تحقيقات » سامي الحاج حراً بعد ست سنوات في غوانتانامو

samihajj_350صحيفة السفير
مايسة عواد
تأخرت حرّية مصوّر قناة &laqascii117o;الجزيرة" ست سنوات. خرج سامي الحاج من معتقل غوانتانامو إلى الحرية من دون أن توجه إليه أية تهمة، بعدما اعتُقل بحجة لقاء أسامة بن لادن. وفي خروج الحاج طليقاً اثبات لبراءته، يُترجم انتصاراً للقناة التي يعمل فيها، ولو أن الحديث كثير عن شروط أميركية تمنعه من السفر خارج السودان والعمل في المجال الإعلامي.
عاد سامي الحاج، أمس الأول، إلى أهله، إلى ابن تركه قسراً بعد ولادته بأشهر أربعة فكبر سنوات في غيابه. سامي الحاج حراً هو الخبر إذاً، أما الصورة فهي لوالد يركض نحو ولده، يمسكه كمن يقبض على حلم انتظره منذ زمن، يشتم رائحة فلذة كبده، يغرقه قبلات علّها تعوضه بعضاً من غياب مرّ.
سامي الحاج حراً هو الخبر، لكن كواليسه لا تحضُر إلا لماماً، المهم الآن ان الحاج خرج من فكّ معتقل تنتهك فيه كرامة الإنسان كل يوم، وأفلت من مكان لم يعترف حتى بحقه في الإضراب عن الطعام، فاُطعم قسراً بأنبوب من أنفه مرتين يومياً على مدى ستة عشر شهراً. والمهم أن الحاج تحرر من سجّانين نكّلوا به وبزملائه ومنعوا حتى رسوماته ومشاهداته داخل المعتقل أن تصل إلى الضوء.
لم تستطع &laqascii117o;السفير" التحدث مع سامي الحاج، لأنه &laqascii117o;وبقرار طبي غير مسموح بالتواصل المكثف معه". لكن مدير مكتب &laqascii117o;الجزيرة" في الخرطوم المسلّمي الكبّاشي أكد في اتصــال هاتفــي &laqascii117o;أن سامــي الحاج يمكث في مستشفى &laqascii117o;الأمل" في الخرطوم بضعة أيام، لأنه عندما نزل من الطائرة الأميركية التي نقلته كان في شبه حالة إغماء بسبب السفـر الطويل والتوقف عن الطعام بطريقة طبيعية، إضافة إلى الانفـعالات النفسية القوية، فحُمل على وجه السرعة إلى المستشفى، خصوصاً أن ضربات قلبه كانت غير منتظمة وضغطه منخفضاً"، وتابع الكباشي مؤكداً أن وضع الحاج الصحي دقيق، لكنه ليس في خطـر: &laqascii117o;لقد استطـاع بعد ساعة من العنايـة والراحة التعرف إلى الناس حوله ومصافحتهم فرداً فرداً، ولا يزال الآن يخضع لفحوصات طبية".
وعند سؤاله ان كان الإفراج عن الحاج جاء مشروطاً بعدم مغادرته السودان، وتوقفه عن الـعمل في &laqascii117o;الجزيرة" أجاب الكبّاشي: &laqascii117o;&laqascii117o;نحن لم نسمع مثل هذا الكلام، لكن هناك شــروطاً تقليدية توقّع عيها الدول المعنية في مثل هذه الحالات (أي بين الولايات المتحدة والسودان)، منها ألا ينتمي المُفرج عنه إلى تنظيم إرهابي وألا يتهم مستقبلاً في ممارسة نشاط إرهابي وألا يخرج من البلاد وان يكون خاضعاً لمراقبة الدولة، لكنها إجراءات تقليدية، وقد نفى وزير الإعلام السوداني بشدة ان يكون إطلاق الحاج قد جاء بناء على شــروط أميـركية وأكد انه حر وطليق في وطنه".
يتوقف الكباشي مطولاً عند &laqascii117o;اللحظات الإنسانية السامية" التي خيمت على لقاء الحاج بعائلته، خصوصاً عند لقائه ابنه محمد إذ استمر العناق لدقائق طويلة تأثر لها الجميع.. &laqascii117o;ولا تقتصر الفرحة على عائلته الصغيرة إذ ان هناك تجمعات شبابية كبيرة أمام مستشفى &laqascii117o;الأمل"، إضافة إلى تحوّل منزل الحاج وغرفته في المستشفى إلى مقصد للزوار والمهنئين الذين كان بينهم الرئيس السوداني، علاوة على تركيز خطبة المساجد على ضرورة إغلاق معتقل غوانتانامو.
ولكن كيف سينعكس إطلاق سراح الحاج على &laqascii117o;الجزيرة"؟ يجيـب الكبّاشي ان ما حدث هو &laqascii117o;شـهادة براءة لقناة &laqascii117o;الجزيرة" من تهم يحاولون إلصاقها بها". مؤكداً ما سبق وأعلنه مديـر عام قنــاة &laqascii117o;الجزيرة" وضاح خنفر من ان سجّاني الحاج حاولوا تجنيده للعمل كجاسوس فى &laqascii117o;الجزيرة": &laqascii117o;هذا الأمـر قاله أيضاً البارحة (أمس الأول) سامي الحاج، عندما تحدث عن تقديمهم شتى أنواع الإغــراءات له، إلى درجة وعدوه بتحويله إلى أشـهر إنسان في العالم، وطبع مؤلفاتـه كلها، شرط ان ينقل لهم معلومات عن &laqascii117o;الجزيرة" ويصبح جاسوساً داخلها".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد