- صحيفة 'السفير'
صهيب عنجريني
&laqascii117o;مقبرة العاملين في الإعلام".. بهذه العبارة أوجزت منظمة &laqascii117o;مراسلون بلا حدود" الحال في سوريا خلال العام 2012. عبارةٌ، وعلى الرغم من قسوتها، إلا أنّها قد تكون قاصرةً عن الإحاطة بمأساوية الواقع. فالتضارب الذي مازال السمة الأبرز للمعلومات التي تتداولها وسائل الإعلام حول سوريا، طال أيضاً عدد الضحايا من الإعلاميين. ووفقاً لإحصائيات &laqascii117o;مراسلون بلا حدود" فقد بلغ عدد الإعلاميين الذين قتلوا خلال العام في سوريا سبعة عشر، فيما رفعت لجنة حماية الصحافيين الدولية العدد إلى ثمانيةٍ وعشرين. غير أن إحصائيات أخرى أكدت أن عدد الضحايا في سوريا وحدها، وصل إلى واحدٍ وتسعين، موزعين ما بين الصحافيين المحترفين والمواطنين الصحافيين والمدوّنين. ومثلما كان أول ضحايا الإعلام خلال العام عاملاً في الإعلام الرسمي، وهو الصحافي شكري أبو البرغل الذي يعمل في صحيفة &laqascii117o;الثورة" الرسمية والذي قضى إثر إصابته برصاصة في الوجه في 2 كانون الثاني، كذلك كان آخرهم من العاملين في القطاع ذاته، وهو حيدر الصمودي، المصور في التلفزيون الرسمي السوري والذي قضى بعد إطلاق النار عليه غرب العاصمة دمشق في 21 كانون الأول الحالي. ولعلَّ الغريب في هذا الصدد هو تناقض أسلوب وسائل الإعلام السورية الرسمية، في طريقة التعاطي الإعلامي مع ضحايا هذا القطاع. ففي حين حظيت بعض الحوادث بمواكبة كبيرة، مثل مقتل علي عباس رئيس دائرة الأخبار في الوكالة السورية الرسمية &laqascii117o;سانا"، تمَّ تجاهل حوادث أخرى ومنها ذاك الذي راح ضحيته المذيع في التلفزيون السوري محمد السعيد، والذي أعلنت &laqascii117o;جبهة النصرة" تصفيته، بعد اختفائه الغامض. إلى جانب الصحافيين السوريين، قتلت أثناء عملها الصحافية الأميركيّة مراسلة &laqascii117o;صنداي تايمز" البريطانيّة ماري كولفن، والمراسل الفرنسي لمصلحة &laqascii117o;فرانس 2" جيل جاكييه، والصحافية اليابانيّة ميكا ياماموتو، والمصوّر الفرنسي ريمي أوشليك.. كما توفي أثناء تغطيته للأحداث في سوريا الصحافي الأميركي اللبناني أنطوني شديد، مراسل صحيفة &laqascii117o;نيويورك تايمز".
لم يكن الموت الثمن الوحيد الذي دفعه الإعلاميون في سوريا، فحوادث الخطف كانت حاضرة بقوة ومصحوبة في بعض الأحيان بعمليات تعذيب طالت المختطفين، وقد أشارت &laqascii117o;مراسلون بلا حدود" على هذا الصعيد إلى وجود &laqascii117o;صحافيين تعرضوا لمضايقات من مجموعات مسلحة معارضة للنظام لا تقبل الانتقادات بسهولة وتسارع الى اتهام الصحافيين الذين لا ينقلون أخبارها كما يريدون بالجواسيس". ولم تقتصر هذه الحوادث على الإعلاميين السوريين فحسب، بل طالت آخرين عرباً وأجانب يعملون في سوريا، وكان من بين المختطفين في بعض الأحيان فرقٌ بأكملها، ومنهم على سبيل المثال فريق قناة الإخبارية السورية الذي احتجزته مجموعة تابعة للجيش الحر خلال شهر آب في مدينة التل بريف دمشق، وفريق شبكة &laqascii117o;إن بي سي" الإخبارية الأميركية الذي احتجز خمسة أيام على يد مجموعة مسلحة خلال شهر كانون الأول قبل أن يتم إطلاق سراحه، فيما يستمر احتجاز الصحافية الأوكرانية أنهار كوتشنيفا Ankhar Kochneva بعد أن اختطفها مسلحون معارضون في القصير في تشرين الأول متهمين إيّاها بـ&laqascii117o;التجسس على الثوار لمصلحة المخابرات الروسية" مطالبين بفدية قدرها 50 مليون دولار، وإلا قاموا بقتلها ــ انقضت المهلة بتاريخ 13 كانون الأول.
الاعتقال أيضاً كان حاضراً على قائمة المخاطر التي طالت الإعلاميين في سوريا، حيث استمرَّ اعتقال بعض الإعلاميين منذ العام 2011، ومنهم جهاد جمَّال الذي تم اعتقاله في تشرين الأول 2011 مع الصحافي البريطاني شون مالكستر، وقد تداول بعض الناشطين خلال الأيام الماضية أنباء عن تحويل جمال المعروف باسم &laqascii117o;ميلان"، إلى المحكمة الميدانية العسكرية في دمشق بتاريخ 26 كانون الأول 2012. كما اعتقل إعلاميون آخرون خلال العام الجاري أطلق سراح بعضهم، ويستمر اعتقال البعض ومنهم مازن درويش الذي نال مؤخراً جائزة حرية الصحافة. وكما في حالات القتل والخطف نجد في قوائم المعتقلين إعلاميين من مختلف الجنسيات، حيث دأبت الأجهزة الأمنية السورية على اعتقال هؤلاء - غالباً - بتهمة دخول الأراضي السورية بطريقة غير مشروعة، وقد تم إطلاق سراح معظمهم وترحيلهم بعد تدخل حكومات بلدانهم وبعض المنظمات الدولية، فيما يستمر اعتقال البعض ومنهم مراسل قناة الحرة في تركيا بشار فهمي الذي تمّ اعتقاله في حلب بتاريخ 20 آب، بعد أن &laqascii117o;أصيب في كتفه" وفقاً لـ&laqascii117o;مراسلون بلا حدود"، و&laqascii117o;خضع للعلاج من قبل السلطات السورية". وعلاوةً على كل ما سبق فقد تعرّض عدد من الإعلاميين في سوريا إلى إصابات متفاوتة الخطورة خلال العام 2012، ومنهم إيديت بوفييه التي تعمل لمصلحة صحفية &laqascii117o;لوفيغارو" والبريطاني بول كونري، والمصوّر الفرنسي وليام دانيل، كما تعرضت العديد من المقار الإعلامية الرسمية إلى حوادث اعتداء وتفجير.