- صحيفة 'السفير'
مصطفى فتحي
من يمتلكون القنوات الفضائية الخاصة في مصر، قلّة. لكنّ هؤلاء يساهمون في تشكيل الرأي العام المصري والعربي، في فضاء تتحكّم به السياسية ورؤوس الأموال.
1
&laqascii117o;تورتة" الإعلام المصري، تتقاسمها مجموعة من الأسماء، في مقدّمتها، أحمد بهجت، صاحب شبكة &laqascii117o;دريم". يعدّه البعض من أول رجال الأعمال الذين حاربوا احتكار النظام المصري السابق لعالم الإعلام. إذ كان رجل الأعمال المصري الأميركي من أطلق أول قناة فضائية مصرية خاصة، هي قناة &laqascii117o;دريم" عام 2001. إضافةً إلى امتلاكه قنوات &laqascii117o;دريم"، يمتلك بهجت ملاهي &laqascii117o;دريم بارك"، ومنتجع &laqascii117o;دريم لاند"، وشركة &laqascii117o;غولدي" للأجهزة الكهربائية، وشركة &laqascii117o;انترفال" للسياحة. صنع بهجت عبر قنوات &laqascii117o;دريم"، أسماء إعلامية مهمّة، وفي مقدّمتهم منى الشاذلي، وأحمد المسلماني. كما استعان بثلاثة برامج مهمّة هي &laqascii117o;لقاء مع الأستاذ" لمحمد حسنين هيكل، و&laqascii117o;رئيس التحرير" مع حمدي قنديل، و&laqascii117o;يا هلا" و&laqascii117o;الحقيقة" لهالة سرحان. وتمّ إلغاء برنامج هيكل، وبعده قنديل، بسبب تدخلات سياسية، ثمّ تركت سرحان القناة إلى &laqascii117o;روتانا". في البداية، لم يكن لقنوات &laqascii117o;دريم" خط سياسي واضح، إذ كانت أقرب للإعلام الاجتماعي الترفيهي. لكنّها بعد الانتخابات الرئاسية المصريّة عام 2005، انقلبت الآية، وأخذت الشبكة خطاً معارضاً للنظام السابق، وخصوصاً من خلال برنامج &laqascii117o;العاشرة مساءً" الذي شاركت فيه مئات الشخصيات المعارضة في حينه. لكن محللين سياسيين كثراً يختلفون مع هذا الطرح، ويعتبرون أحمد بهجت من رجال أعمال النظام المصري السابق، وأن &laqascii117o;دريم" خرجت بموافقة ودعم نظام مبارك الذي أراد أن يثبت للرأي العام وقتها أنّ مصر تتمتّع بحرية إعلام. رغم ذلك، يتفق كثيرون على أنّ &laqascii117o;دريم" كانت رائدة في تهيئة الشارع المـــصري لبداية عصر الإعلام الخاص. أضاف بهجت لمجموعته أخيراً، صحيفة ورقيّة، هي صحيفة &laqascii117o;الصباح"، وستصـــدر نهاية الشهر الحالي، وسيرأس تحـــريرها وائل الإبراشي مقدّم برنامج &laqascii117o;العاشرة مساءً" حالياً.
2
رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس اسم آخر لأحد صناع الخريطة الإعلامية في مصر. يعدّ الرجل من أغنى أغنياء مصر، بحسب مجلة &laqascii117o;أربيان بيزنس"، ويمتلك قنوات &laqascii117o;أون. تي. في." و&laqascii117o;أو.تي. في." و&laqascii117o;أون. تي. في. لايف" إضافةً إلى أنّه أحد مالكي صحيفة &laqascii117o;المصري اليوم"، وصاحب وكالة أنباء &laqascii117o;أونا". ساويرس معروف باتجاهه الليبرالي، وقد فجّرت سلسلة قنواته قنبلة غير مســبوقة في المجتمع المصري، حين بثت قنـــاة &laqascii117o;أو تي في" فيلم &laqascii117o;الفطيرة الأميركــية" عام 2007، من دون حذف مشاهد جنــسية صريحــة منه، وهو أمر لم يحدث من قبل، إذ تتعــرض كل الأفلام لرقابة قبل عرضها. ورغم أنّ عرض الفيلم سبب صدمة لبعض المصريين، إلا أنّ العرض أوصل رسالة مهمة، هي أنّ قنوات رجل الأعمال المصري سترفض الرقابة على المحتوى. ويدير قنوات ساويرس الإعلامي ألبرت شفيق، وتضم القنوات عدداً من المذيعين الذين حققوا نجاحاً مصرياً وعربياً، ومنهم ريم ماجد، وجابر القرموطي، ويسري فودة، وباسم يوسف.
3
يضاف إلى قائمة من يشكلون خريطة الإعلام المصري، جمال مروان، صاحب مجموعة قنوات &laqascii117o;ميلودي" التي بدأت بقناة وحيدة للأغاني العربية والأجنبية، لكنها سرعان ما تحولت لسلسلة قنوات كثيرة تحقق نسبة مشاهدة مهمة جداً بحسب دراسات إعلامية. قصة نجاح المجموعة تحمل خلفها اسم مروان، نجل أشرف مروان، أحد أعمدة نظام السادات السابق وزوج ابنة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. ومنذ ظهور قنواته في عالم الإعلام، يفضل جمال مروان الابتعاد عن الإعلام، وعدم إظهار مواقفه السياسية. لكنّه كسر هذه القاعدة حين ظهر في مجموعة إعلانات تروج لإحدى قنوات مجموعته وهي قناة ميلودي دراما.
4
نأتي لسلسلة قنوات الحياة والتي يمتلكها السيد البدوي، هو عبارة عن نموذج لتزاوج السياسة برأس المال.. فالرجل إلى جانب كونه مليارديراً مصرياً شهيراً، فهو أيضاً رئيس حزب &laqascii117o;الوفد" الذي يعد أعرق الأحزاب المصرية. وهو يرأس مجلس إدارة شبكة تلفزيون &laqascii117o;الحياة" المصرية، ويتولى أيضاً منصب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة &laqascii117o;سيجما" للصناعات الدوائية، ورئيس شعبة صناعة الدواء باتحاد الغرف الصناعية المصرية. تحتوي شبكة تلفزيون &laqascii117o;الحياة" على مجموعة قنوات عديدة يتنوع محتواها (رياضة، سينما، دراما، أخبار، وغيرها). وبدأت منذ سنوات قليلة بميزانية تخطت 70 مليون جنيه مصري (حوالي 11 مليون دولار)، بتخصيص ثلث الميزانية في إنتاج البرامج الخاصة، و15 مليون جنيه لشراء أفلام سينمائية جديدة، و20 مليوناً لشؤون القناة الهندسية و5 ملايين جنيه للبرامج الرياضية وحدها (كبرنامج الملاعب اليوم)، إضافةً إلى تكلفة الاستوديوهات.
5
يضاف إلى هؤلاء، محمد الأمين، وهو رجل أعمال مصري لم يكن معروفاً على الإطلاق قبل الثورة، عاش لفترة طويلة في دولة الكويت. لكنّ اسمه صار يتردّد بقوة في عالم الإعلام، لدرجة أن وصفه بعض المتابعين وخبراء المجال الإعلامي بمردوخ الإعلام المصري. بعد &laqascii117o;25 يناير" بدأ الأمين يعرض أموالاً ضخمة من أجل شراء كيانات إعلامية قائمة بالفعل، بأي ثمن. واستحوذ على مجموعة قنوات مودرن، ودفع ما يقرب من 100 مليون جنيه ثمنها (16 مليون دولار). ولم يتوقف نشاط الأمين في سوق الميديا على قنوات مودرن فقط، بل استمر في نشاطه، إذ أسس مجموعة قنوات &laqascii117o;سي. بي. سي." بتدفق مالي وصل إلى 200 مليون جنيه (32 مليون دولار)، ثم اشترى مجموعة قنوات &laqascii117o;النهار" بالكامل.
ولم يتوقف تفكير محمد الأمين على ذلك فقط، بل ضخّ عشرات الملايين من الجنيهات من أجل تأسيس صحف جديدة، منها صحيفة &laqascii117o;الوطن" التي خرجت منذ شهور قليلة بإمكانيات هائلة، برئاسة تحرير مجدي الجلاد رئيس التحرير السابق لجريدة &laqascii117o;المصري اليوم".
على الهامش
يعتبر خبراء الإعلام أن تكلفة إطلاق قناة فضائية لا تقل عن مليون دولار، وأنها لن تغطي تكلفتها إلا بعد 3 أو 5 سنوات، وأنه كلما زادت القنوات الفضائية كلما زادت خسائرها؛ لأن &laqascii117o;التورتة الإعلانية" في مجال الفضائيات محدودة، ولا تزيد، ولا بد لأي مستثمر في هذا المجال أن يستعد لتحمل خسائر في البداية.
2012-09-27 13:11:01