صحافة إقليمية » «المجلس الثوري».. و«المحاكمة الثورية» / مفاهيم جديدة في الإعلام المصري

72089_430- صحيفة 'السفير'
زينب ياغي

&laqascii117o;لا أحد يذهب إلى عمله في مصر هذه الأيام، الكل يناقش". بتلك العبارة اختصر الإعلامي معتز الدمرداش، حال المصريين، في برنامجه &laqascii117o;مصر الجديدة" على &laqascii117o;قناة الحياة"، بينما أبرز الإعلامي عمرو أديب على شاشة قناة &laqascii117o;اليوم" شعار &laqascii117o;محدش فاهم حاجة"، ثم علق عليه قائلا: &laqascii117o;هو الحال كذلك".
وبالفعل، تشتعل مصر بالنقاش، في الميدان، تحت حرارة تقارب درجتها الأربعين، وفي القنوات المصرية، في استديوهات مبردة. يجلس الضيوف من اتجاهات متعددة في استديو واحد: ممثلو &laqascii117o;الإخوان المسلمين"، وشباب الثورة، والمرشح الرئاسي أحمد شفيق، مع فارق في نسب اختيار الضيوف.
يريد الكل معرفة مصير الانتخابات الرئاسية، بعد الأحكام القضائية بتبرئة نجلي الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك ومساعدي وزير الداخلية. يتحاورون، يرفعون أصواتهم، لكن الأمر لا يصل إلى حد الانقطاع. لا بل على العكس، تتردد خلال الحوارات عبارة يوجهها ضيف لآخر: &laqascii117o;ذلك رأيك وأنت حرّ به". فتشعر بأن ما يجري في مصر حالة غير عربية، مقارنة بالإعلام العربي. فقد خسر معظم الإعلام اللبناني تنوع ضيوفه منذ العام 2005، وأصبح يعتمد فقط على ذوي التوجهات الموالية. ولم تجرب القنوات العربية في سوريا والخليج أصلا خوض غمار التنوع، لأنه ممنوع المواجهة بالحوار.
وفي ظل الحوارات، أخذت تظهر مفاهيم جديدة، تلخص ما تريده الثورة، بعد الأحكام. فقال رئيس حزب &laqascii117o;الوسط" أبو العلا ماضي: نريد مجلسا رئاسيا، بالاستناد إلى الشرعية الثورية، وليس إلى الشرعية القانونية. وكان يقصد بذلك أن حمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح ومحمد مرسي يمثلون الثورة. بينما قال القاضي خالد أبو بكر: يوجد فارق كبير بين المحاكمة الجنائية وبين المحاكمة الثورية، وشباب الثورة يريدون محاكمة ثورية لأن جمال مبارك مسؤول عن هدر المال العام، وذلك لا يختلف عليه المصريون.
وقد سجلت جميع القنوات المصرية من دون استثناء، عدم موافقة غالبية الشعب المصري على الأحكام القضائية، وكيف أجبرت الأحكام &laqascii117o;الإخوان المسلمين" على النزول إلى ميدان التحرير مجددا، بعدما أعلنت نجاح الثورة، في ذكرى انطلاقتها في الخامس والعشرين من كانون الثاني الماضي.
وتناول الإعلام ظاهرة امتناع عدد كبير من المهاجرين عن التصويت، في انتخابات الإعادة التي بدأت أمس خارج مصر، بسبب الإرباك الحاصل.
سأل الإعلامي عمرو أديب على قناة &laqascii117o;اليوم" رئيس حزب &laqascii117o;الوسط" أبو العلا ماضي عن مضمون الاجتماع الذي عقده مع كل من المرشحين الرئاسيين حمدين صباحي، وعبد المنعم ابو الفتوح، فأجاب ماضي بأن المجتمعين طرحوا أفكارا حول إمكانية تشكيل المجلس الرئاسي، لكنهم ينتظرون جواب الإخوان. فرد أديب: &laqascii117o;إن مرشح الإخوان محمد مرسي قال نحن &laqascii117o;ماشيين" في الصناديق، أي الانتخابات". فعلق ماضي: &laqascii117o;ذلك ليس رأي جميع الإخوان".
وعلى قناة &laqascii117o;الأولى" المصرية، قال ممثل شباب الثورة طارق زيدان، إنه يتم استغلال الأحكام حاليا من قبل قوى سياسية لأغراض انتخابية، بينما كانت تبث أكثر من قناة كلام وائل غنيم الذي توجه به إلى &laqascii117o;الإخوان المسلمين" قائلا: &laqascii117o;بدلا من لوم المقاطعين للانتخابات احرصوا على نيل ثقتهم".
أما على قناة &laqascii117o;الحياة"، فقد وضع الدمرداش عنوانا للحوار: &laqascii117o;هل يؤثر الحكم القضائي في جولة الإعادة للانتخابات المصرية؟"، لكنه لم يستطع التطرق مع ضيوفه إلى ذلك العنوان خلال مدة البرنامج، وهي ساعة. فانتهت المدة عند نقاش حام بين مدير تحرير صحيفة &laqascii117o;اليوم السابع" هاني صلاح الدين من &laqascii117o;الإخوان المسلمين"، وبين المحامي حسن أبو العينين، المؤيد لأحمد شفيق. اتهم صلاح الدين المخابرات العامة بأنها لم تعط الأدلة الكافية للقضاء تحت ذريعة أنه لا توجد لديها معلومات، متعجبا كيف يمكن لمخابرات دولة ألا تسجل أحداثا تاريخية مثل التي حصلت خلال الثورة المصرية! فرد أبو العينين بأن النيابة العامة، عاينت كل الأدلة، ودخلت السجون، لكنها لم تحصل على أدلة كافية. وتدخلت الضيفة الثالثة وهي أستاذة الإعلام نائلة عمارة التي قالت بالكاد عبارتين مقتضبتين: يوجد خيار ثالث وهو أن المخابرات لم تفصح عما لديها من معلومات، لأنها ربما تمس الأمن القومي.
وعلى هامش الحوارات، برزت عبارات &laqascii117o;الإخوان" الخاصة التي تذكر بحزب كبير في لبنان: نحن منظمون، لكل منا دوره. حتى أن هاني صلاح الدين رفض أن يُسمى بالممثل الإعلامي &laqascii117o;للإخوان". وقال: &laqascii117o;أنا كادر إعلامي". فرد الدمرداش متعجبا: وهل تلك صفة خاصة بكم دونا عن المصريين؟ ثم علق ضاحكا: &laqascii117o;أنا أيضا كادر إعلامي"!

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد