تحت الأرض.
ويبدو التأثر على وجه ابنز وهي تشرح عن غرفة الاعدام الواقعة تماماً إلى جانب المدخل المؤدي الى الباحة.
وتروي أنه حين تنفيذ الإعدام بأحد المعتقلين، كانت 'شاحنة تركن في الخارج ويبقى محرّكها يعمل لتغطية الأصوات والضجيج، ومن ثم تنقل اليها جثة القتيل فتنطلق بها'.
وفي وقت لاحق، نقلت ادارة الكاي جي بي عمليات الاعدام إلى مكان آخر، وحولت هذه الغرفة الى كشك لبيع السجائر لعناصرها.
وعلى مدخل المبنى، يجد الزوار صندوقاً خشبياً يعود إلى الحقبة الشيوعية كان يستخدم من الراغبين في الاستعلام عن مصير أقاربهم من المعتقلين، ولكنه كان يستخدم أيضاً لتقديم الوشايات عن الجيران أو الزملاء في العمل.
وفي الطبقات العليا يبدو الجو مختلفا تماماً، إذ تتوزع بين الاروقة اعمال فنية تتمحور حول الأنظمة الشمولية وجرائمها.
المصدر: صحيفة النهار (نقلاً عن وكالة الصحافة الفرنسية)